[نوراي]

الإسلام دين متكامل لكل جوانب الحياة فهو دين يحث اتباعه على البذل والعطاء والتفكير السليم في النفس والحياة والكون ..باتباع الأدلة النقلية والعقلية في تصديق ما يكتشف من الحقائق .. متجنبا الخوض في ثلالثة امور لا يمكن للعقل الإحاطة بها
التفكير في الذات الإلهية - وتحديد وتعيين اسمائه وصفاته - ومعرفة الغيب .

وبما ان الله اراد ان يكون المسلم ذو عقل متفتح وقلب واع .. فقد اهتم الأسلام بعقل المسلم ليكون مستنيرا سليم الرأيي..وحثه على استثمار ما وهب من امكانات وحواس داعيا الى تنمية قدراته العقلية ووممرنا فكره بالعلم النافع والتدبر الأمثل لكل ما تقع عليه عينيه ..ليصل الى سعادتي الدنيا والآخرة بخدمته ذاته ومجتمعه وامته ..
وحتى نحقق منهج الله الذي اراد الى ان يأتي اليوم الموعود للجزاء والحساب لا بد من التعرف على اسلوب التفكير الموصل للغاية التي خلقنا من اجلها .
قد يكون التفكير: إما سطحيا او عميقا او مستنيرا ..
اذكر المثال اولا : قد ينظر ثلاثة اشخاص الى شجرة ما مثمرة .فكل منهم له نظرته الخاصة لهذه الشجرة ..
فكيف ينظر سطحي التفكير لهذه الشجرة ..
أ) نعرف سطحية النظر للأمور : هو النظر الى الشئ والحكم عليه بدون فهم ..اي نظرة عابرة خالية من التامل يعطي صاحبها على الشئ حكم سطحي سريع ..
فهو يرى ان الشجرة مورقة ومثمرة تتألف من جذع تحمل الأغصان واغصان تحمل الورق والثمر ويحكم بأن النفع الورقي محصور بالزينة ..
يرى صاحبه ايضا العبادات على انها اقوال وافعال في اوقات واحوال معينة..
ب) اما عميق التفكير فسوف يقوم ..سبأخذ عينه من الورق او كل جزء من الشجرة على حدة ويجري عليها الأختبارات اللازمة ليعرف اهميتها بالنسبة للشجرة ككل ..
وصاحب هذا الفكر لا يكتفي بمجرد الأحساس بل يعاود الأحساس بالبحث والتجربة لانه لايكتفي بالمعلومات الأولية .
بالنسبة للعبادات ينظر الى فضائلها من الناحية الروحية اوالأقتصادية اوالاجتماعية وغير ذلك من الجوانب كل منها على حدة..
ج) اما التفكير المستنير فهو التفكير العميق مضافا اليه التفكير بما حول الواقع وما يتعلق به للوصول الى النتائج الصادقة فهو الذي يبرط الظواهر مع بعضها البعض .ولو رجعنا الى الشجرة تجده يأخذ عينات من الجذع والأغصان والورق والثمر ليعرف علاقتهم جميعا ببعض ليصل الى حقائق او حقيقة متكاملة لما رأى ..
بالنسبة للعبادات يربط بينها جميعا من خلال ربطه بفضائلها الباطنة والظاهرة من الناحية الروحية والمادية ليعطي حكما يحقق دعوة الأسلام الى العلم في جميع مجالاته من خلال اول كلمة نزت في القرآن ((اأقرأ باسم ربك الذي خلق .خلق الإنسان من علق .اقرا وربك الاكرم الذي علم بالقم علم الأنسان ما لم يعلم )) ..

من خلال معرفة اقسام التفكير يحدد المرء نوعية تفكيره .. ان هو سطحي او عميق او مستنير التفكير .. والنتيجة التي يخرج بها تحدد له مدى قناعتة باسلوبه في التفكير..فهل سيبقى على ماهو عليه ام سيحتاج الى المزيد من التدريب ليصل الى مستوى أفضل لما هو عليه..ووللعلم فآن نظرة الفرد للأمور هي التي تحدد له قيمة الأشياء صغيرها وكبيرها وهذا التقييم يساهم في وضع كل شئ في مكانه المناسب ..