لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
اللهم ارحمهما واغفر لهما واجعل مثواهما الجنة |
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه |
مساحة إعلانيه |
لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
الأفكار الرومانسية في الحياة الزوجية - وقفة تأمل
نسيم نجد لعل عقارب الساعة تتجه إلى بدء فصول جديدة في حياة الأسرة, و يبدو أن بوصلة التغيير اتخذت منحاً جديداً هذه المرة , و لكنه لنفس الهدف المحدد بدقة و هي المرأة , فبعد أن كنا نشكوا غزو الروايات الغرامية الفاتنة لعقول الفتيان و الفتيات قبل الزواج , فاليوم نشكو موجة الرومانسية المبالغ فيها – أشدد و أكرر على المبالغ فيها - لعقول المتزوجين من الأزواج و الزوجات , فدخلت معهم في قفصهم الذهبي و جعلته أغلال من حديد , وركاماً من خراب . أيها الكرام : دعوني أحدثكم حديث النفس للنفس , و دعوني أضع المشرط على الجرح , و نعالج الأمر قبل أن يستفحل و يستحيل الحل , فاليوم الدواء هو العلاج , و غداً آخر العلاج الكي, و هي مرحلة محزنة فآمل أن لا نصل إليها , فهل تعطونني بعض وقتكم , و ترعونني سمعكم لأخبركم بما توصلت إليه بعد بحث و استطلاع لكثير من الأمر, فإن رأيتموني على رشاد و صواب فانثروا مافي كنانتكم من غزير علمكم , و إن رأيتموني على ظلال , فأسأل الله الغفران , و أعلموا أنما أنا عبد فقير مجتهد ,و بحاجة دعواتكم و توجيهاتكم , فلا تبخلوا علينا من زائد فضلكم و علمكم . في البداية لست ممن يحارب الحياة الرومانسية في الحياة الزوجية , بل بنظري هي عيشة هنيئة , و مطلب ضروري لتذوق طعم السعادة , و لقد كتبت هنا أو هناك مواضيع عدة عن الأفكار الرومانسية , و لكن بعد طول تفكر و تأمل لاحظت أن بعض ممن اتخذوا هذا المنهج و تبنوه جعلوه هو قمة السعادة الزوجية , بل أن كامل السعادة بين ثناياه , و أن كل السرور بتطبيق تلك الحياة , و بدؤوا يصبغونها بأصباغ وردية هي أقرب إلى الأحلام , و ينشرون عبقها الفواح على مداد الأيام , فتارة بطرق جديدة لتشكيل الحياة الزوجية بصورة غريبة , و تارة بالتنويع و التغيير بصورة هشة رقيقة , و مرة أخرى بأحلام فاتنة تجعل القلب يطرب و يتراقص مع حلمه الذي يبنيه من ورق . و ليس هذا مصدر الألم فقط و مكمن الخلل , و موطن الخوف , و لكن كل الخوف أن يستيقظ المسكين الباحث عن الحلول فيجد أن أحلامه قد تبددت , و أن المشاكل التي يطلب لها الحل قد تعقدت , و أن النفس التي يريد أن يصبغها بالألوان الوردية قد أظلمت , و أن الكآبة حلت مكان الطمأنينة , و أن التعاسة قد أكلت من صفحات السعادة , فيذهب يمنة تارة و يسرة تارة , فلا هو تمسك بطريقه , و لا هو نجح في علاج حالته . لذا وجب أن أقول لأحبابي و أصحابي نقاط عبر سطور ليأخذوا الحذر و الحيطة و ذلك عندما يدخلون مواقع الإنترنت التي تتكلم عن هذه الموضوعات عبر كتَاب ليس لديهم الخبرة الكاملة أو أقل التجربة , و من أناس هم أقرب إلى العامة من أهل الأختصاص و الدراية ,و أقول لهم ايضاً أن تلك الكتب و الكتابات بدأت تنتشر على رفوف المكتبات أيضاً بل انتشرت بالدور انتشار النار بالهشيم . -------------------------------------------------------------------------------- 1. الكتَاب مهما علت حروفهم و