لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
اللهم ارحمهما واغفر لهما واجعل مثواهما الجنة |
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه |
مساحة إعلانيه |
لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
من أسرار المودة والرحمة (1) اثنان في واحد..؟! خالد عبداللطيف قوارير وأسارى..! وصفت السنة النبوية المطهرة – على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم - النساء بـ"القوارير" (كناية عن ضعفهن وشدة تأثرهن)، وبأنهن لدى أزواجهن "عوان" أي أسيرات ضعيفات. وهي أوصاف يأخذها المتقون بحقها؛ فيترجمنها رفقاً ورعاية جانب، وغضاً للطرف عن الهفوات، وإقالة للعثرات. و"من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين" فيحسن الفهم ومن ثم الاتباع لسنة خير المرسلين، وخير الناس لأهله صلى الله عليه وسلم. في حين يتخبط منْ غلبه هواه، أو قلّ فقهه، بين تسلّط وتعنت.. وغلظة وجفاء.. فيسوم أهله سوء العذاب؛ بحجة القوامة التي يراها فوقية وقهراً.. وإنما حقيقتها: قيام بالحق ورعاية وإحسان.. وقيادة للبيت إلى بر الأمان! فتنة.. ومتاع..! من عجائب الخلق وبدائع صنع الحكيم الخبير جل وعلا.. وكذلك من أسرار التقوى وآثارها على الناس: أن المرأة التي هي أضر فتنة على الرجال في الدنيا.. هي نفسها (بصلاحها وحسن تبعّلها لزوجها) خير عون له في دينه ودنياه..! وهذا مصداق قوله صلى الله عليه وسلم: "ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء" (متفق عليه عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما).. وقوله صلى الله عليه وسلم: "الدنيا كلها متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة" (رواه أحمد ومسلم عن ابن عمرو رضي الله عنهما)..! فطوبى لآباء وأمهات يربّونهن على التقوى؛ ليكنّ خير متاع لأزواجهن! وتباً لمن يضعونهن لبناتٍ في الإضرار والفتنة! مودة ورحمة..! مودة تصبغ الحياة بالحنان والإحسان.. ورحمة تقيل العثرة وتغفر الزلة.. هما ما يحتاج إليه كل من الزوجين لتخطي عقبات كؤود يضعها الشيطان في طريقهما؛ ليحرمهما السكن والطمأنينة! وفرق بين من يقرؤون القرآن فلا يجاوز حناجرهم.. وبين من يعمرون به البيوت صلاحاً وإصلاحاً.. قال الله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (الروم/21). حروف الختام.. من ينشد الكمال في الحياة الزوجية كمن يطلب في الماء جذوة نار! ولكن حسنة تمحو سيئة.. وخُلق جميل يجبر آخر سيئاً.. وخير يغلب على الشر في الجملة.. قال الله عز وجل: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} (النساء/19). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يفركن مؤمن مؤمنة إن كره منها خُلقاً رضي منها غيره" (رواه أحمد ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه). يتبع
التعديل الأخير تم بواسطة يمامة الوادي ; 2008-02-23 الساعة 1:56 AM.
