لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
اللهم ارحمهما واغفر لهما واجعل مثواهما الجنة |
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه |
مساحة إعلانيه |
لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
لذيذ الاستمتاع بما جاء في حجة الوداع
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد .. فهيِّا ـ إخوة الإيمان ـ نقلِّب صفحات الماضي ، وشيئا من سيرته ـ عليه الصلاة والسلام ـ نستقيها من حجته المباركة ، والمليئة بالدروس والعبر.. لقد حج الحبيب صلى الله عليه وسلم على رَحلٍ رَثْ ، وقطيفةٍ لا تساوي أربعة دراهم ، مع ذلك ؛ مع تواضعه وانكساره ، وإخباته وإنابته ، وانقياده لمولاه ؛ إلا أن الموقف كان هالة من المهابة والجلال والتعظيم .. كان معه ما يزيد على مائة ألف ، وذكَرَ بعض أهل السيِّر أنهم مائة وعشرون ألفاً ، عن يمينه وشماله ، يملئون الأودية والفجاج .. والنبي صلى الله عليه وسلم قد ارتفع على ناقته القصواء ، لا ليشمَخِّر عليهم ، ولا ليرتفع ، فَخُلقُهُ النبوي الشريف أعظم من هذا ، ولكن حتى يراه الناس جميعاً ، لأن الهدي والمناسك لا تؤخذ إلا منه .. فهو القائل : ( خذوا عني مناسككم ) .. حج ـ عليه الصلاة والسلام ـ حجة الوداع ، وسطَّرَ فيها وصاياً ودروساً وعبراً ، لتكون نفعا وتوفيقا ونصراً للأمة ؛ إن هي تمسكت وعملت بها .. فمِمَّا أظهره في حجة الوداع ، وجعله نبراساً للأمة من بعده ؛ أن علَّقَ المخلوق بالخالق ، ورسم آيات العدل والمساواة بين الناس، وبيِّنَ حقوق الرجال على النساء وحقوق النساء على الرجال ، وأظهر حتى حقوق الإماء والعبيد ، وأعطى كل ذي حق حقه .. فما انتهت حجته صلى الله عليه وسلم إلا بعد أن مُلأت بغذاءٍ روحي نهل منه المسلمون ، وبغمام استسقى منه كل الحجيج ، فما مسَّهم الضُرُّ حين عادوا ولا هم يحزنون ، فرحين بما آتاهم الله من فضله .. إخوة الإيمان : لقد كانت هناك رسائلٌ كُثر ، ووصايا جمَّة ، في حجته صلى الله عليه وسلم ، ومن ذلك أنه خطب في الناس قائلا : ( يا أيها الناس : ألا إن ربكم واحد ، وإنَّ أباكم واحد ، ألا لا فضل لعربيٍ على عَجَمي ، ولا لعجمي على عربي ، ولا لأحمر على أسود ، ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى .. ) . أجمع الكلام وأفصحه ؛ كلامه صلى الله عليه وسلم .. فلا تفاضل بالأنساب ، ولا تفاخر بالأحساب ، فالميزان الحقيقي هو التقوى فحسب . أبو لهب قُرَشيٌ ، أخبرنا ربنا بأنه سيصلى ناراً ذات لهب ، وبلالٌ الحبشي ؛ يسمعُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قرع نعليه في الجنة . بل قد نادى عليه الصلاة والسلام في أهل بيته وعترته قائلاً : ( يا فاطمة بنت محمد سليني من مالي ما شئت ؛ لا أغني عنك من الله شيئاً ، يا صفية.. يا عمَّة رسول الله ؛ سليني من مالي ما شئت ، لا أغني عنك من الله شيئاً ، يا آل محمد .. لا يأتني الناس بأعمالهم وتأتوني بأنسابكم ؛ من بطأ به عمله لم يُسرع به نسبه ) . هذا الكلام ـ إخوة الدين ـ قيل لأشرف نسب ، لِنَسَبهِ الشريف عليه الصلاة والسلام ..! إذاً فهل يرجع الناس من حجهم وفيهم من لا يزال متمسكاً بدعاوى الجاهلية ، متفاخراً بحسب أو نسب ؟! أم تُرِكَت هناك ورميت بلى رجعة . هذا درسٌ من دروس الحج