مهما بلغت بلاغتهم فهذا لا يخولنا أن نسلم أرقابنا لهم , فإن الله سبحانه و تعالى أعطانا العقول التي نحكم فيه على المتشابه من القول إذا كانت من أمور الحياة العامة , و أعطانا التجربة و الخبرة التي تمحص لنا مابين السطور و تفحص لنا الصحيح من القول , فليس كل من زين حرفه , و جمل سطوره , و ألبسها المحسنات البلاغية , فليس لزاماً علينا أن نذعن له تاركين الحكم للقلوب و العواطف . بل يجب أن نعلم أنه قد يكتب من خلال الإنترنت في مجال الحياة الزوجية صاحب قلم بديع , و لكن هو شاب غير مجرب , أو يكون شاب متزوج و لكن ليس لديه خبرة كافية , أو رجل رشيد و لكن يبني أحلامه عبر كتاباته , أو مصلح يريد إرشاد الناس و لكن ببناء قلاع من الأحلام , أو مربي فاضل و لكن من بيئة مختلفة , أو إنسان مجتهد و لكن جانبه الصواب , أو إنسان ناصح و لكنه من كتب الغرب ناقل و ناسخ . فكل هؤلاء يكتبون فهل نأخذ منهم جميعاً . أعتقد أن الحكم لديكم واضح . 2. كذلك هل توافقونني الرأي أن لتربيتنا و بيئتنا التي نشأنا فيها الشيء الكثير في التحكم بطباعنا و سلوكنا و من بعدها تصرفاتنا و نمط حياتنا , فليس من المعقول أن مانسجه الأهل و الآباء عبر سنوات عدة من خلال تربيتهم المتكتمة و التي اجتهدوا بها أن ننساه في يوم و ليلة أو نستطيع أن نتجاوزه عبر أيام معدودة . فهذه العادات التي طبعتها الأيام و السنون تحتاج لدهر آخر حتى تمحوا الأثر الذي أبقته تلك السنون في قلوب المتلقين . و كذلك اختلاف البيئات التي يعيش بها الإنسان العربي تجعل الحديث العام لكل الشرائح فيه شيء من الصعوبة , فما يناسب هذا القطر لا يناسب قطر آخر , و ما يقبله أناس هنا لا يتقبله أناس هناك , فالمشارب مختلفة و إن كانت النفوس متقاربة . فحري بنا أن يتم التعامل بدقة مع البناء الأولي للنفس العربية بما يتلاءم مع طباعها و عاداتها و تقاليدها و بيئتها . 3. عند اختلاف النمط في التفكير , و درجة تقبل بعض الصور الرومانسية بين الزوجين , فقد يسبب اضطراب في المعيشة و خلل في التوافق العقلي بينهم , لذا فيجب أن يكون الزوجان على نفس الخط , و نفس المنهج , ولابد أن يكونا متوافقين و متناسقين في كل أمر من أمور و متطلبات الحياة الرومانسية حتى تنجح و تكتمل تلك الصور . و إلا إن محاولة رسم تلك الصور سوف تبؤ بالفشل , أو قد تهدم العش الآمن و تتحول إلى صراع من أجل الإقناع . 4. كذلك اختلاف الرغبات و تنوع المزاج في جزئيات الحياة الزوجية , يجعل الذي تحبه أنت و بشدة, قد لا يرى الطرف الثاني له أي قيمة و العكس صحيح, لذا كيف نسير و نوفق بين رغباتنا و رغبات الطرف الثاني. فالأمر يحتاج تأمل و فحص لرغبات الطرفين حتى تنجح تلك الصور . و يحتاج إلى صبر و حنكة حتى تصل إلى رغبات الطرف الثاني و بدقة . و عند الفشل بالوصول إلى مايحب صاحبك على الطرف الآخر , قد يجعل هناك تشويش في الفكر و إحساس بعدم التفاهم بين الجانبين , رغم أن المشكلة تكمن ببساطة على أمزجة لا يمكن أن نغيرها و لا يستحسن أن نقنع الطرف الآخر بما لا يهواه أو يتقبله . 5. إن الحياة الرومانسية الحديثة تتطلب كثرة الاطلاع و البحث عن كل جديد , و لكن كيف التعامل مع الطرف الآخر الذي ليس لديه رغبة البحث ؟ أو غير قادر على البحث ؟ أو أن أحد الطرفين ممن لا يحبون القراءة ؟ هذه مشكلة أخرى تجعل هذا الطرف يستغرب التغير بتصرفات الشخص الذي يحاول تطبيق تلك الصور , و يجعل الطرف المجتهد يصاب بإحباط عندما يحس بعدم التجاوب مع جهوده من أجل الوصول لتلك السعادة المكتوب عنها . وهذا الإحباط كفيل بإحباط العش الهادئ الحالم . |
