لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
اللهم ارحمهما واغفر لهما واجعل مثواهما الجنة |
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه |
مساحة إعلانيه |
لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
أليس في بلاد العجائب اعرف عدوك: من؟ لماذا؟ كيف؟
'أليس في بلاد العجائب' قصة شغلت أذهاننا أطفالاً واستمتعنا بقراءتها ورؤيتها على شاشات التلفاز رسومًا متحركة وفيلمًا حقيقيًا, ومن أكثر المشاهد الرمزية تعبيرًا وإشارة ذلك المشهد في أول القصة حيث تقف أليس في بداية الرحلة على مفترق طرق لأكثر من طريق, فتحتار ولا تعرف أي طريق تسلك, ثم تسأل القط تشيشاير: من فضلك هل لي أن أعرف أي طريق علي أن أسلكه من هنا؟ فيقول لها: أين تريدين؟ فتجيبه بقولها: لا أعرف فيرد عليها حينها قائلاً: إذًا اسلكي أي الطرق شئت!!! لا يحتاج الوصول إلى أي مكان جهدًا يذكر, لا تفعل أي شيء وستصل بعد دقيقة أو اثنين, أما إذا كنت تريد الوصول إلى مكان معين فعليك أن تعرف أين أنت الآن؟ وأين تريد؟ والطريقة التي ستوصلك؟ إذا لم نكن نعرف إلى أي ميناء ننطلق فكل الرياح غير مواتية, ولكي نعيش حياتنا في أجمل صورها وأبهى معانيها علينا أن نبدأ بالفهم لما حولنا ولأنفسنا ونعمل على تغييره إلى الأفضل, إنه أنت من يحدد لا غيرك. إن التعامل في أمور الحياة على غير هدف واضح ينشأ عنه تضييع للوقت والجهد والفكر, قد كان الأولى بنا إذا حددنا هدفنا أن ننجز في الوصول إليه, ومن هذه الأمور ما يصيب الإنسان من مرض يجهل كنهه وطبيعته وكيفية التخلص منه ثم هو بعد ذلك لا يبحث عن وسيلة لفهم حقيقة ما يعانيه ولا عن مخرج لما هو فيه, ومثل هذا التصرف لا يليق بمن رضي بالله تعالى له ربًا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً وبالإسلام له دينًا, وإن من اللازم هنا أن يعرف العبد ما يواجهه وكيف يواجهه حتى يحسن التخلص مما ينغص عليه عيشه. ولكي يتم ذلك فلا بد أن نتنبه إلى أن تعريف المصطلحات ضرورة حياتيه, فاستخدامنا لكثير من الكلمات كمصطلحات مع عدم وضوح المقصود منها ينتج عنه لبس وغموض يدفع الناس إلى إصدار الأحكام الخاطئة سواء على أنفسهم أو على الآخرين, ولا بد لنا ونحن نتحاور في مسألة الوسواس القهري وغيره من أنواع الوسواس من تحديد الدلالات الخاصة بالألفاظ حتى نتفق في توصيف الأوضاع القائمة لدينا. إن أول ما يعنينا التأكيد عليه دائمًا ونحن نجمع الثقافة الطبية النفسية هو تصنيف الوساوس إلى ثلاثة أنواع وهي: 1ـ الوساوس التي تدعو النفس إلى نظر محرم أو فعل محرم وهذا نوع يصيب كل أنواع البشر وهو طبيعي ليس مرضيًّا وعلى العبد مقاومته ودفعه. 2ـ الوساوس العابرة التي يتعرض لها العبد في صلاته ووضوئه وطهارته ومعتقداته وهي غير مرضية لأنها عابرة ويمكن دفعها بالاستعاذة والأوراد والالتزام بالمنهج الشرعي في العبادات على ما سبق تبيينه. 