لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
اللهم ارحمهما واغفر لهما واجعل مثواهما الجنة |
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه |
مساحة إعلانيه |
لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
ماذا نحكي لأطفالنا ؟
إذا كنا نريد جيلاً إيمانىّ النشأة، إسلامي النزعة, رباني المنهج، ملائكي الخلق، يعيش على الأرض وقلبه فى السماء، يرى بنور الله، ويسير على هدى من الله، فنحن بحاجة إلى نوع خاص من القصص والحكايات ربانية الهدف، إيمانية الإيحاء، قرآنية المفهوم، ملائكية التأثير... قصص تكون إلى الله قربة، وعلى طريق التربية خطوة، وحكايات تكون مصباحاً منيراً لأطفالنا فى عصركثرت فيه الأهواء، واختلطت فيه الرايات، وندرت فيه القدوات. وهذا النوع من الحكايات لن تجده إلا في: 1- أحسن القصص : قال تعالى: [[نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن]], روى ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما قال: قالوا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم لو قصصت علينا؟ فنزلت: ' نحن نقص عليك أحسن القصص ' فأرادوا القصص فدلهم على أحسن القصص. وإننا حين نحلق فى آفاق القصص القرآني نجد أنه يمتاز بالآتي: - سمو غاياته، وشريف مقاصده، وعلو مراميه. - يشتمل على فصول فى الأخلاق مما يهذب النفوس ويجمل الطباع، وينشر الحكمة والآداب، تساق أحياناً مساق الحوار، وطورا مسلك الحكمة والاعتبار، وتارة مذهب التخويف والإنذار. - كما يحتوي على كثير من تاريخ الرسل مع أقوامهم، ويشرح أخبار قوم هُدوا فمكّن الله لهم فى الأرض، وأقوام ضلوا فساءت حالهم، وخربت ديارهم، ووقع عليهم النكال والعذاب، يضرب بسيرهم المثل، ويدعو الناس إلى العظة والتدبر. كل هذا قصّه الله فى قول بيّن، وأسلوب حكيم، ولفظ رائع، وافتنان عجيب، ليدل الناس على الخلق الكريم، ويدعوهم إلى الإيمان الصحيح، ويرشدهم إلى العلم النافع بأحسن بيان، وأقوم سبيل، وليكون مثلهم الأعلى فيما يسلكون من طرق التعليم، ونبراسهم فيما يصطنعون من رسائل الإرشاد. 2- سيرة سيد المرسلين : قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا [45] وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا [46] منذ القدم والناس مولعون بالحديث عن عظمائهم وأصحاب الفضل منهم, وكلما ارتفعت مرتبة الذي يتحدثون عنه؛ زاد لديهم الشوق والغرام بسجل حياته، ومواقف عمره، وفضائل أعماله. وشتان بين الحديث عن صفوة الله من خلقه وخير رسله، والحديث عن عظيم قوم، أو صاحب فضل، لذا فمنذ طليعة ظهور الإسلام والناس فى شوق لتتبع السيرة النبوية العطرة، وازداد ذلك الشوق مع الغزوات النبوية المباركة، وتمر الأيام ويزداد إقبال الناس على السيرة النبوية إذ أنها تسجل حياة الإنسان الكامل والقدوة العظمى، والأسوة الحسنة،كما قال تعالى: ] لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً [ والمرء فى زماننا أحوج ما يكون إلى التأسي برسوله صلى الله عليه وسلم، وليس هذا من باب المندوب إليه حتى يتراخى المرء، بل هو من الأمور التى أوجبها الله تعالى، فالقرآن الكريم يعلمنا أن رحمة الله ستكون من نصيب من يتبعون الرسول صلى الله عليه وسلم كما قال جل شأنه: ] ورحمتي وسعت كل شئ فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون الذين يتبعون الرسول النبي الأمي [ لهذا رأينا حرص أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على غرس حبه فى نفوس أبنائهم، وذلك عن طريق تعليمهم السيرة النبوية والمغازي المباركة، فعن سعد بن أبي وقّاص أنه قال: ' كنا نعلم أولادنا مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم كما نعلمهم السورة من القرآن ' وعن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقّاص رضي الله عنهم قال: 'كان أبي يعلمنا المغازي والسرايا ويقول: 'يا بني إنها شرف آبائكم فلا تضيعوا ذكرها'. ومما لا شك فيه أن من أهم الأسباب التى دفعت السلف الصالح إلى الاهتمام الشديد بتعليم أبنائهم السيرة والمغازي هو علمهم بأن المحب مولع بتقليد المحبوب، فتلقين الأبناء هذه السيرة المباركة هو من أحسن الطرق لتشكيل شخصياتهم على هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم. 3- أخبار النجوم: أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كالنجوم في سماء الإسلام فهؤلاء الذين مدحهم الله تعالى فى كتابه العزيز حيث قال: ] والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنّات تجرى تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم [ قال عطاء عن ابن عباس فى قوله تعالى:'والذين اتبعوهم بإحسان' يريد: يذكرون المهاجرين والأنصار بالجنة والرحمة والدعاء لهم، ويذكرون محاسنهم. وقال في رواية أخرى: والذين اتبعوهم بإحسان على دينهم إلى يوم القيامة. والمتأمل في هذين التفسيرين لمعنى الإتّباع للمهاجرين والأنصار بإحسان يدرك أن كليهما يستلزم ذكر محاسنهم والفرح بالحديث عنهم والشوق إلى لقائهم والتأسي بأخلاقهم وأفعالهم. فقد روى أبو نعيم في الحلية عن ابن مسعود أنه قال: 'إن الله نظر فى قلوب العباد فاختار محمداً صلى الله عليه وسلم فبعثه برسالته وانتخبه بعلمه، ثم نظر فى قلوب الناس بعده فاختار الله له أصحابه، فجعلهم أنصار دينه ووزراء نبيّه صلى الله عليه وسلم، فما رآه المؤمنون حسناً فهو حسن، وما رآه المؤمنون قبيح فهو عند الله قبيح'. وأخرج أبو نعيم أيضاً عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما قال: 'من كان مستناً فليستنّ بمن قد مات، أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا خير هذه الأمة أبرّها قلوباً، وأعمقها علماً، وأقلها تكلفاً, قوم اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم ونقل دينه، فتشبهوا بأخلاقهم وطرائقهم، فهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، كانوا على الهدى المستقيم والله ربّ الكعبة'. 4- عظماؤنا في التاريخ: روى الإمام أحمد وصححه الألباني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: 'لا يزال الله يغرس فى هذا الدين غرساً يستعملهم في طاعته إلى يوم القيامة'. وقال صلى الله عليه وسلم: 'إن الله تعالى يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها'. إن المتأمل فى هذين الحديثين، يجد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد فجر لنا ينبوعاً تربوياً لا ينضب أبداً، حيث نستقي منه زاداً قصصياً رائعاً إلى يوم الدين، إن أمتنا هي أغنى الأمم بالعظماء، وما عرف تاريخ أمة من الأمم قدراً من العظماء يملئون التاريخ بمآثرهم وآثارهم كما عرف ذلك تاريخ أمتنا العظيمة. ولكم يحتاج الأطفال فى زماننا إلى الإرتواء من نبع العظماء، إذ أننا فى عصر ندرت فيه صور التضحية والجهاد، والوفاء والإخلاص والإباء، فلم يعد من السهل على الطفل أن يرى هذه الصور حية أمام عينيه فى واقع الناس، اللهم إلا من فئة قد اعتصمت بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن هنا تأتي أهمية قصص وأخبار العظماء إذ أن لها المقدرة على أن تجعل الطفل يرى مثل هذه الصور سمعاًً وفهماً وفقهاً وتطبيقهاً، كما قال ابن الجوزي رحمه الله: 'عليكم بملاحظة سير السلف، ومطالعة تصانيفهم وأخبارهم، فالاستكثار من مطالعة كتبهم رؤية لهم'. وهكذا، نجد أن لدينا نبعاً صافياً معطائاً للحكايات النافعة التى لا يستغني عنها أطفالنا ولا نستغن عنها نحن أيضاً كعامل مؤثر فى عملية التربية . =========== |
