لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
اللهم ارحمهما واغفر لهما واجعل مثواهما الجنة |
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه |
مساحة إعلانيه |
لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
:::الصورهـ الاولى ثعلبه::: كان ثعلبة بن عبدالرحمن رضي الله عنه، يخدم النبي صلى الله عليه وسلم في جميع شؤونه وذات يوم بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حاجة له ، فمر بباب رجل من الانصار فرأى امرأة تغتسل وأطال النظر إليها، ثم بعد ذلك أخذته الرهبة وخاف أن ينزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم بما صنع، فلم يعد الى النبي ودخل جبالا بين مكة والمدينة، ومكث فيها قرابة أربعين يوماً، وبعد ذلك نزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد إن ربك يقرئك السلام ويقول لك: أن رجلاً من أمتك بين حفرة في الجبال متعوذ بي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب وسلمان الفارسي: انطلقا فأتياني بثعلبة بن عبدالرحمن فليس المقصود غيره فخرج الاثنان من أنقاب المدينة فلقيا راعيا من رعاة المدينة يقال له زفافة، فقال له عمر:هل لك علم بشاب بين هذه الجبال يقال له ثعلبة؟ فقال لعلك تريد الهارب من جهنم؟ فقال عمر : وما علمك أنه هارب من جهنم قال لأنه كان اذا جاء جوف الليل خرج علينا من بين هذه الجبال واضعا يده على أم رأسه وهو ينادي ياليتك قبضت روحي في الأرواح ..وجسدي في الأجساد.. ولم تجددني لفصل القضاء فقال عمر: إياه نريد.فانطلق بهما فلما رآه عمر غدا اليه واحتضنه فقال : يا عمر هل علم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذنبي؟ قال لاعلم لي الا أنه ذكرك بلامس فأرسلني أنا وسلمان في طلبك. قال يا عمر لا تدخلني عليه الا وهو في الصلاة فابتدر عمر وسلمان الصف في الصلاة فلما سلم النبي عليه الصلاة والسلام قال يا عمر يا سلمان ماذا فعل ثعلبة؟ قال هو ذا يا رسول الله فقام الرسول صلى الله عليه وسلم فحركه وانتبه فقال له : ما غيبك عني يا ثعلبة ؟ قال ذنبي يا رسول الله قال أفلا أدلك على آية تمحوا الذنوب والخطايا؟ قال بلى يا رسول الله قال قل ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار قال ذنبي أعظم قال الرسول صلى الله عليه وسلم بل كلام الله أعظم ثم أمره بالانصراف الى منزله فمر من ثعلبة ثمانية أيام ثم أن سلمان أتى رسول الله فقال يا رسول الله هل لك في ثعلبة فانه لما به قد هلك؟ فقال رسول الله فقوموا بنا اليه ودخل عليه الرسول صلى الله عليه وسلم فوضع رأس ثعلبة في حجره لكن سرعان ما أزال ثعلبة رأسه من على حجر النبي فقال له لم أزلت رأسك عن حجري؟ فقال لأنه ملآن بالذنوب قال رسول الله ما تشتكي؟ قال :مثل دبيب النمل بين عظمي ولحمي وجلدي قال الرسول الكريم : ما تشتهي؟ قال مغفرة ربي فنزل جبريل عليه السلام فقال: يا محمد ان ربك يقرئك السلام ويقول لك لو أن عبدي هذا لقيني بقراب الارض خطايا لقيته بقرابها مغفرة فأعلمه النبي بذلك فصاح صيحة بعدها مات على أثرها فأمر النبي بغسله وكفنه،فلما صلى عليه الرسول عليه الصلاة والسلام جعل يمشي على أطراف أنامله، فلما انتهى الدفن قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم،يا رسول الله رأيناك تمشي على أطراف أناملك قال الرسول صلى الله عليه وسلم والذي بعثني بالحق نبياً ما قدرت أن أضع قدمي على الارض من كثرة ما نزل من الملائكة لتشييعه كل واحد منا يخطي وله ذنوب يعلمها وذنوب لايعلمها فالواجب علينا ان نعود انفسنا على التوبة النصوح دائما . ربنا آتنا في الدنيا حسنه وفي الآخره حسنه وقنا عذاب النار أستغفر الله وأتوب إليه يتبع ................