|
6. هناك مشكلة تحدث في كثير من الحلول الرومانسية , ذلك بأنها تهتم بهدف إشباع الرغبات الزوجية داخل جدران غرفة النوم و تفصل بينها و بين كافة شؤون الحياة, لذا فقد تنجح هناك , و لكن قد تكدر عليها مشاكل أخرى من خلف الأسوار , و كذلك إن التركيز على هذا الجانب و في تلك الحدود الضيقة , يجعل المرء ينسى جوانب و مميزات عدة في الطرف الآخر , و ممكن أن يخفى عليه جوانب إيجابية أهم و أعلى في شريك عمره , و لعل حديث الرسول صلى الله عليه و سلم خير قائد لنا في هذا المجال ,فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر " أو قال : " غيره " رواه مسلم . 7. إن المتمعن في الحياة بشكل عام , يعلم أن فيها السعادة و التعاسة , و أن وتيرتها لا تسير على نسق واحد , لذا يجب أن نعلم أن ما نقرؤه أو نجده عبر الكتابات قد يصلح اليوم و لا يصلح لغد , أو يستحسن في زمن و يجب أن نتجنبه في زمن آخر , لذا فإن اختيار الأوقات المناسبة للتجاوب مع تلك الصور الرومانسية هو شيء مهم و ضروري لتقبلها و التجاوب معها من الطرفين . 8. و من المشاكل التي أراها أن الصور الرومانسية لم تفرق بين الأعمار , و لم تراعي النفسيات , و لم تهتم بالبيئات , و هذا خطأ قد ينجم عنه كوارث , أو أخطاء فادحة لا يمكن أن نتجاوزها . 9. أن العمل في البيت للزوجة , أو الخروج للحياة العملية للطرفين , قد يضيق على الأزواج أن يتأقلموا أو أن يفوا بتلك المتطلب الرومانسية , لذا فيجب الانتباه أن ضغط الحياة و قسوة العمل قد تشكل نفسيات الأزواج بشكل ما , فحري بنا أن ننتبه لهذا فإن ما يكتب ليس مناسب في كل وقت و حين , أو أنه واجب يجب أن يتمم في كل يوم و بعيداً عن دراسة الحالة النفسية للطرف الآخر و مدى تقبلها و استعدادها لعيش تلك الصور . 10. في الحياة أولويات و هذه الأولويات ترتب نفسها إما بشكل إلزامي , إما بحسب متطلبات العباد لرب العباد , أو متطلبات الحياة الاجتماعية , أو متطلبات العمل داخل البيت و الحياة الأسرية و المشاغل التي تحفها يوميا من كل جانب , لذا لا تغرق أنفسنا بهذه الصور و ننسى صور أهم و أجل . |
|
11. باعتقادي أن السعادة لها ركائز و أعمدة و أطناب لا تقوم خيمتها إلا بتكاملها , و الذي أجده أن الرومانسية التي نجدها في كثير من أماكن النشر إنما هي تعالج ركناً واحداً فقط , و لأسف قد غفلت عن أركان أخرى , أو أهملت مقومات أخرى للسعادة , فعلاقة العبد مع ربه , و علاقته مع أهله أمه و أبيه , و علاقته مع أخوته و جيرانه و أهل حيه هي ركائز أخرى للسعادة , لذا يجب أن يكون لدينا قناعة أن السعادة تكاملية بين عدة مواهب للعلاقات الشخصية لمن حولك من الناس , وهي أيضاً موهبة التعرف على ما يحب و يعشق الناس , و كيف التواصل معهم ؟ و كيف التعرف على طباعهم ؟ و من ثم التعامل معها . فعندما نتكلم على أن كل السعادة هو في تطبيق الرومانسيات فحتماً أن هذا خلل عظيم و إقصاء لعوامل أخرى مهمة أو تكاد تكون هي أكثر منها أهمية .
