لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
اللهم ارحمهما واغفر لهما واجعل مثواهما الجنة |
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه |
مساحة إعلانيه |
لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
يا ساكنة بالقلب.. بلاد الحرمين
غادة الشافعي وإنَّ لبلادك سواكنَ كُثُرًا، وإن لم ترها أعينهن. يؤمنَّ بما تؤمنين به، ويحيَين كما تحيَين، ويرتدين كما ترتدين. وإنَّ قلوبهنَّ بالفرح لتنبضُ إذ تفرحين، ويلفحُهنَّ حَرُّ أنفاسك لو تألمين. ويَجمعُكنَّ بالعروة الوثقى رباط الدين. فيا أُختاه وقد تدافعت الأمم عليْنا من كل صوبٍ، سافرة عن وجه يتغيَّظ على الإسلام وأهله، جامعةً أمرها على أن تقتلِع الدين من جذوره، وأن تقتل في الأرض بذوره، حتَّى ما حلُّوا بمكان إلاَّ وجعلوا أهلَه من المسلمين ضحايا أو مضلَّلين وغوايا. ثم جاؤوا كما لو حان عندهم دورُك، يطوفون بالمُكاء والتَّصدية حولك، يلقونَك في كلِّ طريق ويدْخُلون عليْك من كلِّ باب، من خلال الأسْواق وعبر الشَّاشات والصُّحُف والمجلات. يتسرَّبون إليْك في شرابك وطعامك ولباسك، ويُطارِدونك حتَّى في طريقة حياتِك، ونومك وأحلامك، بأقنعة مُحبكة وكلمات منمَّقة. فقد خشيتُ أن ترْكني إليهم شيئًا قليلاً، فأردتُ أن أثبتكِ وأتثبَّتُ بكِ؛ علَّنا نتقاسم معًا حرَّ الثبات على الحقِّ وجلالَه. إنَّ أعداء الدِّين يعلمون أنَّ الأمَّة إن تؤتَ فلن تُؤتى بأشدَّ من تخلِّيك عن دينك وحجابِك، وهم يقرُّون بذلك في بروتوكولاتهم، إذ يقولون: "علينا أن نكسب المرأة، ففي أيّ يوم مدَّت إلينا يدَهَا ربحْنا القضيَّة". ألا بعدًا لأياديهم السَّوداء الملطَّخة في كلِّ مكانٍ بِدِماء الأبرياء، يظنُّون أنَّهم قد باتوا أقربَ إليك، وما لا يطولونَه منك بالقهْر فبالمكْر والدَّهاء. • • • فيا ساكنةَ بلاد الحرمين - أينما كنتِ - أتعْرِفين من أنت؟ أتعرفين قدرَك في نفوسنا، وفي ضمائرنا، من أنت؟ ويا ساكنة بلاد الحرمين، لماذا أنتِ؟ ألا تسألين أعداءَنا: لماذا يتَّجهون اليوم إليكِ؟ لماذا أنتِ؟ يقول د. مدروبيرغر: "إنَّ المرأة المسلمة هي أقْدر فئات المجتمع الإسلامي على جرِّه إلى التحلُّل والفساد، أو إلى حظيرة الدِّين من جديد" والقوم لا يريدون الدين. يعلنونها صريحة في كل وقت وجمع. أفيكون التحلُّل والفساد مصيرَنا؟! ونحن مَن مدحَنا الله - عزَّ وجلَّ - في محكم كتابه فقال: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [آل عمران: 110]. كلا، لا يكون هذا أبدًا. ولقد حفِظك الله - عزَّ وجلَّ - بشرْعٍ مُحكم، حار أعداؤُك معه من الوصول إليك، فأخذوا يزجُّون بشبابِنا في هاويات الشُّبُهات والشَّهوات - إلاَّ من رحِم ربي - حتَّى إذا ما أصابك من جرَّاء ذلك ما أصابك من ضرَر، أخذوا يُرسلون