[الدكتور فهد بن سعود العصيمي]

الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد...........................

المتأمل في معظم الأعمال الكبيرة، أو الإنجازات العظيمة التي تحققت على أرض الواقع، يجد خلفها شرارة ولدت انطلاقها، وهذه الشرارة قد تكون مجرد فكرة عابرة بخيال صاحبها، وقد تكون مجرد تجربة فاشلة، أو أمنية أطلقها صاحبها في وقت من أوقات بوحه أو خلوته.

المسألة هي ُحلم عابر، نعم حلم................ ولكنه ُحلم من نوع آخر، نوع من أحلام اليقظة، وهي بالمناسبة من أهم ما يحفز على العمل، فنحن عندما نفكر، فإن عقولنا تكون في حالة نشاطـ..................أو إنتاج، والأفكار التي ننتجها نتاج هذا التفكير، وكثير من الناس بمختلف فئاتهم تشاهدهم في فترات الانتظار مثلا وهم جالسين في صالة عند مكتب، أو بانتظار حلول موعد........تجد منهم الغارقين في التأمل، والسباحة في جوّ الخيالات الرحيب - إن صح التعبير - ، أو السباحة في أماني وأحلام اليقظة غير المحدودة، ولا عيب في هذا، فلا معنى للحياة من دون بناء قصور لنا في الهواء، تؤمن لنا ملاذاً أو مهربا من ظروف الحياة القاسية أحيانا، كما يقول بعض علماء النفس.

هنا وفي هذه المساحة، أتمنى أن يكون هذا الموضوع مكانا لبوحكم، فما الحُلم الذي حلمت به ورغبت بتحقيقه ونجحت في ذلك؟
بعد أن كان مجرد فكرة عابرة، أو أمنية قلتها، أو تخيلتها في فترة من فترات حياتك، أو في خلوة من خلواتك؛ في صالة انتظار هنا أو هناك، وفي مكان يراه الكثيرون مساحة لهدر الوقت، ويراه آخرون - ولكنهم قلة - بيئة مناسبة للسباحة في خيالات اللاواقع، ومن ثم ورود أفكار ............ قد تبدو لأول وهلة بعيدة المنال عن الصيد وعن الاقتناص، لكنها لا تلبث وفي هذه الدقائق وفي هذه التأملات إلا أن تكون مكانا مثاليا لصيد الأفكار .................. ! أو اقتناصها.................وفي وقت قد يكون من حولك لاهيا بجواله أو مشغولا مع جليسه بأمور حياتية لا تكاد تنتهي.................!!!!!!!!!!!!!!!!!!
فهل ورد لك حلم من هذا النوع؟
وهل بُحت بهذا الحلم أو الأمنية لأحد ما؟
وهل عورضت أو قُلّل منك أو قُلل من حلمك و رغبتك؟
وكيف واجهت الموقف، وكيف حققت حلمك؟
وما الدروس المستفادة التي خرجت بها من هذه التجربة؟
فضلا أرجو منكم تأمل هذا الكلام، ويسعدني أن تبوحوا لنا بتجاربكم مع الأحلام الناجحة فقط.................فلعل كلامك هنا يوقظ العزيمة ويبعث بالتصميم لآخرين لا يزالون أسرى البدايات......................أو أسرى مثبطي البدايات وهم كثر!!!