لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
اللهم ارحمهما واغفر لهما واجعل مثواهما الجنة |
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه |
مساحة إعلانيه |
لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
ومن الرؤيا الظاهرة ما ذكره ابن كثير في "البداية والنهاية" قال: اجتمع بالديار المصرية محمد بن نصر -يعني: المروزي- ومحمد بن جرير الطبري ومحمد بن المنذر فجلسوا في بيت يكتبون الحديث ولم يكن عندهم في ذلك اليوم شيء يقتاتونه فاقترعوا فيما بينهم أيهم يخرج يسعى لهم في شيء يأكلونه فوقعت القرعة على محمد بن نصر فقام إلى الصلاة فجعل يصلي ويدعو الله عز وجل، وذلك في وقت القائلة فرأى نائب مصر – وهو طولون وقيل أحمد بن طولون – في منامه في ذلك الوقت رسول الله وهو يقول له: «أدرك المحدثين فإنهم ليس عندهم ما يقتاتونه» فانتبه من ساعته فسأل من ههنا من المحدثين، فذكر له هؤلاء الثلاثة فأرسل إليهم في الساعة الراهنة بألف دينار فدخل الرسول بها عليهم وأزال الله ضررهم ويسر أمرهم.
|
فصل
النوع الثاني من الرؤيا ما هو من ضرب الأمثال للنائم يضربها له الملك الموكل بالرؤيا وهذا النوع هو الأكثر، وهو الذي يحتاج فيه إلى التأويل، وهو الذي نهى رسول الله أن يقص على غير عالم أو ناصح. وقد ذكرت الأحاديث الواردة في ذلك في أول الكتاب فلتراجع وليراجع أيضًا ما ذكرته من كلام العلماء في معناها. ومن هذا النوع رؤيا يوسف عليه الصلاة والسلام ورؤيا كل من الفتيين اللذين دخلا السجن مع يوسف، ورؤيا ملك مصر، فأما رؤيا يوسف عليه الصلاة والسلام فقد ذكرها الله تعالى في قوله: إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ * قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ * وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آَلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ[يوسف: 4-6] وقد وقع تأويل هذه الرؤيا بعد أربعين سنة، وقيل: بعد ثمانين سنة والصحيح الأول. وهو قول سلمان الفارسي رضي الله عنه وعبد الله بن شداد، وقد ذكرت ذلك في أول الكتاب، وقد أخبر الله تعالى عن وقوع تأويلها بقوله: فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آَوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ * وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا [يوسف: 99-100]. وأما رؤيا كل من الفتيين فقد ذكرهما الله تعالى في قوله: وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآَخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ [يوسف: 36]، ثم أخبرهما بتأويل رؤيا كل منهما فقال: يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الْآَخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ [يوسف: 41]. وقد روى ابن جرير والحاكم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: «الفتيان اللذان أتيا يوسف عليه الصلاة والسلام في الرؤيا إنما كانا تكاذبا فلما أوَّلَ رؤياهما قالا: إنا كنا نلعب، قال يوسف: قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ». قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي في تلخيصه، قال ابن كثير: وكذا فسره مجاهد وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وغيرهم، وحاصله أن من تَحَلَّم بباطل وفسره فإنه يلزم بتأويله. انتهى. وأما رؤيا ملك مصر فقد ذكرها الله تعالى وذكر تأويلها الذي أولها به يوسف عليه الصلاة والسلام فقال تعالى: وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ * قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ * وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ * يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ * قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ * ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ * ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ [يوسف: 43-49]. وقوله تعالى: قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ قال ابن جرير: يعنون أنها أخلاط رؤيا كاذبة لا حقيقة لها، وهي جمع ضغث، والضغث أصله الحزمة من الحشيش يشبه بها الأحلام المختلطة التي لا تأويل لها. انتهى. وذكر الماوردي والقرطبي عن أبي عبيدة أنه قال: الأضغاث ما لا تأويل له من الرؤيا، وروى ابن جرير أيضًا عن قتادة في قوله: أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ قال: أما السمان فسنون منها مخصبة، وأما السبع العجاف فسنون مجدبة لا تنبت شيئًا، وقوله: وَسَبْعِ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ أما الخضر فهن السنون المخاصيب، وأما اليابسات فهن الجدوب المحول، والعجاف هي المهازيل. وقوله: قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا الآية. قال القرطبي: لما أعلمه بالرؤيا جعل يفسرها له فقال: السبع من البقرات السمان والسنبلات الخضر سبع سنين مخصبات، وأما البقرات العجاف والسنبلات اليابسات فسبع سنين مجدبات فذلك قوله: تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا أي متوالية متتابعة. قال القرطبي: وهذه الآية أصل في صحة رؤيا الكافر وأنها تُخرج على حسب ما رأى. انتهى. وقوله: ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ قال ابن جرير: هذا خبر من يوسف عليه السلام للقوم عما لم يكن في رؤيا ملكهم ولكنه من علم الغيب الذي أتاه الله دلالة على نبوته وحجة على صدقه، ثم روي عن قتادة أنه قال زاده الله علم سَنَة لم يسألوه عنها فقال: ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ ويعني بقوله: فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ بالمطر والغيث، وروي أيضًا عن ابن جريج قال: قال ابن عباس رضي الله عنهما: ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ قال: أخبرهم بشيء لم يسألوه عنه وكان الله قد علمه إياه عام فيه يغاث الناس بالمطر. وذكر القرطبي عن قتادة أنه قال: زاده الله علم سنة لم يسألوه عنها إظهارًا لفضله وإعلامًا لمكانه من العلم وبمعرفته. |
فصل
في ذكر ما تعتبر به الرؤيا عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «للرؤيا كنى ولها أسماء فكنوها بكناها واعتبروها بأسمائها والرؤيا لأول عابر» رواه ابن أبي شيبة وابن ماجه من طريق يزيد الرقاشي، وهو ضعيف. وعنه رضي الله عنه قال: «كان رسول الله يعبر على الأسماء» رواه البزار وقال: يعنى الرؤيا، قال الهيثمي: فيه من لم أعرفه. وعن محمد – وهو ابن سيرين – عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «أحب القيد في المنام وأكره الغُلَّ، القيد ثبات في الدين»، وقال أبو هريرة: «اللبن في المنام الفطرة» رواه ابن أبي شيبة وإسناده صحيح على شرط الشيخين. وروى عبد الرزاق منه قوله: «يعجبني القيد وأكره الغُلَّ، القيد ثبات في الدين» وإسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد روي هذا الحديث مرفوعًا بأسانيد صحيحة وتقدم ذكره في الحديث الثالث عشر في أول الكتاب فليراجع. وأما قوله: «اللبن في المنام فطرة» فقد رواه ابن أبي شيبة موقوفًا، ورواه البزار مرفوعًا إلى النبي ، وفي إسناده محمد بن مروان، قال الهيثمي: وهو ثقة وفيه لين قال: وبقية رجاله ثقات. وعن محمد بن قيس قال: حدثني بعض أصحاب النبي عن النبي قال: «اللبن الفطرة والسفينة نجاة والجمل حزن والخضرة الجنة والمرأة خير» رواه الدارمي. |