|
|
تعذيب صحابي جليل خباب بن الأرت ذاق أشد أنواع العذاب علي يد سيدته أم أنمار دعا عليها الرسول فأصابها السعار وظلت تعوي مثل الكلاب! خباب بن الأرت صحابي جليل، تحمل في سبيل عقيدته بما هو فوق طاقة البشر، وقراءة مسيرة حياته وإسلامه ومواقفه، تعطي الإنسان صورة علي الإنسان أن يعيش للمبدأ، ولا يقايض بمبادئه ملء الأرض ذهبا. فما أكثر ما عذب عندما أعلن إسلامه، فقد حوله الاسلام إلي إنسان آخر.. إنسان أصبح لحياته هدف وغاية، وأصبح للحياة نفسها هدف وغاية، علي أساس أنها معبر لعالم خالد لا يعرف الفناء. وخباب عربي من بني سعيد، من تميم، اختطف من أهله عندما كان غلاما وبيع كرقيق في أسواق مكة، واشترته امرأة اسمها (أم أنمار) وهي امرأة من خزاعة كانت تشتغل خاتنة في مكة. وكبر خباب، وشب علي الطوق، وأصبح ماهرا في صناعة السيوف والدروع.. واشتهر بمهارته تلك في مكة، فكان الناس يقبلون عليه لشراء سيوفهم ودروعهم. وفجأة تغيرت حياته تماما، فقد سمع بالدعوة الاسلامية، وما ينادي به محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام، وسرعان ما أقتنع بهذه الدعوة، وذهب إلي الرسول وأعلن اسلامه. ثم سرعان ما عرف الناس بهذا الخبر، وعندما سألوه عن ذلك لم ينكر، ولكنه لم يفق إلا بعد وقت طويل، فقد أخذوا في ضربه في كل مكان يقع عليه سياط الظالمين. أما 'أم أنمار' سيدته، فقد أذاقته ألوانا من العذاب لا يخطر علي بال، فقد كانت تربطه في عمود من أعمدة البيت، وتشعل النار في الكور، وتضع فيه الحديد، حتي يصبح كالجمر، وتكوي به جسد خباب وهي تقول له: ستظل هكذا حتي تعود إلي ملتنا، وتظل تعذبه بقطع الحديد الساخن كلما أفاق!! *** ذهب خباب إلي رسول الله يشكو له ما يلاقي من عذاب، وقال للرسول الكريم: يارسول الله.. ألا تدعو الله لنا فيخفف عنا عذابنا ويريحنا من موالينا؟ فطلب منه الرسول الصبر، وقال له: إنه كان من قبلكم ليمشط أحدهم بأمشاط الحديد ما دون عظمه من لحم وعصب! ويوضع المنشار علي فرق رأس أحدهم فيشق.. ما يصرفه عن ذلك عن دينه، وليظهرن الله تعالي هذا الدين، حتي يسير الراكب من صنعاء اليمن إلي حضرموت لايخاف إلا الله والذئب علي غنمه'! *** فما كان من خباب بعد ما سمعه من الرسول إلا أنه أخذ يلوذ بالصبر الجميل، متحملا كل هذا العذاب من امرأة انتزع الله من قلبها أي رحمة. *** ومر رسول الله به ذات يوم وهو يعذب، فرفع كفيه إلي السماء وقال: اللهم انصر خبابا واستجاب الله لدعاء رسوله، فقد أصيبت أم أنمار بسعار غريب فجعلها تعوي مثل الكلاب! ونصحها البعض بأن علاجها هو أن تكوي رأسها بالنار! وهكذا ذاقت من نفس الكأس التي أذاقته لخباب بن الأرت. وتفرغ خباب للعبادة وحفظ القرآن الكريم حتي قال عنه عبدالله بن مسعود: من أراد أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل، فليقرأه بقراءة أبن أم عبد'. *** وكان خباب هذا هو الذي يعلم فاطمة بنت الخطاب، وزوجها سعيدبن زيد القرآن الكريم، والذي فاجأهم ذات يوم عمر بن الخطاب، وقد كان ممسكا سيفه يريد به الاعتداء علي رسول الله، ولكنه عندما قرأ أيات القرآن الكريم، لان قلبه، وطلب من أخته أن تدله علي محمد، يومها كان خباب مختبئا، فما كاد يسمع عمر، حتي خرج من مخبأه ليبشره بقوله: يا عمر.. والله إني لأرجو أن يكون الله قد خصك بدعوة نبيه صلي الله عليه وسلم، فإني سمعته بالأمس يقول: 'اللهم أيد الاسلام بأحب الرجلين إليك.. أبي الحكم بن هشام وعمر بن الخطاب' وعرف عمر أن الرسول في بيت الأرقم بن أبي الأرقم فذهب وأعلن اسلامه، وكان اسلامه له أثره العظيم في تقويه الدعوة. *** وقد