منتديات موقع بشارة خير

منتديات موقع بشارة خير (https://www.22522.com/vb/index.php)
-   منتدى الحوار والنقاش وتصحيح الأمور العارية من الصحه (https://www.22522.com/vb/forumdisplay.php?f=66)
-   -   ما هكذا العيد .. (https://www.22522.com/vb/showthread.php?t=58998)

يمامة الوادي 2007-12-22 1:18 PM

ما هكذا العيد ..
 
ما هكذا العيد ..



بعد صلاة العيد يتجه المسلمون في كل مكان لصلة الأرحام وأعظم ذلكم الوالدين ، وزيارة الأقارب والجيران والأصدقاء والزملاء ، بكل وسيلة ممكنة .

يتواصل الجيران بزيارة بعضهم لبعض ، والمسامحة والغفران هي ديدنهم ، والعفو والصفح هو شعارهم .. ولا يغفل الآباء والأمهات عن الأبناء والتوسيع عليهم في أيام العيد ، وإعطائهم فرصة للتعبير عن فرحتهم بالعيد ، بالضوابط الشرعية ، دون خروج عن المألوف أو المعروف ، وهنا يكمن بيت القصيد ، وهذا هو الداعي لكتابة هذه الرسالة .



لقد رأينا انتشار كثير من العادات السيئة في أيام الأعياد ، مما يُنبئ عن خطر عظيم ، وشر جسيم ، ربما لا يدركه الآباء من أول وهلة ، لكن إذا أمعنا النظر ، ودققنا البصر ، وأعملنا الفكر ، أيقنا أننا نواجه مشكلة اجتماعية مؤرقة ، تحتاج لشحذ الهمم ، وتكاتف الجميع ، أفراداً وجماعات ، ومؤسسات ودوائر .



ولعلي أركز على محور واحد مهم وخطير، جدير بأن نضعه نُصب أعيننا ، وحفي بالطرح والتركيز ألا وهو :



الطراطيع ( الألعاب النارية ) :



وقبل الخوض في غمار هذا الموضوع الشائك ، أورد هذا السؤال لعلي أجد إجابة شافية لدى أولياء الأمور ..



سؤال : إذا رأيت رجلاً يخرج خمسة ريالات أو أقل أو أكثر ، ثم يقوم بإحراقها أمام أعين الناس ، فماذا تقول في حقه ؟

الجواب : لا ريب أن الناس سيتهمونه بالعته والسفه والجنون والخبل ، إذ كيف يضيع ماله هباءً وهدراً ، وهل هناك فرق بين هذا الرجل ، وبين من يدفع أمواله لأبنائه ليشتروا بها ألعاباً نارية تُحرق بواسطة الكبريت ، دون أدنى فائدة تُذكر ؟



الحقيقة المرة أنهما في الإثم سواء ، وفي السفه مُثلاء ، فكل منهما فقد عقله ، وتصرف بشكل يناسب الحال والواقع التعيس الذي يمليه عليه شيطانه وعتهه وغيه .



أيها المسلمون ، أيها العقلاء ، ربما كان جواب أحدهم : دع الأبناء يفرحون ويسعدون فهذا يوم عيد ، نعم الفرح والسعادة يوم العيد مطلوبان ، لكن في حدود الدين ، بآدابه الشرعية ، وحقوقه المرعية .



مخاطر الألعاب النارية :



ولعلي أعيد الكرَّة ، عطفاً على ما سبق ، لأبين مخاطر الألعاب النارية :



1- فمن مخاطرها : أنها إسراف وتبذير ، والله نهى عن ذلك في كتابه العزيز ، فقال سبحانه : { وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ } [ الأنعام141 ] ، فالله جل وعلا لا يحب الإسراف وأهله ، فاحذر أن تكون من الذين لا يحبهم الله ، فنهايتك ستكون مؤلمة .



وخذ هذه الآية بعين التفكر والتدبر إن كنت من أهل ذلك ، حيث يقول الله عز وجل : { يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ } [ الأعراف31 ] ..



والمسرف لا يُنصَّب في أي وظيفة ، ولا يتسنم أية مكانة ، لأن الله أمر بعدم طاعته ، لقصر عقله ، ومحدودية تفكيره ، قال تعالى : { وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ } [ الشعراء151 ] ، لماذا ؟ لأن في الإسراف فساد وإفساد ، وخراب وعدم إصلاح ، ولهذا أتبع الله عز وجل الآية السابقة بهذه الآية فقال سبحانه : { الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ } [ الشعراء152 ] .



بل تأمل كيف توعد الله المسرف بهذه الآية المخيفة المهلكة ، فقال سبحانه وتعالى : { ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ فَأَنجَيْنَاهُمْ وَمَن نَّشَاء وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ } [ الأنبياء9 ] ، فعاقبة الإسراف وخيمة ، ونهايته عقيمة ، فتدبر وتأمل أيها المسرف قبل أن تقدم مالك لتحرقة بواسطة الطراطيع .



ويقول الله عز وجل : { إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً } [ الإسراء27 ] .. وأكتفي بالآية ففيها بيان وتبيان ، لمن أراد الحجة والبرهان ، والنجاة من النيران .



2- ومن مخاطر الطراطيع ، أن فيها دفع للمال في غير وجهه المشروع والمقصود ، فالمال أمانة عند صاحبه ، والمال إما نعمة ، وإما نقمة ، فمن أعمل ماله في وجوه الخير ، وأعمال البر فهذا هو الناجي بماله من هول القبور ، ويوم البعث والنشور ..



ولقد حذر المولى جل وعلا من مغبة المال إذا أسيئ التصرف به ، فقال سبحانه وتعالى : { يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } [ الشعراء 88-89 ] ، وقال عز وجل : { أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ * نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لَّا يَشْعُرُونَ } [ المؤمنون 55-56 ] .



وإني لأتساءل هل ما يُدفع لشراء الطراطيع هو من قبيل الإنفاق في سبيل الله ، أم أنه إنفاق في سبيل الشيطان ، واتباع الهوى والشهوات ، والغواة من الأهل والأطفال ؟ فالله عز وجل يقول : { مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } [ البقرة261 ] .



فهل من ينفق ماله للفقراء والمساكين ، وينفق أمواله لبناء المساجد ، ويوقفها لمشاريع الخير والبر ، كمن ينفق ماله في شراء الطراطيع ؟ لا يستويان أبداً ، فبينهما كما بين الثرى والثريا .



فيا صاحب المال ، أنت مسؤول عن مالك من أين اكتسبته ، وفيم أنفقته ؟ فأعدَّ للسؤال جواباً ، وللجواب صواباً .



بقلم / يحيى بن موسى الزهراني

ward636 2007-12-22 7:09 PM

جزيت خيرا أخي الحبيب ، ولا جف قلمك

وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين

يمامة الوادي 2007-12-23 9:30 AM

الله يسلمك,,,


الساعة الآن 7:47 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By World 4Arab

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الآراء والتعليقات المطروحة تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع وللأتصال بالدكتور فهد بن سعود العصيمي على الايميل التالي : fahd-osimy@hotmail.com