بوفودِهم إلى بلادنا كلَّ حين ليطمئنُّوا على نجاح مخطَّطاتهم، والتي لم تَخفَ على من شهِد طلائع تغْريب المجتمعات الإسلاميَّة، فيقول صاحب كتاب "المرأة والحجاب": "إنَّه لم يبق حائل يَحول دون هدم المجتمع الإسلامي في المشْرق إلاَّ أن يطرأَ على المرْأة المسلِمة التَّحويل، بل الفساد الَّذي عمَّ الرِّجال في المشرق". فهم إذ يسألون، لا يَسألون عن حال الرِّجال في بلادنا، وحقِّهم في العلاج والتَّعليم والحصول على فرَص العمل وتكوين الأسر. وإنَّما هم دائمًا يسألون عن نسائِنا! ثمَّ هم إذ يسألون عن نسائِنا، لا يسألون عن حقِّهنَّ في الحياة الكريمة، وتوْفير المطْعم والمشْرب والعلاج والتَّعليم، والزَّواج وكافَّة الحقوق الَّتي كفلها لهنَّ الشَّرع، ممَّا تحسدهنَّ عليه النساء في كل مكان. لا، بل هم يَسألون عن حقِّهنَّ في التبرُّج والاختِلاط وحسب، وقدرتهنَّ على العمل في المحالّ والفنادق ومكاتب السفريَّات. والعجيب أنَّ البعض لديْنا كلَّما سُئِل عن حال النِّساء في بلادنا، تصبَّب عرقًا وأخذ يتلفَّت يَمنةً ويسرةً علَّه يجِد شاردة عن أمْر الشرع بالحجاب؛ ليقدِّمها على أنَّها عنوان الحضارة والتطوُّر وإحدى رائدات المجتمع، ولا أحد يعترض! ولا أحدَ يسأل عمَّا قدَّمته هذه الرَّائدة من خدمات للمجْتمع استحقَّت بها مركز الريادة، ولا ما ساهمتْ فيه من حلٍّ للمشْكلات الكثيرة والقديمة الَّتي يُعاني منها كثيرٌ من النَّاس في بلادنا - كما في كلِّ مكان بالعالم - ولا حتَّى يُخبرنا أحدهم بمجال ريادتِهنَّ أصلاً في غير التبرُّج والاختِلاط، وحضور النَّدوات والمؤتَمرات، في أكثر الأوْقات. ولو أنصفوا لقدَّموا منَّا العالمات والطَّبيبات، والمعلِّمات والفقيهات، والدَّاعيات والأديبات، والأمَّهات اللاَّتي بذلنَ حياتَهنَّ في خدمة البلاد والعباد دون تفريط في ثوابت الدِّين والحجاب. ولو أنصفْنا لأجبْنا كلَّما سُئِلنا عن دور المرْأة في نهضة بلادنا بثقةٍ وافتِخار، بأنَّه ما من شيء في بلادنا من نهضةٍ وحضارةٍ إلاَّ والمرأة عندنا شريكة فيه. ألَم يقُل نبيُّنا - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((إنَّما النِّساء شقائق الرِّجال)). نعم إنَّ نبيَّنا - صلَّى الله عليْه وسلَّم - الذي أمره الله - عزَّ وجلَّ - بأن يأمُرنا بالحجاب في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الأحزاب: 59]. هو - صلَّى الله عليه وسلَّم - الَّذي أقرَّ لنا بأنَّنا شقائق الرِّجال، وإن اختلفت أدْوارنا في الحياة. وإلاَّ فهل هؤلاء الرِّجال الأفْذاذ الَّذين أحالوا الصَّحراء جنانًا، وفتحوا الأسواق وشيدوا البنيان، واعتلَوا منابر الفِكْر والعلم والأدب، ونشروا الدِّين، إلاَّ أبناء أمَّهات مؤمنات وراعيات أمينات، أنْجبْن وربَّين وقدَّمنَ للعالمين رجالاً عظامًا، دون أن يخلعن عنهنَّ الحجاب، لا يُراعين في ذلك إلا نظر الله - عزَّ وجلَّ - إليهنَّ، ولا يرجون من غيره - سبحانه – ثوابًا؟! إذ يقول - جل جلاله -: {أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ} [آل عمران: 195]. نعم، إنَّهنَّ يعلمنَ أنَّ عملهنَّ لا يضيع عند الله - عزَّ وجلَّ - وإن ضاع عند الخلق. أمَّا العجب، فممَّن يريد أن يضيع أمر الله - عزَّ وجلَّ - بالحجاب، ثمَّ هو بعدُ يُريد أن يضيع كلَّ عملٍ للمرأة صالحٍ ما دامت قامتْ به من وراء الحجاب! فلا يكاد يذكُره أو يشير إليه، وكأنَّ شرط قبول الأعْمال لديْنا هو خلع الحجاب. فضْلاً عن أنَّ عمل المرأة أصْلاً لا يَحتاج إلى التبرُّج والاختِلاط، اللَّهُمَّ إلاَّ ما كان من عملِ الغانيات، أو من اضطرتْهنَّ ظروف الحياة إلى التبذل والتعرق أمام الخلق، لكسب قوتهنَّ وقوت عيالهنَّ، ولو عملن في الحر والبرد واختلطن بالرجال. وهذا يؤكِّدُه ويشهد عليه طبيعة الأعمال التي ينادون بِها للمرأة، ويطالبون من أجْلِها بخروج المرأة والتبرُّج والاختِلاط. فالبعضُ يتمنَّى أن يرى المرْأة ذات يوم مهندسةً فوق الثقَّالة، أو تحت السيَّارة، أو سائقة أجرة ونقل، أو عاملة في محطَّة بنزين، أو بائعة في محلٍّ كنظيرتِها في الغرب. فأبشري يا أُختاه! أبشري. فليست منابر الفِكْر والأدَب إذًا هي التي تنتظِرُك، ولا معامل الطّبّ والعلوم، ولا أقْلام الدَّعوة، ولا حقول التطوُّر والتكنولوجيا، فهذه وغيرُها يمكنك ممارستُها والارتِقاء بها وفيها من خلف حجابك، بل وحجابك يفرِّغك لها ويُعينك عليها. وإنَّما ما يطالبون لك به هو النُّزول إلى ميادين العمل والأسواق، تشمِّرين عن سواعد الجِدِّ وتُصارعين كالرجال من أجل لقمة العيش. هذا هو حقّك الذي عجزتِ عن الحصول عليه وسط قيود الدِّين والمجتمع، فجاؤُوا من بلادهم ليأخذوه لك، هذا هو المستقْبَل الَّذي يحلمون به لكِ ليبردوا حرَّ صدورِهم وهم يرَوْنَك تَحْيَين في رغْدٍ لا تَحْصُل عليه المرْأة عندَهم إذا ما جلستْ في بيتِها، بل لا تكادُ تَحصل عليه عندهم ما لم تدفع ثمنَه غاليًا من حياتِها وأعصابِها، وربَّما من حيائِها وآدميَّتها. إنَّ القوم لو كانوا يُنصِفونك يا أختاه، لأَنصفوا أمَّهاتِهم من قسوة الجوع والبرد والوحدة في الكبر وجحود الفضْل، ولأنْصفوا بناتِهم وأخواتِهم مِن الضَّرب والتَّقْتيل على أيْدي أزْواجهنَّ أو رفاقهنَّ وزملائهنَّ في العمَل ورؤسائهنَّ. ولأنصفوا زوجاتِهم من العمل بنصْف الرَّاتب الَّذي يحصُل عليْه الرَّجُل عند أدائه لنفس العمَل في كثيرٍ من مناطق الغرْب، ولأنْصفوا من ذويهم الأموال والأعْراض والأنفُس. فالفِرارَ الفرار من هذا المصير الَّذي تحلق فيه هلاوس وضلالات الهاذين، فلا يخلعوا عنك ما كساك الله من نعم.