فصل
في ذكر ما رآه النبي في منامه وأخبر أصحابه بتأويله فمن ذلك تعبيره لبعض ما رآه على ما تقتضيه الأسماء التي في الرؤيا كما في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «رأيت ذات ليلة فيما يرى النائم كأنا في دار عقبة بن رافع فأتينا برطب من رطب ابن طاب فأوّلت الرفعة لنا في الدنيا والعاقبة في الآخرة وأن ديننا قد طاب» رواه الإمام أحمد ومسلم وأبو داود وابن أبي شيبة. ومن ذلك رؤياه لمَا وقع في يوم أحد، وقد جاء ذلك في عدة أحاديث. منها حديث أبي موسى رضي الله عنه عن النبي قال: «رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل فذهب وَهَلي إلى أنها اليمامة أو هجر فإذا هي المدينة يثرب، ورأيت في رؤياي هذه أني هززت سيفًا فانقطع صدره فإذا هو ما أصيب من المؤمنين يوم أحد. ثم هززته أخرى فعاد أحسنٍ ما كان فإذا هو ما جاء الله به من الفتح واجتماع المؤمنين، ورأيت فيها أيضًا بقرًا، والله خير، فإذا هم النفر من المؤمنين يوم أحد، وإذا الخير ما جاء الله به من الخير بَعْدُ وثواب الصدق الذي آتانا الله بعد يوم بدر» رواه البخاري ومسلم وابن ماجه والدارمي، ورواه ابن حبان في "صحيحه" مختصرًا. الحديث الثاني: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: تنفل رسول الله سيفه ذا الفقار يوم بدر وهو الذي رأى فيه الرؤيا يوم أحد فقال: «رأيت في سيفي ذا الفقار فلاًّ فأولته فلاًّ يكون فيكم، ورأيت أني مردف كبشًا فأولته كبش الكتيبة، ورأيت أني في درع حصينة فأولتها المدينة، ورأيت بقرًا تذبح، فبقر والله خير فبقر والله خير» فكان الذي قال رسول الله . رواه الإمام أحمد والبزار والحاكم والبيهقي في "دلائل النبوة" وصححه الحاكم والذهبي وروى الترمذي وابن ماجه طرفًا من أوله وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. ورواه الطبراني في "الكبير والأوسط" ولفظه قال: لما نزل بالنبي يوم أحد أبو سفيان وأصحابه قال لأصحابه: «إني رأيت في المنام سيفي ذا الفقار انكسر وهي مصيبة ورأيت بقرًا تذبح وهي مصيبة ورأيت علي درعي وهي مدينتكم لا يصلون إليها إن شاء الله». قال الهيثمي: فيه أبو شيبة إبراهيم بن عثمان وهو متروك، قلت: لحديثه شاهد مما تقدم في الرواية قبله وما سيأتي بعده. الحديث الثالث: عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله قال: «رأيت كأني في درع حصينة ورأيت بقرًا منحرة فأوّلت أن الدرع الحصينة المدينة وأن البقر هو والله خير» رواه الإمام أحمد والدارمي والبزار وهذا لفظ أحمد ورجاله رجال الصحيح وكذا رجال الدارمي والبزار. وفي رواية الدارمي: «وإن البقر نفر والله خير»، وفي رواية البزار: «والبقر بقر والله خير»، والبقر الشق وهو ما حصل في المسلمين من القتل يوم أحد. الحديث الرابع: عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «رأيت فيما يرى النائم كأني مردف كبشًا وكأن ظُبَةَ سيفي انكسرت فأولت أني أقتل صاحب الكتيبة وأن رجلاً من أهل بيتي يقتل» رواه الإمام أحمد والبزار والحاكم وهذا لفظ أحمد. وزاد البزار فقتل رسول الله طلحة بن أبي طلحة وكان صاحب لواء المشركين، وقُتِلَ حمزة بن عبد المطلب ونحوه عند الحاكم. قال الهيثمي: فيه علي بن زيد وهو ثقة سيئ الحفظ وبقية رجالهما ثقات، وقد رواه البيهقي في "دلائل النبوة" بنحو رواية البزار، قال الجوهري: وغيره من أهل اللغة: ظُبَةَ السيف طرفه. ومن المنامات التي رآها رسول الله وأوَّلها بنقل الوباء من المدينة إلى الجحفة. وقد جاء ذلك في حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله يقول: «رأيت في المنام امرأة سوداء ثائرة الشعر