[يمامة الوادي]

بدموعها تطلب القرآن


الحياة في ظلال القرآن نعمة .. نعمة لا يعرفها إلا من ذاقها , نعمة ترفع العمر وتباركه وتزكيه ... فما أروع العيش في ظلال القرآن .. كثيرات عشن في غفلة فأيقظهن القرآن...

اخيتي ما رأيكِ أن نعيش معا في هذه القصة ...!! تحكي إحدى معلمات التحفيظ هذه القصة لعنا نجد فيها أسوة وعبرة ...

تقول فيها : امرأة تركية بكت وأبكتني .. كنت في الحرم المكي فإذا بمن تطرق على كتفي وتخاطبني بلكنة أعجمية ..التفت فإذا امرأة متوسطة السن غلب على ظني أنها تركية .. كانت تريد أن تقول شيئاً وتحاول استجماع كلماتها .. أشارت إلى المصحف الذي كنت أحمله وقالت بلغة عربية مكسورة ولكنها مفهومة أنتِ تقرئين القرآن؟ قلت :نعم .

وإذا بالمرأة يحمر وجهها واغرورقت عيناها بالدموع ... هالني منظرها إذ بدأت في البكاء بصوت مرتفع وكأن مصيبة حلت بها .

قلت لها : ماذا بك ؟

قالت بصوت حبيس يكاد يختنق : أنا ما أقرأ القرآن .

قلت لها :لماذا ؟ قالت :لا أستطيع فأنا أجهل اللغة العربية ! قلت لها اسأليه أن يعلمكِ .. اسأليه أن يعينك ِ على قراءة القرآن كفكفت دموعها ورفعت يديها قائلة اللهم افتح ذهني .. اللهم افتح ذهني ..اقرأ القرآن .. اللهم افتح ذهني اقرأ القرآن ..

قالت لي : أشعر أنني سأموت قبل قراءة القرآن . قلت لها :لا .. إن شاء الله سوف تقرئينه كاملاً وتختمينه عدة مرات قبل أن تموتي .

قالت لي : إذاً أنا أموت ما قرأت قرآن ... أنا في نار.. أنا أسمع الشرائط لكني في حاجة للقراءة .

قلت :سبحان الله .. هذا كلام الله .. امرأة أعجمية في بلاد علمانية ...

تخشى أنن تلقى ربها ولم تقرأ كتابه .... منتهى أملها أن تختم القرآن ضاقت عليها الأرض بما رحبت وضاقت عليها نفسها لأنها لا تستطيع تلاوة

كتاب الله ...

فما بالنا وقد هجرناه ؟؟؟؟؟! ما بالنا وقد أوتيناه فنسيناه ؟ ما بالنا والسبل ميسرة لحفظه وفهمه وتلاوته فاستبدلنا الذي هو أدنى بالذي هو خير ؟

ولم نعكف عليه ؟ لقد كانت دموعها الحارة أبلغ من كل موعظة ودعاؤها الصادق كالسياط تذكر من أعطي النعمة فأباها وانشغل عنها . فسبحان الله مقلب القلوب ومصرفها !!.

هذه همها أن تختم القرآن ...... فما بالنا هممنا قد سقطت على أم رأسها !



..نسأل الله العلي القدير أن يرزقنا تلاوته على النحو الذي يرضيه عنا ..ويجعلنا من حفظه كتابه .. إنه سميع الدعاء ..

لمى الخير