3ـ الوساوس القهرية وهي مرض يصيب الناس كما يصيبهم أي مرض آخر وهي أفكار أو حركات أو أفعال أو خواطر أو مشاعر متكررة ذات طابع بغيض يريد العبد التخلص منها ويسعى في مقاومتها ويدرك في العادة أنها خاطئة ولا معنى لها, ولكن هناك ما يدفعه إليها دفعًا, ويفشل في غالب الأحيان في مقاومتها ما لم يسلك طريق العلاج والاستعانة بالله تعالى. الفرق بين الوسواس القهري والشك: إن المصاب بالشك يعتريه التردد حول فكرته فيقتنع بها أحيانًا ويتردد في أحيان أخرى إلا إذا بلغ الشك حدًا مرضيًا, فالمريض يقتنع بفكرته أغلب الوقت مثل الشخص المصاب بمرض توهم المرض أو يقتنع بها على الدوام, والشك رد فعل طبيعي لحدث يستدعي ذلك الشك, وربما كان إحدى سمات الشخصية, أما الوسواس فالعبد يتألم منه ويشتكي ويستفتي العلماء عن حاله ويتردد على المعالجين النفسيين ويدعو الله ليتخلص من آثارها السلبية عليه ويفرح بالنجاح في مقاومتها. دور الشباب في التعامل مع الوسواس القهري يتمثل في دورين أساسيين: الأول: دور للشيطان في بداية المرض بالوسوسة, وإذا صادفت تلك الوسوسة نفسًا ذات قابلية للإصابة بمرض الوسواس القهري حدث المرض. الثاني: ما يتعلق بالوسوسة في العبادات, فقد يكون للشيطان دور في إقناع مريض الوسواس القهري بتقصيره في حق الله تعالى حتى يزيد من قلق المريض, وقد يوهمه الشيطان أن معاناته بسبب ضعف إيمانه وكثرة واجباته ومسئولياته ويؤثر على نظام حياته. ويظهر الوسواس على شكلين: [1] وسواس الأفكار Obsessional thoughts: وهو عبارة عن أفكار ملحة ومستمرة أو شعور أو صورة متواصلة ومتسلطة ومستمرة غير سارة تقتحم عقل المريض وتراوده وتلازمه مع عجزه عن دفعها أو طردها أو التخلص منها, يعرف المريض بسخافتها وغرابتها وعدم فائدتها وتسبب الكثير من القلق والاكتئاب وتلح على ذهنه عبارات معينة أو اسم معين أو رقم ولا يستطيع كبتها. وعادة ما تكون الأفكار حول الدين فيتصور المريض أشياء رهيبة عن الذات الإلهية أو الأنبياء أو الأخلاق أو سبب قهري لأشياء مقدسة وغالية على النفس كَسَبِّ الله تعالى أو أنبيائه مع العجز عن وقفها, وكذا الطهارة أو الجنس أو المرض. كالتفكير في الإصابة بمرض ما كالإيدز مثلاً أو مرض جنسي أو مرض في القلب أو السرطان مثلاً ويعرف بتوهم المرض، وكثيراً ما يتجه المرضى إلى العيادات غير النفسية للبحث عن مشاكلهم. يصحب الاكتئاب النفسي أكثر من 50% من الحالات. [2] وسواس الأفعال Rituals: وهو أعمال عقلية واعية وسلوكيات متكررة جبرية استجابة لأفكار وسواسية لتخفف أو تمنع القلق والإزعاج الناتج عن تلك الأفكار ولا يستطيع المريض مقاومتها وهي تستحوذ عليه لفترة طويلة وهو غير راض عنها ولا يحبها خاصة وهو لا يشعر بثمرة من وراء تكرارها ولكنه مقهور على استمرار عملها والقيام بها كتكرار الوضوء أو تكرار الصلاة أو أجزاء منها أو غسل اليدين أو الاستحمام, وقد تستغرق وقتًا طويلاً. دائمًا ما تأتي الوساوس القهرية لمنع وتجنب بعض الأحداث المفزعة المتصورة في عقل المريض مثل سوء الحظ المتوقع أو المحن أو البلايا أو الموت أو المرض وتظهر الأعراض عقب ضغوط شديدة في العمل أو الامتحانات أو الولادة والحمل أو خلل في العلاقة الخاصة بين الزوجين أو الصدمات العاطفية الشديدة. الشخصية الوسواسية: هي شخصية قلما تشعر بالمعاناة في وسوستها ونادرًا ما تطلب المعونة, بل قد ترى نفسها لا تعاني من مشكلة أساسًا إلا إذا نبهها إليها صديق أو قريب أو ملاصق لها في المعيشة من المتأثرين بها ويلاحظون سلوكها الغريب ومن سمات هذه الشخصية أنها تنشأ منذ البلوغ المبكر ببطء وبالتدرج. س: هل كل من يتصف بالصفات الخاصة بالمرض يعتبر مريضًا؟ الجواب: في الحقيقة: التقييم يرجع للعبد نفسه والمحيطين به ومقياس ذلك أن يصل الوسواس بالعبد إلى أن يسبب له اضطرابًا في أنشطة حياته اليومية والاجتماعية فيعتزل لأداء الطقوس الوسواسية أو لتجنب الاحتكاك الذي يدفعه إلى الإتيان بأفعال الوسواس القهري. الأسباب المؤدية للإصابة بالوسواس القهري: ليس الغرض هنا من ذكر الأسباب أن نقوم بسرد وصف دقيق لها, إنما المقصود التوضيح للقارئ أننا بمواجهة أمر يحتاج إلى علاج بالأدوية أو بالتغيير المعرفي والسلوكي وأن هذا ليس سببه قلة التدين أو ضعف الإيمان أو غياب الإرادة أو التقصير في الأوراد والأذكار والدعوات إنه مرض ناشئ عن اضطراب في المواد التي تعمل كنوافل عصبية بين خلايا المخ. العوامل الحيوية: [الأسباب العضوية الجسدية]: 1ـ النواقل العصبية: هي مواد تنقل الإشارات العصبية بين الخلايا العصبية لها دور مهم في عمليات عديدة كالنوم والشهية وحرارة الجسم والألم والعدوانية والمزاج ولقد أكد استخدام الأدوية والنتائج التي ظهرت أن هناك اضطرابًا في ناقل عصبي معين هو السيروتونين وأن الأدوية السيروتونية أكثر فاعلية من الأدوية التي تؤثر على النوافل العصبية الأخرى مع العلم أن النوافل الأخرى لها تأثير كذلك على الوسواس القهري. 2ـ الوراثة: أكدت الدراسات الوراثية الجينية أن العوامل الوراثية لها تأثير في نشأة الوسواس القهري وقد أوضحت الدراسات الأسرية أن 35% من الأقارب من الدرجة الأولى لمرضى الوسواس القهري مصابون بالمرض نفسه. 3ـ دراسات تصوير المخ: أظهرت هذه الدراسات في مرضى الوسواس القهري زيادة في تدفق الدم والتمثيل الغذائي في الفصل الجبهي من المخ والعقد القاعدية وأجزاء أخرى في المخ, وقد اتضح أنه بالاستمرار على تناول الجرعات الدوائية والعلاج السلوكي والمعرفي تزول هذه الاضطرابات وتتحسن حالة المريض. العوامل السلوكية: كيف يتكون السلوك القهري ؟ كيف يقوم العبد بتصرفات لا يرضاها ؟ الأمر كله يبدأ بفكرة تلح على الذهن بشدة وأن عدم فعل شيء للتخلص منها سيتسبب في أضرار أو أن فعلها سينشأ عنه دفع ضرر ما ويكتشف الشخص أن الإتيان بأفعال معينة يكون سببًا في تقليل القلق المصاحب للفكرة الوسواسية فيطور المريض أفعالاً معينة أو طقوس متكررة تؤدي لتجنيبه القلق الشديد وبالتدريج ولفاعلية هذه الطريقة في خفض معدل القلق يحدث تثبيت لهذا الفعل وهذه الطقوس. العوامل النفسية: لم ينجح العلماء حتى الآن في التوصل إلى رابطة واضحة لبيان العلاقة بين مرض الوسواس القهري والشخصية الوسواسية ومعظم مرضى الوساوس القهرية لم يعانوا في بداية حياتهم أو قبل إصابتهم بالمرض من السمات والسلوكيات الوسواسية وأثبتت الإحصائيات أن النسبة لمرضى الوسواس القهري كانت 15% ـ 30% فقط كانوا في الأصل أصحاب شخصية وسواسية. *** نحن تعتذر بشدة عن الإغراق في البحث الطبي ولكن عذرنا في ذلك أنه ينبغي لمن يعاني من الوسواس القهري أن يفهم طبيعة مرضه ويحدد بدقة درجة شدة المرض وما هي الخطوات التي يجب اتخاذها لتحقيق الشفاء بإذن الله تعالى, ثم هو قبل ذلك كله وبعده لا ينسى أن أول طريق العلاج هو الاستعانة التامة بالله تعالى على هذا البلاء والمرض ليكون وسيلة لرفع الدرجات وإلى الملتقى بإذن الله تعالى
التعديل الأخير تم بواسطة يمامة الوادي ; 2006-11-01 الساعة 2:39 AM.