|
|
من أسرار المودة والرحمة (2)
الحب.. وأشياء أخرى؟! خالد عبداللطيف الحب وحده لا يكفي..! يشهد الواقع ويرى الناس بعض الزيجات التي يسبقها ارتباط عاطفي بين قلبين.. ثم يكون مآلها إلى شقاق وتنافر بعد أن ضم القلبين بيت واحد! وفي المقابل.. زيجات لم يسبقها ارتباط عاطفي عارم.. لكنها بنيت على الاختيار الدقيق لشريك الحياة، والوعي العميق بمعنى هذه العلاقة الكريمة المباركة والغاية منها.. فنما الحب في قلبي الزوجين مع الأيام والسنين؛ غرسه بداية موفقة.. وسقاؤه احترام متبادل، ومودة ورحمة، ونظر كل من الزوجين إلى واجبه تجاه الآخر قبل حقه عليه. عاطفة مقبولة..! ولا يعني اضطراب بعض العلاقات الزوجية المسبوقة بعاطفة قبل الزواج أن الارتباط العاطفي قبل الزواج علامة فشل لمستقبل العلاقة.. خصوصاً إذا كان ارتباطاً قلبياً تظلله آداب الشرع فلا يفضي إلى منكر.. بل إعجاب وعاطفة؛ فرغبة فيما أحل الله تعالى، وسعي إلى تتويج العاطفة الصادقة النقية بالإطار الشرعي الذي يكفل لها النجاح، كما جاء في الأثر عن ابن عباس رضي الله عنهما: "لم ير للمتحابين مثل الزواج"! ولكن.. الحب وحده لا يكفي.. حتى تظاهره سائر مقومات بناء الزوجية على أسس صحيحة؛ بدءا من الاختيار ووصولا إلى الاستقرار..! منطلقات وتأسيس..! من هذه المنطلقات.. ينبغي للوالدين أن يقوما بدورهما التربوي مع أبنائهما في مرحلة المراهقة وما بعدها.. لغرس هذه المعاني والأسس في نفوسهم بحكمة وبقدر الحاجة وفي الوقت المناسب. وهو دور تربوي مهم ومؤثر في مستقبل الأجيال.. لا ينتفع به الأبناء فحسب.. بل المجتمع بأسره؛ حيث تتأسس في ظلاله بيوت سعيدة يتكوّن من مجموعها مجتمع قوي متماسك. ونظرة عابرة على أحوال المجتمعات الغربية وما تعانيه من التفكك الأسري وهشاشة الروابط الاجتماعية.. تكفي للمقارنة! حروف الختام.. ما أحسن صنيع آباء يسعون سعياً حثيثاً في تتويج مسيرتهم مع أبنائهم بإعانتهم على الزواج.. والوقوف إلى جانبهم في ذلك مادياً ومعنوياً وتربوياً.. وما أجدرهم بعون الله وتوفيقه؛ قال الله عز وجل: {وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (النور/32). يتبع |
|
من أسرار المودة والرحمة (3)
"الرومانسية" والمعادلة السهلة! خالد عبداللطيف قلب ولسان وأفعال..! ليست مشاعر "المودة الرحمة" شعارات نظرية.. ولا كلمات جوفاء.. حاشا لله تعالى وقد ذكرها في كتابه الذي {لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}! إنما هي حقيقة شعورية تصدقها الأحوال العملية، ونعمة امتنّ الله بها على عباده، وجعلها من آياته في النفس البشرية. فمن أيقن بها وسعى في تحصيلها وُهبت له بإذن الحكيم الخبير.. ولن يحقق دعواه لها بقوله من لا يبلغها بحاله وفعله! "رومانسية" نقيّة..! "الرومانسية" من أشهر التعبيرات المعاصرة في الدلالة على مشاعر الحب بين الرجل والمرأة.. لكنها تتفاوت بتفاوت المنطلقات والمبادئ: فعند غياب الفضيلة يمكن أن توصف بها كل علاقة أثيمة، أو عدوان على حق الآخرين! وكأن هذه العاطفة غريزة لا زمام لها ولا خطام.. ولا فرق بينها وبين غريزة الحيوان! أما إذا حرستها الفضيلة.. فنشأت العاطفة ونمت في كنفها، حتى تستقر في مأوى أمين؛ أو تعدّل مسارها (!) فتلك هي العاطفة الطاهرة ، و"الرومانسية" النقيّة.. لمن يبتغيها. وكم من الطيبين والطيّبات عرفوها وذاقوا حلاوتها! المعادلة السهلة..! نعم.. هي المعادلة السهلة لمن