شهد خباب جميع المواقف والغزوات مع الرسول الكريم، وعندما انتقل الي جوار ربه وكان له دخل كبير من بيت المال لسابقته في الاسلام، قرر أن يشتري بيتا متواضعا في الكوفة.. وكان يعطي من هذا المال المحتاجين. *** ويقول الرواة إنه بكي حين حضرته الوفاة، وعندما سأله أصدقاؤه عما يبكيه، وهو سوف يلاقي الأحبة الذين سبقوه الي الدار الآخرة.. قال لهم: أما أنه ليس بي جزع، ولكنكم ذكرتموني أقواما، واخوانا مضوا بأجورهم كلها لم ينالوا من الدنيا شيئا. وإنما بقينا بعدهم حتي نلنا من الدنيا ما لم نجد له موضعا إلا التراب. وكان قد أعد كفنه، وقال للذين جاءوا لعبادته: انظروا هذا كفني.. لكن حمزة عم الرسول صلي الله عليه وسلم لم يوجد له كفن يوم استشهد إلا بردة ملحاء.. إذا جعلت علي رأسه قلصت عن قدميه، واذا جعلت علي قدمه قلست عن رأسه!. *** ويرسم خالد محمد خالد هذه اللوحة لنهاية هذا البطل الذي عاش لله وبالله، لم يرهبه عذاب ولا تعذيب، ولكنه كان قرير العين، راضيا بما تجري به الأقدار مؤمنا بفوزه بنعم الآخرة، لرضاء الله ورسوله عليه. يقول خالد محمد خالد في كتابه (رجال حول الرسول) ومات خباب في السنة السابعة والثلاثين للهجرة. مات أستاذ صناعة السيوف في الجاهلية.. وأستاذ صناعة التضحية والفداء في الاسلام! مات الرجل الذي كان أحد الجماعة الذين نزل القرآن يدافع عنهم، ويحييهم عندما طلب بعض السادة من قريش أن يجعل لهم رسول الله صلي الله عليه وسلم يوما، وللفقراء يوما.. من أمثال (خباب) و(صهيب) و(بلال) يوما آخر. فإذا القرآن العظيم يحتضن رجال الله هؤلاء في تمجيد لهم وتكريم، وتهل أياته قائلة للرسول الكريم: 'ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه، ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين'. 'وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا، أليس الله بأعلم بالشاكرين. 'وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم، كتب ربكم علي نفسه الرحمة'. وهكذا لم يكن الرسول صلي الله عليه وسلم بعد نزول هذه الآيات، حتي يبالغ في اكرامهم، فيفرش لهم رداءه، ويربت علي أكتافهم ويقول لهم: أهلا بمن أوصاني بهم ربي. أجل مات واحد من الأبناء البررة لأيام الوحي، وجيل التضحية. *** 'ولعل خير ما نودعه به كلمات الامام علي كرم الله وجهه حين كان عائدا من معركة صفين، فوقعت عيناه علي قبر غض رطب فسأل: قبر من هذا؟ فأجابوه: إنه قبر خباب فتملأه خاشعا آسيا وقال: رحم الله خبابا لقد أسلم راغبا وهاجر طائعا وعاش مجاهدا' هذه صورة لمجاهد عظيم، ومكافح عظيم، لم يترك الدنيا إلا بعد أن ترك سيرة عطرة تتداولها الأجيال في كل العصور. يتبع..........
|
|
:: عبدُ الله بنُ مسعُود::
قال صلى الله علية وسلم مَنْ سَرّهُ أَنْ يَقْرَأَ القُرْانَ رَطْبًا كَمَا نَزَلَ ، فَلْيَقْرَأ عَلَى قِرَاءَةِ اِبْنِ أُمِّ عَبْدٍ كان يومئذٍ غلاماً لم يجاوِزِ الحُلُمَ، وكان يَسْرَحُ في شِعابِ مكَّةَ بعيداً عن النَّاسِ، ومعه غَنَمٌ يرعاها لِسَيِّدٍ من ساداتِ قريش هو عُقْبَةُ بنُ أبي مُعَيطٍ . كان النـاسُ يُنـادونَه: "ابنَ أمِّ عَبْدٍ" أمَّا اسمهُ فهو عبدُ اللّهِ وأمَّا اسـمُ أبيه "فَمَسْعُود". كان الْغُلامُ يَسْمَعُ بِأخْبَارِ النبَّي الذي ظَهَرَ في قومِه فلا يأبَه لها لِصِغَرِ سِنِّهِ من جِهَةٍ ، وَلِبُعْدِهِ عنِ المجتَمَع المكِّي من جهةٍ أخْرَ ى، فقد دأب على أنْ يخرجَ بغنم عُقْبَةَ مُنْذُ البُكورِ ثُمَّ لا يعودُ بها إِلاَّ إِذا أقْبَلَ اللَّيْلُ. وفي ذات يوم أبصَرَ الغلامُ المكي عبدُ اللّهِ بنُ مَسْعُودٍ كَهْلَيْنِ عليهما الْوَقَارُ يَتَّجهان نَحْوَه مِنْ بَعيدٍ ، وقد أخذَ الجُهْدُ مِنْهُما كُلَّ مَأخَذٍ ، واشتدَّ عليهما الظَّمَأ حَتَّى جَفَّتْ منهما الشفاهُ والحلوقُ. فلمّا وقفا عليه، سَلَّما وقالا: يا غلامُ، احْلِبْ لنا من هذِهِ الشِّياهِ ما نُطْفِئُ به ظَمَأنا ونَبُلُّ عُروقَنا. فقال الغلامُ: لا أفعَلُ، فالْغَنَمُ لَيْسَتْ لي، وأنا عليها مُؤتَمنٌ ... فلم يُنْكِرِ الرَّجُلانِ قَوْلَهُ، وبَدَا على وجهيهما الرِّضا عَنْهُ. ثم قال له أحَدُهُما: دُلَّني على شاةٍ لم ينْزُ عليها فَحْلٌ ، فأشارَ الغُلامُ إِلى شاةٍ صغيرَةٍ قريبَةٍ منه، فتقدَّمَ منها الرجلُ واعْتَقَلَهَا، وجعلَ يَمْسَح ضَرْعَهَا بِيَدِه وهو يَذْكُرُ عليها اسمَ اللّهِ، فنظرَ إليه الغلامُ في دَهْشَةٍ وقال في نفسهِ: ومتى كانَتِ الشِّياهُ الصغيرةُ التي لم تَنْزُ عليها الفُحولُ تدرُّ لبناً؟! لكِنَّ ضرْعَ الشَاة ما لَبِثَ أن انْتَفَخَ، وطَفِق اللَّبنُ يَنْبَثِقُ منه ثَرّاً غزيراً. فَأخَذَ الرَّجُلُ الآخَر حجراً مُجَوَّفاً من الأرْضِ، وملأه باللَّبنِ، وشرِبَ منه هو وصاحِبُه، ثم سقيَاني معهما، وأنا لا أكاد أصدقُ ما أرى. فلمَّا ارْتَوَيْنَا، قالَ الرّجُلُ المبارَكُ لِضَرْع الشَّاةِ: اِنْقَبِضْ، فما زال يَنْقَبِضُ حتَّى عادَ إلى ما كان عليه. عند ذلك قلتُ للرَّجُل المبارَكِ: عَلِّمْني مِن هذا القولِ الذي قلتَه. فقال لي: إنَّك غلام مُعَلَّم. *** كانت هذهِ بدايةَ قِصَّةِ عبدِ اللّهِ بنِ مسعودٍ مع الإسْلامِ... إذ لَمْ يَكُنْ الرَّجُلُ المبارَكُ إلاَّ رسولَ اللّهِ صلوات اللّه عليه، ولم يكن صاحبُه إلا الصديقَ رَضِىَ اللّهُ عنه. فقد نَفَرا في ذلِكَ اليومِ إلى شِعابِ مَكَّةَ لِفَرْطِ ما أرهَقَتْهُمَا قريشا وَلِشدَّةِ ما أنزَلتْ بهما من بَلاءٍ وكما أحَبَّ الغلامُ الرسولَ الكريمَ وصاحِبَهُ، وتَعَلَّقَ بهما فقد أعجب الرسولُ وصاحبُه بالغُلامِ و أكبَرَا أمَانَتَهُ وَحَزْمَهُ وَتَوَسَّمَا فيه الخيْرَ لم يمضِ غيرُ قليل حتَّى أسلمَ عبدُ اللّهِ بنُ مسعودٍ وعَرَضَ نَفْسَهُ على رسولِ اللّهِ ليخدِمَه، فَوَضَعه الرسولُ صلوات اللّهِ عليه في خِدْمَتِهِ. ومُنْذُ ذلك اليومِ انْتَقَلَ الغلامُ المَحْظُوظُ عبدُ اللّهِ بنُ مسعودٍ من رعاية الغَنم إِلى خِدْمَةِ سَيِّدِ الخَلقَ والأممَ. *** لزمَ عبدُ اللّه بنُ مسعودِ رسولَ اللّهِ صلواتُ اللّهِ عليه مُلاَزَمَةَ الظِّلِّ لصاحبه، فكَان يُرافِقُه في حِلِّهِ وَتَرْحَالِهِ، ويصاحِبهُ داخِلَ بيتهِ وخارجَه... إذْ كان يوقِظُه إِذا نام، وَيَسْتُرُهُ إِذا اغْتَسَلَ، ويُلْبِسُهُ نَعْلَيْهِ إِذا أرادَ الخروجَ، ويَخْلَعُهُما من قَدَمَيْه إذا هَمَّ بالدخولِ، ويحمِـلُ له عصـاه وَسِـوَاكَه، وَيَلجُ الحُجْرَةَ بَيْنَ يَدَيْه إذا أوى إِلى حُجْرَتِه… بلْ إنَّ الرسولَ عليه الصلاةُ والسَّلامُ أذِنَ له بالدُّخولِ عليه مَتى شاءَ، والوقوف على سِرّهِ من غيرِ تَحَرُّج وَلا تأثم، حتَّى دُعِيَ بِصَاحـبِ سِرِّ رسولِ اللّهِ. *** رُبِّيَ عبدُ اللّهِ بنُ مسعودٍ في بيتِ رسـولِ اللّهِ، فاهْتَدَى بِهَدْيِهِ وَتَخَـلَّقَ بِشَمَائلهِ ، وَتَابَعهُ في كل خَصْلَةٍ من خِصالِه حتَّى قيل عنه: إنَّهُ أقربُ النَّاسِ إلى رسولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم هَدْياً وَسَمْتا *** وَتَعَلَّمَ ابنُ مسعودٍ في مَدْرَسَةِ الرسول صَلواتُ اللّهِ عليه فكان من أقرَأ الصَّحابةِ للقرَآنِ، وأفقَهِهِمْ لمعانيه وأعلَمِهِمْ بِشرْعِ اللّهِ. ولا أدَلَّ على ذلك مِنْ حكاية ذلك الرَّجُلِ الذي