لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
اللهم ارحمهما واغفر لهما واجعل مثواهما الجنة |
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه |
مساحة إعلانيه |
لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
من دروس المزرعة !
= = = قال الراوي : زرتُ صاحباً لي ، فوجدتهُ في فناء بيته يعمل في مساحة صغيرة ، اتخذها كمزرعة يمارس فيها هوايته المحببة في زراعة أنواع من الأزهار والورود . كان قد قلّب التربة ، ونفض أرضها ونقاها ، وشرع يغرس فسائل جديدة ، في عناية ومهارة ، ودقة في التنسيق أيضا . كنتُ أرقبه وأتابع عمله ، وأعجب لهذا الجهد وهذا الصبر ، وطول النفس التي رايته كثيرا عليها كلما جئت لزيارته ..ولمعت في ذهني فكرة عجيبة ، رأيت أنها فتح من الله ، من غير حول مني ولا قوة ، وإلا فما أكثر الأفكار التي تتولد في ذهني مما لا يليق به إلا الدفن لا الظهور ! ولما أقبل عليّ متهلل الوجه ، وهو ينفض يديه من التراب ، ويعتذر مبتسماً ، ثم خيرني إن أردت الدخول ، أم نبقى في فناء البيت ، فقد كان الجو طيبا مشجعا على البقاء أمام تلك المزرعة الصغيرة ، واخترت الثانية .. نادى بأعلى صوته ابنته الصغرى ، وطلب منها أن تخبر أمها أن لدينا ضيوف ..! وجلس إلى جانبي مرحباً ، وشرع يحدثني كعادته في كل مرة ، عن هوايته هذه التي تأخذ جل وقته ، واستمتاعه بها ، وبركتها وثمراتها ، وإيجابياتها ، وكان يتكلم في هذه الشؤون ، كأنما يحدثني عنها لأول مرة ، ولذا فقد كان يتكلم بحماسة واضحة ، وانفعال ، كأنما يحببني أن أمارسها مثله ..! كنت أتابع حديثه ، وأنا أسرح عقلي ، كيف أجد مدخلاً لأفاتحه بتلك الفكرة التي لمعت في ذهني قبل قليل ، كان يشكو من سلوكيات فيه ، نفّرت منه كثيراً من أصحابه ، الذين كانوا يملأون كفيه ، وكان يرى أنهم ثروته التي يرصدها لمستقبل الأيام ، ثم انفض السامر عنه ، فما وجد في كفيه سوى آحاد منهم ، صبروا عليه ، وصابروا معه ، وكنت واحدا من هؤلاء .. كان من مشاكله التي يراها متأصلة فيه ، وهي السبب في نفور الآخرين منه ، أن له لساناً يصول به في كل مجال من مجالات الحياة ، فما من قضية تطرح إلا وتصدى للحديث عنها ، وما من مسألة إلا وهو نجمها المتألق ، وما من فتوى إلا وهو صاحبها ، لا يمكن أن تطرح قضية محلية أو عالمية أو في أية دائرة من دوائر الحياة ، إلا وكان هو المتحدث الأول فيها ..!! وهو خلال ذلك لا يدع لقائل قولا ، ولا لجليس فرصة للكلام ، ولا لمتحدث مجالاً إلا ريثما يأخذ نفسا للراحة ..!! نعم قد يقول حقاً كثيرا خلال ذلك ، ولكن أكثر منه الباطل واللغو وهذر القول ، والكلام بغير علم ، وإنما هو: أظن وأحسب ، وأعتقد وأرى ..! يخيل إليك أنه يصر دائما أن يبقى متميزاً ، كأنه عصا موسى التي تلقف ما يأفكون ! مع الفارق أن عصا