يسّرها الله تعالى عليه: عاطفة طاهرة × مسار صحيح = سكن ومودة ورحمة. ودونها معادلات كثيرة معقّدة لا تحظى بشيء من أسباب نجاحها: عاطفة متعدية × مسار خاطئ = قلق واضطراب وعدوان..! عاطفة صادقة × مسار خاطئ = قلق واضطراب وحرمان..! عاطفة مجرّدة عن العقل! × مسار صحيح = قلق واصطدام وأحزان..! وهلمّ جراَ من المعادلات لمنْ يفقه المراد.. ويحسن القياس! ظلمات بعضها فوق بعض.. والسعيد من وعظ بغيره! حروف الختام.. قال الله تعالى: {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (التوبة/109). يتبع |
|
من أسرار المودة والرحمة (4)
بيوت بلا حب.. ولكن؟! خالد عبداللطيف وتبقى الرحمة..! بعد أن حلّقنا في الحلقات القليلة الماضية مع بعض أسرار المودة والرحمة، وكيف تؤسَّس معالمُ البيت السعيد عليها وبها.. نقف هنا مع بعض الأحوال الحرجة والمنعطفات في طريق العلاقة الزوجية. ومن أهمها وأخطرها أن يتصور أحد الزوجين أو كلاهما أن "المودة والرحمة" غير متحققة بينهما! والحق أن منْ يتبع الشرع المطهّر ويرضى بحكم الله ويسلّم.. لا يمكن بحال أن يتجرّد من الأمرين كليهما معاَ! فحتى لو انتفت عاطفة الحب (بمعناها القاصر بين الناس!)؛ تبقى عاطفة الرحمة أساساً صالحاَ لبقاء البيت والعلاقة، مع الصبر والاحتساب، وخشية الله وتقواه في حق كل منهما على الآخر، وحق أولادهما عليهما! نحو نظرة أوسع..! وفي كلام أئمة التفسير فقه لمن كان له قلب تقي: قال ابن كثير رحمه الله تعالى: "من تمام رحمته ببني آدم أن جعل أزواجهم من جنسهم وجعل بينهم وبينهن مودة وهي المحبة. ورحمة وهي الرأفة فإن الرجل يمسك المرأة إما لمحبته لها أو لرحمة بها؛ بأن يكون لها منه ولد أو محتاجة إليه في الإنفاق أو للألفة بينهما وغير ذلك..". وقال القرطبي رحمه الله تعالى - في بيان المعاني العديدة للمودة والرحمة التي تتجاوز التصورات القاصرة المحدودة -: " قال ابن عباس ومجاهد: المودة الجماع, والرحمة الولد; وقاله الحسن. وقيل: المودة والرحمة: عطف قلوبهم بعضهم على بعض. وقال السدي: المودة: المحبة, والرحمة: الشفقة; وروي معناه عن ابن عباس قال: المودة حب الرجل امرأته. والرحمة: رحمته إياها أن يصيبها بسوء". وقال أيضاً رحمه الله تعالى - في سياق تفسير الآيات نفسها: "فأعلم الله عز وجل الرجال أن ذلك الموضع (أي موضع الجماع) خلق منهن للرجال, فعليها بذله في كل وقت يدعوها الزوج; فإن منعته فهي ظالمة وفي حرج عظيم; ويكفيك من ذلك ما ثبت في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشها فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطاً عليها حتى يرضى عنها". وفي لفظ آخر: "إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى تصبح".." انتهى كلامه رحمه الله. فطرة تطابق الفقه..! يتبيّن مما سبق أن المعنى الواسع لكل من المودة والرحمة يتجاوز التصورات المحدودة.. التي ينجم عنها المسارعة إلى إعمال معاول الهدم في البيوت!! والعجيب - ورب الكعبة - أن بعض النساء الأميّات اللاتي يصبرن ويحتسبن أمام بعض الصفات السيئة في أزواجهن - بحكم تربيتهن على عظم حق الزوج وحفظ البيت والرحمة بالأولاد - يضربن أروع الأمثلة، ويبلغن بفطرتهن السويّة ما نص عليه فقه أهل العلم والتفسير. بخلاف جامعيات ومثقفات يطلبن الخلع لأتفه الأسباب! والله تعالى أعلم بالمفسد من المصلح! حروف الختام.. وقفات عُمَريَّة تلخّص القضية.. روي عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إن كانت إحداكن لا تحب أحدنا فلا تحدثه بذلك، فإن أقل البيوت الذي يبنى على الحب، ولكن الناس يتعاشرون بالإسلام والأحساب..! وقال لرجلٍ أراد أن يطلق زوجته لأنه لا يحبها: ويحك! ألم تبن البيوت إلا على الحب!؟ فأين الرعاية؟ وأين التذمم؟! يتبع |
