لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
اللهم ارحمهما واغفر لهما واجعل مثواهما الجنة |
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه |
مساحة إعلانيه |
لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
الحـــــــــــــــــديث الرابع والأربعون
قال عليه الصلاة والسلام : ( إن الله تجاوز لأمتي ماحدثت به أنفسها مالم يعملوا به أو يتكلموا ) معنى الحديث للفائدة أن الخواطر والوساوس وحديث النفس السيء الذي لم يوطن الإنسان نفسه عليه , ولم يهم صاحبه على إظهاره إلى الوجود , بل يكرهه ويدفعه عن نفسه فهو معفو عنه |
|
قال الرسول صلي الله عليه وسلم:(( ان الله تجاوز لامتي ماحدثت به نفسها مالم يعملوا به او يتكلموا))
وجدت هذا الشرح قلب الانسان مثل المنزل أو البيت له أبواب كثيرة فتأتي اليه أحوال مختلفة وأصناف وصور متباينة من المشاعر والأحاسيس والخواطر فتدخل اليه تحدث به اثرا.ة ومداخل قلب الانسان علي نوعين أما ظاهرة كالحواس الخمس واما باطنة كالخيال والشهوة والغضب وسائر الأخلاق المختلفة فاذا ما أدرك الانسان بحواسه شيئا فرأي أوسمع أو لامس شيئا حصل له من ذلك أثرا في قلبه وكذلك اذا هاجت له شهوة أو قام له غضب علي شيء تأثر ذلك القلب بالاقبال أو الادبار فان لم يتأثر بسبب من الحواس فان في الخيالات الحاصلة في نفسه ما يجعل قلبه ينتقل من حال الي حال فالقلب دائم التغير والتأثر بمثل هذه الأسباب وأول ما يرد علي قلب الانسان ما يسمي بالخاطر وهو حديث النفس كما قال النبي (صلي الله عليه وسلم) (إن الله تجاوز لامتي ما حدثت به انفسها ما لم تعمل به او تكلم) كما لو جاء خاطر لانسان مثلا في طريقه ان هناك امرأة جميلة تمشي وراءه في الطريق- فهذا حديث للنفس لايؤاخذ به العبد لانه لا يدخل تحت اختياره الا اذا استجاب لهذا الخاطر وتحركت له الشهوة وانقاد لها.ة فاذا كان خاطرا محمودا كمن خطر له ان يتصدق او يصلي مثلا فيسمي هذا الهاما فهو من الله واما الخاطر المذموم فيسمي وسواسا وهو من الشيطان.ة قال الحسن (رحمه الله) انما هما همان يجولان في القلب هم من الله تعالي وهم من العدو (الشيطان) فرحم الله عبدا وقف عند همه فما كان من الله امضاه وما كان من عدوه جاهده.ة ولهذا وجب علي العبد ان يتوقف ويراجع نفسه عند كل هم يخطر له وهل هذه الهم من الله أم من الشيطان وان ينظر فيه بعين التقوي والبصيرة لابعين الهوي والجهل كما قال تعالي (إن الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا) أي رجعوا الي نور العلم والبصيرة فيما عليهم من الحقوق الالتزامات اما تجاه المولي سبحانه وتعالي او تجاه العبيد أصحاب ذلك الحق (فإذا هم مبصرون) فينكشف لهم الحق والاشكال الذي كانوا فيه. ولهذا فان الوقوف علي خدع النفس ومكايد الشيطان لاشك امر واجب وفرض عين علي كل مسلم مكلف ولاينجي العبد من كثرة الوسواس الا ان يسد ابواب الخواطر السيئة التي تخطر علي القلوب وذلك بالمحافظة علي الحواس الخمس من الانغماس في الشهوات وعلائق الدنيا وكذلك بمعرفة مداخل وأبواب الشيطان.. وأبوابه كثيرة.. ومن أعظم ابوابه.