لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
اللهم ارحمهما واغفر لهما واجعل مثواهما الجنة |
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه |
مساحة إعلانيه |
لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
جوهر التقوى وحقيقتها
تقوم التقوى في حقيقتها وجوهرها على استحضارِ القلب لعظمة الله -تعالى- واستشعار هيبته وجلاله وكبريائه، والخشية لمقامه، والخوف من حسابه وعقابه. وإذا كان هذا معنى التقوى فإن نطاقها لا ينحصرُ في اجتناب الكبائر فحسب, بل إنه يمتد ليشمل كل ما فيه معنى المخالفة لأوامر الله، حتى لو كان من اللمم أو الصغائر. وقد فهم الصحابة -رضوان الله عليهم- ذلك فقال قائلهم: لا تنظر إلى صِغر الذنب ولكن انظر لمن عصيت. بل إنهم جعلوا من تمام معناها أن تتضمّن الورع عن بعض ما هو طيبٌ أو حلال, حذراً من مقاربة الحرام. وفي ذلك يقول أبو الدرداء -رضي الله عنه-: "تمام التقوى أن يتقى العبد الله حتى يتقيه من مثقال ذرة, وحتى يترك بعض ما يرى أنه حلال, خشية أن يكون حراماً". عن النعمان بن بشير -رضي الله عنهما- يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (الحلال بيّن، والحرام بيّن، وبينهما مشتبهات لا يعلمها كثير من الناس. فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعِرضه. ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي حول الحمى، يوشك أن يرتع فيه. ألا وإن لكلّ ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه. ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله. ألا وهي القلب)[البخاري كتاب الفتن]. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : (لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذراً مما به بأس)[عن كتاب التذكرة في الوعظ لابن الجوزي]. وللتقوى مكانةٌ عالية في دين الإسلام لا يدانيها في المنزلة سوى الإيمان بالله وبرسوله وهي أساس قبول الأعمال عند الله سبحانه: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}[الحجرات:13]. والتقوى أعلى وأهم من النسب والحسب مهما علا فلله در الشاعر الذي قال: لعمرك ما الإنسان إلا بدينه *** فلا تترك التقوى اتكالاً على النسب لقد رفع الإسلام سلمان فارس *** وقد وضع الشرك الحسيب أبا لهب [المصدر: كتاب آيات التقوى في القرآن - د. حسين علي الجبوري / ص10-11]
|
|
ثمرات التقوى من عظيمِ إكرام الله -عز وجل- أن الإنسان حينما يخطو الخطوة الأُولى في طريق التقوى, يكفّر الله عنه سيئاته، ويتجاوز عن خطاياه وذنوبه ويُعظم له أجراً، قال تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً}[الطلاق:5]. ومن عظيم إكرام الله -سبحانه- للمتقي أن يجعل الله له من أمره يُسْراً، فتنحل العقد، وتُفرّج الكُرَب ويجعل الصعب سهلاً، قال الله تعالى:{وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً}[الطلاق : 4]. ومن عظيم إكرام الله -عز وجل- أنه جعل التقوى مخرجاً للإنسان من كل ضيق، قال تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً}[الطلاق:2]. وإعجاز هذه الآية الكريمة في إيجازها, وبلاغتها في إطلاقها: فحينما تضيق الأمور، وتستحكم الحلقات، وتُسد المنافذ، وتُنصب العقبات ويقنط الإنسان, تأتي التقوى فيتسع بها الضيق، وتُحل بها العقد، وتُفتح بها المسالك، وتذلل بها الصعاب والعقبات . فمن يتقِ الله عند نزول المصيبة فيوحّده، ويصبر لحكمه، ويرضى بقضائه، ويثبت على مبدئه واستقامته, يجعل الله له مخرجاً منها, ويبدل ضيقه فرجاً وخوفه أمناً وعسره يسراً. ومن يتق الله فلا يسمح للأفكار الزائفة أن تأخذ طريقها إلى عقله, يجعل له الله مخرجاً من الضياع والحيرة والضلال وخيبة الأمل. ومن يتق الله فيبرأ من حَوْله وقوته وعلمه, يجعل الله له مخرجاً مما كلّفه به بالمعونة عليه. ومن يتقِ الله فيقف عند حدود الله فلا يقربها ولا يتعداها يجعل الله له مخرجاً من الحرام إلى الحلال، ومن الضيق إلى السعة، ومن النار إلى الجنة. ومن يتق الله في كسبِ الرزق فيتحرى الحلال الذي يرضي الله -عز وجل- يجعل له مخرجاً من تقتير الرزق بالكفاية، ومن إتلاف المال بحفظه ونمائه. ومن يتق الله في اتباع السنة يجعل له مخرجاً من ضلال أهل البدع ونتائج ابتداعهم. ومن يتق الله في اختيار زوجته وفي التعامل معها يجعل الله له مخرجاً من الشقاء الزوجي. ومن يتق الله في تربية أولاده يجعل الله له مخرجاً من عقوقهم ومن شقائه بشقائهم. ومن يتق الله في اختيار عمله وحسن أدائه يجعل الله له مخرجاً من إخفاقه فيه. فالتقوى كما يقول الإمام الغزالي -رحمه الله-: "نور يقذفه الله في القلب" وهذا النور هو أساس الرؤية الصحيحة, أساس صحة العمل، وصحة العمل أساس سعادة الدارين. ألا يتمنى أحدنا أن يكون أكرم الناس على الله سبحانه؟ إذن فليتق الله. قال تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}[الحجرات:13]. فالفلاحُ كل الفلاح، والنجاح كل النجاح، والفوز كل الفوز، والرشاد كل الرشاد، والتفوق كل التفوق والغنى كل الغنى، والتوفيق كل التوفيق، والسعادة كل السعادة في تقوى الله -عز وجل-. قال تعالى: {وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[البقرة:189]، وقال تعالى: {وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}[ألأحزاب:71] . إذن التقوى تنفي الكفر بالإيمان، والشرك بالتوحيد، والرياء بالإخلاص، والكذب بالصدق، والغش بالنصيحة، والمعصية بالطاعة، والابتداع بالاتباع، والغفلة بالذكر. [المصدر: كتاب آيات التقوى في القرآن – د. حسين علي الجبوري / ص14-17]
|
|
كيف نتقي هذه الأمور؟
الإنسانُ في حياته الدنيا إن لم يتبع هدى ربه معرّضٌ لكثير من المخاطر, فالدنيا خضرة نضرة سُمُّها في دسمها, فيها منزلقات ومتاهات, مالُها يغري ويردي ويشقي, والأهل والولد َمشغلة َمجبنة مبخلة, الشهوات فيها مستعرة في أبهى حُللها، والفتن فيها يقظة في أجمل أثوابها. فكيف يتقي الإنسانُ الضياع في تلك المتاهات والضلالات؟ وكيف يتقي الإنسان الانجذاب إلى هذه الفتن المهلكات؟ وكيف يتقي الإنسان خطر الانغماس في تلك الشهوات؟ وكيف يتقي الإنسان حمأة المزاحمة في جمع الثروات؟ وكيف يتقي شقاء الدنيا وعذاب الآخرة؟ للإجابة على هذه الأسئلة نقول: حينما يبني الإنسانُ تصوّراته عن الكون والحياة والإنسان وِفق البيان الإلهي, وحينما ينطلق في حركته اليومية وِفق التشريع الرباني, يكون قد أسّس بنيانه على تقوى من الله ورضوان. أما إذا ضلّ عقله وساء عمله فقد أسّس بنيانه على شفا جُرفٍ هارٍ فانهار به في نار جهنم. وعبادة الله الحقّة الخالصة تقي الإنسان شقاء الدنيا وعذاب الآخرة. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[البقرة:21]. فعبادة الله وحده تقي شقاء الدنيا والآخرة. والتقوى لله هي الجواب على كل الأسئلة السابقة. وطريق التقوى ليست مفروشةً بالرياحين، بل هو طريقٌ محفوفٌ بالمكاره, لماذا؟ لأن سلعةَ الله غالية، ولأن عملَ الجنة صعب الوصول إليه, وعمل النار سهل ومتيسر, فلابد من الانضباط الذاتي, ولابد من البذل والتضحية. قال تعالى: {إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}[يوسف:90]. والتقوى لا تقبلُ أن يعطيها الإنسانُ بعضه, بل لا بد أن يعطيها كله، فلا يُقبل من التقي بذل بعض الجهد بل لابد له من بذل كل الجهد؛ ولذلك فحجم الإنسان عند ربه بحجم عمله الصالح وإخلاصه وصوابه, فلكل درجات مما عملوا والعمل الصالح يرفعه. قال تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}[التغابن:16]. أي استنفذوا كل الجهد. [المصدر: كتاب آيات التقوى في القرآن - د. حسين علي الجبوري / ص 13 - 14]
|
|
ثمراتُ التقوى الدنيوية
الفوائد المترتبة على التقوى في الدنيا: 1- إن التقوى سببٌ لتيسير أمور الإنسان، قال تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا} [الطلاق:4]، وقال تعالى: {فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى}[الليل:5-7]. 2- إن التقوى سببٌ لحماية الإنسان من ضرر الشيطان، قال تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ}[الأعراف:201]. 3- إن التقوى سببٌ لفتح البركات من السماء والأرض، قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ}[الأعراف:96]. 4- إن التقوى سببٌ في توفيق العبد في الفصل بين الحق والباطل، ومعرفة كل منهما. قال تعالى:{يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً...}[الأنفال:29]، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ}[الحديد:28]. 5- إن التقوى سببٌ للخروج من المآزق، وحصول الرزق، والسعة للمتقي من حيث لا يحتسب، قال تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ}[الطلاق:2-3]. 6- إن التقوى سببٌ لنيل الولاية، فأولياء الله هم المتقون كما قال تعالى: {إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ}[الأنفال:34]، وقال تعالى: {وإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ}[الجاثية:19]. 7- إن التقوى سببٌ لعدم الخوف من ضرر وكيد الكافرين، قال تعالى: {وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا}[آل عمران:120]. 