|
طفلك يمامة وديعة
عمر طفلك سنتين أليس كذلك ؟ وهذه هي أخلاقه وطباعه التي تؤذيك وتجعلك تصفه بالعدوانية والميل إلى التدمير, أليس ذلك صحيح؟ · يجذب غطاء المائدة. · يلوي ذيل القطة. · يقطع جوربه بالمقص. · يهشم الأزهار. · يستخدم الطباشير والأقلام على الحائط والأثاث. · يدمر اللعب ويفتحها ويفتت ما بداخلها. عزيزي المربي.. طفلك يمامة وديعة وليس وحش كاسر كما تظن أنت عندما ترى منه هذه التصرفات, ذلك لأن طفلك الصغير في هذه السن قلما يفعل هذه التصرفات عن خبث أو سوء نية.. فهو يجذب غطاء المائدة كي يستعين به على النهوض, ويلوي ذيل القطة لأن ذلك يدفعها إلى مواء بعد صمت, وإلى حركة بعد سكون, ويقطع جوربه حتى يظهر قدرته على إستعمال المقص المعدني العجيب, ويهشم الأزهار كي يعبر عن سروره بها, وهو يستخدم الطباشير والأقلام إذا اكتشف أنه يستطيع أن يترك بها أثر على الحائط أو على قطع الأثاث, يثير فيه كل هذا شعوراً بالقوة يتظاهر به ويستمد منه متعة كبيرة موفورة. وأما عن اللعبة فهو يحطمها ليعرف ما بداخلها أو ماذا يحركها، أو مما صنعت؟ ودافعه في هذا هو حبه للاستكشاف وإشباع الفضول ولا يبدوا له ما وصل إليه من نتائج تلحق ضرراً أو تسبب خسارةً تغضب البالغين .... عزيزي المربي؛ إن في المحيط الذي يعيش فيه البالغون كثير من المغريات التي تجذب الطفل, لاسيما في هذه السن, فهو لا يستطيع أن يقاوم ما يجتذبه إلى التناول والفحص, وسرعان ما يؤدي إلحاح الآباء على الطفل بالكف عن نشاطه إلى إدمان التقريع الذي يتأتى عنه التهيج والغضب عند الآباء, والتبجح والعصيان الصريح عند الطفل, وهذا لا يعني أن طفلك عدواني أو أنه غير مطيع.. ولكن ما تراه أنت هدماً.. طفلك يراه بناءً !! إن كثيراً من أنواع النشاط التي يعتبرها الكبار نشاطاً هداماً إنما هي عند الطفل بناء وتعمير, حقاً فهي تمثل جهداً يبذله للوقوف على القوانين الطبيعية التي تقوم عليها الأشياء التي تعرض له, فالأرجح أن الصغير الذي لا يثير استطلاعه دقات الساعة, أو رنين الجرس الكهربائي, أو الموقد, وكل الأجهزة الآلية التي يقع عليها بصره في حياته اليومية؛ الأغلب أن يكون مثل هذا الطفل مستغلق الذهن غبياً !! طفلك يتصرف بتلقائية المشكلة عندك أنت !! حاول إذن عزيزي المربي أن تصلح من نفسك, وأن تتعامل مع طفلك بهدوء, وأن توفر له الجو الصحي لتنمية قدراته ومواهبه, وأنصحك بالنصائح التالية: 1. حتى تتجنب الاحتكاك مع طفلك؛ حاول أن تجعل لطفلك ميدان خاص به إن أمكن, سواء أكان ذلك حجرة للألعاب أو ركناً يستطيع أن يلهو فيه بعيداً عن تدخل الآخرين. 2. لا تغدق على طفلك اللعب غالية الثمن المعقدة التي لا تؤدي غرضاً نافعاً, ولكن عليك بانتقاء اللعب البسيطة متقنة الصنع التي يمكن تفكيكها وتركيبها دون أن يلحقها التلف, لأن فيها ما يشبع فضوله واستطلاعه وما ينمي مواهبه وإدراكاته. 3. أترك طفلك وشأنه يبتكر الحيل لتسلية نفسه, ولا تقوم أنت بتشغيل اللعبة ليجلس هو يتفرج في ملل, بل دعه يتصرف هو كيف شاء, وتفرج عليه كيف سيلعب. 4. إن حطم اللعبة فلا تحزن, ولا تصفه بالعدوانية, فإن ما دفعه إلى ذلك ليست رغبته في الهدم أو طبيعته العدوانية, وإنما حبه للاستطلاع الذي يراه هو بناءً وليس هدماً كما تراه أنت. و إنما يكون هذا الفعل هدماً إن كان الطفل يفعل ذلك عن عدم مبالاة أو استخفافاً بقيمة الأشياء, وغالباً ما يحدث ذلك إذا أغدقت اللعب ووسائل التسلية على الطفل عن الحد المعقول. أما الأصل عزيزي المربي أن الطفل يتصرف بتلقائية ووداعة كوداعة اليمامة, فلا تتعامل معه كأنه وحش كاسر.. وتابع معي عزيزي المربي لتتعرف على الطفل العدواني حقيقة لا مجازاً !!! ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المراجع: 1. 'مشكلات الأطفال اليومية' د. دجلاس توم. 2. 'الطفل العدواني..هل الضرب يردعه؟' د/ ليلى أحمد islamonline. |
|
الطفل الكبير....كيف تصنع طفلاً يعتمد على نفسه؟؟
الاعتماد على النفس هو سبيل النجاح، والقدرة على إنجاز المهام هي علامة القوة والإرادة، وقيمة الفرد في المجتمع بقيمة ما يتقنه ويبدع فيه. ولكن أين أنت من هذا كله؟ أيها الطفل الكبير... الطفل.... نعم، الكبير الذي بلغ من العمر أرذله، وهو إلى الآن بحاجة إلى دلال واهتمام، الطفل الكبير الذي خط الشيب في شعره، ومع ذلك فهو لا يعتمد على نفسه، وينتظر الآخرين دائمًا ليقضوا عنه حاجاته. صار أسيرًا لنفسه وشهوته، أنانيًا لا تهمه أحوال الآخرين ولا يسأل عنهم، اللهم إلا لتحقيق رغباته. الطفل الكبير يتمارض كثيرًا ليلفت أنظار الناس إليه ويحظى باهتمامهم. هو كثيرًا ما يتكلم حول الهدف ولا يصيبه أبدًا، فحياته كلها مشاكل وعوائق وسدود وهروب من مواجهة الواقع وتحمل المسئولية. سل نفسك أيها الأب هل أنت هذا الطفل الكبير؟ هل يئست من النجاح ورضيت بالدون، ودفعت الجميع ليقوموا عنك بواجباتك ومسئولياتك؟ هل أنت هذا الطفل الذي يلاقي المتاعب دائمًا في أي موقف صعب في حياته، ويقف حائرًا أمام أي اختيار، عند اختيار نوع الدراسة أو شريك الحياة، هو الطفل الذي يعتمد على غيره في القيام بتلك الأعمال وغيرها؟ وغالبًا ما يتعرض هذا الطفل للمتاعب والإحباطات المتكررة التي لا يقوى عليها، وتبدو مظاهر الضعف والقلق على هذه الشخصية والخوف من تحمل المسئولية، وعدم الثقة بالنفس وعدم القدرة على اتخاذ القرار، والشعور بالفشل والإحباط عند الاصطدام بمفترق الحياة ومشكلاتها. إنه إذًا: ـ لا يقوى على مواجهة الحياة ومشكلاتها. ـ يصعب عليه تكوين علاقات ناجحة مع غيره من الناس. ـ كما يبدو في سلوكه الانسحاب من مجالس الغرباء. ـ الميل إلى الخضوع والطاعة في غير ما يجب طاعته. ـ فقد الثقة بالنفس وفقد الشجاعة إذا واجهته مشكلة حيوية تمس صميم حياته. هو طفل إذًا ولكنه .. كبير. هو طفل لأنه يتصرف تصرفات الأطفال؛ من الدلال والكسل وانتظار خدمة الآخرين له دائمًا، وهو كبير لأن العمر يمضي وهو لا يزال في هذه الطفولة المفرطة فإن شئت قل: هي إذًا طفولة متأخرة. ولكن متى سيغادر هذا الطفل سرير الأطفال ويترك ثدي أمه وجيب أبيه ويعتمد على نفسه؟ أم كيف ننأى بأطفالنا عن هذه الطفولة المتأخرة، ونعلمهم الاعتماد على أنفسهم لا على الغير. كيف تصنع طفلاً يعتمد على نفسه؟ 1ـ إياك والدلال المفرط: فهو من العوامل الخطيرة في انحراف الولد النفسي والخلقي، لما يؤول في الغالب إلى شعوره بمركب النقص ونظرته الحاقدة إلى الحياة، ومن نتائجه في الأحوال العادية الخجل والخنوع، فقدان الرجولة والشجاعة، وضعف الثقة بالنفس، والتدرج نحو الميوعة والتخلف عن الأقران. فهو يرى الناس في إقدام وشجاعة وهو في خوف وجبن، يرى الناس في حركة وعراك ومجاهدة، وهو في صمت وسكون وجمود، يرى الناس في تلاقٍ واجتماع، وهو في انطوائية وعزلة، فولد هذا شأنه، وهذا حاله هل يكون إنسانًا سويًا؟ وهل يكون عضوًا نافعًا للمجتمع؟ وهل تكون نظرته إلى الحياة نظرة أمل وتفاؤل؟ وهل يكون إنسانًا ذا شخصية استقلالية يثق بنفسه ويعتمد عليها؟ فإذا كان الجواب: لا!! فلماذا يغالي الأبوان في تدليل الولد؟ ولماذا يتعلقان به هذا التعلق الزائد؟ ولاسيما الأم. فإن عندها من الرعاية المفرطة لوليدها أو من الوسوسة -إذا صح التعبير- ما يدفعها إلى أن تفرط في احتضان ابنها، وتدليلها له، بشكل يخرجها عن المألوف وحدود الاعتدال. 2ـ تربية الولد منذ نعومة أظفاره على الصلابة: إن قلت: إن هذه قسوة؛ فعليك أن تتأمل كيف تربى محمد صلى الله عليه وسلم طفلاً، ليكون خاتم النبيين والمرسلين. يقول صلى الله عليه وسلم عن نفسه فيما رواه البخاري: [[ ما بعث الله نبيا إلا رعى الغنم ]] فقال أصحابه: وأنت، فقال: [[نعم كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة ]]. وكان صلى الله عليه وسلم في صغره يلعب مع الغلمان، روى ابن كثير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: [[ لقد رأيتني في غلمان من قريش ننقل الحجارة لبعض ما يلعب الغلمان، كلنا قد تعرى وأخذ إزاره وجعله على رقبته يحمل عليه الحجارة، فإني لأقبل معهم كذلك وأدبر إذ لكمني لاكم -ما أراه- لكمة وجيعة، ثم قال: شد عليك إزارك، قال: فأخذته فشددته علَيّ، ثم جعلت أحمل الحجارة على رقبتي وإزاري عليَّ من بين أصحابي ]]. وكان صلى الله عليه وسلم يقوم بعملية البناء، ولما شب صلى الله عليه وسلم وبنيت الكعبة؛ ذهب رسول الله ينقل الحجارة مع أشراف قريش لبنائها، فقال العباس لرسول الله صلى الله عليه وسلم: اجعل إزارك على عاتقك من الحجارة، ففعل فخر إلى الأرض، وطمحت عيناه إلى السماء ثم قام، فقال: [[ إزاري، إزاري ]]، فشد عليه إزاره، وقال: [[ إني نهيت أن أمشي عريانًا ]]. وهذا دليل عصمته قبل النبوة. وكان صلى الله عليه وسلم يخرج للسفر للتجارة، وقد ثبت أنه عليه الصلاة والسلام سافر مرتين: مرة قبل البلوغ مع عمه أبي طالب، والمرة الثانية بعد البلوغ بتوجيه خديجة رضي الله عنها، وكان صلى الله عليه وسلم في صباه ذا جرأة متناهية، فذكرت كتب السير أنه عليه الصلاة والسلام استحلف باللات والعزى وهو صبي؛ فقال للمستحلف: لا تسألني بها شيئًا، فوالله ما بغضت شيئًا بغضي لهما. وكان صلى الله عليه وسلم قد شارك في الحرب وهو دون الحلم، فما ذكرته كتب السير أنه كان ينبل على أعمامه في حرب الفجار. وكان صلى الله عليه وسلم ذا رأي وفصاحة فمما تناقلته كتب السير أن قريشًا حكمته في وضع الحجر الأسود، ولقد أعجبت برأيه وحكمته وحصافته. فعلينا إذًا أن نربي أبناءنا على الخشونة منذ الصغر، اقتداء بفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقوله أيضًا في الحديث: [[ إياكم والتنعم فإن عباد الله ليسوا بالمتنعمين ]]. حسنه الألباني في صحيح الجامع. 3ـ علمه أن الحياة كفاح وتعب وصبر ومصابرة: إن هذا الطفل المدلل لا يشعر بأهمية العمل والاعتماد على النفس، ولا يتقن فن السعي والدأب والمصابرة.....لماذا؟ لأنه تعود دائمًا أن كل مطلوب مجاب، وكل مرغوب متاح بسهولة ويسر. كما أنه تعود أيضًا أن دمعتين على خده تكفي لتحريك الجبال لخدمته وإراحته، وتلبية طلباته، هذا الطفل إذا كبر سيجد نفسه عاجزًا عن مواجهة الحياة، عاجزًا عن تحمل المسؤولية والصبر والدأب والمصابرة؛ لأنه ببساطة لم يتعلم أن يبذل الجهد ليحصد الثمرة، بل تعود أن يجلس تحت الشجرة وتتساقط عليه الثمر بدون جهد،ولم يتربَ في حسه: {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً} [مريم:25]، فلم يتعلم فن الهز. علمه إذًا فن الهز منذ الصغر: 1ـ لا مانع بأن يعمل الطفل بجانب دراسته أو حتى في فترة الإجازة حتى يتعود على بذل الجهد. 2ـ حدد له موعدًا للاستيقاظ من النوم وعلمه أن النوم وسيلة لغاية وليست حياة الإنسان كلها نوم، فيتعود الطفل منذ الصغر على الاستيقاظ المبكر حتى تقتل في نفسه الكسل. 3ـ علمه كيف يدير مصروفه، وليكن مصروفه بالشهر مثلاً، وعلمه كيف يحافظ على مصروفه طوال الشهر؟ وكيف يصرف بحكمة؟ وكيف أنه إن قصر أو تهاون أو لم يكن حكيمًا في الإنفاق سيبقى طوال الشهر بدون مال؟ ولا تكن متساهلاً معه في هذا الخطأ حتى يتعلم من أخطائه، ويعلم أن كل خطأ له عواقبه. 4ـ لا تقل له: [ أنت صغير عندما تكبر ستفعل كذا ]، وادفعه إلى فعل الأشياء التي أصبح قادرًا فعلاً على أدائها، كأن يذهب إلى المدرسة ويعود وحده، أو يعمل واجباته المدرسية بنفسه وبتوجيه بسيط من الوالدين، حتى وإن أخطأ، حتى وإن كانت النتيجة دون المستوى، يكفي أنه تعود الاعتماد على نفسه، ومع الوقت سيتحسن مستواه. 5ـ علمه كيف ينظم وقته، وعلمه دائمًا أن الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك. 6-أشعره بقيمة النجاح في كل الميادين؛ في المدرسة وفي النادي والمسجد والمنزل، وأن هذا النجاح ما هو إلا ثمرة الجهد وتنظيم الوقت. وليكن للطفل جدول لتنظيم الوقت يضعه دائمًا منذ الصغر أمام عينيه، يراه فور استيقاظه من النوم، فعلى سبيل المثال يمكن أن يكون كالآتي: من الساعة 8 إلى الساعة 2 المدرسة. من الساعة 2 إلى الساعة 3 نوم القيلولة. من الساعة 3,30 إلى الساعة 7,30 وقت المذاكرة. من الساعة 9 إلى الساعة 10 وقت حفظ القرآن. وهكذا يتعلم الطفل قيمة الوقت منذ نعومة أظفاره. 4ـ اتبع أسلوب النسر: كثيرًا ما يقول الحكماء: [ إنك لا تربي القادة والأبطال على أسرة من ريش ]، إن أسلوب النسر هو أفضل شيء، فالنسور تبني أعشاشها على قمم الجبال الشاهقة مما يعرضها إلى الأمطار والجليد والرياح العاصفة، وعندما يبني النسر عشه الضخم يبدأ بوضع الأفرع القوية والعيدان الصلبة، وفي الداخل يضع الزجاج والحصى وما إلى ذلك؟ ثم يضع بعد ذلك أوراق الشجر والأقمشة وما شابه ذلك، وفي أعلى العش يضع النسر الريش، وفي داخل العش تضع الأنثى بيضها حينما تقفس صغار النسور يوفر لهم الآباء التغذية من طعامهم، وحينما يكبر الصغار تبدأ الأم تدريجيًا في زيادة مستوى قسوة الحياة في العش والتخلص من اعتمادية الصغار. في هذا الوقت يبدأ الصغار في تسلق جوانب العش الضخم هربًا من هذه القسوة، وأخيرًا تزيد الأم في قسوة الحياة في العش إلى أبعد حد، فلا تترك في العش إلا الحصى والزجاج، في هذه الفترة يلزم الصغار جوانب العش، وهنا يبدأ الحب القاسي بالفعل فعندما يبلغ الصغار قمة العش تدفع الأم واحدًا منهم ليندفع بسرعة شديدة إلى أسفل حتى يبدو الأمر كما لو كان سيلقى حتفه على الصخور، وفي اللحظة الأخيرة تندفع الأم إلى أسفل وتتلقى صغيرها على ظهرها، ثم تكرر هذه العملية إلى أن يتعلم كل الصغار الطيران بأنفسهم. وبعد أن تعتمد النسور الصغيرة على نفسها؛ تكن أنثى النسر قد أنهت وظيفتها ، وتلك هي التربية الناجحة، أن تنتهي أجزاء من وظيفتك بعد أن تكون قد أعددت أفرادًا أكفاء، ومستعدين لخوض غمار الحياة بكل قوة وعزيمة واعتماد على الذات. |