تَفِلةً أخرجت من المدينة فأسكنت مَهْيَعَة فأولتها في المنام وباء المدينة ينقله الله تعالى إلى مَهْيَعَة» رواه الإمام أحمد والبخاري والترمذي وابن ماجه. وهذا لفظ إحدى روايات أحمد. وفي غير هذه الرواية عنده وعند البخاري والترمذي وابن ماجه تسمية مَهْيَعَة بالجحفة، قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب، ورواه الدارمي بنحو رواية أحمد. ومن ذلك أيضًا رؤياه ما ضرب له ولأمته من المثل، وقد جاء ذلك في حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله أتاه فيما يرى النائم ملكان فقعد أحدهما عند رجليه والآخر عند رأسه فقال الذي عند رجليه للذي عند رأسه: اضرب مثل هذا ومثل أمته، فقال: عن مثله ومثل أمته كمثل قوم سَفْر انتهوا إلى رأس مفازة فلم يكن معهم من الزاد ما يقطعون به المفازة ولا ما يرجعون به فبينما هم كذلك إذ أتاهم رجل في حلة حِبَرة فقال: أرأيتم إن وردت بكم رياضًا معشبة وحياضًا رواء أتتبعوني؟ فقالوا: نعم، قال: فانطلق بهم فأوردهم رياضًا معشبة وحياضًا رواء فأكلوا وشربوا وسمنوا، فقال لهم: ألم ألقكم على تلك الحال فجعلتم لي إن وردت بكم رياضًا معشبة وحياضًا رواء أن تتبعوني فقالوا: بلى، قال: فإن بين أيديكم رياضًا أعشب من هذه وحياضًا هي أروى من هذه فاتبعوني، قال: فقالت طائفة: صدق والله لنتبعنه، وقالت طائفة: رضينا بهذا نقيم عليه. رواه الإمام أحمد والطبراني والبزار. قال الهيثمي: وإسناده حسن، وروى الحاكم في "المستدرك" نحوه من حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه وقال: صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي في تلخيصه. ومن ذلك أيضًا رؤياه أنه ضرب له مثل آخر، وقد جاء ذلك فيما رواه البخاري والبيهقي في "دلائل النبوة" من طريق سعيد بن مِيْنَاء حدثنا – أو سمعت – جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول: «جاءت ملائكة إلى النبي وهو نائم فقال بعضهم: إنه نائم، وقال بعضهم: إن العين نائمة والقلب يقظان، فقالوا: إن لصاحبكم هذا مثلاً، قال: فاضربوا له مثلاً، فقال بعضهم: إنه نائم، وقال بعضهم: إن العين نائمة والقلب يقظان، فقالوا: مثله كمثل رجل بنى دارًا وجعل فيها مأدبة وبعث داعيًا، فمن أجاب الداعي دخل الدار وأكل من المأدبة ومن لم يجب الداعي لم يدخل الدار ولم يأكل من المأدبة، فقالوا: أولوها له يفقهها، فقال بعضهم: إنه نائم، وقال بعضهم: إن العين نائمة والقلب يقظان، فقالوا: فالدار الجنة والداعي محمد فمن أطاع محمدًا فقد أطاع الله، ومن عصى محمدًا فقد عصى الله، ومحمد فرق بين الناس». قال البخاري: تابعه قتيبة عن ليث عن خالد عن سعيد بن أبي هلال عن جابر، خرج علينا النبي . قلت: قد روى هذه المتابعة الترمذي عن قتيبة حدثنا الليث عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال أن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما قال: خرج علينا رسول الله يومًا فقال: «إني رأيت في المنام كأن جبريل عند رأسي وميكائيل عند رجلي يقول أحدهما لصاحبه: اضرب له مثلاً، فقال: اسمع، سمعت أذنك واعقل عقل قلبك إنما مثلك ومثل أمتك كمثل ملك اتخذ دارًا ثم بنى فيها بيتًا ثم جعل فيها مأدبة ثم بعث رسولاً يدعو الناس إلى طعامه، فمنهم من أجاب الرسول ومنهم من تركه، فالله هو الملك والدار الإسلام والبيت الجنة وأنت يا محمد رسول فمن أجابك دخل الإسلام ومن دخل الإسلام دخل الجنة ومن دخل الجنة أكل ما فيها»، قال الترمذي: هذا حديث مرسل، سعيد بن أبي هلال لم يدرك جابر بن عبد الله. قال: وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن النبي بإسناد أصح من هذا. قال: وفي الباب عن ابن مسعود، انتهى