ة باب الغضب والشهوة: حيث ظهر ابليس لراهب فقال له الراهب اي اخلاق بني ادم اعون لك عليهم؟ قال الغضب. فان العبد (وهذا كلام ابليس) اذا كان غاضبا قلبناه كما يقلب الصبيان الكرة.. واما الشهوة فلا يخفي علينا كيف يتملك الشيطان بني ادم اذا تصرف بمقتضي الشهوة.ة باب الحسد: فحب الانسان للشيء يعمي ويصم فبالحسد صار ابليس لعينا وشيطانا رجيما حيث حسد ادم علي شرفهة باب الشبع من الطعام: ولو كان حلالا صافيا ذلك ان الشبع يقوي شهوات ابن ادم وهي اهم اسلحة ابليس.. ولعلنا نلحظ شهوة الانسان تتحرك كثيرا عند الشبع الي طلب الملذات ونلحظ ايضا كيف في رمضان حيث الصيام والجوع والعطش تشتد رغبة العبد في الطاعة وقراءة القرآن والصلاة والذكر وقد قالوا قديما ان في كثرة الأكل ست خصال مذمومة.ة أولا- ان يذهب خوف الله من قلبه.. ثانيا- ان تذهب رحمة الخلق من قلبه حيث انه يظن انهم كلهم شباع.. ثالثا- ان يثقل جسمه عن الطاعة.. رابعا- انه اذا سمع كلام الحكمة لايجد له في قلبه اثرا ولا رقة.. خامسا- انه لو تكلم هو بالموعظة والحكمة لايقع له في قلوب الناس من اثر.. سادسا- ان يهيج فيه الأمراض المختلفة.ة وهذا قول النبي (صلي الله عليه وسلم) (نحن قوم لانأكل حتي نجوع واذا أكلنا لانشبع) وقال ايضا (ما ملأ ابن ادم وعاء شرا من بطنه).ة باب حب التزين: في الأثاث والثياب والبيوت فان الشيطان يدفع الانسان الي ان يسخر نفسه وينفق أمواله ويستهلك وقته طول عمره في حب التزين اما في الدار واما في الثياب واما في الأثاث فلا يزال يغير من شيء لآخر حتي يفني عمره ويساق لأجله فيخشي من هذا والله سوء العاقبة حيث يقول النبي (صلي الله عليه وسلم) (تعس عبد الدينار- تعس عبدالدرهم- قطع عبد القطيفة والخميصة..) الحديث. فصار عبدا لهواه حيث شغله الشاغل كله في (الموضة).. فنسأل الله العافيةة باب الطمع فيما في ايدي الناس.. فمن طمع في الناس تزين لهم وتصنع وصار مرائيا منافقا حتي صار كأنه عبدللناس.. فيتودد لهذا ويتحبب لهذا.. فيداهن ويرائي وينافق وقد يترك في ذلك الأمر بالمعروف والخير والنهي عن المنكر والشر حتي لايغضب الناس منه.. غير مبال بغضب الله في ذلك كما قال الحديث (من ارضي الله في سخط الناس رضي الله عنه وارضي الناس ومن ارضي الناس بسخط الله غضب الله عليه واغضب عليه الناس).ة باب التعجل وترك التثبت في الأمور.. ففي الحديث (العجلة من الشيطان التأني من الله تعالي).. وذلك لأن الأعمال يجب ان تكون بعد التبصر والنظر في العواقب والتأمل فيها والعجلة تمنع من ذلك.. ولهذا قال الشيطان لاعوانه ائتوا بني ادم من قبل العجلة والخفة.. فالمتسرع في قراره وافعاله كثيرا ما يندم علي هذه العجلة.