[يمامة الوادي]

( احذروا هذا الفضولي )



بسم الله الرحمن الرحيم ..
الفضولي / شخص عنده حب الاستطلاع من النظر أو الاستماع للآخرين والجلوس معهم إما بإذنهم أوبغيراذنهم وهو مكروه لما جبلت عليه النفس من كراهية التعدي عليها وعلى الآخرين والتصنت عليهم ومعرفة ماعندهم ونشره بين الناس .. تلك صورة ونموذج لبعض الرجال أو النساء كبارا وصغارا في كثير من المجتمعات فمنهم المقل ومنهم المستكثر !!
ولاشك أن هذا خلق مشين وصفة ممقوتة تمجها العقول الراسخة والنفوس الأبية لأن التطلع ( ويسميه العوام الشفاحة ) والتصنت لكلام الآخرين لا يقره الشرع والعقل ,, وهو يدل على شعور بالنقص وسوء أدب وضعف في الإيمان ...
ولذلك ورد النهي عن ذلك قال تعالى ( ولا تجسسوا...) وقال عليه الصلاة والسلام " إياكم والظن فان الظن أكذب الحديث ولا تجسسوا ولا تحسسوا....) الحديث رواه البخاري من حديث أبي هريرة .
والفضول يشمل أمورا منها : -
1- فضول النظر/ فتجد اليعض يقلب ناظريه للقادم والذاهب والداخل والخارج والبائع والمشتري والراكب والماشي والجالس والواقف والآكل والشارب والمتحدث والسامع وللرجل مع زوجته وأولاده والأخ مع أخيه أو ابن عمه بل وماذا يحمل جاره في سلة الطعام والحاجيات وعربة الأغراض ....الخ . فلو أحصيت نظراته لوجدتها في كل دقيقة 30 نظرة !!!!

2- فضول الاستماع / فترى الفضولي لا يهنأ الا أن يستمع الى هذين الرجلين أو المرأتين وهما يتحدثان وهذين وهما يتهامسان وربما اندس بيتهما بغير اذنهما وعلمهما !!! وربما كان يسير فلما رآهما يتحدثان توقف ليلقف حديثهما !!!


3- فضول مباشرة الأمور / فربما رأيته يقلب بيديه حاجيات الغير بدون اذنهم وينتقد بضاعتهم وأشياءهم .

4- فضول السؤال / وهذا أعجب فتجد الفضولي يسأل عن أمور ليس له علاقة بها !! ويقول : لماذا جاء فلان أو ذهب فلان ولماذا وضع هذا هنا والآخر هناك وكيف حمل من هنا !! وفلان ماذا صنع ومتى سيفعل ! وعن وقت بداية العمل ونهايته وماذا يلبس فلان وماذا يأكل علاّن و......و....... !!!


5- فضول التدخل في حياة الآخرين وقضاياهم وحل مشاكلهم دون أن يطلب منه ذلك !! وبدون مقدمات
أو استئذان أو طلب . وفرض الأمر الواقع عليهم !!!! أما لوكان التدخل منضبطا بضوابط الشرع والحكمة وفيه مشاركة لألآم الناس وحل قضاياهم ومساعدتهم في ايجاد الحل المناسب والواقعي لها
لكان الأمر مقبولا بل وصاحبه مأجور بأذن الله لأن الشرع والعقل يقرّان ذلك ....
وأمور الفضول كثيرة جدا !!!
أما آن لكل فضولي أن يدرك عواقب الفضول وكراهية الناس له ,,وأن يعوّد نفسه على تركه والتحذير
منه حتى لا يصبح هذا الأمر عادة يعرف بها ,,, بل وينبغي أن يربى الناس مجتمعات وأفرادا على تركه والبعد عنه لأنه خلق مشين وصفة مذمومة !!!!
أخير : هناك فرق بين الأمور الطبيعية في الانسان وبين التطلع لما عند الآخرين . فالأول لا يلام عليه
الانسان والثاني هو المذموم ( اذا كان مخالفا للشرع والحكمة )

الكاتب (أ . أبوعبدالمجيد )