|
من أسرار المودة والرحمة (5)
دروس من الواقع..! خالد عبداللطيف عجائب وغرائب..! نسمع ونقرأ.. وتتناقل الألسنة قصصاً عجيبة وغريبة حول العلاقة الزوجية؛ فهذه قصص عجيبة في الحب والوفاء والاحترام المتبادل؛ وهذه حوادث غريبة في البغض والغدر تصل إلى إزهاق الأرواح! وهنا وفاق.. وهناك فراق، وفي هذا البيت سكينة وطمأنينة.. في حين يهدر الآخر بالاضطراب والشقاق! إنها عجائب النفس الإنسانية التي لا يملك زمامها ويأخذ بخطامها إلا الاستسلام لخالقها جل وعلا؛ والعمل بوحيه، والتأسي بهدي رسله وعباده الصالحين..! وإنها لدروس من الواقع.. ينبغي أن تُستلهم منها العبر.. لا أن تُقص للتسرية أو التفكّه!! آية لحفظ البيوت..! لو تأمل كل زوجين هذه الآية – بعمق وتدبر وشمول – لوسعتهم وكفتهم؛ في بناء بيوت سعيدة مملوءة مودة ورحمة؛ يعرف فيها كل منهما ما له وما عليه؛ ويؤدي كل منهما أمانته، ويحفظ حدود الله تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا} (النساء/36). ففيها صورة الرجل العاقل الذي تكون قوامته أمانة ورعاية لا تعسّفاً وظلماً، فما فُضّل به من بعض الصفات في تكوينه إنما هو مدعاة للقيام بمسؤوليته. وفيها صورة المرأة الصالحة الحافظة لبيتها وزوجها بما حفظ الله تعالى ابتغاء رضاه. وفيها علاج المشكلات (وفيه تفصيل يراجع فيه أهل العلم بالتفسير!). وفيها تخويف بالله العلي الكبير لمن يهمّ بالبغي على الآخر.. إلى آخر الصور التي يستطيع استلهامها والوقوف عليها من تدبّر كتاب ربه أو ألقى السمع وهو شهيد.. ثم يكون العمل بمقتضاها بعد ذلك هو علامة الصدق وسبب السعادة وبشارة الفلاح! حروف الختام.. قال الله تعالى: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا} (النساء/65). يتبع |
|
من أسرار المودة والرحمة (6)
فن الاحترام المتبادل..! خالد عبداللطيف موهبة أم تجربة..؟! الاحترام المتبادل بين الزوجين فن وموهبة لدى كثيرين؛ واكتساب وتجربة لدى آخرين؛ فإما جِبَلّة أو تربية فاضلة أورثت صاحبها رسوخاً في احترام الآخرين ومراعاة مشاعرهم، أو حرص وتعاهد للنفس وتوطين لها على ذلك؛ كما في الحكمة "من وطّن نفسه على شيء هان عليه"، وأفضل من ذلك قول رسول الهدى صلى الله عليه وسلم: "إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم ومن يتحر الخير يعطه ومن يتق الشر يوقه" (حسّنه الألباني في صحيح الجامع2328)، وهو حجة على كل من يتذرّع بغلبة الطباع وعدم مغالبتها! وفي كُلٍّ خير (الموهبة والاكتساب).. فالمهم هو تحقيق هذا الاحترام أياً كان الباب الذي يؤدي إليه. وفي كل يوم يزداد فيه الاحترام المتبادل بين الزوجين تزداد حقيقة وواقعية المودة والرحمة بينهما في إحدى أهم صورها ومظاهرها! تبادل لا تفاضل ..! عجيب أمر بعض الأزواج ممن يرى "الاحترام" حقاً له على الآخر دون استعداد منه لبذل مماثل! فنكون – والحال كذلك – أمام احترام متفاضل.. لا متبادل! وذلك أن بعض الأزواج تغلب عليه - أو عليها - النرجسية والأنانية؛ فيرى حقه بمنظار مكبِّر.. فيما يجادل ويماري في حق الآخر