[صمتك حديث عيونك]

أهل المدينه...
أن أهل المدينه المنوره من أسعد هذه الأمه بجوار سلطان الأنبياء, وصدق التوسل به , والأنتماء إليه r وأوصاف الأشراف , أشرف الأوصاف , على أن في المدينة قوماً من أهاليها كأنهم لا ليها ,قال
تنازعوا درة الصهباء بينهم وأوجبوا لرضيع الكاس ما يجب
لا يحفظون على النشوان زلته ولا تريبك من أخلاقهم ريب
أو هم كما قال:
قوم همُ في الدجى للناس أقمار وهم لمن هجر الأوطان أوطار
وأين حلوا يحل الخصب حومتهم كأنهم مثل ماقد قيل أمطار
هم العيون فإن تبصر هدى فبهم وفي الهدى ليس بعد العين اّثار

{{ شارع السلام المؤدي إلى الحرم }}

:::صفات أهل المدينه :
من أهل المدينة من رضي بالمقيل في خمائل الخمول , وحسم إلا عن الضرورات مادة المأمول , فلا تراه إلا مجموعاً في ذاته ممتعاً في وجود بلذاته, فقد اّثر الوحدة على الإجتماع , وضيق المعاش على الأتساع متمثلاً في هذا الحال بقول من قال:
إذا قنعت بقوت ولبس ثوب مرقــــــع
ولم تكن لي عيال نفسي لهم تتفجــــــع
ولا بنون صغار قلبي بهم يتقطـــــــع
ولا صديق صدوق فراقه توقــــــــــــع
وكان لله نسكي فما بي الدهر يصنع
ومن أهل المدينة من ساعدته الأقدار, ولحظه الطالع السعيد , فجمع له بين الحسنتين, وأدخل في حيطة لا يسمعون حسيسها, وذلك من الله يؤتيه من يشاء' والله ذو الفضل العظيم ربنا اّتنا في الدنيا حسنة وفي الأخرة حسنة وقنا عذاب النار k
وكان يقال: إذا حلت العناية بقطر من الأقطار, سكبت اللاّليء فيه الأمطار.
والغالب على طبع أهل المدينه محبة التنزه والإجتماع الخالي من الكلف, بحسب ما يقتضيه الحال, وربما أفصحوا عن حالهم بقول من قال:
إذا ما أجتمعنا طاب بالأنس وقتنا وطبنا بجمع بالأحبة سالم
وما القصد إلا أن يكون اجتماعنا وماالأكل إلا من صفات البهائم

::: بعض شوارع المدينة المنوره :::











::: بعض الفنادق القريبة من المسجد النبوي الشريف:::

[صمتك حديث عيونك]

::::من خصائص المدينه :
أن كل بلدة في الغالب تكون عوناً لغريبها حتى على سكانها , وعلى الخصوص المدينة المنورة, وكان المرحوم العلامة الشيخ إبراهيم بن أبي الحزم المدني, يقول : ليس من الرأي تعظيم الوارد إلى هذه الديار إلا بحسب مايقتضيه الحال ,فإنه بتعظيمه يطأ غيره, ثم يتمرد على معظمه فيطأه كذلك, وتكون إساءته عليه أكثر, وعلى الخصوص من لفظته القرى ... فلقد قال:
يا أهل طيبه لازالت شمائلكم بلطفها في الورى مأمونة العتب
لكن رعايتكم للغرب تحملهم على تجاوزهم للحد في الأدب


::::حق الجار :
أن أهل المدينة المنورة بعد إلحاقهم الأسيه هم أقرب الأمة إلى التجاور , والسماح , وأقرب الخلق إلى النجاة, النجاح كيف وقد قال الصادق الذي لا ينطق عن الهوى: ( جار الدار أحق بالشفعه )
,وقال : ( جار الدار أحق بدار الجار ) ,, وقال : ( جار الدار أحق من غيره )



::::ما يجب على المجاور من سلوك المدينة :
أن يكون لين الإعطاف, هين الأنعطاف, حافظاً لحرمة مكانها, محافظاً على مراعاة سكانها, يشاركهم في أنديتهم لا في أغذيتهم , ويزاحمهم في أوقاتهم لا في أقواتهم, ويكتسب من أخلاقهم ,لا من أرزاقهم , ويقتبس من برهم لا من بُرََهم , ويرغب في حبّّهم لا في حَبّّهم ,مقتد في ذلك القياس بإشارة ((ويزهد فيما عند الناس))
قال بعض العلماء: ينبغي لطالب سكنى المدينه ألا يضيق على المحتاجين بسكنى الأربطه و المزاحمه على الصدقات , ولا يسعى في منع معروف.
وكان يقال : يا ليت من يَمْنع المعروفُ يمنعه حتى يذوق رجال مثل ما صنعوا
وليت رزق رجال مثل نائلهم قوت كقوت ووسع كالذي وسعوا



