[أبو عبد الله]

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته



عندما وضعت السؤال الثاني والعشرون جاءتني رسالة كريمة من الشيخ فهد وفقه الله يذكرني بما في الشخصين من خلل في العقيدة ، وفي الحقيقة وقبل أن يراسلني الشيخ ترددت في وضع السؤال لعلمي بمعتقدهما ، ولكنني مع ذلك وضعت السؤال و رددت على الشيخ بأن هذا مجرد سؤال نريد إجابته ونحن لا ننشر معتقدهما ، ولا ندعو لفكرهما ، وذكرت أنه بالإمكان أن نضع بحثا يتبين فيه المنهج الواضح لهما ، حتى لا يخدع أحد بما يسمع عنهما .

وهذا ما أحاول تسطيره هنا ، من ذكر لبعض أقوالهما ، و أترك الحكم في النهاية ، ولنبدأ بالشيخ ونتبعه بتلميذه .
السيد جمال الدين الأفغاني

ولد عام 1254 هـ وتوفي 1314هـ في الأفغان وإليها ينسب .

هو عظيم في قوة بأسه ، ورباطة جأشه ، و طول نفسه ، في محاولة الإصلاح ، حيث بذل وقته وجهدة وعقله وماله في خدمة قضيته التي آلى على نفسه أن يحققها ، أو يهلك دونها ، حيث تنقل كثيرا ، وتشرد طويلا ، وحورب وطرد ، ومع ذلك بقي شامخا قويا .
حاول إصلاح المجتمع دينيا وسياسيا واجتماعيا ، وتحمل المتاعب ، وجالد الصعاب ، ليحقق هدفه ، ويبلغ مراده ، سيرته سيرة مليئة بالتضحيات والمغامرات ، حتى وإن كان من مغامراته أن يحارب الملوك والحكام ، وكل ذلك ليطرد المحتل الأجنبي من البلاد الإسلامية .
لكنه كما قلنا عاش في بلاد الأفغان ، واصطبغ بصبغة الصوفية ، ولبس مسوحها ، و قال عنه تلميذه محمد عبده :" أنه كان متصوفا ، يدين بعقيدة الصوفية "
وحكي أنه لما جاء إلى مصر أعجبه برنامج الماسونية من دعوة إلى الحرية والإخاء والمساواة فانضم إليها .

ومن أقواله : "وعندي أن لا مانع من السفور ، إذا لم يتخذ مطية للفجور"
فكانت شرارة قوية لبداية السفور ونزع الحجاب كما سنعرف .

ومن أقواله :"لا تقطع رأس الدين إلا بسيف الدين "
فحكم عليه بعضهم بالإلحاد.


وسأذكر بعض أقول تلميذه فيما بعد في بعض رسائله الخاصة إليه تبين شيئا من السكوت عن بعض الأخطاء .

الشيخ محمد عبده

ولد سنة 1266ــ1323هـ وكان ذلك في مصر من أب تركماني وأم عربية .