|
تقويم ألفاظ الأبناء
مبارك عامر بقنه مفكرة الإسلام: اللفظة العذبة الرقيقة المهذبة لها أثر بالغ في جذب الأفئدة، وتقوية العلاقة، وإزالة حواجز الرهبة والخوف، وزيادة أواصر المحبة. وانتقاء أطيب الكلمات والعبارات هو سلوك إيماني يمتثله الصالحون في أقوالهم كما قال الله تعالى: {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ} [الحج: 24], فجعل الكلام الطيب نوعاً من الهداية التي يسعى إليها العبد الصالح؛ بل وحث إلى الخطاب الحسن مع الناس كما قال تعالى: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً} [البقرة: 83]. فاللفظة الطيبة صفة لازمة من صفات المسلم الصالح، وهي من الأسس التربوية التي يتربى عليها العبد منذ نعومة أظافره؛ فرقي المؤمن ليس فقط في فكره وتصوراته وقيمه وسلوكه وأخلاقه بل وكذلك في بيانه ومنطقه، فلا يتلفظ بساقط القول وسوقيّ العبارة ورديء الكلمة؛ بل ينتقي أجود وأطيب الكلام فيرسله عذباً رقراقاً سلسلاً تستمتع به النفوس وتروق به الأفئدة. ولا يختص استخدام اللفظ الحسن بالبالغ؛ بل المسلم مطالب بتربية أبنائه على اللفظ الكريم، وتهذيب لسان أطفاله حتى تستقيم على القول الطيب. وخصوصًا في هذا الزمن الحرج يتحتم على المربي تلقين الابن القِيم والضوابط الأساسية التي ينبغي أن يمتثلها في حياته, فمما يعلم أن الطفل يعيش في أحرج أطوار عمره، فهو يكافح من أجل الاعتماد على ذاته، ويتعلم ليكتشف بيئته الجديدة، وكيفية طرق الاتصال بالعالم من حوله، فهو في حاجة لمهارات متعددة تساعده على التعامل مع ما حوله بطريقة صحيحة. ومن ذلك يتعلم الألفاظ والكلمات ليعبر بها عن حاجاته ورغباته ومشاعره. ومع نموه العمري يزداد نمو معجمه اللفظي وقدرته في كيفية استخدام الجمل والعبارات، فيعبر عن مشاعر الحب بعبارة حانية، وعن الغضب بعبارات قاسية جارحة. وقبل أن يوجّه المربي الطفل إلى حسن القول وتهذيب الكلام ينبغي أن تكون ألفاظ المربي ألفاظاً كريمة حسنة بعيدة عن فحش الكلام ورذائله، ولا يكتفي بالتلقين, بل يجب أن يمارس ذلك عملياً في انتقاء العبارات والألفاظ التي يتلفظ بها خصوصاً أمام الطفل. فعندما يُخبَر الابنُ أن هذه ألفاظ لا تليق ويجب أن لا يتلفظ بها مرة أخرى يعني ذلك أن لا ينطق بها المربي. وإن حدث وسمع لفظة لا تليق عليه مواجهة ذلك بالرفض, فلا يكون هناك تسامح أو تجاوز، فالقيم والمثل لا تؤخذ بتذبذب وتردد؛ بل بحزم وامتثال. والطفل يتأثر بالسلوك أكثر؛ فهو ينظر ويسمع ما حوله, وأول ما ينظر إلى سلوك والديه فيحذو حذوهم في القول والفعل، فلكي تجني ابنًا صالحاً سوياً فليكن سلوكك قويماً، فبسلوكك تمهد له الطريق ليسلك الطريق القويم. فأنت ـ غالباً ـ مرآة لابنك؛ فهو يعكس ما يراه فيك من سلوك. فالتربية بالمثال والقدوة تؤثر بدرجة عالية في الطفل؛ لأنه لا يملك القدرة على إدراك المفاهيم وإنما لديه القدرة الفائقة في حفظ الكلمات التي يسمعها وتطبيق ما يراه من سلوكيات. والطفل ـ أحياناً ـ يتعلم كلمة سيئة من أحد الأقارب أو الجيران أو أي مصدر كان, ثم لا يلبث أن يردد هذه الكلمة دون وعي لمعناها. وهنا يتطلب منا الموقف أن نكون رفيقين مع الطفل عند سماع هذه الكلمة, وخصوصاً إذا كان الطفل صغيراً, فيحسن أن نتجاوز هذا الموقف ولا نعيره اهتماماً؛ لأننا عندما نصرخ في وجهه ونقول له: هذا عيب. ونعاقبه على ذلك، فإننا من غير شعور نعمل على ترسيخ هذه العبارة ونثبتها في ذاكرته؛ إذ يرى أن هذه الكلمة جذبت انتباه الوالدين لذلك سيستخدمها مرة أخرى لجذب الانتباه ولو بطريقة سلبية. ولكن لو شعرت أن ابنك أصبح يكرر هذه الكلمة بكثرة وبطريقة مزعجة عندها يجب أن تخبره أن هذه الكلمة بذيئة, وعليه أن لا يقولها مرة أخرى. ويجب أن يكون إخبارك له بطريقة جادة يشعر أن هذه الكلمة مرفوضة. ومن الخطأ أننا نتعامل مع الخطأ الأولي كالخطأ المتكرر، والخطأ العفوي كالمقصود، فهذا ليس من العدل. إذ الطفل في أشد الحاجة إلى التعليم والتبيين، وتفكيك المعاني، وتبسيط المفاهيم, مع الإعادة والتكرار حتى نستيقن أن الطفل قد استوعب الأمر. فالطفل ينسى ويغفل, فالاستعجال في التغيير والتبديل أمر يتناقض مع طبيعته الطفولية. وقد يتساءل الآباء: من أين اكتسب ابني هذه الألفاظ؟! أولاً يجب أن نعلم أن غلق جميع المنافذ عن الأبناء أمر متعذر, وخصوصاً في هذا الزمن, فالابن قد يكتسب ذلك من المدرسة أو الأقارب أو الجيران، فقد يفترض أن الأبناء قد اكتسبوا هذه الألفاظ غير اللائقة منذ أمد بعيد, ولكن للبعد عن أبنائنا أو بسبب عدم وجود المؤثرات التي تثير أبناءنا لإخراج ما لديهم من مخزون لفظي لم نكتشف ذلك، وليس السؤال: من أين اكتسب هذه الألفاظ؟! ولكن السؤال: كيف يتعامل ولدي مع الألفاظ البذيئة التي يسمعها؟! ما ردت الفعل التي يتخذها ابني تجاه هذه العبارات؟! كيف أجعل ابني يسمع هذه العبارات وتمر مر الكرام دون أن يتبناها؟! والمربي الحقيقي هو الذي يعطي القيم والمبادئ الكلية التي تكون معياراً لدى الطفل يقيس من خلالها الصحيح من الفاسد. لهذا اهتم دائماً أن يكون الطفل بذاته هو الذي يتخلى عن الألفاظ البذيئة ويخرجها من معجم ألفاظه. لكي نعالج المشكلة ينبغي أن نلحظ الحالات التي يبدأ الطفل يسب ويشتم فيها، هل يسب إذا غضب؟! أم ذلك يستمر معه في حالات اللعب والمرح؟! فهذه نقطة حرجة ومهمة. فإذا كان في جميع الحالات يقذف بعبارات الشتيمة فذلك يعني أن هذه صفة لازمة له وليست عرضاً يزول بزوال المؤثر. وهذه الحالة تتطلب جهداً ودراسة متأنية لبيئة الطفل ومراجعة دقيقة لألفاظ المربين. فاتجه أولاً إلى معرفة المصدر الذي اكتسب منه الطفل هذه العبارات غير اللائقة. فالحل هو إزالة المصدر وتغيير الوضع. وإن كان الطفل لا يسب إلا في حالات الغضب والانفعال فهذا يعني أن الطفل يدرك أن هذه الألفاظ ألفاظ بذيئة - وإن كان لا يعرف معناها ومدلولها - إذ استخدامها في حالات الغضب يدل على أنه يريد بها الانتقام الطفولي والتخفيف عن ألمه الشعوري. وهنا يناقش بعدم استخدام هذه العبارات مرة أخرى. ونجد بعض الأطفال لا يستخدم معجم الشتم إلا في أماكن معينة، فتجده في المدرسة قد يسب ويشتم بخلاف ذلك عندما يكون في بيته، وذلك أنه يجد نوعاً من الحرية في المدرسة لغياب الرقيب على ألفاظه, وكذلك قد يشعر بنوع من الزهو أمام زملائه، وهذه إشكالية؛ إذ إن القول الجميل المهذب ليس سلوكاً وعادة للطفل يتمثله في كل وقت ومكان. وهنا يتطلب مراجعة طريقة تغذية الطفل تربوياً. فنحن قد نسلك مع الطفل التوجيه مجرداً من غير ربطه بالله عز وجل وما يترتب عليه من ثواب وعقاب، وهذا سلوك خاطئ في التربية، فعند غرس أهمية اللفظة الحسنة ينبغي أن يقرن بذلك محبة الله عز وجل لهذا السلوك الحسن وأنه قربة لله تعالى، وعليه أن يكون مهذباً في قوله في كل وقت لأنه يتعبد بذلك. ومن الأخطاء الشنيعة لدى بعض الآباء هو عدم تخصيص بعض الوقت من جدوله اليومي لتربية أبنائه ومحاولة اكتشاف ما لديهم من قدرات وطاقات ومعرفة ما يتميزون به من مواهب