[د. هند الحربي]

لقد عرفت المرأة المعاناة المصاحبة للدورة الشهرية منذ زمن بعيد ولكن القليل من الناس يفهم طبيعة هذه المعاناة , فملايين النساء في العالم تعاني من أعراض نفسية مختلفة مصاحبة للدورة الشهرية. فعلى سبيل المثال عبرت النساء المصابات في أحد البحوث النفسية المشهورة عن وجود أكثر من 150 نوعاً من الأعراض وتتراوح هذه الأعراض من أوجاع خفيفة وتخزن في الماء في أماكن مختلفة من البدن إلى أوجاع صداع الشقيقة والتعب الجسمي والإرهاق العصبي , والحالات الشديدة قد تؤدي إلى حالات من الاكتئاب وبعض الاضطرابات الحادة...
وتصنف الجميعة الأمريكية للطب النفسي الاضطرابات النفسية المصاحبة للدورة الشهرية تحت مجموعة " اضطرابات المزاج" وتسمى أحيانا " الاضطرابات الوجدانية العاطفية ". وتوصف تلك الاضطرابات بأنها : تشكيلة من الأعراض النفسية والجسمية والتي تظهر في أسبوع ما قبل الحيض¸وعادة ما تختفي أو تنخفض في اليوم الأول أو الثاني منذ بدء الحيض ....
أسبابها:
أن الأسباب القطعية في حدوث تلك الحالة غير متفق عليها حتى وقتنا الحالي ولكن هناك الكثير من الأبحاث الطبية تشير إلى أن اضطرابات الهرمونات لها تأثير مباشر في تسبب الحالة, ومن البديهي أن نتوقع أن التغيرات البيولوجية الهرمونية التي تصاحب الدورة الشهرية لها الدور الأول في حدوث الحالة وذلك لأن هذه الأعراض لا تظهر قبل سن البلوغ وتختفي أثناء الحمل وبعد انقطاع الدورة الشهرية ( سن اليأس )...
التشخيص :
يتعين تشخيص الاضطرابات النفسية المصاحبة للدورة الشهرية على توفر مايلي :
أولاً: يجب توفر خمسة أو أكثر من الأعراض التالية خلال السنة السابقة , وتختفي تلك الأعراض بعد أيام من بداية الدورة :
1-مزاج مكتئب واضح أو شعور باليأس أو التفكير بخذلان النفس
2-شعور واضح بالقلق وعدم الراحة
3-عدم استقرار في المزاج ( شعور مفاجيء بالحزن أو الخوف أو الحساسية الزائدة )
4-شعور بالغضب المستمر وزيادة في المشكلات مع الآخرين
5-تناقص في الاهتمامات اليومية مثل العمل أو الدراسة أو غيرها
6-شعور بعدم القدرة على التركيز
7-الشعور بالتعب و الإرهاق
8-تغير واضح في الشهية يتراوح من الانعدام إلى زيادة واضحة في كمية الطعام
9-تغير في طريقة النوم من الأرق إلى زيادة في عدد ساعات النوم
10-شعور بالإحباط أو فقدان السيطرة على النفس
11- أعراض جسمية مثل : ألم أو انتفاخ في الثدي, صداع , الم في المفاصل ...

ثانياً: تكون تلك الأعراض المذكور شديدة بحيث تؤثر على سير حياة الشخص وعلى علاقاته الاجتماعية والمهنية..

ثالثاُ: يجب أن تكون تلك الأعراض مؤكدة ومستمرة على أللأقل لدورتين متتاليتين..

العلاج:
1-العلاج الدوائي : يتكون من ثلاث أنواع الأول : يتوجه نحو التخفيف من الأعراض بصورة مباشرة, والثاني : محاولة موازنة الخلل الكيميائي المسبب للاضطراب , والثالث : منع إنزال البويضة وبالتالي تحوير للدورة بكاملها..
2-العلاج غير الدوائي : وهو الذي لا يستدعي وجود عقار أو دواء ...

ودمتم,,,