كلامه. وقد روى هذا الحديث ابن سعد في "الطبقات" عن الحجاج بن محمد الأعور عن ليث بن سعد، ورواه ابن جرير من طريق الحجاج عن ليث بن سعد فذكراه بمثل رواية الترمذي، ورواه الحاكم في "المستدرك" موصولاً من طريق عبد الله بن صالح حدثني الليث حدثني خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي الحسين وتلا هذه الآية: وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ [يونس: 25] فقال: حدثني جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: خرج علينا رسول الله يومًا فقال، فذكر الحديث بنحو رواية الترمذي ثم قال: هذا حديث صحيح الإسناد ووافقه الذهبي على تصحيحه. وقد رواه البيهقي في "دلائل النبوة" من طريق الحاكم فذكره بنحو ما تقدم ورواه أيضًا من طريق سعيد بن أبي هلال عن عطاء عن جابر وصححه ووافقه الذهبي على تصحيحه. وعن ربيعة الجرشي قال: أُتي النبي فقيل له: لتنم عينك ولتسمع أذنك وليعقل قلبك، قال: «فنامت عيناي وسمعت أذناي وعقل قلبي، قال: فقيل لي: سيد بنى دارًا فصنع مأدبة وأرسل داعيًا فمن أجاب الداعي دخل الدار وأكل من المأدبة ورضي عنه السيد ومن لم يجب الداعي لم يدخل الدار ولم يطعم من المأدبة وسخط عليه السيد. قال: فالله السيد ومحمد الداعي والدار الإسلام والمأدبة الجنة» رواه الدارمي والطبراني، قال الهيثمي: وإسناده حسن. وقال الحافظ ابن حجر في "كتاب الاعتصام" من "فتح الباري": سنده جيد. وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: صلى رسول الله العشاء ثم انصرف فأخذ بيد عبد الله بن مسعود حتى خرج به إلى بطحاء مكة فأجلسه ثم خط عليه خطًا ثم قال: «لا تبرحن خطك فإنه سينتهي إليك رجال فلا تكلمهم فإنهم لا يكلمونك»، قال: ثم مضى رسول الله حيث أراد فبينا أنا جالس في خطي إذ أتاني رجال كأنهم الزط ( ) أشعارهم وأجسامهم لا أرى عورة ولا أرى قِشْرًا ( ) وينتهون إليّ لا يجاوزون الخط ثم يصدرون إلى رسول الله حتى إذا كان من آخر الليل، لكن رسول الله قد جاءني وأنا جالس فقال: «لقد أراني منذ الليلة» ثم دخلي عليّ في خطي فتوسد فخذي فرقد وكان رسول الله إذا رقد نفخ فبينا أنا قاعد ورسول الله متوسد فخذي إذا أنا برجال عليهم ثياب بيض، الله أعلم ما بهم من الجمال فانتهوا إليّ فجلس طائفة منهم عند رأس رسول الله وطائفة منهم عند رجليه، ثم قالوا بينهم: ما رأينا عبدًا قط أوتي مثل ما أوتي هذا النبي، إن عينيه تنامان وقلبه يقظان، اضربوا له مثلاً مثل سيد بنى قصرًا ثم جعل مأدبة فدعا الناس إلى طعامه وشرابه فمن أجابه أكل من طعامه وشرب من شرابه ومن لم يجبه عاقبه أو قال عذبه، ثم ارتفعوا واستيقظ رسول الله عند ذلك فقال: «سمعت ما قال هؤلاء؟ وهل تدري من هؤلاء؟»، قلت: الله ورسوله أعلم، قال: «هم الملائكة فتدري ما المثل الذي ضربوا؟» قلت: الله ورسوله أعلم، قال: «المثل الذي ضربوا الرحمن تبارك وتعالى بنى الجنة ودعا إليها عباده فمن أجابه دخل الجنة ومن لم يجبه عاقبه أو عذبه» رواه الدارمي باختصار والترمذي وهذا لفظه وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب. وذكر الحافظ ابن حجر في "كتاب الاعتصام" من "فتح الباري": أن ابن خزيمة صححه. وقد رواه الإمام أحمد مطولاً بمعناه، قال الهيثمي: ورجاله رجاله الصحيح غير عمرو البكالي وذكره العجلي في "ثقات التابعين" وابن حبان وغيره في "الصحابة". وقد تقدم في رواية البخاري عن جابر رضي الله عنه: أن الملائكة لما ضربوا المثل للنبي وهو نائم «قالوا: أوّلوها له يفقهها»، قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري": قيل يؤخذ منه حجة لأهل التعبير، أن التعبير إذا وقع في المنام اعتمد عليه. قال ابن بطال قوله: "أوّلوها" يدل على أن الرؤيا على ما عبرت في النوم. انتهى. |
