لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
اللهم ارحمهما واغفر لهما واجعل مثواهما الجنة |
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه |
مساحة إعلانيه |
لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أما بعد: فأنا من محبي تدبر القرآن الكريم والحمدلله وأتمتع وأنا أحاول أن أربط الأفكار التي تتضمنها كل سورة ببعضها وقد أحببت أن أشارك بها عل الفائدة تتسع أو أن أصوب إن أخطأت والله ولي المؤمنين :
لقد ارتأيت أن تكون أول إضافة لي حول سورة النمل وهي- كما هو شأن جميع سور القرآن- سورة فيها من العبر والقصص والأحكام ما يخص مجتمعنا اليوم من أساليب التعامل مع الآخرين وأساليب الدعوة إلى الله وتحمل الراعي لمسؤوليته . ونبدأ بها جزءا جزءا بسم الله الرحمن الرحيم طس ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1) هُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (3) إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ (4) أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذَابِ وَهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ (5) وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ (6) تبدأ سور القرآن بموجز العبادات والأخلاق للانطلاق منها للب الموضوع والتأكيد على أن السبب الرئيسي للانزال هو الهداية وأنه من الله عز وجل . {إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا سَآَتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آَتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (7) فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (8) يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (9) وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآَهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ (10) إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (11) وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آَيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (12) فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آَيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (13) وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (14)} كما هي الحال في القصص القرآنية تأتي مباشرة لتربط الآيات بلب الموضوع تتحدث هنا عن ارسال الله موسى عليه السلام لفرعون وتتمحور هذه الآيات على عدة محاور ,فتبين لنا حال موسى عليه السلام لحظة ارساله ومباركة الله لأرض الطور والمعجزات التي أمده بها الله ثم جحود القوم بالآيات وكفرهم وعاقبة الكفر كل هذا بسبع آيات فسبحان الله لهذا الاعجاز ,وما أريده هنا ما الرابط بين هذا الايجاز مع قصة سليمان عليه السلام ومع النمل تحديدا ؟ نعلم ما في سورة النمل من قصة سليمان مع سبأ إلا أن ما أرمي له أن ارسال موسى عليه السلام عندما ذهب ليأتي لأهله( بخبر) وهذه الكلمة لها مدلولات كثيرة عندما نقٌرأ فيما بعد عن أهمية المخبر أو الاستطلاع لمن أراد أن يأتي مهمة معينة والتي قام بها الهدهد مع سليمان عليه السلام , هؤلاء الأنبياء وهم أيضا قادة عظام يعلمون بالفطرة التي هيأهم الله بها كيف يقومون بالأمور على خير وجه ,والجميل أيضا عندما نقرأ سيرهم عليهم سلام الله لحظة إرسالهم , لم يكونوا يجلسون في بيوتهم ينتظرون الرسالة تهبط عليهم وهم لا يفعلون شيئا , لقد كان موسى عليه السلام في مهمة الله أعلم ما هي أيا كانت فقد بعث وهو يحمي عائلته ويقوم على شؤونهم وكان ذاهبا ليأيتي لأهله بخبر أو نار يحتمون بها من البرد القارص , إذ به بدل ذلك يلاقي ربه لأعظم مهمة وهي دعوة فرعون ليعبّد بني إسرائيل , أي يدعهم ليعبدوا الله عز وجل ولا يمنعهم عنها , وقد كان استأثر بها هو لنفسه . ولما خاطبه الله بذلك , لم يخف من خطاب الله له فقد كان مطمئنا بذلك إنما طلب منه الله أن يلقي عصاه فأطاع الله مباشرة وقد جبل على طاعته وألقى عصاه فرآها صارت حية تسعى ,هنا هرب موسى عليه السلام , ترى لما خاف موسى من هذا ؟ أيعقل أن يكون خاف من الحية وهو على مو هو عليه من قوة ؟ قال له الله ليطمئنه (نِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ ) ليبين له أنه اصطفاه ولم يأخذه بذنبه , وهنا نفهم ما كان موسى خائفا منه , كان خائفا من ذنبه لعل الله أراد أن يحاسبه عليه فقال له عز وجل ( إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ ) هذا هو خلق الأنبياء أن لا يأمنوا مكر الله وأن يخافوا ذنوبهم في كل حال ولا يخافوا إلا ذنوبهم ,وذهب لفرعون مع أخيه هارون وقد أيقن هنا أنه ليس بحاجة الآن للقوة الجسدية لينصر المظلوم كما كان حاله قبل أن يهرب ,بل معه قوة إلهية عظيمة يثق بها تماما والعجيب أن المعجزة كانت بشيء ضئيل لم يكن ليلقي لها بالا وهي الحية لتقف أمام جبروت فرعون وجنوده ولتجعل أمة عظيمة تؤمن بالله ,فتلقف ما يأفكون. سبحان الله في كل حين والحمدلله فاطر السموات والأرض ثم أنتقل إلى قصة سليمان عليه السلام مع الهدهد وسبأ . وقد جاءت الآيات بعدها مباشرة تتحدث عن سليمان عليه السلام وقد فضله الله عز وجل هو وداوود على كثير من عباده وعلمهم منطق الطير وأوتوا من كل شيء . (وَلَقَدْ آَتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ (15) وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (16) وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17) حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18) فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ) هنا تتحدث عن العطاء الذي وهبه الله لسليمان وداوود عليهما السلام ..لقد علمهم منطق الطير ,, ومنطق هو من النطق أي الأصوات التي تخرج من الجوف فهو اذا يفهم ما تقوله الطيور وتلفظه , لأنه لو أراد غير ذلك لقال لغة وليس منطق ,ولا نظن أن ذلك العطاء كان تسلية للنبي عليه السلام , فكلما زاد عطاء الانسان زاد تكليفه ومسؤوليته , فطالما أنه يفهم منطقهم فعليه متابعة أمورهم ومكلف بأمورهم ومحاسبتهم كجزء من الرعية ,فيا لهذا الحمل العظيم ,وقد أوتي من كل شيء فكان الشكر هو سبيلهم ,, وأوتي من كل شيء بمعنى أنه من كل عظيم وشأن جزءا فهو ملك وله ثروة عظيمة ولكن ليس ذلك من كل شيء انما سلطته على غير البشر والانس, على الجان والريح ومخلوقات كثيرة لا تعد , وكان كل ذلك تحت سيطرة ملكه , وكعهد هؤلاء العظام فإن شأن الله معهم هو العطاء بعد الشكر وتربية النفس أول بأول فلا يكاد يخطئ بغير قصد (لأنه معصوم عن الخطأ ) حتى يأتي التوجيه مباشرة من الله ليعيده إلى ما يرضاه له ,وقف سليمان عليه السلام وقد حشر له كل جنوده وقد شعر بهذه العظمة التي آتاه الله وقد خرج بهم ,وإذا بهم يأتون على واد النمل وهنا يأتي الدرس , فقد شكر الله على ما آتاه من منطق الطير ولم يذكر النمل , وإذ به بمنطق جديد لم يعهده وهو منطق النمل ,وإذ به بجيش النمل يختبئ لما سمع النمله المستطلعة قد حذرتهم , ويا سبحان الله فكأنه يقول له الله عز وجل لا تفرح بما تملك فهذه النملة الصغيرة تحكم على جيشها وترعاهم وتخاف عليهم , وهم أصغر جيوش الأرض , وقد وزعوا لوظائفهم كما وزع جيش سليمان , فضحك من قولها لما تنبه لما أراد الله منه , كم من درس في درس واحد , فهو يقول 1-لا تفرح ولا تستعظم نفسك فهذا جيش كجيشك تقوده نملة , 2-وأيضا هنا توجيه لدور الاستطلاع ومن يأتي بالخبر اليقين , وهذا ما ذكرته بقصة موسى عليه السلام عندما قال( إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا سَآَتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آَتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ ) هذا دور القائد , أن لا يستهين بأي اشارة , وأن لا يهمل دور المخبر و المستطلع , وهذا كان شأن الجيوش الاسلامية المنتصرة في تاريخ الاسلام العظيم أنيبعث بمخبرين يأتوه بأخبار الرعية و يتفقد جيشه ويتأكد من سلامة رعيته ,3- وهنا قد آتاه الله فضلا جديدا هو منطق النمل ولم يذكره أولا في حديثه وهي من أصغر المخلوقات وأكثرها تنظيما سبحان الله,4- لقد سمع حكمة النمل عندما قالت وهم لا يشعرون , فهي قد حللتهم من هذا الذنب لأنهم لا يشعرون , ولكن أيضا إن هذا من فضل الله عليه إذ لو أنه مسؤول عن جيوش النمل فكم ستكون هذه المهمة صعبة ,فعاد وشكر الله مرة أخرى ( فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ) .
|
شكرا اختي للمرور والله يعافيك ويحقق أمانيك يا رب
ثم سأكمل العبر ومع أن الموضع طويل إلا أنني أرجو أن يكون به فائدة قدر طوله إن شاء الله.. ثم ننظر ماذا فعل هذا النبي العظيم بعد هذا الدرس؟؟ وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (21) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22) إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24) أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26) لقد تفقد الطير وهو على الأغلب كان تفقدا لجيشه بأكمله ولكن عندما وصل إلى الطير لم يجد الهدهد , أو أنه تفقد الطير بشكل خاص لأنهم ينزعون إلى الطيران والحركة أسهل أن ينسلخوا من الجيش , على كل أنه لم يجد الهدهد , وهنا غضب فهناك جزء من جيشه خرج عن النظام وترك الجيش , فهددد ان لم يأتيه بخبر أو سبب مهم ليذبحنه , وهنا عليه ذلك أمام الجند وإلا استسهل ذلك غيره وتركوا وظيفتهم , وفي الحديث الشريف ( أنت على ثغرة من ثغرالاسلام فلا يؤتين من قبلك ) اذا كل فرد في المجتمع هو مكلف بعمل وعليه أن يدركه ويدرك سبب خلقه فلا يدع اختراق الأمن من قبله , وهنا بقصة بلقيس كما يشاع أنه اسمها وهي قصة طريفة جدا وتبين مدى حكمة سليمان عليه السلام ومدى رجاحة عقل بلقيس أيضا , يأتي الهدهد بخبر هذه المملكة , فلنمعن ماذا قال الهدهد ؟ 1- امرأة تملكهم 2-أوتيت من كل شيء 3- لها عرش عظيم , يا سبحان الله أليس هذا ما أخبره الله عن سليمان أنه أوتي من كل شيء إذا هذه الملكة تحكم مثله على غير الانس , لا تستغرب هذا الكلام فبلقيس أيضا كانت تتحكم بالجن وكانوا جزءا من شعبها ,حتى أن في الأساطير قيل أنها نصف بشر ونصف جان , وظني أن هذا الجزء كان من الأساطير فهذا يخالف العقل , إلا أنها كانت تتعامل مع الجان وتلم بطبيعتهم وعملهم , وكان عرشها العظيم على الماء . وما يهم سليمان عليه السلام من أمرهم غير ذلك , أنهم كانوا يسجدون لغير الله (للشمس ) وهنا عليه أن يتدخل , وعلم مدى الخبر الذي أتى به الهدهد , وقد تحدث بكلام جميل جدا عن الايمان بالله لا يدركه للأسف الكثير من أصحاب العقول من البشر .
