[عبدالرحمن الحربي]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أصبح لكل رمز ديني أو سياسي أو وطني بطانةٌ يمارسون معه لعبة التضليل والتَّملّق والتّزلّف والمديح المزيف، فشيخُ العلم لديه أتباع من المحبِّين والمعجبين يخلعون عليه صفات الكمال ويوهمونه بأنه بركة العصر، ووحيد الدهر وشبيه البحر، وأن الله نفع بعلمه العباد والبلاد، وأن كتبه وفتاويه ودروسه شرّقت وغرّبت، فيصدّق المسكين ويقع في الفخ ويصاب بداء العجب والتيه. والسياسي عنده بطانة تقتات بكلمات الإطراء ومقامات الثناء الممجوج، وتوهمه بأنه الملهم وقلب الأمة النابض ومحبوب الجماهير، وتذكر له أحلاماً منامية كاذبة تدل على صلاحه وعدله وإيمانه واستقامته، وتخبره هذه البطانة أن العجائز في البيوت يدعون له، وأن الشيوخ والأطفال يعيشون على حبّه، وأن عدله وصل الجميع وبرّه وَجُوده عمّ الكل، (فيتوهّق) و(يتورّط) في دهاليز العلو في الأرض والتّكبر على عباد الله والتّجبر على الأمة. والأعيان من العسكريين والتجار والمشاهير لهم جُلاّس وسُمّار يمارسون معهم لعبة الضحك على الذقون وتمويه الحقائق، ويعطونهم صورة خاطئة عن الواقع ليكسبوا الحظوة لديهم، وينالوا شرف صحبتهم، ويبتزوا أموالهم، فإذا غابوا عنهم سلقوهم بألسنة حِداد شِداد، فإذا أتيتَ تريد المكاشفة والصدق والوضوح والشفافية ضاع صوتك بين الأصوات وصرت ثقيلاً وأصبحت نشازاً، فتضطر رغم أنفك للمشاركة في حفل تأبين الضمير وفي جنازة موت الحقيقة، وهذا يدلّك على الغثائية التي وصلت إليها الأمة. أما كان الأعرابي يحاور عمر ويناقشه وهو على المنبر؟ أما طلب عمر من الناس تيسير المهر وعدم المغالاة في الصداق، فقامت امرأة من آخر المسجد فقالت لعمر: يا عمر كيف تريد تقليل المهر والله تعالى يقول: (وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئًا(؟ فصاح عمر: أصابت امرأة وأخطأ عمر. نحن لا نطلب من الناس سوء الأدب مع الرموز الدينية والسياسية والوطنية وسائر الناس، ولا التجريح ولا التشهير، ولكن نطالب الجميع بالكف عن هذا النفاق الاجتماعي وحجب الحقائق وإدخال هذه الرموز في نفق مظلم من الوهم. يقول الحسن البصري: «تولّى الحجاج العراق وهو عاقل كيّس، فما زال الناس يمدحونه حتى صار أحمق طائشاً سفيهاً»، فلما ضعف الوازع الديني عند الأمة وقلَّ الصدق أكثرتْ من ألقاب المديح وصفات التّزلّف بعدما كان الصحابة في عصر الخيريّة والقيادة والريادة ينادي بعضهم بعضًا، فيقولون: يا أبا بكر، يا عمر، يا عثمان، يا علي، وهم قد فتحوا القلوب والأسماع والأبصار والبلدان بالإيمان والعدل والسلام، ولكن الرئيس العربي ركَّبَ على صدره النياشين وعلى أكتافه النجوم وفي الشوارع أقواس النصر وهو لم ينتصر في معركة واحدة بل إن أجزاء من بلاده تحتلها إسرائيل.



عائض القرني

[مها]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

نسأل الله الكريم أن يحمينا ويجنبنا النفاق آمــيــن ،،

جزاك الله خير الجزاء وبارك الله للشيخ القرني في علمه ....

[وفااا]

:
:
بارك الله فيـك أخي الكريم عبدالرحمن

واذكر مقوله قرأتها.. لأبن عباس -رضي الله عنهما-
" أن أحدهم كان يمدح أحد الصحابه لا أذكر اسمه ربما كان يمتدح عثمان رضي الله عنه
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- أحثوا بوجه المداحيــن التراب " .... العهدة على ذاكرتي ..

