لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
اللهم ارحمهما واغفر لهما واجعل مثواهما الجنة |
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه |
مساحة إعلانيه |
لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
a7
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخترت لكم باقة من القصص اسأل الله ان تستفيدو منها.. قصة مؤثرة حدثت أيام أزمة الخليج ( الوفاء .. امرأة ) في خضم تحضيري هذه الأيام لزفافي .. كنت أرقبها.. بإطلالتها الهادئة.. ومسحة من حزن عميق تلقي بظلالها على قسماتها.. عينيها الساجيتين دوماً.. الغارقتين بتأمل ملتاع في ماضٍ لن يعود.. أختي منيرة.. أو فلأقل عنها.. الوفاء.. حين يتجسد في صورة أنثى.. هذه المخلوقة الرقيقة كوردة.. الشفافة كدمعة.. العذبة كقطرة ندى.. لها قصة.. هي من أعجب القصص وأشجاها.. قصة حبها.. قصة فجيعتها.. قصة أوجاعها.. وحكايات كثيرة.. ترويها دمعاتها الصادقة في تساقطها كلما حضرت زفافاً.. أو ذكر اسم ( سعد ) أمامها.. كانت أختي منيرة.. في بواكير العشرين.. وإطلالة الصبا.. حين رسمت مع سعد.. ابن عمتنا.. أروع قصص الحب التي سمعناها أو قرأناها.. فضلا عن أننا عايشناها.. كان سعد.. نقيباً عسكرياً.. ويعمل في السلاح الجوي.. وكان كأقرانه ذلك الوقت.. حلم أي فتاة.. بشاراته العسكرية اللامعة على كتفيه.. بقامته الرياضية الممشوقة.. وبلونه الأسمر الذي لوحته التدريبات القتالية التي نسمع كثيراً عن قسوتها وعن أنها تصنع الرجال.. كان للحديث عن سعد في مجالسنا رونق غير كل الشباب.. كنا نلمح بين ثنايا حديث عمتي إعجاب سعد الكبير بأختي منيرة.. وعزمه على خطوبتها فور انتهائها من الدراسة الجامعية.. تأخرت منيرة في تخرجها.. فتقدم لها سعد في السنة النهائية ووافقت فوراً.. لقد فاض شعورها وأخذت تعبر عنه بطريقة كنت أحسها رغم أني كنت طفلة.. أذكر يوم خطوبتها.. كيف احتضنها والدي.. ودعا لها كثيراً.. كيف أجلستني بجوارها تمشط شعري وتقول.. إذا سافرت أنا وسعد بعد الزواج سوف آخذك معي .. سعد ( عسكري ) وسيظل أغلب الوقت خارج المنزل.. وأنت ستكونين مثل إبنتي .. !! ياه .. كم كانت أحلامك عريضة يا منيرة.. ! وتم كل شيء على وجه السرعة.. ساعد بذلك.. ذلك الجو المشحون بالحب واللهفة والشوق والذي كنا نحسه متبادلاً بين سعد ومنيرة.. والأمر الآخر.. إن فترة الخطوبة قد طالت.. وأزمة الخليج عام 90 كانت في بدايتها.. ولكننا بالطبع. لم نستشعر خطر تلك الأزمة.. إلا بعد انتهائها.. فنحن نعيش ببلد آمن.. ولا نعرف أننا نخوض حرباً.. وأننا مهددون بالخطر في أي لحظة وقتها.. !! امتدت الأزمة.. وامتدت على إثرها الإجازة.. وقررت العائلتان تعجيل الزواج.. بناءً على رغبة سعد الملحة.. وموافقة منيرة وما أن عقد قرانهما.. حتى شعرنا أنهما طيران خلقا بروح واحدة.. وحلقا بعيدا عنا.. وعن كل ما حولنا.. كانت عيناً أختي منيرة عندما تتحدث عن سعد .. ياه .. كيف أصفها.. كانت لكثرة حبها له.. عندما تتحدث عنه.. تلتمع عينيها بالدموع.. كان حنان أختي منيرة من ذاك النوع المتوهج كأشعة الشمس الدافئة التي تتسلل لأوردتك.. ولكن الحب جعلها أكثر حناناً.. وأكثر رقةً.. وتعطي بلا حدود.. ! يوم زواجهم كان أسطورياً.. ولا يفهم من أسطوري.. أنه ضخم فخم.. لا .. بل إن هناك نوعاً من الزيجات.. تشعر لجماله.. وجمال الأرواح التي عقد زواجها.. تشعر أن هذا الجمال يمتد ليغطي كل مساحات الفرح ذاك اليوم.. تشعر أن كل من حضر زفافهما سعيد.. وكل من رأى منيرة أو صافح سعد.. سيشعر حتماً بالسعادة.. كانت كلمة الجميع تلك الليلة.. ( لقد خلقا لبعضهما .. ! ) لا زلت أذكر فيما أذكر من فصول هذه القصة.. يوم أن غادرا الصالة.. ومنيرة تلملم أطراف فستانها بارتباك.. ولا تدري هل تحمل معها مسكة الورد.. أم تضعها مع الحقيبة..؟! أسرعت إليها أنا وأختي منال.. فأعطتنا مسكتها وقالت أمسكيها حتى أركب السيارة.. وجاء سعد ليبتسم بعذوبة.. ويأخذها مني .. لينتظر عروسه أن تضع قدميها في السيارة.. ثم يضع الورد بين راحتيها وينحني عليها هامساً.. كنت بتوق طفولي أود سماع ما يقوله.. لكنه أبعدني بلطف.. ثم أغلق الباب.. وغادرت سيارتهما.. كان طيفهما يرحل كشفق غارب أراه أمامي للآن.. ابتسامة سعد الراضية تلك.. لا أنساها.. رغم أني كنت صغيرة.. إلا أنني أدرك معنىً عظيماً قد لا يدركه الكبار.. وهو معنى الرضا.. أو السعادة المرضية.. غادرا وبقينا نحن في الصالة.. وإذ بصفارات الإنذار تصرخ بصوتها المرعب.. فيرتبك الجميع.. وتتفرق الحاضرات.. خرجنا ونحن مرتبكون وخائفون.. توجه الكل لمنازلهم.. وبقينا طوال الليل والفجر نحاول الاتصال بمنيرة وسعد دون جدوى.. فشقتهما ليس فيها هاتف.. وكيف لعروسين أن يشعرا بما حوليهما.. وأن يتصلا بنا لطمأنتنا.. ؟ كنا نلتمس لهم العذر.. ونراقب التلفاز.. ونسمع الراديو.. ونحن في قمة الخوف والتوتر.. هناك قصف.. آه كم هي مؤلمة هذه الكلمة التي لم يعرفها قاموس بلدنا.. ولا أي بلد مجاور.. كلمات كثيرة سمعتها ذلك الوقت.. وكم أكره سماعها ثانيةً.. حالة استنفار.. ضبط الأعصاب ومحاولة الاحتماء.. إتباع تعليمات السلامة.. إشارة قرب الخطر.. وقوع الخطر.. زوال الخطر.. أذكر أني بقلبي الطفولي البرئ.. كان مجرد مرور طيف سعد أمامي يبعث الارتياح.. أراه ببدلته العسكرية يقاتل.. ويمنع الأعداء من الاستيلاء على أرضي .. أو التعدي على أحد من أسرتي .. كنت أقول ذلك لأمي بسذاجة وبفخر.. فتقول.. أدعي ربك يا ابنتي أن يحفظنا.. ويحفظ سعد.. وكل المسلمين.. وأما ما بقي من طيوف سعد.. فهو ما لا أطيق روايته.. ولا أستطيع الحديث عنه.. فكيف سأصف لكم منظر أختي منيرة صباح ذلك اليوم.. كيف جاء بها أبي من بيتها كتمثال شاحب.. تهتز كعصفور صغير ضعيف.. وعلى وجهها الجميل بقايا زينتها التي لم تمحها بعد.. لم أستوعب لحظتها كل ما سمعته.. لكن الشيء الوحيد الذي استوعبته.. وفهمته ووعيته.. رأيته في عيني أختي ذلك الصباح.. لقد كانت عينيها كعيني من فقد النظر.. كانت تحدق في شيء لا أدري ما هو.. كانت عينيها جامدة تماماً. لا بكاء.. لا تعبير.. لا نظرة.. أرعبتني عيناها.. لقد أدركت بغريزتي أن منيرة قد فقدت شيئاً هائلاً.. شيئاً تعتمد عليه تماماً.. ولا تستطيع الاستغناء عنه.. كمن يفقد بصره فجأة.. فكيف يقوى على الاحتمال.. قالت بشرود.. ( طرق الباب بشده.. وسعد جالس معي.. رفعت عينيها لأبي وقالت وعلى شفتيها تنتحر آلاف الكلمات.. لقد كان معي سعد يا يبه.. لم يكن معي فقط.. في تلك اللحظة بالذات كنت وسعد شيئاً واحداً.. ثم أخفضت رأسها وتابعت تتحدث: قام ليفتح الباب.. وتحدث بسرعة وارتباك مع رجل ما.. عاد إلي وقد امتقع لونه.. و.. وخذلت الكلمات منيرة فغصت بها ولم