تلقَّاه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقبول ، وواجبٌ على الأمة أن تأخذ به .. ثم تتوالى بعد ذلك الدروس النبوية في مناسك حجته عليه الصلاة والسلام ، عبرَ خُطَبه المتفرقة فقد أخرج مسلمٌ في صحيحه عن جابر رضي الله عنه ـ وذكر الحديث بطوله في صفة الحج ـ وفيه : ( ... فأجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى عرفة ، فوجد القبة قد ضُرِبت له بِنَمِرة فنزل بها ، حتى إذا زاغت الشمس أمرَ بالقصواء فَرُحِّلت له ، فأتى بطن الوادي .. فَخَطب الناس وقال : ( إنَّ دمائكم وأموالكم وأعراضكم حرامٌ عليكم ، كَحُرمةِ يومِكم هذا ، في شهركم هذا ، في بلدكم هذا.. ) الحديث رواه البخاري ومسلم . فاليوم هو يوم عرفة ، والتشبيه لبيان تأكيد التحريم وشدته ، فدماء المسلمين حرام ، والاعتداء عليها بغير حق ؛ اعتداء وتجاوزٌ وكبيرة من الكبائر ، وكذا أموالهم وما يتعلق بها من أملاك ومتاع ؛ فهي حرام ٌ.. فمن تعدَّى بعد ذلك فعليه القِصاص من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم . أيها الإخوة الكرام .. أيها الفضلاء .. ثم تعالوا لننزل سوياً إلى الأسفل .. إلى ما تحت القدم .. نعم القدم .. ولكن .. القدم قَدَمُ مَن ؟! وما هو الذي طُرِحَ تحتها في الحج يا تُرى.؟ إنَّها قدما رسول الهدى صلى الله عليه وسلم ، وأمَّا ما قد ألقيَ ووضعَ تحتها فهو ما بينه بقوله : ( .. ألا كلُّ شيءٍ من أمر الجاهلية تحت قدميَّ موضوع ، ودماء الجاهلية موضوعة ،.. ) فهل يا تُرى يليق بنا ـ عباد الله ـ أن نرجع من الحج وقد التقطنا ما قد رُمي ووضع تحت الأقدام من أعمال الجاهلية وأقوالها..؟ هل يُعقل هذا ؟! ( كلُّ شيء ) وتعني العموم لا الخصوص ( كل شيء من أمر الجاهلية ) كل فعل من أفعال وأقوال الجاهلية جَعَلَه رسول الهدى تحت قَدَمه..تحقيراً وازدراءا .. إذاً .. فلماذا لا تُزَوَّجُ البنت إلا من نفس القبيلة ، وإرغامها على الزواج دون أخذ مشورتها ؟ ولماذا يَفرِضُ الزوج على زوجته أن تجلس مع أخيه وهي لا تحل له ؟ ولماذا تُحرمُ المرأة من الميراث ؟ ولماذا التنابُزُ والتجريحُ في الأنساب ، هذا قبيلي وهذا ليس بقبيلي ، وهذا حُرٌّ وهذا عبد ؟ ولماذا التعصب للعنصرية المقيتة ، هذا من قبيلتي فيُقَرَّب ، وهذا من قبيلةٍ أخرى فيُبعَد .. لماذا هذا كلُّهُ وغيره يرجع إلى حيز الواقع بعد أن كان نسي منسيا .؟ ألا وإن مما وضِعَ تحت أقدامه صلى الله عليه وسلم ( الرِّبا ) حيث قال : ( ... وربا الجاهليةِ موضوعٌ ، وأول رباً أضعه من ربانا ربا العباس بن عبد المطلب ؛ فإنه موضوع كله..) . ابتدأ في وضع ربا الجاهلية من أهل الإسلام بأهل بيته ليكون أمكن في قلوب السامعين ، وسدَاً لأبواب الطمع في الترخيص .. فالرِّبا موضوع ( أي متروكٌ ومسقط تحت الأقدام ) .. إخوة الإيمان .. أُناسٌ كُثُر عادوا من الحج ، وقبل ذلك كانوا يتعاملون بالرِّبا .. عادوا من الحج وقد وضعوا الرِّبا .. ولكن لا تحت أقدامهم وإنما فوق رؤوسهم .! أصبحوا ينظرون إلى الرِّبا أنه ضرورة اقتصادية ، ولا مناص عنه ، لا يبالون بنصوص الشرع .. بل يُمَيِّعونها ثم يُمحونها .. أيها الأحبة الأكارم .. حذار .. حذار .. لا ترفعوا شيئاً وضعه نبيكم صلى الله عليه وسلم تحت أقدامه ، فـ( لقد كان لكم في رسول الله أُسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا ) الأحزاب . ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) الحشر. ثُمَّ يُتابع صلى الله عليه وسلم وصاياه في خطبته قائلا ً: ( واتقوا الله في النساء ؛ فإنكم أخذتموهنَّ بأمانةِ الله ، واستحللتم فُرُوجَهُنَّ بكلمة الله ... ) . إنه درس عظيم ، وحَجَرٌ نُلقمه أفواه المارقين الناعقين بأنَّ الإسلام أضاع حقوق المرأة وأغفل شئنها ـ كذبوا والله وخابوا وخسروا ـ فهاهو الحبيب بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم في يوم الحج الأكبر ، وأمام الجموع في عرفة يذكُرُ النساء ، ويوصي بِهنَّ .. أوليس هو القائل : ( استوصوا بالنساء خيراً ) .. أولم يأمر بلالاً أن ينصب له العَنَزَة فوقف في النساء خطيباً ليعِضُهنَّ ويُذَكِّرُهُنَّ .؟ بلى والله .. فاتقوا الله ـ عباد الله ـ فيما أوصاكم به رسولكم صلى الله عليه وسلم في النساء .. يعود الحاج من حجه وفي نيته تغيير مسار التعامل مع الزوجة من الحَسَنِ إلى الأحسن ، ومن الظلم إلى العدل والقِسط ، ومن الإقتار والبخل إلى الإنفاق والسخاء في حدود المعقول .. ثم يَردِفُ صلى الله عليه وسلم قوله : ( ولكم عليهنَّ أن لا يُوطِئنَ فُرُشكم أحداً تكرهونه ) قال النووي : معناه أن لا يأذنَّ لأحد تكرهونه في دخول بُيُوتكم ، والجلوسُ في منازلكم ، سواءاً كان المأذونُ له رجلاً أجنبياً أو امرأة أو أحداً من محارم الزوجة ، فالنهي يتناول جميع ذلك . وهذا حكم المسألة عند الفقهاء ، أنها لا يَحِلُّ لها أن تأذن لرجل ولا امرأة ، ولا مَحرمٍ ولا غيره في دخول منزل الزوج إلا مَن علمت أو ظنت أن الزوج لا يكرهه .أ هـ ثم قال صلى الله عليه وسلم : ( فإن فـعلنَ ذلك فاضربوهنَّ ضرباً غير مُبرِّح ( يعني : شاق ) . قال : ولهنَّ عليكم رِزقُهُنَّ ، وكِسوتُهنَّ بالمعروف..) هذا كُلُّه نعرفه جميعاً ـ إخوة الإيمان ـ سواءاً كُنَّا عائدين من الحج أم لم نحج لأنها توجيهات نبوية للأمة قاطبة .. من أخذ بها أخذ بحظٍ وافر .. أيها المؤمنون .. وهذه وصية نبويةٌ من وصاياه للأمة ، وهي تستمع إلى لذيذ كلامه وهو يخطب ، منصتين متأملين وجهه الشريف وهو يتلألأ نوراً ، إلى أن قال : ( وقد تركت فيكم ما لم تضلُّوا بعده إن اعتصمتم به : كتاب الله ، وأنتم تُسألون عني فما أنتم قائلون ؟ ) يوصيهم نبيهم ويُؤكد عليهم ليعودوا بعد حجهم بهذه الكلمات النيرات ، والحجج الساطعات ، يخطُبُ فيهم وهو يُلقي آخر النظرات التي تجمعه بهم في هذا الموقف العظيم .. والذي تنزَّلت فيه قوله تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) .. لتكون مقدِّماتٍ لفراق الحبيب صلى الله عليه وسلم لأصحابه وأحبابه ، الذين سألهم : ( فما أنتم قائلون ؟ ). فنطقت الأفواه في الموقف ، وعَلا الضجيج من الحجيج في ذلك الجمع المبارك ؛ قالوا : نشهد أنك قد بلَّغت ونصحتَ وأديت ، فقال بأُصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها ( أي يشير بها ) إلى الناس : ( اللهم اشهد ، اللهم اشهد ، اللهم اشهد ) أخرجه أبو داود وبن ماجة. ونحن نشهد أيضاً أنه بلَّغَ الرسالة وأدَّى الأمانة ونصح للأمة ، وما مات صلى الله عليه وسلم ؛ حتى جعلها على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك .. ياله من دين |
|
اللهم صلي وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ...
