لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
اللهم ارحمهما واغفر لهما واجعل مثواهما الجنة |
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه |
مساحة إعلانيه |
لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
دفنت وهي في وضع راقص
ركبت السيارة ، كشفت الغطاء عن وجهها ، أصلحت من حال عباءتها ، تأكدت من حقيبتها ، الهاتف النقال ، المال ، عطرها .... لم تنس شيء .... انطلقت السيارة بهدوء نحو صالون التجميل ، وتجولت هي بنظرها ... وقفت السيارة ، ارجع إلينا الساعة الثانية عشر ... ^**^**^**^ النساء كثير في الداخل ، لا بأس فأنا عميلة دائمة ومميزة ، لابد أن تراعي صاحبة الصالون هذا الأمر وإلا ... استقبال حافل ، تبادلن الابتسامات ، ذهب الخوف ، لن نتأخر كثيراً ... هذا حمام زيتي ، انتظري ساعة ... مجلة أزياء ، عرض لبعض التسريحات ، قلبت الصفحات تنقلت بين المجلات المختلفة... مضت الساعة ، ارتفع آذان المغرب ، أسلمت نفسها لمصففة الشعر ، جففت شعرها ، غاب الآذان ، ومضت الصلاة ... إزالة الشعر وتنظيف البشرة ، أنصتت لموسيقى هادئة ، تحولت لأخذ حمام مائي ... ارتفع الآذان ، إنها صلاة العشاء ، لم يتبق على الفرح سوى بضع ساعات ... وضعت رأسها بين يديّ المصففة ، اختارت التسريحة ، تناثر الشعر بين يديها ، يودعها وداعاً حزيناً ، ألقت نظرة إلى المرآة لم تعرف نفسها ، ارتسمت ابتسامة على شفتيها ، لن يسبقني أحد ... رسمت وجهها لطخته بالألوان ، تغيرت ملامحها ، نظرت إلى الساعة ، الواحدة ، ألقت العباءة على كتفها ، وبحذر شديد و ضعت الغطاء على رأسها ... ركبت السيارة ... إلى المنزل بسرعة لقد تأخرت ... لبست فستانها ، تعرت من حياءها ، بدت بطنها ، وسائر ظهرها ، أنكمش الفستان عن ركبتيها ، دارت حول نفسها ، لن يغلبني أحد ... ^**^**^**^ العيون ترقبها ، الكل يتأملها ، نظرات الاعجاب تحيط بها ، تقترب منها ... نظرات السخط تنفر منها ، تغمض عينيها تقززاً من حالها ... السفيهات يلاحقنها بالتعليقات الساخرة ... رقصت على انغام الموسيقى ، اهتز جسدها ... تنوعت الأغاني وتنوع رقصها ... لم يسبقها أحد ، ولم يغلبها أحد ... الكل يتابعها ، الكل يتحدث عنها ... من أين أتت بكل هذا ؟ كيف تعلمت كل هذا ؟ وكيف حفظت كل هذه الأغاني ؟ الكل يعرف الإجابة ... ^**^**^**^ توقفت عن الرقص ، سقطت على الأرض ، ارتفع الصراخ ، تدافع النساء إلى المسرح ، نادوها فلم تجب ، حركوها فما تحركت ، ارتفع الصراخ ، حملوها ، أحضروا الماء ، مسحوا وجهها ، بكت الأم والأخوات ، ارتفع العويل ، علا النحيب ، تدخل الأب والأخ ، اختلطت الأمور تحول الفرح إلى حزن ، والضحكات إلى بكاء ، توقف كل شيء ... ألبسوها ... غطوا ما ظهر من جسدها ... حضر الطبيب ، أمسك بيدها ، وضع سماعته على صدرها ، أرخى رأسه قليلا ، انطلقت الكلمات من شفتيه لقد ماتت ... لقد ماتت ... ^**^**^**^ ارتفع النحيب ، جرت الدموع ... ألقت الأم بجسدها على صغيرتها الجميلة ، أخفى الأب وجهه بين يديه ، الأخ يدافع عبراته ، خلاص يا أمي خلاص ... قامت الأم مذهولة ، صرخت ، لقد تحركت ، تحولت الأنظار نحوها ، لقد جنت ، لقد ماتت هكذا قال الطبيب ... أسرع الأب والأخ والأخوات نحو الأم ... المشهد رهيب ، والمنظر مؤلم ... سقطت الأم على الأرض... الأخوات فقدن السيطرة على مشاعرهن ... والأخ يصرخ ... لا ... لا ... مستحيل ... تجلد الأب ، أمسك بالأخ ، وبلهجة حازمة أخرج الأخوات ، وهن يحملن أمهن ... حضر بعض النسوة من الأسرة ... نظروا إلى الميتة ، ترقرقت الدموع ، وضعت الكبيرة منهن يدها على رأسها ، انطلقت منها كلمة : فضيحة ... فضيحة ... أسرعت نحو الأب ، يجب أن تستر عليها ، أحضروا المغسلة هنا ، ادفنوها بين الصلوات ، إنها فضيحة ، ماذا يقول الناس عنا ... أرخى الأب رأسه ، نعم ، نعم ... إنا لله وإنا إليه راجعون ... ^**^**^**^ جاءت المغسلة ، جهزت سرير الغسل ، وضعت الأكفان والطيب ، جهزت الماء ... أين جثة المتوفاة ؟... سارت العمة أمامها ، فتحت الباب ... الفتاة على السرير مغطاة بغطاء سميك ... وبجانب السرير وقفت الأم تكفكف دموعها ... أمسكت بورقة الوفاة ، الاسم ............ العمر : ثمانية عشر عام ، سبب الوفاة : سكتة قلبية ... شعرت بالحزن ، نطقت بكلمات المواساة للجميع ... كشفت الغطاء ، تحول الحزن إلى غضب ، لماذ تركتموه على هذا الوضع ، لقد تصلبت أعضائها ، كيف نكفنها ... الحاضرات لم يستطعن الإجابة ، سكتن قليلاً ... زاد حنق المغسلة ، انبعث صوت الأم ممزوجاً بالبكاء ... لم تكن هكذا حينما ماتت ، لقد اتخذت هذا الوضع بعد لحظات من موتها ... لقد سقطت على المسرح وهي ترقص ، حملناها جثة هامدة ، حضر الطبيب ، كتب التقرير ، ايقنت حينها بأنني قد فارقت ابنتي ، ألقيت بجسدها عليها ، رحت أقبلها ، وأبكي ، شعرت بيدها اليمين ترتفع ، ويدها اليسرى تعود وراء ظهرها ، أما قدمها اليسرى فقد تراجعت للوراء ، أرعبني الموقف ، صرخت حينها ثم سقطت على الأرض ، لأجد نفسي في غرفتي ومن حولي بناتي يبكين أختهن ، ويبكين نهايتها المؤلمة ... انتحبت بالبكاء ، أنا السبب أنا من فرط في تربيتها ، أنا من غشها ، ياويلي وياويلها من عذاب الله ياويل أباها وياويلنا جميعاً ... كانت تحب الرقص والغناء ، فماتت ...... ، وستدفن في قبرها ........ يارب ارحمها يارب ارحمني يارب اغفر لها ... محاولات لأعادة جسدها إلى وضعه الطبيعي ، الفشل كان النتيجة ... بذلت المغسلة مجهوداً جباراً في تكفينها ... وفي لحظة هدوء وبعيداً عن العيون ، نقلت الجنازة إلى المقبرة ... وهناك صلى عليها الأب والأخ وبعض المقربين ... نعم لقد دفنت وهي في وضع راقص ... قصة رواها الشيخ عباس بتاوي
|
|
نعم , دائما ما يأتي بدر ليضفي على وقتي مرح وسرور , أسألته المتكررة , وأسلوبه الجاد , مع أنه طفل في الخامسة من عمرة , الا أنه وأشهد أنا على ذلك منذ نعومة أضافره , عالم بمعنى الكلمة , تكفيك إبتسامته التي تبعث في النفس هدوء وروعة .