ودراسة لسلوكهم التربوي ومحاولة لتقويم وتصحيح ما لديهم من نقص. إن الابن في شوق ولهفة ليمكث مع أبيه ويتخذه صديقاً يبوح له بما يجول في خاطره, ويحدثه عما يرى ويسمع، إنه في حاجة لمن يضيء له الطريق ويحدثه عن هذا العالم وما يحويه من خير وشر. لا يستطيع الابن أن يحلق في سماء المعرفة ما لم يجد هناك من يعلمه كيف يطير ويحتضنه عندما يسقط. والأب الذي لا يجد وقتاً كافياً ليمكث فيه مع أبنائه فترة كافية عليه أن لا يتفاجأ عندما يجد أن أبناءه سلكوا مسالك لا يتمناها ولا يرغبها. ولذلك عندما تسمع كلمات وقحة من ابنك وأخذت تصرخ عليه وتهدده بالعقاب فإن ذلك لن يجدي ما لم تتجه إلى نفسك وتنظر مدى علاقتك بأبنائك. الطفل لا يحتاج والديه فقط للحاجات الضرورية كالأكل والشرب والكساء والمأوى؛ بل الطفل في حاجة ماسة للقضايا الإنسانية كإظهار العطف والمحبة والحنان, وفي حاجة أشد لتعليمه وتربيته على فضائل الأمور ومحاسن الأخلاق والعادات. وهذه القضايا الإنسانية ليست فقط من خصوصيات الأم؛ بل هي قضية مشتركة بين الأم والأب, فهما المسئولان عن تنشئته وتربيته تربية شاملة. ومن الخطأ إسناد هذه القضايا إلى الأم وحدها. فالأم بطبيعتها وتكوينها العاطفي والوظيفي لا تستطيع أن تؤدي الرسالة التربوية كاملة. فالأم قد تكون غير قادرة على غرس مبادئ الرجولة والشجاعة والقدرة على مواجهة المشاكل بصورة جيدة كما يقوم بذلك الرجل. فمشاركة الوالدين في التربية من أفضل الوسائل في معالجة السلوك التربوي الخاطئ لدى الأبناء. |
|
نماذج براقة .. الطفل الرباني
لعل العنوان أذهلك وشد فكرك وبصرك وأوقد انتباهك، ولعل فكرك الآن يسبح حول هذا الطفل المجهول!! أو على الأقل هو مجهول عندك وعند كثير من الآباء!! طفل رباني!! هل يعقل أن يكون هناك طفل رباني؟ أظنك الآن أخي المربي بحاجة إلى كتاب تفسير يوضح لك معنى كلمة 'رباني', وها أنا قد وفرتُ عليك هذا البحث. ربانيون: أي علماء وفقهاء. جاءت في سورة آل عمران في قوله تعالى: {وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ} [آل عمران:79]. والربانيون: هم العباد والعلماء, وجاءت في سورة المائدة هذه الكلمة: {لَوْلا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ} [المائدة:63]. إذًا فالربانية هي اختصار لثلاث كلمات: فقه وعلم وعبادة، أو كلمتين: علم وعمل, فالرباني إذًا هو العالم بالله العامل بهذا العلم؛ لأن العلم يهتف بالعمل, فإن أجابه وإلا ارتحل. والسؤال الآن هل هناك طفل يحمل هذه المواصفات؟ رباني الطبع. خائف من عذاب الله. مشتاق إلى رضاه. متعلق بالدار الآخرة. حريص على تعلم علوم الدين. حريص على الصلاة في المسجد. حريص على حفظ القرآن وتعلمه. يبكي من خشية الله .. يشارك الكبار في الاعتكافات الرمضانية. يراقب الله في السر والعلن .. يسمو عن الرذائل والقبائح. يكف عن المكروهات ويحرص على المستحبات. يبر والديه ويصل رحمه. جُمعت كل هذه المواصفات الإيمانية في كلمة واحدة وهي 'الربانية'. أخي المربي، لعله قد جال فكرك وسرح خاطرك في أطفال اليوم، أطفال الإنترنت والفيديو جيم ، أطفال ترك الصلاة، وأطفال رفع الصوت على الآباء, بل قد يصل الأمر إلى ضرب الآباء والعياذ بالله. كلا عزيزي المربي، لست أحدثك عن هؤلاء, وإن كان الهدف من حديثي إصلاح حالهم ومنحهم هذه الصفة الراقية السامية 'الربانية'. ولكني في هذا اللقاء أسبح معك في سماء الربانية, نغرف من نبعها الصافي العذب, نجول معًا مع نماذج براقة من طفولة الربانيين, لعلنا نصل إلى الهدف من هذه الصفحة وهو: 'إن الطفل الرباني واقع لا خيال وممكن لا محال'. إليك أخي المربي النموذج الأول: الطفل الرباني .. الطفل المتوكل: دخل أحد الصحابة مسجدًا، فاستوقف نظره طفل لم يتجاوز الحادية عشرة من عمره قائمًا يصلي بخشوع, فلما فرغ من صلاته سأله الصحابي: ابن من أنت يا هذا؟ فقال الصبي: إني يتيم. فقال الصحابي: أترضى أن تكون لي ولدًا؟ فقال الصبي: هل تطعمني إذا جعتُ؟ قال الصحابي: نعم، قال: هل تسقيني إذا عطشتُ؟ قال الصحابي: نعم، قال: وهل تكسوني إذا عريت؟ قال الصحابي: نعم، قال: وهل تحييني إذا متُ؟ فدهش الصحابي وقال: هذا ما ليس إليه سبيل. فقال الصبي: فاتركني إذًا للذي خلقني ثم يرزقني ثم يميتني ثم يحييني. فانصرف الصحابي وهو يقول: لعمري من توكل على الله كفاه. ولئن كان في الأطفال الربانيين من يتوكل على الله حق توكله؛ فهناك أيضًا من يحرص على قيام الليل ويعلم أباه الحرص عليه. النموذج الثاني: الطفل الرباني .. القائم ليلاً: روي أن أبا يزيد طيفور بن عيسى البسطامي لما تعلم: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً} [المزمل:1ـ2] قال لأبيه: يا أبتِ, من الذي يقول الله تعالى هذا له؟ قال: يا بني, ذلك النبي محمد صلى الله عليه وسلم. قال: يا أبتِ, ما لك لا تصنع أنت كما صنع النبي صلى الله عليه وسلم. قال: يا بني، إن الله تعالى خصَّ نبيه صلى الله عليه وسلم بافتراض قيام الليل دون أمته, فسكت عنه. فلما حفظ قول الله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ} [المزمل:20]. قال: يا أبتِ إني أسمع أن طائفة كانوا يقومون من الليل، فمن هذه الطائفة؟ قال له أبوه: أولئك هم الصحابة رضي الله عنهم. قال: فلم تترك ما فعله الصحابة؟ قال: صدقت يا بني, لا أتركه إن شاء الله تعالى, فكان يقوم من الليل ويصلي، واستيقظ أبو يزيد ليلة فإذا أبوه يصلي. فقال: علِّمني كيف أتطهر وأفعل مثل فعلك وأصلي معك. فقال له أبوه: يا بني أرقد فإنك صغير بعدُ. قال: يا أبتِ, إذا كان يوم يصدر الناس أشتاتًا ليروا أعمالهم أقول لربي: إني قلتُ لأبي: كيف أتطهر لأصلي معك؟ فأبى وقال لي: ارقد فإنك صغير بعدُ؟ قال أبوه: لا والله يا بني، وعلمه فكان يصلي معه. ومنهم أيضًا من يفكر في الله وفي ملكوت الله. النموذج الأخير: الطفلة الربانية: كان لحاتم الأصم أولاد, فقال لهم: إني أريد الحج هذا العام, فبكوا وقالوا: إلى من تكلنا يا أبانا؟ فقالت إحدى بناته: كفوا عن البكاء, ودعوا أبانا يحج, فليس هو برازق {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} [الذريات:58]. نام الأولاد جياعًا، وجعلوا يلومون أختهم؛ فقالت: اللهم لا تخذلني بينهم. فمر أمير البلد بهذا المكان وطلب الماء، فناوله أحدهم كوزًا جديدًا وفيه ماء بارد، فشرب الأمير، فسأله الأمير: دار من هذه؟ قال: دار حاتم الأصم، فرمى قطعة من ذهب وقال لأصحابه: من أحبني فعل مثلي؛ فرموا كلهم مثله. بكت بنت حاتم الأصم، فقالت لها أمها: ما يبكيك وقد وسع الله علينا؟ فقال: يا أماه، مخلوق نظر إلينا فاستغنينا وشكرنا، فما ظنك بالله جل وعلا لو نظر إلينا؟ أخي المربي هذه نماذج براقة.. ليس بعيدًا أن نرتقي بأبنائنا إلى هذا المستوى. |
|
جزاك الله خير الجزاء
مجهود كبير تشكرين عليه عزيزتي اسمحيلي احفظه في حاسبي حتى يكون مرجع لي ولغيري وفقك الله
|
|
اطفالنا امانة في اعنا قنا نسأل الله لهم الهدايه ... نقل رائع وجهد مخلوف با لاجر والثواب ان شاء الله ... بارك الله فيك ... اختك في الله .. مــهـــا...
