لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
![]() |
الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
![]() |
اللهم ارحمهما واغفر لهما واجعل مثواهما الجنة |
![]() |
![]() ![]() |
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه |
![]() |
![]() |
||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مساحة إعلانيه |
لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
ترانزيت ..!!
- - - - - - - - قال الراوي : اضطررت مع غيري أن نبقى في صالة المطار ، نصف نهار بسبب إصلاح عطب ، في الطائرة التي كان مقرراً أن نسافر عليها ، تذمرت ابتداءً ، رفعت صوتي ، تحركت هنا وهناك في انفعال ، لعلي أجد مقعداً على طائرة أخرى إن أمكن ، خبطت بيدي على حائط قريب مني ، كدت أن أنفجر في وجه هذا الموظف البارد الذي أتحدث إليه ، يراني أغلي كالمرجل ، وهو كأنما خرج لتوه من الفرزير ..! سر انفعالي : أن هناك من ينتظرني في الدولة التي سأسافر إليها لأول مرة ، فخشيت أن يغادر المطار ، فلا أدري كيف سأصنع ..! حين رأيت أنه ليس بالإمكان أحسن مما كان ، لملمت نفسي ، وهززت رأسي ، وحوقلت كثيرا ، ثم رميت بجثتي السمينة على أقرب مقعد وأنا أتفف ، لمحت مجموعة من الجرائد اليومية على طاولة قريبة ، فتناولت إحداها ، لأقطع بها بعض هذا الوقت المتطاول ، غير أن عيني كانت لا تستقر عليها ، بل تتنقل إلى تصفح وجوه الناس الذين يعج بهم المكان ، وكل منهم مشغول بشأنه ..! وشد انتباهي مشهد لا أنساه ، شاب في الأربعينات من عمره ، يجلس بهدوء يقرأ في كتاب صغير الحجم ، مر به رجل أحسبه كان مخموراً ، عند التدقيق في حركته وسيره يتضح لك أنه يترنح ، مع أنه كان ممسكاً بكوب شاي ، كان هذا هو أول ما شد انتباهي لأتابع المشهد ، فلما حاذى الشاب كاد أن يسقط ، فاندلق السائل الحار على الجانب الأيسر للشاب ، ذراعه وفخذه ، فانتفض كمن لدغته أفعى ، وسارع ينفض ثيابه ، ربما توهم أنه بهذا سيخفف حرارة الشاي المسكوب عليه ، أما الرجل الذي كان ممسكا بالكوب وما بقي فيه ، فقد بهت ، وبقي متسمراً في مكانه ، كأنما توقع ردة فعل عنيفة ، فهو يتهيأ لاحتمالها ..! ** غير أن الشاب ابتسم في وجهه ، ابتسامة صافية ، وأخذ يهوّن عليه الأمر ، ويطمئنه ، فجعل الرجل يشكره ويكرر الشكر ، غير مصدق أن الأمر انتهى عند هذا الحد ، وخطا بعيداً في تثاقل ، غير أن عينه بقيت لا تفارق الشاب ..! غاب الشاب برهة ، وعاد وقد استبدل ملابسه ، فظهر في ثياب جديدة ، وأخرج الكتاب الصغير وعاد يقرأ فيه ، وما هي إلا لحظات ، حتى رأيته قد قفز من مكانه كالنمر ، ليتلقط عجوزاً مر به ، كاد أن يقع على الأرض ، فأمسكه بسرعة خاطفة من تحت إبطه ورفعه ، وعجبت لقد كان العجوز سمينا ، وصاحبنا الشاب نحيفاً دقيقا ، غير أنه استطاع أن يحمل العجوز السمين ، فلا يقع أرضاً ، ثم سار به خطوات ، مرتفقا مواسيا مشجعاً مبتسماً .. والعجوز لا