بدر , هو ابن جارنا , لا يقطن في بيتهم أبدا , ...من يفقده , يجده معي, , هو كذلك , يعتبرني صاحبه , وصديقه المخلص!! إلتفت اليه , فقال لي : ألم تنتهي بعد من المذاكرة يا أحمد ؟ تأملت في وجهه الطفولي , وأمعنت النظر بدون إجابة , كنت أنتظر ردة فعلة . فصرخ في وجهي صرخة أفزعتني , وضحكنا معا طوال ساعة , ثم لم يلبث حتى بدأ باستفساراته . بدر : أحمد , لماذا خلقنا الله سبحانه وتعالى , أليس للعبادة ؟ فأجبته : بلى هل تحفظ الآية التي علمتك إياها ؟ بدر : نعم " وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون " بدر : الله بعث الرسول ليدعو الناس إلى الاسلام , فلماذا مات الرسول , والله تعالى يحبه ؟ - الله تعالى خلق الرسول بشر , ووكل له مهمة , وحكمة موت الرسول لا يعلمها الا الله. - بدر : آمنتُ بالله , ربما لكي يكشف الله المسلمين من المنافقين . - يا حبيبي يا بدر , إن الله يعلم من المؤمن ومن المنافق. - بدر : وهل أبي منافق , إنه يدخن , وقلما يصلي في المسجد ؟ عندها غيرت الموضوع , وتهربت من الاجابة , كانت بعض الاسألة التي يسألني بدر , لا أستطيع الاجابة عنها , فيلجمني بعضا , وأسكته بعضا... في أحد الأيام خرجت عصرا , ووجدت بدر يبكي كثيرا , فقلت في نفسي , ربما وبخته أمه على تأخره , ولم أشأ أن أتدخل وقلت لنفسي سنلتقي الليلة , وعندما حان الليل لم يأت كعادته , سبحان الله : هل منعته أمه من أن يأتي ؟ لا أدري... أين بدر؟ , أحس بأن الفراغ يقتلني .. هذا الطفل يملئ وقتي , ويزيد إيماني ويجدده , كأننا نتذاكر في الله بل هو حق. إنطوت تلك الليلة , وفيها من القلق ما منعني أن أنام , إستيقظت كعادتي , وخرجت لصلاة الفجر , وإلتفت لبيت الجيران , أطلت النظر , فسمعت صوت بكاء بدر , ترى ماذا جرى ؟ سأطرق الباب , وأرى ماذا يجري , ربما كان بدر مريضا ,ففتحت والدته الباب , فقفز إلي وتعلق بملابسي , وراح يبكي : أرجوك خذني معك , أريد أن أذهب لأصلي معك. فتكلمت والدته حينها : لقد أزعجنا بدر منذ الامس , وأنت تعلم أن والده , لا يصلي الفجر , الا والصبح قد أشرق . المهم , أخذته معي بعد أن لبس ملابسه , كانت سعادته غامرة , كنا نمشي في جو بارد , رجلان أحدهما في عمر يناهز الثانية عشر , ورجل لا يزال في ربيعه الخامس , أي حب هذا الذي يجمعنا . تعلم بدر مني الصلاة , ويا سبحان الله عندما ترى وجهه وهو يصلي , تجد الخشوع في صورته , تحس بصدق ركوعه وسجوده , لا يلتفت , هذا ما أعجبني فيه , وقربني إليه . ليس ككل الأطفال , يسابق إلى الصف الاول , وهم يسابقون إلى الصف الأخير , يصلي السنة بعد الفريضة , ويطلب مني أن أقرأ له القرآن , وفي بعض الأحيان أطلب منه أن يتلو لي احدى السور القصار , فيبكيني , صوت شجي, وقلب خاشع , والله ان صوته الحاد يهزني من أعماقي , ويجدد إيماني........ مرت ثلاث سنوات , و يوما ما وجدت على وجهه علامات الحزن والكآبة . فتسللت معه في الحديث وفهمت أن إمام المسجد يطرده مع الاطفال الذين يفعلون الفوضى في المسجد , فأخذته من يده إلى الامام , وهناك. قلت لإمام : إن بدر يريد أن يقتص منك لمنعه قراءة القرآن. إنتبه الامام : ماذا تقول , هذا الصفل يريد أن يقتص مني يا أحمد ؟.. وكيف ذلك. بدر : أنت تطردني من المسجد دائما تمنعني من الصلاة والقرآن قال الله تعالى : ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم". فساد صمت عظيم علينا , ومن هول المفاجأة لم يستطع الامام أن ينطق بحرف , راحت الأفكار تتردد في ذهنه , يا ويلتي منعت أن يذكر أسم الله في المسجد , وصددت عنها , وسعيت لخرابها , يا ويلتي ماذا فعلت , وأي جرم إرتكبت .... فانسابت الدموع من عيني الامام ..... فاعتذرت منه , وقلت له : إن بدر لا يقصد , هيا يا بدر , وإعتذر منه ...... خرجنا من عند الامام , فواجهة صديقي الصغير بدر , فوبخته , ونهيته أن يتسّرع في الحكم على الناس .. فأطرق صاحبي رأسه , وما عاد يحويه نظرات عيني , فأمسكت بدر من كتفه , لقد واظب على حفظ القرآن الكريم , ودنوت من وجنته , فطبعت عليها قبلة حب وإخلاص. فأشرق وجهه بابتسامة عذبه ومذ ذلك اليوم , تغيرت وجهة نظر الامام إلى بدر , وراح يدارسه القرآن , حتى بلغ العاشرة وهو يحفظ القرآن كاملا . ومضت شهور عدة , فوفقني الله , ونجحت , وذهبت إلى بعثة لسنتين إلى إحدى الدول الأجنبية , وكم رأيت أننا نعيش في نعمة , وأن المسلمين يعانون هناك. فمرة كنت أمشي في الشارع خلف إمرأة محجبة , فجاءت من خلفها فتاة تجري , شدت حجابها بقوة وراحت تركض , فأمسكتها , وأخذت الحجاب من يدها وصفعتها على وجهها وانا غاضب, وأطرقت رأسي لأعيد الحجاب الذي أخذته , وانا أحس أني عاجز , عن كل شيء .... , فشكرتني أختي المسلمة , وتفرقنا. وإن كنت بعيدا عن بلادي , فلي صديق عزيز , أنتظره , وهو حتما كان يفتقد صحبتي , ويهون على نفسه بالصبر واليقين... أخير نجحت وبتفوق , ولم يسنى لي جفن , وأنا في الطائرة , كنت أرغب أن أبهج عيني برؤية صديقي , فلم أستطع محادثته وأنا مسافر ....... عدت إلى الديار وأنا أحمل في طيات صدري ألم وحنين , حتى أقبلت مناظر قريتي الصغيرة أمامي , فغمرتني السعادة , وشكرت ربي .....وهناك إلتقيت بأحبابي وأصحابي , وتركتهم في فرحهم , أما أنا فتوجهت إلى منزل صديقي بدر . فقابلني والده , فسألته عن بدر , فسكت برهة من الزمن , وكاد أن يتكلم , فعلمت أن بدر غير موجود هنا , فتركت والده ومضيت مسرعا إلى المسجد , كان إحساسي يقودني إلى هناك , حقا , مثل هذا الوقت يقرأ بدر القرآن , ولكن أخطأت التقدير , فلم أجد بدر...... كان أصحابي وجيراننا مجتمعين في البيت , في حفلة نظمها والداي بمناسبة عودتي ونجاحي , ولكني لم أذق طعم السعادة أبدا , لفقدان بدر ..... أحست والدتي بي , وأخذتني على انفراد , - وقالت : قل لي ما بنفسك , أهو بدر ؟ - فقلت : نعم يا أمُاه , ولن يصيب النوم عيني إلا برؤيته ؟ أين هو يا أمي , أين ؟ - وهل ستترك الحفلة وتذهب إليه ؟ , أولاََ عدني بأن لا تغادر المكان قبل خلوه من الضيوف , وسأبلغك بمكان بدر.. - إن شاء الله . - قلت عدني يا أحمد. - أعدك... - إنه في المستشفى زادت أسئلتي كيف ولماذا ومتى دخل المستشفى , أما أمي فاجابتها واضحة صريحة : لقد وعدتني , أحسست بانهيار تام , وسالت دموعي , فأمسكت الباب وأردت أن أخرج , غير أني وعدت والدتي , يا ليتني ما سألتها , فدخلت صالة الضيوف , و ووجدت آذانا صاغية , فأمسكني أحد رفاقي , ومسح دموعي , وواساني , ثم خرج الجميع وقالوا : كلنا سنذهب لزيارته معك؟ توجهت للمستشفى في وقت قد زال الشفق منه , وأضرم الليل فيه , حتى كنت أول الواصلين , , كان حدسي يقودني إليه , دخلت غرفة بدر , فشممت رائحة عطر طيبة , وأبصرت نورا في وجه حبيبي , فهمست بصوت رقيق : بدر , بدر . فانتبه بدر لصوتي , وحاول النهوض , فأسندته إلي , و رأيت العرق يتصبب منه , فوضعت يدي على جبهته , كان جسده ساخنا كليا ..... حاولت إيقاضه , ولكنه لا يتحرك , كان المرض قد أخذ من جسده كل مأخذ كانت دموعي تتناثر , وأنا أرى حالته , فسمعت صوتا ضعيفا يصدر منه : لا تبكي .... لا تبكي يا أحمد. فتناولت كأس ماء وصببته على وجهه , فأفاق قليلا , فألفيت إبتسامة على وجهه , ... - فقلت : ماذا حصل يا بدر ؟ - بدر : أواه , يا حسرتاه مما أذنبت.. - ماذا حل بك يا بدر ؟ أين رونقك وإبتسامتك ... - بدر : إن الذي تراه أمامك هو شيطان , شيطان في صورة ملاك. - لا تقل ذلك أرجوك ... - بدر :أخي و حبيبي في الله , إني أرى نورا يتجه نحوي .. نورا يشرق به فؤادي فرفع بدر يده في إتجاه الباب , فالتفت ولم أجد أحدا ..... فقلت : بدر ماذا تهذي ماذا تقول , إشتقت إليك. - بدر : الموت قادم لا محالة , إني أرى النور يزداد .. فزاد تصبب العرق , فقلت ودموعي تنساب بغزارة : لا .. لا تقل ذلك يا بدر أنت لا تزال صغير , تذكر أن عمرك هو 12 سنة. فلاحت صور الماضي أمام بدر , راح يتذكر جلساتنا معا , وضحكنا , وقرآت القرآن , تذكر أيام وأيام , عاشها في طاعة الله , كان يبتسم لكل ذكرى يمر بها , ولكن إذا مرت به ذكريات والده بكى , عندما كان ينهره ويضربه لأنه يصلي , كان والده لا يقرب الصلاة , كان يتناول الخمر , فيمسك ببدر ويضربه ضربا مبرحا , ويحبسه , ويمنعه من الصلاة , ومع ذلك كان بدر يدعو له بالهداية , هنالك ندم بدر عندما كان يكذب على والده ليذهب للصلاة في المسجد .... رفع بدر مرة أخرى يده في اتجاه الباب , وقال : إني أرى نورا عظيما . فاحتضنته , فإذا به يقول : مُد يديك يا رسول الله , فإني أشهد الأ إله إلا الله , وأنك لرسول الله... فتوقف قلبه عن النبضان , ومات صاحبي بعدها , فأجهشتُ بالبكاء , فخرجت من الغرفة , وأبصرت في وجه أصحابي , وأنا أقرأ في عيونهم الحزن .... , لموت بدر .... لا اله الا الله لقد مات بدر وسبقني إلى الجنة .. الجنة .. الجنة ..
|
|
كان ذلك في يوم من أيام صيف 1996 في مدينة الدمام في المملكة العربية السعودية وبالتحديد في فندق الأوبوروي.. حيث كنت على موعد مع صديق لشرب القهوة العربية بعد صلاة العصر.