وكانت نشأته في أحد الأرياف إلا أن حالة والده ساعدته في بداية حياته ، إلا أنه كاد أن يترك التعليم بعدما رآى صعوبة التعلم في الأزهر ، حتى نقله خال أبيه صوفي عنده ، وتعلم على يديه وغير بعض قناعاته .
فعاد للدراسة والتعليم ، وبدأت حياة شخص بارز ، في مجال الإصلاح الديني ، والذي حاول أن يقتدي فيما بعد بشيخه جمال الدين ، إلا أنه اختلف في الطريقة ، حيث كان شيخه يقرن بين الإصلاح الديني والسياسي وأما هو فقد فرق بينهما و رأى أن الإصلاح الدين أهم .
ثم إنه وعند اتصاله بشيخه أعجب به الشيخ وأعجب بالشيخ ، فكانت العلاقة فيما بعد قوية . واتفقا على المضي في الإصلاح ، وبدؤوا بالعمل ، و قاموا بتأسيس بعض الصحف ، فكان الأفغاني القلب ، والتلميذ الجسد .
إلا أن فرط الإعجاب بشيخه أوقعه في كثير من الأخطاء في مراسلاته ، فنجده يقول ذات مرة :"لو قلت إن ما آتاه الله من قوة الذهن وسعة العقل ونفوذ البصيرة هو أقصى ما قدر لغير الأنبياء لكنت غير مبالغ "
وقال أيضا :" مولاي الأعظم حفظه الله وأيد مقاصده
ليتني كنت أعلم ماذا أكتب إليك ، وأنت تعلم ما في نفسي كما تعلم ما في نفسك ، صنعتنا بيديك ، وأفضت على موادنا صورها الكمالية وأنشاتنا في أحسن تقويم ، فيك عرفنا أنفسنا ، وبك عرفناك وبك عرفنا العلم أجمعين ، فعلمك بنا كما لا يخفاك علم من طريق الموجب ، وهو علمك بذاتك ، وثقتك بقدرتك وإرادتك ، فعنك صدرنا وإليك المآب "
وقال:" فكأنك وحقك كنت وأنت في الهند بين أظهر المصريين "
وقال:" فقد اقتضت حكمتك القائمة منا مقام الإلهام في قلوب الصديقين أن ننال الحق ولنا الحجة الباهرة "
وقال:" وإن كان في قوة بيانه ما يشكك الملائكة في معبودهم والأنبياء في وجههم "
بل قد يعجب الجميع حينما نقول : إن مسيرة تحرير المرأة وسفورها بدأت من حديقة هذا الشيخ الذي اتصل اتصالا قويا باللورد كرومر . بل وبدأ يطبق ما أراد المحتل الدعوة إلى تحرير المرأة المسلمة، وهو هدف أساس لدى أعداء الإسلام في كل حين وآن، وقد قام الشيخ! محمد عبده ومدرسته بتحقيقه أيما تحقيق.
فمخاطبة الرجل للمرأة ينبغي أن تكون بغرائزها، لا بعقلها وفكرها

كما أن بعضهم أدخله في دائرة الإلحاد مع شيخه وذلك للمقولة ذاتها التي قالها شيخه وهي :"ومن أقواله :"لا تقطع رأس الدين إلا بسيف الدين "
وإن كان لها تأويلا لديهما .

هذا ما أردت إيضاحه ، ولم أستطع الإحاطة به ولذا فإن البحث في هذا المجال واسع ، ولكن هي نبذة تعريفية بالشيخين الذين أقاما الدنيا ولم يقعداها في وقتهما .

والله تعالى أعلم

[الغــــاليــــة]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..


جزاك الله خيرا أخي أبو عبدالله على هذا التوضيح..


وعلى اعتبار أن من قام بإعداد أسئلة المسابقة هي أنـــــــــا


فإني أعتذر في هذا المقام من فضيلة الشيخ/ فهد العصيمي، ومن الجميـــــــــع


إذ أني لم أكن على علم بما ذكرته يا أخي أبو عبد الله من خلل في عقيدة هذين الشخصين

خصوصا أني استعنت في إعداد الأسئلة بعدد من المراجع والكتب ومواقع الإنترنت..

وتحديدا السؤال الثاني والعشرين استعنت في وضعه بكتاب:
(تاريخ الأدب العربي) ، لـ/أحمد حسن الزيات

ولم يأتِ فيه ما يشير إلى ذلك

و والله لو أني كنت على علم بذلك، لما تأخرت للحظة في تغيير هذا السؤال إلى آخر

وبصراحة أني كنت أضع هذه المسألة -صحة منهج من يدور حوله السؤال- بعين الاعتبار وأحرص عليها

ولا أخفيكم جميعا أني وقبل أن أضع هذا السؤال أني ترددتُ بعض الشيء لعدم إحاطتي بمعلومات كافية عن منهجيهما!

وها قد حصلت على شيء منها بفضل الله ثم هذه اللفتة منك يا أبا عبدالله


فأعتـــــــــــذر مرة أخرى للجميـــــــــــع وعلى رأسهم شيخنا الفاضـــل/فهــــد العصيمي


جزاك الله خير الجزاء يا أبا عبدالله على هذا التنبيه الذي ما كنت لأعلم به لولا هذه اللفتة

وفق الجميع لما يحب ويرضى..



أختكم/الغــاليــة

[أبو عبد الله]

كما قلنا هو سؤال يتطلب إجابة ليس إلا

ولا تثريب عليك