تستطع إكمال حديثها.. كانت كلماتها تلك.. آخر ما سمعته منها قبل أن تفقد النطق لمدة عام تقريباً.. كل ما فهمته.. وعرفته.. أن سعد استدعي ليلة زفافه.. ولبى نداء الدين والوطن.. ارتدى ملابسه العسكرية.. وودع روحه التي سكبها في قلب منيرة لتحيا بها ما تبقى من عمر دون سعد.. ونعي إلينا سعد.. شهيداً.. فجر زفافه.. وغاض كل شعور جميل.. وكل بهجة وسعادة من حياة أختي منيرة.. العروس.. التي فجعت بحبها.. في ليلة فرحها.. كانت كظامئ منذ ألف عام.. ولما قرب الكأس من شفته.. حرم منه للأبد.. بقيت منيرة صامته تماماً لمدة عام وأكثر.. لا يفيد معها علاج.. ولا أي شيء آخر.. حتى جاء ذلك اليوم.. الذي نذكره جميعاً.. يوم أن خطبت من ابن خالتي .. نطقت منيرة يومها.. قالت بصوت متقطع انكرناه ولا نعرفه.. بل أننا نسيناه.. ( والله.. ما يلمسني رجال.. غير سعد.. ) وغادرت المجلس.. ثم عادت.. قبلت رأس أبي .. وبكت.. وقالت بصوت متقطع.. كصوت الأنين الموجع.. ( يبه.. سعد ينتظرني بالجنة.. عسى الله ياخذني له.. اليوم قبل بكره.. ) كان منظر أبي وهو يهتز ويبكي مريعاً.. وأحسست وقتها أن كل ما حولي يقف إجلالاً لقلب هذه المرأة.. كثيراً ما رافقت منيرة في غرفتها.. كثيراً ما رأيت دموعها التي لا تشبهها أي دموع وهي تدعو في جوف الليل.. كثيراً ما استيقظت من نومي لأراها تتحسس صورته وتشهق ببكاء خافت.. بقيت هذه المرأة وفية لسعد.. لاثني عشر عاماً أو تزيد.. وها هي منيرة الآن.. سعيدة مع من حولها.. تحب الأطفال.. وتمارس الطبخ وأعمال المنزل بمهارة منقطعة النظير.. لكن تلك النظرة المهيبة في عينيها وهي تحدق في الماضي المريع لا تكاد تفارقها أي لحظة.. وإذا ما رأيت أختي منيرة يوماً ما.. في مكان ما.. وهي حزينة أو مهمومة.. وربت على كتفها لأقول ما بك يا منيرة.. ؟ تلتفت بهدوء.. تبتسم بصعوبة.. وتهمس كعادتها دوماً.. والله لا شيء يستحق الحزن ولا الهم.. من بعدك يا سعد.. ** من يحب .. يحب إلى الأبد " شكسبير " |
|
قصتي أقدمها عبرة لكل فتاة لا طلاق ولا عدة بل فراق
تحكى وتقول تفننت وتلذذت بتعذيب أم زوجي ، وإبعاده عنها قدر المستطاع، ونسيت حقها الذي فرضه الله علينا. كان الرد انتقام رب العالمين مني، أو انتقامها كان صعباً ، وقاسياً دمر حياتي من أساسها. تذكرت قوله تعالى ( وما الله بغافل عما يعمل الظالمون ) فانهمرت دموعي بحراً كثيراً ما يحدث نزاع صامت أو معلن بين الزوجة وأم الزوج حول الزوج وحقوق كل منهما، فالأم ترى حقها مقدماً على الزوجة، والزوجة لا تعترف بهذا الحق، وترى أن زوجها ملك خاص، لا تسمح لأخرى أن يكون لها اعتبار حتى ولو كانت أمه. الزوجة غالباً ما تمتلك أوراق اللعبة، وتعتقد أنها ستكسب، فتضع رأسها برأس أمه، ولكن مهما كانت حساباتها فالحرب محسومة لصالح الأم، لاعتبارات كثيرة، قد تكون مرارة العداوة تجعل الزوجة تتجاهلها أو لا تتفهمها بما فيه الكفاية، فتأتى الرياح بما لا تشتهي السفن. قصتي أقرب للخيال، وقد تكون رعونتي واستفزازي لأم زوجي هي سبب تعاستي التي لا توصف، فقد انهار كل شيء في لحظة لا تخطر على البال، لهذا أقدم قصتي عبرة لكل فتاة لتتعظ بها: إنه ابن عمي، حيث نشأ كل منا متعلقاً بالآخر منذ الطفولة، حتى إذا كبرنا تم زواجنا وسط فرحة الأهل وأمنياتهم لنا بالحياة السعيدة، عشنا حياة مليئة بالحب والسعادة هي أقرب للأساطير، حتى أصبح البعض يضرب بنا المثل من حيث الانسجام، والحب، والتفاهم والتوافق، كما أكرمنا الله بطفلين، الولد حمل اسم جده والبنت حملت اسم أمي، زوجي يحبني كثيراً حباً أحسد عليه، أما أنا جميلة بشهادة الجميع، وأهتم بنفسي، قد يكون الجمال وما حظيت به من حب دفعني أن أفتعل العداء مع أمه، أو بالأصح أتسلى بإغاظتها بأسلوب بارد، لأنني ممسكة بكل الخيوط، وأحس في قرارة نفسي أن ما أقدم به خطأ، ولكنني متأثرة بما استمع من كراهية الأم لزوجة الابن، استطعت أن أحكم قبضتي على زوجي حتى أصبح اهتمامه بأمه في حدود ضيقة، واستمرت الأيام وأنا أتعمد إغاظتها، استمرت اللعبة عندما لن يعر أبنها أذناً صاغيةً لشكواها، كنت أشعر أنني أتمتع بدهاء يفوق دهاء صويحبات يوسف!! حتى جاء ذلك اليوم الذي سددت لي فيه هذه المرأة الضربة القاضية التي نسفت كل شيء، لا أدري أهي صادقة أم استفزازي لها جعلها تقف هذا الموقف؟ ومهما كان فأنا الخاسرة والنادمة. في ذلك اليوم مرضت هذه العجوز، وجئت أزورها، وقلت لها اكتبي وصيتك، تنهدت وقالت لي: الموت حق. عندما رجع زوجي كالعادة نادى أطفاله ولاطفهم، وحدثني عن الذكريات الجميلة التي عشناها وقال لي: لا أعرف بدونك كيف أعيش، كل الناس يحسدونني، قلت له وأنا كذلك ثم ذكرت له أن أمه مريضة لا بأس من زيارتها، فذهب وما هي إلا دقائق حتى جاء زوجي بوجه لم آلفه عليه جاء عابس الوجه، مطأطئ الرأس، قلت له ماتت؟ قال: لا ولكن .. ولكن ماذا؟ خرج من البيت دون أن يكلمني لحظتها أدركت أن أمه قالت له شيئاً أزعجه، ذهبت لها وسألتها بأسلوب تهكمي، وبلهجة التعالي والغرور قلت لها: ماذا قلت يا عجوز لابن عمي؟ قالت لي ببرود وبصوت متهدج: الموت حق، وأنا كنت جاهلة أنت وابن عمك أرضعتكم سوياً، وسمعت الشيخ في الإذاعة يقول إن الأخت بالرضاعة لا تتزوج أخاها من الرضاعة، وسألت العلماء قالوا لي زواج ابنك باطل؟ صرخت في وجهها قلت لها: دمرتني؟! حرام .. أنت حاقدة، لحظتها دارت بي الدنيا وسقطت منهارة لقد وقعت الكارثة وأصبحت حديث الناس، سألت أمي عن موضوع الرضاعة فقالت لي هي رضعات لم تتجاوز أصابع اليد الواحدة ولكن هذه المرأة أقسمت أنها أكثر من أصابع اليدين، وبعد الرفع للقضاء صدر الحكم بالتفريق بيني وبين زوجي دون طلاق وإلحاق الأبناء لقد ضاع كل شيء جميل في حياتي، نعم أنا مذنبة فقد أكون دفعتها لأن تتمسك برواية الرضاعة حتى تحطم قلبي كما حطمت قلبها فالجزاء من جنس العمل. ولحظتها انهمرت دموعي وسالت بحراً وتذكرت عظيم الجرم والظلم الذي ارتكبته في حق تلك المرأة المسكينة وما آل إليه أمري. |
|
سأكون أصلب من حجر
