[يمامة الوادي]

دخل النبي بستاناً، فلما رآه بعيرٌ دمعت عيناه فقال النبي لصاحبه: إنه شكا إليّ أنك تجيعه وتدئبه. انتصر لحيوان ظُلم فكيف بالانتصار لمظالم البشر

كثيراً ما تُهجر الأقوال الصحيحة، لخطأ أصحابها في تطبيقها وتنزيلها، فيُربط القول بتنزيله. وصحة الرأي شيء، وسلامة تنزيله شيء آخر.

تُصوِّر النفس لصاحبها تشدد غيرها لتُبرر تساهلها، وتُصوّر تساهل غيرها لتُبرر تشددها . التشدد والتساهل يُقاس بالبعد عن الحق لا بالبعد عنك

بسكوت العالم ينتشر الباطل كما ينتشر بقوله لأن سكوته إقرار (لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الإثم وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يصنعون)

من أفتى بالباطل، أو قاله للناس، لا تُقبل توبته حتى يُبيّن الحق لمن ضلّله، قال الله: (إلا الذين تابوا وأصلحوا وبيّنوا)

العلانية والسر في الإصلاح نهج الأنبياء، بحسب الحال والمآل .. قال نوح (ثم إني دعوتهم جهاراً ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسراراً)

النفوس المتنعمة والمترفة لا ترى الحق واضحاً كما تراه النفوس المكابِدَة (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا)

لن ترى الحق إذا كان بينك وبينه رجلٌ تُعظِّمه، لأن الحق يتوارى خلفه . عظّم الحق تراه، ويصغر عندك من دونه .

الساخر بالحق يُسلّي نفسه ولكن لا يُغير الحق. (وإذا مروا بهم يتغامزون وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون)

الثبات من الله فكم من عالم زاغ، وكم من قليل علم ثبت. وقد كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك)

أعرف معني الحضارة وادرك مراتب الاخلاق والفطرة وافرق بين الحضارة تطير فيها الطائرة وبين حضارة يطير فيها الجلباب والحجاب -

تعيش الشام مخاضاً لنفي الفساد من جسدها، وبدأت علامات صلاحها، وإذا صلح أمر الشام تبعتها الأمّة، ففي الحديث: (إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم)

خير الناس في الفتن، من سَلِم في دنياه، وقدّم لأُخراه.

من أحيا الناسُ ذكرَه مات بموتهم، ومن أحيا اللهُ ذكرَه فالله حي لا يموت .

العلم حفظ وفهم .. فالحفظ بلا فهم جهل وغرور، والفهم بلا حفظ ضعف وقصور.

نهى الله عن السكوت عن بيان الحق، كما نهى عن قول الباطل (لتبيننه للناس ولا تكتمونه)

التنازل عن بعض قطعيات الإسلام بحجة السياسة نفاق قديم(الشيطان سول لهم وأملى لهم ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الأمر)

كثير من الكتاب ينتقي نصوص الرفق في الإسلام ليُحسن صورته بزعمه ويتوارى من تقرير الصراع بين الحق والباطل فيُنتج جيلاً ذليلاً تحت ستار التسامح

مهمّة العالِم إصلاح دين الناس ودنياهم وإلا فهو قاصر. قال ابن عبدالهادي: (العامة تحب ابن تيمية لأنه منتصب لنفعهم ليلاً ونهاراً بلسانه وقلمه)

لا ينبغي للعالم أن يستجيب لمن يريد عزله عن العناية بمصالح الناس ونصرتهم فيقتصر على التعليم تاركا مهمة النبي بإصلاح دنيا الناس ونصرة مظلومهم

من ردّ حكماً لله بهواه، تجرأ على حكمٍ آخر بمثله، فإن الهوى مرضٌ للقلب يُعدي ما يُلامس من آراء، فينتشر في الأفكار كانتشار العلل في الأبدان

يحاربون الحق ولم يتأملوه، مناكفةً لحامليه وكرهاً لهم (قال الذين استكبروا إنا بالذي آمنتم به كافرون). تختل العقول إن تحكَّم بها الهوى .

للنفس هوى وطمع ظاهر وباطن يحرف الإنسان عن الصواب بقدر حبه لطمعه. في الحديث (يبيع دينه بعرض من الدنيا) قال أنس: رأينا من باع دينه بدرهم.

الحق لا يكون دقيقاً ومعه ذرة طمع للدنيا، لأنه ينحرف بمقدار الطمع المخالف له، ويزداد بغياً بمقدار الطمع الموافق له . وهذه تجارة الحق الخفيّة

من نظر في الكلام وفي قلبه مرض، أخذ منه ما يُناسب مرضه، ولهذا لا ينتفع من الحق إلا القلب الصادق الطاهر من أمراض الشبهات.

المُصلح يُصلح لإحقاق الحق، لا لإرضاء الخلق .

امرأة نوح وامرأة لوط خانتا دعوة الحق وأزواجهما أنبياء، لا غرابة من وجود عمالة للباطل في صف الإسلام ولكن الغرابة أن لا تُوجد!

يظنون أن تطبيق دولة للشرع يضعفها ويهوي باقتصادها وقد وعد هود قومه إذا طبقوا ذلك بقوة ورخاء {يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم}

هناك من يتستر بمسائل الخلاف وهو لا يؤمن بالقطعيّات

لا يأمن عاقل أن ينخدع بأفكار أهل الضلال مهما بلغ علماً، فالله قال عن نبيه المعصوم (ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئاً قليلاً)

يُسيء الحاكم الظن بنصيحة الناصح إذا كانت بطانته تغشه فتنقل له ذكره الحسن ومدحه التام فقط، فإذا نُصح نَفَرَ وظن أن الناصحَ كائد ومتربص.

الكلام كالسهام، كل يَرميه، ولكن الحكيم من يُـبصر مواضع لفظه كما يُـبصر مواضع نبله.

عبد العزيز الطريفي