لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
اللهم ارحمهما واغفر لهما واجعل مثواهما الجنة |
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه |
مساحة إعلانيه |
لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
لحظة ميلاد
رائد أحمد غنيم كان يتقدَّمُني تراجُعي! كلَّما جُزتُ خطوة للأمام اجتذبَتْنِي نفسي لئلاَّ أفعل، وبين الخطوة والخطوة كانت تتهادى على مُخيلتي ملايين الأسئلة والاحتمالات، وكان لا ينتزعني من تساؤلاتي المسيطرة إلاَّ ذلكم الصُّداع العارم الذي لم يَجِد خيرًا من رأسي لِيُقيم فيه إلى لا زوال! حتى قدَماي تآمَرَتا عليَّ، هكذا بدا لِيَ الأمر، وإلاَّ كيف أفهم هذا الوجع الْمُهيمن على مفاصلي، وأنا مَن لَم يتجاوز الثلاثين إلاَّ قليلاً! أهو الموت؟ مَن ينتظر إذًا؟! هكذا أجابني الطبيب عندما دلفْتُ إلى "عيادته": حالتك مستعصية، سرطان في الدماغ ليس إلاَّ! هكذا قذفني بهذه الإجابة، أو هكذا تُوِّجت أفكاري وتساؤلاتي بالموت ليس إلاَّ! "أأنا مَن سيموت؟ وكيف؟ ولِمَ؟ وجاءني رَجْع الصَّدى بلا مبالاة، وكان طبيبي الخاصُّ يتمرَّس خلفَها، فسألتُه باستجداء وهو يُقلِّب أوراق الفحوصات بيديه: • أما مِن أمل يا دكتور؟ وكان في مُناداته على مُمرِّضه خيرُ جواب لي: • الذي يليه يا عثمان. لينتبه إلى تواجُدي بعدها: • الأعمار بِيَد الله، اصبر وتَجلَّد، إيَّاك أن ترعوي، ميعادنا الأسبوع القادم. غادرتُ المكان والموت يلفُّنِي، كل التساؤلات انتهَتْ، تَمامًا كما أنا، تمامًا ككلِّ رغباتي وتعلُّقاتي في الحياة، لكن الصداع لم يفعل، ولا وجع مفاصلي! وبدا لي أنَّ الألم سيَغْدو دليلَ استمراري في الحياة بعد اللَّحظة، فلْأَهنأ بآلامي ووجعي إذًا، فهُنَّ هويتي التي ستنذرني أنَّني لا زلتُ حيًّا أَنعَمُ بالإحساس، حتى لو كان هذا الإحساس متوَّجًا بالألم! وفي ممشاي إلى بيتي القريب انضاف إليهنَّ وجعٌ جديد، جاءني النِّداء من بطني هذه المرَّة! فتراكم الوجع على الوجع، والألَم على الآلام، ثم تناوبَتْ أجزاء جسدي الواحدة تلْوَ الأخرى، كلُّهن يُمْعِنَّ في توثيق هُوية تواجُدي. لكنَّنِي على الرَّغم من ذلك أفلحْتُ في الوصول إلى البيت سائرًا على قدميَّ، وكانت أُمِّي في انتظاري، رمَتْنِي بابتسامتها المألوفة، لكنني جابَهْتُها بما لم أعتَد أن أفعل دائمًا، جابَهْتها بابتسامة اعتدْتُ أن أَضِنَّ بِها عليها! ورأيتها تشتعل فرحًا أمامي، يا لعاري! "أفي الموت فقط لا نَبْخل بالحياة على الآخرين؟! آلآن سأمنَحُها ما كانت تحنُّ وتَهْفو دومًا إليه؟ وهي مَن كانت تَسْتجدي منِّي ابتسامة تَمْنحها إحساس الأمومة؛ لأكافئها بالعقوق مرَّةً بعد مرة".. لم أنتظر، طوَّقتُها بذراعيَّ، وأنا أقول: • أنا أحبُّك يا أُمِّي، أحبُّك كما كنتُ دومًا! أكانت على دراية بالأمر؟! أكانَتْ تعلم ما يعتلج بصدري؟ وإلاَّ لِمَ هذا البكاء؟ أغرَقَت نفسي القاحلة ببكائها المكتوم، ولم أُفلِح في ثَنيِها عما انبجَس منها، وكان في دخول أبي خيرُ مُنجدٍ لي، وهُوَ هُوَ مَن كنتُ أدَّخِره دومًا لألوذ به عند أحلك النائبات، لا أدري كيف فَهِم أو تلقَّف الخبَر بِدَوره؛ لأنَّنِي أبصرتُه حينها وهو يُشاركنا حفلتنا البكائيَّة تلكم. غادرتُهما هاربًا إلى غرفتي، وهناك كان عليَّ أن أغيض وأفيض بالدمع، "أأنا مَن سيموت؟! هكذا مرةً واحدة؟ أكان الموتُ يتربَّص بي في كلِّ نومة أنامها، وفي كلِّ جلسة أجلسها، في كل لحظة فرح، وفي كل هجمة حزن؟ ما جدوى البكاء الآن؟ وما قيمة الضحكات؟! الحياة ليست إلاَّ كومة قش، عودُ ثقابِها لحظة الإنجاب، وأنا الْمُشتعل الآن لحدِّ النضوب! والموت هو الْمُسافر الذي لم يودِّعنا، لكنَّه المسافر الأكثر انتماءً إلينا! لا يعدم الحيلة ولا الوسيلة في غمرة بحثه عنَّا، ويوم يَجِدنا يستعيد كافَّة حُقوقه المقدَّرة! يَسْخر مِن كلِّ الأحباب والخلاَّن، فيمنحنا سفرًا أبديًّا عنهم لا وداع لهم فيه!". هكذا تخلَّلتْنِي الأفكار، ووجدْتُني أبكي وأبكي، وكان لِزامًا عليَّ أن أعد العدة لرحيلٍ أوفَى، أو لاستقبالٍ يليق بغائب رميتُه دومًا بعدَمِ الاكتراث! فكافأني بِحَميميَّة البحث المتواصل! وجدتُني أفزع للصَّلاة، بحثْتُ عن سجَّادة الصلاة، أخرجْتُها من دولابي، كانت مُحافظةً على ألَقِها ونضارتِها! كيف لا، وأنا مَن لم ينتعِلْها مُذْ جاءتني كهديَّة أهداني إيَّاها زوجُ أختي لمَّا عاد من رحلة الحج، وهنا فقط تذكَّرت أختي، فتراكم الوجع على الوجع أكثر وأكثر، ستبكيني أختي عند موتي، ستجود عليَّ بدمعٍ مدادُه ذكريات طفولتنا سويًّا ومعًا، بكيتُ، وزادتْ حدَّة بكائي حينما تذكَّرت انقطاعي عنها وعن زيارة بيتها، "أقاطِعُ رَحِم أنا؟!" كيف لو جاءتني لحظة المغادرة الآن؟ بماذا سأجيب الديَّان؟ فكان أن صلَّيت ركعتين اثنتين، ولم أنتظر، فخرجْتُ هائمًا على وجهي، زرتُها في بيتها، وزَّعْت نفسي على أبنائها الذين تقافزوا عليَّ تباعًا، وآلَمنِي استغرابُها لزيارتي، أحسستُ أنَّ استغرابها ليس إلاَّ توثيقًا لِمَا أحسست به، "أنا قاطع رحم فعلاً". وكان العمر يزحف مُسْرعًا، وهذا ما جعلني أبدو مستعجلاً في إنْهاء الزِّيارة على رجاءاتِها ورجاءات أبنائها لي أن أمكث وأظلَّ! لكن كان الألم يزداد ويزداد، وهذا ما ذكَّرَني