|
|
العلاج ... أخيرًا ' الوسواس القهري '
مفكرة الإسلام : ' نصيحتي لكل مصاب بهذا المرض أن يتخذ الخطوة الصحيحة ويتجه إلى الطبيب النفسي ولا يلتفت إلى من يزعم أن هذا المرض نتيجة لضعف الإيمان أو مطاوعة الشيطان ... الخ فهذا المرض مثله مثل الصداع والمغص, فهل يزعم أحد أنك ضعيف الإيمان لمجرد إصابتك بالمغص مثلا ؟ الإجابة هي لا بالطبع, النصيحة الثانية هي الصبر والاستمرار على العلاج, فمن خلال خبرتي الشخصية لا تظهر بوادر التحسن على مريض الوسواس القهري إلا بعد شهر, وأحيانًا ثلاثة أشهر كما أن فترة العلاج قد تمتد إلى سنة, نعم قد يعتقد المريض أن الموضوع طويل ولكنه على كل حال يستحق الجهد والصبر ولا يمكن تخيل مدى الراحة والاطمئنان التي يشعر بها المريض عندما يشفيه الله ويعافيه من هذا المرض '. هذه الكلمات أطلقها أحد مرضى الوسواس القهري بعدما ثابر في العلاج لمدة وصلت إلى ثمانية أشهر, وهو يرسل رسالة عبر أحد المواقع الإسلامية لكل من شاركه جحيم المعاناة بهذا المرض أن اصبروا واستمروا ولا تفقدوا الأمل, ففقدان الأمل هو أعظم خسارة لقيمة الإنسان, وهو يوجه النصيحة إلى إخوانه بالالتزام بالعلاج والصبر عليه فهما أعظم معين بعد الله تعالى على عبور الأزمة والمحنة. إننا ونحن نعرض لوسائل العلاج المستخدمة لعلاج مرض الوسواس القهري نؤكد على أنه لا يصح الاستغناء بها عن المعالج والطبيب المتخصص لأنه الأقدر بإذن الله تعالى على تشخيص كل حالة على حدة تشخيصًا دقيقًا وتحديد العلاج ونوعه وجرعاته المناسبة لكل حالة بمفردها ولكن غرضنا فقط ها هنا توضيح بعض الأمور التي قد يختلط فهمها على المريض أو المحيط الأسرى أو الأصدقاء في التعامل مع مرض الوسواس القهري. اختيار العلاج: إن أول ما ينبغي لفت الانتباه إليه هو نوع العلاج المستخدم لعلاج مرضى الوسواس القهري وأنه يختلف تبعًا لاختلاف العديد من العوامل, ويتم تحديد النوع بناء على درجة شدة الوسواس وضعفه ومدى تأثيره على المستوى المعرفي فقط أي على مستوى الأفكار فقط أم على المستوى السلوكي أيضًا أي على مستوى الأفعال القهرية, ففي الحالات البسيطة يستخدم العلاج المعرفي السلوكي فقط, وعند شدة الوساوس القهرية يستخدم الدواء بمفرده أو بمعونة العلاج السلوكي والمعرفي, ويختلف كذلك تبعًا لعمر المريض ففي صغار السن غالبًا ما يستعمل العلاج المعرفي والسلوكي فقط. في الغالب فإن مريض الوسواس القهري يؤنب نفسه على هذه الوساوس ويقوم بتحميل لنفسه مسؤولية هذه الوساوس وأن سببها يرجع لضعف إيمانه وسوء علاقته بربه, وهذا الهاجس المحطم للأمل لا بد من نفيه فهو خلاف الواقع والحقيقة, فالسبب الحقيقي وراء ما يجد في عقله أو سلوكه من وساوس وأفكار إنما هو مرض يجب علاجه لإزالة هذه الآلام والضغوط