[يمامة الوادي]

صرخة قلم
أحمد الفيفي






كسرت أسنة الرماح... ولم يتبقى سوى أسنة الأقلام...
جفت ينابيع النصر... ولم يتبقى سوى سيول الكلمات...
فدعونا نطلق عنان الأقلام... لتخاطب الضمير... وتحكي للسطور...

قصة أمة...
تجرعت الهوان بعد أن سادت... وامتلكت زمام العلم ذات حين...

قصة أمة...
تكالبت عليها الخنازير بعد أن داس فرسانها جحافل الطغاة...
وسقطت تحت حوافر خيلها أسوار الشرق والغرب...

دعوا أقلامنا
تمتطي ركاب الحروف لتعلنها
حرباً... بلا شروط
وصرخة مدوية ... بلا حدود
نلامس بها الجرح
ونثور معها ضد السكون

لنرسم على جدران المآقي التي أرهقتها الدموع.. " لوحة أمل "
لندعها إخواني
تبكي أعراضا تهتك...
وبيوتاً تهدم...
ومساجد طهر دنستها الكلاب...
وتنعى طفولة .. مزقت

في العراق
وأخرى في فلسطين ...
تغتالها طاولات النفاق ...
دعونا نبحر سوياً في محيط الأمة ...
ونعلن هذه الصفحة
وطناً للضمير...
ونكسر أصداف الصمت الرهيب...

هاهي مجزرة غزة تعرض على شاشات التلفزة ...
وبعد أيام تصبح ذكرى على بساط النسيان...

فآه ثم آآآآه ... كم ذكرى ألم تحتفظ بها الذاكرة إلى الآن ؟.
حماس / فتح
رفقاء الأمس
وإخوة السلاح
بعد قتال... اقتسموا السراب
وجزؤوا المجزئ
ليعلنوها دولتان... بلا وطن !!

يا صرخة طفل ... أفزعته الأقدار
يا أنين شيخ ... ما هنئ
يا امرأة بكت وليدها
يا وطناً .. تاجر بها الأقربون
وباعه من يدعون الزعامة
لا تنتظروا منا شيئاً ..
فقد استعمرنا السبات ...
واستعبدتنا الملذات ...

بكم وحدكم يصنع النصر
فلا تيأسوا أو تهنوا
وأنتم الأعلون
ثقوا أن بعد كل ليل صبح.....
وبعد كل ظلام ضياء ....

أعود ثانية
حاملاً على الكتف .. أشجارا مبتورة
وبقايا تراب محروق ...
قطعتها معاول القهر ..
وأحرقتها صخائب الظلم ...
المترعة مابين النهرين ..
إيه وألف إيه
عراقنا تصلب بسياط مجهولة
والجلاد خنازير البجع ...

أخبروني
من يوقف هذا النزيف...
الذي يشتعل في بلاد الرشيد...؟؟
ولكن ..!
إلى كل من هاله الوضع
واستعمرت محياه نوبات الضياع ..
أعد إليك خيوط البشر ..

فالأمة تمر بمخاض " النصر "
اقتربت خيوط الفجر تدك الدياجي ..
ليشرق النصر على محيا الأمة..
قريباً ستعلو البسمة ثغر الزمن ..
ويستيقظ النائمون ..
فلا دوام لعز
ولا بقاء لذل .