لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
اللهم ارحمهما واغفر لهما واجعل مثواهما الجنة |
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه |
مساحة إعلانيه |
لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
قصة شعب
سلامة خلف أبو ترعة على إيقاعِ الخشوعِ في آذان الفجر تُشرقُ على الوجوه تباشيرُ الأمل، ويجفُّ الندى على أوراق الشجر، ليتحرك نحو دُورِ التعليم طلابٌ لم ينثنوا للريح، ولكن لا كما نتحركُ نحن وأولادُنا لمدارسنا، بل يتحركون إليها وهم يتمتعون بحصانة تجاه النسيان؛ ورثها الصغارُ عن الكبار. إنهم يتعلمون وهم يحملون في دواخلهم مساحةً كبرى للوطن، فيحملون في حقائبهم الكتابَ والحجر، والدفتر والقلم، مع علمهم أن الدربَ طويل، يدخلون إلى يومهم فيصنعون الحياة في مواجهة صناعة الموت، يشقون الطريقَ إلى المدرسة من غير خضوع لقسوة المسالك أو وعورتها. في داخل الصفوف يشرعون في الدرس الأول؛ يرسمون زيتونة، يحلمون بوطن من غير احتلال، وقهر، وجنود يدوسون الطفولةَ والزهر. صممت الخيمة؛ لتكون فيها بداية الحكاية، وراهن الكثيرون على أن اليأس سيأخذ الفلسطيني نحو النسيان، وينسى الأطفالً وطنًا لم يعرفوه أو يفرون من وطن محاصر. في الخيام بدأ الفلسطينيون رحلةَ التعليم؛ قالوا: لن ننسى، ولسنا ممن نضع يدًا على الخد، ويخط بالأخرى في رمل القهر، كانت تلك ضربة البداية في رحلة الثبات والمقاومة والتحدي. وبدأ الفلسطينيون رحلةَ التعليم من لَوْح في خيمة، حتى ضَمَّت الأطفالَ الصغار جدرانُ المدارس ثم المعاهد، والجامعات؛ وكأن الإنسان لا يتعلم إلا في أرضه، إنها قصةُ شعب، أرادوا محوَه من الوجود، فابتكر من قلب المعاناة فنَّ الحياة، لعلمهم أن في الجرح ما يساعد الجرح على الشفاء. الطلاب في غزة يَنصِبون الحلم على جزء خيمة مدمر، وذلك بعد أن أصبحت مدارسهم خبرًا في جريدة. أما مناهجُهم فتتحدثُ عن طفولةٍ تُحتَضر، وشعبٍ محاصَر، يتشبث أطفالُه بخيوط النور، حجارتهم بأيديهم يزرعونها بالغضب، ويرمونها بالتكبير. إنهم محاصرون.. لكنهم يصنعون من القيد فخرًا، ومن السلاسل نيشانًا، لقد كابدوا حتى الشهادة، وقد يعودُ أحدُهم من سجنه بغير سمع أو بصر أو أكثر. وعند رجوعهم من مدارسهم لا يرون سوى بقايا بيتٍ تعطر بضحكات أهله، ولا يسمع سوى صوت القذف والريح، لكن كل واحد منهم يعرف أن اليهودَ هم من قتل أخاه؛ يتذكر ذلك قبل أن ينام في سريره الخالي من الفرح؛ فمن يحزن جيدًا هو من يفرح جيدًا. يكر الأطفال ويفرون وسلاحُهم حجر؛ لأن العدو قد ضيق عليهم بالحصار، إنهم يحبسون الجياع ويتركون الأطفال يجربون الاعتقال داخل الجدران. إنهم يتعلمون ويقاومون؛ لأنهم عرفوا عدوهم ورأوه بأم أعينهم لا بعين الكاميرا؛ فنسُوا طفولتَهم وانشغلوا بالبحث عن طيف إخوانهم الصغار، مع أن ساعات العمل ترهق أيديهم الصغيرة. الطفلُ الفلسطيني جزء من المأساة الفلسطينية بكل ملامحها؛ طفل السادسة يحبس في عينيه دموعًا كثيرة، ومع ذلك يتطلع إلى الحياة بقلب مفتوح، ولقد تعلم الأطفالُ الحذرَ بجرأة الطفولة، يتحسسون الخطر القادم من كل مكان، تشدهم طفولتُهم للعب ولو لدقائق يكتشفون فيها أنفسَهم قبل أن تتخطفهم عتمةُ القبور. |
|
|