فصل
في ذكر ما رآه النبي في منامه وأخبر أصحابه بتأويله فمن ذلك تعبيره لبعض ما رآه على ما تقتضيه الأسماء التي في الرؤيا كما في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «رأيت ذات ليلة فيما يرى النائم كأنا في دار عقبة بن رافع فأتينا برطب من رطب ابن طاب فأوّلت الرفعة لنا في الدنيا والعاقبة في الآخرة وأن ديننا قد طاب» رواه الإمام أحمد ومسلم وأبو داود وابن أبي شيبة. ومن ذلك رؤياه لمَا وقع في يوم أحد، وقد جاء ذلك في عدة أحاديث. منها حديث أبي موسى رضي الله عنه عن النبي قال: «رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل فذهب وَهَلي إلى أنها اليمامة أو هجر فإذا هي المدينة يثرب، ورأيت في رؤياي هذه أني هززت سيفًا فانقطع صدره فإذا هو ما أصيب من المؤمنين يوم أحد. ثم هززته أخرى فعاد أحسنٍ ما كان فإذا هو ما جاء الله به من الفتح واجتماع المؤمنين، ورأيت فيها أيضًا بقرًا، والله خير، فإذا هم النفر من المؤمنين يوم أحد، وإذا الخير ما جاء الله به من الخير بَعْدُ وثواب الصدق الذي آتانا الله بعد يوم بدر» رواه البخاري ومسلم وابن ماجه والدارمي، ورواه ابن حبان في "صحيحه" مختصرًا. ومن المنامات التي رآها رسول الله وأوَّلها بنقل الوباء من المدينة إلى الجحفة. وقد جاء ذلك في حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله يقول: «رأيت في المنام امرأة سوداء ثائرة الشعر تَفِلةً أخرجت من المدينة فأسكنت مَهْيَعَة فأولتها في المنام وباء المدينة ينقله الله تعالى إلى مَهْيَعَة» رواه الإمام أحمد والبخاري والترمذي وابن ماجه. وهذا لفظ إحدى روايات أحمد. وفي غير هذه الرواية عنده وعند البخاري والترمذي وابن ماجه تسمية مَهْيَعَة بالجحفة، قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب، ورواه الدارمي بنحو رواية أحمد. ومن ذلك أيضًا رؤياه ما ضرب له ولأمته من المثل، وقد جاء ذلك في حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله أتاه فيما يرى النائم ملكان فقعد أحدهما عند رجليه والآخر عند رأسه فقال الذي عند رجليه للذي عند رأسه: اضرب مثل هذا ومثل أمته، فقال: عن مثله ومثل أمته كمثل قوم سَفْر انتهوا إلى رأس مفازة فلم يكن معهم من الزاد ما يقطعون به المفازة ولا ما يرجعون به فبينما هم كذلك إذ أتاهم رجل في حلة حِبَرة فقال: أرأيتم إن وردت بكم رياضًا معشبة وحياضًا رواء أتتبعوني؟ فقالوا: نعم، قال: فانطلق بهم فأوردهم رياضًا معشبة وحياضًا رواء فأكلوا وشربوا وسمنوا، فقال لهم: ألم ألقكم على تلك الحال فجعلتم لي إن وردت بكم رياضًا معشبة وحياضًا رواء أن تتبعوني فقالوا: بلى، قال: فإن بين أيديكم رياضًا أعشب من هذه وحياضًا هي أروى من هذه فاتبعوني، قال: فقالت طائفة: صدق والله لنتبعنه، وقالت طائفة: رضينا بهذا نقيم عليه. رواه الإمام أحمد والطبراني والبزار. قال الهيثمي: وإسناده حسن، وروى الحاكم في "المستدرك" نحوه من حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه وقال: صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي في تلخيصه. ومن ذلك أيضًا رؤياه أنه ضرب له مثل آخر، وقد جاء ذلك فيما رواه البخاري والبيهقي في "دلائل النبوة" من طريق سعيد بن مِيْنَاء حدثنا – أو سمعت – جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول: «جاءت ملائكة إلى النبي وهو نائم فقال بعضهم: إنه نائم، وقال بعضهم: إن العين نائمة والقلب يقظان، فقالوا: إن لصاحبكم هذا مثلاً، قال: فاضربوا له مثلاً، فقال بعضهم: إنه نائم، وقال بعضهم: إن العين نائمة والقلب يقظان، فقالوا: مثله كمثل رجل بنى دارًا