موسى عليه السلام جاءت بالحق المبين ، أما صاحبنا هذا فيأتي بحق ومعه باطل كثير ..! لا يعنيه في مجالس الناس ، إلا أن يبقى متكلماً بلا توقف ، كأنه المذياع الذي نسيه أهله مفتوحا ..!! ومن مشاكله الأخرى التي يشكو منها ، أنه كان مسرفاً فلا يكاد يمسك شيئا في جيبه ، مما يدفعه إلى أن يمد يده ليستقرض من هذا وهذا وذاك ، ثم لا يستطيع الوفاء بهذه الديون ..!! ولقد أخبرني أكثر من مرة أنه يعرف هذه السلوكيات من نفسه ، وأنها لا تصح ، غير أنه عجز أن يعالجها ، فلقد أصبحت تجري في عروقه مع الدم ..! تذكرت هذه كله فقلت له مبتسماً : لو أحسنت التأمل في مزرعتك الجميلة هذه ، لتعلمت دروساً كبيرة ، تنتفع بها في حياتك كلها ، فتصبح شامة بين الناس ، وتعمدت أن أضغط على كلمة شامة ، وأنا أصورها بإشارة من يدي .. لأني أحسب أنه بتلك السلوكيات التي ذكرناها ، إنما يسعى ليكون متميزا بين الآخرين فحسب .! وكما توقعت ، بلَعَ صاحبي الطعم ، فقد تهلل وجهه ، وأقبل باشا هاشا يسأل في لهفة ، خيل إلي أنه يعض على لسانه حتى لا ينطلق ، قال : كيف ذلك ؟ قلت : ألا ترى يا صاحبي إلى الشجرة التي يرميها الناس بالحجر ، فترميهم بالثمر ، فلماذا لا يحرص الواحد منا ، أن يكون مع الآخرين كذلك ، فيصبح خيرا محضا ، وعطاء صرفا ، لا يريد من الناس جزاء ولا شكورا ..حتى إن هم أساءوا إليه ، فلا يريهم إلا كل جميل ، ولا يسمعهم إلا كل حسن ، وأجره على الله ..هذه واحدة والثانية : ألا ترى أنك تستبدل فسائل بفسائل ، وشجرة بشجرة ، وزهرة بزهرة ، ثم تظل تتعهد الجديدة منها ، وترعاها وتهتم بها ، وتتردد عليها ، وتراقب أمرها ، وتصبر معها وتصابر عليها ، وترابط معها ، حتى تنمو شيئا فشيئا ، ويشتد عودها رويدا رويداً ، وتقوى ، حتى يتكامل نموها فتسر بها عينك ، ويقر بها قلبك ..كذلك الأخلاق يا صاحبي ..! استبدل خلقا لا ترضاه من نفسك ، بخلق جميل حسن ، يجعلك محبوباً عند الله أولا ، ثم عند الناس ، اقلع سلوكاً واغرس سلوكاً آخر ، وصابر على قلع الأول ، كما تصابر وترابط في رعاية الثاني ، وكما تعبت مع تلك الشجرة الصغيرة حتى كبرت ، وطن نفسك أن تتعب أكثر في قضية غرس شجرة خلق طيب ، وصفة حسنة ، والتخلص من أضدادها ..! ألم تشكو لي مرارا من ثرثرة لسانك في كل مجلس ؟ وأنك حين تخلو إلى نفسك تعلم أنه ما كان ينبغي أن يدور بما دار به ، ونحو هذا .. هز رأسه ولم يتكلم ومضيت في حديثي : هذه الثرثرة في كل شؤون الدنيا ليست خلقا فاضلا ، بل هي سلوك سيء ، وأنت تعرف ذلك ، إذن هي شجرة شديدة المرارة كالعقلم ، بل شجرة مسمومة ، اعزم أن تقلعها بقوة من نفسك ، وقم بعملية اعتقال للسانك ، واحبسه بين جدران فمك وما أكثرها ! ومهما كان الجو مغريا للكلام ، فوطن نفسك أن لا تفتح فمك ، وإلا فالعقوبة جاهزة .. نعم عاقب نفسك في كل