|
سأكمل إن شاء الله كيف تعامل سليمان عليه السلام مع هذه الملكة وأدخلهم في الاسلام ببعض الحنكة والذكاء دون حاجة إلى قتال أو عنف وهي قصة طريفة جدا
.. ولماذا أسلمت بلقيس .. قبل الدخول في قصة سبأ فقد سمعت عبرة جميلة عن الهدهد حيث قال ( أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) فقدقيل أن هذا الهدهد كان دعاؤه لله عز وجل بسبب حبتي قمح يرزقه الله إياهما وكسبيل لشكر الله فقد ساهم بنشر الاسلام في مملكة سبأ سبحان الله, وقد قال الذي (يخرج الخبأ) لأن الهدهد معروف عنه أنه يبرع في تخبئة صغاره فيجد منتهى دهشته أن الله يكشف ما يخبئه فقال ما قال ..أما همي اليوم أن أركز على سبب ايمان بلقيس بالله عز وجل وهي للأسف لم تذكر في الكتب ولم يفسر أحد منطقيا لما آمنت بلقيس عندما اكتشفت أن الماء كان زجاجا ..صرح ممرد من قوارير ..وقبل ذلك أعود عند نقطة ما انتهيت .. عندما أرسل سليمان عليه السلام الهدهد مرة أخرى قال..( قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (27) اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهِ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ (28) قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29) إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30) أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31) قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ (32) قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ (33) قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (34) وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ (35)) .. اذا قال له سليمان سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين ..فبعد أن ذكرت أهمية المخبر للقائد يجب أن ننتبه إلى أهمية تحري الصدق (إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة ) فهنا تهمة عظيمة لم يأخد بها سليمان حتى يتأكد فبعث معه بكتاب وإن كان الهدهد صادقا سيأتي برد عليه.. وإن كانوا مسلمين سيظهر بردهم وماذا أمره ؟ سبحان الله ؟؟ ألقه اليهم وانظر (أي لا ترجع مباشرة بل انتظر لتسمع ماذا قرروا بينهم أن يردوا )..وماذا كان الكتاب ؟؟بسم الله الرحمن الرحيم . ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين .. مختصر مفيد 1- أنا أتحدث باسم الله وليس باسمي هذا أول هام 2- لا تعلوا علي لأنكم لستم بقدرتي 3- أن تأتوا مسلمين ... اذا لم يقل له فقط أرسل الرسالة بل انتظر وأمرهم بالمجيء وهم مسلمين حتى يتيقن منهم ..انظر إلى الوظيفة العظيمة التي كلفه بها فهو رسوله اليهم وهو المخبر الذي تركه بينهم ..ولنر ماذا قال الهدهد لسليمان ؟؟ قال له..1- انهم أهل شورى وحكمة ( هي تأخذ رأيهم .. وهم لا يسيرون إلا بأمرها ؟؟يا الله ما أعظم هذه المملكة لولا أنهم لا يعبدون الله ؟؟ 2- أنهم أشداء أقوياء !!لا ننسى أن فيهم الجن الذين يزيدون من قوة أهلها ..3- انهم يخافون من الملوك اذا دخلوا قريتهم أن يفسدوها بعد عمرانها العظيم 4- أنهم قرروا أن يرسلوا بهدية ليروا ماذا يريد منهم الملك فان سكت بالهدية انتهوا منه .. . الآن علم سليمان عليه السلام قبل مجيئهم بما سيؤول له أمرهم هنا أرسله مرة أخرى وقال له (فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آَتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آَتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ (36) ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ (37)) اذا أرسله برسالة جديدة أن قبل أن تتهوروا اياكم أن ترسلوا بهدية فعندي خير مما عندكم ..فأنتم من يفرح بالهدايا وسأرسل لكم بجنود لا قبل لكم بها ( هذا ما كانوا يخشونه فقد استفاد من هذا الخبر ..ونخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون .. الآن بعد هذا الرد المفحم علم أنه ليس لهم الا أن يأتوا مسلمين (قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (38) قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (39) قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآَهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40) )لمذا يا ترى ؟؟ ما الغاية من عرشها ؟؟هل فقط لاظهار قوته ؟؟نعم ولكن هذا جزء منها .. هو لم يرد أن تأتي وتظهر طاعتها بدون إيمان حقيقي .. فقد أراد أن يؤثر بها حتى تؤمن بقدرة الله الحقيقية ..ولننظر إلى المقارنة بين قدرة الجن وقدرة الذين أوتوا العلم من الله ..لا نعلم جنسه هو بشر أو جن الله أعلم ..ما نريد أنه أحضره بما يحفظ من علم الله وما كان من سليمان إلا أن زاد شكره لله وخوفا منه .... طبعا لم توضع هذه المقارنة عبثا .. بل لها مراد عظيم ... هذا كسب للوقت .. ماذا استفاد سليمان عليه السلام من الوقت الذي كسبه فما الفرق بين عدة ساعات وبين ارتداد الطرف أي لحظات ؟؟ ماذا فعل بهذا الوقت نبي الله؟؟ لننظر ..( قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ (41) فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ (42) وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ (43) قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (44))
|
يا سبحان الله ..إذا أراد أن يكسب الوقت لينكر عرشها ..(بمعنى أن يغير به شيئا) ..فهل أراد أن يلتبس عليها الأمر تظن أنه ليس بعرشها ؟؟ لا ليس بذلك ؟؟ إذا ماهو ؟؟ لقد قال لننظر أتهتدي أم تكون من الذين لا يهتدون .. إذا ليس احضار العرش هو ما سيجعلهعا تؤمن بل تنكيره؟؟ لماذا ؟؟ عندما رأت العرش قالت كأنه هو .. هو لم يلتبس عليها فقد تيقنت أنه عرشها لحظة رؤيته .. قالت كأنه هو .. لأنها ظنت أن ما المشكلة قد يكون عفريتا أحضره له ولم ترد الظهور بموقف الضعف فلو قالت هو ستضطر للدفاع عنه أو تعترف باستخدامها للجن أيضا المهم أن موقفها سيكون واهيا لكن فضلت أن تدعي عدم معرفتها فقالت كأنه هو .. إذا فعلا صدها ما كانت تعبد من دون الله وهذه العفاريت التي كانت تساندها .. فهي تعلم كما يعلم سليمان قوة مخلوق الجن .. وتعلم قدرته على التحكم وجلب أمور عظيمة كعرشها .. وهي تعلم أن منتهى قدرة الجن على إحضاره بفترة تنقلها من سبأ إلى فلسطين ..فلم تستغرب .. لكن انظر الغريب ..متى آمنت ؟ طلب منها أن تدخل الصرح أمام العرش .. عرشها أصلا كان على الماء ورأت الماء أمامها ظنت أنه ماء كما هو حال عرشها .. فرفعت عن ساقها لتجد أنه زجاج !!!!هنا آمنت ..لماذا ؟؟.. هنا أدركت أن هذا ليس بقوة الجن .. بل ليس بقوة مخلوق أي كان .. بهذه الفترة أن يجلب عرشها ويصنع فوقه هذا الزجاج ويصقله حتى يظهر أنه ماء يلمع ويشكله بهذا الشكل .. توقفت وخشعت لله وقالت(رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) يا الله .. الله أكبر .. كيف انتهت قصة مملكة عظيمة من الكفر إلى الإيمان .. بلفتة بسيطة حتى بدون كلام فلم يضطر أن يناقشها ويفحمها ويأتي بالأدلة العظيمة .. وأقول إن كان هناك من يستغرب لم أعطى الله هذه النعم لسليمان عليه السلام خصيصا .. سبحان الله كيف هذا الذكاء فقد استخدم كل نعمة أوتيت له لصلاح الدين ..النمل, الطير ,الجن والبشر كلهم مسخرين للاسلام ..
هذه نهاية مملكة سبأ العظيمة وقصتها مع نبي الله سليمان عليه السلام وسأكمل بقية السورة ان شاء الله
|
ختمت قصة سليمان مع النمل والهدهد ومملكة سبأ وقبلها كانت قصة موسى عليه السلام , برابط بينهما ألا وهو أهمية المخبر والمستطلع ودورهما في تبليغ الهدف وسأكمل بربط هذه الأهداف مع بقية سورة النمل إنشاءالله , إن الناظر إلى موضوع السورة قد يصعب عليه إيجاد القرائن مباشرة بالرابط الحقيقي في مواضيع السورة كلها ,, وقد قام الأستاذ الفاضل عمرو خالد بمجهود هائل بربط السورة وما توصل إليه أن السورة الهدف منها أهمية التكنولوجيا ,, وهو ذلك فهناك مواضع عديدة تبين أهمية التكنولوجيا ولو أننا نقر أصلا بعدم وجودها في ذلك الوقت إلا أنها تعد نوعية مختلفة لما هو في عصرنا الآن ,, إنها تتحدث عن التكنيك في التأثير على الآخرين ,, وأن التكنولوجيا هو جزء من التكنيك ,, على كل ان التكنيك في تبليغ الرسالة هو ما أردته في تكملة الموضوع فبعد أن علمنا أن موسى عليه السلام ذهب ليستطلع لأهله عن النار فيأتي لهم منها بشعلة ,,هو من باب حرصه على أهله أن يكونوا بخير حال طالما هو المسؤول وهو الراعي لهذه العائلة ,, في هذا الوقت نزلت عليه الرسالة لتخبره أن مسؤوليته تعدت العائلة بل عليه أن يهتم لشؤون جنسه كلهم (بني اسرائيل) الذين يلاقون الظلم على يد فرعون ,, أنه طغى عليهم وسخرهم له كسحرة يعملون بالسخرة بلا أجر ,, ونعلم أن موسى ع تعامل معهم بنفس المفهوم الذي اعتادوا عليه وهو السحر فدخل من نفس المدخل ,,اذا هذا الاستطلاع جر أمورا أخرى فمن علم بشيء عليه أن يتحمل أمره للنهاية.. وسليمان الذي علم منطق الطير فهو مسؤول عنهم وقد سخر المخلوقات لعبادة الله -أما فرعون عندما حكم سخر الرعية لعبادته هو وشتان -...