كان كل شيء هادئاً كما اعتدت عليه.. والغرفة كما هي باردة.. الستائر منسدلة وكل شيء مبعثر في الغرفة الملابس والكتب والدمى .. نظرت بصمت إلى الأشياء المبعثرة.. أوصدت الباب بقوة وأنا محملقة في الغرفة أبحث عن جواب لأسئلة ظلت تلح علي منذ زمن بعيد.. جلست على السرير منهكة.. أسندت ظهري للجدار وتاهت الأفكار في رأسي .. ليتني أستطيع أن أنام.. أحس أن حشرجة ومرارة تغص في حلقي .. أبتلع الدموع وأشعر بمرارتها.. أنظر إلى المكتبة التي تغص بعشرات الكتب.. ولكني لا أقوى على القراءة في مثل هذه الحالة.. فبالي مشغول بما هو أهم.. في هذا المساء الدافئ يسافر وجهي بعيداً.. كنت أظن أن الحياة قد بدأت تنثر ورودها على وجهي بعد طول صبر.. ولكني لم أنل إلا مزيداً من الصفعات.. كانت بريئة حينما تلقيت الصفعة الأولى ثم أتت الصفعة الثانية وتوالت الصفعات.. حتى اعتاد وجهي على الصفعات كجزء لا يتجزأ من روتين كل يوم.. قاسيت مرارة الحرمان وأنا في سن صغيرة.. ثم التقيت به وأنا في أشد حالات ضعفي فيما يسمى " شات " فتشبثت به كالغريق الذي يعلق أمله في قشة.. تشبثت به وأنا لم أفهم بعد معنى الحب.. كل ما كنت أفهمه أن في شخصه ما يشدني ويجذبني إليه.. هذا الرجل الذي سمح بنفسه بمناداتي " حبيبتي ".. وكانت المرة الأولى التي أنادى بهذه الطريقة على لسان ذكوري.. وأخذ يغدق علي بسيل من العبارات الرقيقة المسبوكة بدقة محترف.. لا أعلم أكان حبي له حقيقة أم مجرد إعجاب برجل .. الهدوء يعم المكان.. يساعدني على الاسترسال في التفكير.. فقد نامت عيون الجميع إلا عيني اللتين أتعبهما السهاد.. تسرب صوت المؤذن داخل غرفتي ليحرك مشاعري من جديد.. رددت النداء معه كلمة.. كلمة.. حتى شعرت بالراحة.. صدقت أختي حينما قالت أنه لا راحة توازي الراحة الحاصلة بعد سماع صوت المؤذن وقت الفجر.. والناس نيام.. وأنا وحدي متيقظة أتفكر به وبوضعي ثم أردد النداء بعد المؤذن.. أشعر برعشة تسري في أوصالي وأطراف أصابعي.. رعشة غريبة.. رغبة جامحة في البكاء.. هل هذا ما يسمونه بالخشوع.. أم أنها رغبة في البكاء لا أكثر.. أبكي.. لا لن أبكي عليه.. فهذا بكاء الندم والتوبة عما فات.. لن أنكسر بسببه فأنا بحاجة إلى كل ذرة قوة.. يجب أن أساند نفسي وأمدها بجرعات من القوة والإيمان.. عليَّ ألاّ أتركها تتوه في غياهب الحزن وحدها لتتمكن منها.. ثم لأجل من كل هذا البكاء؟؟ لرجل لا يكن لي قطرة من احترام.. لرجل لا يهمه من أمري سوى طولي ووزني وجمال صوتي وكمية التنازلات التي سأقدمها له.. لرجل يرى أن جميع النساء في النت سخرت له ولأمثاله.. لرجل يعتقد أن كل من تدخل عالم النت هي متحررة من القيم يحل له إقامة علاقة معها بكل بساطة.. كلا .. غيابه لن يؤثر عليَّ إلى هذه الدرجة.. فقد أرشدني الله من حيث لا أحتسب.. ألهمني الرشد حينما صرخت في وجهه وقلت لأول مرة " لااااااااااااا " حينها ظهر على حقيقته نزع عنه ستار الحب والعطف والرحمة.. ظهرت لي أنيابه.. لم يتوقع مني هذه الصحوة المفاجئة.. هزه اعتراضي .. أغضبه صدودي وامتناعي .. بدأ بالتكشير والصراخ.. ثم حاول تلطيف الجو بتمثيل الحب والغرام مرة أخرى.. ولكني استيقظت أخيراً.. ولن يعود قادراً على خداعي مرة أخرى.. لقد رأيت ما فعله بغيري بأم عيني وسمعت آلاف القصص من أفواه فتيات ذقن أقسى الآلام نتيجة لتصديق كلامه المعسول.. عندها قرر الرحيل.. عله يجد ضحية أخرى تكون أكثر سذاجة مني .. قال لي بكل وقاحة بعد أن لمس حجم التغيير الذي طرأ عليَّ وقرأ عبارات الاحتقار بين كلماتي ( أنت لم تحبيني قط ولن تحبي أحداً لأنك امرأة بلا مشاعر ولا تفهمين معنى الحب.. أنت أشد برودة من الثلج.. أنت كالحجر في صلابته.. فهنيئاً لك هذه الحياة الخالية من المشاعر..! وأنا متأكد من أنك ستتجرعين مرارة الحرمان من بعدي وستكون حياتك أشبه بالموت البطيء منها بالحياة.. فوداعاً يا من خدعتني بزيفك وسذاجتك المصطنعة.. يا من تحاولين الآن تمثيل دور المرأة العفيفة أمامي الآن بعد أن سقيتك من كأسي أياماً طوالاً.. فقد مللت مني الآن وحان الوقت للبحث عمن يقدم لي شيئاً آخر لم أستطع تقديمه لك.. فلا تحاولي إقناعي بصفاء سريرتك.. فكل فتيات النت سواء.. كلهن يدعين الصلاح والحياء.. وهن بعيدات كل البعد عن ذلك.. يدعين الدين والاستقامة وأنها أول علاقة لهن! اذهبي فلن أطيل عليك.. الله يوفقك بالحبيب الجديد! ) لكن سأنسى أمره وأعيش حياتي بلا مشاعر.. ولكن هل أنا حجر فعلاً حتى أعيش بلا مشاعر؟ هل أنا ثلج كما قال؟ لا لست حجراً.. قال لي يوماً بأني حجر.. أشارك الجوامد بخواص كثيرة.. قال إني غير كل النساء.. ليس لدي مشاعر ولا أحاسيس.. أعلم أنه لا يؤمن بما قاله لسانه.. وأنه ما أطلق علي هذا الحكم الجائر إلا لمعرفته بطبيعتي العاطفية الرومانسية وبطيبة قلبي .. فأحب أن يؤثر علي بهذه الكلمات علي أتراجع عن قراري وأخضع لمطالبه.. فلو كنت حجراً كما يقول لما تفكرت بكلماته كل هذه الأشهر.. لو كنت حجراً لكنت عرضت سمعتي وسمعة أهلي للسوء بمثل هذه العلاقات المشبوهة.. لو كنت حجراً لكنت وافقت على بناء سعادتي – إن كانت سعادة – على تعاسة الآخرين وأولهم أهلي ثم زوجته التي لم يفكر يوماً في أمرها.. قال لي بأني حجر لا يعرف عظيم المشاعر التي يعج بها صدري فأراد أن يثيرني بكلماته القاسية.. ونجح بذلك.. لكني فهمت الدرس جيداً.. واقتنعت بأني سأكون أكثر صلابة من الحجر إن بعت نفسي وتخليت عن ديني من أجل شخص مثله.. |
|
في موقف الحافلة
المحطة السابعة في تمام الساعة الرابعة عصراً امتطيت الحافلة من إحدى المجمعات التجارية التي تقع على طريق ( 148 ش غ ) متجهة إلى الجامعة لحضور إحدى المحاضرات المسائية التي تبدأ في الساعة السادسة مساءً . لقد اخترت الجلوس في أحد المقاعد القريبة من باب الحافلة لكي يتسنى لي النزول قبل الركاب الآخرين حينما تتوقف الحافلة في المحطة التي أريدها. توقفت الحافلة في محطة قريبة من مسجد مدينة بلفيو، وصعد الباص رجل تدل ثيابه الرثة وشعاثة شعره على أنه ممن يفترشون الشوارع ليلاً حيث لا مأوى لهم. حولت ناظري عنه لكي لا يحرج بتعبيرات الرثاء التي ارتسمت على وجهي فأنا حينما أضطر للخروج ليلاً وأشاهد هؤلاء يفترشون الصفائح الكرتونية في الشوارع لكي يناموا عليها تتقطع نفسي حسرة عليهم وتنطلق الشتائم مني على الحكومة الأمريكية التي لا توفر لأبناء أمريكا ملاجئ تقيهم البرد القارص . عدت أنظر إليه من جديد حينما وجدته يقف أمامي ويكاد حذاؤه بلامس حذائي . لقد كان يحدق بي بطريقة لم أعهدها من أبناء العم سام، لذلك حدست بأن نظراته ليست موجهة لي شخصياً ولكنه رجل ( أعمى ) ويريد أن يجلس على الكرسي الذي أجلس عليه ولذلك يريد أن يتأكد من أن المقعد خالٍ . ولقد تأكدت من صحة حدسي حينما لم أسمعه يوجه كلمة ( شكر ) لي عندما غادرت المقعد وأتحت له فرصة الجلوس عليه. جلست على أحد المقاعد الخالية القريبة من مقعدي السابق وكم كانت دهشتي كبيرة حينما رأيته يفتح حقيبة تعادل في حجمها حقيبة طلاب المدارس ويخرج منها جريدة كي يقرأها. المجرم.. الحاقد.. لم يكن أعمى ولكنه كان يحدق بي عمداً لكي يأمرني بمغادرة مقعدي. آه لو كنت أعلم.. لزجرته وقلت له ( الباص ما هو باصك ). لقد كانت هناك ثلاثة مقاعد خالية قريبة من المقعد الذي كنت أجلس عليه، ولكنه اختار أن يجلس على المقعد الذي تجلس عليه امرأة محجبة، بالرغم من أننا نعيش في مجتمع لا تجيز قوانينه وأعرافه أن يطلب رجل من امرأة مغادرة مقعدها في