بحياتي متوثِّبة الرحيل؛ لذا فقد عدت أدراجي إلى البيت، توَّاقًا لخلوة تعبُّدية لَم أفعلها في حياتي ولو مرةً واحدة! وكانت سجادة الصلاة في انتظاري، وَجَعُ مفاصلي أعجزني عن الصلاة واقفًا؛ إذْ وصل به الحدُّ إلى أن يُجْلسني قسرًا، ولمَّا صليت جالسًا، أجبَرنِي صداع رأسي على الصَّلاة مُمدَّدًا! "أهكذا مرَّةً واحدة سأموت؟!" وطَفِقت أبكي في صلاتي، ومِمَّا زاد من حِدَّة بُكائي أنَّني اكتشفت لأوَّل مرةٍ في حياتي أنَّني لا أحفظ من القرآن سوى بضع آيات قصيرات تَلجلَج لساني وأنا أتْلُوهن! وتذكَّرت القرآن، وأعياني التَّعب وأنا أَبْحث عنه بين كتبي المتناثرة في أرجاء الغرفة! خامَرني إحساس أنَّه يتمنَّع عليَّ، أنه يُبادلني الهجران الذي رميته به منذ أمدٍ بعيد، وطفقت أتلو وتَهدَّجت نفسي بالبكاء، وانتشلني من بكائي رؤيتي لِشَعرة أو اثنتين تسلَّلْن من رأسي إلى أوراق الكتاب! توقَّفتُ عن القراءة مشدوهًا، ووجدت يدي اليمنى تتسلَّل رويدًا رويدًا إلى رأسي، تمامًا كما كانت قدَماي تفعل لحظة زيارتي للطَّبيب، ولَمَّا استقرت يدي على رأسي، تناهى إلى نفسي ما كانت تخاف منه، خمسُ "شعرات" أسلَمْنَ أنفسهنَّ صاغراتٍ لِيَدي دونما مُقاومة! أبهذه السرعة سيزحف العمر؟! أكان الموت ينتظرني أن أذهب للطبيب فقط؛ لكي تتهادى كلُّ الأشياء دفعة واحدة؟! لأنْ تتحالف كلُّ أجزاء جسدي عليَّ، أكُنَّ يحسسن بالاغتراب من نفسي وهي تسري فيهن؟! وكان أن أسلَمْت نفسي للبكاء مرةً أخرى، وكان أن داهَمتْنِي رغبةٌ في النوم بعد ذلك، لكنَّني قاومتُ الرَّغبة لدرجة الاستماتة، كنتُ خائفًا من النوم! كنت مرعوبًا أن أصحو على قبر، أن أستيقظ على لا أهل ولا أحباب ولا خلاَّن، بل على ديدان تَحْترف الالْتِهام! لكن يبدو ولأنَّ النوم صورة مصغَّرة من الموت فقد انتزعَنِي دونَما استئذان بِدَوره، أسلَمْتُ نفسي إليه صاغرًا، ولَمَّا أفقْتُ، أفقت على قبر. "أين ضمَّة القبر التي يتحدَّثون عنها؟! وأين الفسحة الممتدَّة إلى طول البصر؟! إلى أيِّ الخيارين سأنتمي؟!" ولمَّا تحسست أضلعي وجدتُهنَّ على حالِهن، لم يتشابكن، ولم يتقاطَعْن، فاختلَجَ نفسي بعضٌ مِن الأمل، رأيت نورًا قرمزيًّا يتخافت لناظرِيَّ من بعيد! أَهُما منكرٌ ونكير؟! جهزت نفسي للإجابة، وتزايد الأمل في دخيلتي حين وجدتُ نفسي قادرًا على الكلام والإجابة! ولَمَّا وجدتُهما ثابتين في مكانهما، قمتُ إليهما راغبًا! وعندها فقط اكتشفت أنَّني لا زلت في غرفتي. ما زال في العمر بقية، وما زال في الحياة مُتَّسَع لأنْ أصلِّي، ولأنْ أُلْقِي على والدِيَّ تحيَّة الصباح، ولأنْ أزور أختي، ولأنْ أعتذر لكلِّ الأصدقاء الذين انقطعَتْ أواصرُ العلاقة معهم، ونويْتُ الصوم لَحْظتَها! وكأنَّ فسحة الأمل هذه منَحتْنِي شيئًا من الحياة؛ إذْ إنَّ وجعَ مفاصلي وصداع رأسي كان مُحافظًا على سقف يؤهِّلني لأنْ أصلِّي واقفًا هذه المرة؛ ولأن أزور بعضًا من الأقارب؛ ولأن أصبر على الصوم، وأنا من لا يصوم رمضان إلاَّ على استحياء! أحسستُ بانتعاشة حقيقية كان مرَدُّها أنَّ الموت سيزورني وأنا لديَّ شيءٌ من التأهُّب والاستعداد هذه المرة، لكن على الرغم من ذلك كان الأَسى والخوفُ لا يفارقُني أيضًا، هل يومٌ من التَّوبة كافٍ لأنْ يَقْبلني الْمنَّان؟ لأن يَطْوِي صحائف أعمالي المضرجة بالذُّنوب؟! وماذا لو أنني تُبتُ قبل الآن؟ ماذا لو أنني تُبتُ وأنا وافِرُ الصِّحة، وأنا أنضح بالحيويَّة والصِّحة، لكنَّ أبِي أخبَرنِي أن الله يقبل التَّوبة من الإنسان ما لم يُغرغر، وعلى الرغم من ذلك ظلَّ الخوف مُسيطرًا عليَّ، ظل هاجسٌ يأتيني من آيةٍ قرأْتُها: ﴿ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ ﴾ [النساء: 18]، فعاودَنِي الخوف، وساورني الشكُّ، وأحسستُ أنَّ صداع البارحة يستعيد مكانتَه، وكذا وجع مفاصلي، ونداءات بطني. عند الظهيرة فقط كان عليَّ أن أتداعى وأُسْقِطْتُ، كنت بين الوعي واللاَّ وعي حين حَمَلني أبي إلى الطبيب، طالِبًا شيئًا من المُسكِّن أو العلاج، وبمجرَّد أن أبصرنا الطبيب هبَّ واقفًا، صاح بي: أين أنت؟ منذ البارحة وأنا أبحث عنك! حاوَلْنا الاتِّصال بِجوَّالك، لكنَّك لا تجيب، لقد حدث خطأ في أوراق الفحوصات، لقد قرأتُ على مسمعك فحوصات مريض آخَر، أنت سليم مائة بالمائة، هذه أعراض نزلة برد ليس إلاَّ!
|
هل لابد ان نمرض او ان تصيبنا مصيبة كي نستيقظ ؟؟؟
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . |
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
|
|
شكرا لمروركم,,,
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ماهي افضل لحظة في حياتكم واسوأ لحظة في حياتكم؟؟؟ | دكتوره حاسوبيه | المنتدى الترفيهي والمسابقات | 22 | 2010-12-06 9:05 PM |
مع كل فرقا....له ورى الجفن ميلاد | @حاملة المسك@ | منتدى الشعر والنثر | 9 | 2010-11-13 10:57 PM |
بعض الحزن موت... وبعض الحزن ميلاد | يمامة الوادي | منتدى الشعر والنثر | 24 | 2010-09-20 11:01 AM |
لحظة ندم | سامحيني ياطموحي | منتدى الحوار والنقاش وتصحيح الأمور العارية من الصحه | 17 | 2009-08-21 1:32 AM |
عيد ميلاد وشيخ | بنت جابر الخير | 🔒⊰ منتدى الرؤى المفسرة لأصحاب الدعـم الذهـبي ⊱ | 1 | 2006-11-07 11:01 AM |