[يمامة الوادي]

= =
صدقوني أنني أعرف رجلاً ذهب إلى أحد الهيئات ليسأل عن معاملته المتأخرة منذ أسبوعين ،
وبقي يمارس هواية الذهاب اليومي إلى تلك الجهة ، ودائماً يقال له :
معاملتك عند المدير .. تعال باكر .. راجعنا غداً !!
وأخيراً تشجع الرجل فقال للموظف :
يا أخي أرجوك قلّب الأوراق التي أمامك ، أو انظر في درجك لعل معاملتي قد انتهت ...!

فثار الموظف في وجه الرجل ، وانفعل بشدة ،
واعتبر هذا الطلب إهانة له ، وأنه تجاوز حدوده ..
وصبر الرجل وصابر ،
وعاد يرجوه في تلطف أن ينفذ له ما أراد ، ولن يخسر شيئاً ..

واستجاب الموظف بعد تلكأ ، وشرع يبحث على مضض ، وفي انفعال ..!!
فإذا به يجد المعاملة بعينها وقد أنجزت ، وتم التوقيع عليها منذ عشرة أيام ..!!!!
أخذ ينظر إلى الرجل مبتسماً ، ثم ضحك في بلاهة وقال :
ما عليه .. إنما أردنا أن نراك عندنا ، ولذلك احتفظنا بمعاملتك ..!!!!! ( يا باااارد !! )
- -
للأسف :المراجع متهم دائماً في أعين الروتين ، حتى تثبت براءته ،
ويثبت أنه ليس نصابا ولا محتالاً ولا مزوراً ..!!
الموظف الذي احتفظ بين أوراقه بمعاملة منتهية وموقعة ،
لا يحب المراجع ، ولا يريد أن يراه كما زعم ..

وإنما هو يمارس أسلوباً عربياً في العمل ..!!
أسلوب راحة البال والرأس ..!! لا أحد يريد أن يُتعب نفسه ..!!
لا أحد يريد أن يخرج من حالة الاسترخاء والتبلد والتكرش التي يعيشها الموظف العربي !!

فالمفروض أنه جاء إلى العمل :
ليرتاح من مشاكل البيت !!! ومشاكل الزوجة والأبناء !!!
وأن يرتاح من تعب الركض في الأسواق وراء الأشواق !! والسهر طوال الليل !!!!
المفروض أن الدوام الرسمي هو وقت الفراغ ، والراحة والاسترخاء ، والتبلد !!!!!
_ وشرب فناجين القهوة ، وحل الكلمات المتقاطعة ،
والمكالمات الهاتفية ، ومتابعة سوق الأسهم !!!
_
والدنيا لن تنقلب حالها ،، ولا الراتب سينقص منه فلس واحد !!!
المراجع المسكين لن يهدم الحائط إذا ضرب رأسه فيه !!
والقانون سيقف مع الموظف الخائب الخائن ، إذا حدثت مشكلة مع المراجع !!!
= =
أما مراقبة الله وإتقان العمل ، والرحمة وتحليل الراتب حتى لا يأكل حراماً ...
فهذه مفردات محلها بطون الكتب لا تترجم في واقع الحياة ...!!!! ويا قلب لا تحزن !

لو عرفنا اللهَ ما شطتْ بنا ** سبلُ التضليلِ أو ذقنا الهوانْ
غير إنـا أمـةٌ قـد أصبحتْ ** خيرُ ما فيها : حديثٌ ولسانْ !




كتبها بو عبدالرحمن