وسائل النقل العامة لكي يجلس عليه هو ( يعني شين وقواية عين )!! اشتعلت نيران الغضب في رأسي، فأخرجت كتاباً من حقيبتي، ورحت أتشاغل بقراءته محاولة إبعاد سلوك الراكب من ذاكرتي . بعد عدة أيام تصادف أن امتطيت الحافلة في تمام الساعة الرابعة عصراً من نفس الطريق السابق. توقفت الحافلة قريباً من مسجد بلفيو وإذا بي افاجأ بنفس الرجل يصعد إليها. هنا ابتسمت وجمعت أسلحتي وتحفزت للمعركة بطريقة تشابه تحفز القط حينما يتهيأ للانقضاض على فريسته. لقد قررت بأن ألقنه درساً يجعله يتحاشى جميع النساء المحجبات في أمريكا. وقف قبالي وأخذ يحدق بي كعادته مما أثار انتباه الركاب الجالسين على مقربة منا فأخذوا ينظرون إلينا باستغراب. نظرات الركاب جعلتني أقرر أن لا أتفوه بكلمة واحدة ( ما هو كفو أحاكيه ) . أخذت أتابع المناظر المتحركة من خلال نافذة الباص متظاهرة بأنني لم أره. حينما أدرك أنني سوف لا أتزحزح عن مكاني اختار المقعد المقابل للمقعد الذي كنت أجلس عليه وجلس. لقد أثار سلوكه جملة من التساؤلات في ذهني من ضمنها: إنه في كل مرة يصعد الحافلة من موقف مقابل لمسجد بلفيو.. فهل حركت أضغانه رؤيا بعض الشباب المسلمين بردائهم الإسلامي وطواقيهم البيضاء؟ هل أراد أن يعطيني رسالة ملخصها بأن هذه البلد ليس بلدك وليس لك الحرية في الجلوس في الباص حيث تشائين؟ هل يمثل هذا الرجل الشريحة الحاقدة على المسلمين والتي أتاحت لها أحداث سبتمبر الفرصة للمجاهرة بكراهيتها ومحاولة استفزاز المسلمين؟ في هذه المرة قررت أن أحتفظ بهذه الحادثة في أعماق ذاكرتي لكي استخدمها في وقت تتاح لي فيه الفرصة للتعبير عن معاناتي كمسلمة تعيش في أمريكا. بعد ثلاثة أسابيع وفي أحد المحاضرات التي تناولت موضوع معاناة الأعراق الغير أمريكية من التفرقة العنصرية تحدثت عما حدث لي مع ذلك الراكب بهدف إحراج العنصر الأمريكي بسلوكيات أبناء جلدته. لقد تجاوب بعض الحاضرين ممن ينتسبون إلى أعراق غير أمريكية واستنكروا سلوك ذلك الراكب، بينما احمرت وجوه أبناء العم سام خجلاً ولم يجدوا تبريراً يقدمونه. أما الأستاذ وكان إفريقياً أمريكياً ( أفروأميركان ) فقد روى قصة حدثت له شخصياً توضح عن همجية السلالة البيضاء وضيق نظرها وتوهمها بأن ( الإنسان الأمريكي ) يفوق غيره من الأجناس الأخرى.. وهنا انتهزت فرصة الحديث عن التفرقة العنصرية فأوضحت بأن الإسلام قد وضع لها حلاً قبل أربعة عشر قرناً حينما اختار نبي الهدى صلى الله عليه وسلم ( بلال ) ليكون أول مؤذن في الإسلام.. ومن حسن الحظ كان الأستاذ قد قرأ الكتاب الذي أصدره ( مالكوم أكس ) عن الإسلام.. فاستشهد بعبارة منه توضح المساواة في الإسلام . بعد انتهاء المحاضرة استنتجت بأنني قد اتبعت الطريقة المثلى لتصريف الغضب، فلقد كتمت غضبي في الحافلة وأعطيت الركاب صورة حية لخلق المسلم ( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ) ثم عبرت عن غضبي واستيائي بين مجموعة من المثقفين وأوضحت بأن الديمقراطية تكاد تنعدم في مجتمع يدين بالتعددية ويحتضن تمثال الحرية. |
|
قصة نفس
أريد أن أجمع أيام عمري المتناثرة، أن أخط لكم آلامي وأحزاني، أترجم أحلامي وأمنياتي التي ربما عجزت عن تحقيقها لنفسي وأريد أن أحققها لكم وفيكم. عشت ما يقارب سبعة عشر عاماً بين عائلة كأن بينهم وبين الصلاة عداوة غريبة فلا أحظى برؤية الوالد يركع لله ركعة إلا في شهر الصوم، والوالدة إن أدت صلاتها في ذلك اليوم أدتها ساهية لاهية، أما باقي أفراد العائلة فأفكارهم أوروبية بحتة كيف لا وهم منذ صباهم يعيشون بلا إشراف أو توجيه سليم؟ عشت في مجتمع يرى الناس فيه أن عبادة الله تقتصر على بعض الشعائر الدينية التي لا يقوم بها إلا كبار السن فقط. لذا عشت في برج عاجي، الطبع المتعالي سمتي، أفعل ما يأمرني به الشيطان من سفور وتبرج. وكم كنت أفرح عندما أجد نظرات المعجبين تدور من حولي. لم أجد من ينهاني أو يرشدني، فالأب منشغل بتجارته، والأم بعيدة كل البعد عني كأني لا أعنيها ولا تشغلها قضيتي. كانت كل متع الدنيا محيطة بي أفعل ما أريد وأطلب ما أريد، لكن رغم كل هذا لم أكن أجد لحياتي طعماً. كانت عقيمة من كل معاني السعادة والراحة، كان كل يوم يمر يزداد التوتر والقلق داخل نفسي . تتقاذفني مشاعر متمازجة، أفكار متضاربة، تعبت، أحتاج إلى أرضية ثابتة مستقرة أرسو عليها وأثبت، وأزرع الآمال والأمنيات وتتجذر فيها الأحلام والطموحات. تعبت من ازدواجية المعايير من ضياع القيم والمبادئ المشوشة، تختلط المشاعر وتضطرب ما بين مد وجزر. أأبقى أسيرة متع الدنيا، أم أنسى عنوان حياتي وأختار آخر؟ هل سأكون قادرة على مجابهة تلك الفتن؟ هل سأتخطى كل ما اعتادته النفس من تبرج وسفور وحفلات وسهرات؟ أم أن الفتن ستلقيني إلى البعيد؟ وجدت أن أنهض وأغسل وجهي وأطرد غيمة أفكار سوداء ألقت عليّ بظلالها. بدأت بتصحيح هيئتي فاستبدلت بتلك الثياب البذيئة ثياباً أجمل بل في غاية الروعة تتسم بالوقار والهيبة عندها فقط وجدت السكن والهدوء النفسي. ورغم كل العراقيل التي وقفت في طريقي ورغم كل المكائد والمؤامرات التي نصبت شباكها للإيقاع بي من كل المحيطين الذين كان هدفهم إضعاف عزيمتي مما سيؤدي إلى إضعافي وضياع ديني. رفضت كل المغريات ودست على لذائذ الدنيا أحاول أن أتخطاها، استطعت بحمد الله أن أتخطى بعضاً من الحفر والممرات الوعرة، كما أن الشيطان نجح في بعض الأمور وأوقعني في دروب ومسالك لا نهاية لها لكن في كل مرة كنت أفشل، كنت أجد في نفسي الدافع إلى التحدي والصمود. أحاول أن أنسى تلك الأفكار العقيمة التي نشأت عليها، والتي يحاولون ترسيخها في ذهني. أصنع لنفسي أفكاراً ومبادئ من رحاب الإسلام، تلك المبادئ التي ترتاح لها النفس كيف وهي من البارئ عز وجل. نجحت وبحمد الله أن أنسى كل الذي اعتادته النفس من سفور وتبرج. ربما أكون افتقدت أشياء كنت أرغب القيام بها لكن الله عوضني عنها خيراً بنفس مطمئنة، وسريرة هادئة، كما أني أنعم بصحبة طيبة عوضتني عمن أفتقده. والأكثر من هذا أني أجد نظرات الاحترام في عيون المحيطين بي حتى هؤلاء الذين يحاولون إغرائي بمتع الدنيا. حتى الآن رغم أن المسافات قاربت الستة كيلومترات أي الست سنوات إلا أن المكائد والمؤامرات ما زالت تحاك لتدميري، نجحت في التغلب على بعضها وفشلت في بعضها الآخر، لكني ما زلت أقول: يا دنيا غري غيري. حاولت أن ألخص تجربتي من واقع الحياة لتتأكد أخي القارئ أنه يجب علينا التحدي. فالكثير يواجه الظروف نفسها، رفض الأهل الالتزام، أو رفض شيطان النفس، لكن علينا أن نتخطى تلك المغريات الملتفة حولنا كأفعى تريد أن تدس السم في أجسامنا وتهرب لتختبئ . أعلم بأننا نعيش في عالم التناقضات، الأديب سخر إبداعه لمحو الأدب من نفوسنا، والصحفي بدلاً من أن لا يكون قلمه سيفاً لقطع من يهدم العقيدة نجده اليوم سخر السيف والقلم لهدم العقيدة. لنكن على إدراك أنه بأيدينا نستطيع أن نسيطر على حياتنا ونكون أقوى من أنفسنا. فالنفس أمارة بالسوء. علينا أن نفكر فيمن هم حولنا لنكون مؤثرين لا متأثرين فقط، دعونا نتخط كل المبادئ العلمانية التي يريدون منا أن نتشبع بها ونعيش في أجواء إيمانية حتى لو أدى بنا ذلك إلى أن نجد أنفسنا بعيدين عن كل لذائذ الدنيا، دعونا نترك المبارزة بالمعاصي ونتذوق لذة الدمعة والخشية من الله. |
