منتديات موقع بشارة خير

منتديات موقع بشارة خير (https://www.22522.com/vb/index.php)
-   منتدى الشعر والنثر (https://www.22522.com/vb/forumdisplay.php?f=32)
-   -   الرثائية البازيّة. . (https://www.22522.com/vb/showthread.php?t=51618)

يمامة الوادي 2007-07-15 6:14 PM

الرثائية البازيّة. .
 
الرثائية البازيّة. .



صالح بن علي العمري


ما للسماءِ اليوم في مورانِ ؟! *** وقلوبنا أضحت بغير جنانِ؟!
ويدُ الندى صارت بغير أناملٍ *** والحصن مهدومٌ بلا أركانِ؟!
ما للأسى هزّ الروابي و القرى *** والمسجدين.. ومنبر القرآنِ؟!
يا للفجيعة!! كيف ذاك؟! كأنما *** فقْد الأحبّة ليس في حسباني
لجم اللسان وفي الفؤاد مرارةٌ *** فقصائدي تسري بغير عنانِ
من أين أبدأ و العواطف ثرّةٌ *** والشعر صبٌّ حائر الأوزانِ؟!
والشمس و الأقمار حيرى إذ رأت *** شمس التقى كفّت عن الدورانِ
و معارك الأفكار تبكي شيخها *** ومصانع الأجيال ترثي الباني
والزهد والإيثار ينعى للورى *** من كان يبذل ملكه في آنِ
لولا التأسي بالنبي و صحبه *** لشهدْتَ أمتنا بلا سلوان
والله لو أذن الإله بفديةٍ *** لفديتُ طلعته بكل كياني
عجز البيان فخذ رثاءك من دمي *** بنشيج أفئدةٍ و دمعٍ قاني
أوزانها مسكوبة من أدمعي *** والمفردات اليوم من شرياني
ما أنصفت أشعارنا إن لم تكن *** إلاّ عليك يتيمة الأزمان
يُغْنيك عن ضعة القصائد صدقها *** والصدق عندك أصدق البرهان
أوصافك الغرّاء في أبياتها *** دررٌ ترصّع أروع التيجان
فُجعت بفقدك أرضنا وسماؤنا *** وبكاك بالدمع الهتون زماني
من ذا يعزّي أمّةً في أُمّةٍ *** ودعاة خيرٍ صغتهم بتفاني
من ذا يعزّي المشرقين كأنما *** أكباد قومي في حميمٍ آنِ
وابن السبيل.. ومعسرا.. ويتيمة *** من ذا يعزّي منبر الإيمان
و السُّنّة العصماء –نورك نورها- *** كانت عليك ومنك كالعنوان
ما زلت تنصرها وتعلي شأنها *** فدحرت أهل الشرك والعصيان
ولربما فاق الفتى بعلومه.. *** في السبق ألف كتيبة و سنان
يا أعينا قد كنت مؤنس طرفها *** فكأنها- سهدا – بلا أجفان
وقلوب صدقٍ كنت حادي دربها *** قد زدتها شجنا إلى أشجان
أنست لصوتك مكة وجبالها *** و سهول نجد الخير، والحرمان
والمسلمون على اختلاف جموعهم *** يتطلعون لطاهر الأردان
نبضات قلبك في النهار عبادة *** و فراش ليلك جبهةٌ و يدانِ
سبحان من آتاك من حلل التقى *** ما يزدهي من حسنهن زماني
وحباك من نور البصائر درّها *** والدرُّ فيها منهج الرحمن
وُرثّت ميراث النبوّة فارتقى *** جسد الضعيف بقوّة الإيمان
الوجه من نور العقيدة مشرقٌ *** إن العقيدة نورها ربانيّ
خاض الحياة بقوّةٍ وعزيمةٍ *** لا ترعوي لنوائب الحدثان
وبٌعثْت فيها يا مجدد أمرها *** فبك استقامت رصّة البنيان
كالغيث يحيي الأرض بعد بوارها *** لتعجَّ بالأزهار والريحان
أحييت فيها دعوةً سلفيّةً *** وأقمت فيها كفتي ميزان
أتعبت في درب الهدى شيخوخةً *** تشكو.. فأين سواعد الشبّان
لكنّ للنفس الأبيّة همّةً *** علويةً تسمو لعيشٍ ثاني
في القلب من لدن الإله جلالةٌ *** أقوى من الجبروت والسلطان
بعت الحياة لذي الجلال رخيصةً *** لم تمض في الدنيا بقلب جبان
ولسان حالك: عيشةٌ نبويّةٌ *** ولئن فنيت فكلُّ حيٍّ فاني
ما العيش بالملل الرخيصةِ عيشةً *** لكنّه موت بلا أكفانِ!!
