[محمد السعيدالنوي]

الطريــــــــــــــــــــــــــــــــــق الأسود!!.. و اعتبروا يا أولي الأبصار.


تنبيه!: لكل من يعاني من أحد الأمراض التالية :


القلب.. الضغط.. السكر.. القرحة المعدية.. القلون العصبي ..الأعصاب.. آلام الرأس....


أدعو الله له بالشفاء و أنصحه بعدم قراءة هذه القصة !!.

الجزء الرابع و الأخير

انطلقنا جد مبتهجين


مبتهجين بتحرّرنا .... متفائلين بما تبقى من ليلتنا..


و لم نكن ندر .. أن ما أخفاه عنا القدر.. كان أدهى و أمرّ !!!.

.. بعد حوالي 30 د .. ها نحن ندخل المدينة الثالثة!!.


و استدرت بسيارتي نحو المحطة ..للاستراحة و التزود بالبنزين..


ثم انزويت إلى مكان متطرف.. حيث نام أبنائي..


و بقيت أنا مستيقظا .. أريد النوم .. لكنه جفاني!! ..


فقلت في نفسي .. لئن أبقى إلى الصباح بهذه الحال .. ثم يغشاني النعاس..


أفضل لي أن أكمل طريقي .. حتى أجتاز حزام الصحاري بإذن الله..


قبل شروق الشمس .. و أتفادى الحرارة الشديدة و التي تصبح خطيرة


بعد الساعة 10 !!.


و استفسرت صاحب المحطة عن الطريق ؟


فقال لي : سر و توكل على الله.. الطريق في آمان ..

و انطلقت بأقصى سرعة ممكنة.. في ليل أسود .. على طريق أسود!!!.


ليس فيه مسافرون !!.. و أبنائي في نومهم غائصون !!.



بعد أن قطعت أكثر من 100 كلم ..شمالا بعيدا عن المدينة ..


فجأة!!.. وقع انفجار داخل المحرك , أفزع أبنائي من نومهم !!.


و غشينا دخان كثيف.. ملأ مقصورة السيارة..!!.



أسرعت بنقل الحركة إلى النقطة الميتة ..واستخدمت المكابح


حتى توقفت تماما.. و فتح الأولاد النوافذ .. خوفا من الاختناق !!.

قلت في نفسي.. قضي علي أنا و عائلتي !!.


إلا أن يحمينا الله بقدرته .. و هو العلي القدير.


لأن هذا المكان حدثت فيه اعتداءات كثيرة على المسافرين !!.


و وقعت فيه أبشع الجرائم !!!!.



سألتني زوجتي: ماذا حدث لنا ؟!!... ما هذا الحظ الحزين ؟!!.


قلت لها : انفجار في محرك السيارة.. سلّمت أمري لله رب العالمين !!!!.

ترجلت .. و قلت لأبنائي : أحكموا غلق الأبواب من الداخل !!.


و أكثروا من الدعاء .. لعل الله ينقذنا ..

وقفت خلف السيارة.. نظرت إلى الجنوب لعلي أرى ضوءا قادما.. لا أحد !!.


نظرت إلى الشمال.. إلى الشرق .. إلى الغرب .. لا أحد !!.

سوى صحراء .. مرعبة.. مظلمة.. ليس لظلمتها حدود !!!!.
- يتبع-

[محمد السعيدالنوي]

-تابع- الطريــــــــــــــــق الأسود!!.

نظرت إلى الأعلى .. فوجدت الله الأحد الفرد الصمد .


رأيته في سماء .. رفعت بلا عمد .. بناها من ليس له صاحبة و لا ولد .


مزينة بنجوم .. تشهد على خلق صرمدي أبد.

و ناديته من أعماق قلبي و أنا أبكيه .. أبكيه و أترجاه !!!.

- عذرا .. لتوقفي عن الكتابة.. لأن الدموع ملأت عيني..


و أنا أتذكر ما حدث لي و لأبنائي !!!-


.................................................. .........


.................................................. .........


يا الله .. يا رب .. أنا عبدك الضعيف.. انقطعت بي السبل!!!.


في مكان ليس لي فيه أحد و لا سند .. سوى رحمتك يا أرحم الرّاحمين.


