لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
اللهم ارحمهما واغفر لهما واجعل مثواهما الجنة |
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه |
مساحة إعلانيه |
لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
عندك قرش يحيرك؟! شريفة الغامدي الكثيرون في شتَّى أنحاء الأرْض أخذوا بمقولةِ المثَل المصري الشَّعبي: "اللي عنده قرش يحيره، يشتري حمام ويطيره"، ولا ندري إن كانوا قد سمِعوا بها أم أنَّه مجرَّد توافُق أحوال. أحد المواقع الإلكترونيَّة تمَّ شراء اسمِه بمبلغ مكلِّف من المال، لتجد به فقط كلمة: (something)! وموقع آخر لا تجد به سوى عبارة: (I am very very sorry) ودموع تتساقَط ربَّما ندمًا! عجبًا! أموال مهْدرة على لا شيء! وليست وحْدها المواقع الأجنبيَّة بل على الموجة العربية. موقع عربي ومنتدى لأخبار الأغنام فقط، تستقْبلك في واجهتِه صور الأغنام المختلفة، ولا تجِد فيه إلا ما يختص بالأغنام وتربيتها، والكثير من التَّقارير والتَّغطيات الشَّاملة لمزادات بيْع الأغنام، ولأخبارِها المحلّيَّة والعربيَّة والعالميَّة أيضًا! وهل تعقَّدت في الحياة حتَّى تربية الأغنام فأضْحت من الأمور التي تحتاج إلى مواقع متخصِّصة لإتْقانها؟! عجبًا لأجدادنا منذ خلقت الخليقة وحتَّى الآن، كيف استطاعوا تربية أغنامِهم وتهجينها وتَحسينها دون مواقع تعلّمهم هذا الفنّ وهذه المهارة؟! يا لَفخرنا! استطعنا أخيرًا أن نتميَّز في مواقعِنا العربيَّة ونقدِّم شيئًا مختلفًا! لا بأْس بترْبِية الأغنام؛ فما من نبيٍّ إلاَّ ورعَى الغنم، ولكن هل يستحقّ الأمر بذْل المال والخبرة والوقْت لجَمْع أخْبار الأغنام في موقع إلكتروني؟! ماذا لو جعل فيما تحتاج إليْه الأمَّة حقًّا، أما كان أفضل؟! وموقع إلكتروني آخر للوحات السيارات وأرقام الجوَّالات المميَّزة! تجد فيه - والله - العجب؛ مزادات وإعلانات وعروض لوحات وأرْقام بمبالغ خياليَّة، وتسابق وتنافس للفوز بها! وفي مجال الفضاء، ما أكثرَ الأموال التي طارت! افتتح أحد الشُّعراء الشَّعبيِّين المغمورين مؤخَّرًا قناة فضائيَّة شعريَّة شعبيَّة، يُزاحم بها باقي القنوات على أجهِزة الاستِقْبال ويَزيد عددَها على أجهزة العرض، ويستعدُّ لافتِتاح الأخرى! ربَّما لم يجِد طريقةً سواها للانتِقال من فئة المغْمورين إلى المشْهورين حين خذلتْه قريحته الشِّعْرية. ومع أنَّ القنوات الشعبيَّة والشعرية تخلو من كثيرٍ ممَّا تعجّ به القنوات الأخرى، من المجون والفسوق، إلاَّ أنَّها تظلّ ترفيهيَّة بالمقام الأوَّل، وقد لا تُعْرَض ببعضِها حتَّى أوْقات الصَّلوات، فضلاً عن عرض ما يُحسب لمالكيها في صحائفِهم يوم تنشر الصحف. ولعلَّ هذا الأخ الشَّاعر كان لديْه القروش التي تحيِّره فأخذ بنصيحة هذا المثَل، فاشترى حمامتَين وطيَّرهما. فهو لم يضف - لا لنفسِه ولا لغيره - شيئًا، فما الجديد في قناتِه الشَّعبيَّة أو الشِّعْريَّة أو التراثيَّة؟ فهي لن تزيد شيئًا على ما تقدِّمُه جميع القنوات الشَّعبيَّة الأخرى. ماذا لو جعل إحداها على الأقلّ قناةً علميَّة أو طبّيَّة أو تعليميَّة، أو إسلاميَّة توعويَّة، أو قناة ملائِمة للأطفال بعيدًا عن قرع الطّبول وضرب الدّفوف؟! لكان أفاد غيرَه واستفاد. كثيرة هي القنوات الفضائيَّة الترفيهيَّة، ومواقع التَّسْلية الإلكترونيَّة مدْفوعة الأجر، والَّتي لا تقدِّم أيَّ شيءٍ ذي فائدة سوى أنَّها قنوات ومواقع للتَّسلية والتَّرفيه المحْض، و"إضاعة الوقت"، وما الضير في أن تقترِن التَّسلية بالفائدة، والتَّرفيه بالتعليم؟! وبعيدًا عن الفضائيَّات والمواقع، اشترى أحد مربِّي الجمال جملاً هو الأغْلى سعرًا في العالم، حيث وصل ثمنُه إلى 17 مليون ريال، والمؤسِف في الأمر أنَّ البعير الثَّمين انتهتْ مدَّة حياته فمات بعد امتلاكِه له بفترة! فليتَه عاد إلى صوابه بعد موت بعيره. وفي أحد المزادات وصل سعر أحدِ فحول الماعز إلى مبلغ 200 ألف درهم، ولكنَّ صاحبَه لم يُوافق على بيعِه - ربَّما لم يتناسب المبلغ المعْروض مع أصالة الفحل! - فيما باع آخَر أربعًا من الإناث بمبلغ 100 ألف درهم! وبعيدًا عن المواشي أعزَّكم الله. وفي أحد المزادات بيعتْ لوحات سيَّارات بمبالغ تزيدُ عن أسْعار السيَّارات نفسِها؛ فقد بيعتْ لوحة بـ 320 ألف ريال، وأخرى بـ 310 آلاف ريال، وثالثة لَم يُحالفْها الحظّ فبيعتْ بـ 112 ألف ريال فقط. وبمزادٍ آخَر، بيع رقم هاتف جوَّال بسعر 350 ألف ريال. وقبل أن تعجبوا، فقد بيع آخَر بمليونين و750 ألف دولار، (ما يقارب عشَرة ملايين ريال)، بعد مزايدة "حامية" عليْه؛ ليصبِح بذلك أغْلى رقم هاتف جوَّال يُباع في العالم! وليدخل مشتريه موسوعة جينيس للأرقام القياسية، ويا لها من مفخرة له إذ أنفقَ مالَه في شراء الهراء! وأمَّا ما ينفق في مجال التَّجميل فحدِّثوا ولا حرج، فقد فاقت الأرْقام كلَّ المعايير ولم تتوقَّف البلْوى على النِّساء المولعات بالجمال، فانتقلت إلى الرّجال المولعين أيضًا به! نسأل الله العافية. قام شابٌّ "أغيد" بإجْراء عمليَّة جراحيَّة كلفته 35 ألف ريال لزِراعة حبَّة خال "شامة" سوْداء في خدِّه ليزداد وسامة! سبحان الله! كم أضافتْ له تلك الشَّامة من جَمال لم يكُن يستطيع العيش بدونه؟! وفي مجال الرِّياضة، انتقل لاعبُ أحد الأنْدية الرياضيَّة إلى نادٍ آخَر مقابل 94 مليون يورو! وأصيب بعد عدَّة مباريات إصابةً مضاعفة في كاحلِه لَم تتحسَّن بعد عدَّة عمليَّات جراحيَّة عُمِلَتْ لها. نسأل الله العافية، 94 مليون يورو لقدمٍ "معطوبة"! كم من الأقدام تَحتاج هذه الملايين لتسير؟! وكم من المرضى أقْعدهم المرَض وأعجزهم عن العلاج قلَّة المال؟! وفي الإحصائيَّات أنفق في أحد مواسم السِّياحة 62 مليار ريال في موسمٍ واحد. هنيئًا لكلِّ "السيَّاح"، هل كانت سياحتهم في عبادة وطاعة، هل كانت للعمرة أو لزِيارة المسجِد النَّبويّ نصيب منها؟! كلّهم لديْهم "قروش" تحيِّرهم لكثرتِها، ولا يعْلمون أين يُنفقونَها، فتسابقوا لشِراء ما استطاعوا من حمام وخِراف وأرْقام. وليْتهم ارتفعوا مع حماماتِهم حين طارت؛ ولكن القروش وحْدها هي التي تطايرت! اللهُمَّ لا تؤاخذْنا بما يفعل السفهاء منَّا، جهود وأموال مهْدرة والنتيجة لا شيء! هلاَّ أنفقت لتكون كلِمة الله هي العليا! أو أنفِقت لتنقذ معوزًا من الفقر! قال قراد بن نوح: رأى شعبةُ عليَّ قميصًا، فقال: بكم اشتريت هذا؟ فقلت: بثمانية دراهم. فقال لي: "ويحك! ألا اشتريتَ قميصًا بأربعة دراهم، وتصدَّقت بأربعةٍ كان خيرًا لك!". ذاك لأنَّه ما كل ما نَمتلكه من مالٍ يَجب عليْنا إنفاقُه على رفاهيتنا فقط، ولا كلّ ما نشتهيه نشتريه. قال عمر - رضِي الله عنْه - لجابر: ما هذا يا جابر في يدك؟ قال: لحمٌ اشتهيتُه فاشتريتُه. قال: أوكلَّما اشتهيتَ اشتريت؟! أما تَخشى أن تكون من أهل هذه الآية: {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا} [الأحقاف: 20]؟! فلِم كلُّ هذا السَّرف على النفس والله قد نهى عنْه؟! سُئل ابن الجوزي: أيجوز أن أُفسح لنفسي في مباح الملاهي؟ فقال: عند نفسك من الغفلة ما يكفيها. إِذَا كُنْتَ فِي نِعْمَةٍ فَارْعَهَا فَإِنَّ المَعَاصِي تُزِيلُ النِّعَمْ وَدَاوِمْ عَلَيْهَا بِحِفْظِ الإِلَهِ فَإِنَّ الإِلَهَ سَرِيعُ النِّقَمْ يقول تعالى: {وَكُلُواْ وَاشْرَبُوا وَلاَ تُسْرِفُواْ} [الأعراف: 31]. فمتى نتوقَّف عن صرْف الأموال في غير محلِّها؟! ومتى نضع النِّعمة في موضعها؟! حتَّى نجِد جوابًا للسُّؤال عندما نسأل: "فيم أنفقته؟". ماهو الإسراف؟ عرَّف الجرجاني الإسرافَ بأنَّه: تجاوُز الحدّ في النَّفقة. وعرَّفه الفقهاء بأنَّه تجاوُز الحدّ في كلّ فِعْل يفعلُه الإنسان، حتَّى في المباحات، وعرف التَّبذير بأنَّه عدم إحسان التصرُّف في المال، وصرْفه فيما لا ينبغي، وإتْلافه بغير حقّ. قال الماورْدي - رحِمه الله -: "كلّ ما أنفقه في معصية الله التي تكسبه عند الله إثمًا وعند العقلاء ذمًّا، فهو تبذير، وإن قلَّ ونزرَ، وكلّ ما أنفقه الإنسان فيما يكسبه عند الله أجرًا ويرفع له إليْه منزلة، أو يكسبه عند العُقلاء وأهل التَّمييز حمدًا - فهو جود وليس بتبذير، وإن عظم وكثر". وقد فرَّق ابنُ عابدين بين الإسْراف والتَّبذير من جهة أخرى، فقال: "التَّبذير يستعمل في المشهور بمعنى الإسراف، والتَّحقيق أنَّ بينهما فرقًا، وهو أنَّ الإسراف: صرف الشَّيء فيما ينبغي زائدًا على ما ينبغي، والتَّبذير: صرْف الشَّيء فيما لا ينبغي. فإذًا؛ الإسراف هو: "زيادة الصرف"، والتَّبذير هو "إساءة الصَّرف"، وكلاهما منهيّ عنْه؛ {وَلا تُسْرِفُوا} [الأنعام: 141]، {وَلاَ تُبَذِّرُواْ تَبْذِيرَا} [الإسراء: 26].
