[جوري الشرقية]

هذه المقالة ليست لي ،،، بل لأخت أحببتها في الله،،، و هي عضوه هنا ،،، لم أراها ،،، ولكن سكنت روحي ،،، وجدت فيها مع أخريات طعم المحبة في الله ،،،

a7

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخوتي الأفاضل وأخواتي الكريمات

تحية طيبة ابثها لكم من قلبي الكبير

كم احمد الله انه بلغنا رمضان واتم علينا عدته ورزقنا صيامه وقيامه عسى ان انكون من المقبولين عنده

وكم احمد الله على نعمه التي لا تحصى ولا تعد أوانا اليه بعد ضلال ... وهدانا للطريق بعد التيه !

وكم احمد الله حمدا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه ان وهبنا اعينا تبصر الحقائق وقلوبا تعي الامور

لن اطيل عليكم يا احبة ... في مقدمة طويلة او حتى قصيرة

فلقد احببت ان تشاركوني اسئلة وضعتها علي نفسي ... واحتار بها عقلي ووقف امامها قلبي صامتا

فلقد مررت بأحداث كثيرة في حياتي ... كست رأسي شيبا وانا في العشرين من عمري !

وجعلت عيناي تبصر قصصا واقعية ... وقفت امامها كجذع شجرة يكاد يسقط لهول ما رأى !

جاءنا البارحة ضيف عزيز يبلغ من العمر 90 سنة رجل طاعن في السن شديد البياض وزاد بياضه بياض شعر راسه ولحيته واهداب عينيه !!

فرحنا بضيفنا فهو رفيق ابي منذ 40 سنة ! يعرف ابناءه وابناء ابناءه وامي تعرف بناته فهو مقرب من العائلة !

بقي يومه كاملا ثم في منتصف الليل قال لنا ابي جهزوا فراشه سيبات عندنا الليلة !

فسألته لماذا يا ابي؟ فجاءتني الصاعقة ! ابناؤه لا يريدونه !!

آآه ... كيف ابناءه لا يريدونه ! سبحان الله اهذا جزاؤه؟ اهذا ما يستحقه بعد ما كبر واشتدت قوتهم وترعرعوا في ظله؟؟ والله ما غمض لي جفن البارحة الا بصعوبة بالغة ... كيف ولماذا ؟ كيف يغمض لهم جفن وابوهم خارج المنزل ربما المسكين يعذرهم ! او يقول ما عليه يبون ياخذون راحتهم !

ولكن اي راحه ينشدها هؤلاء بعيدها عن والدهم !؟؟ اي فرح ... اي استقرار ...

قصة اخرى رايت نهايتها بنفسي !

اخذتني احدى اخواتي في الله الى مستشفى الجزيرة في ابوظبي

قالت لي تعالي اريد ان تزوري معي امرأة قلت لها من ؟؟

قالت : لا اعرف حتى اسمها ولكني ازورها منذ سنة ، فقلت لها خيرا ان شاء الله

ذهبت معها لكنني رأيت ان الدنيا كلها لا تساوي شيئا في نظري !

في تلك الليلة لم اتمالك دموعي ...!

رأيت امرأة في السبعين من عمرها لا يتحرك منها شي الا يدها اليسرى وعيناها

قيل لي انها تسمع ! فسلمت عليها

خالو انا اسمي فلانة ... شحالج انتي بخير ...؟

لاول مرة احس ان هناك تخاطبا بالعيون

لاول مرة احس بمرارة هذا الحديث

لأول مرة ... ارى شكوى تخالطها دموع الصمت

سألت عنها ... عن قصتها ...عن اسمها ... عن اي بيانات !

حتى الممرضات لم يعطونا اي معلومات !

في زيارتنا الثانية .. بدأت ابحث في الملفات عرفت اسمها بالكامل .. عمرها ... وانها من الامارات
تحرينا اخبارها اكثر واكثر

كم رأينا الفرحة في عيون الممرضات عندما نزور اميه فاطمة !

يقولون ماشالله انت يجي يزور ماما كبير ! يفرحوون نقول لهم نعم نحن حفيداتها ( غصبن عنا عشان يعطونا تقرير عن صحتها لان التقارير لا تعطى الا للأقارب ونحن بينا قرابة الاسلام ان شاالله )

عرفت قصتها ويا ليتني ما عرفتها !

كانت هذه المرأة في يوم من الايام لها بيت وابناء عاشت من اجلهم مات عنها زوجها

وبقيت في الملحق في بيت احد ابناءها وزوجته وبناته

لم يكن احد يسأل عنها وكانت تقوم بواجبات البيت لوحدها دون كلل

ابنها كان شديد العقوق غارقا في الفتن سامحه الله

في يوم من الايام اشتعل حريق في ملحقها واحترقت هذه المرأة ولم يدري عنها احد !

الا في اللحظات المتأخرة حيث احترقت حروق بالغة جدا اثرت على الاعصاب ومناطق الحس في الدماغ واجريت لها اكثر من عملية واصبحت مشلولة الا من يدها اليسرة وعيناها الجميلتين التي تخاطبنا بها

سألنا هل يزورها احد قالوا لا !! الا اثنين فقط

من هم ؟؟؟

الشخص الاول هي خادمتها فقد كانت بارة بها اكثر من بناتها !

والشخص الثاني هو ابنها وابن ابنها الملتزمين وكان في زيارة دائمة لها جزاهم الله كل خير

اخبرتكم ببعض قصتها واخفيت عنكم ما اهو اكبر لأحافظ على مشاعركم !

هذه قصة رأيت فصولها بنفسي ... ومن بعدها قصة ! ومن بعدها قصص كثير

الى متى مسلسل العقوق .... اليس له نهاية !؟

كل ما اسمع قصة او اراها بعيني ارجع الى البيت مسرعة الثم يد امي الحبيبة

لو يعلمون نعمة الوالدين للزموا ارجلهم ولتسابقوا الى برهم

ولو علموا مقدار ما عانوا ليأمنوا لهم حياة كريمة

لباتوا ليلهم في دعاء ان يطيل الله في اعمارهم ويمتعهم ببقاءهم !

اللهم رحماك بنا ... اللهم لا تعذبنا بما فعل السفها منا

ربي اغفر لي ولوالدي ... ربي ارحمها كما ربياني صغيرا

ربي ارزقني برهما كما ابراني صغيرة

سامحوني على الاطالة ولو الحرقة في القلب ما كتبت لكم

اختكم في الله

الامارات ،،، القلب الكبير

حياكم الله هنا