لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
اللهم ارحمهما واغفر لهما واجعل مثواهما الجنة |
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه |
مساحة إعلانيه |
لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
ماهو وجه الاعجاز في الآيه التاليه ..
(ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين) ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين هذه الآية الثالثة وهي آية النظام الأرضي في خلق الأرض بمجموعها وسكانها ; فخلق السماوات والأرض آية عظيمة مشهودة بما فيها من تصاريف الأجرام [ ص: 73 ] السماوية والأرضية ، وما هو محل العبرة من أحوالهما المتقارنة المتلازمة كالليل والنهار والفصول ، والمتضادة كالعلو والانخفاض . وإذ قد كان أشرف ما على الأرض نوع الإنسان قرن ما في بعض أحواله من الآيات بما في خلق الأرض من الآيات ، وخص من أحواله المتخالفة لأنها أشد عبرة إذ كان فيها اختلاف بين أشياء متحدة في الماهية ، ولأن هاته الأحوال المختلفة لهذا النوع الواحد نجد أسباب اختلافها من آثار خلق السماوات والأرض ، فاختلاف الألسنة سببه القرار بأوطان مختلفة متباعدة ، واختلاف الألوان سببه اختلاف الجهات المسكونة من الأرض ، واختلاف مسامتة أشعة الشمس لها ; فهي من آثار خلق السماوات والأرض . ولذلك فالظاهر أن المقصود هو آية اختلاف اللغات والألوان وأن ما تقدمه من خلق السماوات والأرض تمهيدا له وإيماء إلى انطواء أسباب الاختلاف في أسرار خلق السماوات والأرض . وقد كانت هذه الآية متعلقة بأحوال عرضية في الإنسان ملازمة له فبتلك الملازمة أشبهت الأحوال الذاتية المطلقة ثم النسبية ، فلذلك ذكرت هذه الآية عقب الآيتين السابقتين حسب الترتيب السابق . وقد ظهر وجه المقارنة بين خلق السماوات والأرض وبين اختلاف ألسن البشر وألوانهم ، وتقدم في سورة آل عمران قوله إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب . والألسنة : جمع لسان ، وهو يطلق على اللغة كما في قوله تعالى وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه وقوله لسان الذي يلحدون إليه أعجمي . واختلاف لغات البشر آية عظيمة فهم مع اتحادهم في النوع كان اختلاف لغاتهم آية دالة على ما كونه الله في غريزة البشر من اختلاف التفكير وتنويع التصرف في وضع اللغات ، وتبدل كيفياتها باللهجات والتخفيف والحذف والزيادة بحيث تتغير الأصول المتحدة إلى لغات كثيرة . [ ص: 74 ] فلا شك أن اللغة كانت واحدة للبشر حين كانوا في مكان واحد ، وما اختلفت اللغات إلا بانتشار قبائل البشر في المواطن المتباعدة ، وتطرق التغير إلى لغاتهم تطرقا تدريجيا ; على أن توسع اللغات بتوسع الحاجة إلى التعبير عن أشياء لم يكن للتعبير عنها حاجة قد أوجب اختلافا في وضع الأسماء لها فاختلفت اللغات بذلك في جوهرها كما اختلفت فيما كان متفقا عليه بينها باختلاف لهجات النطق ، واختلاف التصرف ، فكان لاختلاف الألسنة موجبان . فمحل العبرة هو اختلاف مع اتحاد أصل النوع كقوله تعالى يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل ولما في ذلك الاختلاف من الأسرار المقتضية إياه . ووقع في الإصحاح الحادي عشر من سفر التكوين ما يوهم ظاهره أن اختلاف الألسن حصل دفعة واحدة بعد الطوفان في أرض بابل وأن البشر تفرقوا بعد ذلك . والظاهر أنه وقع في العبارة تقديم وتأخير وأن التفرق وقع قبل تبلبل الألسن . وقد علل في ذلك الإصحاح بما ينزه الله عن مدلوله . وقيل : أراد باختلاف الألسنة اختلاف الأصوات بحيث تتمايز أصوات الناس المتكلمين بلغة واحدة فنعرف صاحب الصوت وإن كان غير مرئي . وأما اختلاف ألوان البشر فهو آية أيضا لأن البشر منحدر من أصل واحد وهو آدم ، وله لون واحد لا محالة ، ولعله البياض المشوب بحمرة ، فلما تعدد نسله جاءت الألوان المختلفة في بشراتهم وذلك الاختلاف معلول لعدة علل أهمها المواطن المختلفة بالحرارة والبرودة ، ومنها التوالد من أبوين مختلفي اللون مثل المتولد من أم سوداء وأب أبيض ، ومنها العلل والأمراض التي تؤثر تلوينا في الجلد ، ومنها اختلاف الأغذية ولذلك لم يكن اختلاف ألوان البشر دليلا على اختلاف النوع بل هو نوع واحد ، فللبشر ألوان كثيرة أصلاها البياض والسواد وقد أشار إلى هذا أبو علي بن سينا في أرجوزته في الطب بقوله : بالنزج حر غير الأجسـاد حتى كسا بياضها سـوادا والصقلب اكتسبت البياضـا وكان أصل اللون البياض لأنه غير محتاج إلى علة ولأن التشريح أثبت أن ألوان [ ص: 75 ] لحوم البشر التي تحت الطبقة الجلدية متحدة اللون . ومن البياض والسواد انشقت ألوان قبائل البشر فجاء منها اللون الأصفر واللون الأسمر واللون الأحمر ، ومن العلماء وهو ( كوقيي ) جعل أصول ألوان البشر ثلاثة : الأبيض والأسود والأصفر ، وهو لون أهل الصين . ومنهم من زاد الأحمر وهو لون سكان قارة أمريكا الأصليين المدعوين هنود أمريكا . حتى غدت جلودها بضاضا واعلم أن من مجموع اختلاف اللغات واختلاف الألوان تمايزت الأجذام البشرية واتحدت مختلطات أنسابها . وقد قسموا أجذام البشر الآن إلى ثلاثة أجذام أصلية وهي الجذم القوقاسي الأبيض ، والجذم المغولي الأصفر ، والجذم الحبشي الأسود ، وفرعوها إلى ثمانية وهي الأبيض ، والأسود ، والحبشي ، والأحمر ، والأصفر ، والسامي ، والهندي ، والملايي نسبة إلى بلاد ( الملايو ) . وجعل ذلك آيات في قوله إن في ذلك لآيات للعالمين لما علمت من تفاصيل دلائله وعلله ، أي آيات لجميع الناس ، وهو نظير قوله آنفا إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون . واللام في قوله ( للعالمين ) نظير ما تقدم في الآية قبلها . وجعل ذلك آيات للعالمين لأنه مقرر معلوم لديهم يمكنهم الشعور بآياته بمجرد التفات الذهن دون إمعان نظر . وقرأ الجمهور ( للعالمين ) بفتح اللام . وقرأه حفص بكسر اللام أي لأولي العلم
|
|
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ماهو وجه الاعجاز في الآيه التاليه .. (ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين) ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين هذه الآية الثالثة وهي آية النظام الأرضي في خلق الأرض بمجموعها وسكانها ; فخلق السماوات والأرض آية عظيمة مشهودة بما فيها من تصاريف الأجرام [ ص: 73 ] السماوية والأرضية ، وما هو محل العبرة من أحوالهما المتقارنة المتلازمة كالليل والنهار والفصول ، والمتضادة كالعلو والانخفاض . وإذ قد كان أشرف ما على الأرض نوع الإنسان قرن ما في بعض أحواله من الآيات بما في خلق الأرض من الآيات ، وخص من أحواله المتخالفة لأنها أشد عبرة إذ كان فيها اختلاف بين أشياء متحدة في الماهية ، ولأن هاته الأحوال المختلفة لهذا النوع الواحد نجد أسباب اختلافها من آثار خلق السماوات والأرض ، فاختلاف الألسنة سببه القرار بأوطان مختلفة متباعدة ، واختلاف الألوان سببه اختلاف الجهات المسكونة من الأرض ، واختلاف مسامتة أشعة الشمس لها ; فهي من آثار خلق السماوات والأرض . ولذلك فالظاهر أن المقصود هو آية اختلاف اللغات والألوان وأن ما تقدمه من خلق السماوات والأرض تمهيدا له وإيماء إلى انطواء أسباب الاختلاف في أسرار خلق السماوات والأرض . وقد كانت هذه الآية متعلقة بأحوال عرضية في الإنسان ملازمة له فبتلك الملازمة أشبهت الأحوال الذاتية المطلقة ثم النسبية ، فلذلك ذكرت هذه الآية عقب الآيتين السابقتين حسب الترتيب السابق . وقد ظهر وجه المقارنة بين خلق السماوات والأرض وبين اختلاف ألسن البشر وألوانهم ، وتقدم في سورة آل عمران قوله إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب . والألسنة : جمع لسان ، وهو يطلق على اللغة كما في قوله تعالى وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه وقوله لسان الذي يلحدون إليه أعجمي . واختلاف لغات البشر آية عظيمة فهم مع اتحادهم في النوع كان اختلاف لغاتهم آية دالة على ما كونه الله في غريزة البشر من اختلاف التفكير وتنويع التصرف في وضع اللغات ، وتبدل كيفياتها باللهجات والتخفيف والحذف والزيادة بحيث تتغير الأصول المتحدة إلى لغات كثيرة . [ ص: 74 ] فلا شك أن اللغة كانت واحدة للبشر حين كانوا في مكان واحد ، وما اختلفت اللغات إلا بانتشار قبائل البشر في المواطن المتباعدة ، وتطرق التغير إلى لغاتهم تطرقا تدريجيا ; على أن توسع اللغات بتوسع الحاجة إلى التعبير عن أشياء لم يكن للتعبير عنها حاجة قد أوجب اختلافا في وضع الأسماء لها فاختلفت اللغات بذلك في جوهرها كما اختلفت فيما كان متفقا عليه بينها باختلاف لهجات النطق ، واختلاف التصرف ، فكان لاختلاف الألسنة موجبان . فمحل العبرة هو اختلاف مع اتحاد أصل النوع كقوله تعالى يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل ولما في ذلك الاختلاف من الأسرار المقتضية إياه . ووقع في الإصحاح الحادي عشر من سفر التكوين ما يوهم ظاهره أن اختلاف الألسن حصل دفعة واحدة بعد الطوفان في أرض بابل وأن البشر تفرقوا بعد ذلك . والظاهر أنه وقع في العبارة تقديم وتأخير وأن التفرق وقع قبل تبلبل الألسن . وقد علل في ذلك الإصحاح بما ينزه الله عن مدلوله . وقيل : أراد باختلاف الألسنة اختلاف الأصوات بحيث تتمايز أصوات الناس المتكلمين بلغة واحدة فنعرف صاحب الصوت وإن كان غير مرئي . وأما اختلاف ألوان البشر فهو آية أيضا لأن البشر منحدر من أصل واحد وهو آدم ، وله لون واحد لا محالة ، ولعله البياض المشوب بحمرة ، فلما تعدد نسله جاءت الألوان المختلفة في بشراتهم وذلك الاختلاف معلول لعدة علل أهمها المواطن المختلفة بالحرارة والبرودة ، ومنها التوالد من أبوين مختلفي اللون مثل المتولد من أم سوداء وأب أبيض ، ومنها العلل والأمراض التي تؤثر تلوينا في الجلد ، ومنها اختلاف الأغذية ولذلك لم يكن اختلاف ألوان البشر دليلا على اختلاف النوع بل هو نوع واحد ، فللبشر ألوان كثيرة أصلاها البياض والسواد. وكان أصل اللون البياض لأنه غير محتاج إلى علة ولأن التشريح أثبت أن ألوان [ ص: 75 ] لحوم البشر التي تحت الطبقة الجلدية متحدة اللون . ومن البياض والسواد انشقت ألوان قبائل البشر فجاء منها اللون الأصفر واللون الأسمر واللون الأحمر ، ومن العلماء وهو ( كوقيي ) جعل أصول ألوان البشر ثلاثة : الأبيض والأسود والأصفر ، وهو لون أهل الصين . ومنهم من زاد الأحمر وهو لون سكان قارة أمريكا الأصليين المدعوين هنود أمريكا . واعلم أن من مجموع اختلاف اللغات واختلاف الألوان تمايزت الأجذام البشرية واتحدت مختلطات أنسابها . وقد قسموا أجذام البشر الآن إلى ثلاثة أجذام أصلية وهي الجذم القوقاسي الأبيض ، والجذم المغولي الأصفر ، والجذم الحبشي الأسود ، وفرعوها إلى ثمانية وهي الأبيض ، والأسود ، والحبشي ، والأحمر ، والأصفر ، والسامي ، والهندي ، والملايي نسبة إلى بلاد ( الملايو ) . وجعل ذلك آيات في قوله إن في ذلك لآيات للعالمين لما علمت من تفاصيل دلائله وعلله ، أي آيات لجميع الناس ، وهو نظير قوله آنفا إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون . واللام في قوله ( للعالمين ) نظير ما تقدم في الآية قبلها . وجعل ذلك آيات للعالمين لأنه مقرر معلوم لديهم يمكنهم الشعور بآياته بمجرد التفات الذهن دون إمعان نظر . وقرأ الجمهور ( للعالمين ) بفتح اللام . وقرأه حفص بكسر اللام أي لأولي العلم . وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب..................