|
|
أطفالنا ..شجار وبكاء!!
جلس الدكتور مجدي مع زوجته أمام جهاز التلفاز يتابعان إحدى البرامج الثقافية, والأولاد عمرو وحسام في غرفتهما يلعبان مع بعضهما البعض. وفجأة ... إذا بالصراخ يملأ البيت ويسمع الوالدان صوت عمرو وحسام الذي يرتفع لحظة بعد لحظة. الأم والأب منهمكان في متابعة البرنامج ولا يريدان أن يقطعا عليهما متعة المشاهدة ولكن الصراخ بدأ يزداد ثم تحول إلى بكاء من حسام الصغير أرق الأم فجعلها تقوم مسرعة إلى غرفة عمرو وحسام وأقبلت مسرعة على حسام وهي تصرخ: ماذا جرى؟ أخبرني؟ ماذا حدث لماذا تصرخ؟ حينها كان عمرو ممسكًا بلعبة حسام وجالسًا بها في ركن الغرفة... فنظرت الأم إلى عمرو نظرة ازدراء وغضب وصرخت في وجهه .. ألم تكبر بعد يا عمر؟ لماذا تأخذ لعبة حسام؟ هذا ليس من حقك! لقد اشترينا لك لعبًا كثيرة وأنت في سنه, عليك أن تعيد اللعبة على أخيك فورًا. عمرو يمتنع ويحتضن اللعبة في صدره ويقول: لا لا ... أنا أحب هذه اللعبة .. أريد أن ألعب بها بعض الوقت ... حسام أناني وطماع يريد أن يأخذ كل شيء وحده. قالت له الأم: عمرو .. أنت الكبير ولا بد أن تتنازل لأخيك الأصغر، ثم اقتربت من عمرو ونزعت اللعبة من أحضانه وأعطتها لحسام الذي هدأ من بكائه، أما عمرو فخرج من الغرفة وذهب إلى إحدى أركان البيت جلس فيه وحده وهو يبكي بمرارة وحسرة وإحساس قلبه أنه مظلوم ومغبون الحق. هل تصرف الأم كان صحيحًا؟ ما السبب في هذا التصرف من عمرو؟ وما السبب أيضًا في تصرف حسام؟ الشجار بين الأطفال لا يكاد يخلو من بيت من البيوت, وكثيرًا ما يستمتع الإخوة وهم يتشاجرون مع بعضهم البعض، فهم يتعرفون من خلال تلك المناوشات على إمكاناتهم ونقاط الضعف والقوة عندهم وهم يجدون نشوة الإثارة والانتصار. ومن أهم أسباب التشاجر بين الإخوة: الغيرة، والشعور بالنقص، والشعور باضطهاد الكبار وانشغال الأبوين عن الأطفال، كما أن الأطفال الذكور يحاولون السيطرة على البنات وقد يعير الأطفال بعضهم بعضًا بشكل الجسم أو قصره أو ضخامته .. فيتشاجرون، كثيرًا ما يتشاجر الأطفال لامتلاك بعض اللعب, وبالطبع فإن تلك المشاجرات تثير أعصاب الأبوين اللذين يصابا بالصدمة حين يعجزان عن منع تلك المشاجرات، حتى إن بعض الآباء يشك في قدرته على التربية ويسائل نفسه كيف لا يستطيع تربية أبنائه من دون شجار ولا خصومات'. كيف يسود الحب والود بين أبنائك؟ أولاً: اعلم متى تطبع القبلة وتوزع الحب: جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إلى رجل له ابنان فقبل أحدهما وترك الآخر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: 'فهلا واسيت بينهما؟'، إذًا لا تنسى في المرة القادمة التي تريد أن تقبل فيها أحد أبنائك أو تضمه إلى صدرك، وتعطف عليه بالحب والحنان، ولا تنسى أن عليك أن تفعل ذلك في وقت لا يلحظك فيه أبناؤك الآخرون، وإلا فإن عليك أن تواسي بين أبنائك في توزيع القبلات، ويعني ذلك إذا قبلت أحد أبنائك في حضور إخوانه الصغار حينئذ لا بد أن تلتفت إليهم وتقبلهم أيضًا وإن لم تفعل بالخصوص, إذا كنت تكثر من تقبيل أحد أبنائك دون إخوانه, فكن على علم أنك بعملك هذا تكون قد زرعت بذور الحسد وسقيت شجرة العدوان بينهم لذلك يقول صلى الله عليه وسلم ـ: 'اعدلوا بين أولادكم، كما تحبون أن يعدلوا بينكم في البر واللطف'. ثانيًا: احذر مشكلة أخوة يوسف': عندما يولد الطفل الثاني ويأخذ بالنمو والكبر ويدرك ما حوله، لا يجد الوالدين من حوله فحسب بل يجد كذلك في الميدان أخاه الأكبر الذي سبقه في الميلاد والذي يفوقه قوة ويكبر عنه جسمًا ووزنًا, وكلما كبر أدرك أنه أصبح في مرتبة ثانوية في المعاملة تتضح له من الأمور الآتية: نعطي له اللعب القديمة بعد أن يكون أخوه قد استلمها جديدة واستعملها أمامه، ونعطي له كذلك ملابس أخيه القديمة بعد أن تصبح غير صالح للاستعمال إلا قليلاً. والذي يزيد الطين بلة ميلاد طفل ثالث في الأسرة يصبح موقع رعاية جديدة من الوالدين فيقل لذلك مقدار الرعاية التي كانت توجه إليه، وهنا يأخذ الطفل الثاني ترتيبًا جديدًا بين الإخوة ويصبح طفلاً وسطًا، وإن مركز الطفل الأوسط لا يحسد عليه إذ إنه يكون مهاجمًا من الأمام [عن طريق الأخ الأكبر] ومن الخلف [عن طريق الأخ الأصغر]. أما الطفل الأخير في الأسرة فإن مركزه تحدوه العوامل التالية: أولاً: أن هناك اختلافًا في معاملة الوالدين له عن بقية الإخوة والأخوات وميلاً لإطالة مدة الطفولة؛ لأن الوالدين حينئذ يكونان غالبًا قد تقدم بهما السن وأصبح أملهما في إنجاب أطفال جديد محدودًا. وفي بعض الحالات نجد أن الطفل الصغير الأخير يكون موضع رعاية خاصة و [دلال] الوالدين أو من أحدهما وهنا تدب نار الغيرة والحقد في نفوس إخوته، وتذكرنا هذه الحالات بقصة يوسف عليه السلام وما تعرض له من إيذاء نتيجة كره إخوته له، لإيثار والديه له بالعطف الزائد. ثالثًا: لا تفاضل إلا بالحكمة: نجد أن بعض الآباء يزدادون حبًا وعطفًا على أحد أبنائهم دون إخوته الآخرين، ليس لأنه الأجمل أو الأكبر أو الأخير وإنما لأنه الأفضل نشاطًا وعملاً وخدمة لوالديه. هنا لا بأس بهذا كأن يقول الأب لأبنائه على سبيل المثال 'لا بارك الله فيكم إنكم جميعًا لا تساوون قيمة حذاء ولدي فلان، أو يقوم باحترام ابنه والاهتمام به دون إخوانه أو أخواته، بينما الطريقة الإيجابية تقضي بأن يقوم الأب بمدح الصفات التي يتحلى بها ابنه الصالح دون ذكر اسمه أو حتى إذا ما اضطر إلى ذكر اسمه فلا بد أن يقول لهم مثلاً: إني على ثقة من أنكم ستتخذون حذو أخيكم فلان في مواصفاته الحميدة، ولا شك يا أبنائي أن لكم قسطًا من الفضل في مساعدتكم أخاكم حتى وصل إلى هذه الدرجة من الرقي والتقدم والكمال. والتفاضل لا يعني إعطاء أحد الأبناء حقوقًا أكثر، وفي المقابل سلبها من الأبناء الآخرين، كأن يعطي الابن المتميز طعامًا أكثر، أثناء وجبة الغذاء، أو أن تقدم إليه الملابس الأجود واللوازم الأفضل، فإن هذه الطريقة هي طريقة الحمقى والذين لا يعقلون. إذًا إن آخر ما نريد قوله هو الملاحظة الجيدة لكيفية توزيع الحب بين الأبناء. رابعًا: بيِّن أهمية الأخ لأخيه: إذا كنت ترغب أن يسود الحب والود بين أبنائك فما عليك إلا أن تبين أهمية الأخ لأخيه وتشرح له عن الفوائد الجمة التي يفعلها الإخوان لبعضهم البعض. وهنا يجدر بك أن تسرد لأبنائك الأحاديث التي توضح تلك الأهمية التي يكتسبها الأخ من أخيه إذًا فالأخ هو الساعد الأيمن لأخيه، وقد تجلى ذلك أيضًا في قصة موسى حينما قال: {وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي [29] هَارُونَ أَخِي [30] اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي [31] وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي} [طـه:29 ـ 32]. بهذه الطريقة تكون قد أشعرت ابنك بأهمية أخيه, وبالتالي تكون قد شددت أواصر العلاقة والمحبة بينهم. خامسًا: اسقِ شجرة الحب بينهم: ولكن كيف يتم ذلك؟ اسمع تأتيك الإجابة على لسان أحد الآباء: 'لقد رزقني الله عز وجل الوليد الثاني بعد أن جاوز عمر الأول السنتين، وحمدت الله تعالى كثيراً على ذلك، وكما هو الحال عند كل الأطفال أخذ ولدي الأول يشعر تجاه أخيه كما يشعر الإنسان تجاه منافسيه، وكان ينظر إليه باستغراب ودهشة وعدم رضا، وكأن علامات الاستفهام التي تدور في مخيلته تقول: لماذا احتل هذا الغريب مكاني؟ من هو هذا الجديد؟ هل يريد أن يأخذ أمي مني؟ وبدأ الحسد والغيرة يدبان في نفسه, حتى أنه تسلل إليه وصفعه وهو في مهده, لقد كانت تلك هي آخر صفعة، حيث أدركت على الفور أنه لا بد من وضع حل ناجح يمنع الأذى عن هذا الرضيع، فكرت بالأمر مليًا حتى اهتديت إلى فكرة سرعان ما حولتها إلى ميدان التطبيق حيث جئت ببعض اللعب الجميلة والمأكولات الطيبة ووضعتها في المهد عند طفلي الرضيع, ثم جئت بولدي الأكبر، وأفهمته بالطريقة التي فهمها الأطفال أن أخاه الصغير يحبه كثيرًا، وقد جاء له بهدايا حلوة وجميلة ثم أمرته بأن يأخذها منه فأخذها وهو فرح مسرور. ومنذ ذلك اليوم لم أترك هذا الموضوع، حيث أوصيت زوجتي أن تقدم لابننا ما تريد أن تقدمه باسم الابن الصغير. وكل يوم كان يمضي كان ولدي الأكبر يزداد حبًا لأخيه حتى وصل به الأمر إلى البكاء عليه فيما لو أخذه أحد الأصدقاء، وقال له مازحًا: إنني سأسرق أخاك منك، والعكس صحيح ... ادفع الكبير إلى أن يقدم الهدية للصغير، وهكذا اسقِ شجرة الحب بينهم. سادسًا: اقضي على الظلم والحسد بينهم: ابحث عن أسباب الشقاق وبواعث الحقد والخصام بين الأبناء ثم اقتلها من الجذور وازرع مكانها رياحين المودة والإخاء. ومن أسباب الخصام السيئة هي: الاعتداء والظلم والحسد. فلو كان أبناؤك يعتدون على بعضهم البعض ويمارسون الظلم وفي صدروهم يعشش الغل والحسد حينئذٍ فلا غرابة إذا لم تجد فيهم الحب والود والإخاء. مثال: أحيانًا نجد الأخ الكبير في العائلة يصبح مستبدًا إلى آخر حد يقوم بأحكام سيطرته الحديدية على أخواته مكسورات الجناح وكأنه سلطان جائر. هنا لابد أن يتدخل الأب ويفك القيد ويرفع الظلم وإلا فالأبناء كلهم سيصبحون على شاكلة أخيهم الكبير لأن الأجواء الملتهبة تخلق من أفراد الأسرة وحوشًا ضارية تضطر الكبير أن يستضعف الذين هم أصغر منه وهكذا بالتسلسل حتى آخر طفل. سابعًا: اجعل الحوار والتفاهم وسيلة لحل المشكلات: كثيرًا ما يحدث أن يتشاجر طفلان على لعبة معينة ويبدأ كل منها يجر اللعبة، هنا على الأم أو الأب أن يسرع إلى والديه ويحاول أن يرضي أحد الطرفين بالتنازل .. مثل أن يقول لهما: ليلعب كل واحد منكما بهذه اللعبة نصف ساعة واحدًا بعد واحد'. [ترانيم النفس عالم بلا مشاكل]. ماذا أفعل عندما يتشاجر الأولاد؟! 1ـ إذا كان أحد الأولاد عرضة للإصابة بأذى جسدي فعليك أن تتدخل فورًا حتى تمنع الخطر. 2ـ بعد تحقق الهدوء حاول أن تقضي وقتًا قصيرًا في الاستماع إلى كيف بدأت المعركة. 3ـ إذا لم يكن هناك ضرب أو استعمال العضلات في النزاع فلا حاجة إلى المسارعة للتدخل وحل النزاع، فالأولاد يحتاجون لمثل تلك النزاعات والخلافات, فهم يتعلمون منها أمورًا كثيرة ويفرغون طاقاتهم. 4ـ تذكر أن الخلاف بين الأولاد ليس كله ضارًا وليس بالسوء الذي يبدو للكبار. 5ـ حاول ألا تنحاز مع أحد الأولاد ضد الآخر، أشعر الكبير أن عليه أن يعطف على أخيه الصغير واطلب منه أن يخبرك فورًا إذا كان قد حاول الصبر ولم يتمالك نفسه. 6ـ ساعد الصغير على أن يحترم الكبير وألا يحاول إزعاج الولد الأكبر فينتقم منه. 7ـ لا تسرع بمعاقبة المذنب فإن ذلك ينمي بينهم روح الغيظ والانتقام. 8ـ لا تقارن الواحد منهم بالآخر فتقول لأحدهم: إن أخاك كان أفضل منك عندما كان في سنك. 9ـ أفضل طريقة لامتصاص ثورة الشجار أن تدفعهم فورًا إلى عمل إيجابي كمساعدة الغير أو دعوتهم إلى مساعدة أمهم أو ما شابه. 10ـ على الأم المحافظة على هدوئها قدر الإمكان أثناء غضب ابنها أو مشاجرته مع إخوته. 11ـ على الأبوين أن يكونا قدوة حسنة فيقلعوا عن عصبيتهم وثورتهم لأتفه الأمور أمام الأبناء. 12ـ لا تدع ابنك يذوق حلاوة الانتصار بتحقيق الرغبة التي انفجر باكيًا من أجلها. |
|
جزاكم الله خيرا وبارك الله لك,,
وخذي راحتك اختى,, المجموعه لم تنتهي بعد ولكن اكتفيت بهذا القدر اليوم(^_^),, |
|
الصحابة عندما كانوا أطفالاً
أخي المربي.. هذه نماذج خلابة ومواقف جذابة لك ولكل مربي تغرف منها حيث تشاء تفيد وتستفيد هي نماذج وصور من طفولة الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين فهم خيرة الخلق رجالاً وأطفالاً كباراً وصغارًا بنص حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: [[خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم]]. وإنك أخي المربي إن تأملت في هذا المجتمع التربوي مجتمع الصحابة لوجدت النبي صلى الله عليه وسلم خير مرب ولوجدت في طفولة الصحابة خير قدوة لأطفالك, كيف لا والله عز وجل اصطفى العرب من العالم أجمع، واصطفى من العرب إسماعيل عليه السلام واصطفى من إسماعيل كنانة، واصطفى من كنانة قريشًا واصطفى من قريش بني هاشم واصطفى من بني هاشم محمد صلى الله عليه وسلم. ولقد ذكر كثير من العلماء الحكمة من اصطفاء الله عز وجل هذا المجتمع العربي بما فيه من