[يمامة الوادي]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وأما بعد..

العيد هو يوم التواصل بين المسلمين وهو يوم الطفل المسلم يفيض عليهم بالفرح والسرور، ففيه يظهر البسمة على الشفاه وتفرح القلوب بمافيه من أواصر المحبة والإخاء فيتاصل الجيران والإخوة والخلان ، وهو الفقراء يلقاهم باليسر والسعة، ويوم المسلمين يجمعهم على التسامح والتزاور، ويوم الأصدقاء يجدد فيهم أواصر الحب والمودة، ويوم النفوس الكريمة تتناسى أضغانها؛ فتجتمع بعد افتراق، وتتصافى بعد كدر، وتتصافح بعد انقباض.



أمور في العيد محمودة ينبغي أن نحافظ عليها:

1- التوسع على الأولاد في الأكل والشرب واللهو المباح؛ لقوله صلى الله عليه وسلم في عيد الأضحى: "أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر الله عز وجل". وقول أنس "قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أبدلكم الله تعالى بهما خيرا منهما يوم الفطر ويوم الأضحى" وقوله لأبي بكر رضي الله عنه وقد انتهر جاريتين في بيت عائشة ينشدان الشعر يوم العيد: "يا أبا بكر، إن لكل قوم عيدا، وإن اليوم عيدنا".


2- التزاور فيما بين الجيران والأقارب والأهل.


3- التبريك بالعيد يورث المحبة ويجلي النفوس
روي أن أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا إذا التقى بعضهم ببعض يوم العيد
قالوا "تقبل الله منا ومنكم".


4- عيادة المرضى :


5- زيارة اليتامى والمحتاجين والتصدق عليهم:


6- زوال الأحقاد بالتزاور والسلام والمعايدة
ففي الحديث أن رجلاً قال : يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني ، وأحسن إليهم ويسيئون إليَّ ، وأحلم عنهم ويجهلون عليَّ ، فقال : " لئن كنتَ كما قلتَ فكأنما تُسِفُّهم المَلَّ [3]، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك" رواه مسلم .
فليكن العيد نقطة تحول في طيبة النفس وسلامة الصدر والتعالي على أوضار النفوس
وشُحِّها .


7- الأضحية
نموذج للتواصل بين الجيران والأقارب والفقراء والأغنياء
قال تعالى: (فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كلوا وادخروا وتصدقوا(
وكان بعض السلف يحب أن يجعلها أثلاثاً : فيجعل ثلثاً لنفسه , وثلثاً هدية للأغنياء , وثلثاً صدقة للفقراء . ولا يعطي الجزار من لحمها شيئاً كأجر .

وفي هذا كلّه توثيق للرابطة الاجتماعية بين أهل الحي والجيران والأقارب فيجتمعون على الحب والإخاء والمودة وتختفي الضغئن والأحقاد والحسد، وفيه تذكيرٌ لأبناء المجتمع بحق الضعفاء والعاجزين؛ حتى تشمل الفرحة بالعيد كلّ بيت، وتعمّ النعمة كلّ أسرة، وإلى هذا المعنى الاجتماعي يرمز تشريع صدقة الفطر في عيد الفطر، ونحر الأضاحي في عيد الأضحى؛ فإنَّ في تقديم ذلك قبل العيد، أو في أيامه الأولى إطلاقاً للأيدي الخيّرة في مجال الخير؛ فلا تشرق شمس العيد إلا والبسمة تعلو كل شفة، والبهجة تغمر كلّ قلب.

والحمد لله رب العالمين

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

محبكم
محمد شندي الراوي