وصلت إلى الفندق وتحديداً إلى قاعة المقهى المكيف الجميل ذي الديكورات الخلابة وذلك قبل الموعد بساعة.. دخلت المقهى ولم أكن اعرف أين اجلس أو انظر، إلا أن جمال المكان شدني للتجوال في أنحاءه لرؤية كل زاوية فيه، وبالفعل تنقلت بين روعة الفن والديكور والأعمال الخشبية والزجاجية الجميلة حتى وصلت إلى زاوية في آخر المقهى حيث وضع أثاث جميل وهادئ الألوان..وإضاءة خفيفة جدا، ولا يرى الإنسان هناك إلا صفحة الوجه.. شدني ذلك الديكور الرائع.. وتقدمت قليلا وبهدوء شديد إلى الجالس على تلك الأريكة، فقط لكي أهنئه على حسن اختياره لتلك الزاوية.. ولكنني رأيت رجلا في الخمسينيات نحيف الوجه..قد خط فيه الزمن خطوطه..وعيناه غائرتين ومليئتان بدمعتين من الحجم الكبير جدا..وكان يجاهد لكي يمنعها من التدحرج على خديه.. تقدمت إليه فرأيته غارقا في فكر بعيد جدا ..يخترق بنظرته الخمسينية ما وراء الفندق والدمام والكرة الأرضية كلها..فقلت له: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. فنظر إلي نظرة استغراب لأنه لا يعرفني ولا اعرفه..وقال: وعليكم السلام..وسكت.. فقلت له: هل يمكنني الجلوس على الأريكة المقابلة أم أنها محجوزة ؟!. فقال كالمنزعج لانقطاع حبل أفكاره: لا..نعم..تفضل..تفضل.. فعرفت من طريقة كلامه بأنه من أهل الشام وبالتحديد من لبنان..فجلست وأنا ساكت..ولكن كيف للثرثار بان يجلس دون تعذيب لسانه..فقلت: عفوا..ولكن لماذا تعذب عينيك وتمنع دمعتيك من التدحرج على خدك..لو كنت مكانك لأرحت عيني من تحمل حرارة الدمع الحزينة وأرسلتها على خدي.. فما إن سمع كلامي حتى تدحرجت الدموع على خديه وسلكت التقاطيع الكثيرة في وجهه ولكنه لم يمسحها بمنديل.. قلت: لابد انك تذكرت أناس أعزاء عليك!! قال: وما يدريك ؟! قلت: أرى معزتهم في عينيك ومحياك.. قال: نعم أعزاء جدا جدا .. قلت: ومتى ستلتقيهم؟ قال: والله أتمنى في كل لحظة السفر إليهم ولكن المسافة بعيدة جدا.. قلت: وأين سكنهم؟ قال: آخر لقاءي بها كان في أمريكا قبل ثلاث سنوات ولكننا افترقنا فلم نكن نلتقي إلا في المنام أو الأحلام.. قلت: أيها العاشق اخبرني بقصة عشقك إن لم يكن في ذلك تدخل شخصي في حياتك.. قال وبابتسامة صغيرة: لا أبدا..ليس هناك بيني وبين ياسمين أية أسرار بل وستكون سعيدة حسب ظني بها لو أنني قصصت عليك قصة حبنا الكبير..ولكن دعني أصحح لك معلومة صغيرة وهي إن ياسمين هي ابنتي التي كانت تبلغ من العمر عشر سنوات.. ففوجئت بالمعلومة..ثم استطرد قائلا:- هل تحب أن تسمع قصة حبنا الكبير؟! قلت متحمسا: نعم وبكل شوق.. قال: عشت في الدمام عشر سنين ورزقت فيها بابنة واحدة أسميتها ياسمين، وكان قد ولد لي من قبلها ابن واحد وأسميته احمد وكان يكبرها بثمان سنين وكنت اعمل هنا في مهنة هندسية..فأنا مهندس وحائز على درجة الدكتوراة.. كانت ياسمين آية من الجمال لها وجه نوراني وملائكي زاهر..ومع بلوغها التسع سنوات رايتها من تلقاء نفسها تلبس الحجاب وتصلي وتواظب على قراءة القرآن بصورة ملفتة للنظر.. فكانت ما إن تنتهي من أداء واجباتها المدرسية حتى تقوم على الفور وتفترش سجادة صلاتها الصغيرة وتأخذ بقرآنها وهي ترتله ترتيلا طفوليا ساحرا..كنت أقول لها قومي العبي مع صديقاتك فكانت تقول: صديقي هو قرآني وصديقي هو ربي ونعم الصديق..ثم تواصل قراءة القرآن.. وذات يوم اشتكت من ألم في بطنها عند النوم..فأخذتها إلى المستوصف القريب فأعطاها بعض المسكنات فتهدا آلامها ليومين..ثم تعاودها..وهكذا تكررت الحالة..ولم أعط الأمر حينها أي جدية..وشاءت الأقدار أن تفتح الشركة التي اعمل بها فرعا في الولايات المتحدة الأمريكية..وعرضوا علي منصب المدير العام هناك فوافقت..ولم ينقضي شهر واحد حتى كنا في أحضان أمريكا مع زوجتي واحمد وياسمين..ولا أستطيع وصف سعادتنا بتلك الفرصة الذهبية والسفر للعيش في أمريكا هذا البلد العملاق الذي يحلم بالسفر إليه كل إنسان..بعد مضي قرابة الشهرين على وصولنا إلى أمريكا عاودت الآلام ياسمين فأخذتها إلى دكتور باطني متخصص..فقام بفحصها وقال: ستظهر النتائج بعد أسبوع ولا داعي للقلق0 ادخل كلام الطبيب الاطمئنان إلى قلبي..وسرعان ما حجزت لنا مقاعد على اقرب رحلة إلى مدينة الألعاب (أورلاندو) وقضينا وقتا ممتعا مع ياسمين..بين الألعاب والتنزه هنا وهناك .. وبينما نحن في متعة المرح..رن صوت هاتفي النقال..فوقع قلبي..لا أحد في أمريكا يعرف رقمي..عجبا أكيد الرقم خطا..فترددت في الإجابة..وأخيرا ضغطت على زر الإجابة.. - الو..من المتحدث ؟؟ - أهلا يا حضرة المهندس..معذرة على الإزعاج فأنا الدكتور ستيفن..طبيب ياسمين هل يمكنني لقاءك في عيادتي غدا ؟ - وهل هناك ما يقلق في النتائج ؟! في الواقع نعم..لذا أود رؤية ياسمين..وطرح عدد من الأسئلة قبل التشخيص النهائي..- حسنا سنكون عصر غد عند الخامسة في عيادتك إلى اللقاء..اختلطت المخاوف والأفكار في رأسي..ولم ادر كيف أتصرف فقد بقي في برنامج الرحلة يومان وياسمين في قمة السعادة لأنها المرة الأولى التي تخرج فيها للتنزه منذ وصولنا إلى أمريكا..وأخيرا أخبرتهم بان الشركة تريد حضوري غدا إلى العمل لطارئ ما..وهي فرصة جيدة لمتابعة تحاليل ياسمين فوافقوا جميعا على العودة بشرط أن نرجع إلى أور لاند في العطلة الصيفية.. وفي العيادة استهل الدكتور ستيفن حديثه لياسمين بقوله: - مرحبا ياسمين كيف حالك ؟ - جيدة ولله الحمد..ولكني أحس بآلام وضعف، لا ادري مم ؟ وبدأ الدكتور يطرح الأسئلة الكثيرة..وأخيرا طأطأ رأسه وقال لي: - تفضل في الغرفة الأخرى.. وفي الحجرة انزل الدكتور على رأسي صاعقة..تمنيت عندها لو أن الأرض انشقت وبلعتني..قال الدكتور: - منذ متى وياسمين تعاني من المرض ؟ قلت: منذ سنة تقريبا وكنا نستعمل المهدئات وتتعافى .. فقال الطبيب: ولكن مرضها لا يتعافى بالمهدئات..أنها مصابة بسرطان الدم في مراحله الأخيرة جدا..ولم يبق لها من العمر إلا ستة اشهر..وقبل مجيئكم تم عرض التحاليل على أعضاء لجنة مرضى السرطان في المنطقة وقد اقروا جميعا بذلك من واقع التحاليل .. فلم أتمالك نفسي وانخرطت في البكاء وقلت: مسكينة..والله مسكينة ياسمين هذه الوردة الجميلة..كيف ستموت وترحل عن الدنيا..وسمعت زوجتي صوت بكائي فدخلت ولما علمت أغمى عليها..وهنا دخلت ياسمين وابني أحمد وعندما علم أحمد بالخبر احتضن أخته وقال: مستحيل أن تموت ياسمين..فقالت ياسمين ببراءتها المعهودة: أموت..يعني ماذا أموت ؟ فتلعثم الجميع من هذا السؤال..فقال الطبيب: يعني سترحلين إلى الله.. فقالت ياسمين: حقا سأرحل إلى الله ؟!.. وهل هو سيئ الرحيل إلى الله ألم تعلماني يا والدي بان الله أفضل من الوالدين والناس وكل الدنيا..وهل رحيلي إلى الله يجعلك تبكي يا أبي ويجعل أمي يغما عليها..فوقع كلامها البريء الشفاف مثل صاعقة أخرى فياسمين ترى في الموت رحلة شيقة فيها لقاء مع الحبيب.. عليك الآن أن تبدأ العلاج..فقالت: إذا كان لابد لي من الموت فلماذا العلاج والدواء والمصاريف..-نعم يا ياسمين..نحن الأصحاء أيضا سنموت فهل يعني ذلك بان نمتنع عن الأكل والعلاج والسفر والنوم وبناء مستقبل..فلو فعلنا ذلك لتهدمت الحياة ولم يبق على وجه الأرض كائن حي.. الطبيب: تعلمين يا ياسمين بان في جسد كل إنسان أجهزة وآلات كثيرة هي كلها أمانات من الله أعطانا إياها لنعتني بها..فأنت مثلا..إذا أعطتك صديقتك لعبة..هل ستقومين بتكسيرها أم ستعتنين بها ؟ ياسمين-بل سأعتني بها وأحافظ عليها.. الطبيب : وكذلك هو الحال لجهازك الهضمي والعصبي والقلب والمعدة والعينين والأذنين ، كلها أجهزة ينبغي عليك الاهتمام بها وصيانتها من التلف..والأدوية والمواد الكيميائية التي سنقوم بإعطائك إياها إنما لها هدفان..الأول تخفيف آلام المرض والثاني المحافظة قدر الإمكان على أجهزتك الداخلية من التلف حتى عندما تلتقين بربك وخالقك تقولين له لقد حافظت على الأمانات التي جعلتني مسئولة عنها..ها أنا ذا أعيدها لك إلا ما تلف من غير قصد مني.. ياسمين : إذا كان الأمر كذلك..فأنا مستعدة لأخذ العلاج حتى لا أقف أمام الله كوقوفي أمام صديقتي إذا كسرت لعبها وحاجياتها.. مضت الستة اشهر ثقيلة وحزينة بالنسبة كأسرة ستفقد ابنتها المدللة والمحبوبة.. وعكس ذلك كان بالنسبة لابنتي ياسمين فكان كل يوم يمر يزيدها إشراقا وجمالا وقربا من الله تعالى..قامت بحفظ سور من القرآن..وسألناها لماذا تحفظين القرآن ؟ قالت: علمت بان الله يحب القرآن..فأردت أن أقول له يا رب حفظت بعض سور القرآن لأنك تحب من يحفظه..وكانت كثيرة الصلاة وقوفا..وأحيانا كثيرة تصلي على سريرها..فسألتها عن ذلك فقالت: سمعت إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: (قرة عيني الصلاة) فأحببت أن تكون لي الصلاة قرة عين.. وحان يوم رحيلها..وأشرق بالأنوار وجهها..وامتلأت شفتاها بابتسامة واسعة..وأخذت تقرأ سورة (يس) التي حفظتها وكانت تجد مشقة في قراءتها إلى أن ختمت السورة ثم قرأت سورة الحمد وسورة (قل هو الله أحد) ثم آية الكرسي..ثم قالت: الحمد لله العظيم الذي علمني القرآن وحفظنيه وقوى جسمي للصلاة وساعدني وأنار حياتي بوالدين مؤمنين مسلمين صابرين ، حمدا كثيرا أبدا..واشكره بأنه لم يجعلني كافرة أو عاصية أو تاركة للصلاة.. ثم قالت: تنح يا والدي قليلا ، فان سقف الحجرة قد انشق وأرى أناسا مبتسمين لابسين البياض وهم قادمون نحوي ويدعونني لمشاركتهم في التحليق معهم إلى الله تعالى.. وما لبثت أن أغمضت عينيها وهي مبتسمة ورحلت إلى الله رب العالمين ثم أجهش الأب بالبكاء وبكى بكاء مريرا جعل كل من في قاعة المقهى في الفندق يلتفتون إلى الزاوية التي نحن فيها فقلت له: هون عليك فهي في رحمة الله وكنفه ورعايته ، فليرحمها الله ويلهم قلوبكم الصبر على فراقها..فقال: رحمة الله عليها فقد كانت ابنة بارة مؤمنة قانتة لم تترك صلاتها ولا قرآنها حتى آخر لحظات عمرها .. تغمدها الله بواسع رحمته وأسكنها فسيح جنانه.