|
|
أسباب الإسراف والتبذير:
Ÿ الجهل بحرمة الإسراف، والاعتِقاد بأنَّ من حقِّ المرْء التصرُّف في ماله كيفما شاء، متجاوزًا الحدّ مسرفًا في تناوُل المباحات، ناسيًا قول الله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأعراف: 31]، وقول النَّبيِّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((كلوا وتصدَّقوا والبَسوا في غير إسرافٍ ولا مخيلة))؛ أخرجه النَّسائي، وحسَّنه الألباني. فهو منهيّ عنْه حتَّى في الصَّدقة، فكيف بما لا يحلُّه الله؟! Ÿ الجهل بعظيم الأجْر المترتِّب على البذْل والإنفاق في الأوجُه التي شرَعها الله، فالمال الباقي هو ما يقدِّمُه المرء لنفسِه بعطاء وبذْل في سبيل الله، يحفظ له عنده، وليس ما يَجمعه ليقتسمَه ورثتُه بعده. Ÿ التَّجاهُل بأنَّه سيُسأل عن هذا المال؛ قال - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربِّه حتَّى يُسأل عن خمس: عن عُمره: فيمَ أفناه؟ وعن شبابه: فيم أبلاه؟ وماله: من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقَه؟ وماذا عمل فيما علم))؛ صحَّحه الألباني. Ÿ التَّربية الاستهلاكية، فالفرد الذي ينشأ في أُسرة حالها الإسْراف والبذخ، يتربَّى على الإسراف عبر الاقتِداء والتَّقليد لسلوك الأبوين، ممَّا ينشئ الطفل الاستهلاكي المسرف. Ÿ العادات الشِّرائيَّة الخاطئة، وتتبُّع الإعلانات التي تدفع الفرد إلى المزيد من الشراء لأشياء ليس بحاجة إليها. Ÿ الغفلة عن طبيعة الحياة التي لا تدوم على حال، ولا تثبُت على وتيرة واحدة، فالغنيّ قد يمسي فقيرًا، والفقير قد يُصبح غنيًّا: مَا بَيْنَ طَرْفَةِ عَيْنٍ وَانْتِبَاهَتِهَا يُغَيِّرُ اللَّهُ مِنْ حَالٍ إِلَى حَالِ لذا؛ فالواجب أن تأخُذ من غناك لفقرك، وتدَّخر ما يَفيض عن حاجتك من مالٍ إلى وقتٍ أنت فيه أحوج. Ÿ اليسر بعد العسر، فكثيرٌ من النَّاس قد يعيشون في عسر وعوز ثمَّ تتبدَّل أحوالُه بفضل الله إلى الثَّراء، فيصعب عليْه التوسُّط أو الاعتِدال، فينقلب على النَّقيض تمامًا، فيكون الإسراف والتَّبذير، محاولاً تعْويض ما يرى بأنَّه قد فاته من التَّنعُّم وما حرم منْه. Ÿ محاكاة الصحبة، فصُحبة المسرفين تدعو إلى محاكاة فعلِهم، "فكلّ قرينٍ بالمُقارن يقتدي"؛ قال - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((المرءُ على دين خليله، فلينظُر أحدُكم مَن يخالل))؛ أخرجَه الإمام أحمد. Ÿ حبّ الظُّهور والتَّباهي والتَّعالي على النَّاس، فيظهر لهم غناه وثراءَه، أو لينال إعجابهم فينفق مالَه دون اكتراث. Ÿ اتّباع العادات، فالبعض ينفق حتَّى في حال فقْرِه كي لا يُوصف بالبخل؛ تقليدًا لغيره ومجاراة للعادات والأعراف. Ÿ غفلة البعض عن نتائج وعواقب الإسراف المهلكة. Ÿ ارتفاع مستوى الدَّخل، فأحيانًا تؤدِّي زيادة دخل الأسرة لزيادة الإنفاق. صور التبذير والإسراف: ذكر الإمام محمد بن الحسن - رحمه الله -: "من الإسراف الأكْل فوق الشبع، ومن الإسراف الاستِكْثار من المباحات والألوان، وأن يضَعَ على المائدة من