عُمّيت عن دنيا فبئس متاعها *** أوليس قدرك في ربوع جنان
الله زادك رفعةً ألاّ ترى *** ما لايليق بوجهك النوراني
سرنا.. فأبصرنا الحياة لعاعةً *** صورا مزيّفةً وعيشا فاني
أنّى أراك فللفؤاد بشاشةٌ *** و بطيب علمك تنجلي أحزاني
حركاته من نور أحمد نورها *** وحديثه قبسٌ من القرآن
سكناته ذكرٌ ومنزل خشيةٍ *** وتفكّرٌ في حكمة الديّان
ألقى عليك الله ثوب محبّةٍ *** فجمعت بين الحسن والإحسان
عهدي بأن الباز يقتل صيده *** وأراك تحيي كل قلبٍ عاني
أنواره تشفي السقيم، وداره *** متنزه المعروف والعرفان
في مجلسٍ ضمّ المعارف والندى *** حِلَقٌ تتوق إلى الفؤاد الحاني
مُدت لهم بُسُط الحفاوة والقرى *** فأميرها ونفيرها سيانِ
في عدله يحظى المحقّ بحقّه *** وأمام رقّته يتوب الجاني
ومضى عزيز النفس في الدنيا ، وما *** مُدت لغير الله منه يدانِ
أسرار زهدك في الولاية والثرا *** سلوى الضعيف، وعبرة الوسنان
و غنى النفوس هو الثراء، فإن أبت *** فالبحر لا يروي ظما العطشان!!
وإذا تطلعت القلوب إلى السما *** فزعت إلى حريّةٍ وأمان
أوقفت نفسك للمواعظ والهدى *** واليوم تلك مواعظ الجثمان
و صبرت في محو الضلالة بالهدى *** ما كنت بالجافي ولا المتواني
تسعون لم تثْنِ له عزما، ولم *** تظفر بضعفٍ أو بومض هوان
تسعون لو صُبّت مصائبها على *** ثهلان.. "لاندكّت ذُرى ثهلان"
يا كم بكيتَ على قضايا أمةٍ *** واليوم أنت قضيّة الظمآن
وبنيت للأجيال أفضل قدوةٍ *** تطفي سخائم كل قلبٍ شاني
وذهبت في ركب الخلود مبجلاً *** ولرُب مَيْتٍ خالد الوجدان
أ بقيةَ السلفِ الكرامِ تلطّفا: *** أرحلت والأحداث في غليان؟!
من للمشورة والخطوب إذا التوت؟! *** أم أين من يجلو صدى الأذهان؟!
ألقيت رحلك والمصائب جمّةٌ *** ما أجدر الوجدان بالأحزان!!
(نورٌ على الدرب) استطار فؤاده *** قد كان صوتك فيه كالخفقان
فتوى كنور الشمس تعصف بالدجى *** وتقود مركبنا لشطِّ أمان
من ذخرنا لنوائب الدنيا، ومن *** يأسو الجراح، ويحتفي بالعاني؟!
وإذا ادلهمّت بالردى أنّى لها *** رأي يفوق شجاعة الشجعان؟!
أتركت بعدك أمّةً مكلومة *** نهب العقوق وسطوة العدوان؟!
والركب لا يسري بغير دليلة *** والفلك لا تجري بلا رُبّانِ
هي أمةٌ تشكو المصاب، فعلهم *** أن يسمعوا لصداك في إذعان
بشراك يا قبرا بمكة قد علا *** ما حُزت من كرمٍ ومن رضوان
ولئن ثوى تحت التراب فإنما *** مثواه في قلبي.. وفي أجفاني
ستظل تبكيك المنابر والندى *** ما ناح قمريٌّ على أغصان
ويظل شوقك في الحنايا دافقا *** ما اشتاق إنسانٌ إلى إنسان
وتظل تلهج بالدعاء خواطرٌ *** ما خرَّ قوامٌ إلى الأذقان
يا شيخ: كيف ترى الحياة؟! كأنها *** أحلام طيفٍ أو سباق ثواني
مَنْ يستلذُ.. وفي الفؤاد توجّد؟! *** أمّن ينام على الأسى اليقظان؟!
يا أمة الإسلام صبرا إنما *** ساعات نصر المؤمنين دواني
فامضي على سنن النبوّة واحفظي *** عهد الوفاء لكلِّ ذي إحسان
إنّي لأرجو من إلهي قربةً *** حبّي لذاك العالم الرباني..


الساعة الآن 6:38 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By World 4Arab

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الآراء والتعليقات المطروحة تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع وللأتصال بالدكتور فهد بن سعود العصيمي على الايميل التالي : fahd-osimy@hotmail.com