|
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابدي بالتسميه و التوكل على الله و بالتوفيق للجميع ماهو وجه الاعجاز في الآيه التاليه .. 6/( فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ ) أنتهت بالتوفيق و السداد و اسال الله القبول و الأخلاص ... للمعلوميه يجب الالتزام بالشروط التاليه / 1:يمنع منعا باتا أن تعدل الأجابه و من يعدل أجابته يفقد درجه أجابته و من ينقص آجابته شئ يكتب برد جديد. 2/هناك آولاويه للآجابات وفقكم الرحمن
|
|
إن معجزة القرآن متنوعة المظاهر؛ لذا فثمرات هذه الحقيقة الإعجازية مستمرة ومتجددة كيف لا وهو كلام رب العالمين القائل : {قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً}. وهيئة الإعجاز العلمي التي أخذت على عاتقها نشر بحوث الإعجاز العلمي في القرآن والسنة يسعدها أن تقدم هذا الإصدار الذي يتعلق بالآيتين الكريمتين وهما قوله تعالى: {فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لايؤمنون} (سورة الأنعام الآية 125) وقوله تعالى : {إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم ناراً كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزاً حكيماً} (سورة النساء الآية 56). هذا ونسأل المولى الكريم أن يجعل ماتضمنه هذا الإصدار من حقائق علمية مناط الاستبصار للمؤمنين وعظة للمعتبرين وموئل هداية للمنصفين حيث يقول جل وعلا : {سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق} (سورة فصلت الآية 53). وإننا لندعو القراء الكرام لتمعن مايتضمنه البحثان حول الآيتين الكريمتين من أفكارٍ قيمة. {فّمّن يٍرٌدٌ اللَّهٍ أّن يّهًدٌيّهٍ يّشًرّحً صّدًرّهٍ لٌلإسًلامٌ ومّن يٍرٌدً أّن يٍضٌلَّهٍ يّجًعّلً صّدًرّهٍ ضّيٌَقْا حّرّجْا كّأّّنَّمّا يّصَّعَّدٍ فٌي السَّمّاءٌ كّذّلٌكّ يّجًعّلٍ اللَّهٍ الرٌَجًسّ عّلّى الذٌينّ لا يٍؤًمٌنٍونّ} (الأنعام: 125). {إنَّ الذٌينّ كّفّرٍوا بٌآيّاتٌنّا سّوًفّ نٍصًلٌيهٌمً نّارْا كٍلَّمّا نّضٌجّتً جٍلٍودٍهٍمً بّدَّلًنّاهٍمً جٍلٍودْا غّيًرّهّا لٌيّذٍوقٍوا العّذّابّ إنَّ اللَّهّ كّانّ عّزٌيزْا حّكٌيمْا} (النساء: 56). {مّثّلٍ الجّنَّةٌ التٌي وعٌدّ المٍتَّقٍونّ فٌيهّا أّنًهّارِ مٌَن مَّاءُ غّيًرٌ آسٌنُ وأّنًهّارِ مٌَن لَّبّنُ لَّمً يّتّغّيَّرً طّعًمٍهٍ وأّنًهّارِ مٌَنً خّمًرُ لَّذَّةُ لٌَلشَّارٌبٌينّ وأّنًهّارِ مٌَنً عّسّلُ مٍصّفَْى ولّهٍمً فٌيهّا مٌن كٍلٌَ الثَّمّرّاتٌ ومّغًفٌرّةِ مٌَن رَّبٌَهٌمً كّمّنً هٍوّ خّالٌدِ فٌي النَّارٌ وسٍقٍوا مّاءْ حّمٌيمْا فّقّطَّعّ أّمًعّاءّهٍمً} (محمد : 15 ) البحـــث الأول) الإنســـان فــي الارتفاعــات العاليـة بين العلـم الحديث والقرآن الگريم دگتور / صـــلاح الـــــدين المــغــربي مستشار في طب الطيران معهد طب الطيران ـــ فامبرا ـــ بريطانيا عضو جمعية طب الطيران والفضاء بالولايات المتحدة كلية الأطباء الملكية ـــ لندن ـــ كلية الجراحين الملكية ـــ بريطانيا الإنسان في الارتفاعات العالية ملخص البحث إن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم يتجلى في الآية الكريمة : {فّمّن يٍرٌدٌ اللَّهٍ أّن يّهًدٌيّهٍ يّشًرّحً صّدًرّهٍ لٌلإسًلامٌ ومّن يٍرٌدً أّن يٍضٌلَّهٍ يّجًعّلً صّدًرّهٍ ضّيٌَقْا حّرّجْا كّأّّنَّمّا يّصَّعَّدٍ فٌي السَّمّاءٌ كّذّلٌكّ يّجًعّلٍ اللَّهٍ الرٌَجًسّ عّلّى الذٌينّ لا يٍؤًمٌنٍونّ} (الأنعام:125). لقد أثبت علم طب الطيران أن تعرض الإنسان للارتفاعات العالية عندما يصعد من سطح الأرض إلى الطبقات العليا في السماء فإنه تحدث له أعراض (فسيولوجية) تتدرج من الشعور بالضيق الذي يتركز في منطقة الصدر- كما ذكر في الآية الكريمة: من أنه عندما يصعد الإنسان في السماء يشعر بضيق الصدر- ثم إذا استمر الإنسان في الارتفاع في السماء ، بمعنى أنه إذا استمر في التعرض للارتفاعات العالية وانخفاض الضغط الجوي ونقص الأوكسجين فإنه يدخل في مرحلة حرجة - كما ذكر في الآية الكريمة - أنه بعد أن يشعر الإنسان بضيق الصدر يصل إلى المرحلة الحرجة . تمهيد : بدأت منذ حوالي مائتي عام تقريباً ( 1786 م) أبحاث كثيرة في طبقات الجو العليا ، وتأثيرها على الإنسان . ومن حوالي مائة عام تقريباً ( 1878 م ) ظهرت أبحاث أكثر تقدماً في (فسيولوجيا) الجسم ، وتأثره في طبقات الجو العليا . وإذا نظرنا إلى القرآن الكريم الذي نزل منذ أكثر من أربعة عشر قرناً على نبينا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نجد قوله تعالى : {فّمّن يٍرٌدٌ اللَّهٍ أّن يّهًدٌيّهٍ يّشًرّحً صّدًرّهٍ لٌلإسًلامٌ ومّن يٍرٌدً أّن يٍضٌلَّهٍ يّجًعّلً صّدًرّهٍ ضّيٌَقْا حّرّجْا كّأّّنَّمّا يّصَّعَّدٍ فٌي السَّمّاءٌ} (الأنعام:125). قد تضمن الحقائق التي أثبتتها هذه الأبحاث في إيجاز وإعجاز (1). والقرآن الكريم قد حث على العلم، فأول آية نزلت فيه تدعو للعلم ، فقد جاء فيها الأمر بالقراء ة ، ثم الدعوة للتعلم بالقلم ، قال تعالى : {اقًرأً بٌاسًمٌ رّبٌَكّ الذٌي خّلّقّ (1) خّلّقّ الإنسّانّ مٌنً عّلّقُ (2) \قًرّأً ورّبٍَكّ الأّكًرّمٍ (3) الذٌي عّلَّمّ بٌالًقّلّمٌ (4) عّلَّمّ الإنسّانّ مّا لّمً يّعًلّمً (5)} [العلق]. وفي طب الطيران والفضاء نجد بيانا واضحاً للآية الكريمة السابقة ، من خلال عرض مبسط لتكوين الغلاف الجوي وطبقاته وتأثيره (فسيولوجيا) على الإنسان. تكوين الغلاف الجوي وتقسيمه « فسيولوجياً » : 1 ـــ منطقة كافية « فسيولوجيا » ( من سطح البحر إلى ارتفاع 10000 قدم ( : يستطيع الإنسان في هذه المنطقة من الغلاف الجوي أن يعيش طبيعياً، فكمية الأوكسجين الموجودة تكفي « فسيولوجياً » لحياة الإنسان. 2 ـــ منطقة غير كافية « فسيولوجياً » ( من ارتفاع 10000 قدم إلى 50000 قدم ): حيث لاحظ العلماء أنه يوجد نقص في كمية الأوكسجين في هذه المنطقة ، بالإضافة إلى الانخفاض في الضغط الجوي ، وينتج عن ذلك آثار واضحة على «فسيولوجيا» جسم الإنسان ، فتظهر أعراض نقصان الأوكسجين (هيبوكسيا) وأعراض انخفاض الضغط الجوي (ديسباريزم ) . 3 ـــ منطقة الفضاء التقريبي ( من ارتفاع 50 ألف قدم إلى حوالي 633 ألف قدم ): حيث لايمكن للإنسان من الناحية « الفسيولوجية » أن يعيش في ارتفاع ( 50000 قدم) فأكثر ، حتى لو تنفس 100% أوكسجين، بل لابد له أن يرتدي ملابس الفضاء المجهزة ، لكي يتحمل الانخفاض في الضغط الجوي ، ونقص الأوكسجين في هذه الارتفاعات. ظــاهرة نقصان « الأوكسجين » ( هيبوكسيا) : تحدث هذه الظاهرة لراكب الطائرة بسبب نقصان الأوكسجين في الأنسجة عند فشل الأجهزة في ضبط الضغط داخل الطائرة حينما تكون في الارتفاعات العالية ، ويعبر عن هذا بانخفاض الضغط الجوي للأكسجين، حيث تنخفض كمية الأوكسجين في الهواء المستنشق ، ولا تنضبط كميته . ويتركب الهواء المستنشق من الآتي : 95ر20% غاز أوكسيجين . 