|
|
صراع بين الطاعة والمعصية
كان أحمد بمثابة قرة العين لوالديه , فهما لم ينجبا غيره , لذا فقد حرصا على أن ينشأ مدللا , ووفرا له كل سبل الرخاء والراحة , كبر أحمد وكأن في فمه ملعقة ذهب , كل ما يطلبه , يهم والديه بتنفيذه , وهو لا يتوانى عن الطلبات , خصوصا أن ثروة والده كبيرة جدا , وهو الوريث الوحيد له , إن التربية السيئة , وعدم الموازنة في حياة الطفل , تنتج طفلا يحمل جميع خصائص الإهمال والجهل ... انتهى أحمد من دراسته الثانوية وألتحق بجامعة خاصة , لأن مجموعة كان ضعيفا لا يؤهله للدخول للجامعة الحكومية ...وهناك بدأ يختلط مع أناس جدد , بالأمس كان والداه يتحكمان في تصرفاته , الخروج له وقته , والطعام له وقته , وكل شيء بوقته , لكن هنا تحرر أحمد من ظل القيود المفروضة عليه , وراح يبحث عن الصحبة التي سيمضي معها أيامه الجامعية , وحسبك أن تعلم أنه تأقلم مع صحاب من أسوأ الناس زينوا له المنكر , وألقوه أمامه في طبق شهي , بدعوا التطور والحضارة ... مضت أيام أحمد يمرح ويلهو , نسي أن عليه رد الجميل لوالديه , اللذان بذلا كل ما في وسعهما,, وفي أحد المرات ناوله أحد رفاقه سيجارة , فخاف منها , كان يرى في أصحابه المثالية , صحيح أنه لا إقامة للصلاة , إلا في رمضان , فانبهر أحمد من الموقف , وتدارك نفسه , فهجرهم أسبوعا كاملا , وعاد إليهم بعدها , بعد أن أخبروه بأنه جبان , لا يستطيع أن يجابه الواقع , فأطاعهم , وأدمن أحمد التدخين , حتى صار لا ينتهي من سيجارة , إلا والأخرى في يده من بن أصحابه شاب ذو طلعة بهية , له رأي بين الأغلبية , أحبه أحمد , وكان يقضي معه أغلب وقته في بداية الصحبة , كان صاحبه الوفي حازم , وكان حازم هو أقلهم ذنوبا... وفي إحدى الليالي ,إستاء والد أحمد عندما اكتشف أنه يدخن , ولكزه على وجهه , حتى سال الدم من أنفه , خرج أحمد إلى الشارع بعد أن دفع والده , فرآه أحد رفاقه (عصام) , وأخذه معه في السيارة. عصام: هون عليك ولا تبكي, فكلنا مررنا بهذه الظروف أحمد: وكيف يمد يديه علي , فأنا كبير , يجب أن أتخلص من التدخين. عصام : عندي الحل , تعال فقط معي هذه الليلة مع الصحاب , وسأريك ماذا نفعل. بالفعل إقتاد عصام أحمد إلى مكان لم يألفه بعد, ووجد بعضا من أصحابه الذين ناولوه شرابا , لم يحس بعدها , إلا والصبح قد أشرق , إستيقظ أحمد وقد تبّول في ملابسه , فاستعار من عصام لباسا , وعلم أن الشراب الذي أراحه أمس من الهموم – كما أعتقد- هو الخمر( والعياذ بالله) وتكرر الموقف مرة أخرى لم يترك أحمد التدخين بل أضاف الخمر إليه , وراح يقضي لياليه في المراقص , والفنادق , التي تمده بالخمر , وترشده لطريق المعصية , فزنا , وأرتكب الكثير منا المعاصي , وسرق عندما قطع والده عنه المصروف , وتم فصله من الجامعة لكثرة غيابه ... وقد بقي لأحمد سنة واحدة ليتخرج , فأعاده والده إلى الجامعة , بعد أن أعلن توبته , وعاهد والديه على الاستقامة , إنقطع أحمد عن رفاقه عدة شهور , وما عاد يحتمل , فرجع إلى حضنهم , وعاد للشرب والدخان , وأضاف إليها المخدرات المخدرات المخدرات..... تم اكتشاف عصابة تهريب وبيع المخدرات , ومن بينهم كان عصام وبعض رفاقه , فتشتت شمل الصحاب , منهم من دخل السجن , ومات أثنين بالمخدرات , وانتحر بعضهم , أما حازم الذي كان أحمد يحبه كثيرا , فقد إفتقده بعد أن تم طرده من الجامعة, يوما ما كان أحمد يترنح في مشيته بعد أن تناول الخمر , وراح يصرخ في الشارع بألفاظ قبيحة ، توقف فجأة وتأمل في الشاب الملتحي الذي وقف أمامه. أحمد : كأني أعرفك من أنت يا هذا؟ الرجل : أنا حازم , والحمد لله قد هداني الله تعالى , وقد حججت هذه السنة ببيت الله الحرام.. تعال معي يا أحمد. راح حازم يحكي لأحمد كيف أن الله وفقه في لإيجاد فرصة عمل , وقد تزوج منذ شهر , وأحس أحمد بالخجل من نفسه , كيف أن الذنوب قد تراكمت , فراح يبكي بمرارة , فاحتضنه حازم وقال له : ( إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم)... غير أحمد ملابسه وذهب بصحبة حازم إلى المسجد , عندما علمه الصلاة , وبين حنايا المصلين , إنفجر أحمد بالبكاء , بكاء خالطه الألم , عندما ذكر الموت أمامه , لحظات الاحتضار, ماذا أعددت لتلك اللحظة ... بعد شهر ذهب أحمد لأداء العمرة مع حازم , أحس بشعور رائع ، أحس بطعم الإيمان , وفي إحدى المحاضرات , خرج أحمد وهو مشغول البال , لقد عق والديه , وهجرهما , وقد توفي والده , وهو غاضب عليه , حينها أمره حازم بالاستغفار, وأن يدعو لوالده , فإن دعواه تصل لوالده وأن يبر والدته , ويستسمحها... فمضى أحمد في سبيله متوجها إلى البيت , فصادف أحد رفاقه السابقين , وتجاوزه دون كلام , فحمل عليه صاحبه , وزجره قائلا : إن السلام لله وليس للبشر. أحس أحمد أنه أخطأ في حق صاحبه , فالتفت خلفه , لكن كان الآخر قد ولى.ففكر أن يذهب ليعتذر... بعد أن قبل أحمد رأس والدته معتذرا , وتأكد من صفاء قلبها تجاهه .فخرج من عندها ثم أوقف سيارة أجره , وذهب ليعتذر من صاحبه الذي وجده في الطريق... وهناك كانت شياطين الإنس قد أعدت مكيدة لاصطياد أحمد , وبعد أن طرق الجرس استقبله أحدهم بإبتسام , وأدخله وإنقض عليه الباقون , وأودعوا في يده إبرة مخدر , فأغمي عليه... مرت أيام .. وأيام.. كان أحمد بين الطاعة والمعصية , راحوا يمدونه بالمخدر , لو تم القبض على أحمد فسيسجن , لأنه تم علاجه مسبقا , وعاد إلى المخدرات , والتدخين , والخمر ... افتقده حازم , وذهب إلى بيت أمه باحثا عنه , وعندما فتح أحمد الباب , وقفت سيارة رفاق السوء السوداء, وفتحت النافذة , فرفرف أحدهم بيده , فطردهم حازم , ولكنهم رفضوا , راح أحمد يتأمل حازم , كان حازم يخاطب أحمد , لكن لم يرد عليه , وأمسك بمقبض السيارة , فترجاه حازم , ترجاه بأن لا يذهب معهم , وحاول منعه , وذكره بالأيام التي ذاق فيها طعم الإيمان , فدفعه أحمد بقوة , وصرخ رفاق السوء هاتفين ضاحكين , وذهب أحمد في طريق اللا عودة للمرة الثانية , فتناول حازم هاتفه من على الأرض بعد أن وقع من أثر الدفعة , وتناثر الجمان من عينه , بكى على حال صديقة ، الذي أبصره يضيع من بين يديه , وهو لايقوى على رده... تثاقل حازم في النهوض , غطت الدموع وجنتيه , و انسابت بتدفق في رحاب وجهه المشرق , وما راعه إلا صوت صاعق قوي , فركض مسرعا , متجها إلى الشارع من خلف البيت , وهناك كانت نهاية أحمد , ورفقاء السوء , شاحنة ضخمة جعلت سيارتهم متفحمة , أغلقت السيارة أبوابها أوتوماتيكيا , و أستطاع الناس أن يكسروا زجاج السيارة التي تحترق , وأن ينقذوا أحمد وشخص آخر , كان ذلك الشخص قد فارق الحياة , أما أحمد , أحمد , فكان في ساعات الاحتضار , كانت روحه تفيض , إقترب حازم بهدوء منه ,رآه ملقى على الأرض , والناس من حوله يمرقونه بعيونهم , وأمسك بكتف أحمد , وصرخ وهو يبكي , قل : لا إله إلا الله , قلها يا أحمد.. ولكن , تجمد لسان أحمد , ولم تخرج إلا كلمة( لا ), ,هكذا كانت نهاية أحمد , كان نزع الروح من جسده شديدا , حتى أنه كان يرفع قدميه.. عند خروجها ... وكان المسكين حازم.... يدعو الله بالسلامة ... وهذه خاتمة أحمد ملاحظة :الأسماء الواردة في القصة ليس بالضرورة أن تكون حقيقية.