مرة تفشل في ذلك بعقوبة واضحة ، تجد أثرها ومرارتها ، ومع هذه المحاولة ، حاول أن تشغل لسانك بكثرة ذكر الله سبحانه ، ليل نهار ، وصباح مساء ، ولاسيما حين تكون خاليا بنفسك ، بل اجتهد أن تكثر من الخلوة بنفسك مع الله خلال ذلك .. وارع هذه الشجرة ، وتعهدها ، واصبر عليها وصابر معها ، ورابط في دائرتها ، ومما يعينك على هذا أن تقرأ بابا في أحاديث الترغيب والترهيب في خطورة اللسان ، وثمرات ذكر الله وفضائله ، وثمرات الكلام الطيب النافع للآخرين ، وبركة حسن الخلق مع الناس ، وكيف تكسب قلوبهم ، فيمنحونك محبتهم وودهم .. ونحو هذا .. إن هذا كله يحتاج إلى جهد جهيد ، ومتابعة ورعاية ، وصبر ومصابرة ، وقبل هذا ومعه حسن استعانة بالله ، وإلحاح بالدعاء على الله ، ومجاهدة للنفس على تحقيق النصر عليها ، فإنها أمارة بالسوء ، إذا ترك لها العنان ..! ولكن ثق تماما أن عاقبة هذا الجهد الكبير ، أكبر وأروع وأعظم من عاقبة صبرك وجهدك مع هذه الأشجار في هذه المزرعة الجميلة ..! وقل مثل ذلك في كل سلوك ترغب أن تتخلص منه ، أو تتحلى بضده .. وهذا ما يسمونه في علم تزكية الأنفس : التخلية والتحلية .. تتخلى عن شيء ، وتتحلى بشيء آخر طيب ، يسر الناظرين ! وثق أن النجاح في هذا الطريق هو النجاح الحقيقي ، وبه يكون التميز الحقيقي ، وعن طريقه تكسب قلوب الناس من حولك ، لأن الله أصلا قد رضي عنك ، وحببك إلى قلوب عباده .. ولما صمتُ كنت أتوقع أن يعطي الضوء الأخضر للسانه فينطلق كعادته ، ليشرّق ويغرّب حول هذه القضية ، بما يعرف وبما يخمن ، وبما يتوقع !! لكنه هذه المرة بقي صامتاً ، فلما حركته للكلام ، قال : لا، لقد عزمت أن أبدأ من هذه الساعة ، من الآن ، وأسأل الله أن يعينني على هذه النفس الأمارة ، أما أنت ، فيعلم الله أن لهذا أحببتك ، ولهذا أفرح بلقائك ، ولهذا أشكو إليك ، فجزاك الله خيرا عني ، وألح عليك أن تكون بجانبي تعينني على نفسي ، وتذكرني ، وتشد من عزمي ..و.. فلم أصبر ووثبت إليه واعتنقته ، وأنا أدعو الله لي وله أن يرضى عنا .. كتبها بو عبدالرحمن |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
دروس في الأبــــتـــــــلاء | يمامة الوادي | المنتدى الإسلامي | 23 | 2010-06-25 4:01 AM |
الجن في المزرعة | حنيني | ⚪️ منتدى الرؤى المفسرة لغيرالداعـمين،أو المفسرة في المنتدى ∞ | 1 | 2007-06-23 1:14 AM |
حلم المزرعة | همس الصحارى | ⚪️ منتدى الرؤى المفسرة لغيرالداعـمين،أو المفسرة في المنتدى ∞ | 2 | 2005-07-19 9:40 PM |
يا شيخ فهد ! هل من دروس في المسجد ؟ | المضياني | 📝 منتدى الدروس والتوجيهات والاستفسارات حول تعبير الرؤى | 1 | 2005-05-23 1:31 PM |
المزرعة | رغد | ⚪️ منتدى الرؤى المفسرة لغيرالداعـمين،أو المفسرة في المنتدى ∞ | 6 | 2005-01-18 10:05 PM |