اي ان النبي كان يزجر اصحابه عن هذه السمه ... ولا يحب أن تكون فيهم
فهو يعلم ماتخلفــه ... عليه الصلاة والسلام ...

المدح يثير العجب والكبر في النفس البشريه وكلاهما مقيت بصورة عامه
وفي الداعيه بصورة خاصه ... ففي الحليه يعلمون من يريد التوجه للدعوة
بأن ينبذ الخيلاء والكبر

أسأل الله العظيم ان يطهر قلوبنا وألستنا واعمالنا من النفاق ...
:
:
مقال قيـم .... بوركت اخي وجزيت خير
:
:

[باريسيه]

اييه ياني اكره النفاق الاجتماعي
الله يجيرنا منه

[الغميصاء]

موضوع جيد


لكن أعتقد أن من حصل له هذا الشئ هو أصلا يحب الظهور والكبر نسأل الله السلامة


العاقل يعرف صديقه من عدوه ويعرف المنافق .


الواجب النصح لهم وليس مجاراتهم على هذا الشئ .


أشكرك على طرح هذا الموضوع الكبير

[خلووووود الخالد]

:
كاتبنا المميز والخلوق : عبدالرحمن الحربي
احسنت ووفقت في اختيار هذا الموضوع الهام والحسّاس
حقا ان النفاق الاجتماعي آفة تنتشر بشدة في اوساطانا الاجتماعية والسياسية
بل حتى الدينيه والعلمية ..!
والمنافق لا يتنبع نصائحه ومديحه من حب واخلاص لمن يواليه بل تنبع من حب لذاته ومركزه ومصالحه وظهوره ..!
وهو اذكى من ان يظهر مشاعره هذه وللذلك سمي نفاق اي ان باطنه يخالف ظاهره ..!
فهو لا يناصح على الحق ، ولا ينهى عن منكر ، ولا يأمر بمعروف
بل يطبل ويزمر في الحق والباطل بل تجده في الباطل اكثر حماسا ونصحا ..!
وهذا يكثر ويظهر في الاوسط السياسية خاصة والدينية ولا حول ولاقوة الا بالله .
شكرا لك اخي : عبدالرحمن الحربي
ودام لنا تواجدك الرائع.

[smm]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اكره شيء على نفسي النفاق

نسأل الله الكريم أن يحمينا ويجنبنا النفاق آمــيــن ،،

جزاك الله خير الجزاء ....

[عبدالرحمن الحربي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مها وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته نسأل الله الكريم أن يحمينا ويجنبنا النفاق آمــيــن ،، جزاك الله خير الجزاء وبارك الله للشيخ القرني في علمه ....

[عبدالرحمن الحربي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وفااا : : بارك الله فيـك أخي الكريم عبدالرحمن واذكر مقوله قرأتها.. لأبن عباس -رضي الله عنهما- " أن أحدهم كان يمدح أحد الصحابه لا أذكر اسمه ربما كان يمتدح عثمان رضي الله عنه وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- أحثوا بوجه المداحيــن التراب " .... العهدة على ذاكرتي .. اي ان النبي كان يزجر اصحابه عن هذه السمه ... ولا يحب أن تكون فيهم فهو يعلم ماتخلفــه ... عليه الصلاة والسلام ... المدح يثير العجب والكبر في النفس البشريه وكلاهما مقيت بصورة عامه وفي الداعيه بصورة خاصه ... ففي الحليه يعلمون من يريد التوجه للدعوة بأن ينبذ الخيلاء والكبر أسأل الله العظيم ان يطهر قلوبنا وألستنا واعمالنا من النفاق ... : : مقال قيـم .... بوركت اخي وجزيت خير : :

أعتقد المبالغة في أي شيء مذموم

والمدح الزائد هو المذموم ولكن إنزال الناس منازلهم والثناء عليهم بما يصنعون

هذا من عاجل بشرى المؤمن وهذا أمر محمود

لأن إذا أحسن الإنسان ولم يمدح ولم يشكر

هذا يؤدي إلى أثر عكسي

شاكر لك مشاركتك الراااااااااااااائعة

[عبدالرحمن الحربي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة باريسيه اييه ياني اكره النفاق الاجتماعي الله يجيرنا منه