أقْبَلَ على عُمَرَ بنِ الخطابِ وهو واقِف بِعَرَفَة، فقال له: جئتُ- يا أميرَ المؤمنين- من الكوفَةِ وَتَرَكْـتُ بها رجلاً يُمْلي المَصَاحِفَ عن ظَهْرِ قَلْبِهِ، فَغَضِبَ عمرُ غَضَباً قَلَّما غَضِبَ مِثْلَهُ، وَانتَفَخَ حَتَّى كادَ يَمْلأ ما بينَ شُعْبَتَي الَّرحل وقال: مَنْ هُوَ وَيْحَكَ؟! قال: عبدُ اللّهِ بنُ مسعودٍ . فما زالَ يَنْطَفِئُ وَيُسَرَّى عَنْهُ حَتَّى عادَ إلى حالِه، ثم قال: وَيْحَكَ، واللّهِ ما أعْلَمُ أنهُ بَقِيَ أحَدٌ مِنَ النَاسِ أحَقُّ بهذا الأمْرِ منْهُ، وَسَأحَدِّثكَ عن ذلك. واستأنفَ عمرُ كلامَهُ فقال: كان رسولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم يَسْمُرُ ذاتَ ليلة عِنْدَ أبى بكرٍ ، ويتفاوَضانِ في أمرِ المسلمين، وكُنْتُ معهما، ثُمَّ خَرَجَ رسولُ اللّهِ وَخَرَجْنا معه، فإذا رَجُلٌ قائِم يُصَلِّي بِالْمَسجِدِ لَمْ يَتَنبّه: فَوَقَفَ رسولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم يَسْتَمِعُ إليه، ثم الْتَفَتَ إلينا وقال: مَنْ سَرَّهُ أنْ يَقْرَأ الْقُرانَ رَطْباً كما نزَلَ فَلْيَقْرَأهُ على قِراءَةِ ابْنِ أمِّ عَبْدٍ ... ثُمَّ جَلَسَ عبدُ اللّهِ بنُ مسعودٍ يدْعو فَجَعَلَ الرسولُ عليه الصَّلاةُ والسلامُ يقولُ له: سَلْ تُعْطَهْ... سَلْ تُعْطَهْ... ثم أتْبَعَ عمرُ يقول: فَقُلْتُ في نفسي: واللّهِ لأغدُوَنَّ عَلَى عَبْدِ اللّهِ بنِ مسعودٍ وَلأبشِّرَنَّهُ بِتَأمِينِ الَّرسولِ صلى الله عليه وسلم على دُعائِه، فَغدَوْتُ عَلَيْهِ فَبَشَّرْتُه، فَوَجَدْتُ أبَا بَكْرٍ قَدْ سَبَقَني إلَيْه فَبَشَّرَه ... ولا واللّهِ ما سابَقْتُ أبا بَكْر إلى خَيْرٍ قَطُّ إلاَّ سَبَقَني إلَيْهِ. (الله أكبر) *** ولقد بَلَغ من عِلْمِ عبدِ اللّهِ بنِ مسعودٍ بكتابِ اللّهِ أنهُ كان يقولُ: واللّهِ الذي لا إلهَ غَيْرُه، ما نَزَلَتْ آيَة من كِتابِ الله إلاَّ وأنا أعلم أينَ نَزَلَتْ وأعلمُ فيما نَزَلَتْ، ولو أعْلَمُ أن أحَداً أعلَمُ مِنى بِكِتَابِ اللّهِ تَنَالُه الَمطِيُّ لأتيْتُه. *** لم يَكُنْ عبدُ اللّهِ بنُ مسعودٍ مُبَالِغاً فيما قالَه عَنْ نفسِه، فهذا عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ رضىَ اللّهُ عنه يَلْقَى رَكْباً في سَفَرٍ من أسْفَارِهِ، والليلُ مُخَيِّم يحجُبُ الرَّكْبَ بِظلامِهِ. وكان في الرَّكْبِ عبدُ اللّهِ بنُ مسعودٍ ، فَأمَرَ عُمَرُ رجلاً أن يُنَادِيَهُمْ: من أينَ القومُ؟ فأجابَه عبدُ اللّهِ: من الفجِّ العَمِيِق . فقال عمرُ: أينَ تريدونَ؟ فقال عَبْدُ اللّهِ: البيتَ العَتيقَ. فقال عمرُ: إنَّ فيهم عالماً... وأمرَ رجلاً فناداهُمْ: أيّ القرآنِ أعظمُ؟ فأجابه عبدُ اللّهِ: { اللّهُ لاَ إلهَ إلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأخُذُهُ سِنَة وَلاَ نَوْمٌ }. قال:نَادِهِمْ أيُّ الْقُرآنِ أحْكَمُ؟ فقال عبدُ اللّه: { إن اللّهَ يَأمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى }. فقال عمر: نادِهم أي القرَانِ أجمَعُ؟ فقال عبدُ اللّهِ:{ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَه، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَراً يَرَه }. فقال عمر: نادِهم أيُّ القرَآن أخوفُ؟ فقال عبدُ اللّهِ:{ لَيْسَ بِأمَانِيِّكُمْ وَلا أمَانيّ أهل الكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلا يجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللّهِ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً }. فقال عمرُ:نادِهم أيُّ القرَان أرْجَى؟ فقال عبدُ اللّهِ:{ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أسْرَفُوا عَلَى أنفُسِهمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللّهِ إنَّ اللّه يَغْفِرُ الذُّنوبَ جَمِيعاً، إنَّهُ هُوَ الْغفُورُ الرَّجِمُ }. فقال عمرُ:نَادِهِمْ، أفيكُمْ عبدُ اللّهِ بنُ مسعودٍ ؟! قالوا: اللَّهُمَّ نعم. *** ولم يَكُنْ عبدُ اللّهِ بنُ مسعود قارئاً عالماً عابداً زاهِداً فَحَسْبُ وإنما كان- مع ذلك- قَوِيّاً حازماً مُجاهِداً مِقْداماً إذا جَدَّ الْجِدُّ. فَحَسْبُهُ أنَّهُ أوَّلُ مُسْلِم على ظَهْرِ الأرضِ جَهَرَ بالقرَآنِ بَعْدَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم : فقد اجْتَمعَ يوماً أصحابُ رسولِ اللّهِ في مكَّةَ ،- وكانوا قِلَّةً مُسْتَضْعَفينَ- فقالوا: واللّهِ ما سَمِعَتْ قريشٌ هذا القُرآن يُجْهَرُ لها به قَطّ، فَمَنْ رَجُلٌ يُسْمِعُهُم إيَاه؟! فقال عبدُ اللّهِ بنُ مسعودٍ : أنا أسمعهم إِيَّاه. فقالوا: إنَّا نَخْشَاهُم عليكَ، إنَّما نُرِيدُ رَجُلاً له عَشيرة، تَحْميه وَتَمْنَعُهُ منهم إِذا أرادوه بشَر، فقال: دَعُونِي فإنَّ اللّهَ سَيَمْنَعُني ويَحْميني... ثم غدا إلى الْمَسْجِدِ حَتَّى أتَى مَقامَ إِبْراهِيمَ في الضُّحَى وقريشٌ جلوسٌ حَوْل الكَعْبَةِ، فَوَقَفَ عِنْدَ المقام وقرأ: { بِسمِ اللّهِ الرحمنَ الرحيمِ- رافِعاً بها صَوْتَهُ- الرَّحْمنُ عَلَّمَ الْقُرآنَ، خَلَقَ الانْسَانَ، عَلَّمَهُ الْبَيَانَ... }. وَمَضىَ يَقْرأها، فَتَأملَتْهُ قريشٌ وقالت: ماذا قال ابنُ أمِّ عَبْدٍ ؟! تَبّاً له … إنَّهُ يَتْلو بَعْضَ ما جاءَ به محمدٌ … وقاموا إليه وجَعَلوا يَضْرِبُونَ وَجْهَهُ وهو يَقْرأ حَتَّى بَلَغ منها ما شاءَ اللّهُ أَنْ يبلُغ، ثم انْصَرَفَ إِلى أصحَابِه والدَّمُ يسيلُ منه، فقالوا له: هذا الذي خَشِينا عليك. فقال: واللّهِ ما كان أعداءُ اللّهِ أهوَنَ في عيني منهم الآنَ، وإنْ شِئْتُم لأُغَادينّهم، بِمِثْلها غداً، قالوا: لا، حَسْبُكَ ، لقد أسْمَعْتَهم ما يَكْرَهون. *** عاشَ عبدُ اللّهِ بنُ مسعودٍ إلى زَمَنِ خِلافَةِ عُثمانَ رَضِيَ اللّهُ عنه، فلمّا مَرِضَ مَرَضَ الموتِ جاءَه عثمانُ عائِداً، فقال له: ما تشتَكي؟ قال: ذنوبي. قال: فما تشْتَهي؟ قال: رحمةَ ربى. قال: ألا آمُرُ لك بِعَطائِك الذي امْتَنَعْتَ عَنْ أخْذِهِ منذُ سنين؟! قال: لا حاجَةَ لي به. قال: يكون لِبَناتِكَ من بَعْدِك. قال: أتَخْشَى على بناتي الفقْرَ؟ إني أمرْتُهُنَّ أن يَقْرَأنَ كُلَّ لَيْلَةٍ سُورَةَ الْوَاقِعَة... وإنِّي سمعتُ رسولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ قَرَا الْواقِعَةَ كُلَّ لَيْلَةٍ لَمْ تُصِبْهُ فَاقَة أبداً". (أينكم يا أهل الأسهم عن هذه السورة) *** ولما أقبَلَ الليلُ لَحِقَ عبدُ اللّهِ بنُ مسعودٍ بالرفيقِ الأعلى ولِسَانهُ رَطْب بِذِكْرِ اللّهِ، نَدِيُّ بآياتِه الْبَيِّنات.(*) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ (*) للاستزادة من أخبار عبد الله بن مسعود انظر: ا- الإصابة (ط. السعادة): 4/ 129- 130. 2- الاستيعاب (ط. حيدر آباد): 1/ 359- 362. 3- أسد الغابة:3/256-260 7- شذرات الذهب ت1/38- 39. 4- تذكرة الحفاظ: 1/12-15 8- تاريخ الإسلام الذهبي: 2/100- 154. 5- البداية والنهاية: 7/ 162- 163 9- سير أعلام النبلاء: 1/331-357 6- طبقات الشعراني: 29- 30 0 1- صفة الصفوة: 1/154- 166 يتبع ((أضافـــه من حياتـــه))
|
|
بعض من حياته
