[يمامة الوادي]

بين الغموض والتأمل








إخواني وأخواتي الشباب..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

من خلال التتبع والاستقراء في سيرة الحكماء والعظماء والرموز المقدَّرة
والتي تحتل مكانة عالية في النفوس، فإنا سنجد أن لدى هؤلاء قدرة كبيرة
على التحكم في الذات والسيطرة على المواقف المختلفة.

إن ثمة ما يسمى بـ (شعرة معاوية) بين الحكمة والشطط، وبين الغموض والتأمل،
وبين الخوف والحذر، وبين الحرص والهدوء، وبين الانطلاق والتسخين.

ولو أردنا أن نقرِّب الصورة أكثر فلو تخيلنا مباراة ساخنة بين فريقين،
ولا يكاد الجمهور يهدأ من التصفيق ولا يكاد اللاعبون يهدؤون من الحماس،
وأثناء ذلك تلقط أعيننا صورة للاعب يود النزول للملعب في فترة حرجة لفريقه
وهو يمتلئ حماسة ولكنه يأخذ وقتاً في التمارين الرياضية والتحرك في المضمار قبل النزول.

لربما لا يستوعب الجمهور أو قد لا يقدر سبب التأخر، وأنه ليس ثمة حاجة لهذه التمارين،
طالما أن الحماس على أشدّه، والوقت حرج!

كثير من الشباب وخاصة المتدين يمر بمراحل صعبة يُطالب فيها بإبداء الرأي أو فرض الرأي أحياناً،
والتي قد يخسر بعدها كثيراً من المواقف والعلاقات.

ولذا يعجبني جداً الشاب الهادئ فترة الخصومة والشد والجذب، وخاصة مع الأهل والأقارب.

يعجبني جداً الشاب الذي يتريث في طلب الحكم على شخص أو موقف أو أستاذ أو قريب
وهو بعدُ لا يملك أدوات الحكم، أو يخشى أن تحسب كلماته على حساب طرف دون طرف.

إن تعلم فن السكوت، وتمرير بعض المواقف دون أي بيان لفظي أجدى للطمأنينة، وأقرب للصواب.

ليس شرطاً أن نتكلم في كل مجلس، وأن نعلِّق على كل موقف، وأن نداخل في كل موضوع،
وأن نبدي الرأي في كل حدث.

بل ليس شرطاً أن نبدي التفاعل والانسجام الكامل مع كل حالة تتطلب التريث والتصبر.

إن الكثير قادرون على الكلام، بينما القليل القادرون على الصمت.

والكثير قادرون على الغموض، بينما القليل القادرون على التأمل.

وفي حركة التاريخ أن القلة الواعية هي التي تكسب الجولة غلباً!

إن التأمل والصمت أثناء اللجج فن ومهارة، وينم عن عقلية حكيمة ونفسية متماسكة،
وهو ليس تملصاً أو غموضاً أو خوفاً.

والحياة كلها تتطلب مبادرةً، وصوتاً مسموعاً، ورأياً واضحاً، ولكنها في المقابل كثيراً
ما تحتاج إلى طول تأمل، مع تعليق عام غير محسوب.

وقد يُظن أن قلة الكلام، وعدم التفاعل مع الحدث خسارة، وأحد دواعي غضب أطراف عدة،
ولكن التجربة تثبت في مستقبل الأيام أن غضب اللحظة على السكوت يزول،
وأن غضب المخاصمة والمناقشة لا يزول!

على العمري

[بشاير الرحمه]

صدقتي
والله ان الصمت راحه
جزاكي ربي الجنه

[يمامة الوادي]

الله يسلمك

[مدى1]

صدقتي اختي جزاك الله كل خير مشكوره على الموضوع الرائع

[يمامة الوادي]

الله يسلمك