12. لا يفهم من العروض المنتشرة للرومانسية و تطبيقاتها أن تكون العلاج الناجح لكل هموم المتزوجين , بل لا يفهم أن تؤخذ على أنها وصفة سحرية سريعة المفعول تصيب الهدف و بقوة , بل يحسن بنا أن نتعامل معها على أنها قد تناسب أناس و لا تناسب آخرين , و تنعكس بالإيجاب على أزواج و بالسلب على آخرين , و أنها قد تحل جزئية و لكن لا تجد حلاً كاملاً لمشكلة زوجية , إنها ملطف للجو و ليست معالجة لحالة التلوث التي يعيشها الزوجان حال وقوع مشكلة , فالحلول الرومانسية هي حلول جميلة لطيفة لكنها ليست بالقوة التي تجعلها تقف صامدة أما عواصف المشاكل العاتية التي تفوق طاقتها و قدرتها , فيجب أن نحكم عقولنا بما يناسبنا قبل أن نقع في فخ الفشل و نحن نريد الإصلاح . 13. معظم النساء عاطفيات , و هذا بعكس الرجال وهم من يميل للجانب العقلي الواقعي , و لكن قد لا تنطبق هذه القاعدة على الجميع فقد تجد المرأة أن زوجها عاطفي و يميل للحياة العاطفية , لذا فعليها أن تعطيه ما يناسبه و بقدره . و كذلك قد تكون المرأة تميل للواقعية و بعيدة عن العاطفية , فلذا فإن أغلب الحلول و العروض الرومانسية هي قد صيغت بشكل يناسب المرأة العاطفية و التي توافق طبيعتها , فهنا يجدر بالزوج أن يحورها بما يناسب زوجته التي تختلف عن الفتيات الأخريات داخل تلك الحلول . 14. كذلك مما يجدر التنبه له أن الفتاة قد تعيش حلم الحياة الرومانسية قبل الزواج , و تتفاجئ أن الحياة بواقعها تطمس كثيراً مما رسمته الحروف عبر الكتب أو المواقع النتية . فهنا تكمن التوعية الأسرية للفتاة المقبلة على الزواج , و ذلك بالتلميح و التنبيه على أن الواقع رسمه يختلف بعض الشيء عن الأحلام . 15. من خلال الكتابات و الكتب و الدعوات لهذا المنهج قد يعتقد القارئ أنه سهل عليه أن يتأقلم و يتعود بيسر مع تلك النقلة , بينما يفاجئ بعد أيام أو شهور أو سنوات فيجد نفسه لم يطق صبراً على السير في تلك الدروب أو المضي في عالمها . لذا فإن من الأفضل لمن أراد أن يجرب أو يستفيد أن لا يقتحم تلك البوابة و بقوة , بل يسير برفق و لين و بخطوات تؤدة و برسم لدربه موزون , حتى لا يقع في شراك العجلة المفسدة , أو يهدم من حيث أراد البناء . 16. من الأزواج أو الزوجات من يطلع على هذه الخطوات الرومانسية بعد أن أمضى عمراً طويلاً في حياته الزوجية التقليدية و التي تأقلم عليها و أعتاد عليه , فينتاب المسكين أحساس أنه قد مضى عمره الأول و هو يعيش بجهل و أن الناس من حوله ينعمون بسعادة , و يبدأ تفكيره ينشط للحق بالركب و تتبع خطوات القوم . و لا يعلم أن هذا التغيير الذي سوف يحدثه في حياته يتطلب وقتاً طويلاً حتى يعتاد هو و الطرف الآخر على هذا التغيير , لأن التغيير الذي يطرأ قد يكون لا يناسب أن يحدث فجأة في عمره و حياته الزوجية بعد مضي عمر طويل على نسق واحد ., فهنا يلزم التفكير هل من الأفضل له و أجدر أن يستمر على منوال حياته الذي اعتادت عليه الزوجان و سلكت بينهم أمور حياتهم وسارت كل هذه السنوات على خير و سعادة ؟ أو أن يبدأ مشواره بتغيرات محسوبة و دقيقة و بطيئة حتى لا يحس بهزة تزلزل عرش الحياة الزوجية . 