""إلهي.. إلى من تكلني ؟!!


إلى عدو .. ملكته أمري.. أم إلى غريب يتهجمني ؟!!.


إن لم يكن بك غضب علي .. فلا أبالي !!.""


ثم قرأت آية الكرسي..أعظم آية في كتاب الله.. و أنا أنظر إلى السماء!!!!.

كفكفت دموعي و عددت لسيارتي !! ..


تلك الدموع.. التي أخفيتها عن زوجتي .. حتى لا تكتشف ضعفي !!!.

ما هي إلا دقائق.. حتى سطع ضوء قادم من الجنوب !!..

كان أسفل مقعدي , قضيب من حديد.. أحمله دوما معي.. !!!.


مسكته جيدا.. و قلت لأبنائي .. لا تفتحوا بابا و لا نافذة !!!.


مهما حاولوا التظاهر بمساعدتنا!!!.


و كان ذلك الضوء .. بعيدا عنا بحوالي 10 كلم !!.



بدأ يقترب نحونا شيئا فشيئا.. حتى توقف خلفنا !!!!.


فقلت في نفسي.. اللهم اجعله خير!!!!.


و كنت أتمنى أن لا يتوقف أحد .. لأبيت في سيارتي .. حتى طلوع الفجر!!.


لم استطع تمييزه.. أهو لسيارة أم لشاحنة ..أم هو لحافلة ؟!!!.


أم لشبه شاحنة كتلك التي نشاهدها في أفلام الرعب ؟!!!! .


و التي يستخدمها قطاع الطريق !!!!.


و هيأت نفسي لأسوأ الاحتمالات !!

نزل من المركبة رجل .. و بدأ يتقدم نحونا بخطى ثقيلة .. مرعبة!!!!.


حتى وقف مقابلا لبابي .. على الجهة اليسرى !!.


ألقى علي تحية بالإشارة .. لأن الزجاج كان مغلقا .. لا يسمح بمرور الصوت!!.


فرددت له التحية بإشارة مماثلة!!.


سألني بالإشارة: ما هي مشكلتك ؟.


أجبته.. – كما يفعل الصم البكم- : ليس عندي أي مشكلة!!.


طلب مني أن أفتح الباب !!.


أشرت له .. لا شكرا ..

قال لي مستخدما يده: أريد مساعدتك !!.
- يتبع-

[محمد السعيدالنوي]

- تابع-

أجبته بيدي: لا.. لا .. شكرا..سأبيت هنا ..


يمكنك أن تواصل طريقك..أنا هنا حتى الصباح !!..أنا بخير..الحمد لله ..


ذهب لمركبته .. و بعد دقيقتين أو أكثر .. عاد برفقة صاحبه!!.


طلبا مني أن أفتح الباب..فرفضت ذلك وشكرت سعيهما!!.


فطلبا مني مرة أخرى.. أن أنزل الزجاج .. و لو قليلا..


حتى أسمع كلامهما !!.


فمسكت بيدي اليمنى.. القضيب الحديدي.. و أخفضت باليد الأخرى


الزجاج قليلا.. قدر مرور الصوت!!.


- السلام عليكم و رحمة الله .


- و عليكم السلام و رحمة الله.


- لماذا تقف في هذا المكان الخطير .. ما لأمر؟!!.


- خلل في محرك السيارة.. سأبقى هنا حتى الصباح .


- افتح السيارة .. دعنا نرى مشكلتك.


- شكرا لكما.. جزاكما الله خيرا.. أنا هكذا بخير و الحمد لله.


أتعلمون ماذا سألني أحدهم ؟!!.


- ألست أنت الرجل الذي كان يصلي عند كوخ العجوز ؟!!!!!!!!!.


انتابتني قشعريرة بدأت من قدماي .. حتى رأسي !!!.


و أحسست أن عون الله قد أدركني !!!.


عذرا.. لتوقفي عن الكتابة .. لمسح دموعي !!.


.................................................. ..............


.................................................. ..............


ثم واصل.. يطمئنني..


- و أنت تصلي..ألم تتوقف خلفك شاحنة ..نزل منها رجل و اتجه للكوخ ؟!!.


- بلى.. رأيت تلك الشاحنة.