يفتأ يلهج بالدعاء له وشكره والثناء عليه ..! ** مرة أخرى عاد الشاب إلى مقعده ، وعاود الكرة يقلب صفحات كتابه الصغير ، في هدوء ، وجعلت أتعجب ، وأقلّب النظر ، وأعيد تأمل المشهدين لو كنت أنا في مكانه ..! أووه ..!! لو كنت في مكانه لكان الحال غير الحال ، !! ولاسيما وأن الظروف التي نمر بها في هذا المكان ، غير مواتية لعمل شيء من الخير البتة ، حيث أني أشعر أن نفسَ الواحد منا في تلك الساعة ، قد وصلت إلى أنفه ، فإذا عطس خرجت روحه ..! قلبت شفتي وحركت حاجبي ، وأنا اشعر بإعجاب لهذا الشاب ، ** ثم تشاغلت عنه بتلك الجرائد التي على الطاولة القريبة ، وما راعني إلا أن اسمع صياحاً ، فرفعت رأسي أنظر ، فإذا امرأة تتشاجر مع رجل وقد علا صوتها ، فرد بصوت لا يقل ارتفاعا عن صوتها ، هي تتهمه وهو يبرئ نفسه ، كانت تزعم أنه أخذ نقودها التي وضعتها على صندوق الدفع ، وهي تشتري بعض المعلبات ، وهو يقسم أنه لم يفعل ، ولم يكن أمين الصندوق لحظة الحادث متواجدا ، والبائعون منشغلون في الداخل ، فلم يبق إلا هما ولا ثالث معهما ، فأين ذهب المبلغ..! ** تدخل بعض الحاضرين لتهدئة الطرفين ، وكذا فعل بعض موظفو المطار ، غير أن المرأة لم تتوقف عن صياحها ، كانت في لحظة هياج غير عادية ، كثيرون وأنا منهم ظللنا في مواقعنا نتابع عن بعد .. ولفت نظري أن صاحبي الشاب كان قد ترك مكانه ، وأخذ يتابع المشهد عن قرب ، فلما رأى المرأة لا تزال مهتاجة ، رأيت صاحبي قد أتى بحركة لم تكن متوقعة .. رأيته يخرج محفظته في حذر ، ويسحب منها مبلغا ، كانت المرأة قد ذكرت المبلغ الذي تزعم أن الرجل سرقه منها ، وانحنى صاحبي خلف الحاجز ، ثم صاح وهو يرفع يده بالمبلغ ، يعلن أنه وجده ساقطاً خلف حاجز الدفع ..! ** وبلعت المرأة لسانها ، وعم السكون المكان كله ، وحدقت العيون في صاحبنا الشاب ، الذي وضع المبلغ على الحاجز المقام ، وانصرف بهدوء إلى حيث ترك كتابه الصغير ينتظر قدومه في لهفة ..! كدت أن أقوم لأقول للناس ما رأيت ..! غير أني اكتفيت بمتابعة هذا الشاب العجيب ، الذي أخذ يستأثر بكل اهتمامي ، حتى أني نسيت نفسي وهمي وغضبي ، بل لقد ابتسمت وأنا أٌقول : لعل في هذا التأخير خيراً لي ، لعلي أتعلم من هذا الشاب ما لا استطيع أن أتعلمه في أية مدرسة ، ولا أحصله من أية محاضرة ..! ** مرت ساعة وساعتان ، خلال ذلك كنت قد قمت لأشتري لنفسي بعض المرطبات ، وما إن عدت إلى مكاني ، حتى رأيت صاحبي يقوم هو الآخر ليشتري شيئا ، غير أن حركته كانت على خلاف حركتي !! ** كان لا يمر بالناس إلا مبتسماً ، كأنما هو يعرف كل من تقع عينه عليه ، ولا يمر بطفل إلا مسح على رأسه وداعبه ، ولا بعجوز إلا وسلم عليه ، وقدم له مساعدة ، بينما كنت أمر بالناس وكأنهم من عالم آخر ، لا يربطني بهم صلة ولا حتى شبه ! ** وهنا عزمت أن أتقرب منه ، وأتعرف عليه ، ولما عاد إلى مكانه وجدني أجلس إلى جانبه ، وبادرت أفضي له بكل ما رأيت منه ، معجبا به ، مثنيا عليه ، غير أني ألححت عليه أن أعرف سر هذا ..