عليه، ويدفع عن نفسه أدنى شبهة تقصير فيه! فيا أيها الأزواج - من رجال ونساء - ما أجمل أن يكون الاحترام بالتبادل لا التفاضل.. وأجمل منه وأعلى وأسمى: عطاء صادق من قلب محب لا ينتظر المقابل! مشاعر ومظاهر..! كثيرة هي مظاهر الاحترام المتبادل بين الزوجين، بل لا تكاد تحصى في الحياة اليومية، وضابطها كلها وقاسمها المشترك: مراعاة المشاعر! فمنها مظاهر داخلية بين جدران عش الزوجية، من خفض جناح، ولين جانب، وحسن إنصات، وأدب في الحوار، وتحفظ من إظهار حدة أو شدة أمام الصغار! ومنها مظاهر خارجية، ما أبدعها - والله - دلالة على حسن الخلق وكرم النفوس؛ فلا تراها تذكره لدى الأخريات في مجالس النساء إلا بخير، ولا تراه يذكرها - بدوره - لدى الآخرين في مجالس الرجال إلا بخير. فإذا اجتمعا في مكان واحد (مثل بيت عائلة أحدهما) أشرق الاحترام من كل منهما للآخر في أبهى صورة تسر الناظرين! حروف الختام.. اتصالان هاتفيان مختلفان، كل منهما من زوجة إلى زوجها وهو بحضرة آخرين يسمعون! (صورتان متغايرتان للتأمل والمقارنة!): الاتصال الأول: - وعليكم السلام.. أهلاً أم فلان -...................... - طيب.. خيراً إن شاء الله -...................... - في أمان الله الاتصال الآخر: - وعليكم السلام.. خيراً.. ماذا تريدون؟ -...................... - لا أدري.. أنا مشغول.. سأحاول -...................... - قلت لكم مشغول الآن.. أكلمكم لاحقاً..!! فأيهما إلى الله تعالى أحبُّ وأرغب.. وإلى هدي رسول الله صلى الله عليه وأسلم أقرب؟! قال الله تعالى: {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلاً} (الإسراء/84). يتبع |
|
من أسرار المودة والرحمة (7)
العطف على الأخطاء..! خالد عبداللطيف حنان من أجل الجنان..! من أسرار المودة والرحمة التي تنبعث في القلوب: إقالة العثرات.. وستر العيوب؛ فترى العطف على الأخطاء بدلاً من التعنت والتعيير، والحنان في مواجهة الهفوات بدلاً من الشماتة والتشهير! ولن يبلغ أحد - من ذكر أو أنثى - هذا الخلق الكريم إلا بإخلاص النية للعلي الكبير، وصدق في التأسي بالبشير النذير صلى الله عليه وسلم، وإيثار لذلك على أهواء النفوس! إنه إذن حنان من أجل الجنان.. ورضا الرحمن..! فلو صدقوا الله لكان خيراً لهم..! نعم.. لابد من حزم في بعض الأمور.. وحكمة في قيادة البيت، وتوازن... إلخ.. مما يردده كثيرون لتبرير بعض تصرفاتهم. لكن إذا تحول الحزم إلى صياح وضجيج، والحكمة إلى تنفير ووعيد، والتوازن إلى إرغام وقهر؛ فما هذه العبارات إلا حيل نفسية.. وشماعة للرغبة في التسلط! وللصدق علامات.. وللتوازن أمارات.. فمن صدق في مواطن الحزم؛ صدق في مواطن اللين. ومن صدق في الحكمة؛ صدق في الرحمة! قال الله تعالى: {فَإِذَا عَزَمَ الأمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ} (محمد/21). عطف وتربية..! من أراد أن يحوّل المعاني السابقة إلى مشاهد حية.. فليعش بقلبه ومشاعره مع بيت النبوة، وليبحث في السيرة العطرة عن أجوبة هذه الأسئلة: كيف كان صلى الله عليه وسلم يواجه غضب أمهات المؤمنين وغيرتهن رضي الله عنهن؟! وكيف كان يتعامل مع رغباتهن؟! كيف كان يحنو ويعطف.. ويربي ويهذّب في آن واحد؟! فمن ظفر بالجواب أقيمت عليه الحجة. والمحروم من الجنة هو منْ أبى!! حروف الختام.. يردد بعض من جٌبلوا على الغلظة والجفاء .. أن التلطف واللين لا يفيدان مع النساء.. كل النساء!! ويردد أتباع وحي السماء قولَ العليم الخبير: {وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ} (آل عمران/159).. {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ..} (النساء/19). وقول الهادي البشير صلى الله عليه وسلم: "إنما النساء شقائق الرجال، ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم" (رواه أحمد)! يتبع |