النفسية, ثم بعد ذلك وقبله نضمن لك أنك لست مسؤولاً عن أفعالك هذه المرضية بنص أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: [[إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به نفسها ما لم يتكلموا أو يعملوا به]] وما روي عن أبي هريرة في صحيح مسلم أن ناسًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءوا إليه فسألوه: 'إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به قال: أوقد وجدتموه ؟ قالوا: نعم قال: ذاك صريح الإيمان'، ومن هذه الأحاديث استنبط العلماء رحمهم الله تعالى أن حديث النفس والخطاب الداخلي للإنسان لا يؤاخذ به المرء ما لم يتحول إلى كلام أو فعل, كلام بنطق اللسان بأحرف مفهومة وصوت مسموع أو فعل الجوارح وسلوكياتها, وعندما سئل صلى الله عليه وسلم عن الوسوسة أخبر بأنها محض الإيمان أو صريح الإيمان, والمقصود من ذلك ليس وصف الوسواس نفسه أن من أصابه ذلك فقد بلغ ذروة الإيمان أو الفهم الخاطئ الآخر أن الشيطان لم يجد شيئًا يوسوس به لهذا العبد, فلجأ لهذا الحل وهو التشكيك بمقام الله تعالى والمقدسات, كلا كل هذا فهم خاطئ وتصور منقوص بل قصد النبي صلى الله عليه وسلم من وصف هذه الحال أن العبد قد بلغ محض الإيمان وصريحه باستعظامه النطق بتلك الوساوس, وأنه يخاف من الله لو نطق بتلك الوساوس والأفكار, فهذا هو صريح الإيمان ومحضه, وفي هذا ما فيه من مدح صاحب هذه الوساوس لا على إصابته بها, فهي بلاء للعبد وليست ذنبًا, بل على صبره عليها وخوفه من إغضاب ربه تعالى. لا بد من ملاحظة الأسباب التي تؤدي بكثير من مرضى الوسواس القهري للامتناع عن التوجه للعلاج مبدئيًا أو للتهرب من العلاج بعد المواظبة عليه لفترة أو الانقطاع عنه فجأة, فلا بد من الاستعداد لهذه الأسباب بالتعرف عليها أولاً وتحديد حجمها ثانيًا واتخاذ التدابير الوقائية التي تمنع حدوثها وتقلل من آثارها السلبية, ويلحظ المعالج أن العلاج من الوسواس القهري يواجه آثارًا نفسية زرعها الوسواس في النفس البشرية وهو يسعى إلى تغييرها, وتكون هذه الآثار قد أخذت حجمًا كبيرًا من النفس, فانتزاعها يكون من الصعوبة بمكان يظهر به أن الهرب من العلاج أسهل من مواجهة اقتلاع هذه الآثار, فعلى المعالج فهم هذا الأمر خاصة عندما تظهر أول إشارة له وتتمثل في عبارة المريض المتكررة عندما يوجهه المعالج إلى الامتناع عن سلوك معين أنه لا يستطيع, فقد حاول وحاول ولم يفلح, ولا تجد المريض على استعداد لبذل الجهد في التغيير, فافهم مباشرة أن هناك تأثيرات أخرى مرتبطة بهذا الفعل الذي تبتغي تغييره وأنك لم تصل بعدُ إلى لب المشكلة أو كل الأعراض, فأعد البحث وغص في أعماق النفس حتى تكتشف ما المعوق الذي يعوق التقدم ولا يكن ظنك أن الحل الوحيد لمريض الوسواس