09ر78% غاز نيتروجين. 03ر00% غاز ثاني أوكسيد الكربون . الباقي: غازات غير هامة بالنسبة لوظائف الجسم . في هذا الخليط من الغازات - الهواء المستنشق - من المستحسن أن نتكلم عن الضغط الجوي للغاز ، وهو العامل المؤثر لأي غاز في خليط من الغازات ، والضغط الجوي للأوكسجين في الحويصلات الهوائية هو العامل المؤثر الأساسي في الجسم، لأنه هو العامل الذي يتحكم في كمية الأوكسجين التي تصل إلى الدم . ويجب أن نعلم أنه من الثابت علميا: كلما ارتفعنا في الجو كلما قل الضغط الجوي وبالتالي الضغط الجوي للأوكسجين ، لذلك إذا استنشق أوكسجين نقي 100% على ارتفاع (33700 قدم) فإن الضغط الجوي للأوكسجين في الحويصلات الهوائية يمثل نفس النسبة، كما لو استنشق الهواء على مستوى سطح البحر . عندما نصل إلى ارتفاعات (40000 قدم) فإن الضغط الجوي للأوكسيجين يهبط بسرعة إلى مستوى يشكل خطورة على الحياة، ولا يدع أجهزة الجسم المختلفة في حالتها الطبيعية. والارتفاع الحرج الذي يهبط فيه الضغط إلى 87مم/زئبق هو 50000 قدم، وهنا حتى لو تم استنشاق الأوكسيجين 100% فإنه لا يفي بتاتا بحاجة الجسم من الأوكسيجين . (شكل 2). مراحل أعراض ظاهرة نقص الأوكسيجين : وتنقسم إلى أربعة مراحل تتعلق بالضغط الجوي، ومستوى الارتفاع، ونسبة تركيز الأوكسيجين في الدم. 1 ـــ مرحلة عدم الـتـغيير(من مســتوى ســطــح الـبـحـر إلى ارتفاع 10000 قـدم ) في هذه المرحلة لاتوجد أعراض ظاهرة لنقص الأوكسجين ولاتتأثر الرؤية بالنهار. 2 ـــ مرحلة التكافؤ « الفسيولوجي » ( من ارتفاع 10000 قدم إلى 16000 قدم ). تعمل أجهزة التكافؤ « الفسيولوجي » في هذه المرحلة على عدم ظهور أعراض نقص الأوكسجين ، إلا إذا طالت مدة التعرض لهذا النقص ، أو قام الفرد بمجهود جسماني في هذه الظروف فتبدأ عملية التنفس في الازدياد عدداً وعمقاً، ويزيد النبض وضغط الدم ، وكذلك سرعة الدورة الدموية . 3 ـــ مرحلة الاختلال « الفسيولوجي » (من ارتفاع 16000 قدم إلى 25000 قدم ). في هذه المرحلة لاتفي أجهزة التكافؤ «الفسيولوجي » بالمطلوب ، ولاتستطيع توريد الكمية الكافية من « الأوكسجين» للأنسجة ، وهنا يبدأ ظهور الأعراض. وفي هذه المرحلة نجد تفسيراً واضحاً لضيق الصدر الذي يشعر به الإنسان عندما يصعد إلى هذه الارتفاعات، وهو بيان يتفق مع ما تشير إليه الآية الكريمة من شعور الإنسان بضيق الصدر عندما {يصّعد في السماء} أي: في طبقات الجو العليا . إن الآية الكريمة ذكرت أن ضيقا يحدث بالصدر عند الصعود في السماء ، أي : الارتفاعات العالية ، وقد وجد الأطباء في أبحاثهم على الطيارين أن الإنسان يشكو في هذه المرحلة من الإجهاد والصداع، والشعور بالرغبة في النوم، وصعوبة التنفس ، وضيق الصدر ، وهذا يتفق مع ما ورد في الآية الكريمة .
|
|
وجه الاعجاز في الايه
اشارتها بكل وضوح إلى حقيقتين كشف عنهما العلم حديثاً؛ الأولى هي ضيق الصدر وصعوبة التنفس، كلما ازداد الإنسان صعودا في طبقات الجو, والذي تبين أنه يحدث بسبب نقص الأوكسجين وهبوط ضغط الهواء الجوي. والثانية هي حالة الحرج التي تسبق الموت اختناقا حينما يجاوز ارتفاعه في طبقات الجو ثلاثين ألف قدم وذلك بسبب الهبوط الشديد في الضغط الجوي والنقص الحاد للأكسوجين اللازم للحياة إلى أن ينعدم الأكسجين الداخل للرئتين فيصاب الإنسان بالموت والهلاك.
|
|
الدﻻﻻت اللغوية لبعض ألفاظ اﻵية الكريمة:
بالنسبة للفعل* يشرح* في قول الحق* تبارك وتعالي*: يشرح صدره فإن* الشرح* في اللغة هو الكشف والبسط وإظهار الغامض والخافي من المعاني. يقال:* شرح* المشكل أو الغامض من اﻷمر* يشرحه** شرحا* أي فسره, وبسطه, وأظهر ما خفي من معانيه, و*شرح* الله صدره لﻺسﻼم* فانشرح* أي انبسط في رضا وارتياح للنور اﻹلهي والسكينة الروحية ﻷن من معاني* شرح* الصدر توسعته . أما عن* الصدر الضيق الحرج* فأصل* الحرج* و*الحراج* مجتمع اﻷشياء من مثل الشجر ونحوه, ومن هنا تصور منه ضيق ما بينها, فقيل للضيق* حرج*, ولﻺثم* حرج* واستخدام فعل* التحريج* بمعني التضييق, ويقال للغيضة الملتفة اﻷشجار التي يصعب دخولها:* حرجة*, وعلي ذلك فإن* الحرج* في اللغة هو الضيق بل ضيق الضيق, يقال مكان* حرج* ــ بكسر الراء وفتحها ــ أي ضيق كثير الشجر, و*الحرج* و*الحرج* أيضا اﻹثم, يقال:* أحرجه* بمعني آثمه, و* تحرج* أي تأثم, و*حرج* عليه الشئ أي حرم عليه, و*المنحرج* المتجنب من الحرج واﻹثم, ويقال:* حرج* صدره* حرجا* فهو* حرج* أي ضاق ضيقا شديدا . وأما عن* التصعد في السماء* فالتصعد والتصاعد والصعود هو الذهاب إلي المكان العالي أو اﻻرتفاع, وهو ضد الحدور, يقال:* صعد* بالكسر* يصعد** صعودا* في السلم أي ارتقاه ارتقاء, و*صعد** يتصعد* في الجبل, و*تصعد** يتصعد* أي ارتفع عليه وعﻼه, و*أصعد* في اﻷرض* صعودا* أي مضي وسار في مناكبها والصعود أيضا العقبة الشاقة الكئود ويستعار لكل شاق وأصعد في الوادي و*صعد* فيه* تصعيدا* أي انحدر معه, ولو أن الصعود أصﻼ ضد الهبوط, وهو و*الصعد* والصعيد واحد, ويقال عذاب * صعد * أي شديد و* الصعيد * هو أيضا ما يصعد إليه, و* الصعداء * : تنفس ممدود, ويقال* تصعد* النفس بمعني صعب مخرجه, ويقال : * يصعد * وأصلها * يتصعد * أي يتكلف الصعود, فﻼ يستطيعه, و*تصعد* أيضا تستخدم بمعني شق من المشقة و *اﻹصعاد*= اﻹبعاد في اﻷرض سواء كان في صعود أو حدور* هبوط * ; و* الصعد * الشاق أو المشقة ويقال : * تصعدون * أي تذهبون في الوادي هربا من عدوكم من * اﻹصعاد * وهو الذهاب في صعيد اﻷرض, واﻹبعاد فيه, يقال : * أصعد * في اﻷرض إذا أبعد في الذهاب وأمعن فيه فهو * مصعد * . الدﻻﻻت القرآنية لبعض ألفاظ اﻵية الكريمة: جاء الفعل * شرح * بتصريفاته في أربعة مواضع من القرآن الكريم باﻹضافة إلي اﻵية الكريمة التي نحن بصددها علي النحو التالي : *1*" أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِﻺِسْﻼمِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ " *الزمر:22*. *2*" أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ "*الشرح:1*. *3* " قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي " *طه:25*. *4* " وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ " *النحل:106*. وجاءت لفظة * حرج * في خمسة عشر موضعا بمعني الضيق في التشريع, أو شدة الضيق بصفة عامة, كما جاءت بمعني اﻹثم أو الذنب . أما الفعل * صعد * بمشتقاته فقد جاء في تسعة مواضع من كتاب الله * تعالي * بمعني اﻷرتفاع , والقبول , والرضا من الله * سبحانه وتعالي * , وبمعني الذهاب في الوادي , والمضي فيه هربا , وبمعني تكلف الصعود بمشقة بالغة , فﻼ يستطيعه , وبمعني شديدا صعبا , وبمعني العقبة المرتفعة الشاقة المصعد , وبمعني وجه اﻷرض البارز سواء كان ترابا أو غيره, وقيل التراب ذاته. أما لفظة * السماء * فقد جاءت في ثﻼثمائة وعشرة مواضع من كتاب الله, منها مائة وعشرون باﻹفراد * السماء * , ومائة وتسعون بالجمع* السماوات*, وصيغة الجمع توحي ببقية الكون في مقابلة اﻷرض, بينما اﻹشارات المفردة بلفظ * السماء * جاءت في ثمانية وثﻼثين موضعا بمعني الغﻼف الغازي لﻸرض بصفة عامة, والجزء اﻷسفل منه بصفة خاصة * أو ما يعرف باسم نطاق التغيرات المناخية أو نطاق الرجع * والذي يحتوي غالبية مادة الغﻼف الغازي لﻸرض, وجاء لفظ * السماء * أيضا باﻹفراد في أثنين وثمانين موضعا يفهم الغالب منها علي أنه السماء الدنيا التي زينها ربنا * تبارك وتعالي * بالكواكب والنجوم والبروج, ويفهم منها مجموع السماوات قبل فصلها إلي سبع, وبعد فصلها في بعض المواضع . كذلك جاءت اﻹشارة في القرآن الكريم إلي * السماوات واﻷرض وما بينهما * في عشرين موضعا, ويفهم هذا التعبير علي أن المقصود منه هو الغﻼف الغازي لﻸرض بصفة عامة, والجزء اﻷسفل منه بصفة خاصة, وذلك لقول الحق * تبارك وتعالي * : " وَالسَّحَابِ المُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَاﻷَرْضِ " *البقرة:164*. والسحاب يتحرك في نطاق الطقس , والقرآن الكريم يشير في أكثر من آية إلي إنزال الماء من السماء , وواضح اﻷمر أن المقصود بالسماء هنا هو السحاب . فإذا كان المقصود بالسماء في قول الحق * تبارك وتعالي* : كأنما يصعد في السماء هو الغﻼف الغازي لﻸرض فإن لذلك صعوباته ومشاقه التي تصل إلي حد اﻻستحالة , وإذا كان المقصود هو السماء الدنيا فإن الصعوبات والعقبات تتضاعف أضعافا كثيرة حتي تصل إلي ما فوق اﻻستحالة , وذلك ﻷن الله * تعالي* قد حدد لﻺنسان نطاقا معينا من اﻷرض وغﻼفها الغازي تتواءم فيه ومعه بنيته الجسدية, ووظائف أعضائه المختلفة, وإذا خرج عن هذا النطاق فإنه يحتضر ويموت, كما يموت السمك إذا أخرج من الماء, ويتضح ذلك جليا من دراسة الصفات الطبيعية والكيميائية لنطق الغﻼف الغازي لﻸرض . في تفسير اﻵية الكريمة التي نحن بصددها ذكر ابن كثير* يرحمه الله * ما نصه: يقول تعالي: " فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِﻺِسْﻼمِ " أي ييسره له وينشطه ويسهله لذلك, فهذه عﻼمات علي الخير, كقوله تعالي :"أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِﻺِسْﻼمِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّنرَّبِّهِ " , وقال تعالي : " وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ اﻹِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ " , وقال ابن عباس معناه يوسع قلبه للتوحيد واﻹيمان به, وهو ظاهر. سئل رسول الله - صلي الله عليه وسلم - :" أي المؤمنين أكيس؟ قال : أكثرهم ذكرا للموت وأكثرهم لما بعده استعدادا " , وسئل عن هذه اﻵية " فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِﻺِسْﻼمِ "قالوا : كيف يشرح صدره يارسول الله؟ قال: نور يقذف فيه, فينشرح له وينفسح , قالوا: فهل لذلك من أمارة يعرف بها؟ قال : اﻹنابة إلي دار الخلود, والتجافي عن دار الغرور , واﻻستعداد للموت قبل لقاء الموت .. وقوله تعالي " وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاًّ " حرجا بفتح الحاء والراء, وهو الذي ﻻ يتسع لشئ من الهدي , وﻻ يخلص إليه شئ من اﻹيمان وﻻ ينفذ فيه, وقد سأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجﻼ من اﻷعراب من أهل البادية من مدلج عن الحرجة؟ فقال: هي الشجرة تكون بين اﻷشجار ﻻ تصل إليها راعية وﻻ وحشية وﻻ شئ, فقال عمر رضي الله عنه: كذلك قلب المنافقين ﻻ يصل إليه شئ من الخير; وقال ابن عباس : يجعل الله عليه اﻹسﻼم ضيقا واﻹسﻼم واسع, وذلك حين يقول : " وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ " يقول : ما جعل عليكم في اﻹسﻼم من ضيق, وقال مجاهد والسدي :" ضَيِّقاً حَرَجاًّ " شاكا, وقال عطاء الخراساني: " ضيقا حرجا " أي ليس للخير فيه منفذ, وقال ابن المبارك : "ضَيِّقاً حَرَجاًّ " بﻼ إله إﻻ الله حتي ﻻ تستطيع أن تدخل قلبه, "كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ" من شدة ذلك عليه, وقال سعيد بن جبير : "يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاًّ " ﻻ يجد فيه مسلكا إﻻ صعد, وقال عطاء الخراساني : " كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ" يقول: مثله كمثل الذي ﻻ يستطيع أن يصعد إلي السماء, وقال ابن عباس: فكما ﻻ يستطيع ابن آدم ان يبلغ السماء, فكذلك ﻻ يستطيع ان يدخل التوحيد واﻹيمان قلبه حتي يدخله الله في قلبه, وقال اﻷوزاعي: كيف يستطيع من جعل الله صدره ضيقا ان يكون مسلما; وقال ابن جرير: وهذا مثل ضربه الله لقلب هذا الكافر في شدة ضيقه عن وصول اﻹيمان إليه يقول: فمثله في امتناعه عن قبول اﻹيمان وضيقه عن وصوله إليه مثل امتناعه عن الصعود إلي السماء وعجزه عنه, ﻷنه ليس في وسعه وطاقته .. وقال صاحب تفسير الجﻼلين * يرحمهما الله * شيئا مختصرا عن ذلك وذكر كل من صاحب* صفوة البيان لمعاني القرآن* ـ يرحمه الله ـ وصاحب صفوة التفاسير * أمد الله في عمره * شيئا مشابها أيضا. وذكر صاحب الظﻼل* يرحمه الله * : من يقدر الله له الهداية ـ وفق سنته الجارية من هداية من يرغب في الهدي ويتجه إليه بالقدر المعطي له من اﻻختيار بقصد اﻻبتﻼء ـ " يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِﻺِسْﻼمِ" , فيتسع له , ويستقبله في يسر ورغبة, ويتفاعل معه, ويطمئن إليه , ويستريح به ويستريح له . ومن يقدر له الضﻼل ـ وفق سنته الجارية من إضﻼل من يرغب عن الهدي ويغلق فطرته عنه ـ "فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِﻺِسْﻼمِ " فهو مغلق مطموس يجد العسر والمشقة في قبوله , "كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ" وهي حالة نفسية تجسم في حالة حسية, من ضيق النفس, وكربة الصدر, والرهق المضني في التصعد الي السماء! التصعد في السماء كما تراه العلوم الكونية : سبق, وأن أشرنا أن لفظة* السماء* تعني الكون في مقابلة اﻷرض, وأن التعريف اللغوي للسماء يشمل كل ما عﻼك فأظلك بدءا من نطق الغﻼف الغازي لﻸرض وانتهاء بالحدود المدركة للكون. السماء بمعني الغﻼف الغازي لﻸرض : تحاط اﻷرض بغﻼف غازي تقدر كتلته بنحو خمسة آﻻف مليون مليون طن*5,2x1510 أطنان* ويقدر سمكه بعدة آﻻف من الكيلو مترات فوق مستوي سطح البحر, ويتناقص ضغطه من نحو الكيلو جرام علي السنتيمتر المربع عند مستوي سطح البحر إلي واحد من المليون من ذلك في الجزء العلوي منه.
