لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
اللهم ارحمهما واغفر لهما واجعل مثواهما الجنة |
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه |
مساحة إعلانيه |
لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
[] صِناعةُ الأخلاق [] عبد الله بن سُليمان العُتَيِّق " لا يَخلو جسدٌ من حسد " الحسن البصري الإنسانُ مظهرٌ و جوهر ، و مبنى و معنى ، و ذاتٌ و صفاتٌ ، و جِسْمٌ و وَسْمٌ ، و امتيازُه بتحقيقِ الحقيقة الإنسانية ، و الأخلاقُ تلك الحقيقة ، سواءً كانتْ أخلاقاً باطنةً أو أخلاقاً ظاهرةً ، فليسَ الشأنُ إلا في جوهرية الأخلاقِ و في سِرِّ إيجادها ، و لم تكنْ من جملة المناقبِ إلا بذلك . فمن الأخلاق ما يكون غريزةً في نفسِ الإنسانِ محاسنها و مقابحها ، و يزدادُ النعتُ بهما عند التوظيفِ ، فكما هي مفطوراً بها الإنسانُ كصفةٍ و خُلُقٍ كذلك مفطوراً بوصفها ، و ذاك عند أغلب الناسِ ، و ليس شيئاً مُطَّرِدَاً في كل حالٍ و لكلِّ أحدٍ . كذلك من الأخلاق والصفاتِ ما هو مكتَسَبٌ ، يُنالُ بالدُّرْبَةِ و الممارسة ، فعندما يأخذُ الإنسان بصفةٍ _ ليكون مُتَّصِفاً بها و موصوفاً عند الذكرِ بها _ ممارساً لها في أحواله بعد معرفته بها يجعلُها مُصْطَبِغَةً فيه فيرتقي إلى أن يكون موصوفاً بها و كأنها فِطرةً فيه ، يُرَقِّيْهِ ارتقاؤه إلى حقيقة الصفة أن يكون غائصاً في أعماقها و أسرارها ، فيُدركُ بذوقِ الحالِ ما لا يكادُ يكون مُصَدَّقاً عند أحد ممن لم يَصِلْ إلى ما وصَل إليه ، و ذا في كلِّ صِفة ، فليسَ إلا تعلُّقٌ ثمَّ تخلُّقٌ ثُمَّ تحقُّقٌ ثمَّ تَعَمُّقٌ ثمَّ تذوُّقٌ . و قد يُدركُ أسرارَ الصفاتِ و الأخلاقِ بالاكتسابِ من لم يُدركها بالغريزة و الجِبِلَّة ، حيث الاعتبارُ بالفعلِ الظاهرِ ببعثِ الباطن ، فلا تنبع عينٌ إلا بدفع باطن الأرض ، و لا تبدو أخلاقٌ حِسان و لا صفاتٌ كاملة إلا بصناعة باطنِ الإنسان إياها ، و على ذلك كان التعويلُ . جاءت الأديانُ مُتَمِّمَةً حِسان أخلاقِ الناسِ ، و ذاك في صناعتها توظيفياً مُترتِّباً على باعثِ الدينِ ، و باعثُ الدينِ الأخلاقي جاءٍ من استجمالِ الناسِ محاسِنَ التوظيفِ الخُلُقي ، و إقرارُ الأديانِ محاسِن الأخلاقِ لم يَكنْ إلا لِما أدركتْه من جمالٍ في بناءٍ للذاتِ الإنسانية و لما تقوم به من تحقيقِ مقاصد الشرائع ، و ذاك الجمالُ المَرْضي به عند الناسِ قَبْلَ الأديانِ من وَحي الغرائز الصحيحة السليمة ، و غرائز النفوسِ لا تصِحُّ إلا بِصِحةِ النفسِ و الروحِ ، و القلبُ حادٍ و حاكمٌ . فأخلاق الإنسانِ لا تَميلُ إلى سُوءٍ أو حَسَنٍ في ذاتها ، بل هي شيءٌ صِرْفٌ لا تحملُ شيئاً ، و لا تصطبغُ فيها صِبْغةٌ إلا من جرَّاءِ توظيفِ الإنسان ، فإن كان توظيفه إياها في المحاسن و المحامد كانت محمودة ، و إن كان في المقابح و المذامِّ كانت مذمومة ، فغالبُ العيبِ في الصفاتِ من قِبَلِ وضعِ الإنسان لها في غيرِ موضعها ، و كذا المدح من وضعها في موضعها اللائق بها . كثير من الأخلاق يَميلُ وصفها إلى الحُسْنِ ، و لا تقبلُ إلا وضعها في المحاسن ، حيثُ كانتْ ميَّالةً نحوَ ذلك ، و يتَّصِفُ بها الكثير من الناس لدواعيها هيَ لا لطلبِ الإنسان التخلُّقَ بها ، و صفات أُخَر في منأىً عن الحُسْنِ و ميلٍ نحو السوءِ و لو سَعى إلى تحسينها في توظيفها الإنسان لعاد خاسئاً و هو حسير ، و تُمدَحُ بالحُسْنِ مجازاً و ووصفاً للحالِ لا للذاتِ . يَصنع الإنسان الأخلاقَ بتوظيفها لا بالنعتِ بها ، فليس الصبورُ ممدوحاً بذاتِ الصفةِ و الخُلُقِ إذا كان واضعاً إياه في غيرِ محلِّه ، و يُمدَح الجَزِعُ بالصبرِ إذا تصبَّرَ في محلِّ الصبرِ ، كذا الشجاعةُ فليس شجاعاً من أظهرها على ضَعيفٍ و ليس جباناً من جبُنَ عن قَوي ، فكان الأولُ متهوِّراً أو شجَّعَه ضَعفِ الخصم ، و الآخرُ شُجاعاً لعدم أهلية الحالِ ، و الشجاعةُ إدراك الشجاعِ الربحَ و الفوز لا القوة . كلُّ خُلُقٍ لا بُدَّ من صناعته في مناسبته الحالَ التي يقتضيها ، فلكلِّ خُلُقٍ وظيفة لا تكون إلا في وقتٍ يتطلَّبُها الحالُ ، و فواتُ وظيفةُ وَقْتِ الخُلُقِ سُوءُ خُلُقٍ ، و أسرارُ الأخلاقِ تكمُنُ في وظائفها ، و لكلِّ وقتٍ وظيفته . تصنُّعُ الأخلاقِ يقتضي من المُتَخَلِّقِ أن يكون فَطِناً لأهليته للخُلُقِ ، و أن يأخذ الخُلُقَ بِحقِّه ، و يَعهدَ إلى نفسِهِ حفظَ الوظيفة العملية للخُلُقِ ، فالأخلاقُ أمانات مُستودَعَةٌ ، و تضييعها جريمةٌ كونية . فسِرُّ الأخلاقِ الحسَنةِ في حُسنِ توظيفها لا في تحسينِ توصيفها ، فالوصائفُ عابراتُ دورٍ ليس لهُنَّ قرار و لا عليهنَّ تعويل ، و الدعوى الخُلُقِيَّةِ لا تقوم إلا على برهان اليقين . |
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
محكّات الأخلاق | يمامة الوادي | المنتدى العام | 9 | 2008-03-30 3:45 AM |
من مكارم الأخلاق | يمامة الوادي | منتدى القصة | 10 | 2008-02-02 2:55 AM |
الأخلاق | skag | المنتدى الإسلامي | 3 | 2007-12-01 11:08 AM |
قواعد في الأخلاق | يمامة الوادي | منتدى النثر والخواطر | 1 | 2007-11-26 3:09 AM |
كيف تكتسب الأخلاق الحميدة؟ | سنبلة الخير | المنتدى العام | 12 | 2007-11-22 1:55 AM |