لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
اللهم ارحمهما واغفر لهما واجعل مثواهما الجنة |
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه |
مساحة إعلانيه |
لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
التحدي بالإعجاز القرآني يقول الحق تبارك وتعالى في الآية الرابعة من سورة الأحزاب: (مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِى جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللآئِى تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَآءَكُمْ أَبْنَآءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِى السَّبِيلَ).ولله المثل الأعلى، ففي مطلع هذه الآية المباركة إعجاز قرآني علمي يتحدى به الله ـ سبحانه وتعالى ـ خلقه إلى يوم القيامة ويضرب مثلاً حِسِّيٌّا للبشر كافة ويقطع باستحالة وجود قلبين في صدر أي رجل! ولدقة المعنى المراد الوصول إليه بأقصر السبل، جاء اختيار كلمة (رجل) وليس بشرًا أو بني آدم أو مؤمنًا أو إنسانًا، حتى لا يحتمل تفسيرها مشاركة الأنثى في القسم، والتي قد يكون في جوفها أثناء فترة الحمل جنين أو أكثر ويحمل كل منهم قلب ينبض وهو لا يزال في جوف أمه وبين أحشائها، وقد جاء في كتب التفسير العطرة أن هذه الآية الكريمة نزلت في رجل من قريش اسمه جميل بن معمر الفهري كان يدّعي أن له قلبين في جوفه، وكان يدّعى ذا القلبين من دهائه! وقيل إنها نزلت ردٌّا مُفحِمًا لبعض المنافقين الذين ادّعوا أن لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قلبين، فأكذبهم الله ـ عز وجل ـ في ما يدّعون. وبهذا المثل الإعجازي يقطع الله ـ سبحانه وتعالى ـ ما جاء بعدها في بقية الآية المباركة باستحالة أن تكون الزوجة التي أقسم عليها زوجها (المُظاهِر) بقوله: (أنت علَيَّ كظهر أمّي، أو كأمّي) ـ أن تكون في منزلة أو مقام أمه التي ولدته! فصارت أجَلّ وأعظم النساء عليه حرمة وتحريمًا وتكريمًا، وزوجته التي هي أحل النساء له! وبذلك يستحيل تشابه النقيضين جملة وتفصيلاً. ثم ينتقل النص القرآني الشافي إلى قضية بطلان الأدعياء أو التَّبنِّي ويفصّلها بنفس المثل الإعجازي الذي تصدّر الآية الكريمة، فالله ـ عز وجل ـ لم يجعل الأدعياء الذين تدّعونهم أو يدّعون إليكم أبناءكم! فإن أبناءكم في الحقيقة هم من ولدتموهم وكانوا منكم ومن صلبكم. وأما هؤلاء الأدعياء فإنهم من غيركم ومن صلب غير صلبكم! فكيف يستويان؟! إذًا فهو ادعاء باطل وقولٌ خالٍ من الحقيقة لا معنى له؛ (وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ) وهذا هو الصدق واليقين الذي بُنيت عليه كل الشرائع التي أنزلها الله ـ عز وجل ـ في محكم آيات كتابه الكريم. ونعود للإعجاز القرآني بالتحدي في ضرب المثل الرباني الذي تصدّر الآية المباركة: (مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِى جَوْفِهِ) حيث يستحيل علميٌّا من وجهة نظر علماء وباحثي علم الأجنة وأطباء وجرّاحي القلب، أن يكون هناك من له قلبين في صدره! ولم تسجل كتب الطب ومراجعه العلمية في ذلك التخصص أو غيره ـ على مدى تاريخها ـ وجود إنسان واحد يولد بقلبين، مع العلم بأن معظم الباحثين ومؤلفي تلك المراجع ليسوا بمسلمين! فمن المعروف والثابت علميٌّا، أن القلب يبدأ تكوينه في جوف الجنين مع بداية الأسبوع الثالث من تكون الحمل، حيث ينمو الأنبوب القلبي الأيمن ونظيره الأيسر، ليلتقيا في منتصف القطب العلوي (وهو ما سيكون تجويفًا صدريٌّا فيما بعد) من جسم الجنين، ويتلاشى الأنبوب القلبي جهة اليسار بعد أن يزداد سمك جداره السفلي، ويظهر من منتصفه بروز يزداد نموٌّا داخل الأنبوب القلبي ليكوِّن البُطينين الأيمن والأيسر، ويتكوَّن الأذينان القلبيان بطريقة مشابهة من الجزء العلوي من الأنبوب القلبي، ويتخلل هذه المراحل الدقيقة ـ وفي نفس الوقت ـ تكوين الشرايين والأوردة القلبية الرئيسية الكبرى. وتتم كل هذه المراحل حول نقطة لتجمع دموي في النصف العلوي من الأنسجة الجنينية في مراحلها المبكرة من التكوين، ويبدأ القلب ـ بمشيئة الله وقدرته ـ في الانقباض والانبساط تلقائيٌّا قبل نهاية الأسبوع السادس من الحمل، وقبل نمو النهايات العصبية ووصولها إليه!. وبعد هذا الإيجاز في شرح مراحل تكوين القلب في الجنين، فقد يتساءل البعض: أليست هناك بعض التشوهات المرضية والاختلافات الخِلقية في قلوب بعض المواليد؟ فنجيب بنعم، ولكن لم ولن نجد من له قلبين في صدره! وذلك لاستحالة تكوينهما في جنين واحد ـ كما أسلفنا ـ وإذا توقفت أي من المراحل السابق ذكرها أثناء تكوين القلب الجنيني، فإن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى موت الجنين إذا كان ذلك التشوه أو الاختلاف لا يتمشى أو يتعارض مع الحياة، فيتم إجهاضه أو وفاته داخل الرحم قبل ولادته، وهو كما ذكرنا ليس ازدواجيٌّا في تخليق القلب، ولكنه توقف عند إحدى مراحل تكوينه الجنيني، وقد يكون اختلافًا خلقيٌّا بسيطًا ويولد الطفل بتشوه في قلبه. والأمثلة كثيرة منها وجود ثقب بين الأذينين أو بين البطينين أو كلاهما معًا أو وجود بطين واحد كقلب الطيور أو انحناء القلب جهة اليمين، وقد يكون القلب معيوبًا في مجموعة من مواضع اتصال الشرايين أو الأوردة الكبرى بالقلب أو صماماته مثل مرض ثلاثي أو رباعي فَالْمُوت (نسبة لمكتشفه) وغيرها من الاختلافات الخلقية البسيطة أو المركبة والمعقدة ومنها ما قد تصاحبه زرقة أو لا تصاحبه زرقة، ونعود فنقول إنه يستحيل أن يولد رجل بقلبين في جوفه إلى يوم القيامة، حتى في حالات التوائم (السيامية) الملتحمة أو الملتصقة، فقد يكون لكل توأم منهما قلب منفصل، وقد يكون لهما قلب واحد، ولكن يستحيل أن تكون لهما ثلاثة قلوب. إنه الإعجاز القرآني لله الواحد القهار.. (وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَآ إِلا الْعَالِمُونَ) وشكرا
|
إن دراسة آيات الإعجاز في القرآن الكريم خصوصًا ما يتعلق منها بخلق الإنسان يفتح الباب أمام غير المسلمين للدخول في دين الله كما يفتح الباب للمسلمين ليزدادوا إيمانًا بعد إيمانهم ولينتفعوا من ذلك بالكثير من الدروس المستفادة، وأهم هذه الدروس هو إقامة الدليل والحجة بهذا العلم على إمكانية البعث يوم القيامة، ولتوضيح ذلك نذكر بعض المبادئ والأسس المستفادة من آيات الخلق في القرآن الكريم:أولاً: الارتباط بين آيات خلق الإنسان والبعث:
قال تعالى في سورة المؤمنون: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن سُلالَةٍ مِن طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِى قَرَارٍ مَّكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا ءَاخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ * ثُمَّ إِنَّكُم بَعْدَ ذَلِكَ لَمَـيِّـتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُون) المؤمنون (12ـ 16). وقال تعالى: ( فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِن مَّــآءٍ دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَآئِبِ * إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِر) الطارق (5 ـ 8). وحين جاء عدو الله أُبَيّ بن خلف إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وفي يده عظم رميم وهو يفته ويذروه في الهواء ويقول: يا محمد أتزعم أن الله يبعث هذا؟ قال ـ صلى الله عليه وسلم: (نعم، يميتك ثم يبعثك ثم يحشرك في النار) فأنزل الله تعالى خواتيم سورة يس: (أوَلَمْ يَرَ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ * وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِىَ خَلْقَهُ قَالَ مَن يُحْىِ الْعِظَامَ وَهِىَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِى أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيم) يس (77 ـ 79). وأظهر من ذلك قوله تعالى في سورة الحج: (يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنْتُمْ فِى رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّـنُـبَـيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِى الأَرْحَامِ مَا نَشَآءُ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمٌّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوآ أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَآ أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَآءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ * ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْىِ الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ * وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِى الْقُبُورِ) الحج (5 ـ7) وهذا دليل قاطع على أن الله تعالى قد جعل خلق الجنين في الدنيا دليلاً على البعث يوم القيامة بل ودافعًا لأي شبهة في الشك في هذا البعث ذلك أن من خلق شيئًا فهو قادر على إعادته من باب أولى. ثانيًا: تحقق أحد الغيبين دليل على صدق الآخر: فإن الله تعالى قد أنزل في كتابه ـ في زمن النبوة ـ أمرين من الغيب.. الأول هو مراحل خلق الجنين... والثاني هو بعث الناس من قبورهم يوم القيامة... فإذا كان الأمر الأول قد خرج من عالم الغيب إلى عالم الشهادة في القرن الحالي مصداقًا لقوله تعالى: (لِكُلِّ نَبَإٍ مُّسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُون) الأنعام (67). فإن هذا بمثابة الحجة الدامغة على أهل هذا العصر للدلالة على صدق القرآن الكريم وأن ما أخبر به من أبواب الغيب الأخرى مثل البعث يوم القيامة واقع لا محالة. ثالثًا: معجزة خلق الجنين في الدنيا مساوية: إن لم تكن أعظم ـ من معجزة البعث؛ ذلك أن آيات الله بعضها أكبر من بعض كما قال الله تعالى: (وَمَا نُرِيهمِ مِّنْ ءَايَةٍ إلا هِىَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا) الزخرف (48). وقال تعالى: (وَهُوَ الَّذِى يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْه) الروم (27). قال ابن طلحة عن بن عباس: (يعني أيسر عليه) وقال مجاهد: (الإعادة أهون عليه من البداءة والبداءة عليه هينة) وروى الإمام البخاري عن الربيع بن خثيم والحسن: (كل عليه هين) وقال الإمام ابن حجر في الفتح: (وأما أثر الحسن فرواه الطبري أيضًا من طريق قتادة وأظنه قال عن الحسن ولكن لفظه (وإعادته أهون عليه من بدئه) وظاهر هذا اللفظ إبقاء صيغة أفعل على بابها). وروى البخاري بسنده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم : (يقول الله تعالى كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك؛ فأما تكذيبه إياي فقوله لن يعيدني كما بدأني وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته، وأما شتمه إياي فقوله اتخذ الله ولدا، وأنا الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد). وهذا يبين تمام روعة معجزة خلق الجنين التي غفل عنها كثير من الناس على كثرة ما شاهدوها. رابعًا: إلف المعجزة حائل دون الاتعاظ بها: فكما أن إلف الطاعة قد يذهب بما فيها من خشوع وإلف المعصية يجرئ المعاصي عليها فإن إلف المعجزة قد يقف حائلاً أمام الاتعاظ بها.. فما من لحظة تمر إلا ولله فيها خلق جديد أو تطور لجنين من مرحلة إلى مرحلة ومن هيئة إلى أخرى في تتابع معجز يغني كل باحث عن بيان قدرة الله تعالى المطلقة وإقامة الدليل على البعث يوم القيامة ولكن غفل عنها الغافلون حين ألفوها وقد ذمّ الله تعالى من لا يعتبر بمخلوقاته الدالة على ذاته وصفاته وشرعه وقدرته وآياته فقال تعالى: (وَكَأَىِّ مِّنْ ءَايَةٍ فِى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُون) يوسف (105). ولقد حثنا الله تبارك وتعالى على الالتفات لآياته في الكون وأن نتفكر فيها لا أن نحجب بألفها فقال تعالى: (إِنَّ فِى خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولى الأَلْبَاب) آل عمران (190) وقال تعالى في آية لا تخلو من أسلوب التعجب: (وَفِى أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُون) الذاريات (21). ومن هذا يتضح أن معجزة خلق الجنين في الدنيا قد جعلها الله تعالى دلالة مادية قاطعة لإثبات عقيدة البعث يوم القيامة.. وهي معجزة متجددة متاحة لأهل الأرض جميعًا على اختلاف أماكنهم كما أنها أظهر لأهل عصرنا لما ثبت من دليل مادي على صدق كتاب الله فيما أخبر عن مراحل خلق الجنين التي تتلاقى مع حقائق العلم الحديث التي كانت غيباً في زمن النبوة.