8- إنها سببٌ لنزول المَدد من السماء عند الشدائد، ولقاء الأعداء، قال تعالى: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلاَثَةِ آلاَفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُنزَلِينَ * بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَـذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوِّمِينَ}[آل عمران:123-125]. وبنزول المَدد تكون البشرى، وتطمئن القلوب، ويحصل النصر من العزيز الحكيم، قال تعالى بعد ذلك: {وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيم}[آل عمران:126]. 9- إن التقوى سببٌ لعدم العدوان وإيذاء عباد الله، قال تعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَان}[المائدة:2]، وقال تعالى في قصة مريم: {فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا * قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا}[مريم:17-18]. 10- إن التقوى سببٌ لتعظيم شعائر الله، قال تعالى: {وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}[الحج:32]. 11- إنها سببٌ لصلاح الأعمال وقبولها، ومغفرة الذنوب، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ}[الأحزاب:70-71]. 12- إن التقوى سببٌ لغض الصوت عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وسواء كان ذلك في حياته، أو بعد وفاته في قبره-صلى الله عليه وسلم-قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى}[الحجرات:2]. 13- إن التقوى سببٌ لنيل محبة الله-عز وجل-وهذه المحبة تكون في الدنيا كما تكون في الآخرة، كما قال -صلى الله عليه وسلم- في الحديث القدسي عن الله-عز وجل-: (وما تقرّب إليّ عبدٌ بشيء بأفضل مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرّب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذ بي لأعيذنه) قال تعالى: {بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ}[آل عمران:76]. 15- إن التقوى سببٌ قوي تمنع صاحبها من الزيغ، والضلال بعد أن مَنّ الله عليه بالهداية، قال تعالى: {وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[الأنعام:153]. 16- إن التقوى سببٌ لنيل رحمة الله، وهذه الرحمة تكون في الدنيا كما تكون في الآخرة، قال تعالى: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَـاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ}[الأعراف:156]. 17- إنها سببٌ لنيل معية الله الخاصة، فمعية الله لعباده تنقسم إلى قسمين: معيّة عامة: وهي شاملةٌ لجميع العباد بسمعه، وبصره، وعلمه، فالله سبحانه سميع، وبصير، وعليم بأحوال عباده، قال تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ}[الحديد:4]. وقال تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا}[المجادلة:7]. وأما المعية الثانية: فهي المعيّة الخاصة التي تشمل النصرة، والتأييد، والمعونة، كما قال تعالى: {لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا}[التوبة:40 ]. وقال تعالى: {لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [طه:46]. ولا شك أن معيّة الله الخاصة تكون للمتقين من عباده، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ}[النحل:6]. وقال تعالى: {وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ}[البقرة:194]. 18- إن العاقبة تكون لهم، قال تعالى: {وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى}[طه:46]، وقال تعالى: {وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ}[ص:49]، وقال تعالى: {إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ }[هود:49]. 19- إنها: سببٌ لحصول البشرى في الحياة الدنيا، سواء بالرؤيا الصالحة، أو بمحبة الناس له والثناء عليه، قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ }[يونس:63-64]. [المصدر: كتاب آيات التقوى في القرآن - د. حسين علي الجبوري / ص 17-21]
|
|
هذه ثمارها في الآخرة
الفوائد المترتبة على التقوى في الآخرة: 1- إن التقوى سببٌ للإكرام عند الله -عز وجل-، قال تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}[الحجرات:11]. 2- إن التقوى سببٌ للفوز والفلاح، قال تعالى: {وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ}[النور:52]. 3- إنها سببٌ للنجاة يوم القيامة من عذاب الله، قال تعالى: {وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا * ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا }[مريم:72-71]. وقال تعالى: {وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى}[الليل:17]. 4- إنها سببٌ لقبول الأعمال، قال تعالى: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ }[المائدة:27]. 5- إن التقوى سببٌ قويٌ لأن يرثوا الجنة، قال تعالى: {تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا }[مريم:63]. 