|
|
أحمد والإغتصاب والندم
سواد الليل وحده لا يواسي ذلك الباكي , كيف سولت له نفسه بأن يفعلها؟ , ها قد توالت الآلام وزاد الأنين , يوما ما كان أحمد يتمتع بشهواته , صورته أمام الناس كمؤمن خالص الإيمان , ما فوت الفروض , وما أضاع صيام النوافل , كان كل إثنين وخميس تجده يبلل شفتاه بالماء متحملا عطش الصوم في رمضاء حارة جوها يلهب الإنسان... هيا يا إخوتي ولنتطرق لقصة أحمد...الذي أخذه الشيطان على غفلة من نفسه ... فجعله يرتكب أفظع الكبائر... شاب ناضج عرف بين الناس بأنه ذا أخلاق عظيمة , هيبته وجماله الأخّاذ , حبه وتقديره لوالديه , عطفه على المساكين , صلاته وصيامه , طريقة تعامله مع الناس , كل ذلك جعلة انسانا متميز خلوق , كل من يعرفه يحبه أعظم حب ... لكن لا يعلم أحد أن أحمد يتحول من ملاك وديع إلى شيطان رجيم عندما يتسنى له أن يخلو بنفسه , كان الشيطان يسطر على كل أفعاله , وهو في حد ذاته ما إن يرتكب معصية حتى يندم ندما عظيما ... كان أحمد قد بلغ السابعة عشر , وصار فتى ذا طموح وأمل , غير أنه مال إلى المعاصي , كان إذا جلس أمام شاشة الحاسوب تحول إلى أقبح صورة , كان يتجول بين مواقع الرذيلة بحثا عن المواقع الجنسية والنساء العاريات, وحسبك أنه إن جن الليل ونام والداه كررها حتى إذا انتهى من المواقع الجنسية صعد إلى غرفته وارتكب العادة السرية , ناهيك عن البرامج التي يشاهدها في التلفاز بعيدا عن نظر والديه , ومن إن ينتهي من الاستمناء حتى يندم ندما عظيما , وتتناثر دموعه دمعة إثر دمعة , ويضيق صدره , وتتقطع أنفاسه , ويلتهب جسده حزنا على المعصية , وينطق لسانه بأني قد عاهدت ربي أن لا أعيدها ... ولكن مهما قال ومهما بكى , ما هي إلا أيام , ويستدرجه الشيطان إلى حتفه , ولا يتركه حتى ينقض عهد الله من بعد ميثاقه... وفي أحد الأيام صعد أحمد إلى غرفته في الطابق الثاني , وبينما هو في الممر أبصر باب غرفة أخته مفتوح , فراودته نفسه ودخل عليها في وقت متأخر من الليل , وعرى جسدها... ولكنه انتبه وعاد إلى رشده في آخر اللحظات.. ونام وهو ظالم لنفسه ... وأشرق الصبح وبان , وظل أحمد يفكر فيما فعله , وهو غير مصدق لذلك , حتى طرد ذاك الخاطر من ذهنه , وذهب إلى مدرسته , كان يومه حزين كئيب , أحس الجميع بأن أحمد ليس كعادته , كان يشارك الطلاب , وهو الأول على الفصل علما وأدبا.. كان الطلاب يستفسرون منه , وهو يبلغهم بأنه متعب قليلا , وحسبك أن أحمد يضمر في قلبه قصة أخنه ذات الثلاثة عشر ربيعا... مرت سنة كاملة وأصبح أحمد في الصف الثالث الثانوي , وهو لم يترك الذنوب , بل وتعمق فيها , وفي أحد الأيام رأت ولدته السواد على عينيه , فأحست باجتهاده في المذاكرة , وأخذت من درجها حبوب منومة , وناولته إياها , وقالت: خذ يا حبيبي هذه الحبوب , وأرجو أن تريح نفسك وتنام هذه الليلة. كان أحمد يتناول العشاء مع والديه , وصعد إلى غرفة أخته بقلب متحجر , ناولها بلطف كأس العصير الذي أعده لها , وأضاف إليه حبتان من المنوم..., فشربته الفتاة .. وغرقت بعد دقائق في سبات عميق,,, انطفأت أنوار الشارع , وسكنت بلابل الناس, وهناك طفل لم تسن عينه , توجه إلى غرفة أخته في الليلة الظلماء , تأكد من نوم كل من في البيت , وخاف من أن يره أحد , لكنه نسي رب الناس ... الذي أمهله حتى يتوب , ولكن دون جدوى, فدنا من أخته وجامعها (والعياذ بالله)... حتى إذا أنتهى من لذت الشهوة أسرع إلى الحمام ليغتسل.. في ظلمة الليل البهيم... نجح أحمد وحصل على مجموع عال أهله لدخول الجامعة , كان إعجاب الناس به كبيرا, وكانت الإجازة بمثابة فرصة لأحمد ليجدد العهد مع ربه , وكما نعلم خاننا أحمد وسلك طريق الفاسقين, مر الشهر الثالث على الحادثة المؤسفة , وبدت أمل أخت أحمد في التقيؤ بكثرة , عندها حملتها أمها إلى المشفى , وأخذت أحمد معها , كان أحمد قد نسي ما فعله , لكن الرب الرحمن عز وجل لا ينسى , وقد قضى أن يعاقب أحمد في الدنيا, فذهبت أم أحمد إلى قسم النساء للعلاج , وتركت أحمد يوصل أخته لتعالج , وصعق أحمد عندما أبلغته الدكتورة بأن أمل حامل , كاد أن يقع مغشيا عليه , لكن لم تعلم أمل بأي شيء , أحس بأن أمره سيكشف , وعندما سألته أمه , أخبرها أنها مجرد ضربة شمس , لا أحد سواه يعلم أن أمل حامل ... مر يوم على الفاجعة ,التي أصابت أحمد , فلم يعد يشتهي الطعام ,ولا يطيق النظر في وجه أي أحد . وتذكر أنه في أحد الأيام عندما ذهب لغرفة أخته استيقظت , ورأته على حال لم يكن يرغب أن تراه , وفي الصباح , جزمت بأنه حلم عابر ... تمنى أحمد لو يصاب بالجنون , أو يموت , خوفا من العار , فراح يفكر ليل نهار , كيف يخلص نفسه من هذه الورطة, وفي أحد الليالي جاءته الفكرة الشيطانية الانتحار ولكن كيف أنتحر , وكل الناس تنظر لي نظرة عالية ... فكر في أن يكسر حافة من حواف السطح الجانبية , ويسقطها معه , حتى يتبين للناس , أنه كان مستندا على حافة السطح فانكسرت ووقع هو معها , وبالفعل في أحد الليالي انطفأت الكهرباء , كان أحمد قد مهد لنفسه , وشق المكان , وهناك تناول المطرقة وراح يطرق على ذاك الموقع فسقطت الحافة الإسمنتية – فخبأ المطرقة- , وأسقط هو نفسه معها من قمة الطابق الثاني....فهرع والديه إلى السطح... ولكن الله لم يشأ أن يموت أحمد بل حدث له كسر في إحدى يديه , وأصيبت قدماه بكسر , وجرح في العمود الفقري ... وأستيقظ أحمد من غيبوبة دامت شهرا كاملا , وأبصر إلى جانيه أمه الحنونة , وراح يبكي , فعانقته أمه بعطف , وسألها ماذا حدث له , فأبلغته أنه سقط من على السطح , وأن السبب هو تلك الحافة المتكسرة , وحدث له جرح في عموده الفقري ربما يقعده أشهر ليلتئم... سأل أحمد عن أخته أمل, فأخبرته أمه أنها تعاني من آلام في البطن , وأن الدكتور قال بأن السبب هو كمية الدماء التي تفقدها من الدورة الشهرية , وقد عاد إليها المرض في هذا الشهر لنفس السبب... عندها أحس أحمد براحة شديدة عندما علم بأن أمل غير حامل ,حسب ما درس في مادة الأحياء, وأراد أن يسجد لله شكرا ,وثناء وحمدا... واليوم بعد ستة أشهر , ترى أحمد وهو عابد , تاب إلى الله توبة نصوحا , وقد هداه الله والحمد لله , وأتبع سبيل المؤمنين , ترك أحمد كل المعاصي التي كان يفعلها , وأبدل كل سيئاته حسنات, واستطاع أن يقف على قدميه مجددا , والحمد لله رب العالمين , وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة أجمعين لا تنسوني من دعائكم الخالص أخوكم في الله... لون جميع الأسماء المذكورة ليست حقيقية...
