[يمامة الوادي]

قال لي: الحقائق الكبيرة اليوم كانت أحلام أمس ! قلت له : لكنها كانت أحلاماً مصحوبة بالعمل ، أما أحلام الكسالى فلن ترى النور إلا في المشمش !

وكنْ في الطريقِ عفيفَ الخُطى ** شريفَ السماعِ كريمَ النظرْ // وكنْ رجلاً إن أتوا بعدهُ ** يقولونَ : مرّ وهذا الأثرْ

يا من تمر بهذه الكلمات،إن رأيت نفعا فاحمد الله أولاً ثم لا تنسني من دعائك الطيب، وإن لم تر نفعا فإني أعتذر إليك،و لا تنسني من دعائك أيضا

أخطاؤك ذهبت مع أمسك ، اشغل نفسك بغدك ، واحرص على أن يكون غداً مشرقاً معموراً بذكر الله وطاعته ، ونشر الخير للغير حيثما كنت

[ الحياة لا تخلو من ألم ، لكنها مليئة بالأمل ، الذي يحققه العمل ، فأمل بلا عمل كسحابة بلا مطر ! ]

إذا سمعتَ إنساناً يكثر من قول ( أنا ) ، فاعلم أنه إنما ينفخ بالونة فاضية ، لا يملؤها غير الهواء ، وبشكة دبوس ستنفجر !

قلت لقلبي: تزعم أنك مشتاق، فأين همة الطلب ؟ وتزعم أنك خائف، فأين الانزجار عن المعاصي ؟ وتزعم أنك محب، فأين بذل الروح في خدمة من تحب؟

كم من مذكر بالله ناسٍ لله! وكم من مخوّف بالله جرئ على الله!! وكم من داعٍ إلى الله وهو بعيد من الله!! ومع هذا فالعاقل ينتفع بما يسمع من هؤلاء

إلهي غرّنا جميل سترك علينا، وعظيم حلمك عنا ، وتوالي كرمك لنا، ومن عجيب أمرنا أن قلوبنا لم تذب حباً لك ، ولا عقولنا هامت شوقا إليك ؟!

حين تجمع قلبك في الصلاة ، تشعر وأنت تتنقل كالفراشة بين تلاوة وذكر ودعاء وركوع وسجود ،وانكسار وافتقار: أن روحكَ تنهلُ من النور ولا تشبع !

في الصلاة تكون الروح في حالة شحن سماوية عجيبة، لاسيما مع حضور القلب ، فإذا اكتمل الشحن بالتحيات ،شعر الإنسان أن مصباحه قد توهج !

[سمعته يقول: الأفهام المريضة أقرت في أذهاننا زمن الدراسة: أن اليونان والرومان هم مصادر الثقافة العالمية ! وصمت قليلاً ثم قال: خيبة تخيبكم !]

تستبطئ من الله إجابة دعائك ، وكم قد دعاك إليه سبحانه ، ولا تبادر بالإجابة !! ما لكم كيف تحكمون؟!

لاحظ نفسك كيف تكون حين يكلمك إنسان ذو شأن ، تجد أن كل خلية فيك تصغي إليه ! ثم يكلمك الله رب العالمين بكتابه، فكأنك صم بكم !! يا ويلاه !

صورة من صور إلقاء النفس في التهلكة: ما يسمونه بالتفحيط .. كم قتلت هذه الهواية من شباب في عمر الزهور ، وأكثر من هؤلاء من هو معاق الآن !

قد تخدعني ، قد تضحك عليّ وتسخر مني ، قد تحتال عليّ وتستغفلني ،قد وقد...ولكن ألا تؤمن أن ثمة يوم آخر سأقتص منك فيه، ويكون الوزن بالحسنات!؟

تدعوه وتلح في الدعاء، ثم لا ترى ثمرة دعائك، ثق أولا أن الله قد سمعك ورأى تضرعك ،وقد وعدك خيرا ، فثق بحسن اختياره لك ،فإنه أرحم بك من أمك

سئل عن سبب هدايته. فقال: سمعتُ درساً عن الجنة، فرجعت إلى نفسي ورأيت أني لم أحصل من الدنيا شيئا فقلت: إن فاتتني الدنيا فلن تفوتني الآخرة!!

أيها الطائع لا تذهب بنفسك بعيداً ، لقد كنتَ ضالاً فهداك الله ، ترفق بمن لا يزال على ضلالة ، وادع الله له ( كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم )

في أمور الآخرة تجد القرآن يقول : استبقوا _ سارعوا... وفي أمور الدنيا: امشوا.. غير أنّـا عكسنا الآية ، فلا عجب أن يصيبنا ما أصابنا

( الرحمن*علم القرآن* خلق الإنسان) إشارة إلى أنه سبحانه وضع منهج صلاح الإنسان وسعادته قبل أن يخلقه ، فمن تمسك به صلح وسعد.ومن أعرض عنه شقي

قوله تعالى ( إياك نعبد وإياك نستعين ) تضمنت أمور جليلة كثيرة منها : الافتقار والافتخار .!

الذكر الكثير يثمر محبة الله.. ومحبة الله تدفع للذكر الكثير.. الأولى لمن لا يزال في أول الطريق ، الثانية لمن سار أشواطا في الطريق وحصل المحبة

المختصر المفيد : همة العاقل: النجاة والهرب ، وهمة الأحمق: اللهو والطرب !!

المختصر المفيد : من حصّل النبع ، لا يلتفت إلى السواقي .

المختصر المفيد : ليس الطريق لمن سبق ، إنما الطريق لمن صدق

المختصر المفيد: من كانت همه بطنه فقط ، فقيمته ما يخرج منها !!

المختصر المفيد : عند السجود انسَ الوجود ، وعش مع ربك الودود

المختصر المفيد : ما أطاع الهوى .. هوى !

المختصر المفيد : أصلح نيتك لله ، يبلّغك الله المنزل الذي تريد

المختصر المفيد : من القرآن نستقي .. لنرتقي

المختصر المفيد : بالتقوى .. نقوى

ربّ أسألك خير ما في هذا اليوم وخير ما بعده،وأعوذ بك من شر ما فيه و شر ما بعده ..اللهم إني أسألك خير هذا اليوم نصره وفتحه ونوره وبركته وهداه

أصبحنا وأصبح الملك لله ، والحمد لله ، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير،،،

قال : والله إني لأمقت نفسي أشد المقت ، مما أراها عليه من عدم التأثر بما يحل بالمسلمين من مصائب وآلام ونكبات ..!

بو عبد الرحمن