ألوان الطَّعام ما لا يحتاج إليْه للأكل، ومن الإسراف أن يأكُل وسط الخبز ويدَع حواشيه". ذكر الماوردي - رحِمه الله -: "من التَّبذير أن ينفق مالَه فيما لا يجدي عليْه نفعًا في دنياه، ولا يكسبه أجرًا في أخراه، بل يكسبه في دنياه ذمًّا ويحمل إلى آخرته إثمًا، كإنفاقه في المحرَّمات وشرْب الخمر وإتيان الفواحش، وإعطائه السُّفهاء من المغنِّين والملهين والمساخر والمضحكين، ومن التبذير أن يشغل المال بفضول الدُّور التي لا يحتاج إليْها، وعساه لا يسكنها، أو يبنيها لأعدائِه ولخراب الدَّهر الذي هو قاتلُه وسالبه، ومن التَّبذير أن يجعل المال في الفُرش الوثيرة والأواني الكثيرة الفضّيَّة والذهبيَّة الَّتي تقلّ أيَّامه ولا تتَّسع للارتِفاق بها". ومنه الإفراط في الطَّعام في الولائم وغيرها ما يؤدّي إلى التخمة والبدانة، ويجلب الأمراض والعلل. وكذا شراء الألعاب والملهيات ووسائل التَّسلية والتَّرفيه، وإهدار الثَّروات المائيَّة والكهربائيَّة، وشراء الأرْقام المميزة للجوالات ولوْحات السيَّارات والقمار وأسفار المعصية، والسّياحات الَّتي لا منفعة فيها، وإنفاق الأموال على ترْبية الحيوانات التي لا فائدة منها، أو على الكلاب المحرَّم اقتناؤُها إلاَّ لضرورة، أو تتبُّع الأزياء وما يستجدّ بها، والبحث عن التَّميُّز والشهرة؛ ((مَن لبس ثوب شهرة ألبسَه الله ثوبَ مذلَّة يوم القيامة))؛ أخرجه أحمد وأبو داود والنَّسائي وابن ماجه، وحسَّنه الألباني. وغيرها كثير من الأموال التي كانت ستُصرف على الضروريات لو لم تُصْرَف على الكماليَّات أو التَّحسينات والتَّرفيه. مفاسد الإسراف: الإسراف يَجلب غضَب الله تعالى وسخطه وربَّما عذابه؛ {إنَّهُ لاَ يُحِبُ المسْرِفِينْ} [الأنعام: 141]، {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} [النحل: 112]. يعوِّد الإنسان التَّرف المذْموم الذي يبعد المرْء عن الاجتهاد والجدّ والسَّعي والكدّ، ويعوده التَّراخي والخمول، خصوصًا من تربَّوا على هذا السَّرف. الإسراف ينزع البركة من المال، ويسوقُ صاحبَه إلى الفقْر، ويجلب عليه الحسْرة والنَّدم، وكم ممَّن أسرفوا على أنفُسِهم فذاقوا وبال ذلك حسرةً وندامةً في الدّنيا؛ لضياع مالِه ووقوعه في الديون، وفي الآخرة العقاب الأليم والعذاب الشَّديد؛ {إنّهُمْ كَانُواْ قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينْ} [الواقعة: 45]. السَّرف يؤدّي إلى استنزاف موارد البيئة ومنتجاتها واستهلاك معطياتها. الإسراف يبعد الإنسان عن الشُّعور بما يشعر به الآخرون من المعوزين والمحتاجين، فالمسرف محاطٌ بالنِّعم متقلِّب فيها، لا يشعر أو يهتمّ بغيره. ورد في الأثر عن يوسف - عليه السلام - أنَّه سُئل: لم لا نراك تشبع أبدًا؟ قال: "أخاف إن شبعت أن أنسى الجياع". تعوُّد الإسراف قد يحْدو بالمرْء إن ضاقت ذاتُ يده إلى أن تمتدَّ إلى ما لا يَجوز له، وما ليس من حقِّه؛ حفاظًا على حياة التَّرف والصَّرف والسَّرف التي تعوَّد عليها، فيقع في الحرام. والتوسُّط دائمًا مطلوب؛ {ولاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةٌ إلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَ البَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوَماً مَحْسُورَاً} [الإسراء: 29]. وقال - عزَّ وجلَّ -: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا} [الفرقان: 67]. لربَّما قال قائل: إنَّ الله يحبّ أن يرى آثارَ نعمته على عبادِه. نعم، ولكن آثار النِّعمة لا تَعني التَّرف الزَّائد وصرْف المال فيما لا فائدة منه ولا عائد، ومَن استعمل النعم في غير ما أمر المنعم فقد بطر. ومَن شكره عليْها زاده، وشُكْر النِّعْمة حفظُها وإيتاء حقِّها ببذلِها فيما أمر المنعم من وجوه الإنفاق والعطاء، فمَن فعل ذلك تحقَّق له الخير في دنياه وآخرته، ومَن شكر النِّعَم أبدله خيرًا منها، وضاعفها له، وأسبغ عليه غيرها؛ {لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم: 7]، {وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً} [المزمل: 20]. سُئِل الحسن بن علي - رضِي الله عنْه -: لِمَ تُعْطي كلَّ ما تملك؟ قال: عوَّدتُ ربِّي على هذا، وعوَّدني أن يضاعف لي ما أنفقت، وأخشى إن غيَّرت عادتي أن يغيّر الله عادته. ولابدَّ للمؤمن أن يعرف وجوه الإنفاق التي شرعها الله في ماله؛ فإذا كان لديْك قرشٌ يُحيِّرك، فلم لا تنفقُه حيث أمرك الله ورسولُه، وبالصورة التي تؤجر عليها، بدلاً من إضاعته في لذَّة ساعة بعيدًا عن الطَّاعة؟! عن أبي هريرة - رضي الله عنْه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ الله تعالى يرْضَي لكم ثلاثًا ويكْرَهُ لكم ثلاثًا، فيرضى لكم: أن تَعبدوه، ولا تشركوا به شيئًا، وأن تعتصموا بحبْل الله جميعًا ولا تفرَّقوا، ويكره لكم: قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال))؛ رواه مسلم. وإضاعة المال: تبْذيره وعدم حِفْظه، وصرفه في غيْر فائدة، لا في الدنيا ولا في الآخرة. فالمالُ قيام للناس تقوم به أمور حياتهم ومصالحهم؛ {وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَاماً} [النساء: 5]. يَجب أن يحافظ الإنسان عليه ولا يضيِّعه، فإذا بذله في غير وجهه أضاعه، والأسوأ أن يبذلَه في محرَّم، وأسوأ منه أن يفاخر بفعله وبذخه، فإن أضاف التفاخُر إلى صرفه فقد جمع شرًّا إلى شرّ، {وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ} [الحديد: 7]. فالمال أصلاً مال الله إذًا، فأنفقه حيثُ أمرك الله واستعِنْ بما أعطاك على طاعته. إنَّ المال الَّذي لا تنفقه ستترُكُه خلفَك لِمن ينفقه ولن ترحل بشيء منه؛ قال تعالى: {وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ} [الأنعام: 94]. عن عبدالله بن مسعود - رضِي الله عنْه -: أنَّ النَّبيَّ - صلَّى الله عليه وعلى آلِه وسلَّم - قال: ((أيّكم مالُ وارثه أحبّ إليه من مالهِ؟)) قالوا: يا رسولَ الله، ما منَّا أحدٌ إلاَّ ماله أحبّ إليْه، قال: ((فإنَّ ماله ما قدَّم ومال وارثه ما أخَّر))؛ رواه البخاري. .
