[الزاهرة]

تتمة:


نجد حتى من تجارب شخصية أن الشخص يجلس بينه وبين نفسه يتخيل شيء مفرح تحقق له في الحياة، وغير منافي طبعا للدين، فيشعر بالبهجة ويأخذ نفس عميق ويخرجه، وكأن الشيء هذا حصل، وهذا طبعا الأمل يندرج ضمن الطموح وضمن أحلام اليقظة،فهذا لا شك أنه يساعد كثير في التغلب حتى أحياناً على المشاكل اليومية في الحياة، ولا ننسى أملنا في قبول الله سبحانه لأعمالنا جميعاً، هذا أيضا يساعدنا أن نعبد الله سبحانه ونؤمن بقبول الله سبحانه لطاعاتنا.
وفي الحقيقة بعض علماء النفس خاصة ما يتعلق بالتأهيل أو الطب التاهيلي يجدون بأن الأشخاص المتوازنين في، تفكيرهم أو الجادين في توقعاتهم دائما يحدث عندهم جزء من الاكتئاب البسيط، حيث أنه تقريباً قليل من الناس وصل للشيء الذي يتمناه في حياته، فالأشخاص الجادين دائما يحدث عندهم بعض الاكتئاب، بينما باستطاعتنا التغلب على هذا الاكتئاب بالأمل، وبالطموح، وهذا يجعل منا يوميا نأمل فيما هو أفضل غداً، بعد غد، السنة القادمة، فيجعل منا أناس منتجين، يجعل اندماجنا في المجتمع وإعطائنا للمجتمع الذي حولنا أكثر.
بينما الذي يتوقف عند: اليوم أنا ما قدرت، قبل عشر سنوات كنت أتوقع في المرحلة هذه وصلت لشيء ما وصلت له، يحدث عنده الاكتئاب.
بينما الإنسان الطموح مع العمل من غير تخاذل فلا يقل: أني سأحقق لكن لا أعمل، مجرد الإنسان عمل الشيء هذا، عمل الشيء الذي يتوقع أنه بموجبه سيصل إلى الأمل أو للخط الذي يريده فهذا يساعده على تخطي الإكتئاب، فأنا اعتقد أن عدم وجود التوازن 100% هذا يساعدنا على تخطي نقاط صعبه في حياتنا.
فالناس الذين يأملون أفضل من الناس المتوازنين.
وأحيانا الأمل يكون من خلال مثلا خبر سار وعد به ، أو وعد وعد به أو رؤيا صادقة رآها في منامنه، ويظن أن فيها خيراً له.
وقد جد في بعض الدراسات التي تقول بأهمية العيش في الأمل وأنه يمنع أو من موانع الاكتئاب، وهذه الأشياء يمكن أن تسهم في علاج بعض الحالات المستعصية من المرضى، فمثلا يأتي مريض عنده إصابة في الحبل الشوكي عطب كامل في الحبل الشوكي لا يرجى برءه فيأتي يسأل ويقول: هل يا دكتور سأستطيع أمشي أم لا؟
ونحن بالأشعة المغناطيسية نجد فيه قطع في الحبل الشوكي، فالإجابة يجب ألا تكون (( لا )).
لأن لا؛ معناها قطع للأمل.
وهناك اجتهادات يقوم بها العلماء من أجل زراعة حبل شوكي فإجابة المريض بـ (( لا )) تقطع منه الأمل، قطع الأمل قد يعرضه لانتكاسات نفسية كثير.
وفي الحقيقة الذي يتوقع أنه أجاب الإجابة الصحيحة هو مخطئ، لأننا لو أجبناه بـ: نعم نكون كذبنا عليه، لكن لو أجبناه بـ: لا قطعنا منه الأمل.
والإجابة دائما في الحقيقة ونحاول أن نكون واضحين مع المرضى:
(( ربما شيء في المستقبل غداً بعد شهر بعد شهرين يطلع العلم بشيء جديد ))
وربما يتم فيه زراعة، والآن يوجد بحوث كثيرة جارية، ربما أن القطع الذي في الحبل الشوكي يتم توصيله، وربما نشاهد المرضى بعد عشر سنوات قادرين على المشي بمشيئة الله تعالى، فهذا جزء من إعطاء الأمل الصادق وليس الأمل الكاذب.

وقد يكون هناك أمل صادق والأمل الصادق الذي أتحدث عنه من خلال مثلاً رؤيا صادقة رآها هذا الإنسان، وتواطأت مثلاً؛ فهذا قد يكون من أنواع العلاج لمثل هذه الحالات
فأنا اعتقد إعطاء المرضى الأمل الصادق بالرؤيا الصادقة، ربما أحد من أقاربه، ونحن نسمع بعض من الأقارب يأتي ويقول: والله يا أخي رأيت فيك رؤيا إن شاء الله أنها حسنة، فلماذا نحن نخفي الأمل لعل إن شاء الله الرؤيا تصدق.

[الزاهرة]

تتمة:


_ إما أن هذا إنذار للشخص بأنه لم يستعد جيداً، مثلاً: رأيت أنك راسب فهذا يحفز، للرسوب تمام، وهذا أكثر التفسيرات قبولاً.

