[بنت الشهيد2009]

موقفها من"" الدنيا وزينتها""...
لقد كان المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ يعيش حياة الزهد والرضاوالقناعة لأنه كان عبدا لله ورسولا ولم يكن ملكا من ملوك الدنيا فقد كان يجوع يومافيصبر ، ويشبع يوما فيشكر حتى يظل متقلبا بين نعمتي الصبر والشكر ، ورغم هذه الحياة البسيطة المتواضعه فقد كان ينفق ويجود بما لديه ولا يخش الفقر أبدا . و بالطبع مثل هذه الحياة المتواضعة تحتاج إلى صبر كبير خصوصا من النساء لأنهن دائما يطلبن الزياده والسعه في الرزق والحياة ...

وذات يوم ذهبن أزواج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إليه يطلبن منه النفقه وبعض من زينة الحياة الدنيا ، فنزل قولالله تعالى : (( يأيهاالنبي قل لأزواجكـ إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحاً جميلاً * وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخره فإن الله أعد للمحسنات منكن أجراً عظيماً)) ولما نزلت هذه الآيات ، بدأ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـبتخيير زوجاته بين أن يمكثن معه ولهن أجرا عظيما إن أحسن وبين أن يطلقهن فيتمتعن مع غيره بزينة الحياة الدنيا ...


وأول ما بدأ بعائشة ـ رضي الله عنها ـ (( فتعالوا نعيش مع أمنا العظيمة الطاهرة العفيفة السيده عائشة لتحكي لنا هذا الحديث فتقول : لما أمر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـبتخيير أزواجه بدأ بي ، فقال : " إني ذاكر لك أمرا ، فلا عليك أن تعجلي حتى تستأمي أبويك " .. قالت : وقد علم أن أبواي لم يكونا يأمراني بفراقه، قالت : ثم قال : إن الله جل ثناؤه قال : (( يا أيها النبي قل لأزواجكـ إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحاً جميلاً * وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخره فإن الله أعد للمحسنات منكن أجراً عظيماً ))


قالت : فقلت : ففي أي هذاأستأمر أبواي ، فإني أريدالله ورسوله والدارالآخره ، قالت : ثم فعل أزواج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مثلمافعلت


وهكذا تختارالسيدة أم المؤمنين عائشة الصديقة بنت الصديق الله ورسوله والدارالآخرة ، ثم اقتدى بها بقية أمهات المؤمنين ـ رضي الله عنهن ـ.


فهنيئا لآل بيت الرسول الأطهار الذين ضحوا وبذلوا كل ما يملكون في سبيل رضى رب العالمين وحشرنا الله في رحابهم يومالقيامة ... آمين

__________________