|
|
من أوْجُه الإنفاق المندوب إليها:
بناء المساجد: جاء في الصَّحيحين: ((مَن بنى لله مسجدًا يبتغي به وجْهَ الله، بنَى الله له بيتًا في الجنَّة)). يُحكى أنَّ رجلا تركيًّا كلَّما اشتهى شيئًا قال: كأنّي أكلته، ثمَّ يضع قيمته في صندوق، وقبل موتِه أوصى ببناء مسجدٍ بهذا المال، فلمَّا علم النَّاس بفعله، عملوا على إتْمام بناء المسجِد بعد موته، فسمِّي المسجد (سنكي يدم) وتعني: (كأني أكلته). المصالح العامَّة كإصلاح الطّرق وتأمين المياه: الوقف أو السَّبيل: وهو من خير ما ينفق فيه المال؛ في الصَّحيحين: أنَّ عمر بن الخطَّاب - رضي الله عنْه - أصاب أرضًا بِخَيبر لم يصب مالاً أنفس عنده منه، فجاء إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يستشيره في ذلك ويستأمِره، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إن شئت حبستَ أصلَها وتصدَّقت بها)). الصدقة: فهي تطفئ غضبَ الرَّبّ وتقي ميتة السوء، والله تعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ} [البقرة: 267]، وخير ما أنفقت ما كان محبَّبًا إليك من مالك؛ {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: 92]. وهناك الكثير من الأُسَر المعوزة التي تُعاني الفقر ولا تجد أقلَّ ضروريات الحياة. صلة الرَّحم ورعاية القريب: قال - صلَّى الله عليْه وسلَّم - لطلحة حين أراد التصدُّق ببئر له: ((أرى أن تجعلَها في الأقربين)). رعاية المرضى أو ذوي العِلل الذين تعجزهم الحاجة عن العلاج، ودعْم المؤسَّسات الصحّيَّة والعلاجيَّة والدوائيَّة. نشْر العلم وبناء دور التَّعليم ومراكز المعارف، والمكتبات والمعارض العلميَّة والثَّقافية والتقنيَّة والفنّيَّة المفيدة، والمطابع ودور نشر الكتب، وطبع الكتب والكتيبات النَّافعة التي تبني العقول، والمنشورات الهادِفة، أو شراؤها وتوزيعها على مَن ينتفع بها؛ فنشر العلم بمنزلة الجهاد في سبيل الله. وكذلك القنوات الفضائيَّة الجادَّة والملتزمة بما يرضي الله. ومواقع الإنترنت المفيدة والهادفة، والنَّاشرة للثَّقافة النَّافعة، والتي تحتاج إلى مثلها الأجيال. بناء مراكز تأْهيل وتدريب للشَّباب المحتاج إلى العمل والذي يعاني البطالة، وما أكثرَهم في هذا الوقت! وإعانة الفقراء والمحتاجين على الزَّواج والعفاف؛ فهي مما يحفظ المجتمع من الفتن. في أسفار الطَّاعة كالحجّ والعمرة والزّيارة، أو تيسيرها لِمَن يريدُها ولا يملك المال لأدائها. ومواطن الإنفاق الطيّبة والمناسبة كثيرة، فقط لِمَن لا يستسهِل شراء الحمام على البحث عن مواطن الأجر. ومن المهمّ الإشارة إلى أهميَّة تنشئة الأبناء على ترْشيد الصَّرف والاستِهلاك في حياتهم، فيتربَّون بطريقة واعية في التنبيه إلى أهمية إنفاق المال في أوجُه الاستحقاق بالطرق المناسبة. كيف ننشئ الأبناء على عدم الإسراف؟ Ÿ عدم إظْهار الغنى للأبناء، وتعويدهم النَّظر إلى مَن هم دونهم في أمور الدنيا، وليس إلى مَن هم فوقهم ليجاروهم. Ÿ تعليمهم شكر النعمة التي منَّ بها ربُّهم عليهم، وأنَّه بالشُّكْر تدوم النعم. Ÿ ضرب الأمثال لهم بسيّد المرسلين وبالقدوات والصَّالحين؛ فقد كان رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - يَخْصِف نَعْلَه، وكان عمر - رضِي الله عنْه - يُرَقِّع ثَوْبَه، وتخويفهم بعاقبة المسرفين كفرعون وقارون. Ÿ إيضاح الأهداف من إنعام الله عليْنا، وأنَّه يجب أن يكون الهدَف الأساس ابتغاء وجْه الله تعالى؛ {وَابتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلاَ تَْنسَى نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} [القصص: 77]. Ÿ عدم الإسْراف في المصروف؛ حتَّى لا نعوِّدهم التَّبذير؛ لذا يجب أن يكون قدْر حاجتهم. Ÿ تدْريب الطفل مبكرًا على حسن التصرُّف بالمال، وعلى ضبط شهوة حبّ الشِّراء والصَّرف، وتعويده التَّفريق بين ما يَحتاج إليْه وما يرغب فيه. Ÿ تدريبه على التصدُّق وبذْل المال للمحتاج، وأنَّ اللعبة التي يريد شراءها لن تعمر ولن يطول فرحُه بها، بينما المال الَّذي تسعد به الآخرين لن يزول الأجر والثَّواب المترتّب عليْه. Ÿ زرْع المفاهيم الصَّحيحة لديْهِم بأنَّ السَّعادة ليستْ في المال وحْدَه، وأنَّه ليس أهمّ شيء في الحياة؛ فهو وسيلة وهناك الكثير ممَّا لا تستطيع شراءه بمال، كالسَّعادة والفضيلة والعفَّة والشَّرف والخلق والصدق. Ÿ تعويدهم البحث عن بدائل عندما لا يكون الشّراء ضروريًّا، كالاستِئْجار فيما تكون الحاجة إليْه محدودة أو مؤقَّتة مما يوفّر عليهم المال. وأخيرًا: فإنَّ ما نزرعه فيهم هو ما سيجنونه غدًا. وَيَنْشَأُ نَاشِئُ الفِتْيَانِ فِينَا عَلَى مَا كَانَ عَوَّدَهُ أَبُوهُ وما نقدمه لأنفُسنا هو ما سنجده غدًا، وما عند الله خير للأبرار
|
|
شكرا لمرورك
|
|
شكرا لمرورك,,,
|
الله يعطيك ألف عافية
مبدعة ما شاء الله عليك لكن مواضيعك طويلة الله يسعد أيامك ..
|
|
شكرا لمرورك
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
انشودة كان عندك هم ( رووووووووعه) | نحترق ولانفترق | منتدى الصوتيات والمرئيات | 5 | 2009-12-11 1:16 PM |
إذا عندك شي خاص ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ | أنين الحروف | المنتدى الترفيهي والمسابقات | 22 | 2009-01-17 6:56 PM |
عندك طبق فضائي | حربية | المنتدى الإسلامي | 2 | 2008-03-31 11:55 AM |
عندك قوة ملاحظه ؟؟ | سيدة الذوق | المنتدى الترفيهي والمسابقات | 21 | 2008-02-26 7:47 PM |
خل عندك كاش آخر 2008 | snafi | المنتدى الاقتصادي | 4 | 2008-02-07 7:25 PM |