6- إن المتقين لهم في الجنة غُرفٌ مبنيةٌ من فوقها غُرف، قال تعالى: {لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ }[الزمر:20]. 7- إنهم بسبب تقواهم يكونون فوق الذين كفروا يوم القيامة في محشرهم، ومنشرهم، ومسيرهم، ومأواهم، فاستقروا في الدرجات في أعلى عليين، قال تعالى: {زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ اتَّقَواْ فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ }[البقرة:212]. 8- إنها سببٌ في دخولهم الجنة، وذلك لأن الجنة أُعدت لهم، قال تعالى: {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ }[آل عمران:133]. وقال تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُواْ وَاتَّقَوْاْ لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ }[المائدة:65]. 9- إن التقوى سببٌ لتكفير السيئات، والعفو عن الزلات قال تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا}[الطلاق:5]، وقال تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُواْ وَاتَّقَوْاْ لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ }[المائدة:65]. 10- إن التقوى سببٌ لنيل ما تشتهيه الأنفس، وتلذ الأعين، قال تعالى: {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَآؤُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ }[النحل:31]. 11- إن التقوى سببٌ لعدم الخوف والحزن وعدم المساس بالسوء يوم القيامة، قال تعالى: {وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ }[الزمر:61]. وقال تعالى: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ } [يونس:63،62]. 12- إنهم يحشرون يوم القيامة وفداً إليه تعالى، والوفد: هم القادمون ركباناً، وهو خير موفود، قال تعالى: {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا}[مريم:85]. 13- إن الجنة تُقرّب لهم، قال تعالى: {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ }[الشعراء:90]، وقال تعالى: {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ }[ق:21]. 14- إن تقواهم سببٌ في عدم مساواتهم بالفجار والكفار، قال تعالى: {أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ}[ص:28]. 15- إن كل صحبة وصداقة لغير الله فإنها تنقلب يوم القيامة إلى عداوة إلا صحبة المتقين، قال تعالى: {الأَخِلاَّء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ }[الزخرف:67]. 16- إن لهم مقاماً أميناً وجناتٍ وعيوناً كما قال تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ * فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَقَابِلِينَ* كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ * يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ * لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلاَّ الْمَوْتَةَ الأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ }[الدخان:51-56]. 17- إنه لهم مقعد صدق عند مليك مقتدر، قال تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ}[القمر:54-55]. 18- إن التقوى سببٌ في ورود الأنهار المختلفة، فهذا نهر من ماء غير آسن، وذلك نهر من لبنٍ لم يتغير طعمه، وآخر من خمر لذة للشاربين، قال تعالى: {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ }[محمد:15]. 19- إن التقوى سبب المسير تحت أشجار الجنة، والتنعم بظلالها، قال تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ * وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }[المرسلات:41-43]، فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها)[البخاري]. 20- إن لهم البشرى في الآخرة بألا يحزنهم الفزع لأكبر، وتلقّي الملائكة لهم، قال تعالى: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ}[يونس:62-64]. 21- إن المتقين لهم نعم الدار، قال تعالى: {وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ }[النحل:30]. 22- إن المتقين تُضاعف أجورهم وحسناتهم، كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ}[الحديد:28]. كفلين: أي أجرين. [المصدر: كتاب آيات التقوى في القرآن - د. حسين علي الجبوري / ص21-25]
|
|
شكرا لمرورك
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
التقوى ثلاث مراتب | يمامة الوادي | المنتدى الإسلامي | 22 | 2013-06-15 12:47 PM |
امتحان التقوى | يمامة الوادي | المنتدى العام | 8 | 2010-09-20 11:09 AM |
جوهر الكلم | ندى الجنة | المنتدى العام | 10 | 2010-06-04 9:04 PM |
مما قيل فى التقوى | عبد العزيز | المنتدى الإسلامي | 4 | 2008-12-29 2:40 AM |
التقوى والضحك | يمامة الوادي | منتدى القصة | 2 | 2007-12-11 6:56 AM |