فاستخدم سليمان علمه لحماية المخلوقات وعمل على رعايتهم وشكر الله على عطائه وعبّد مملكة سبأ لله ,, إذا كلهم مخبرون وكلهم مستطلعون وبدرجات لكن في النهاية الهدف واحد هو عبادة الله .. ولو قارنا دور المخبر لما اختلف عن دور المبلغ أيضا وهو بمعنى آخر الرسول ,,من هو الرسول ؟؟هو الذي يبلغ رسالة الله للأرض ويخبرهم بدورهم في هذه الخلافة وهو عبادة الله وحده لا شريك له ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) وهدفه هو حمايتهم من أنفسهم ومن الشيطان الذي يكيد لهم ليوقعهم في جهنم ..إذا هو عليه أن يتحمل مسؤولية عظيمة ..أن تصل الرسالة لكل إنسان فلا يقع بظلم نفسه في جهنم ..أظن الآن إذا أكملنا في السورة نرى الرابط بوضوح فتتمتها تتحدث عن بعض الأنبياء وما عانوه من مشقة في تحملهم للرسالة وصمدوا للنهاية في هذا البلاغ .. وليس بأمرهم أن ينسحبوا منه ..
|
{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ (45) قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (46) قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ (47) وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ (48) قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (49) وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (50) فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (51) فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (52) وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (53) }
اذا ها هو نبي الله صالح يرسل إلى ثمود ليخرجهم من عبادة الأصنام إلى عبادة رب الأصنام وقد كان أخا لهم أي منهم ورحبم بهم وعليهم وكانوا مفسدين في الأرض ..كانوا أهل خصام وقد وصلوا إلى عمران عجيب فكانوا ينحتون من الجبال بيوتا فأمرهم بعبادة الله ماذا كان ردهم ؟؟ إنا تطيرنا بك .. فانظر إلى هؤلاء وطائرهم الشؤم الذي يبعدهم عن عبادة الله وانظر إلى الهدهد الذي بلغ أمة إلى الله وشتان .. فهؤلاء جعلوا الطائر دليلا ضدهم ..سبحان الله ..فما كان من صالح إلى أن يأتيهم بالبينة وقد ورد معنا ذكر الدليل آنفا وأهمية التأكد من صدق المبلغين ..لذل فلكل رسول بينة ودليل من الله ..وهي واجب كل مبلغ لم يردّ عليه ولم يصغى لكلامه .. وما هي البينة ؟؟ فكما ذكرت كانوا ينحتون الجبال ويعملون بالصخر .. فأخرج لهم من الصخر الذي ينحتوه ناقة تمشي ..سحرة فرعون عندما رأوا الآية وهي الحية تتحرك وتأكل ما يأفكون أسلموا أما هؤلاء فقد استفادوا منها مؤقتا ثم قرروا قتلها .. فقتلوا ناقة الله .. وقرروا قتله وأهله .. فما كان من الله إلا أن أرسل عليهم حجارة فأخذتهم وأصبحت بيوتهم خاوية .. فعجزوا حتى أن يكونوا مثل النملة التي صانت بيوت النمل وحذرتهم أجمعين !!! وأريد أن أوضح نقطة قبل أن أنتقل لقصة لوط عليه السلام .. فعندما قال صالح (يا قوم لما تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة لولا تستغفرون الله لعلكم ترحمون ,,قالوا اطيرنا بك ) هؤلاء القوم حكموا على نبوة صالح أنها أمر سيء لهم ولم يتيقنوا منها ..كثيرا ما يحدث هذا الأمر .. أن ننظر للشيء نظرة أولى فنحكم عليه أنه سيء أو شر لنا وهو خيرأو العكس قد نحكم عليه أنه خير وهو شر.. فموسى عليه السلام رأى النور حسبه نارا ولكنه عاد فتعلم.. بلقيس رأت الصرح حسبته ماءا ولكنها آمنت عندما أدركت خطأها..وقال عنها سليمان نكروا لها عرشها ننظر أتهتدي ؟؟هنا كانت النهاية سعيدة للإيمان .. وأما ثمود فرأوا الآية وهي خير فتشاءموا منها وظنوها شر لهم ولم يؤمنوا واستعجلوا بالسيئة فكانت عاقبتهم دمار..فهو كما نقول أن (تفاءلوا بالخير تجدوه )..ألا نخاف من لا شيء والتيقن أنه أمر يستحق أن نخاف لأجله .. أو أن نحب لأجله ..