|
قدري
تقول ذات ليلة من الليالي الهادئة .. كانت السماء كصفحة رُسم فيه وجه ضاحك سعيد باكتماله .. وكانت النجوم تشاركه في الضحك بالبريق واللمعان مما أكسب الليل جواً ساحراً لا يتكرر .. لقد كنت أشاهد هذا المنظر من نافذة غرفتي وأنا أشعر بالملل بعد محاولاتي المضنية في النوم .. لقد تقلبتُ في فراشي ساعة كاملة ولم يغلبني النعاس بعد .. ماذا أفعل في هذه الساعة المتأخرة ؟؟ .. فتحتُ نافذتي وأخذتُ أتطلع للسماء .. لقد كان أمام منزلنا المتواضع فيلا أنيقة تدل على راحة أهلها .. وحول الفيلا حديقة جميلة ولكن يبدو أنه لم يعد هناك من يهتم بأشجارها وأزهارها .. آه لقد تذكرت .. لقد سافر أصحاب هذه الفيلا إلى الخارج منذ فترة ليست ببعيدة .. لقد كان ضوء القمر ينعكس على الفيلا والحديقة مما يعطي المكان منظراً كئيباً مهجوراً كما لم تطأه قدم منذ سنين ولكن لحظه .. ما هذا ؟! . فركت عينيَّ غير مصدقة لما أرى .. هناك شيء يتحرك .. نعم لقد رأيته .. لقد اختفى .. يا إلهي !! أهو لص أم شي آخر ؟! .. كيف سأتصرف ؟! .. لقد ظهر ثانيةً .. إنه يمشي في حذر شديد ويتلفت يمنه ويسرةً .. يبدو أنه اعتاد على فعل ذلك .. ماذا أفعل يا إلهي !!. هل أيقظ والدي ؟! .. أم أتصل بالشرطة على أن المكالمة من متصل مجهول ؟!. لقد وصل للباب الداخلي للفيلا .. هل سيكسر الباب أم سوف يبحث عن وسيلةً أخرى للدخول إلى الفيلا ؟! .. لقد فعل ما لم يكن بالحسبان .. لقد أشعل مصباحاً صغيراً وأخذ يعبث بقفل الباب ثم .. لقد فعلها .. لقد فتح باب الفيلا واختفى داخلها .. إنه لصٌ محترفٌ إذن !! .. لم أسمع بوجود لصوص في منطقتنا .. أرى ضوءاً خافتاً عبر نوافذ الفيلا .. إنه يبحث عن أي شيء ذا قيمة لأخذه .. دعيني أنتهز هذه الفرصة بالاتصال على الشرطة .. ركضتُ بسرعة إلى الهاتف وضغطت على رقم الطوارئ .. أجابني رجل بصوت هادئ : النجدة تتحدث .. قل ماذا يحدث عندك ؟ ارتبكتُ في البداية ولكني تحدثتُ – مغيرةً صوتي – بصوت لا يخلو من الارتباك : يوجد في المنزل رقم " ..... " في الحي " .......... " لص ما زال في المنزل .. فأرجو أن تصلوا قبل أن يذهب بغنيمته . قال لي وهو يظن أنني فتى : انتظر يا فتى .. إنك لم تقل بعد من أنت وما ... أغلقت السماعة قبل أن يكمل تساؤله .. لقد خفتُ أن يعرف رقم المنزل وبالتالي أتورط في الأمر .. قلبي يخفق بشدة والعرق يتصبب من جبيني .. أين سيأتيني النوم في هذا الرعب الذي أعيش فيه ؟؟ رجعتُ إلى النافذة .. إنه ما زال في الداخل .. لقد كان يتحرك بثقة أن لا أحد يراقبه .. لقد خرج أخيراً ومعه الغنيمة طبعاً .. إنني أرى من بعيد سيارات الشرطة قادمة .. لقد قربت نهايتك أيها اللص .. أقفل الباب خلفه بحرص حتى لا يعلو صوته .. وأخذ يعبث ثانيةً بقفل الباب .. إنه يمتلك دماً بارداً إذن !! .. سرعان ما يصبح دافئاً في مركز الشرطة .. لقد كان ضوء مصباحه ينعكس على مقبض الباب وأشياء حديدية يعبث بها اللص مع قفل الباب .. لقد انعكس ضوء المصباح على وجهه .. يا إلهي !! لقد رأيته .. لقد رأيته .. لكن المصباح سقط منه سهواً عند محاولته إدخال شيء ما في جيبه .. لقد أخذ المصباح ثانية .. لكن هذه المرة سقط ضوء المصباح على وجهه كاشفاً ملامحه بوضوح .. .. يا إلهي !! ... ماذا فعلت ؟ .. إنه أخي !! . لقد اقتربت الشرطة كثيراً .. لا أستطيع تحذيره .. يا إلهي ماذا فعلت ؟! .. أطفأ المصباح .. واجتاز الحديقة حتى وصل إلى بابها وخرج من المكان .. وكان في استقباله ما لا يقل عن خمسة من رجال الشرطة وهم يصوبون أسلحتهم نحوه ويحذرونه من فعل أي شيء ويأمرونه برفع يديه أعلى رأسه .. سوف أصاب بالجنون .. لقد جنيت على أخي .. هل هو خطأي أم خطأه ؟؟ .. حدثوني .. هل هو خطأي .. أم خطأه .. أم قدري وقدره .. |
|
هويّتي
في يومٍ غادرتهُ الشمسُ إلى خلف السّحابِ الأسود ، هاجرتُ وأسرتي إليهم .. نحملُ أحزان الغربةِ ، ونخفي في حقائبنا حفنةً من ترابِ الوطن ، كي نقبّلها بصمتٍ ونبللها بدموعٍ كلّما لفّنا الحنين .. أتيتهم طفلةً تحملُ بسمتها النّقيّة ، كبرعمِ زهر ، أصافحهم بودّ ، وأنقشُ الفرح على وجوههم ، أعيشُ معهم بوئامٍ كأيّ فتاة غربيّة .. فأنا واحدةٌ منهم ، ولدتُ هنا في أرضهم ، فكانت لي وطناً آخر غير ذلك الوطنٌ المولود في قلبي ، ذلك الوطن الشامخ الواسع الذي أحمله معي أينما رحلتُ ، وأرمقُ خارطته بزهوٍ وأنا أهتف : -إنها من أجمل اللوحات التي علّقتها في غرفتي ! كم جمعتني بهم من ذكرياتٍ على مقاعدِ الدراسة ، وكم كانَ يثني عليّ أساتذتي ويلفّني إعجابٌ لا تخفيه عيون التلاميذ ، يتحوّلُ إلى سيل أسئلةٍ لا تنتهي بعدَ الدروس ، أجيبُ عليها بكلّ حبِّ ، فقد أوصتني أمّي وقالت : - يا حنين لا تبخلي ، فأنت الكريمة بنتُ الكرم ! ثمّ أستأذنُ بلطفٍ وأمضي ، غريبة أنا في شوارعِ مدينتي ، وطني هناك ، وفي دفء بيتي ،أعودُ مثقلة بصمتٍ ، ألقي التحيّة وأختفي في غرفتي ، أدفنُ وجهي في وسادتي ، وأمطرها دموعاً كلّما زارتني أشواقي العربيّة ، لمئذنةٍ في مدينتي ، لتسبيحٍ بصوتِ جدّتي ، لسربِ حمامٍ يحلّق عالياً ثمّ يعود .. وهل أعود ؟ آه .. ما أقسى غربتي ! لم أدرك أن الأيام مضتْ سريعاً ، وأني كبرتُ فما عدت طفلة ، حتى رأيته بين يدي أمّي تمسكه بحرصٍ ثم تغطّي به شعري ، وتبكي أمي وهي تتمتم : - هويّتكِ هنا يا حبيبتي ، وعنوانك ، احرصي على جمالكِ لا يضيع ! وأبكي أنا بكاء الفرح ! فقد تحققت أمنيتي بأن أرتديه ، كان حلماً يراودني ، وكم جرّبته خلسةً بعيداً عن ناظري أمّي ، وكم دعوتُ الله أن أحظى به . أنا الآن به ياسمينةً حقيقيّة ، أو زهرة نسرين .. قد أختلفُ به عن قريناتي ، ولكنهنّ سيتقبّلن .. خطواتي إلى المدرسة تسابقني ، ولكنّ شعور الخوفِ يعصفُ بقلبي الصغير .. لقد حدثَ ما لم أتوقعه ! ليتني لم آتِ اليوم إلى هنا ! أصواتهم الحاقدة تلاحقني .. - حنين أنت قبيحة - ستتحوّلين إلى كسولة غبيّة .. - منظركِ مضحكٌ بهذا الشيء ، لم لا تنزعيه وننتهي من هذه القضيّة ! دموعي ترجمت لأمّي كلّ ما وددتُ قوله .. فنظرت إليّ بعمقٍ وقالت : - أتحبين يا حنين أن تنزعيه ؟ لكِ ما تريدين ! لم أكن لحظة عودتي من المدرسة أحمل كمّ المشاعر التي داهمتني عند سؤال أمّي .. صحيح أني قد وضعت حجابي لساعاتٍ ، لكنني حلّقت به بعيداً جداً إلى حيثُ لم أتوقع ! شعرتُ بهِ أنني عابدة حقيقيّة ، تحملُ كلّ معانٍ للطهر والصفاء والنقاء ، وأنّه كان حارسي الذي يحميني من عيونٍ جائعة ، فيحتويني .. كان دفئاً غامراً يأسرني ، وهو عنواني ، عنوان المرأة المسلمة الذي أضعته منذ ولدتُ وحتى هذه اللحظة في كلّ النساء اللواتي عرفتُ ماعدا أمّي ! لمّا ارتديتُه تعمّق الإسلامُ في داخلي ، واستشعرتٌ رضا الله تعالى عنّي .. فهل أترك كنزي هذا وأضعفُ أمام كلماتٍ حاقدة .. أمضيتُ ليلةً عصيبة في التفكير .. لكنني استيقظتُ نشيطة ، دخلتُ المدرسة بحجابي وابتسامتي ، أجبتُ بفرحٍ على أسئلة المتطفّلين والمتطفّلات ، وفرضتُ احترامي من جديد في هذا المكان .. وكان الإسلامُ ضيفاً جديداً يزور القلوب ، وسأعملُ حتماً كي يسكنها ! |
