[شذى الإيمآن]

ان السعيد حقاً هو من جعل القرآن أنيسه وجليسه ، يتلوه آناء الليل وأطراف النهار ، لا يمر يوم من حياته إلا وله ورد من القرآن ، يحاول بكل جهده أن يقرأه رغم الظروف التي تعتريه أحيانا ،


وقد وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم حال الناس مع القرآن حين قال عليه الصلاة والسلام «المؤمن الذي يقرأ القرآن ويعمل به كالأترجة، طعمها طيب وريحها طيب، والمؤمن الذي لا يقرأ القرآن ويعمل به كالتمرة طعمها طيب ولا ريح لها، ومثل المنافق الذي يقرأالقرآن كالريحانة ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كالحنظلةطعمها مر - أو خبيث - وريحها مر» (رواه البخاري، ومسلم واللفظ للبخاري) .


وعندما ننظر إلى أحوال الناس ، نراها مختلفة ،
فهناك الصغير والكبير ، القوي والضعيف ، الصحيح والمريض ، الشاب والكهل ..
وكلهم لهم نصيب من القرآن أو هكذا يجب ان يكونوا ،


ولكن ،


أن نرى شاباً في الثانوية العامة مثلاً لا يحفظ سوى قصار السور ،وبالمقابل شيخ كبير السن قد احدودب ظهره يحفظ العشر أجزاء او العشرين جزء وربمايحفظ القرآن كله ، ماذا سيجول في ذهنك ؟ ومالذي ستفكر فيه ؟


في عالمنا العربي وعالمنا الإسلامي نماذج لأناس كانت لها قصص جميلة ومؤثرة مع القرآن ،


أناس قد واجهتهم ظروف مثل ظروفنا ، وربما أسوأ ،
لكنهم لم يتركوا لليأس ولا للفشل سبيلاً يثنيهم عن رغبتهم ، وهي أن يكونوا حفّاظاً لكتاب الله ،


وهنا اخترت بعضاً من هؤلاء ،لعلنا نأخذ منهم العبرة ،
والهمة والعزيمة :






بدأت بحفظ القرآن وعمرها ستون سنة ، وهي أمية لاتقرأ ولاتكتب ، ولكنهاتملك قوة وعزيمة مذهلة ..
واستمرت بهذه الهمة إلى أن ختمت القرآن وعمرها 74 سنة !!




العم علي ، خرج للمعاش وهو في الخامسة والستين ، قرر أن يحفظ القرآنوماكان منه إلا أن توجه بالدعاء بعزيمة لاتلين ، وكان يحفظ كل يوم آيتين لايزيد ،وكان يراجع بصورة دائمة ويصلي بما يحفظ يل ويقوم به الليل حتى انتهى من الحفظ وهوبعمر السبعين من عمره وكان دائما يقول : من داوم طَرْق الباب وصل ..
فقل لي ما عذرك أنت ؟؟!




الطفل معاذ ،
صغير في السن
كفيف لا يبصر
همته تضاهي همة شاب صحيح البدن قوي الجسم
بعزم وإصرار وتوفيق من الله استطاع حفظ القرآن الكريم كاملاً
قصته تجعلك تفكر في نفسك وما آل إليه حالك ،
ورؤيته تجعل الدموع تنساب بين خديك ،







شاب في مقتبل العمر
من ذوي الاحتياجات الخاصة
لا ينطق بحرف إلا بعد جهد جهيد
يجعلني أتسائل ، أين بعض الناس منه ؟
هؤلاء الذين أطلقوا لسانهم في القيل والقال
وعندما يقرأون بضع آيات
يثقُل لسانهم كثقل الجبال !!
ويهدّهم التعب !











( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ )

أنزله الله باللغة التي نتحدث بها ،
ونفهمها
ونعيها منذ صغرنا ،
لكن ،
أين نحن من تلاوته وحفظه وتعاهده ،
وغيرنا ،

لا يتحدث بلغتنا
ولايفهمها ،
لكنه أحب هذا القرآن العظيم ،
وسعى لحفظه
وحاول جاهداً أن يتقن مخارج حروف لغتنا ،
فأين نحن منهم ،









أحمد مسلم
شاب معاق ذهنياً
لكنه يحفظ القرآن كله ، وعدد آيات سوره ،
بل اقرأ آية من أي سورة ، واسأله عن رقم الآية ، وسيجيبك !!
ماذا عنا نحن ،؟؟








أترككم مع هذا الحافظ ،
والذي حفظ القرآن منذ الصغر ،
أين أطفالنا منه ؟
حقاً مشهد يدعو للتعجب والتفكر







وأخيراً

وكما قال أحد الصالحين : أنظر ، لايقطعنك قاطع عن سرعة المبادرة بالأعمال، فإنه ليس بين الدارين دار أخرى يُدرك فيها العباد ما فاتهم من طاعة الله !!


غداة الحشر ، إذا بُعثر مافي القبور ، وركب الأبرار نجائب الأعمال فاستبقوا إلى الصراط ،
كيف لي بموت الحزن والكمد ، إذا رأيت القوم يتسابقون للجنان ، ورفعت أعلام المحسنين ، وخُلِّفت مع المسيئين المذنبين ..


إنما أنت أيام ، فإذا ذهب يوم ذهب بعضك ،
ويوشك إذا ذهب البعض أن يذهب الكل ،
وأنت متى ما علمت فاعمل ....








(ملحوظة : الكلمات الأخيرة مقتبسة )