|
من أسرار المودة والرحمة (8)
حصاد الوداد..! خالد عبداللطيف لا تقف أسرار المودة والرحمة عند حد محدود.. بل هي روح العلاقة الزوجية المباركة التي تأسست على تقوى من الله ورضوان.. فتظل هذه التقوى تمدها بالروح والريحان ما بقي الزوجان. بل تبقى وإنْ رحل أحدهما عن الحياة قبل صاحبه؛ حباً ووفاءً وعرفاناً! ويتجلى ذلك في أروع صوره في وفاء معلم البشرية صلى الله عليه وسلم لزوجه الأولى أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها؛ فقد كان صلى الله عليه وسلم يحبها حُباً شديداً في حياتها وبعد وفاتها، حيث كان يكثر ذكرها، ويحسن إلى أقاربها وصديقاتها، حتى إنه - بأبي هو وأمي.. صلى الله عليه وسلم - لما ذكرها يوما عند عائشة رضي الله عنها، فأخذت عائشة الغيرة، وقالت: هل كانت إلا عجوزاً أبدلك الله خيرًا منها؟ غضب صلى الله عليه وسلم وقال: "لا والله ما أبدلني خيرًا منها، آمنت بي حين كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني منها الولد دون غيرها من النساء"! وإنما بلغت أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها هذه المنزلة الرفيعة في قلب خير البشر صلى الله عليه وسلم؛ بهذه الخصال الكريمة التي ذكرها بها؛ والتي تجلّت فيها المودة والرحمة في أروع صورها؛ من تصديق ومواساة ومساندة؛ خصوصاً في أوقات الشدة والمحنة! ولمن؟! لخاتم المرسلين وسيد الأولين والآخرين.. صلى الله عليه وسلم؟! ففازت برضا رب العالمين؛ بعد أن أرضت نبيه الصادق الأمين؛ كما في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتى جبريلُ النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "هذه خديجة أتتك معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني، وبشرها ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب". فلله درُّ أم المؤمنين.. التي حازت قصب السبق بين نساء العالمين في هذا الميدان! ولله درُّ المودة والرحمة.. ما أعظم أثرها على أصحابها في الدنيا والآخرة! حروف الختام.. كما أنه "عند الشدائد يُعرف الإخوان".. فكذلك "عند الشدائد يُعرف الأزواج"! وكم من أزواج لا يحسنون وصف مودتهم بالحروف.. تحدثت بألسنتهم من المواقف ألوف! وكم من أزواج تنطق أفعالهم وأحوالهم بالحنان والرحمة.. وإن لم يصوغوها يوماً في كلمة! والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل. تم بحمد الله |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
المودة والرحمة بين الزوجين لعلاج الأمراض! | يمامة الوادي | المنتدى الإسلامي | 3 | 2013-01-15 10:36 PM |
عزائي بكم، أسألوا لها المغفرة والرحمة. | الابتسام | ❇️ منتدى التواصل والتهنئة والمناسبات وتبادل الآراء وخبرات الأعضاء | 25 | 2007-12-22 10:42 PM |
الإسلام .. دين العدالة والسماحة والرحمة | Bodour | المنتدى الإسلامي | 5 | 2007-02-12 7:15 PM |
كيف أتت المودة والرحمـــــــــة .......؟! | يمامة الوادي | المنتدى الإسلامي | 3 | 2006-06-23 6:41 AM |