|
|
الفتاة المتبرجة والشيخ الصالح
الحمد لله رب العالمين, و الصلاة والسلام على اشرف المرسلين, أما بعد: هذه قصة حقيقية حدثت في إحدى المدن الجزائرية منذ مدة قصيرة, و مازال الناس يتحدثون عنها و يتساءلون عن مصير بطلتها, التي استعجلت ملاقاة ربها فأخذها اخذ عزيز مقتدر. في يوم ليس ككل الأيام, كانت الحرارة جد مرتفعة, خرجت هذه الآنسة متبرجة متعطرة مرتجلة كعادتها, وكان الشيوخ يفتنون بها, فما بالكم بالشباب الذين لا هم لهم إلا معاكسة الفتيات, وكانت هي فرحة بفعلها, كيف و الكل ينظر إليها . صعدت هذه الآنسة في حافلة مكتظة بالمسافرين فتركها شاب مريض القلب تجلس مكانه, فجلست بجانب شيخ طاعن في السن, يشع النور من وجهه, وقد من الله عليه بعلم وافر. فاخذ ينصحها و يذكرها بيوم القيامة و بالحساب و عقاب الله سبحانه و تعالى, لعلها تستمع إلى النصيحة ويهديها الله إلى الصراط المستقيم. فأخذت تستهزئ به و تستهزئ بالله و العياذ بالله, ومازال الشيخ على حاله يدعوها إلى التقوى و التوبة, فلما رأت إصراره أخرجت هاتفها النقال وناولته إياه وقالت له خذ الهاتف وتكلم مع ربك واشتكي له . فرفع الشيخ يداه إلى السماء ودعا الله أن يهديها أو يأخذها اخذ عزيز مقتدر,فلما وصلت الحافلة إلى آخر محطة و نزل جميع الركاب إلا هي ! فلما حاول السائق إيقاظها ظنا منه أنها نائمة وجدها قد فارقت الحياة. واترك لكم اخوتي الكرام أن تتخيلوا مصيرها. الهم لا تجعل مصيرنا مثل مصير هذه الفتاة, اللهم اهدنا واهدي بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى والسلام عليكم و رحمة الله.
|
|
ريما والقناة الفضائية
وقفت ريما أمام المرآة تضع أحمر الشفاة الصارخ ماركة كريستيان ديور !! كانت تدندن بأغنية بوب سمعتها البارحة في برنامج TOP 10...!! لبست ساعة شوبارد في معصمها ..ووضعت مثبت التسريحة بعد أن أنهت تصفيف شعرها على طريقة سيندي كروفورد ..!! نادت عليها أمها : ريما!!your driver is waiting !! ردت ريما : ok mommy i am coming soon !! ... لبست كعبها العالي من فرساتشي ! ثم خرجت ..آه لقدنسيت !..عادت لتحمل شنطة يدها ماركة لويس فيتون !..ثم خرجت مرة أخرى..آه كدت أنسى !..عادت مرة أخرى...وضعت ذلك العطر الأخّاذ... عطر ألور شانيل ! ثم استشرفت !! ركبت مع السائق الذي أخذ به ذلك العطر كل مأخذ ! وأجال ببصره فيها بإمعان !! كانت سعيدة بهذه النظرة فهي تذكرها بتلك الدعاية الفضائيّة لذلك العطر الذي كانت تضعه تلك المرأة التي ما إن تمر على أحد من الرجال إلا وأخذت بعقله !! كانت فرحة بتلك النظرة !! قال السائق : إلى أين يا سيدتي ؟؟ قالت : إلى مبنى التلفزيون !..فسوف يكون هناك حوار فضائي ...وسأكون من ضمن الحضور...سارت السيّارة على الطريق البحري ...أمرت ريما السائق أن يضع شريطها المفضل للمطرب prince وأغنية silly girl على وجه الخصوص !!!! مرت السيّارة على طريق الشاطىء..نظرت ريما للبحر..وتذكرت حين كانت تتمشى على شواطىء المونت كارلو! في الصيف الماضي !! زفرت المسكينة زفرات...وصلت السيارة الى المبنى قبل الوقت المحدد بدقائق ! دخلت ريما الصالة ..بحثت لها عن مقعد..! لكنه لم تجد إلا واحداً بجانب فتاة محجبة !! اشمأزت أن تظهرها الكاميرا وبجانبها هذه المحجبة ! ذات الكيس الأسود ! والخيمة الغريبة ! لكنها خضعت للأمر الواقع ! وجلست ! كان عنوان الندوة الغزو الفكري بين الحقيقة والخيال !!!...بدأ الحوار..تكلم الطرف الأول..وكان شيخاً !..ذكر أدلة ثبوت الغزو الفكري من نقولات الغربيين أنفسهم...ومحاولاتهم الكثيرة لدّك حصون الهوية الدينيّة والثقافيّة والسياسية..وسحق كل الثوابت التي تقف حجر عثرة في سبيل هيمنة الرجل الأبيض !! كانت ريما تنظر الى الشيخ بقرف..! وتتمتم..: لا أظن أن هذا الشيخ حصل على تعليماً أكثر من الإبتدائيّة !!..فهو يمثل قمة التخلف والعنجهيّة ّ..والتزوير ..والكذب !!! انتهى الشيخ..فقالت المذيعة ذات الشعر الأشقر ! : هل من تعليق من الجمهور ؟؟ كانت ريما فتاة مبادرة جريئة !لم تستطع أن تصد لسانها أن يقول : نعم أنا عندي تعليق إذا سمحتم ..قالت المذيعة : تفضلي أمام المايكروفون..وقفت ريما أمام المايكروفون وقالت بديموقراطيّة مفتعلة : أخي الشيخ المحترم !! أرى أن وجهة نظرك خاطئة ! فلا يوجد غزو فكري ولا يحزنون .. إنما هو صراع حضارات ! والبقاء للأقوى !كما قال تعالى ( فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ) !!..ثم لماذا الخوف على الإسلام ؟ لماذا الخوف على عاداتنا وتقاليدنا ؟؟ فالدين والعادات والتقاليد ما زالت قويّة في القلوب لها اليد الطولى في المجتمع !! ثم لماذا الخوف من الغرب ؟ أليس الغرب من أخرج لنا بترولنا ؟ أوليس الغرب من صنع القمر الصناعي ..والطائرة ....والسيّارة ؟؟ كانت المحجبة لا تنظر إلى ريما لإحساسها بالحرج من لباس ريما الذي كان يكشف أكثر مما يستر !! أنهت ريما مداخلتها بتأكيدها : أن لا غزو فكري ولا يحزنون ..عادت ريما إلى مقعدها مزهوةً بنفسها ! شامخةً بأنفها ! نظرت الى المنقبة بإحتقار فردت المنقبة بإبتسامة عذبة .... جلست ريما بعد أن عدّلت من الميني جيب الذي تلبسه ليستر بعد جلوسها ما كان يكشفه قبل ذلك!..انتقل الحوار الى الطرف الآخر..الذي لم يأت بجديد ! كان كل ما قاله قد ذكرته ريما تماماً...حين انتهى..قالت المذيعة : والآن مع مداخلة الدكتورة أمل !! نظرت ريما حولها بفرح لترى هذه الدكتورة ! وهي تقول لنفسها : دكتورة !إذن انتصرنا على هؤلاء المتخلفين الرجعيين !!..قامت المنقبة...فقالت لها ريما بصوت خافت :..هكذا أنتنّ أيتها المتخلفات ..! إذا وصلت الدكتورات هربتنّ !! إذا دخل العلم من الباب خرج الجهل من النافذة !! لما لا تنتظري حتى تسمعي الدكتورة أمل..ثم رمقتها بنظرة استهجان قابلتها المنقبة بإبتسامة عذبة أخرى !!..مضت المنقبة الى جهة المايكروفون !!.. نظرت ريما مشدوهة !..أيعقل هذه ؟؟ لا أكاد أصدق عينيّ ! أهي الدكتورة ؟؟ وجمت ريما في مكانها مشدوهة !! بدأت الدكتورة..فأوضحت بإسلوب عقلاني منطقي واضح أن التطور الغربي للأشياء هو تراث أنساني مباح ينبغي علينا الأخذ به والعمل على مواكبته..أمّا الأفكار والتصورات والعقائد فشأنها آخر !..فديننا ولله الحمد...بيّن ..واضح...سهل ..جميل.. وفكرنا وثقافتنا إنما تنبعان من ثوابتنا لا ثوابت غيرنا ..ولسنا في ذلك بدعاً من الأمم ...فهذا شأن الأمم جميعاً .. ! ولا يستطيع أي عاقل كائناً من كان أن ينكر محاولة الغرب تذويب وطمس الهويّة الإسلاميّة والعربيّة للشعوب قسراً... يستعمل في سبيل ذلك كل وسيلة ممكنة ..ساعةً بالطابور الخامس من العلمانيين الخونة..وأخرى بأصحاب المنافع الدنيويّة ..وأخرى بإساليب التهديد والترويض المعروفة..فيجب أن نعلم ابتداءً أننا محاربون ! وأن حصوننا مهددة ! كانت الدكتورة أمل رائعةً في ذلك اليوم ..كانت تلقي بزهور المعرفة على الحضور..وأطايب الكلام على الجمهور..بحجج راسخة..وعزيمة قويّة ...وثبات أخّاذ ..! كانت المذيعة بين الفينة والأخرى لا تملك نفسها من أن تقول : رائع ..رائع ..برافو..برافو...أنهت الدكتور أمل حديثها بقوله : وتذكروا أن الحروب القادمة هي حروب هويّة ..فلنبدأ من الهويّة ...فلنبدأ من الهويّة !...صفق الحضور كثيراً لهذه المداخلة الجميلة وهذا الحضور الذهنيّ الوقّاد لهذه الدكتورة ..وقف الكل احتراماً لها...رفعت الدكتورة أمل رأسها للسماء وقالت : الحمدلله..الحمد لله..كانت ريما تنظر ببصرها للأسفل ...كانت ريما الوحيدة التي لم تقف