17. يفكر كثيراً من الأزواج أو الزوجات و بخفاء عن مقدار ألمهم و مصابهم و همهم بأنهم لم يستطيعوا أن يصلوا لتلك الرومانسية المرسومة عبر الكتابات , و لا يعلمون أن الحياة لا ترسم بحروف فتصبح بيوم و ليلة مزخرفة جميلة , إنما ترسم بعمل وحب صادق , فقد يكون كاتب تجربته ينثر ألمه على النت , أو ينشر إخفاقه , أو يحكي آماله , أو يتحدث بأمانيه و تطلعاته , لذا يجب أن نتيقن أن الكتابات سهل نسجها , و يسير زخرفتها , و بسيط أن نتقن السعادة عبر حروفها , لكن الواقع مختلف جداً عن لغة الحروف البسيطة . فلا تيأس من الفشل عبر خطوط الحياة , بل استمر و بخطوات واثقة مقننة في كافة مجالات الحياة تتبع فيها ما يناسبك أنت و شريك حياتك و واصلا النجاح بكافة جوانب الحياة . 18. قد يعتقد بعض المطلعين على تلك الكلمات أن الوصول إلى عالم خالي من المشاكل هو شيء ممكن , و أن تحقيق تلك الخطوات الرومانسية هو الدليل الناجح و العلاج الناجع للهموم الزوجية , و هو حل مؤكد لكل المشاكل , و شمعة تضيء في طريق الخلافات , و من بعدها تكون الطريق سالكة لحياة هادئة و منعمة بدون أي منغصات تشوبها كل فترة , و هذا يخالف طبيعة البشر و لا يتوافق مع ماجبل الله عليه الخلق , فلابد أن يكون هناك عواصف تهب كل حين بين الزوجين , أو أن تثار بعض الخلافات التي تنتج عن اختلاف وجهات النظر , كل ذلك يكون و إن طبقوا بالحرف الكامل كل الوصفات الرومانسية في الحياة الزوجية . 19. خطوات تلك الصور الرومانسية قد تبدوا ببعض عروضها معقدة , أو غير مستساغة , أو مخالفة للعادات و التقاليد التي عاش عليها المرء , أو مكلفة تكلفة باهظة , أو فيها إحطاط من قيمة المرء و علو منزلة بني آدم , لذا فالنتفهم هذا الأمر , و لنقف بعقولنا و قلوبنا لحسم المناسب لنا منها و موافقتها أنفسنا و أنفس شركاءنا في تلك المواقف . 20. قد يجد بعض من يحب أن يخوض غمار الكثير من هذه العروض الرومانسية , قد يجد مع الوقت صعوبة بالإيفاء بكامل التزاماتها , أو بتتبع جميع خطواتها , و بالتالي ينقلب على نفسه , و يعود إلى طريقته الأولى التي أعتاد عليها , و هناك يحس الطرف الآخر بتزعزع الثقة بالنفس , أو بتأرجح تفكير الشخص بين حالين , أو أن الطرف الآخر قد أرتاح مع الطريق الجديدة ثم فجأة و بدون مقدمات قد حرمانه منها بسبب نكوص أحد الطرفين عنها بسبب الملل أو لأي سبب آخر . 21. قد يجد البعض بتنفيذ تلك الخطوات صعوبة بعض الشيء, و تحثه نفسه بأن يرتقي لما عليه الجمع من حوله , و يبدأ حياته بتلك الطرق فتصبح كل حركاته تطبيقات معقدة , و تمثل متملق , و متابعة مملة , و محاولة لتطبيق النص بحذافيره و بدون أن يصبغه بصبغته الخاصة , و بدون أن يضفي عليه لمساته السحرية , و بدون أن يفكر بأن هذا عمل بشر قد يصيبه النقص أو الخطأ , فيكدح و يألم من صعوبة الخطوات , فيراجع كل برهة خطواته الرومانسية لعله يوفق . فهذا خطر عظيم يجب أن يتنبه له من اختار هذا الطريق , فالحياة سهلة فلا تعقدها بخطوات معدة بطريقة شبه قانونية , و الإخفاق و الإحساس بالفشل قد يقتل مكامن الإبداع بالمرء . |