إن كان هناك سر ..! ** ابتسم صاحبي وقال : ألسنا في صالة انتظار " ترانزيت " ..؟ قلت : بلى .. قال : فهذا هو السر !! قلت وأنا أحرك حاجبي : لم أفهم ..! قال : هذه الصالة لن نبقى فيها العمر كله ، وإنما هي ساعات ثم نفترق ، كل منا سيذهب في طريقه .. قلت : هذا صحيح .. ثم ماذا ؟! اتسعت ابتسامته ثم قال : لأن الأمر هكذا ، فقد رأيت أن أحتمل الناس في هذه الساعة التي أنا فيها ، وأجهد أن أخدم الآخرين ، حتى أترك ورائي بصمة طيبة ، يذكرني الناس معها بخير .. حتى وهم في بلدان أخرى ، يقولون : كان معنا شاب فعل كذا وكذا ..! ولعل بعضهم يدعو لي بظهر الغيب فينفعني الله بتلك الدعوات .. فالأمر كما ترى .. صالة انتظار صغيرة .. ووقت قصير مستقطع .. فيلزمك أن تحرص على أن تظهر فيها أحسن أخلاقك ، وتجهد أن تحتمل الناس ، وتقرر أن تساعدهم ، وبهذا تكسب مرتين ..! قال الراوي : بقيت مبهوراً بما سمعت ، بل إن ما سمعته منه ، هزني من داخلي أشد مما فعل بسلوكياته الرائعة تلك .. وقبل أن أقول شيئا ، إذا به يضحك ثم يلقي قنبلته الأخيرة التي رجت كياني كله .. قال : الدرس الكبير ليس هنا .. !! بل عليك أن تتذكر أن الدنيا كل الدنيا ليست سوى صالة انتظار " ترانزيت " وأنك فيها ليس سوى عابر ، مكثك فيها لا يتعدى ساعات ، ثم ترحل مسافراً عنها ، فيلزمك أن تحرص على أن تحسّن أخلاقك ، وتجهد أن تكون على الوجه الذي يحبه الله ، حتى إذا لقيته كان عنك راضيا ، فانتقلت إلى جنة عرضها السماوات والأرض ، فيها ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ..! وصدق والله من قال : الدنيا ساعة ، فاجعلها طاعة ..وقد ربحت الدنيا والآخرة ! قال الراوي : شعرت أنني قزم للغاية ، أمام هذا العملاق الذي يصغرني سناً ..! وأنني تلميذ ساذج ، أمام هذا العبقري الذي استطاع أن يرفعني في جلسة ، إلى آفاق لا حدود لها .. وبقيت أحدق فيه ، أبحث عن كلمات مناسبة أسوقها إليه ، غير أن صوت المذيع الداخلي ارتفع ينادي ركاب الطائرة التي سأسافر عليها للتوجه إلى الباب المحدد .. وشعرت بحزن شديد أنني سأغادر هذا المكان ، على عكس ما بدأت !! ونهضت بتثاقل ، ونهض بدوره وصافحته بحرارة ، ولم أنس أن أقدم له عنواني ورقم هاتفي على أمل أن أبقى على صلة معه عن بعد.. ومضيت إلى الطائرة وكلماته ترن في أذني .. إنما الدنيا صالة انتظار ليس إلا .. فيلزمك أن تجهد على أن تكون في الصورة الأرقى ، لأنك ستغادرها حتماً ، فاترك ورائك بصمة طيبة يذكرك الناس بخير ، ويرضى الله بها عنك ..! ومضــة : كان من دعاء إبراهيم الخليل عليه السلام : ( واجعل لي لسان صدق في الآخرين ) ابو عبد الرحمن
|
|
آميين
شكرا لمرورك
|
|
|
شكرا لمرورك
|
|
سبحان الله اللهم إنا نسألك الصبروحسن الخلق وسعة الصدر يارب ..
جزاك الله خيرا قصة مؤثرة بارك الله فيك وفي كاتبها ..
|
|
شكرا لمرورك....
|
|
الله يعافيكم
|
|
|