هو الضغط والضغط باستمرار حتى ينفد ما يقوله المعالج. لا بد من التأكيد أن الأدوية والعقاقير المستخدمة في علاج مرضى الوسواس القهري لا تندرج ضمن أدوية المخدرات أو المهدئات وما شابه ذلك, كلا بل هي تندرج تحت مجموعات تعالج الحفاظ على تركيزات بعض المواد في الخلايا العصبية فهي لا تؤدي للإصابة بالإدمان ما دام التعامل معها يتم في حدود الجرعات الطبية المحددة من الطبيب حتى مع الاستخدام لفترات طويلة. علاج مرض الوسواس القهري يتمثل في محورين رئيسين هما: [1] العلاج الدوائي: من خلال التجربة والأبحاث والإحصائيات ثبت أن العلاج بالأدوية له أثر فعال في تحقيق جزء كبير من التقدم للشفاء بإذن الله تعالى عند مريض الوسواس القهري وتوجد عدة مجموعات تستخدم للعلاج ومن ضمنها ولعلها أكثرها استخدامًا وتحقيقا للاستجابة لدى المريض هي مجموعة تقوم بتثبيط استرجاع مادة السيروتونين إلى داخل الخلية العصبية فقد ثبت أن تركيز مادة السيروتونين له أثر كبير في الإصابة بالمرض وشدته وضعفه والمجموعة التي تعالج تركيز هذه المادة لها آثار جانبية أقل مقارنة بباقي المجموعات الدوائية وقد لا يحدث تحسن ملحوظ خلال أول وثاني شهر وعندها يلزم الطبيب زيادة الجرعة, وهنا يتنبه المريض ألا يسرع باليأس من العلاج أو الشعور أنه لا يفيد, فلا بد من مرور وقت لا يقل عن شهر إلى شهرين من الاستمرار على العلاج حتى يمكن للطبيب تحديد الجرعة المناسبة للتأثير وبدء البرنامج العلاجي وإذا لم يحدث تحسن ملموس وحقيقي خلال شهرين إلى ثلاثة فلا بد من تغيير العلاج إلى مجموعة أخرى أو إضافة دواء جديد للبرنامج العلاجي وبالمقابل إذا حدث التحسن يبدأ الطبيب بزيادة الجرعة تدريجيًا. لا بد من التنبيه لمن استعملوا العلاج الدوائي وظهرت عليهم علامات التحسن ألا يتوقفوا عن أخذ الجرعات الدوائية إلا بإرشادات الطبيب المختص لأن البعض من المرضى بحاجة إلى الاستمرار في العلاج حتى مع ظهور التحسن خاصة عند شدة درجة الوسواس. أحد المشاكل الرئيسية في علاج مرض الوسواس القهري أنه لا يوجد علاج مناسب محدد لكل مريض بل لا بد من وجود مساحة للتجربة سواء على مستوى الجرعات أو على مستوى نوع الدواء. [2] العلاج المعرفي والسلوكي ويتضمن العلاج المعرفي والعلاج السلوكي وهما: 1ـ العلاج المعرفي: وهو علاج التصورات المصاحبة للسلوكيات القهرية فالقاعدة تؤكد أن تصرفاتنا وسلوكياتنا تجاه الأشياء لا تنبع أو تصدر من حقيقة تلك الأشياء بل من تصوراتنا لحقائق تلك الأشياء وهي قاعدة لو استوعبها مريض الوسواس وكذا الإنسان السليم من المرض لأزاحت عن كاهل كل منهما عبئًا ثقيلا وحملا عظيما في فهم واستيعاب من أين ينشأ التصرف والسلوك ثم المثابرة حتى يتم الاقتناع به فيتحول إلى مصدر للسلوكيات الإنسانية