|
وأما الادعاء بسبق الإنجيل فلا يسنده دليل، وليس نادراً أن نجد من يعمل على وأد الحقيقة عن تعميم التزاماً بموروث الآباء حتى لو قام على التناقض وعابه الخلل، ولكن النادر أن ينبري محقق للنقد الموضوعي والاعتراف بالحقيقة وإن خالفت الإرث الطائفي، وهكذا ففي يقظة جريئة بين ركام التقليد اعترف المحقق الفرنسي موريس بوكاي بسبق القرآن الكريم في تسجيل كثير من الحقائق في ميادين علمية مختلفة بلا خطأ واحد بينما لم تثبت المدونات الأخرى التي تنسب للوحي أمام النقد العلمي، ومن هنا نال بكتابه (القرآن والإنجيل في ضوء العلم الحديث) شهرة واسعة ورفعة وما ذلك إلا بسبب صدقه وجرأته التي بلغت حد الجهر بها دون تردد، وفي التماعة لا تخلو من جرأة كذلك في كتاب (دليل إلى قراءة الكتاب المقدس) المنشور في 12 تشرين الثاني عام 1982م والمطبوع بالعربية في بيروت كتب المحقق الفرنسي الأب أسطفان شربنتييه قائلاً: (إن الكتاب المقدس لاسيما العهد القديم كتاب محير، نعلم قبل أن نفتحه أنه الكتاب المقدس عند اليهود والمسيحيين ونتوقع أن نجد فيه كلام الله غير ممزوج بأي شيء.. وعندما نفتحه نجد فيه قصصاً من ماضي شعب صغير، قصصاً كثيرا ما تكون لا فائدة فيها، وروايات لا نستطيع أن نقرأها بصوت مرتفع دون أن نخجل، وحروباً واعتداءات، وقصائد لا تحملنا على الصلاة وإنما سميناها مزامير، وفضائح أخلاقية قديمة تخطاها الزمن وكثيراً ما هي مبغضة للنساء) ص 8، (وكذلك فإن أسفار الكتاب المقدس كثيراً ما تبدو لنا مبتذلة ولا فائدة لها) ص 8، وفي الحقيقة قد شارك الكاتب في فضل جرأة الاعتراف عدد من أعلام الطائفة هم المترجم: الأب صبحي حموي اليسوعي، والكاتب لمقدمه الكتاب الأب أنطوان أودو اليسوعي أستاذ الكتاب المقدس بجامعة القديس يوسف في بيروت، والمرجع الرسمي الموافق على النشر النائب الرسولي: بولس باسيم، وما يهمنا في أقوال الأب أسطفان شربنتيييه فيما يتعلق بالجوانب العلمية عامة أو الحقائق التي فاض بها القرآن الكريم هو اعترافه بجرأة قائلاً: (قد نجد في الكتاب المقدس كثيراً من الأمور غير المطابقة للواقع) ص9، ولو تناول أي إنسان يرغب في معرفة الحقيقة جميع ما ينسب للوحي من مدونات تسبق القرآن فلن يجد شيئاً خاصة في مجال علم الأجنة، فمن أين إذن ذلك الفيض غير المسبوق من الحقائق العلمية في القرآن قبل أن يبزغ عصر الكشوف العلمية بأكثر من عشرة قرون إذا كان كل ما سبقه ناقصاً ومغلوطاً بشهادة أعلام محققين أحرار!، إن فيض التفاصيل العلمية في القرآن والتي يستحيل أن يدركها بشر زمن التنزيل هي بعض دلائل النبوة الخاتمة التي تسطع اليوم أمام النابهين دون أي خفاء
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|