{{ صوره للمدينة أوقات المطر}}

[صمتك حديث عيونك]

:::: حب المدينه في نفوس الناس ::::
الحب أمر فطري فطره الله في نفوس الناس ,, وأسباب الحب كثيره,, ومحبو المدينة يدفعهم إلى ذلك أسباب كثيره منها:
محبة ساكن المدينة ومنورها عليه أفضل الصلاة والسلام, حيث أن حبه واجب لا يمكن للمؤمن إلا الألتزام به ,,وهو من أنقذنا الله به من الكفر إلى الإيمان ومن النار إلى الجنة إن شاءالله..
وقد قال الشاعر يصور هذا المعنى ببيت شعر:
وما حب الديار شغفن قلبي ولكن حب من سكن الديار
وحب النبي عليه السلام متمم لإيمان المؤمن, فقال عليه الصلاة والسلام( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ماله وولده ونفسه التي بين جنبيه )
وفي المدينة تنزل الذكر الحكيم وفي عرصاتها حدثت أحداث التاريخ الإسلامي التي يعتز بها كل مؤمن,, ومنها يستروح المسلم صور ما حدث في الأيام الأولى من انتشار الإسلام وذلك عندما يرتبط الزمان بالمكان والعيان...
وأرض المدينة محبوبة بالإضافة إلى ذلك فقد دعا رسول الله e بأن يحببها الله إلى المسلمين كحب مكة أو أكثر حيث قال ما معناه : اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة أو أكثر كما قال, ولاشك أن دعا الرسول قد استجيب في هذا الموضوع, ولاسيما ونحن نرى حب المدينة يتدفق من نفس كل مؤمن سواء زار المدينة وأقام بها أو لم يزرها فهو يتشوق إلى زيارتها ويتمنى ذلك...
فأسباب حب الإقامه في المدينة قائمة وعشاق المدينة كثيرون فهذا شاعر يترجم أحاسيسه تجاه المدينة حيث يقول :
إذا لم نطب في طيبة عند طيب به طابت الدنيا فأين نطيب
وهذا شاعر أخر أخذ يكرم المدنيين فقال :
يا أهل طيبة أكرمتم وفادتنا فأنتم السادة الفر الصناديق
وكيف لا يكونون كذلك وهم جيران سيد الكرماء e , والكرم عند العرب يذكر فيشكر ومن باب الحب الذي ذكرنا سابقاً ما جادت به مشاعر هذا الشاعر تجاه أهل المدينة وسكانها حيث يقول:
لي بالمدينة أحباب إذا نظروا إلى ولت همومى وانجلى الضرر
وأصبح القلب في أنس وفي فرح جم وصاحبني التوفيق والظفر
وفي البيت التالي يغبط الشاعر أهل المدينة بما فازوا به من جوار الرسول الأعظم صلاة الله وسلامه عليه حيث يقول :
يا أهل طيبة فزتم بالذي عجزت عنه الجماهير من قرب ورضوان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
:::: بعض الأمثال التي على الَسِنَة المدنيين ::::
1- المتعوس متعوس ولو علقوا فوق راسه فانوس..
( لا ينفع مع سوء الحظ أي مسعى )
2- الجمل ما يشوف سنامه إلا يشوف قدامه...
( يضرب في الإنسان الذي يعيب الناس بما فيه )
3- اللي ما يرضى بالحمه يرضى بالنفاضه ....
( من لم يصبر على الأذى القليل وقع في الأكثر منه )
1- أهل الصلاة في صلاتهم وأهل السلا في سلاهم ...
( أي كل شخص مشغول بما يهمه )
2- من ساب داره أتقل مقداره ...
( قيمة الإنسان في وطنه )
3- اللي ماله أم حاله تغم ...
( بيان فضل الأم )
4- خذ من الخرايب ولا تاخذ من القرايب...
( الأقارب عقارب )
قديمك نديمك لو زمانك أغناك ... ( ضرورة التمسك بالقديم )

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
أتمنى أن يكون موضوعي حاز على إعجابكم ورضاكم ...

همسة للمدينة المنورة / أعذريني يالحبيبه حبك بقلبي ماله حدود .. قصرت بموضوعي إتجاهك وأدري لوأكتب حبي فيك يملوني كل الناس ,, حبك بحر ماله شواطيء ياروح الروح...

{{ حقوق النشر محفوظة - صمتك حديث عيونك }}