التحليل الثاني: هو أن ما يشاهده الإنسان طوال اليوم هو الحقيقة يسجل في ذاكرتك، وتبدأ الذاكرة بعض الأحيان بترتيب الأولويات الأكثر أهميه، وهذه عندما تترتب أحيانا تعطيها، ترميز عالي، الترميز العالي يكون خطر.
فمثلاً: بعض الناس الذين يكونون قلقين كما قلت لك يريد السفر ويشاهد فوات الطائرة، أو قلق من الاختبار.
بينما القلق يحلم أنه رسب، بينما الأقل قلق يرى أنه أعلى منه نجاح، أو حصل على شهادة، أو سافر وشاهد الأماكن الجديدة، وهكذا. فيكون متفاءل لحد ما.
لكن المدرسة تقول أن هذا ترتيب وترميز في الذاكرة حتى تكون مسجله بشكل واضح لا أهميه للموضوع .

وثقافة الإنسان وثقافة الأحلام بشكل عام هي ثقافة عالمية، فليست خاصة بمجتمع دون آخر، الفكرة هي اختلاف التفاسير بين الثقافات، والأغلب يميلون إلى أنه نوع من التشاؤم والتحذير للرؤى والأحلام التي تقابل الإنسان.
ولذلك تجد الكثير من القصص الشائعة بين الناس دائما تميل إلى أنه شاهد حلم مكروه حدث فعلاً، وحينما تحصل مصيبة لبعض الناس، يقول لك: أنا رأيت هذا أو رأيت شيء ويبدأ التفسير بعده، فبعد ما شاهد الشيء يرجع للأحلام كمبرر لحدوث هذا الشيء.

ولكن هناك حقيقة فكما قلت لك: المدارس النفسية التي هي المدرسة المعرفية والتحليلية تجد أنها كانت تقول: إما أن الحلم صراعات، وأعطتها رموز، فمثلا أعطت بعض الأشياء رموز خاصة.
والسبب في رفض علم تفسير الأحلام أنها دائما مرتبطة بأمور مفزعه حصلت لهذا الإنسان، أو خوف منها وحدثت له

ولاشك أن هناك منهج شرعي يقوم على التبشير بالخير، ويقوم على عدم تفسير المنام المفزع، وهذا نأخذه من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه لما فسرت السيدة عائشة _ رضي الله تعالى عنها _ لامره رأت أن سارية بيتها تسقط.
قالت عائشة: يموت زوجك وتلدين غلام فاجراً، رد الرسول صلى الله عليه وسلم بعائشة معلما هنا: (مه يا عائشة إذا عبرتم الرؤيا للمسلم فاعبروها على الخير ).
كلمة ( فاعبروها على الخير ) تسد الفجوة التي يهابها كثيرين من مختصي علم النفس.
ففي غالب الأحيان الذين يسعون للتعبير يكون لديهم شيء مفزع أو شيء غريب، ويحتاج إلى تعبير، فيميلون إلى أنهم يسمعون تعبير مخيف، أو يتناسب مع الثقافة العامة المخيفه
فإذا وضع أنا اعتقد أنه سيخفض، مشكلة كثير من الناس الذين لهم توقع هناك ونظرة تشاؤمية.

وليس هناك شك إذا كان هناك قنوات ملتزمة من ناحية شرعية واضحة ومنهج علمي واضح للتفسير ويكون هذا داعي إلى التفاؤل بين الناس وإخبارهم بما يكون مستقبلاً قد يحدث وقد لا يحدث، وإذا كانت عملية الظن هذه تحتاج إلى تفسير متفاءل او متشائم ويميل إلى التفاؤل، فاعتقد أن هذا المنهج مناسب جداً لتفسير الناس.

والأحلام المفزعة أحيانا تكون ظواهر غريبة للإنسان وليس بالضرورة أن تكون مفزعة بمعنى كلمة مفزعة، بعض الناس يرى حيوانات أو ظلام ...الخ
فإذا كان هناك موضوع خطر، وحدث شيء تجاه هذا الموقف قد يكون يستحث هذا الإنسان إلى أنه يفكر فيها، وتبدأ رسالته تأتي على شكل أحلام ورموز معينة وقد تكون صورة واضحة جدا وخطر واقع فعلاً، وهذا واقع كأن مثلاً يرى فقدان شخص عزيز، أو أم خائفة على أطفالها وترى في المنام أحد منهم يموت، فأحيانا يكون منطلقها إما قلقها تجاه ابنها إما أن الطفل مريض، أو فيه سوء حدث له فتبدأ أنواع الاستحثاث.

[الزاهرة]

[الزاهرة]

[الزاهرة]

[الزاهرة]

تتمة:

فكل ما أشاهده أشعر بأني فرح منه، ولااستطيع أن أقول أن الحلم هذا خاص بنوعية من البشر.
وهذا الحلم هو:
أن نحلم أن نكون أحسن، ونحلم أننا نحقق نجاح، ونحلم أننا ننجح في عملنا، نحلم أننا نربي أولادنا جيداً، نحلم أن نكون علاقات بالبشر الآخرين طيبة.
فكل هذا تحاول أن تسعى حتى تحقق الحلم هذا بطريق أو بآخر، فبالعكس حتى الأسلوب العلمي الذي نفكر به، المنهاج العلمي، فأنا أحلم أنه من الممكن أن أعمل كذا، وأحاول بالبحث العلمي وبالأبحاث أن أصل لنتيجة.

[الزاهرة]

[الزاهرة]

[الزاهرة]

[الزاهرة]