الرذائل والمنكرات، حيث إنه كان حقلاً للأخلاق الفاضلة المحمودة مما يجعل هذا المجتمع إن هو آمن بالله مؤهلاً لقيادة البشرية ومن هذه الأخلاق السامية الراقية: الكرم, الوفاء بالعهد, عزة النفس والإباء, المضي في العزائم, الحلم, الأناة, التؤدة, السذاجة البدوية وعدم التلوث بملوثات الحضارة ومكائدها.. أخي المربي: حديثنا عن طفولة الصحابة يهدف إلى أن نعرف كيف غرست هذه الصفات الحميدة والأخلاق الفاضلة فيهم منذ الصغر سواء وهم أطفال في الجاهلية أم كانوا أطفالاً في الإسلام حتى يتسنى لنا بعد ذلك أن نربي أطفالنا كما ربوا هم أطفالهم ليقود أطفالنا البشرية كما قادوا هم البشرية قبلنا باسم الإسلام. عبد الله بن عمر في صغره: روى البخاري وغيره عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وكان دون الحلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [[ إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها، وإنها مثل المسلم، فحدثوني ما هي؟ فوقع الناس في شجر الناس في شجر البوادي، قال عبد الله: ووقع في نفسي أنها النخلة، فاستحييتُ، ثم قالوا: حدثنا ما هي يا رسول الله ؟ قال: هي النخلة , وفي رواية: فأردتُ أن أقول: [هي النخلة] فإذا أنا أصغر القوم وفي رواية: ورأيت أبا بكر وعمر لا يتكلمان، فكرهت أن أتكلم، فلما قمنا حدثت أبي بما وقع في نفسي. فقال: لأن تكون قلتها أحب إلى من أن يكون لي حُمْرُ النعم ]]. تأملات تربوية: 1ـ تأمل أخي المربي كيف استخدم النبي صلى الله عليه وسلم أسلوب الإثارة والتشويق أثناء تدريسه وتعليمه الصحابة مما جعل السامع أكثر انتباهًا وتركيزًا وأقل شرودًا ونسيانًا للمعلومة وهو بذلك ينبهك ‘إلى استخدام هذا الأسلوب مع أطفالك بدلاً من الضرب ورفع الصوت واستخدام الوسائل العقابية، فالعقاب وإن كان مفيدًا في بعض الأحيان إلا أنه في مواقف أخرى يكون ضرره من أبلغ أنواع الضرر.. 2ـ انتباه عبد الله بن عمر وتفاعله مع سؤال النبي صلى الله عليه وسلم دليل على رجاحة عقله وذكائه بل ووجوده في مجلس الكبار دليل على حكمة أبيه وفطنته التربوية حيث دفعه إلى مجلس الكبار حتى يكبر ويفكر كما يفكر الكبار، وينضج فكره وعقله بمجرد وجوده في هذا المحضن التربوي العظيم, وكثير من آلآباء لا يأخذ ابنه معه إلى مجالس الكبار إما كسلاً أو تثاقلاً أو خوفًا من الفضيحة وردود أفعال طفله. وهذا من أكبر الخطأ.. إن وجود طفلك معك أخي المربي خاصة الأب له أعظم أثر وفائدة بالنسبة للطفل خاصة للذكر، فهذا يغرس فيه الرجولة ويجعله أكثر قدرة على مخالطة الناس والتفاعل معهم وعدم الانطواء والانزواء وهذا للصبي أمر هام.. وهو مختلف عن البنت فالبنت عندما تجلس مع أمها في البيت تتعود الحياء والقرار في البيت، أما الصبي فلا يتعود الجلوس بجانب أمه كثيرًا لأن هذا سيجعله يخرج إلى المجتمع كطفل مدلل يتكلم كالبنات ويتصرف مثلهن. ولا يفوتنا في هذا المقام أن نذكر ما رواه مسلم عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بشراب فشرب منه، وعن يمينه غلام، وعن يساره أشياخ [أي مسنين], فقال للغلام: أتأذن لي أن أعطي هؤلاء ؟ , فقال الغلام: لا والله، لا أوثر بنصيبي منك أحدًا. ففي هذا الحديث دليل على أن الأطفال والغلمان كانوا يحضرون مجالس النبي صلى الله عليه وسلم ومجالس الكبار بل وكان الني صلى الله عليه وسلم يكلمهم ويستأذنهم. أخي المربي: كم من معاني الرجولة والثقة بالنفس غرست في نفس هذا الغلام الذي سأله النبي صلى الله عليه وسلم واستأذنه، ثم قارن بعد ذك بين هذا الأسلوب وبين أسلوب كثير من الآباء الآن عندما يطلب منه أحد أطفاله الذهاب معه فيقول له بشدة: اجلس هنا أنت ما زلت صغيرًا, وتأمل بعدها كم من معاني الخجل والانطواء والانهزام في الشخصية غُرست في هذا الطفل. 3ـ حياء عبد الله بن عمر دليل عمق التربية السلوكية والأخلاقية في نفسه لقد استحيا رضي الله عنه أن يتكلم وهو أصغر القوم، أو أن يتكلم في وجود كبار الصحابة أمثال أبي بكر وعمر, ولا شك أن هذا السلوك لم يصدر من عبد الله بن عمر إلا إذا كان متأصلاً في فكره وعقله ووجدانه وإلا إذا كان متربيًا عليه منذ نعومة أظفاره.. هذا السلوك وهو احترام الكبير يفتقده كثير من أطفالنا اليوم لأننا لم نعودهم عليه منذ الصغر ومن شب على شيء شاب عليه. فعودوا أبناءكم الخير فإن الخير عادة، للأسف كثيرًا ما نرى أطفالاً يسبون آباءهم ويضربونهم في الطرقات وأمام الناس لأن الأب أو الأم لم يلبي له طلبه الذي يريد ويظل يصرخ ويبكي لأنه تعود أن هذا الأسلوب ناجع مع أمه، ولأن أمه لم تعلمه منذ صغره كيف يحترم الكبير ويطلب ويسأل بأدب، فلم ينغرس في نفسه رهبة من هذا الفعل, أما الطفل الذي عنف لأول مرة وقع فيها في الخطأ من عدم احترام أو خلافه فسينغرس في نفسه إلى الأبد أن هذا الفعل لا يصح وأن فاعله يعنف وينبذ من الجميع. 4ـ إيجابية الأب عمر رضي الله عنه في سماعه لطفله وتشجيعه له بأن سيكون سعيدًا جدًا لو أنه تكلم وقالها 'النخلة', فالأب يفخر بابنه ويتمنى أن يكون ابنه دائمًا أفضل الناس حتى لو كان أفضل منه هذا الأسلوب له أثر كبير في نفس الطفل إن أبداه الأب وأظهره أمام الناس إن كان حقًا أهلاً للفخر فإن هذا يزيد من ثقة الطفل بنفسه وحبه لوالده، أما الأب الذي يتبرأ من طفله دومًا بل ربما يقول 'لا هو ابني ولا أعرفه' ويتعاير منه أمام الناس فهو بذلك يقتل في ابنه ثقته بنفسه ويذبل شجرة الحب بينهما.. شعورك نحو طفلك أخي المربي أظهره ولا تخفيه فأنت الذي تبني شخصية طفلك وأنت الذي تقويها أو تضعفها. |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
مقتطفات | يمامة الوادي | منتدى فنون الأناقة والجمال والطبخ | 1 | 2010-07-11 1:41 PM |
مقتطفات | يمامة الوادي | المنتدى الترفيهي والمسابقات | 10 | 2008-09-29 2:01 PM |
مقتطفات | يمامة الوادي | المنتدى الترفيهي والمسابقات | 6 | 2008-09-29 1:57 PM |
مقتطفات | يمامة الوادي | المنتدى العام | 8 | 2006-11-10 3:05 AM |
مقتطفات | حياتي سراب | المنتدى العام | 6 | 2005-10-19 3:43 PM |