|
وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (54) أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (55)فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آَلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (56) فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ (57) وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ (58)
وانظر إلى هؤلاء ومنظورهم المقلوب فها هو نبيهم ومبلغهم يريد أن يوصل لهم الرسالة والخبراليقين من السماء .. وهم بماذا اتهموه؟؟ بأنه يتطهر..فانظر إلى المعيار المعكوس.. فحسبوا أن من يتطهر هو الشرير الضعيف ومن يأتي الرجال أفضل وأقوى فكان عاقبتهم أن يهلكوا بماء المطر الذي أهكلهم وكانوا لا يقبلون أن يتطهروا به من قبل ولا يقربوا منه ..سبحان الله .. إذا هناك عدة محاور مرت معنا .. 1- أن العلم بالشيء يعني تكليف بإيصاله لمن هو أقل علما والعطاء مسؤولية. 2- أن لا نحكم على الشيء قبل التيقن من الحقيقة ومن صدقه سواء كان خبرا أو فعلا فلا نكون ممن زينت لهم أعمالهم فهم يعمهون . 3- أن من علم فبلغ عليه أن يتحلى بالعدة الصحيحة والدليل والأسلوب الصحيح للبلاغ 4 - أن لا ننقص قدر شيء مهما كان ..فكل ميسر لما خلق له.. 5 - أن نعي أهمية اغتنام الوقت فسليمان استفاد من ساعات وثمود ضيعوا أياما أنذروا بها 6- أن نتفاءل بالخير دائما ونتأمله من الله فلا يعلم الغيب إلا الله 7- أن الشكر على النعم هي السبيل للحفاظ عليها وهي السبيل لإلهامنا كيفية التصرف بها وفي النهاية أن لكل ملك ساعة سيحاسِب بها مملكته ويجمعهم ليحكم بينهم فهي مسألة وقت.. وسأكمل فيما بعد ما بقي من السورة وفيها حجة الله على البشر في خلقه وكونه في السماء والأرض ان شاء الله..
|
|
جزاكم الله خيرا لي عودة إن شاء الله لقرائته لكن أتمنى أن تذكر مرجعك في ذلك من كتب التفسير ؟
|
|
نسيت:::
هناك ملاحظة مهمة في توقيعك فماذا يعني سر الإرادة ؟ وسرك إذا مس التراب يحيه ؟ ألاتلاحظ أن في هذا تجاوز في صيغة الدعاء والأدب في الدعاء؟ فهذه الألفاظ أشبه بألفاظ الصوفية والخير في الابتعاد عنها .... والله أعلم غفر الله لنا ولكم ....
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
تأملات قرآنية في سورة النساء | يمامة الوادي | رياض القرآن | 0 | 2007-09-19 12:01 PM |
أرجو القراءة | roza2006 | ❇️ منتدى التواصل والتهنئة والمناسبات وتبادل الآراء وخبرات الأعضاء | 5 | 2007-04-17 8:32 PM |
تأملات فى بعض آية: رقم ( 187 ) من سورة البقرة | الابتسام | رياض القرآن | 3 | 2006-08-25 2:45 PM |
هل هذا يصلح ؟؟؟؟؟؟؟ مشكلة أرجو ابداء الرأى فيها | الهديل | منتدى الإرشاد الأسري والنفسي | 25 | 2006-06-11 12:08 AM |
تأملات إيمانية في سورة يس | يمامة الوادي | رياض القرآن | 11 | 2006-04-25 1:08 AM |