- ذلك .. هو أنا .. اشتريت كبريتا و علبة سجائر .. وواصلنا المسير.


.. لقد كنا في المحطة .. عندما أكملت أنت الطريق.. و خرجت من المدينة.


فو الله .. لو لم نرك تصلي .. و معك عائلة .. ما توقفنا عندك في هذا المكان!!.


و ما غامرنا بحياتنا.. إننا نحمل معنا أكثر من 500 مليون سنتيم !!.


كعائدات لسلع بعناها بالجنوب !!.



و هنا وقع السر العجيب لآية الكرسي !!!!!.. و تجلت قوة الواحد الأحد!!!!!.


أتدرون ماذا قال لي؟!!!!.


- إن صاحبي ميكانيكي .. متخصص في إصلاح السيارات !!!!..


نحن في خدمتك.. إن شئت حملناك بسيارتك .. أنت و أبناءك إلى بلدك!!!!.


و إن شئت .. أصلحناها لك.. و أكملت طريقك !!!!.


فاهتزت فريستي !!!!.


أعذروني ..أعذروني لبكائي .. كتب علي القدر.. أن أسجل قصتي بدموعي !!!!.


.................................................. ...........


.................................................. ...........

ما أرحمك ربي بعبدك الضعيف.. ما ألطفك .. و ما أعظمك .


تصعد إليك ذنوبي .. فتغمرني برحمتك.

كم مرة؟ ..كم مرة ..تتعطل سيارتي داخل المدينة..و أعجز حتى عن إحضار ميكانيكي!!.

و ما أكثرهم !!.
- يتبع-

[محمد السعيدالنوي]

- تابع .. الطريــــــــــــــــق الأسود !!.

فمنهم من يعتذر لك , لكثرة ارتباطاته..


و منهم من يضرب لك موعدا بعد أسبوع.. هذا إن كنت محظوظا .

و اليوم تتوقف سيارتي , وسط صحراء خالية ..بين الفيافي المظلمة.. الداكنة !!!!.


فيصلني عونك .. خلال دقائق ؟.


الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر .... سبحانك ما أعظمك .

اطمئن قلبي لما سمعت منهما .. فتحت الباب و عانقتهما .. .


طلب مني الميكانيكي..أن أشغل المحرك , حتى يشخص طبيعة العطب.


فلما فعلت ذلك..


تكرر الانفجار العنيف.. و تصاعد الدخان الكثيف !!.


قال لي: حسبك.. عرفت المشكل الذي وقع !!!!.


لا نستطيع أن نصلحه هنا .. لـــــــــــــــ:


خطورة المكان .. و قد نتعرض لأي إعتداء.. لا قدر الله !!.


و من جهة أخرى .. الإنارة لا تكفي ..


في حالة ما إذا استخدمنا بطريتي السيارة و الشاحنة !!.


و سألني : هل لديك حبل متين ؟


قلت له : نعم .. طوله 6 أمتار.


قال لي .. لا يكفي .. و ذهب إلى شاحنته و أنزل منها حبلا نحاسيا طوله 12 مترا.


قاما بجري .. و أنا في السيارة مع أبنائي لمدة 4 ساعات!!..


حتى بزغ الفجر!!.. و توقفنا قرب مركز لكتيبة الدرك الوطني.

أخرج الميكانيكي من شاحنته صندوق المفاتيح و قطع الغيار.


ثم قام بفتح محرك السيارة .. ساعده في ذلك ..الضوء المنبعث من عمود الكهرباء.


ثم استخرج القطعة التي تحطمت داخل المحرك , و التي كادت


أن تودي بحياتي و حياة عائلتي.. حيث نجونا من انفجار للسيارة !!!..بقدرة الله.


أو تحولها إلى كرة من لهب .. و نحن بداخلها !!!.

تمكن من استبدال تلك القطعة , بقطعة أخرى !!.


و صار محرك سيارتي يشتغل خيرا مما كان عليه من قبل !!!.


قال لي : سر أنت إلى الأمام في آمان الله .. و نحن نسير خلفك !!.


سحبت مبلغا من المال و سلمته للميكانيكي .. رفض أن يمسكه !!.


ففرضته على سائق الشاحنة .. قلت له .. غذاؤكم و مصاريف الطريق


المتبقي خالصا من عندي .. و كما نقول بلهجتنا الجزائرية :


" تقهوينا مع بعضانا " و أخذنا صورا تذكارية أمام مقهى صغير


كان قريبا منا .


و انطلقت أمامهم .. و بقيا يتصلان بي هاتفيا للاطمئنان علي..


حتى دخلت عند أهلي .. مع آذان صلاة المغرب !!!.


.. و كانا من مدينة البليدة .. مدينة الزهور.

أخذ التعب مني مأخذه .. لأنني لم أنم منذ 26 ساعة !!!!!.


و استلقيت على سرير هيء لي .. و راحت مخيلتي تسترجع كل


ما نقش في ذاكرتي من أحداث.. خلال رحلة طريق الموت .. الطريق الأسود

.. و اعتبروا يا أولي الأبصار.

[حين تجف الدموع]

الحمد الله وصلنا بالسلامه .. هل تصدق اني معكم بالسيارة الي هذة الحظه
..... انا من الناس الذين يجدون لغه الاشارة ولغه العيون.. اختصر العبارات الكثيرة ..
.... مثلك في اشارات الشكر والاساس عندك الخوف من الهجوم,,,,
الرجاء لاتحرمنا من قصص اهل الجزائر..
تـــحيه لكـــم جمـــيعاً

و اعتبروا يا أولي الأبصار.
و اعتبروا يا أولي الأبصار.

[محمد السعيدالنوي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجدالسعد الحمد الله وصلنا بالسلامه .. هل تصدق اني معكم بالسيارة الي هذة الحظه ..... انا من الناس الذين يجدون لغه الاشارة ولغه العيون.. اختصر العبارات الكثيرة .. .... مثلك في اشارات الشكر والاساس عندك الخوف من الهجوم,,,, الرجاء لاتحرمنا من قصص اهل الجزائر.. تـــحيه لكـــم جمـــيعاً و اعتبروا يا أولي الأبصار. و اعتبروا يا أولي الأبصار.

أصدق كل كلمة تقولها أختي نجــــــــــــــد.
و لا أشـــــــــــك فيـــــها أبـــــــــــــــــــدا.


نجـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد:
في الجغرافيا : بلدة في المملكة ..أتمنى أن أذهب إلى الحج و أحرم
من المكان الذي يحرم منه أهل نجــــــــــــــــد.. كي أتذكر أختي.
في اللغة العربية: تعني المكان المرتفع.
في الأسماء عند العرب: تعني العزة و الكرامة ..العفة و الشهامة..
فنجد .. نجد..تعتز بنفسها.. بانتمائها.. بأنوثتها..بكرامتها..
عفيفة نقية.. شهمة قوية..
إن أحبت .. أحبت بصدق ..و إن كرهت.. كرهت ببغض شديد.


و لا أستطيع أن أواصل في وصف نجد لــــنجــــــد..
لأنه بكل بساطة.. أختي نجـــــــــــد .. تعرف نفسها.

[محمد السعيدالنوي]

همسة/ لأختي نجـــــــــــــــد:
لا أخاف عليك من لغة الإشارة..
لكن أخاف عليك من لغة العيون!!.
فهي اللغة الوحيدة التي يسيء فهمها الرجال!!.
حفظك الله .
أخوك محمد.

[الماسه وبس]

حمد لله على سلامتكم

والله فعلاً قصة مؤثرة حقاً

سبحانه لاتضيع عنده الأمانات

[نورقباء]

أعذروني ..أعذروني لبكائي .. كتب علي القدر..
أن أسجل قصتي بدموعي !!!!.
الله يحفظك يارب وننتظر ابدعاااتك القامه
بأجزاء اخرى من الطرق ::
بارك الله فيك ووفقك ,,

[محمد السعيدالنوي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة & نور قباء & أعذروني ..أعذروني لبكائي .. كتب علي القدر.. أن أسجل قصتي بدموعي !!!!. الله يحفظك يارب وننتظر ابدعاااتك القامه بأجزاء اخرى من الطرق :: بارك الله فيك ووفقك ,,

الله يحفظك و يحفظني

يوفقك و يوفقني

و فيك بارك