|
نقاط في العلاج :
1. أنجع العلاج هو القيام بتلك الأعمال لوجه الله , و التقرب بعملها إخلاصاً و قرباً لله , و تقديمها من أجل أن يرضي و يسعد كل شريك شريكه , و بدون أن نقدم عملاً و ننتظر مقابله رداً عاجلاً , فالجزاء الكامل من رب العالمين الذي يعلم السر و أخفى , و الأجر الكامل بالعمل وفق شرعه الحكيم الذي قضى بأداء الواجبات و إتمامها , فهنا يكون الخير كله بكل عمل يقدمه المرء هنا أو في أي مكان . 2. أبحث عن السعادة في كل مكان , و ليست السعادة محصورة في زاوية ضيقة من زوايا البيت , بل هي في كل ركن و كل زاوية من زواياه . بل أبحث عنا بنفوس من حولك من أطفالك و أهلك و مجتمعك , فهذا البحث سوف يوصل السعادة لقلوب من حولك بإذن الله تعالى . 3. تفهم الطرف الآخر و احتياجاته من أولى الأولويات . فعندما تصيد ما يفكر به رفيق دربك , و تعلم المحبب إليه و المضاد منه , فحتماً سوف تصل لمبتغاك بكل يسر و سهولة . 4. أعلم و تيقن أن في كل بيت مشكلة , و أن المشاكل تكاد تنتظرنا في أحيان كثيرة لتنزل علينا , وهذا قضاء الله وقدره المقدر علينا , وهي كذلك من رحمته التي تخفى في كثير من جوانبها على فهمنا , فالبعض عندما تغزوه المشاكل يعاملها بالحكمة , فيغلق عليها الأبواب , و يقضون عليها في مهدها , و يعاملونها بالكتمان , و أعلم كذلك أخي المبارك و أختي المباركة أن الألفة في كل بيت في حالة مد وجزر , فيجب أن نسعد جميعاً و نستمتع بها في حال الرخاء و نشكر الله على فضله , و ندعو الله النجاة من أثرها في حال الشدة . 5. الإبداعات النفسية و الرومانسية و الصور التجديدية هي إضافات جميلة للحياة , وهي مثل الملح للطعام يجب أن توضع بمقدار حتى لا يفسد طعمه بقله أو كثرته , و يجب أن يوضع في وقته بحيث يعطينا الطعم الذي نرجوه , و قد يمر وقت لا نحتاج أن نضع ملحاً في طعامنا , فوضعه قد يضرنا . فالأكثر من هذه الصور و التقليل منها يحكمه الخبرة بمقدار المطلوب و وقته و مناسبته لحينه . 6. معالجة الأخطاء بالتي هي أحسن , و التريث في الحكم على الأفعال , و تبين بعض ما يقال من الأقوال هي أمور تستلزمها الحكمة , و تدعمها الخبرة و ينميها الصبر و التثبت . 7. قاعدة للحياة الزوجية , في حال المشاكل أمتلك عقلاً يُمسح و قلباً يتسامح , و في حال الرخاء و السعادة أجعل لك قلباً يذكر و لساناً يشكر . لعلي أتوقف هنا حتى لا أكثر عليكم و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
لمسات نفسية في الحياة الزوجية | يمامة الوادي | منتدى الصوتيات والمرئيات | 9 | 2010-06-05 2:21 AM |
تــرافيـــان (( وقفة تأمل)) | *&*الروح النقية*&* | المنتدى العام | 13 | 2008-07-25 11:09 PM |
الحياة الزوجية!!!!!!! | ام عمر عارف | المنتدى الترفيهي والمسابقات | 2 | 2007-08-28 12:04 AM |
*^*^*^*^مثلث الرومانسية الزوجية*^*^*^*^ | يمامة الوادي | منتدى الإرشاد الأسري والنفسي | 1 | 2006-03-02 7:56 PM |
وقفة تأمل ..!! | شمعة فرح | المنتدى العام | 3 | 2005-05-21 3:09 PM |