|
|
نادية تروي بالدموع :هكذا اغتصبني الأمريكيون
أخي الحبيب صاحب منتدى القصص ... أرجو منك نشر قصتي بأسرع وقت ممكن.... إهداء ... إلى كل مسلم لازالت الدماء تجري في عروقه "نادية" التي كانت إحدى ضحايا قوات المرتزقة الأمريكيين في معتقل أبو غريب؛ لسبب تجهله حتى اليوم؛ لم ترتم عند خروجها من المعتقل في أحضان أهلها, حالها كحال أي سجين مظلوم تكويه نار الظلم ونار الشوق لعائلته ببساطة. فقد هربت نادية فور خروجها من المعتقل، ليس بسبب العار الذي سيلاحقها جراء اقترافها جريمة ما ودخولها المعتقل, ولكن بسبب ما تعرضت له الأسيرات العراقيات من اعتداء واغتصاب وتنكيل على أيدي المرتزقة الأمريكيين في معتقل أبو غريب؛ حيث تحكي جدرانه قصصاً حزينة؛ إلا أن ما ترويه نادية هو "الحقيقة" وليس "القصة"! بدأت "نادية" روايتها ـ حسب "الوسط" ـ بالقول: "كنت أزور إحدى قريباتي ففوجئنا بقوات الاحتلال الأمريكية تداهم المنزل وتفتشه لتجد كمية من الأسلحة الخفيفة فتقوم على إثرها باعتقال كل من في المنزل بمن فيهم أنا, وعبثًا حاولت إفهام المترجم الذي كان يرافق الدورية الأمريكية بأنني ضيفة، إلا أن محاولاتي فشلت. بكيت وتوسلت وأغمي علي من شدة الخوف أثناء الطريق إلى معتقل أبو غريب". وتكمل نادية: "وضعوني في زنزانة قذرة ومظلمة وحيدة وكنت أتوقع أن تكون فترة اعتقالي قصيرة بعدما أثبت التحقيق أنني لم ارتكب جرمًا". وتضيف والدموع تنسكب على وجنتيها دليلا على صدقها وتعبيرا عن هول ما عانته: "اليوم الأول كان ثقيلا ولم أكن معتادة على رائحة الزنزانة الكريهة إذ كانت رطبة ومظلمة وتزيد من الخوف الذي أخذ يتنامى في داخلي بسرعة. كانت ضحكات الجنود خارج الزنزانة تجعلني أشعر بالخوف أكثر، وكنت مرتعبة من الذي ينتظرني, وللمرة الأولى شعرت أنني في مأزق صعب للغاية وأنني دخلت عالماً مجهول المعالم لن أخرج منه كما دخلته. ووسط هذه الدوامة من المشاعر المختلفة طرق مسامعي صوت نسائي يتكلم بلكنة عربية لمجندة في جيش الاحتلال الأمريكي بادرتني بالسؤال: "لم أكن أظن أن تجار السلاح في العراق من النساء". وما إن تكلمت لأفسر لها ظروف الحادث حتى ضربتني بقسوة فبكيت وصرخت "والله مظلومة.. والله مظلومة". ثم قامت المجندة بإمطاري بسيل من الشتائم التي لم أتوقع يوماً أن تطلق علي تحت أي ظروف، وبعدها أخذت تهزأ بي وتروي أنها كانت تراقبني عبر الأقمار الاصطناعية طيلة اليوم, وان باستطاعة التكنولوجيا الأمريكية أن تتعقب أعداءها حتى داخل غرف نومهم!. وحين ضحكت قالت: "كنت أتابعك حتى وأنت تمارسين الجنس مع زوجك!". فقلت لها بصوت مرتبك: أنا لست متزوجة. فضربتني لأكثر من ساعة وأجبرتني على شرب قدح ماء عرفت فيما بعد أن مخدراً وضع فيه, ولم أفق إلا بعد يومين أو أكثر لأجد نفسي وقد جردوني من ملابسي, فعرفت على الفور أنني فقدت شيئاً لن تستطع كل قوانين الأرض إعادته لي, لقد اغتصبت. فانتابتني نوبة من الهستيريا وقمت بضرب رأسي بشدة بالجدران إلى أن دخل علي أكثر من خمسة جنود تتقدمهم المجندة وانهالوا علي ضرباً وتعاقبوا على اغتصابي وهم يضحكون وسط موسيقى صاخبة. ومع مرور الأيام تكرر سيناريو اغتصابي بشكل يومي تقريباً وكانوا يخترعون في كل مرة طرقاً جديدة أكثر وحشية من التي سبقتها". وتضيف في وصف بشاعة أفعال المجرمين الأمريكيين: "بعد شهر تقريباً دخل علي جندي زنجي ورمى لي بقطعتين من الملابس العسكرية الأمريكية وأشار علي بلهجة عربية ركيكة أن أرتديها واقتادني بعدما وضع كيساً في رأسي إلى مرافق صحية فيها أنابيب من الماء البارد والحار وطلب مني أن أستحم وأقفل الباب وانصرف. وعلى رغم كل ما كنت أشعر به من تعب وألم وعلى رغم العدد الهائل من الكدمات المنتشرة في أنحاء متفرقة من جسدي إلا أنني قمت بسكب بعض الماء على جسدي, وقبل أن أنهي استحمامي جاء الزنجي فشعرت بالخوف وضربته على وجهه بالإناء فكان رده قاسياً ثم اغتصبني بوحشية وبصق في وجهي وخرج ليعود برفقة جنديين آخرين فقاموا بإرجاعي إلى الزنزانة, واستمرت معاملتهم لي بهذه الطريقة إلى حد اغتصابي عشر مرات في بعض الأيام, الأمر الذي أثر على صحتي"! وتكمل نادية كشف الفظائع الأمريكية ضد نساء العراق: "بعد أكثر من أربعة شهور جاءتني المجندة التي عرفت من خلال حديثها مع باقي الجنود أن اسمها ماري, وقالت لي إنك الآن أمام فرصة ذهبية فسيزورنا اليوم ضباط برتب عالية فإذا تعاملت معهم بإيجابية فربما يطلقون سراحك, خصوصاً أننا متأكدون من براءتك". فقلت لها: "إذا كنت بريئة لماذا لا تطلقون سراحي؟!". فصرخت بعصبية: "الطريقة الوحيدة التي تكفل لك الخروج هو أن تكوني إيجابية معهم!". وأخذتني إلى المرافق الصحية وأشرفت على استحمامي وبيدها عصى غليظة تضربني بها كلما رفضت الانصياع لأوامرها ومن ثم أعطتني علبة مستحضرات تجميل وحذرتني من البكاء حتى لا أفسد زينتي, ثم اقتادتني إلى غرفة صغيرة خالية إلا من فراش وضع أرضاً وبعد ساعة عادت ومعـها أربعة جنود يحملون كاميرات وقامت بخلع ملابسها، وأخذت تعتدي علي وكأنها رجل وسط ضحكات الجنود ونغمات الموسيقى الصاخبة والجنود الأربعة يلتقطون الصور بكافة الأوضاع ويركزون على وجهي وهي تطلب مني الابتسامة وإلا قتلتني, وأخذت مسدسًا من أحد رفاقها وأطلقت أربع طلقات بالقرب من رأسي وأقسمت بأن تستقر الرصاصة الخامسة في رأسي بعدها تعاقب الجنود الأربعة على اغتصابي الأمر الذي أفقدني الوعي واستيقظت لأجد نـفسي في الزنزانة وآثار أظفارهم وأسنانهم ولسعات السيجار في كل مكان من جسدي"! وتتوقف نادية عن مواصلة سرد روايتها المفجعة لتمسح دموعها ثم تكمل:"بعد يوم جاءت ماري لتخبرني بأنني كنت متعاونة وأنني سأخرج من السجن ولكن بعدما أشاهد الفيلم الذي صورته"! وتضيف:"شاهدت الفيلم بألم وهي تردد (لقد خلقتم كي نتمتع بكم) هنا انتابتني حالة من الغضب وهجمت عليها على رغم خشيتي من رد فعلها, ولولا تدخل الجنود لقتلتها, وما إن تركني الجنود حتى انهالت علي ضرباً ثم خرجوا جميعهم ولم يقترب مني أحد لأكثر من شهر قضيتها في الصلاة والدعاء إلى الباري القدير أن يخلصني مما أنا فيه. ثم جاءتني ماري مع عدد من الجنود وأعطوني الملابس التي كنت أرتديها عندما اعتقلت وأقلوني في سيارة أمريكية وألقوا بي على الخط السريع لمدينة أبو غريب ومعي عشرة آلاف دينار عراقي. بعدها اتجهت إلى بيت غير بيت أهلي كان قريباً من المكان الذي تركوني فيه ولأنني أعرف رد فعل أهلي آثرت أن أقوم بزيارة لإحدى قريباتي لأعرف ما آلت إليه الأوضاع أثناء غيابي فعلمت أن أخي أقام مجلس عزاء لي قبل أكثر من أربعة أشهر واعتبرني ميتة, ففهمت أن سكين غسل العار بانتظاري, فتوجهت إلى بغداد وقامت عائلة من أهل الخير بإيوائي وعملت لديهم خادمة ومربية لأطفالهم"! وتتساءل نادية بألم وحسرة ومرارة: "من سيشفي غليلي؟ ومن سيعيد عذريتي؟ وما ذنبي في كل ما حصل؟ وما ذنب أهلي وعشيرتي؟ وفي أحشائي طفل لا أدري ابن من هو؟" انتهى كلامها . سؤال: هل أمريكا حقاً اغتصبت نادية أم اغتصبت كل رجل وامرأة في الأمة؟؟؟؟ نادية هي أنا وأنت وزوجتي وزجتك وأختي وأختك وأمي وأمك , فيالعرض الإسلام وااااااا إسلامااااااه
|
|
بحثت عن الإسلام ثلاثة عشر عاماً