وجعل فيها مأدبة وبعث داعيًا، فمن أجاب الداعي دخل الدار وأكل من المأدبة ومن لم يجب الداعي لم يدخل الدار ولم يأكل من المأدبة، فقالوا: أولوها له يفقهها، فقال بعضهم: إنه نائم، وقال بعضهم: إن العين نائمة والقلب يقظان، فقالوا: فالدار الجنة والداعي محمد فمن أطاع محمدًا فقد أطاع الله، ومن عصى محمدًا فقد عصى الله، ومحمد فرق بين الناس». قال البخاري: تابعه قتيبة عن ليث عن خالد عن سعيد بن أبي هلال عن جابر، خرج علينا النبي . وقد روى هذا الحديث ابن سعد في "الطبقات" عن الحجاج بن محمد الأعور عن ليث بن سعد، ورواه ابن جرير من طريق الحجاج عن ليث بن سعد فذكراه بمثل رواية الترمذي، ورواه الحاكم في "المستدرك" موصولاً من طريق عبد الله بن صالح حدثني الليث حدثني خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي الحسين وتلا هذه الآية: وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ [يونس: 25] فقال: حدثني جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: خرج علينا رسول الله يومًا فقال، فذكر الحديث بنحو رواية الترمذي ثم قال: هذا حديث صحيح الإسناد ووافقه الذهبي على تصحيحه. وقد رواه البيهقي في "دلائل النبوة" من طريق الحاكم فذكره بنحو ما تقدم ورواه أيضًا من طريق سعيد بن أبي هلال عن عطاء عن جابر وصححه ووافقه الذهبي على تصحيحه. وعن ربيعة الجرشي قال: أُتي النبي فقيل له: لتنم عينك ولتسمع أذنك وليعقل قلبك، قال: «فنامت عيناي وسمعت أذناي وعقل قلبي، قال: فقيل لي: سيد بنى دارًا فصنع مأدبة وأرسل داعيًا فمن أجاب الداعي دخل الدار وأكل من المأدبة ورضي عنه السيد ومن لم يجب الداعي لم يدخل الدار ولم يطعم من المأدبة وسخط عليه السيد. قال: فالله السيد ومحمد الداعي والدار الإسلام والمأدبة الجنة» رواه الدارمي والطبراني، قال الهيثمي: وإسناده حسن. وقال الحافظ ابن حجر في "كتاب الاعتصام" من "فتح الباري": سنده جيد. وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: صلى رسول الله العشاء ثم انصرف فأخذ بيد عبد الله بن مسعود حتى خرج به إلى بطحاء مكة فأجلسه ثم خط عليه خطًا ثم قال: «لا تبرحن خطك فإنه سينتهي إليك رجال فلا تكلمهم فإنهم لا يكلمونك»، قال: ثم مضى رسول الله حيث أراد فبينا أنا جالس في خطي إذ أتاني رجال كأنهم الزط ( ) أشعارهم وأجسامهم لا أرى عورة ولا أرى قِشْرًا ( ) وينتهون إليّ لا يجاوزون الخط ثم يصدرون إلى رسول الله حتى إذا كان من آخر الليل، لكن رسول الله قد جاءني وأنا جالس فقال: «لقد أراني منذ الليلة» ثم دخلي عليّ في خطي فتوسد فخذي فرقد وكان رسول الله إذا رقد نفخ فبينا أنا قاعد ورسول الله متوسد فخذي إذا أنا برجال عليهم ثياب بيض، الله أعلم ما بهم من الجمال فانتهوا إليّ فجلس طائفة منهم عند رأس رسول الله وطائفة منهم عند رجليه، ثم قالوا بينهم: ما رأينا عبدًا قط أوتي مثل ما أوتي هذا النبي، إن عينيه تنامان وقلبه يقظان، اضربوا له مثلاً مثل سيد بنى قصرًا ثم جعل مأدبة فدعا الناس إلى طعامه وشرابه فمن أجابه أكل من طعامه وشرب من شرابه ومن لم يجبه عاقبه أو قال عذبه، ثم ارتفعوا واستيقظ رسول الله عند ذلك فقال: «سمعت ما قال هؤلاء؟ وهل تدري من هؤلاء؟»