|
|
** /قال تعالى**
(فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِﻺِسْﻼمِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ ﻻ يُؤْمِنُونَ) (اﻷنعام:125) في هذه اﻵية الكريمة من كتاب الله العظيم اعجاز ودﻻئل علمية عظيمة اتضحت للعيان وبصورة واضحة في هذا العصر* الذي اقل ما يوصف به بأنه عصر العلم والفضاءويمكن تلخيص هذه الدﻻئل في مايلي | 1| دلت هذه اﻵية العظيمة على أمكانية صعود اﻷنسان إلى السماء والسماء تطلق على كل ماعﻼ وارتفع وفي هذا الزمان استطاع اﻷنسان ان يصعد إلى السماء سواء بالطائرات أو بالبالونات أو بالصواريخ الفضائية وكذلك صعد إلى أعلى بتسلق قمم الجبال الشاهقة* والقرآن يستمد التشبيه من الكون ويربط الشعور بالحس وحيث أن حال المشبه هي من اﻷمور المعنوية التي تثبت في الذهن بتثبيتها بصورة محسوسة* وحيث أن التشبيه ﻻتكمل* أركانه* وﻻيكون وجه الشبه في المشبه به أقوى منه في المشبه إﻻ بحمل النص على ظاهره من قصد التصعد في السماء على الحقيقة ومعلوم أن الفاظ القرآن الكريم في كل المشاهد تتميز بدقة اختيارها ومطابقتها للمعنى* لذلك* فاﻷلفاظ في هذا المشهد أيضاً تجمع بين دقة الدﻻلة ووضوح العبارةخاصة وأنه ﻻتوجد قرينة في النص تصرف دﻻلة اللفظ عن معناه الظاهر لذلك يثبت أن في اﻵية الكريمة* دﻻلة واضحة على إمكانية صعود اﻷنسان* إلى أجواء الفضاء* وتعتبر هذه أﻹشارة إخباراً عن حقيقة وقعت ونبوءة تحققت في هذا الزمان 2/ ذكرت اﻵية الكريمة أن الضيق محله الصدر وفي ذلك إشارة إلى أن كل محتويات الصدر من القلب* واﻷوعية الدموية وأعضاء التنفس والقفص الصدري ومكوناته من ضلوع وعضﻼت والحجاب الحاجز تشارك كلها في أحداث هذا الضيق* وحيث ثبت يقيناً أن الجهاز التنفسي والجهاز الدوري يتشاركان مشاركة أساسية في تبادل الغازات خارج وداخل الجسم* وأن الصعود إلى طبقات الجو العليا يؤدي ﻷنقباض اﻷوعيةm الرئوية الدقيقة وهذا يؤدي إلى ارتفاع الضغط داخل اﻷوعية اﻷكبر فيؤدي ذلك تسرب السوائل من الدم إلى أنسجة الرئتين حيث تضغط تلك السوائل على مجاري التنفس فيحدث الضيق الشديد فيما يعرف بالوذمة الرئوية الحادة**** وفي التعبير القرآني الدقيق الذي حدد مكان الضيق الذي يعاني منه اﻷنسان في اﻷرتفاعات العالية بأنه في عموم الصدر دﻻﻻت واعجاز 3/* يفهم من اﻵية الكريمة أن الضيق ضيق متدرج ويستمر في الزيادة حتى يصل الذروة وليس ضيقاً فجائياً متواصل* والحرج أشد الضيق أو أضيق الضيقوقد قسمّ العلماء اﻷرتفاعات حسب البعد عن سطح البحر إلى ثﻼثة اقسام* أ - اﻷرتفاع العالي من 8 إلى 14 ألف قدم* ب - اﻷرتفاع العالى جداً من 14 إلى 18 ألف قدم* ج - اﻷرتفاع اﻷقصى فوق 18 ألف قدم ويشعر الصاعد في أجواء من ضيق متدرج في الصدر يتمثل في صعوبة التنفس واضطراب القلب والدورة الدموية نتيجة لهبوط تركيز اﻷكسجين في الدم والذي تزداد شدته مع درجات اﻷرتفاع المذكورة أعﻼه 4 / في الصعود المتدرج يحدث في كل مرحلة من مراحله تأقلم من جسم الصاعد إلى أعلى فيحث مع ذلك التأقلم تكيّف يجعل اﻷنسان ﻻيشعر بتأثير كبير في ضيق صدره إذا كان صعوده متراخي* إلى ان يصل إلى درجة من الضيق ﻻيمكن معها التأقلم والتكيف بعدها يحصل ضيق شديد وانغﻼق وموت محقق أما الذي يصعد صعود مفاجيء ومتواصل فﻼتتمكن ادوات التأقلم من العمل ويحصل الضيق بعد ساعات*** ويمكن تعريف الحرج علمياً* بأنه المستوى الذي يقل فيه الضغط الجزيئي لﻸكسجين في الحويصﻼت الهوائية إلى المستوى الذي ﻻيسمح فيه بانتقال اﻷكسجين من الحويصﻼت الهوائية إلى الدم في اﻷرتفاع المباشر المتواصل* وقدرت المراجع الطبية أن أقل مستوى* للضغط الجزيئي لﻸكسجين في الحويصﻼت الهوائية والذي تبقى معه الحياة بالكاد هو 40مم /زئبق* وتختلف المسافة التي يتحقق فيها هذا المستوى من شخص عادي ‘لى شخص متأقلم وقد سجلت المراجع الطبية هذا المستوى للشخص العادي عند 20 ألف قدم فوق سطح البحر بينما سجلته للشخص المتأقلم عند مسافة 30 ألف قدم إن ورود اﻹشارة* إلى هذه الحقائق العلمية المتمثلة في إمكانية الصعود للسماء وتحديد ذكر الصدر بأنه محل الضيق* والضيق المتدرج الذي يعاني منه الصاعد للسماء وذكر الحرج الذي يصل فيه الضيق إلى ذروته مما نراه في هذا المشهد القرآني البليغ لهو أعجاز علمي واضح ﻷنه لم يكن في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم أحداً يتخيلها فضﻼً عن أن يكشفها إن هذه الحقائق لم تكن معلومة في زمن الوحي وﻻبعد ذلك بقرون ولم تعرف هذه الحقائق وتكشف إﻻ في خﻼل القرون الثﻼثة اﻷخيرة وكانت البداية حينما اكتشف العالم بليز باسكال عام 1648م أن ضغط الهواء كلما ارتفعنا عن مستوى سطح اﻷرض قل وقد تجلت هذه الحقائق في القرن العشرين عندما ارتبطت ابحاث وظائف اعضاء الجسم وتأثيرات صعود اﻷنسان في طبقات الجو العليا عليها من واقع تسلق الجبال الشاهقة وركوب الطائرات الشراعية والعمودية والنفاثة حيث امكن ذلك بعد توفر وسائل البحث والرصد ونشير هنا إلى أن بول بيرتهو أول طبيب يقوم بدراسات موسعة عن طب الطيران وتأثير انخفاض الضغط الجوي على وظائف جسم اﻷنسان وقد نشر عام 1887م كتاب اسماه الضغط الجوي وأما قبل ذلكفقد كانت تلك المعلومات غير متوفرة قطعاً
|
|
ابدي بالتسميه و التوكل على الله و بالتوفيق للجميع
