[أنيري مقام البدر]

بسم الله الرحمن الرحيم



بعد أن قرأت خاطرة فقد للأخت/ غيوم ممطرة تذكرت هذه الخاطرة التي كتبتها نهاية عام 1433هـ
وحيث أني أحبّ الكتابة بأسلوب [ اقرأ كلماتي وأفتح لنفسك آفاق في معانيها ]

أترك لكم الإجابة على هذه الأسئلة بعد قراءة الخاطرة
ماذا نفتقد؟؟.. وهل نفتقد!!.. وكيف نفتقد؟.. من الفاقد ومن المفقود؟!



غيوم كثيفة تحجب رؤيا القمر وضوءه لحظاتٌ ثم يعود.. قطرات ماء على أرض عطشى ثوانٍ وتزول!
قلوب الأحبة تجمعت وتعانقت ليالٍ لا تدوم.. الظلم والجبروت تسلح بهما الإنسان أيامٌ لن تطول!
الحياة فرح دائم أو حزن دائم أحلامٌ فهل تكون!.. إنسان جد وتعب.. ارتاح أو سُعد.. أحب أو كَرِه عمرٌ يزول!
لحظة الأجل متى تزور هذا هو المجهول.!؟

ماذا نفتقد؟؟
هل هناك من يعيش لحظات الموت وهو يتنفس الحياة؟
من يكون؟.. هل هو إنسان؟.. وكيف وصل إلى هذا الحال؟.. وأين يسكن؟.. ماذا يتمنى؟.. ومن ينتظر؟
وهل هناك من يشاطره المكان؟.. وهل يزوره أحد؟.. أم أن الموت هو أكثر الزائرين؟

ماذا نفتقد؟؟
تصور الحياة التي نعيش فيها بصورتها الحقيقية المحفوفة بالمتاعب والمشقة
ومعرفة معدنها في الابتلاء والتكليف لصقل الإنسان ليُعد لحياة الخلود في الدار الباقية
وإدراك طبيعة هذه الحياة في دوام تغيرها وأنها لا تثبت على حال..
فقد تشتد المحن وتتفاقم الفتن وتقبل الشدائد كأمواج البحر العاتية برعود قاصفة وبروق خاطفة
وسويعات ليل حالك السواد يزلزل القلوب ويُزيغ الأبصار ويأخذ بالخناق..

ماذا نفتقد؟؟
صدر بالأمل يضيء.. يطرد شبح اليأس من القلب ويبدد ظلمة الخوف والقلق من النفس..
يقين بأن نصر الله قريب وفرجه آتٍ لا محال.. وأن وعده بالعوض والإخلاف حق لابد أن يتحقق..
فبعد الضيق السعة.. وبعد البلاء العافية.. وبعد الشدة الرخاء.. والعسر يعقبه اليسر..

ماذا نفتقد؟؟
جبال شمم تستقبل لوعة الأسى والمعاناة بالتخفيف.. وطول الطريق واستبطاء النصر بالعاقبة للمتقين..
واستعجال الفرج بزرع الأمل الخصب سلوكاً وخُلقاً أسوة بالأنبياء والصالحين..

إذاً.. ماذا نفتقد؟؟
آلام النفس وأسقام البدن وفقدان الأحبة وخسران المال وإيذاء الناس ومتاعب العيش ومفاجآت الدهر..
هل خلا منها مؤمن أو كافر.. برٌ أو فاجر.. كبيرٌ أو صغير.. رجل أو امرأة!؟

لعل الإجابة كانت واضحة بين السطور..!




أتمنى لكم وقت ممتع مع الخاطرة والإجابة على الأسئلة :)