|
|
وحذارِ أن تضيِّعي ما منحك الله - عزَّ وجلَّ - من الطَّاقات والإمكانيات هباءً وهدرًا، وتذكَّري دائمًا قولَ الله - عزَّ وجلَّ -: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} [القصص: 77]. فتأمَّلي ما وهبك الله من الإمكانيَّات البشريَّة والمادّيَّة، واستغلِّيها بحقّ لخِدْمة أمَّتك ونصرة دينِك، وفلاح أمرِك في الدنيا والآخرة. وصِلي اللَّيل بالنَّهار علمًا وعملاً، وإذ تقرئِين القرآن فاعملي به؛ لتكوني كما قال النَّبيُّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((مثَل المؤمن الذي يقرأ القُرآن كمثَل الأترجَّة، ريحُها طيِّب وطعْمُها طيِّب))؛ رواه البخاري. فحافِظي على سمْتِك الإيماني الظَّاهر بالحجاب، وعطِّري باطنَك بالصِّدق والعفاف والتَّواضُع والإخلاص لله - عزَّ وجلَّ - وأعْمِلي جوارحَك وأكثري من الخيرات في الدنيا قبل أن تنتهي فرصتك فيها: عطفًا على الصَّغير، وتوقيرًا للكبير، وبرًّا بالوالدَين، وصلة للأرحام، وحسنًا للجوار، وطاعة للزَّوج، وتربية للصغار، وكوني دائمًا كما قال رسولُ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((مثل المؤمِن كمثل شجرةٍ خضراءَ، لا يسقط ورقها ولا يتحاتّ)) فقال القوم: هي شجرة كذا، هي شجرة كذا، فقال: ((هي النخلة))؛ رواه البخاري. وانفُضِي عنك ما يعرضه الشَّيطان على قلبِك ليلَ نهار، من صور النَّجاح والظُّهور الزَّائفة، وما فيها من مراعاة نظَر النَّاس وطلب مرضاتهم، فإنَّها أشدُّ ما يشتِّت لمام نفسك، وأقوى ما تؤْتين منه، ويهتزُّ له قلبك. نعم، {يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا} [النساء: 120]. أمَّا وعد الله - عزَّ وجلَّ - الحقّ، فإن {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [القصص: 83]. • • • فيا ساكنة بالقلب بلاد الحرمين. ولو كنت في أقصى الأرْض وأدناها. هلاَّ بحثت في ذاتك لتعرفي قدْرَك، وتدركي من أنت. فإنَّنا نحتاج إليك، لَشدَّ ما نَحتاج إليْك! فيا أختاه: يا حبيبتي في الله. من أنت؟ هل أنت مربِّية أطفال أو معلِّمة أجيال، تَحتوينَهم بطموحاتِهم وآمالِهم وآلامِهم، وتَحوطين عليهم ممَّا يُراد بهم حينًا بعد حين، وتُعلِّمينهم في كلِّ كلمة وخاطرة مراقبةَ الله - عزَّ وجلَّ - واتِّباع خُلُق وآداب سيِّد المرْسلين، عليه أفضل الصَّلاة والتَّسليم؟ هل أنت طبيبةٌ حاذقةٌ مؤتَمنة، تصونين نساءَ أمَّتِنا عن التكشُّف أمام الأطبَّاء الرِّجال تحت وطأة المرض، وتَحفظين عليهنَّ حياءهنَّ ودينهنَّ؟ هل أنت ممَّن يُجِدْن بعض اللغات، فتُشاركين في حركة ترْجمة منظَّمة تعيد للأمَّة عصرها الذَّهبي في العلوم والآداب، وتَستفيدين منها في الدَّعوة إلى سبيل الله الحقِّ، فتفتَحين القلوب والبلاد؟ أو هل تُجيدين تصْميم برامج الكمبيوتر أو التَّعامل معها، فتسخرينها لخدمة الإسلام والمسلمين؟ أم أنت بارعة في الأدَب والشِّعْر وتَملكين قوَّة الحجَّة وحسن الحوار والجدال بالحقّ، فتنصرين الدِّين وتذبِّين عن أعراض المسلمين، وتدْفعين أمَّتَك إلى الرقيِّ والتطوُّر والتمسُّك بالثَّوابت ومكارم الأخلاق؟ أم أنَّك محفِّظة قرآن ماهرة، أو فقيهة وعالِمة أو داعية إلى الله - عزَّ وجلَّ - على بصيرة بالحكمة والموعظة الحسنة؟ وإلا.. فهَلْ تَملكين أصابع فنَّانة، فتخيطين وتطرزين وتُبدعين وتُنتجين وتَربحين، وتدعمين بالمال المحتاجين من المسلمين، فتطْعمين هذا وتكسين هذه، وتتبرَّعين للدَّاعين إلى دين الله - عزَّ وجلَّ - والمجاهدين في سبيله بحقّ؟ أم أنَّك طاهية ممتازة، يُمكنك إمداد المحالّ والأسواق بالأطعِمة المختلفة وتُنافسين بمنتجِك على الجودة والنظافة وقلَّة التَّكلِفة، وتكْفيننا في كثيرٍ من الأحوال الدَّفع بأموالنا لأعدائِنا وقبول ما يقدِّمونَه لنا من أطعِمة، مثقلة بالمواد الحافظة والمسرْطنة؟ أو لعلَّكمصْلِحة اجتماعيَّة بطبعك، فتنظُرين إلى ما حاق بِمجتمعِك من ظلم اجتِماعي ومشْكلات عديدة نتيجة جهْل النَّاس بشرع الله - عزَّ وجلَّ - والبعد والإعراض عنْه - وليْس العكس كما يُحاول أعداء الدين أن يضلِّلونا - فتأخُذين على عاتقك مهمَّة تثقيف النَّاس بحقوقهم وواجباتهم التي أقرَّها الشَّرع، وتساعدينهم على الحياة بصورة أفضل، فتسْعَين لزواج هذه، وللإصْلاح بين هذين، والوقوف بجوار المظلوم حتَّى يأخذ حقَّه، والنصيحة للظَّالم حتَّى يقلع عن جرمه قبل أن يلقى به ربَّه، وتفتحين للنِّساء من حولك أبوابَ الأمل والخير والعمَل وفقًا لشرْع الله - عزَّ وجلَّ. وأنت مع ذلك تُواجهين مشْكلاتك الشَّخصيَّة صابِرة، ولا تجعلينها مهْما وقعتِ تحت وطأتها تفتُّ من عزمك في القيام مرَّة أخرى، ومواصلة دورك في خدمة مجتمعك ابتغاء وجْه الله - عزَّ وجلَّ. وربَّما تكونين - أختاه - تلك الابنة البارَّة بوالديها، فتكفيننا مؤنة إنشاء بيوتٍ لمسنِّين لديهم أبناء يمكنهم خدمتهم، أو تكفيننا تَخصيص العديد من الأجنِحة الفارِهة بالمستشْفيات الخاصَّة لتقديم رعاية صحّيَّة لآباء وأمَّهات ما كان أيسر أن يقدِّمَها لهم أبناؤهم. أم أنَّك تلك الزَّوجة الصَّالحة، تسعد زوجها وتؤمِّنه على ماله وعياله، وتدْفَع به إلى النَّجاح والسعة، فيكون مجْدُه مجدَها، ونجاحه نجاحَها وعزّ أبنائِها وأمَّتها؟ أم لعلَّك تلك الأمّ التي طالَما انتظرناها تطعم وتكسو، وتربِّي فتحنو وتشدّ، وتخرج لنا أمثال صلاح الدين، وتشْرق بها شمسنا بعد طول اللَّيل بأوس جديد وخزرج؟ ولعلك - يا أختاه - مع كل هذا أينما كنت وحيْثما حلَلْتِ تَنتمين لخير أمَّة أُخرجت للنَّاس، فتأمرين بالمعروف وتنهَين عن المنكر وتؤْمنين بالله. أختاه، مَن مِن هؤلاء أنت؟ هل عرفت من أنت؟ ولعلَّك عرفتِ أنَّ الحجاب لا يعوقك عن إثبات ذاتك وبناء مجتمعك، بل يعينُك ويفرغك لذلك، وأنَّ النَّاعقين عليك من وراء الحجرات لتخْرُجي إليهم إنَّما يريدون أن يشغلوك عن أداء دوْرك الحقيقي في بناء الأمَّة، ويضيعون عليْك وعلى أمَّتك وقتك وعمرك وإمكانياتك المذهلة، في أعمال يستطيع أي شخصٍ أن يقوم بها وإن لم يكن يَملك من المواهب والقدرات والإمكانيات شيئًا كثيرًا. وإلاَّ، فما الفرق بين أن تقومي بأكثرِ هذه الأعمال من بيتك، وبين أن تلحقي بركْب الموظَّفين الخارجين كلَّ صباح إلى أماكن عملهم لتقومي بنفس الأعمال، غير أنَّك في بيتك مديرة عملِك وأميرة نفسك، وحافظة حجابك وسترك، وراعية أهلك، ثم إنَّ الله - عزَّ وجلَّ - مع كلِّ ذلك قد ضمن لك رزقَك؟! أختاه: إنَّ القوم في كلِّ يوم يستنهضونك ويستفزُّونك لتعبِّري عن نفسِك، يظنُّون أنَّك إن اعترضت كفرتِ بنعمة الله، فإن قامت صواحبُ الدِّين ليؤكِّدْنَ تمسُّكَهنَّ بثوابتهنَّ ويعلنَّ مشاركتَهن الفعَّالة في نهضة بلادهنَّ وأمَّتهنَّ، بالضَّوابط التي وضعها لهنَّ الشَّرع الحنيف، رفضوا قولهنَّ، وصمُّوا عنه الآذان وأغلقوا عليه الأبواب والمنابر، وقالوا: ليس هذا رأْي كل النساء. وإنَّه لرأي كلِّ النساء إلاَّ من شذَّ وبعد عن العفة والطهارة. لكن القوم لا يكاد خيالهم المريض يتصوَّر أنَّ من النساء من يُعرَض عليْها التبرُّج والاختلاط والتفلُّت من ضوابط العفَّة والحياء، ثمَّ هي تغْلق عليها دون الفتن بابها، وتضَع عليْها في عزَّة حجابها. إنَّهم لا يتصوَّرون أنَّ هناك من النساء حقًّا مَن خالطتْ بشاشة الإيمان قلوبَهنَّ وتعلَّقتْ برِضا الرَّحمن أرواحهنَّ وجوارحهنَّ. إنَّهم يريدونك إمَّا صامتة ليتكلَّموا بدلاً عنك، وإما أن تتكلَّمي بما يحبون. فأخبريهم إذًا: أنَّ الأمر ما يروْن لا ما يسمعون. واثبتي على الحقِّ الَّذي معك، وثبِّتي به الأمَّة بأسرها. فلا زالت القلوب وستظلُّ تسكن على البعد بلادك. ولا زالت أعيُننا مهْما اشتدَّ الأعداء عليْنا إغواءً وإرهابًا.. وبعدت بنا الأمواجُ عن مرْفأ النَّجاة، متعلِّقة بعينيك.
كم هي ثابتة، واثقة، مؤمنة من خلف الحجاب.
|
جزاك الله خير
وبارك فيك يالغلا
|
|
بوركت وأحسن الله إليك أخيتي أرجو أن تجد كلماتك قلوباً تشربها
|
|
شكرا لمروركم,,,
|
|
الله يسلمك,,,
|
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
بالقلب نحب وبالعقل نكره وبالاثنين نصاب بالجنون | ام اساور | المنتدى العام | 3 | 2009-07-17 10:51 PM |
كلمات تكتب بالقلب | يمامة الوادي | منتدى النثر والخواطر | 6 | 2008-12-28 3:54 AM |
كلمات تقرأ بالقلب لا بالعين ...!!! | lmmr_5 | منتدى النثر والخواطر | 4 | 2008-03-01 6:38 AM |
هماً لجا بالقلب | يمامة الوادي | منتدى الشعر والنثر | 2 | 2006-12-08 3:26 AM |
جلود الخنازير في أسواق بلاد الحرمين ( صور ) !! | يمامة الوادي | المنتدى العام | 10 | 2006-01-28 5:15 PM |