لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
![]() |
الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
![]() |
اللهم ارحمهما واغفر لهما واجعل مثواهما الجنة |
![]() |
![]() ![]() |
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه |
![]() |
![]() |
||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مساحة إعلانيه |
لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
الراحلة
فاطمة عبدالرؤوف (1) جلسْتُ بجوارها، لا تكاد تعرفني، ولكنها تقبِّلني بحرارةٍ، وتوسع لي في مجلسها، رمقتها بإشفاق؛ فهي جالسة هكذا منذ الصباح، فليس لديها ما تقوم به، ساد الصمت لحظاتٍ عندما قَطَعَتْه بصوتٍ ضعيف: هل أذَّن الظُّهر؟ • لا، لَم يحن الوقت بعدُ. عادتْ تسألني: كم تبقَّى من الوقت؟ • ما يقارب الساعة ياجدتي. • إذًا؛ أصلي ركعتين لله. ما أن أنهتْ صلاتها، حتى أخذتْ تُكَرِّر عليَّ السؤال: أَلَمْ يُؤذن الظهر بعدُ؟ كم تبقى من الوقت؟ كانت لا تتوقف عن سؤالها عن موعد صلاة الظهر حتى يؤذن فعلاً، فتؤدي صلاتها في خشوع، ثم تلتفتْ لتسألَ عن موعد صلاة العصر! أرهقني سؤالها المتكرر: فلذْتُ بالصمت، رمقتني بعتابٍ وشردت. دخلت طفلتي الصغيرة بجلبة طفولية، فهي قادمة للتو من حلقة التحفيظ، أمي: ألن "تسمِّعي" لي ما حفظتُه؟ • وما الذي حفظتِه؟ • {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالفَتْح}. • قولي إذًا. • إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالفَتْح، و.. و.. صمتت لعلها تتذكر، ولكن الجدة العجوز أفاقتْ من شرودها، وأخذت تكمل لطفلتي الآيات، ثم قبَّلَتْها والتفتت إليَّ، وقالت: اهتمي بتعليم ابنتك القرآن. (2) "كسر في عظمة الفخذ، بحاجة إلى جراحة دقيقة، لا أنصحكم فالجدة عجوز ضعيفة"؛ كانت هذه كلمات الطبيب. • قلتُ لزوجي: لا حل إذًا إلا بتعاطي أقوى أنواع المسكنات. • أجابني بعينين تبرقان: لا تندهشي، الجدة لا تتألَّم! • ماذا؟! • إنها راقدة في الفراش تُسَبِّح الله - عز وجل. • جلسْتُ بجوارها أتأمَّل وجهها الطيب، وقد حفرتْ فيه السنونَ خطوطًا عميقة، تبتسم لي ابتسامة رضا وحب صادق، ثم لا تلبث أن تشرد عيناها بعيدًا، وأغيب أنا أيضًا بعيدًا بعيدًا؛ أتذكر صورتي بثوب المدرسة الابتدائي البني، وأنا خارجة بعد انتهاء اليوم المدرسي ومعي زميلاتي، وفي طريقنا إلى البيت أمرق على بيت الجدة الحنون، فلا تتركني إلا بعد تقْديم شطائر من طعامها اللذيذ، آه! أستشعر مذَاق الشطائر في فمي، كما لو أنني أكلتها للتوِّ، ما كنت أتعجب منه حقًّا أنها كانتْ تُقَدِّم لزميلاتي الشطائر نفسها مع تلك الابتسامة الطيبة التي تودعنا بها. أُعاود النظر إليها فأجدها قد صنعتْ من ثوبها مسبحة، وقد استغرقت في أذكارها. (3) انشغل الطبيبُ بتوقيع الكشْف الطبي على الجدة، وانشغلتْ هي الأخرى بالتسْبيح على سماعة الطبيب. خلع الطبيب نظارته الطبيَّة، وأخذ يفرك عينيه بدهْشة، ثم بدا ضارعًا للحظات، ثم اتَّجه إلينا والتقط أنفاسه قبل أن يبدأ حديثه: سبحان الله! لو أخْبَرَنِي أحدٌ ما صدَّقتُ، لولا أني أُباشر الحالة بنفسي، هذه أول مرة أجد مريضًا قعيدًا ملازمًا للفراش قد أُصيب بقرح الفراش، ثُم تزول تلك القرح تلقائيًّا كأن لا أثر لها! ثم همس - كأنما يحدث نفسه -: تلك عاجل بشرى المؤمن. مرقت الأيام سريعًا، وقد غابت الجدةُ عن الإحساس بالزمن، لَم تَعُد تُفرِّق بين الليل والنهار، لا تتذكَّر أحدًا إلا كما تتذكر الرمال رسم الرياح، لا تطلب طعامًا، انقطعتْ صلتُها بالدنيا رويدًا رويدًا، أمرٌ واحد بقيتْ تتذكره بكل حواسها وفي كل لحظاتها: ترديد الشهادتين بلسانها وكتابتها على ثيابها أو بأصابعها الضعيفة على الهواء. رحلت الجدةُ بهدوء، وتركت العقل غارقًا في أفكاره، يتساءَل عن كيف يعمر القلب بالإيمان؟ كيف يبقى اللسان رطبًا بِذِكْر الله؟ وقد تعطلت في الإنسانِ كلُّ قواه وحواسّه، وتركت القلب يتطلع إلى المستقبل، يستشف لحظات النِّهاية كيف تكون، سعيدًا فرِحًا لرؤية مُعجزات الله تتناثَر في كونه، خائفًا وجلاً من حسابات معقدة ومشاعر غائرة ولحظات ضعف كثيرة.
|
|
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شكرا لمرورك
|
|
الله يعافيكم
|
|
|