، قلت: الله ورسوله أعلم، قال: «هم الملائكة فتدري ما المثل الذي ضربوا؟» قلت: الله ورسوله أعلم، قال: «المثل الذي ضربوا الرحمن تبارك وتعالى بنى الجنة ودعا إليها عباده فمن أجابه دخل الجنة ومن لم يجبه عاقبه أو عذبه» رواه الدارمي باختصار والترمذي وهذا لفظه وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب. وذكر الحافظ ابن حجر في "كتاب الاعتصام" من "فتح الباري": أن ابن خزيمة صححه. وقد رواه الإمام أحمد مطولاً بمعناه، قال الهيثمي: ورجاله رجاله الصحيح غير عمرو البكالي وذكره العجلي في "ثقات التابعين" وابن حبان وغيره في "الصحابة". وقد تقدم في رواية البخاري عن جابر رضي الله عنه: أن الملائكة لما ضربوا المثل للنبي وهو نائم «قالوا: أوّلوها له يفقهها»، قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري": قيل يؤخذ منه حجة لأهل التعبير، أن التعبير إذا وقع في المنام اعتمد عليه. قال ابن بطال قوله: "أوّلوها" يدل على أن الرؤيا على ما عبرت في النوم. انتهى. ومن الرؤيا التي رآها رسول الله وأَوَّلَها ما جاء في حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: خرج علينا رسول الله ذات غداة بعد طلوع الشمس فقال: «رأيت قُبَيْل الفجر كأني أعطيت المقاليد والموازين، فأما المقاليد فهذه المفاتيح، وأما الموازين فهي التي تزنون بها فوضعت في كفة ووضعت أمتي في كفة فُوِزِنت بهم فرجحتُ، ثم جيء بأبي بكر فَوُزِن بهم فَوَزَن، ثم جيء بعمر فَوُزِن فَوزَن، ثم جيء بعثمان فُوزِن بهم، ثم رفعت» رواه الإمام أحمد والطبراني إلا أنه قال: «فرجح بهم» في الجميع، وقال: «ثم جيء بعثمان فوضع في كفة ووضعت أمتي في كفة فرجح بهم ثم رفعت». قال الهيثمي: رجاله ثقات، وقد رواه ابن أبي شيبة بنحو رواية الطبراني وزاد فقال له رجل: يا رسول الله فأين نحن؟ قال: «حيث جعلتم أنفسكم» وسيأتي تأويل ما جاء فيه من الوزن في حديث أبي بكرة وحديث سفينة وأن المراد بذلك خلافة النبوة. ومن الرؤيا التي رآها رسول الله وأَوَّلّها رؤياه في الغنم السود والبيض. وقد جاء فيها ثلاثة أحاديث. أحدها: عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال النبي : «رأيت غنمًا كثيرة سوداء دخلت فيها غنم كثيرة بيض»، قالوا: فما أوّلته يا رسول الله؟ قال: «العجم يشركونكم في دينكم وأنسابكم» رواه الحاكم وقال: صحيح على شرط البخاري ووافقه الذهبي في تلخيصه. ومن الرؤيا التي رآها رسول الله وأوَّلّها رؤياه في الكذابين مسيلمة والعنسي، وقد جاء في هذه الرؤيا عدة أحاديث. أحدها: عن نافع بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قدم مسيلمة الكذاب على عهد رسول الله فجعل يقول: إن جعل لي محمد الأمر من بعده تبعته، وقدمها في بشر كثير من قومه فأقبل إليه رسول الله ومعه ثابت بن قيس بن شماس – وفي يد رسول الله قطعة جريد – حتى وقف على مسيلمة في أصحابه فقال: «لو سألتني هذه القطعة ما أعطيتكها ولن تعدو أمر الله فيك ولئن أدبرت ليعقرنك الله وإني لأراك الذي أريت فيه ما رأيت وهذا ثابت يجيبك عني» ثم انصرف عنه. قال ابن عباس رضي الله عنهما: فسألت عن قول رسول الله : «إنك أرى الذي أريت فيه ما أريت» فأخبرني أبو هريرة أن رسول الله قال: «بينا أنا نائم رأيت في يدي سوارين من ذهب فأهمني شأنهما فأوحي إليّ في المنام أن انفخهما فنفختهما فطارا فأوّلتهما كذابين يخرجان بعدي أحدهما العنسي والآخر مسيلمة». رواه البخاري ومسلم. وروى الترمذي منه رواية ابن عباس عن أبي هريرة وقال: هذا حديث صحيح حسن غريب. |
رفم المواضيع القديمة غير مسموح به, شاكرين تفهمكم.
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
شرح كتاب أحكام الجنائز للعلامة الألباني رحمه الله تعالى: لفضيلة الشيخ محمد سعيد رسلان | Aboabdalah | المنتدى الإسلامي | 2 | 2013-10-11 1:07 AM |
مقتطفات من كتاب الرؤيا للعلامة حمود بن عبد الله بن حمود التويجري | أبو ابراهيم | المنتدى العام | 3 | 2009-01-19 11:28 PM |
خلود | نادر | منتدى الشعر والنثر | 10 | 2007-04-09 7:57 PM |
حلوى | رؤى | 🔒⊰ منتدى الرؤى المفسرة لأصحاب الدعـم الذهـبي ⊱ | 1 | 2005-12-08 3:30 PM |