ماهو وجه الاعجاز في الآيه التاليه .. 6/( فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ ) هو دلالة لفظ "يصّعّد" على أن الارتفاع في السماء يسبب ضيقاً في التنفس وهو ما كشفت عنه دراسات علم الفلك في عصرنا. هذا، ومن المسلم به أن الإنسان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن على أية معرفة بتغير الضغط وقلته كلما ارتفع في الفضاء، وأن ذلك يؤدي إلى ضيق في التنفس، بل إلى تفجير الشرايين عند ارتفاعات شاهقة. ومع ذلك، فإن الآية الكريمة : {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ }. [الأنعام: 125] تشير صراحة إلى أن صدر الإنسان يضيق إذا تصاعد في السماء وأن هذا الضيق يشتد كلما ازداد الإنسان في الارتفاع إلى أن يصل إلى أشد الضيق، وهو معنى " الحرج " في الآية، كما فسره علماء اللغة. ولقد عبّرت الآية عن هذا المعنى بأبلغ تعبير في قوله تعالى: {كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ} إذ إن أصلها "يتصعدُ " قلبت التاء صادا ثم أدغمت في الصاد، فصارت يْصّعدْ ومعناه أنه يفعل صعودا بعد صعود. فالآية لم تتكلم عن مجرد الضيق الذي يلاقيه في الجو، المتصاعد في السماء فقط، وإنما تكلمت أيضاً عن ازدياد هذا الضيق إلى أن يبلغ أشده. فسبحان من جعل سماع آياته لقوم سبب تحيرهم، ولآخرين موجب تبصرهم. وسبحان من أعجز بفصاحة كتابه البلغاء، وأعيى بدقائق خطابه الحكماء، وأدهش بلطائف إشاراته الألباء. وسبحان من أنزل على عبده الأُمِّيّ : {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: 28].
|
|
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم ماهو وجه الاعجاز في الآيه التاليه .. 6/( فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ ) أورد النيسابوري في " غرائب القرآن ورغائب الفرقان " قول الليث حول شرح الصدر وضيقه : شرح الله صدره فانشرح، أي : وسعه بقبوله ذلك الأثر، ولا شك أن توسيع الصدر غير ممكن على سبيل الحقيقة، ولكن هاهنا معنىً وهو : أنه إذا اعتقد الإنسان في عمل من الأعمال أن نفعه زائد وخيره راجح، مال طبعه إليه، وقوى طلبه ورغبته في حصوله، وظهر في القلب استعداد شديد لتحصيله، فسميت هذه الحالة : سعة الصدر" وإن حصل في القلب علم أو أعتقاد أو ظن بكون ذلك العمل مشتملاً على ضرر زائد، ومفسدة راحجة، دعاه ذلك إلى تركه، وحصل في النفس بنوةٌ (إعراض) عن قبوله، فيقال لهذه الحال " ضيق الصدر" لأن المكان إذا كان ضيقاً لم يتمكن الداخل من الدخول إليه، وإذا كان واسعاً قدر على الدخول فيه. وأكثر استعمال شرح الصدر في جانب الحق والإسلام. وفي معنى قول الله تبارك وتعالى : (فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء)يقول ابن كثير في (تفسير القرآن العظيم) : وقال ابن المبارك عن ابن جريج : ضيقاً حرجاً بلا إله إلا الله، حتى لا يستطيع أن تدخله، كأنما يصعد في السماء من شدة ذلك عليه. ويورد النيسابوري قول الزجاج " الحرج " في اللغة أضيق الضيق، ثم (يصّعَّد في السماء) كأنما يزاول أمراً غير ممكن، لأن صعود السماء يمتنع ويبعد عن الاستطاعة، فكان الكافر في نفوره من الإسلام وثقله عليه بمنزلة من يتكلف الصعود إلى السماء... وأما كلام النيسابوري بعدم الاستطاعة على صعود البشر السماء فثبت خطأه في القرن العشرين الميلادي، إذ استطاع البشر أن يصعدوا في طبقات السماء " الأولى " ويجوزوا الفضاء ويتجولوا بين أجرامه. ونعود إلى كلام النيسابوري في شرح وتفسير قول الله تبارك وتعالى : (كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ)[الأنعام : 125]، أي : كما جعل ضيق الصدر في قلوبهم، كذلك يجعل الرجس عليهم. أما الرجس فتنوع معانيه عند المفسرين، بين الشيطان، وما لا خير فيه، والعذاب، واللعنة في الدنيا، والعذاب في الآخرة. ومن المفسرين المحدثين محمد الطاهر بن عاشور الذي يقول في تفسيره المسمى (التحرير والتنوير) : إن حال المشرك حين يدعى إلى الإسلام أو حين يخلو بنفسه فيتأمل في دعوة الإسلام، بحال الصاعد، فإن الصاعد يضيق تنفسه في الصعود... والسماء يجوز أن تكون بمعناها المتعارف ويجوز أن تكون الجو الذي يعلو الأرض. ويقول الدكتور : محمد محمود حجازي في (التفسير الواضح) : فمن يرد الله أن يهديه للحق ويوفقه للخير يشرح صدره للقرآن، ويوسع قلبه للإيمان، فعند ذلك يستنير الإسلام في قلبه ويتسع له صدره. وهكذا يكون عند من حسنت فطرته، وطهرت نفسه وكان فيها استعداد للخير وميل إلى أتباع الحق. ومن فسدت فطرته، وساءت نفسه، إذا وطلب إليه أن ينظر في الدين ويدخل فيه، فإن يجد في صدره ضيقاً، وأي ضيق، كأنه كلف من الأعمال مالا يطيق، أو أمر بصعود السماء، وأصبح حالهم كحال الصاعد في طبقات الجو..... والمرتفع في السماء... كلما ارتفع وخف الضغط عليه شعر بضيق في النفس وحرج في القلب. في هذه الآية القرآنية [125/سورة الأنعام] معجزة علمية، وضحت حقيقتها مؤخراً.. وهي انخفاض الضغط الجوي بالصعود في طبقات الجو، مما يسبب ضيق صدر الصاعد حتى يصل إلى درجة الاختناق، فتكون الآية تشبيه حاله معنوية بهذه الحالة الحسية التي لم تُعرف إلا في عصرنا الحاضر. ونوجز شرح هذا فيما يلي: اكتشف تورشيللي (1608ـ 1647م) في عام 1643م أن سائل الزئبق يمكن ضخه في أنبوب إلى الأعلى بفعل الضغط الجوي حتى يصل ارتفاعه إلى 76سم [30بوصة] فقط . وعلى هذا الأساس أمكن استنتاج أن عموداً مماثلاً من الهواء وزنها مساوٍ لوزن كمية الزئبق الموجودة في الأنبوب، وذلك حتى ارتفاع 76سم. وأكد تورشيللي صحة نظريته بأن حمل عموداً من الزئبق إلى قمة جبل من الغلاف الجوي قد أصبح آنذاك تحته، ومن ثم فلن يبذل هذا الجزء أية قوة على عمود الزئبق. ثم توصل الإنسان إلى أنه كلما ارتفع عن مستوى سطح البحر كلما نقص وزن الهواء، وذلك نتيجة لنقص سمك الغلاف الغازي من جهة، وتخلخل الهواء انخفاض كثافته من جهة أخرى.. ويتأثر هذا ـ أيضاً ـ تبعاً لاختلاف درجة الحرارة... ولم يتوصل الإنسان إلى معرفة هذا الظاهرة إلا في القرن التاسع عشر (1804م) حينما صعد بالبالون لأول مرة إلى طبقات الجو ظاناً بأن الهواء ممتد إلى مالا نهاية...!!! لقد أصبح التفسير العلمي لظاهرة الضيق والاختلاف عند الصعود في طبقات الجو العليا معروفاً الآن بعد سلسلة طويلة من التجارب والأرصاد التي أجراها العلماء لمعرفة مكونات الهواء وخصائصه، خصوصاً بعد أن تطورت أجهزة الرصد والتحليل المستخدمة للارتفاعات المنخفضة أو المحمولة بصورايخ وأقمار صناعية لدراسة طبقات الجو العليا . وتدل القياسات على أن الغلاف الجوي ( الغازي) للأرض متماثل التركيب (التكوين)، بسبب حركة الهواء التي تؤدي إلى حدوث عمليات الخلط الرأسي والأفقي (خصوصاً على الارتفاعات المنخفضة )، فتظل نسب مكونات الهواء ثابتة تقريباً حتى ارتفاع 80 كيلومتراً. ولقد ثبت أن الضغط الجوي يقل مع الارتفاع عن سطح الأرض، بحيث ينخفض إلى نصف قيمته تقريباً كلما ارتفعنا مسافة 5 كيلومترات عن مستوى سطح البحر، بشكل مطرد. وطبقاً لهذا، فإن الضغط الجوي ينخفض فيصل إلى ربع قيمته على ارتفاع 10 كيلومترات، وإلى 1% من قيمته الأصلية على ارتفاع 30 كيلومتراً . كما تتناقص كثافة الهواء بدورها تناقصاً ذريعاً مع الارتفاع حتى تقارب شبه العدم عند ارتفاع 1000كيلو متراً تقريبا من سطح الأرض. ومن ناحية أخرى، فإن الأكسجين يقل في الجو كلما ارتفعنا إلى الأعلى، نظراً لنقصان مقادير الهواء، فإذا كان الأكسجين عند السطح 200 وحدة مثلاً، فإنه على ارتفاع 10 كيلومترات ينخفض فيصل إلى 40 وحدة فقط، وعلى ارتفاع 20 كيلومتر يزداد نقصانه لتصبح قيمته 10 وحدات فقط، ثم تصل قيمته إلى وحدتين فقط على ارتفاع 30 كيلومترا. وهكذا، يمكن أن يضيق صدر الإنسان ويختنق بصعوده إلى ارتفاعات أعلى من 10 كيلومتراً، إن لم يكن مصوناً داخل غرفة مكيفة، وذلك نتيجة لنقص الضغط الجوي، ونقص غاز الأوكسجين اللازم للتنفس.. وبدون هذه الغرفة المكيفة يصاب الإنسان بالكسل والتبلد ويدخل في حالة من السبات وفقدان الذاكرة، ويتعرض لأضرار الأشعة الساقطة عليه من خلال الغلاف الجوي ... ويصاب بحالة [ديسبارزم] فينتفخ بطنه وتجاويف جسمه، وينزف من جلده، ويتوقف تنفسه، ويتدمر دماغه، ويدخل في غيبوبة الموت. كما أثبت علم طب الفضاء إصابة الصاعد في طبقات الجو العليا دون الاحتماء في غرفة مكيفة ـ بالإعياء الحاد، وارتشاح الرئة، وأوديما الدماغ، ونزف شبكية العين، ودوار الحركة، واضطراب التوجه الحركي في الفضاء، واحمرار البصر ثم اسوداد البصر فهو أعلى حالات " الهلوسة البصرية "، إذ الأعين موجودة وسليمة وظيفياً لكن الضوء غير موجود، حيث لا يوجد في طبقات الجو العليا سوى الظلام الحالك، فيظن الصاعد في تلك الطبقات أنه قد أصابه سحر أفقده القدرة على الإبصار، وقد يكون هذا ما يشير إليه القرآن الكريم : (ولو فتحنا عليهم .. ونعود إلى الآية الرئيسية في موضوعنا، وهي قول الله تعالى : (فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ) [سورة الأنعام :125]. لنرى كم هي بليغة، وكم هي معجزة، فهي بليغة إذ تشبه حال الكافر المعاند الذي يكابر ويرفض هداية الله،وإتباع الوحي الذي أنزل على خاتم الرسل والأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا الكافر المعاند المكابر يضيق صدره كلما ابتعد عن هدي الله، أي : كلما ضل عن الطريق الإسلامي، وقد سبق أن أشرنا إلى " الحرج " بأنه أضيق الضيق، فهل تجد بعد هذا بلاغة وقوة في التعبير والتشبيه؟! كما أنها آية معجزة، إذ أوضحت ظاهرة جوية وحقيقة فضائية لم يتوصل العلماء إلى معرفتها إلا في القرن التاسع عشر والقرن العشرين الميلاديين، وهي الضيق والاختناق لكما أرتفع الإنسان في طبقات الجو، أي : في السماء والسماء هي كل ما علاك، وهي المعنى المعروف لمعظم الناس، وهو من المعاني الصحيحة لهذه الكلمة القرآنية .. وسبحان من هذا كلامه.
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الأعجاز العلمي في الوضوء.. | *:السنــدس الأخضر:* | المنتدى الإسلامي | 4 | 2012-10-04 1:20 AM |
أسماء المشاركات في مسابقة (الأربعون النوويه)... | aiii i3asel | المنتدى الإسلامي | 82 | 2011-07-03 5:53 PM |
أسماء المشاركات في مسابقة (بكتابي أرتقي)... | aiii i3asel | المنتدى الإسلامي | 38 | 2011-07-02 11:12 PM |
أسماء المشاركات في مسابقة (أسماء الله الحسنى)... | aiii i3asel | المنتدى الإسلامي | 76 | 2011-07-02 11:01 PM |
قصة عجيبه ورحلة أيمانيه تشرح لنا حقائق الآعجاز في القران الكريم | []d.r[] | المنتدى العام | 8 | 2010-09-13 2:35 PM |