صاحب سواد رسول الله وَأَخْرَجَ البُخَارِيُّ وَالنَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيْثِ أَبِي مُوْسَى، قَالَ: قَدِمْتُ أَنَا وَأَخِي مِنَ اليَمَنِ، فَمَكَثْنَا حِيْناً، وَمَا نَحْسِبُ ابْنَ مَسْعُوْدٍ وَأُمَّهُ إِلاَّ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِكَثْرَةِ دُخُوْلِهِم وَخُرُوْجِهِم عَلَيْهِ. عَنْ أَبِي مُوْسَى، قَالَ: وَاللهِ لَقَدْ رَأَيْتُ عَبْدَ اللهِ، وَمَا أَرَاهُ إِلاَّ عَبْدَ آلِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. وَعَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ، قَالَ: كَانَ ابْنُ مَسْعُوْدٍ صَاحِبَ سِوَادِ رَسُوْلِ اللهِ - يَعْنِي سِرَّهُ - وَوِسَادِهِ - يَعْنِي فِرَاشَهُ - وَسِوَاكِهِ، وَنَعْلَيْهِ، وَطَهُوْرِهِ، وَهَذَا يَكُوْنُ فِي السَّفَرِ. عَنِ القَاسِمِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ يُلْبِسُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَعْلَيْهِ، ثُمَّ يَمْشِي أَمَامَهُ بِالعَصَا، حَتَّى إِذَا أَتَى مَجْلِسَهُ نَزَعَ نَعْلَيْهِ، فَأَدْخَلَهُمَا فِي ذِرَاعِهِ، وَأَعْطَاهُ العَصَا، وَكَانَ يَدْخُلُ الحُجْرَةَ أَمَامَهُ بِالعَصَا. عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ شَدَّادٍ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ صَاحِبَ الوِسَادِ، وَالسِّوَاكِ، وَالنَّعْلِيْنِ. :: أقوال الصحابة و شهادتهم له عن عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ يَزِيْدَ، قَالَ: قُلْنَا لِحُذَيْفَةَ: أَخْبِرْنَا بِرَجُلٍ قَرِيْبِ السَّمْتِ وَالدَّلِّ بِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى نَلْزَمَهُ. قَالَ: مَا أَعْلَمُ أَحَداً أَقْرَبَ سَمْتاً وَلاَ هَدْياً وَلاَ دَلاًّ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى يُوَارِيَهُ جِدَارُ بَيْتِهِ مِنِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ. كَتَبَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ إِلَى أَهْلِ الكُوْفَةِ: إِنَّنِي قَدْ بَعَثْتُ إِلَيْكُمْ عَمَّاراً أَمِيْراً، وَابْنَ مَسْعُوْدٍ مُعَلِّماً وَوَزِيْراً، وَهُمَا مِنَ النُّجَبَاءِ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ، فَاسْمَعُوا لَهُمَا، وَاقْتَدُوا بِهِمَا، وَقَدْ آثَرْتُكُم بِعَبْدِ اللهِ عَلَى نَفْسِي. عَنْ خَيْثَمَةَ، قَالَ: كُنْتُ جَالِساً عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، فَذَكَرَ ابْنَ مَسْعُوْدٍ، فَقَالَ: لاَ أَزَالُ أُحِبُّهُ بَعْدَ إِذْ سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: (اسْتَقْرِئُوا القُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ: مِنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدٍ - فَبَدَأَ بِهِ - وَأُبَيِّ بنِ كَعْبٍ، وَمُعَاذِ بنِ جَبَلٍ، وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ). عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، قَالَ: سَافَرَ عَبْدُ اللهِ سَفَراً يَذْكُرُوْنَ أَنَّ العَطَشَ قَتَلَهُ وَأَصْحَابَهُ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِعُمَرَ، فَقَالَ: لَهُوَ أَنْ يُفَجِّرَ اللهُ لَهُ عَيْناً يَسْقِيْهِ مِنْهَا وَأَصْحَابَهُ أَظَنُّ عِنْدِي مِنْ أَنْ يَقْتُلَهُ عَطَشاً. عَنْ أَبِي وَائِلٍ: أَنَّ ابْنَ مَسْعُوْدٍ رَأَى رَجُلاً قَدْ أَسْبَلَ، فَقَالَ: ارْفَعْ إِزَارَكَ. فَقَالَ: وَأَنْتَ يَا ابْنَ مَسْعُوْدٍ فَارْفَعْ إِزَارَكَ. قَالَ: إِنّ بِسَاقَيَّ حُمُوْشَةً، وَأَنَا أَؤُمُّ النَّاسَ. فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ، فَجَعَلَ يَضْرِبُ الرَّجُلَ، وَيَقُوْلُ: أَتَرُدُّ عَلَى ابْنِ مَسْعُوْدٍ؟ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، قَالَ: أَرْسَلَ عُثْمَانُ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدٍ يَسْأَلُهُ عَنْ رَجُلٍ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ، ثُمَّ رَاجَعَهَا حِيْنَ دَخَلَتْ فِي الحَيْضَةِ الثَّالِثَةِ. فَقَالَ أَبِي: وَكَيْف يُفْتِي مُنَافِقٌ؟ فَقَالَ عُثْمَانُ: نُعِيْذُكَ بِاللهِ أَنْ تَكُوْنَ هَكَذَا. قَالَ: هُوَ أَحَقُّ بِهَا مَا لَمْ تَغْتَسِلْ مِنَ الحَيْضَةِ الثَّالِثَةِ. عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ: إِنَّ أَبَا مُوْسَى اسْتُفْتِيَ فِي شَيْءٍ مِنَ الفَرَائِضِ، فَغَلِطَ، وَخَالَفَهُ ابْنُ مَسْعُوْدٍ. فَقَالَ أَبُو مُوْسَى: لاَ تَسْأَلُوْنِي عَنْ شَيْءٍ مَا دَامَ هَذَا الحَبْرُ بَيْنَ أَظْهُرِكُم. سَمِعْتُ أَبَا مُوْسَى يَقُوْلُ: مَجْلِسٌ كُنْتٌ أُجَالِسُهُ ابْنَ مَسْعُوْدٍ، أَوْثَقُ فِي نَفْسِي مِنْ عَمَلِ سَنَةٍ. عَنْ مَسْرُوْقٍ، قَالَ: شَامَمْتُ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَوَجَدْتُ عِلْمَهُمُ انْتَهَى إِلَى سِتَّةٍ: عَلِيٍّ، وَعُمَرَ، وَعَبْدِ اللهِ، وَزَيْدٍ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَأُبِيٍّ. ثُمَّ شَامَمْتُ السِّتَّةَ، فَوَجَدْتُ عِلْمَهُمُ انْتَهَى إِلَى عَلِيٍّ، وَعَبْدِ اللهِ. قَالَ الشَّعْبِيُّ: مَا دَخَلَ الكُوْفَةَ أَحَدٌ مِنَ الصَّحَابَةِ أَنْفَعَ عِلْماً، وَلاَ أَفْقَهَ صَاحِباً مِنْ عَبْدِ اللهِ. قَالَ عَلْقَمَةُ: جَلَسْتُ إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ، فَقَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنَ الكُوْفَةِ. فَقَالَ: أَوَلَيْسَ عِنْدَكُمُ ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ صَاحِبُ النَّعْلَيْنِ، وَالوِسَادِ، وَالمِطْهَرَةِ، وَفِيْكُمْ صَاحِبُ السِّرِّ، وَفِيْكُمُ الَّذِي أَجَارَهُ اللهُ مِنَ الشَّيْطَانِ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ؟
|
|
جزاك الله كل الخير ...
أخي الفاضل لو أمكن فصل القصص في مشاركات سيكون أفضل(بعد إذنك)...حتي لا يصيب القاريء الملل أو التعب أثناء القراءة... دمت في حفظ الله
|
سبحان الله00سبحان الله 00سبحان الله
اللهم اتنا في الدنيا حسنه وفي الاخره حسنه وقنا عذاب النار جزاك الله الف خير على الموضوع الاكثر من رائع جعله الله في موازين حسناتك |
|
نعم ياأم نور الهدى أقتراحك في مكانه أشكرك
وأمل بس أشكرك على مرورك الكريم وبارك الله فيك
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الأخ محمــــــــــــد كلاس """"""""بــــــــــــــــركة"""""""""""" | صابرون | 🟠 منتدى الرؤى المتحققه وغرائب وعجائب الرؤى والأحلام | 30 | 2019-02-18 1:33 AM |
الفرق بين غيرة""" المرأة "" وغيرة الرجل"""" | نجمة الصبح | المنتدى العام | 78 | 2011-08-15 1:25 AM |
":":":" صورة اصغر طفله حجمها مثل القلم ":":":" | الأميره الصغيره | المنتدى العام | 56 | 2011-08-15 1:23 AM |
أسهل "100" جملة "إنجليزية" تعلمها تمشيك بأي مكان ، لاتفوتك "e" @ | عذوق | المنتدى العام | 50 | 2011-08-15 1:19 AM |
هل اكتشف "ابن طفيل" في "رسالة حي بن يقظان" وجود الجاذبية الأرضية قبل "اسحاق نيوتن"؟؟؟ | ابن الأزد | المنتدى العام | 11 | 2010-06-04 2:14 PM |