جزاك الله خيرا الجزاء غاليتي يمامة على النقل وبارك الله فيك .... مـــهـــا...
|
|
|
لذيذ الاستمتاع بما جاء في حجة الوداع ( 2 )
أيها الإخوة الأبرار .. لقد عاد الحجاج من حجتهم مع نبيهم وهم يحملون حقيقة الدنيا ، فزهدوا فيها ، وعلموا حقيقة الآخرة فَحَرِصوا وتسابقوا عليها ، لقد عَلِمَ الرعيل الأولُ هذه الحقيقة بعد رُجوعهم من حَجِّهم عِلمَ يقين .. فمن أين لهم هذه ؟ أين سمِعُوها ؟ أين وجدوها ؟ إنها من مشكاة النبوة ، ألا فاسمعوها .. أخرج الطبراني من حديث ابن عباس قال : ( خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد الخيف ، فحمِدَ الله وذكره بما هو أهله ، ثم قال : من كانت الآخرة همَّه ، جمع الله شمله ، وجعل غِناه بين عينيه ، وأتته الدنيا وهي راغمة ( أي : ذليلة ) قال : ومن كانت الدنيا همَّه فرَّق الله شمله ، وجعل فقره بين عينيه ، ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتِبَ له ). إنها لكلماتٌ في همسات ، جاءت من مناسك حجته صلى الله عليه وسلم لتكون هدياً لسامعها طيلة حياته ، ولقد استفاد الصِّحاب من حجهم فكانوا رُهبانا بالليل فرسانا بالنهار .. ألا وإن من وصاياه عليه الصلاة والسلام لأمَّته في حجته ، قوله : ( اعبدوا ربكم ، وصَلُّوا خَمسكم ، وصوموا شهركم ، وأطيعوا ذا أمركم ؛ تدخلوا جنة ربكم ) أخرجه الترمذي وقال حسن صحيح . فهذه وصية لمن أراد الجنة ؛ أنَّ عليه الاستمرار في العبادة بعد الحج ، والمحافظة على الصلاة والمداومةِ عليها ، وعدم التساهل والتفريط فيها بعد الحج ، كما هو الحال عند كثير من المسلمين هدانا الله وإياهم .. ما إن انتهى أحدهم من حجته وعاد إلى أهله ؛ انقلب رأساً على عقب ، وحسب أنه بحَجته قد أَدخَلَ إحدى رجليه إلى الجنة ، وأنه قد حاز السبق ، فَفرَّط أشد تفريط ( ألا ذلك هو الخسران المبين ) فالمداومةَ المداومة ، على صالح الأعمال ، وأكثروا من شُكر الله على ما منَّ به عليكم من إتمام الحج ، ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا .. أحبابنا ولقد كان الحُجَّاجُ في منى يودِّعون المشاعر في آخر أيامهم بالحزن على فراق أجمل الذكريات ، ولذيذ العبادات والطاعات ، ومع أُناسٍ تلاقت قُلوبهم وتعارفت وامتزجت برابط أُخوَّة الإسلام .. كان هذا الحزن هو حال حُجَّاجِنا في هذا الزمن ، أمَّا حُجاج الرعيل الأول ، فكانوا على موعدٍ لِفراق الحبيب صلى الله عليه وسلم ، والحزن كان يلُفُّهم من كل جانب ، لقد سَمِعوه وهو يُصرِّحُ بالفراق والوداع حين قال لهم يوم النحر كما عند مسلم ( لَعلِّي لا أحج بعد حجَّتي هذه ) .. فعرف الصحب أنه يُودِّعُهم ، فارتفع البكاء والضجيج ، وَكَثُرَ النحيب .. بِنتم وبنا فما ابتلت جوانحنا شوقاً إليــكم ولا جفَّـت مآقيـنا تكاد حين تلاقيكم ضمائرنا يقضي علينا الأسى لو لا تأسـينا إن عزَّ في الدنيا اللقاء