[يمامة الوادي]

صورة من المحشـر
غداً يجمعنا الحشرُ ** فقد ضاقَ بنا القبرُ !
فلا نجني سوى شوكٍ ** لأن بذورنا كَدَرُ
مقولةٌ كل جبارٍ ** : ألا ليت الهوى هدرُ
إذا ما عاشَ إنسانٌ ** يبعثرُ عمرهُ السكْرُ
فلا يلوي على شيءٍ ** ويفني جَدَهُ السهرُ
تموتُ أمامَ عينيهِ ** بلادٌ مصها القهـرُ
فلا يعبأ بها طراً ** ويُضحكهُ لها الخبرُ
يقطّعُ يومهُ أكلاً ** ويملأ كرشهُ الخمرُ
إذا جاءتهُ تسألهُ ** عجوزٌ عضها الصبرُ
وفي يدها مساكينٌ ** صغارٌ دقهم قهرُ
دموعُ العينِ هاطلةٌ ** وأوجاعٌ بها طهرُ
يقهقهُ ملء جعبته ** كأنّ صغارنا غجرُ ..!
إذا ناداهُ محتاجٌ ** وأيتامٌ ، لهم عذرُ
تسفّلَ في سفاهتهِ ** بألفاظٍ لها قَذرُ
لقد ماتت مروءتهُ ** وكالنعلِ بدا القذِرُ
فإن جاءته راقصةٌ ** وعاهرةٌ لها خبرُ
تفنن في عطاياهُ ** وكَانَ العهرُ والقَذرُ
تمرغَ عند نعليها ** وسَالَ لعابهُ الكدِرُ
غداً نلقاهُ مكتئباً ** يئنُ يعضهُ الضجرُ
يودُ يودُ لو يحيا ** ينادي : ليتني حجرُ..!
فلا ينفعهُ إنسانٌ ** ولا مالٌ ولا عذرُ
غداً تُشوى كنانتهُ ** لهيبُ النار تستعرُ
فيوم الحشرِ مرتقبُ ** قريباً ، إنه الفجرُ
تبجحْ في سفاهتكَ ** فقعرُ النار لك خبرُ
ولكن توبة العبدِ ** تُعلـيهِ ويعتـبرُ

بو عبد الرحمن

[Ŝђǿǿq Ťąbσύĸ]

شـِـعـر مـُـؤثـر

بــارك اللــه فـيـكِ

[يمامة الوادي]

الله يسلمك,,,