[ام فزاع المغربية]

بسم الله الرحمن الرحيم


((وقفات مع شهر الصيام))



الحمد لله والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد:


فإننا في هذه الايام نعيش شهر رمضان شهر التوبة والغفران شهر العبادة والإحسان شهر الدعاء والقران فيه تضاعف الحسنات وتكفر السيئات و تستجاب الدعوات فيه الشياطين تصفد و ابواب الجنان تفتح و ابواب النيران تغلق.



وفضل الصوم والصائمين لا يخفى على كثير من المؤمنين ففي الجنة باب لا يدخله غير الصائمين قال عليه الصلاة والسلام :(فِي الجَنَّةِ ثَمَانِيَةُ أبْوَابٍ ، فِيهَا باب يُسَمَّى الرَّيَّانَ ، لا يَدْخُلُهُ إِلا الصَّائِمُونَ)،


ورائحة فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك قال عليه الصلاة والسلام :( والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ، يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي)،


وللصائم دعوة لا ترد كما في قوله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم:(ثَلاَثُ دَعَوَاتٍ لاَ تُرَدُّدَعْوَةُ الْوَالِدِ، وَدَعْوَةُ الصَّائِمِ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِر) وقوله صلى الله عليه وسلم :( للصائم عند فطره دعوة لا ترد).


والصوم أضافه الله عزوجل الى نفسه دون سائر العبادات فقال :( فانه لي وأنا اجزي به).






ولنا مع شهر الصيام وقفات:



الوقفة الاولى:

العبرة بانقضاء الاجال وسرعة تصرم اليالي والأيام ،

ورمضان فرصة العمر وأي فرصة وإدراكه نعمة من الله ومنة ،

ولذا كان السلف يدعون الله عز وجل ستة اشهر ان يبلغهم رمضان

ولا يدري احدنا أنه سيدرك رمضان كله ،ام انه سينقضي اجله في بعضه أو جُله ، او ينقضي قبل إدراكه فلا بعضه ولا كله

كل ذلك لا يعلمه إلا الله عز وجل مما يجعلنا نجتهد في شتى انواع العبادة وألوان الطاعة ولا نضيع هذه الفرصة العظيمة والمنة الجليلة باللعب والترهات والجلوس امام الافلام والمسلسلات

وكم من حبيب فقدناه وتحت التراب واريناه وقد شهد معنا شهر الصيام الماضي واشتاق لبلوغ هذا الشهر لكن سبقه هادم اللذات ،


وها نحن مازلنا في هذه الدنيا العاجلة فهل أعددنا للساعة الآخرة ؟؟

فلنكثر العمل الخالص قبل ان يزف الرحيل الى برزخ لا ينفع فيه الندم والعويل بل انتظار الراجفة ثم الرادفة من اسرافيل بإذن الله العلي العظيم







الوقفة الثانية :

فان من نعم الله عزوجل على الانسان ان فتح له باب التوبة فجعلها مآله حين ارتكابه المعاصي

ولذته حين انكساره بين يدي الخالق الباري


فالتوبة سبب للفلاح وجالبة للخير والصلاح

فتوجب للعبد مالم يحصل بدونها فتوجب له المحبة والعطف والرقة فماعلى العبد إلاالمبادرة قبل انغلاق الباب بالغرغرة قال عليه الصلاة والسلام :(ان الله يقبل توبة العبد مالم يغرغر)


فلامجال للتسويف فان الايام تنطوي والآجال تنقضي

فلابدمن الرحيل الى يوم يفرالمرء فيه من اخيه وأمه وأبيه

فلا مضمون للبقاء فالتوبة تهدم ما ولى وما مضى قال تعالى :(إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا)



وها نحن بصدد في شهر التوبة والأوبة شهر المغفرة والرضوان قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح :(رغم انف امرئ ادرك شهر رمضان ثم انسلخ عنه ولم يغفر له)







الوقفة الثالثة :

ان للناس مع شهر الصيام احوال منهم من لا يفرق بينه وبين سائر الشهور فهو من الخير محروم ،



وأقوام لا يعرفون الله إلا في رمضان فإذا خرج رمضان رجع حالهم الى ماكانوا عليه من المعاصي والآثام ولذا قال عنهم بعض السلف :(بئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان )



،ومنهم من يعد له البرامج والمسلسلات ويهيئ الملاعب والصالات على حساب الطاعة والعبادات وهؤلاء من الخير محرومون وربما بفعلهم يأثمون ،


وأقوام هم بقدومه يستبشرون وبنبيهم يقتدون فإذا دخل رمضان حسنت اعمالهم وكثرت طاعاتهم فهم عن اللهو معرضون والى ربهم مقبلون وفي رحمته طامعون فهم -بإذن الله-برضوانه فائزون




الوقفة الرابعة:


ان الله عز وجل جعل اعمار الامم تختلف فجعل بعضها يصل الى مئات السنين بل آلاف السنين وجعل اعمار امة محمد صلى الله عليه وسلم بين الستين والسبعين فهي اقل الامم اعمارا لكن الله عز وجل ضاعف في حسناتها وبارك في اعمالها



فربما يخرج الواحد من الدنيا وكأنه عاش آلاف السنين

كل ذلك اذا اجتهد في تحصيل الاجر وها نحن نستقبل شهر العبادات شهر القران الذي كل حرف فيه بحسنة والحسنة بعشر امثالها بل تجد بعض السور تعدل نصف القران وبعضها ثلثه وبعضها ربعه روى الترمذي عن ابن عباس أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم): إذا زلزلت تعدل نصف القرآن، وقل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن وقل يا أيها الكافرون تعدل ربع القرآن..( قال الألباني: صحيح دونفضل زلزلت.،


وفيه ليلة خير من الف شهر ولم يحددها الشرع بليلة معلومة حتى نجد في الشهر كله ونجتهد فإذا صادف اجتهادنا ليلة القدر كان خير من اجتهاد الف شهر .




الوقفة الخامسة:

ان لنا اخوان في العقيدة والإسلام

في ارض العزة ارض الشام

اصابهم البأساء والضراء اريقت دمائهم ويتم اطفالهم ورملت نسائهم من قبل اعداء الملة والدين



تكاد قلوبنا تتمزق من الالم لما نراه في اخواننا بسوريا من قتل وتعذيب وتهديد وتشريد


فلا يسعنا إلا ان نرسل لهم من اعماق قلوبنا الدعوات بأن يكفهم الله شر أعدائهم ويعجل بنصرهم فتجتمع لهم فرحتان فرحة النصر و شهر رمضان


فبشرنا اللهم بهلاك بشار ومن عاونه من الطغاة الفجار وعجل اللهم بقذفهم في النار.

وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى اله واصحابه الطيبين الاطهار