ففي مـواقف الحشـر نلقاكم ويكفينا أتى صلى الله عليه وسلم لينحر الإبل ، وقد ساق مائة ناقة ، ليفدي بها جده إسماعيل عليه السلام ، فلما أَخَذَ حربته لينحرها ؛ تسارعت إليه النوق ، كُلُّها تريد أن تتشَرَّفَ بأن يكون النبي عليه الصلاة والسلام ناحرَها وبيده الشريفة ، لأنه الرحمة المهداة .. لا إله إلا الله ، خضعت له الحيوانات ، والجمادات ، وحنَّ له الجذع ، واهتز أُحدٌ فرَطاً حين صعده ، الكل يحبه عليه الصلاة والسلام ، فَلِما لا نحبه نحن أيضا وبهديه نتمسك ؟ تسابقت إليه الإبل ، كل جمل يُقَدِّمُ نحره وصدره ، فأخذ صلى الله عليه وسلم يقول : ( بسم الله .. ونحر ما كَتَبَ الله له أن ينحر ، فقيل أنه نحرَ ثلاثا وستين ، ثم توقف وأعطى الحربة لِعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ؛ فكمَّل المائة ، فعرف كبار الصحابة أنه صلى الله عليه وسلم لن يتجاوز هذا العدد من السنين ، فقالوا : ( إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون ) . ثم ذهب صلى الله عليه وسلم ليقضي تفثه ، وليحلق رأسه ، فقال لمعمر بن عبد الله : ( يا معمر سمِّ الله واحلق رأسي ) فأعطاه ميمنة رأسه الشريف ، فأخذ يحلِق ورسول الله يبتسم ويقول : ( أما رأيت رسولَ اللهِ أعطاك رأسه بين يديك ، والموسَ في يديك ؟ ).. قال معمر والفرحة تَغمره ، والسعادة تحيط به .. والله يا رسول الله إنها مِن نعم الله عليِّ أن أحلق رأسك .. فلما انتهى النصف الأول قال لأصحابه : ( اقتسموه بينكم ) فكادوا يقتتلون على شعره ، حُبٌ صادق لهذا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام .. ثم قال لمعمر : ( احلق النصف الآخر ، فحلقه ثم قال صلى الله عليه وسلم : ( أين أبا طلحة الأنصاري ؟ فأتى أبو طلحة ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( خذ هذا الشعر كُلَّه ) .. فبكى أبو طلحة من الفرح . طفح السرور عليَّ حتى أنني من هول ما قد سرني أبكاني تلكم ـ يا عباد الله ـ بعض معاني الحج وذكرياته ، نَرجِعُ بعد الحج وقد امتلأت القلوب حباً وتعظيماً لله جل جلاله ، وحباً لرسوله صلى الله عليه وسلم ، وما أعظمها من ثمرة يفوز بها الحاج بعد حجه .. محبكم في الله / جمال بن عبد الله الزهراني |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
إسفنج سهل و لذيذ جدا | sihamtawab | منتدى فنون الأناقة والجمال والطبخ | 11 | 2014-10-30 2:40 PM |
ورق عنب لذيذ | شما** | منتدى فنون الأناقة والجمال والطبخ | 94 | 2014-10-29 7:01 PM |
حلى لذيذ | mjkjum | منتدى فنون الأناقة والجمال والطبخ | 53 | 2012-02-26 10:46 AM |
لبن لذيذ | الكوثر | 🔒⊰ منتدى الرؤى المفسرة لأصحاب الدعـم الذهـبي ⊱ | 1 | 2007-04-09 11:43 PM |
عصير لذيذ | جوري الشرقية | 🔒⊰ منتدى الرؤى المفسرة لأصحاب الدعـم الذهـبي ⊱ | 1 | 2005-12-07 1:11 PM |