[يمامة الوادي]

الاستثمار
المال الصالح قوام الحياة، وقد حث الإسلام على تحصيله وحسن تدبيره وتثميره "نعم المال الصالح للرجل الصالح". كما حثّت الشريعة الإسلامية على الضرب والسعي في جنبات الأرض، وذلك بهدف تحصيل الرزق ( وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله) ونهى الله عن اكتناز الأموال وتعطيل حركتها وتجميدها قال تعالى: (والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم)، وهذا يعني أن الله أمر بإنفاقها واستثمارها في وجوه الخير ..
والمال زينة الحياة الدنيا والإسلام لا يمنع طلبه بطريق طيب حلال، بل إنه يحرض على كسبه، وحسن التصرف، لتقضى به الحقوق، وتؤدى الواجبات، وتصان الحرمات. لكن آخرين فهموا أن الإسلام لا يريد من أهله الا أن يكونوا فقراء صاغرين وأن الغني في الدنيا محروم من نعيم الآخرة.. وكبرت كلمة تخرج من أفواههم ..فالإسلام لا يعرف إلا المؤمن الكادح العامل المستمع المجيب لقول الله تعالى: ( فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور).. وإن الأمم تنصر بعد توفيق الله بالمال والبنين إذا كان المال صالحا والبنون صالحين.. أما إذا كانت تلك النعم أداة للترف والاستعلاء واللهو والصد عن سبيل الله؛ فالخسران والهلاك!!.
وقد جاءت السنة النبوية بالأحاديث الشريفة التي تدل على وجوب الاستثمار، فقد أمر صلى الله عليه وسلم ولي الأيتام ألا يجمّد أموالهم ولا يصرفها عليهم. بل عليه أن يقوم بالاتجار بها وتنميتها "من ولي يتيماً له مالٌ، فليتجر له، ولا يتركه حتى تأكله الصدقة". بل وقد ذهب الرسول إلى أبعد من ذلك، حيث أمر السائل أن يأتيه بما في داره ثم حوله النبي إلى سيولة، ثم أرشده إلى استثمار هذا المال، وذلك بهدف إنتاج مالٍ جديد، فأمره صلى الله عليه وسلم "اشتر بأحدهما طعاماً فانبذه إلى أهلك واشتر بالآخر قَدُوماً، فأتني به". فأته به، فشدَّ فيه رسوله الله صلى الله عليه وسلم عوداً بيده، ثم قال له: "اذهبْ فاحتطب وبع ولا أرينَّكّ خمسة عشر يوماً". فذهب الرجل يحتطب، ويبيع، فجاء وقد أصاب عشرة دراهم، فاشترى ببعضها ثوباً، وببعضها طعاماً، فقال صلى الله عليه وسلم: "هذا خيرٌ لك من أن تجيء المسألة نكتة في وجهك يوم القيامة"..
يقول د. عبد الحميد الغزالي -أستاذ الاقتصاد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسة / جامعة القاهرة-: إن الاستثمار هو الإضافة الجديدة من المنتجات الإنتاجية، أو الرأسمالية إلى رأس مال الدولة المتاح. أو بشكل أوسع، هو: توظيف الفرد المسلم -أو الجماعة المسلمة- ماله الزائد عن حاجاته الضرورية بشكل مباشرٍ أو غير مباشر، في نشاطٍ اقتصادي لا يتعارض مع مبادئ الشرع ومقاصده العامة، وذلك بغية الحصول على عائدٍ منه، يستعين به ذلك الفرد المستثمر - أو الجماعة المستثمرة - على القيام بمهمة الخلافة لله وعمارة الأرض.
وفي خضم هذا النمو الهائل وهذا التنافس غير المسبوق في سوق الأسهم ربما نجد أن هذا المعنى الراقي للاستثمار قد غاب و يخشى أن يأتي هذا اليوم الذي قال عنه صلى الله عليه وسلم "يأتي على الناس زمان لا يبالي المرء ما أخذ منه، أمِن الحلال، أم من الحرام" ، فترى من لا يتورع في الإيداع أو الاقتراض أو المساهمة و المضاربة بالربا ، وعروضا وهمية ، وإشاعات كاذبة ، وعدم الشفافية في بث المعلومات، وتقديم كبار المساهمين على صغارهم..
ولا ننكر أنه وسط هذا الزخم هناك ما يدعو إلى التفاؤل ومن نعم الله أن نرى ذلك الكم الهائل من الأسئلة والفتاوى عن الاستثمار بصفة عامة والأسهم خاصة، وهذا دليل تسابق المسلمين في السؤال والتحري عن الحلال والحرام والخوف من الوقوع في شبهات المال الحرام..

الحياة كلمة

[Ŝђǿǿq Ťąbσύĸ]

[السلطاانه]

[يمامة الوادي]

الله يسلمكم,,,