ولنضرب مثالاً على ذلك فهذا الذي يوسوس مثلا أن يديه متسختان ومن أجل ذلك فهو يقوم بغسلهما مرة واثنتان وعشر وعشرين وأكثر لا بد أن يعلم في الحقيقة أنهما نظيفتان بمجرد الأولى أو الثانية على الأكثر ولكنه يستمر في الغسيل لا لشيء إلا لهذا التصور الخاطئ أنهما ما زالتا متسختين ومثله الأب أو الأم المحبين لأبنائهم ثم يطرأ على ذهن الواحد منهم أنه سيؤذي ولده بالقتل أو غيره من وسائل الإيذاء وتتملك الفكرة عقل الشخص حتى يبدأ بالشك في نفسه وهذا هو عين الوهم فكيف يفعل ذلك وهو الذي يفيض حنانا وحبا على أولاده فهي فكرة باطلة لا بد من دفع تصورها وتيقن بطلانها وأنها لا يمكن أن تحدث فلا بد من التخلص منها ودفعها. 2ـ العلاج السلوكي: ويشتمل على قسمين هما: ـ1ـ العلاج بالتعرض: ويتم بأن يتعرض المريض لمصدر القلق وسبب الخوف, فمثلاً من يخشى من إيذاء من يحب بالسكين وبناءً عليه فهو يتجنب رؤيتها والإمساك بها وتواجدها في نفس الغرفة معه, نقوم بتعريضه للسكين ببرامج علاج تدريجية والتأكيد على أنه لن يستعملها فيما يخاف, وأن هذا وهم سيزول مع كثرة التعرض لمصدر الخوف الوهمي, وبتكرار مرات التعرض يقل القلق ويتعود المريض على مصدر خوفه ويفهم أنه ليس كذلك حتى يصل إلى الدرجة التي يتأكد فيها أنه لا داعي لهذا الخوف والقلق. ـ2ـ العلاج بمنع الاستجابة: ولكي يتم الجزء السابق من العلاج بنجاح لا بد من وقف الطقوس المتكررة التي كان الشخص المريض يقوم بها للقضاء على القلق مثل إخفاء السكاكين ووضعها خارج البيت تمامًا كما في الحالة السابقة, أو طقوس الغسيل والتطهير المستمر للأيدي والجسد حال ملامسة مريض مثلاً أو خلافه مما يسبب الشعور بالقلق لدى المريض, فنحن نعرضه لسبب قلقه ولا نعطيه الفرصة للتخلص من هذا القلق بالطقوس المعتادة, ومن ثم ومع التكرار يقل القلق ولا بد, فهو يرى نفسه ما زال حيًا لم يؤذِ أحدًا ولم يمت بالجراثيم نتيجة الاحتكاك بأسباب الإصابة المتوهمة في عقله. هذه هي المحاور الرئيسية لعلاج مريض الوسواس القهري ويتبقى لدينا كجزء من العلاج التنبيه على طبيعة دور الأسرة والأشخاص المحيطين لمريض الوسواس القهري أعاننا الله وإياكم على ما يحب ويرضى اللهم آمين. من اطلاعاتي |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الوسواس القهري!!! | د. هند الحربي | منتدى الإرشاد الأسري والنفسي | 9 | 2009-10-04 7:33 PM |
إلى مرضى الوسواس القهري والقولون العصبي وجدت العلاج | الغميصاء | المنتدى الإسلامي | 6 | 2007-08-21 11:32 PM |
رسالة لأهل مريض الوسواس القهري | يمامة الوادي | منتدى الإرشاد الأسري والنفسي | 6 | 2006-04-09 2:36 AM |
الوسواس القهري في الصلاة | تركيان | منتدى الإرشاد الأسري والنفسي | 6 | 2005-03-26 5:03 PM |