|
حكاية خمار
حدثتني ذاكرتي بمشهد قديم، ظل مطوياً سنوات طويلة لكنه بدأ يلح علي بالبواح، منذ أن عصفت بالأمة تيارات الفتن، وصار يضيق علي الخناق ليجبرني على إحياء سيرته. هو مشهد حزين، لامرأة مؤمنة، لبست الحجاب رغماً عن أهلها، ثم أسدلت خمار العفة على وجهها، ومضت تحث أبناءها نحو مستقبل يرفل بالإيمان والصدق والإخلاص. كان الخمار صلة بينها وبين الصحابيات، وقمة الامتثال لأوامر الله، فكانت سعادتها به لا توصف.. إلى أن جاء اليوم الذي نزع منها هذا الدرع انتزاعاً، وكأنما سلبت فلذة من كبدها معه.. كان يوماً أسوداً قمطريراً، قعد لها عدو الله بالمرصاد وقال: أميطي اللثام لأرى وجهك يا امرأة أجابته بصلابة: لم؟ ألم تر نساءً من قبل؟ فرد بدناءة وخسة: بلى ولكني أود أن أراك أنت، فرفضت وأبت أن تكشف عن وجهها لهذا الخنزير وأصرت إصراراً ملأه غيظاً، فما كان منه إلا أن أخرج رشاشه وغرزه في كتفها. عندئذ، لم يكن بينها وبين الموت إلا طلقة رصاص.. لكن زوجها ارتعد لهذا الموقف وصرخ في زوجته: فلترفعيه هيا! فلما أبت مدّ يده ورفعه.. ليرى ذاك الخنزير وجهاً مضيئاً بنور الله، وتكتحل عيناه بالظفر.. بعد ذلك، مضت السيارة محشرجة مسرعة. فرمته المرأة المغلوبة على أمرها: قبح الله وجهك!. فصرخ بأعلى صوته: انقلعوا، انقلعوا، وأطلق رشاشه في الجو معبراً عن ثورته العمياء. كل هذا، وأولادها الأربعة يراقبون المشهد دون تعليق سوى دموع خائفة اغتالت قلوبهم حين رأوا أمهم مهددة بالسلاح! وعادت المرأة المنكسرة إلى بيتها، دامعة المقل، دامية الفؤاد، وألقت بالخمار على الكرسي مقسمة ألا تعود إليه أبداً، ما دام الباطل يتبختر على الطرقات ويذل الناس ويملي عليهم أوامره المتغطرسة، وليس من الصواب أن تعرض حياتها للخطر لا لأجلها، بل لأن أولادها وزوجها بحاجة ماسة إلى إرشادها وحنانها. هذه قصة امرأة مسلمة مع الخمار في بلد عربي يعتز بكفره، ويخجل من حقه. |
|
آسف يا قلبي
تحكى وتقول : كانت مها دوماً حلمي، حلمي الذي يراودني صباح مساء، أملي الذي عليه أصبح وأمسي.. غايتي التي لا غاية لي سواها ومناي الذي ناجيت به الليل والقمر وكل ما يدور في فلك المحبين.. إن كانت لي أمنية فهي أن تصبح شريكة حياتي وإن كانت لي رغبة فهي أن تكون مها زهرة بستاني ودفق شرياني أحببتها حباً.. كيف أصفه..؟ لا لن احكي عن حبي لها.. فهو يرى ويشعر به ولا يتحدث عنه.. حبها من ذلك النوع الذي يفجر بداخلك كل طاقة ممكنة لتستمتع به أكثر وأكثر.. وكلما اقتربت منها شعرت أنها ابتعدت عني أميالاً.. فالتهب حماساً لأقطع المسافة الفاصلة بيني وبينها لأستحقها بجدارة. مها.. لم تكن ككل البنات.. ولم تكن حلمي أنا وحدي فقط.. كانت حلماً لكثير من أترابي.. كانت شمسا إن أشرقت في المكان غطت على كل شيء.. وغمر نورها كل شيء.. كانت زهرة إن تفتحت خجلت منها كل زهرة.. جمالها.. دلالها.. شخصيتها.. طموحها.. ذكاؤها المتقد.. وثقتها بنفسها.. كل ذلك جعل من محبوبتي الماسة نادرة بين بنات جنسها.. ولكن كيف؟ كيف أصل إليها والحظ يعاندني في كل مرة أحاول الاقتراب من زهرتي.. فأنا قد حصلت على شهادة جامعية بمعدل متوسط وتخصص عادي جدا انضممت به إلى قائمة البطالة المقنعة بعملي الروتيني بإحدى الوزارات وعلى بند الأجور.. بالكاد مرتبي يكفي مصاريف شقتي بالرياض التي اقتسمها مع زملائي العزاب وسيارتي المتهالكة ومصاريف شخصية بسيطة.. وفي أول الشهر.. يكون جيبي تماماً كثلاجة الشقة.. كلها خاوية فارغة.. فأعود لذات الروتين من الاستدانة أو الذهاب لوالدي في القرية مدعياً أني اشتقت لهم لآخذ ما يكفيني حتى نهاية الشهر.. ألتفت فأجد من حولي إما أبناء مسؤولين كبار أو أثرياء وتجار.. يبدلون سياراتهم كل عام.. يزورون مقاهي ومطاعم بانتظام وكأن جيوبهم لا تخلو من المال مثلي..! بينما أجد أحيانا أخرى من زملائي من يعمل بكبينة هاتف أو محل لبيع الخضار أو حتى ينسخ برامج الحاسوب ليبيعها بمبلغ رمزي يكفي ثمن عشاء في مطعم متوسط..! الحصول على الدورات أمر مكلف لمثلي.. والبحث عن عمل إضافي أمر مرهق.. ولكن.. ولكن مها.. سأعمل كل شيء لأستحق مها.. يطمع بمها غيري ممن يملكون جميع ما يملكه أبي وأعمامي ويطمح بها من يحمل الشهادات العليا والمناصب الرفيعة.. وأنا.. أنا لاشيء.. وطار حلمي .. لقد تزوجت مها.. وأنا أصارع أحلامي.. تزوجت زياد.. طيار مدني.. برتبة مساعد طيار.. من عائلة معروفة.. حملها وأحلامها على جناح طائرته.. وبقيت أنا أتصارع مع أحلامي وطموحاتي الضحلة.. حاولت نسيانها والتشاغل عنها.. والإقرار بأنها ما عادت لي.. ولكني فوجئت يوماً ما أن أختي تخبرني أن (المسكينة) مها طلقت من زوجها.. وصبت جام غضبها (كعادة الإناث) على زوجها الذي لم يكن يحبها ولا يدللها.. يسافر عنها كثيراً ويتركها وحيدة وهذا بالطبع مالا ترضاه مها التي عرف عنها دوماً أنها الرقم واحد في كل شيء.. وقررت المغامرة بأقل الخسائر.. أنا بإمكانياتي المتواضعة ومساعدة أبي وأعمامي وقروض من هنا وهناك.. وهي بوضعها كمطلقة خرجت من تجربة أليمة.. وكانت المفاجأة.. أن قبلت بي دون شرط.. وتم كل شيء بسرعة.. فإذا الحلم حقيقة.. وإذا مها زوجتي.. ومن أول ليلة.. كنت أكثر منها فرحة وارتباكاً.. بينما بدت هي كسيفة حزينة لأننا لم نقضي ليلتنا الأولى في أحد فنادق الخمس نجوم.. تغاضيت عن ذلك وحاولت تسليتها.. ولكني تعجبت.. لقد كانت نافرة مني بشكل واضح.. فقلت لعله خجل العروس وليته كان.. ومن صباح الغد.. دارت تتفرج على شقتنا.. وبدأت تقارنها بفيلتها السابقة وأنا أمشي خلفها وكأني أحترق من الداخل ولكنها لم تكن تشم رائحة احتراق إنسان يقبل الأرض التي تمشي عليها.. إن نظرت إلي زال عن قلبي كل ألم.. وإن ابتسمت – بعد جهد جهيد – رقصت الدنيا بين يدي.. واستمرت (أيام العسل) بنفس الأسلوب.. أرقب كل حركة وكل إشارة منها