أنا أخوكم في الله (زبير) وكان اسمي قبل الإسلام (سودير) وأنا هندي الجنسية، وعندما خرجت على هذه الحياة وجدت عائلتي والمجتمع المحيط بي على الدين النصراني فلم يكن مني سوى اتباع المنهج الذي عليه عائلتي ومجتمعي، فاتخذت الديانة النصرانية لي ديناً، وعندما كبرت في السن، ووجبت على بعض الأمور الدينية مثل:الصلاة في الكنيسة؛ ظهر لي بعض النقص في العقيدة النصرانية، وبدأت أشعر بالخلل فيها، وعدم الكمال، وأن الإنسان صاحب الفكر القويم يستطيع اكتشاف هذه العيوب بسهولة، ومن العيوب التي ظهرت لي: أنه عندما قرأت في الإنجيل عرفت بأن مريم هي زوجة الله، وقامت بإنجاب عيسى - عليه السلام - وهو ابن الله، ولكننا نقوم بعبادة عيسى، ومن هنا يأتي الاستغراب فكيف نقوم بعبادة الابن وترك الأب؟! ألم يكن من الأولى عبادة الأب؛ لأنه الأصل في وجود الابن!! كما أنني قرأت في الكتاب المقدس فوجدت الكثير من الاختلاف والتحريف في الأحكام والنسخ؟! فإذا كان هو الكتاب المقدس فلماذا تم تحريفه واختلاف أحكامه؟!ويزيد الأمر سوءاً التنوع في الطوائف مثل: (الكاثوليك البروتستانت الإرثوذوكس) ولكل طائفة كتاب ومنهج يختلف عن الطائفة الأخرى، بالإضافة إلى أن المعايير والقوانين تختلف وليست ثابتة، وتتغير كل عشر سنوات أو خمس عشرة سنة بواسطة باباوات الكنيسة، أليس من الواجب أن تكون الأحكام ثابتة لو كان الدين صحيحاً؟! ومن الأشياء المستغربة في الديانة النصرانية هو تشجيع أفراد المجتمع على فعل المعصية، وارتكاب الفواحش؛ وذلك عن طريق تقديم صكوك الغفران؟! هذه الأمور السابقة كانت دليلاً على عدم صحة وسلامة الدين النصراني لمن كان يملك من العقل الشيء القليل؛ ولذلك قررت البحث عن دين يكون أكثر صحة ويقيناً. أما فيما يتعلق بحياتي قبل الإسلام فقد كنت أعيش حياة الضياع والتخبط، لأنه لا يوجد لدي عقيدة صحيحة ترشدني إلى الطريق القويم، فلا يوجد أخلاق أو معايير انضباطية في المجتمع الذي أعيش فيه، والمجتمع بأكمله يعيش في نفس الجهل والضلال، حيث يمكنني القيام بأي عمل سيئ ولا أجد من يردعني، أو يقدم لي النصيحة، فبإمكاني أن أشرب الخمر وألهو مع النساء بدون خوف من العقاب سواءً في الحياة الدنيا أم في الآخرة؛ لسهولة إمكانية حصولي على صك الغفران من البابا؛ وبذلك فقد كانت حياتي شديدة الظلمة والضياع. كما ذكرت سابقاً فإني لم أقتنع بالديانة النصرانية، وكنت قد درست عن الإسلام الشيء القليل، وعندما سألت مجموعة من أصدقائي الدارسين في الجامعة عن الإسلام أخبروني بأنه دين مشابه للشيوعية من حيث الأنظمة والقوانين، وأن المسلمين ليس لديهم وازع ديني، وهم مجموعة من الدول يحكمهم الحكم الشيوعي، كما أنهم مجتمع يقوم على العنف في التعامل، وأن الرسول الذي بعث إليهم في الناحية العقلية والأنظمة والتشريعات، مثل: تفكير الشيوعي (كارل ماركس) وبما أنني لم أكن قد قرأت كتباً عن الإسلام وأهله فإنني صدقت جميع ما قيل لي عنه، ولكن في نفس الوقت كان لدي شعور بأن هذا عكس الحقيقة، وأثار ذلك حفيظة في نفسي للبحث عن حقيقة الإسلام، فقمت بإحضار كتب عن الإسلام ودراستها مدة عشر سنوات ولكني لم أعتنقه، ومن ثم توالت الأيام، وحصلت على عقد عمل بالمملكة العربية السعودية، وحضرت وأنا أحمل الخوف من هذا الشعب الذي وصف بالمواصفات السابق ذكرها، وخلال تواجدي في المملكة تعرفت إلى أحد العاملين معي من نفس جنسيتي، وكان يعلم بأني أعتنق المسيحية، فدعاني إلى منزله، وقام بإهدائي نسخة مترجمة بلغتي من القرآن الكريم بعدما شرح لي نبذة بسيطة عن الإسلام، فعكفت على دراسة القرآن لمدة ثلاث سنوات ووجدت فيه الكثير من الحقائق الملموسة، ومع هذا فلم يهتد قلبي لاعتناق الإسلام. توالت الأيام في حياتي يوماً بعد يوم، وفي أحدها تعرضت لحادث، واضطررت للبقاء في المستشفى من أجل إجراء عملية جراحية في الأنف، وكان الوضع كئيباً حيث كنت أرى العديد من الناس يموتون في الأقسام التي بجانبي، وفي الليلة قبل الأخيرة من أجراء العملية جلست أفكر كالعادة، وتواردت الأسئلة في رأسي: إلى أين سيذهب هؤلاء الموتى بعدما فارقوا الحياة؟! إلى النعيم أم الجحيم؟! ماذا قدمت للآخرة لو أن الموت جاءني في هذه العملية؟! هل هناك أعمال حسنة سوف تساعدني أم ذنوب وخطايا سوف تكبلني؟! لو كان هناك حساب وعقاب فماذا سيكون مصيري؟! لو كان هناك جنة ونار فإلى أيهما سأذهب؟ لأنني تذكرت ما قرأته في القرآن عن الحياة بعد الموت والحساب والعقاب، وبغير شعور مني في تلك اللحظة نظرت إلى السماء من خلال النافذة، وشعرت أن هناك من يسمع حديثي، ويشاهدني، ولكني لا أشاهده أو أسمعه فقلت بصوت مستغيث: يارب إني أطلبك الرحمة، وكانت هذه آخر الكلمات التي تفوهت بها قبل نومي، وفي الصباح من اليوم التالي انتقلت إلى غرفة العمليات، ووضع لي المخدر، وبدأت العملية وبعد فترة استيقظت وكانت العملية قد انتهت، وعندما جاءت الممرضة لإعطائي بعض الأدوية شعرت ببعض الضيق والكتمة في تنفسي، وأصبحت أتنفس بصعوبة بالغة، وشعرت بنبضات قلبي قد زادت، والحرارة في جسمي قد ارتفعت، ونظرت إلي الممرضة فوجدت في عينيها نظرة رعب وخوف لم أر مثلها في حياتي قط، ورأيت مجموعة من الأطباء تقبل نحوي مسرعة؛ فأحسست بأنها النهاية وفي وسط هذه الأحداث. بدأت ذاكرتي تعود بي إلى الوراء، وصار شريط حياتي يعرض أمام عيني وأنا لا أجد فيه أي شيء يساعدني في محنتي تلك، فأدرت وجهي استعداداً للموت الذي مهما حاولت الهرب فلن أهرب منه. وكنت أقول في نفسي: يا رب الرحمة.. يا رب الرحمة، إني استغفرك من ذنبي فأغفر لي، ولم أعد أعلم بأي شيء حدث بعد ذلك، وعندما استيقظت وجدت صديقي المسلم يجلس بالقرب مني، ولما رأيته اعتدلت في جلستي فقال لي: الحمد لله الذي وهبك عمراً جديداً، فنزلت هذه الكلمات على قلبي كنزول الصاعقة، ثم أخذت أجهش بالبكاء، وأخبرته بأني أريد الدخول في الإسلام. بعدما خرجت من المستشفى ذهبت أنا وصديقي إلى مكتب الجاليات، وأعلنت إسلامي، وكم كانت فرحتهم كبيرة بذلك، حيث قام المسلمون في المكتب بالتهليل والتكبير، ومصافحتي والمباركة لي على دخولي في الإسلام، وهذا ما طمأنني على أن اختياري كان صحيحاً، وأني قد عرفت طريق الحق بعد ضلالة، والحمد لله الذي هداني لنعمة الإسلام، وأشعر بالعزة والفخر بأني أصبحت من المسلمين؛ حيث أستمد القوه من قوتهم، والكرامة من تمسكي بالإسلام وتعاليمه، وحسن التعامل، وحسن الخلق من أهله، كما أن قلبي أصبح حريصاً على التقوى ومخافة الله - سبحانه - وتعالى - ، وأصبحت الصلاة هي محور حياتي أشعر عند أدائها بحلاوة الإيمان والطمأنينة والسكينة، وقمة سعادتي هي أني اهتديت أخيراً إلى الإله الواحد القهار رب العالمين أجمعين، وإني أستغل هذه الفرصة لأقول لأخواني المسلمين الجدد: عليكم بالتمسك بهذا الدين، وتقوى الله، ومخافته سراً وعلانية، والحرص على الأعمال الصالحة؛ لأن الله - سبحانه وتعالى - لا يضيع أجر من أحسن عملا، والصبر والاحتساب فيما قد تواجهون من أذى أو مضايقة، فأنتم أصحاب دين حق والشيطان يتربص بكم، ويحاول أن يرجعكم إلى الضلالة التي كنتم فيها، كما أتوجه بالنصيحة لغير المسلمين فأقول لهم: عليكم بمراجعة أنفسكم ومحاسبتها قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
|
السلام عليكم ورحمة الله
فعلا اخي مجد مواضيع مؤثرة جدااااااا........والله يعطيك العافيه ... ومشكووووووووور اخـــــــوي |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
قصص واقعية | يمامة الوادي | منتدى الصوتيات والمرئيات | 3 | 2007-11-12 7:46 AM |
قصة واقعية | الرحـــــــــــاله | المنتدى العام | 46 | 2007-08-07 12:43 PM |
قصة واقعية!! | MUTHHLAH | المنتدى العام | 4 | 2006-04-04 3:19 PM |
قصة واقعية | حزن120 | منتدى القصة | 4 | 2005-12-30 1:19 AM |