عسى أن تكون راضية عني.. وهي تمعن أكثر وأكثر في التقليل من شأني وتذكيري دوماً بتواضع راتبي وسيارتي وحتى شكلي وهندامي رغم محاولاتي المستميتة أن أبدو بأفضل حال أما عروسي وحبيبتي لقد كانت كلماتها طعنات صغيرة تبكي قلبي العاشق لها.. ثم أصبحت طعناتها أقوى وأنفذ فهي تقارنني بزوجها السابق.. حتى بحديثه وأسلوبه وتفكيره.. وتسميني ابن القرية (القروي) وتضحك كثيراً حين نتناول عشاءنا ( الذي هلكت بتدبير مبلغه) في أحد المطاعم الفاخرة.. تضحك من عدم معرفتي بالأكلات الصينية والإيطالية والفرنسية وبعدم تناولي للطعام بالشوكة والسكين وعدم وعدم.. والقائمة تطول فكل ما فيَّ يبدو أنه لا يروق لها.. رغم أني أحاول تقبل الأمر بروح رياضية لعل وعسى أن تكف عن ذلك يوماً ما.. قالت لي ذات يوم: - حمد بليز.. سأذهب اليوم لحفلة ماجدة صديقتي في فيلتهم.. أرجو أن تتدبر أمر إحضار أية سيارة تليق بالمكان فنحن سنضطر للدخول بالسيارة لأقصى القصر وسترى صديقاتي بالتأكيد سيارتك (الكشخة).. ثم حاولت الضحك وافتعال المرح.. لكني كنت صامتا أحدق فيها بألم.. فقلت: - وهل من العيب أن ترى صديقاتك زوجك؟ وسيارته المتواضعة؟ فتلعثمت وبدا عليها الضيق ثم قالت: - امممم.. في الحقيقة لا أرغب في تعليقات لا داعي لها.. العام الماضي عندما حضرت الحفلة مع زياد بسيارته الفارهة.. قاطعتها بغيظ قائلاً: - كنت مفتخرة به. فصمتت.. ونظرت لي متحدية وقالت: - وهل يضايقك..؟ قلت وأنا أصرّ على أسناني.. - يضايقني تكرار هذا الأمر وأنت تعلمين كم هو مزعج بالنسبة لي.. فشمخت برأسها بتعال وغرور واضحين وقالت.. : - لعلمك.. عندما ذهب بي إليها في العام الماضي.. أعطاني طقماً فاخراً وبوكيه ورد وقال اشتريته هدية لصديقتك على ذوقي ومتأسف لذلك ولكني أحببت مفاجأتك وأنا الآن سأذهب لها خالية اليدين لأن حضرتك لم تستلم (القرشين) من عملك.. واسترخت على الكنبة وكأنها أزاحت عن صدرها ثقلاً.. فقلت وأنا ابتسم ابتسامة صفراء حزينة.. - (القرشين) هي التي جعلت أحلامي حقيقة.. وأنا أحمد ربي وأشكره على كل حال.. فانفجرت بوجهي ثائرة.. حتى أني احتضنت الوسادة الصغيرة وهي في ثورة غضبها أراقبها مشدوهاً.. انطلق من فمها كلام كالرصاص.. وهي تتحدث بلا وعي.. - خلاص.. قرفت.. كرهت هذه العيشة.. أنت وبيتك وعملك وأهلك وتصرفاتك وكل شيء فيك ممل قاتل.. ما لذي ضربني على أم رأسي وتركت زياد وعزه ونعيمه لأتزوجك.. لأنه فقط مشغول برحلاته.. يا لبلاهتي..! وأنت.. والتفتت إلي.. أنت.. أتعلم؟ تزوجتك فقط لأغيظه.. ليعرف زياد أني لن أبقى بعده مطلقة في بيت أهلي بل أحببت أن يعرف أن الكل يتمناني.. والآن.. انتهت اللعبة.. ولا أستطيع الاحتمال أكثر.. ولا التمثيل أكثر.. ثم رمت بوجهي قنبلتها قائلة: - طلقني..! فو الله ما نبست ببنت شفة.. بقيت أنظر إليها مشدوهاً متألماً.. وكأني على أحد مقاعد السينما أشاهد فيلماً كتبت أنا قصته وأحداثه وأخرجته ببلاهتي وضعفي وحبي الخائر لمها.. فتكشف لي بوضوح ( بعد انتهاء العرض) كل شيء كان غائباً عني.. ابتعاد أهلي عني بسبب سوء طباع زوجتي.. انعزالي رغم أني إنسان اجتماعي عن أصدقائي لأجل إرضائها والبقاء بجانبها دوما كما تحب.. تذكرت قلة مواردي.. كثرة ديوني.. وحتى نقصان وزني وآلام القولون التي تعتصرني لكثرة تفكيري بتدبير أسباب السعادة.. لحبيبتي..! وهل هذا هو الحب؟ أو شقاء..؟ أم راحة وألفة ومودة ورحمة..؟ فآه من حبها المشقي المؤلم المزيف.. الذي اعتمد بالدَّرجة الأولى على قشور ومظاهر خدعتني.. فإذا جمال الروح هو الجمال الذي أرجوه وأطلبه.. وإذا مها الآن التي كانت أجمل البنات في عيني إذا هي أقبح من وقعت عليها روحي.. فوالله ما استمتعت معها بلحظة صفاء.. ولا كلمة حب.. ولا لمسة حنان.. ولكني اشتريت حرية قلبي.. وحياتي.. بكلمة رميتها بوجهها وودعتها للأبد.. داعياً الله أن يسار عليها ويوفقها بعيداً عني.. - مها أنت طالق..! سئلت أعرابية: ما الهوى؟ قالت: هو: "الهوان" قد غلط في اسمه |
|
قصتي أنا والوعد ومنتدى آخر ..ضحية فتاة..
تحكى وتقول : .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. .. في حياتنا تمر مواقف أمامنا.. .. فعندما نراجع ذكرياتنا لها.. .. نتخيل وكانه شريط خيالي.. .. فلم نصدق بأننا نحن من عشنا أحداثه لحظة بلحظة.. .. هنا سأحكي لكم قصتي أنا والعضوه الوعد.. .. في منتدى آخر قبل أن أتعرف على منتدى الصحوه.. .. وربما كان سبب لقوة ترابطي انا وحبيبتي الوعد.. * * .. دخلت إلى عالم النت وأنا في أول متوسط .. .. وكان تلك اللحظه في بداية التزامي.. .. فكان أول منتدى أشارك فيه هو لك ِ.. .. تأقلمت معه نوعا ما.. .. وما إن أتصفح بالمواقع.. .. وجدت منتدى أعجبني خلفيته.. .. والمواضيع المحتوى بداخله.. .. شاركت معهم.. .. وأصبحت اتابع المنتدى بشكل يومي.. .. حتى أصبح هذا المنتدى افضل منتدى لدي.. .. كنت اشارك في منتديات كثيره.. .. لكن هذا قد شد انتباهي اكثر.. .. فهناك تخالطهم روح المحبه والاخوه.. .. أعجبني أيضا وجود أناس من هم مقيمين في بلدي.. .. وما إن أستمر على ذلك الحال.. .. حتى طلبوا مني الاشراف في قسم الالعاب.. .. طلبت منهم بالموافقه ولكن كان شرط من شروطي.. .. أن لايضع أحد رابط أغنيه.. .. فمن سيقوم بوضعها.. .. سأحذفه بالفور.. .. وافقو وشجعوني على فعل ذلك.. .. حتى أصبح الكل من يشارك بالقسم.. .. يعلم حدوده كيف سيتعامل معه.. .. وبعد أن اصبحت في ثانية متوسط.. .. كانت عضوه سألقبها لكم باسم النادمه.. .. طلبت مني أن تتعرف علي اكثر.. .. فقمت باعطأها الايميل.. .. فكانت تخبرني بانها فتاة ملتزمه.. .. وأنا والدتها أيضا ملتزمه.. .. لكن اباها غير ملتزم وهو غير راضي على التزامها.. .. فدائما يطالبها بالتحرر.. .. كنت اقف معها وأخبرها بالثبات.. .. ونحن في الدنيا ماذا سنأخذ منها.. .. ومن النصائح هذه.. .. حتى أتت إلي يوم وطلبت مني أقوم بإعطائها أناشيد.. .. لأن والدها يمانعها من سماع أناشيد إسلاميه.. .. ساعدتها بذلك.. .. وباستمرار أقدم لها اناشيد فلاشات محاضرات.. .. حتى أصبحت النادمه جزء من حياتي.. .. اهتم بها.. .. وكنت كثيرة الحديث عنها مع اخوتي.. .. أنها فتاة خلوقه ورائعه.. .. فمرت الايام.. .. وأتى العطله الصيفيه.. سافرت أنا واهلي.. .. وودعت النادمه على امل اللقاء بها.. .. ووصيتها بان تتمسك على المنهج التي سارت بها.. .. للمعلوميه كانت النادمه في اولى جامعه.. .. وبعد مرور شهر تقريبا من سفري.. .. رجعت وانا اشتياقا لها.. .. علمت من بنات عمها أنا سافرت.. .. وقريب ستأتي من سفرها.. .. فكنت في هذه اللحظه.. .. الوعد أشتركت في هذا المنتدى.. .. وكانت تشتد أعصابها مني.. .. عندما أذكر النادمه وأني مشتاقه لها.. .. فتقول لاداعي بأن تكتبي كل ماذكرتيها باشتياقك لها.. .. فكنت أزيد كتابة ليها لأجل ارفاع ضغط الوعد .. .. حتى تدخلو بنات عماتها وقالو لاتستمعي لحديث الوعد.. .. فهي قد صابتها الغرور منك وكانو يتجادلون معها.. .. في هذه اللحظات.. كنت لاأطيق الوعد.. والوعد نفس الشعور اتجاهها لي.. .. فتعرفت الوعد على النادمه.. .. فكان الأمر عادي بالنسبة لدي.. .. وبعد فترة أتت الي احدى العضوات.. .. تخبرني بأن الوعد تريدني لمحادثتها بالماسنجر.. .. أخبرتها بأن لامانع لدي.. .. سلمت عليها.. .. وسلمت علي وكن شيء لم يحدث بيننا.. .. فقالت لي مصونه أريد أن أخبرك بأمر ما.. .. قلت لها بسعة صدر تفضلي.. .. قالت اعلم انك صديقة النادمه.. ..وأن علاقتك بها قوية جدا. .. أخبرتها بأن ماتقوله صحيح.. .. قالت لذا فأعتقد ان ستنصت اليك.. .. أخبرتني ما الامر.. .. قالت لي بأنها قد تعرفت مع احدى الشبان في المنتدى.. .. وهي على علاقة به.. .. أخبرتها وكيف عرفتي بذلك.. .. قالت من ردودهم لبعضهم.. .. وأعطتني رابط كان ذلك العضو قد كتب خاطرة من خواطره.. .. يقصد باهدائه لها.. .. وهي قامت بالرد فرحا وابنة عمهم كانت سعيدة بذلك.. .. فرد احد الاعضاء وقال بما أني صديقك وبمثابة أخيك.. .. فأسأل الله ان يديم حبكم لبعضكم.. .. وأتضح الأمر من آخر رد لهذا العضو.. .. لا أنكر لكم بالخوف الذي أصابني.. .. أخبرتها وكيف العمل.. .. قالت أنصحيها ومن هذا القبيل.. .. قلت لها بإذن الله سأحاول معها.. .. في هذه اللحظه دخلت النادمه.. .. سلمت عليها.. أخبرتها بأن تخبرني الحقيقه.. .. وانا بمثابة أختها.. .. قالت لي ما الامر.. .. قلت لها هل تعرفي العضو هذا.. .. أنكرت .. وقالت أنتي تعرفينني أني لا أضيف أي شخص.. .. فقط أنتي وبنات عمي.. .. وسألتها هل تعرفي الوعد قالت الوعد كنت قد اضفتها ولكن حذفتني.. .. سألت الوعد على الفور وقالت والله يامصونه اني لم احذفها.. .. فقط لاني واجهتها فغضبت مني وقامت بحذفي.. .. أحتار قلبي فالنادمه تحلف وتقسم والوعد تحلف وتقسم.. .. ولكن الاثبات كان امامي.. .. ياربي ماذا افعل.. .. فكان العضو ذاك مستمر بالدخول.. .. فقمت بالرد عليه وقلت له اتقي الله في بنات الناس.. .. إذا انت بتلعب على قلوب البنات ربنا مايترك احد .. .. بيجي يوم واحد ويلعب على اخواتك.. .. قال لي أنا لا ألعب على احد.. .. وانا لا افهم ماتقصدين به.. .. كان يحاول الهروب مني.. .. فظن ان عمري صغير ولم يفكر بأن الحمدلله امتلك عقلا كبيرا.. .. فأصبح يقوم بالردود ويتهرب من حديثي.. .. إلى ان اشتد الغضب مني وقام بانزال شكوة موضوع خاص لي.. .. فقلت له بما انك الباديء وانا احببت أن يكون الامر بهدوء.. .. لذا فقد جلبته بنفسك.. .. فقلت له انا املك الدليل بدليل.. أعطيت له نقاط من ذلك الموضوع التي ذكرته لكم.. .. فأصبح يقول هيا اعطيني.. .. قلت له واقسم بالله بامكاني ان اضعه الان.. .. لكن النادمه كانت تلح علي ان لااقوم بفعلها.. .. وهي ستخبره بأن ينسحب من الامر.. .. خوفا على فضيحتها.. .. فقمت بآخر رد وقلت له ان استمريت على غبائك هذا.. .. فوالله لأضع ذلك الرابط.. حتى يعلمو جميعا أنك عضو لايملك مشاعر او احاسيس.. .. يظن الفتيات لعبة في يديه.. .. فلم يرد علي وقام بانزال موضوع.. .. عن الرجل ان يتزوج من امرأة اخرى بسبب أن المرأة لاتأتي له بالولد.. .. أخبرته بأن أي رجل يقوم بالتصرف هذا فهو رجل جاهل.. .. فكان يتعجب من ردودي.. ويجادلني بأن ما أقوله غير صحيح.. .. قلت له ست أنا من أقول ذلك ولكن الاطباء والمتعلمون هم من قامو وقالو بمثل ذلك.. .. كنت في هذه اللحظه اشعر بالخوف وفي نفس اللحظه بالثبات.. .. لأني اول واخيرا فتاة.. ربما يقوم بضرري.. .. ولم اشأ أن أخبر احد من اخوتي على ذلك.. .. فكان أحد من المشرفين ذات عقل وحكمه.. .. وكنت أثق في أخلاقه العاليه.. .. فطلبت منه المساعده.. .. وأخبرته بأن يساعدني في ذلك.. .. وأعطيت له كل المعلومات.. .. حتى ينبه المشرف العام.. .. ويعطو لذلك الرجل حد .. .. فقال لو فعل اي امر اخر سيقوم هو بمساعدتي.. .. فان يساعدني اتجاه الردود.. .. مع ذلك الرجل ومحاربته.. .. حتى استسلم واعلن خروجه.. .. اما النادمه فكانت تتواصل معه نحو الماسنجر.. .. وتقوم وتخبرني بأنها لاتتحدث معه.. .. كنت أعلم بأنها تكذب معي وكنت أجاريها.. .. ولاأخفيكم في هذه اللحظات كنت اقوم بإغلاق غرفتي.. .. لأبكي وأزيد بكاء وحرقة على هذه الفتاة المسكينه.. .. وبعدها اتى عضو آخر .. .. كان من الاعضاء القادمى معنا.. .. فجأه تغير تصرفاته واخلاقه.. .. لم يكن كالعضو الذي نعرفه.. .. أتت الوعد خابرة بي بأن هذا العضو قد اتم علاقه مع النادمه.. .. كنت سأصيب بالجنون.. .. ياربي كيف افعل قد تعبت من ارشادها.. .. ولكن عزيمتي لم تمل من نصحها.. .. فكان المنتدى قد منعو من الرسائل الخاصه.. .. بسبب اعضاء لم يستخدموها باستحسان.. .. كنا جميعا مؤيدون لهذه الفكرة.. .. فسألت الوعد كيف عرفت بذلك.. .. قالت لي مصونه انظري الى توقيعها وستجدي.. .. بأن من قام به اسم العضو موجود .. .. وفي موقع معروف .. .. لاأحد يستطيع تحميله الا المشتركون فيه.. .. وهو مشترك في هذ الموقع.. .. وجميع تواقيعه من نفس الوصله.. .. فكان بتوقيعها حروفا يتأثر النفس لقرائتها.. .. فسألتها بأن توقيعها جميل من قام بصنعه.. .. قالت بانها هي.. قلت لها ولكن كيف واسم ذلك العضو موجود.. .. قالت اها نعم فهو قام بصنعه واعطاه لابن اخي.. ..قلت لها ولكن اخبرتني من قبل بأنك لاتمتلكين اخ. .. قالت الي نعم فهذا اخ بالرضاعه.. .. قلت لها وكم يبلغ عمر ابن اخيكي قالت 18عاما.. .. قلت لها غريبا.. .. أحست بأنها في مأزق.. .. فقالت سأترك لك المنتدى.. .. وقامت بانزال مواضيع عدة.. .. لخروجها.. .. ولكن هي لم تكن تريد الخروج.. .. كانت تريد ان الاعضاء والعضوات يتعاطفو معها.. .. فطلبت منها بالجلوس واني لن اتدخل مرة أخرى في خصوصياتها.. .. فكان ذلك العضو يتشاجر معي بسبب أني أنا السبب في خروجها.. .. كنت أخبره بان لايتدخل بي في اختلافات كان بيني وبينها.. .. |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
قصة من روائع القصص | geier139 | المنتدى الإسلامي | 1 | 2009-01-23 2:51 AM |
لقد رأت نور الله...من اعجب القصص | أمل حزين | 🟠 منتدى الرؤى المتحققه وغرائب وعجائب الرؤى والأحلام | 21 | 2008-08-23 8:28 PM |
من بدائع القصص النبوي | airhaab | المنتدى الإسلامي | 4 | 2007-04-15 7:23 AM |
تلاوة من سورة القصص | يمامة الوادي | رياض القرآن | 2 | 2007-04-12 12:38 AM |
باقة ورد | أمل حزين | ⚪️ منتدى الرؤى المفسرة لغيرالداعـمين،أو المفسرة في المنتدى ∞ | 2 | 2006-03-24 2:12 AM |