ة باب حب الدرهم والدينار وسائر الأموال: ففي الحديث ايضا (ان لكل امة فتنة وفتنة امتي المال) فاذا زاد حب الدرهم والدينار في قلب الانسان عن حد الاعتدل صار قلبه مستقرا للشيطان يحركه كيف يشاء.. ولما بعث الله نبيه محمد (صلي الله عليه وسلم) اشتكي اعوان ابليس له ذلك فقالوا ما صحبنا قوما قط مثل هؤلاء.. تصيب منهم (أي نغويهم) ثم يقومون الي صلاتهم فيدفع ذلك عنهم فقال لهم ابليس رويدا بهم عسي الله ان يفتح لهم الدنيا فنصيب منهم حاجاتنا.. وهذا يفسر لنا قول النبي (صلي الله عليه وسلم) (فوالله ما الفقر اخشي عليكم ولكن اخشي ان تبسط الدنيا عليكم فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما اهلكتهم).ة باب البخل وخوف الفقر.. حيث يمنعان ابن ادم من الانفاق ويدعوانه الي جمع الأموال وكنزها وعذابه معلوم والشيطان يقول لو غلبني ابن ادم فلن يغلبني علي ثلاث.. ان يأخذ المال من غير حقه.. وينفقه في غير حقه ويمنعه من حقه.. وقال سفيان الثوري: ليس للشيطان سلاح مثل خوف الفقر فانه يدفع الانسان الي قبول الباطل ومنع الحق والتكلم بالهوي وان يظن بربه سوءا.. ومن مصائب هذا الباب انه يدفع صاحبه الي ملازمة الأسواق ليلا ونهارا حيث مجالس الشيطان كما في الحديث (خير بلاد الأرض مساجدها وشر بلادها أسواقها).ة باب سوء الظن بالمسلمين.. فان سوء الظن يبعث علي الحكم بالشر علي غيره مما يجره الي الغيبة والنميمة أو التقصير في حق صاحب الحق أو النظر له بالاحتقار وكل ذلك من المهلكات ولاننسي الحديث الذي يقول (ان الشيطان ليجري من ابن ادم مجري الدم).. ولنعلم انه مهما كان الانسان متدينا ورعا فلا ينتظر ان ينظر الناس اليه بعين الرضا دائما فقط.ة والشيطان لايتملك علي الانسان الا اذا تصرف بمقتضي الشهوة فاذا غلب علي القلب طلب الدنيا وذكرها وحب الهوي وجد الشيطان ميدانا ومرتعا له واذا غلب علي القلب حب الآخرة وذكر الله ارتحل الشيطان واستلهم الانسان الخير.. فالقلب الخالي من الهوي لايدخله الشيطان كما ان البيت الفارغ من الأثاث والمتاع لايدخله اللصوص كما قال الله تعالي (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان). جزاكم الله خير
|
"كل امتي معافى الا المجاهرين وان من المجاهرة ان يعمل الرجل بالليل عملا ثم يصبح وقد ستره الله عليه فيقول يا فلان عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه"
" إن الله تجاوز لأمتي ماحدثت به أنفسها مالم يعملوا به أو يتكلموا" بارك الله فيكم |
|
|
جزيت خيرا غاليتي سمر
في انتظارك اخي طارق في الحديث القادم باذن الله تعالى >>>>>>> اختك في الله لولو درة فلسطين
|
|
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الرسول صلي الله علية وسلم: ((كل امتي معافي إلا المجاهرين وإن من المجاهرة ان يعمل الرجل بالليل عملاَ ثم يصبح وقد ستره الله فيقول: يافلان عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه ))
|
|
هذه خطبة عن خطورة المجاهرة بالمعاصي
الشيخ: محمد المنجد [ الخطبة الأولى
من سنّة النبيّ ومِن حديثه ننطلق، ونأخذ النورَ ممّا وجَّهنا به عليه الصلاة والسلام في هذه المسألة العظيمة التي هي من الأمور المهمّة في حِفظ مجتمع المسلمين وصيانةِ دينهم وعفافهم، روى الإمام البخاريّ رحمه الله تعالى عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله يقول: ((كلّ أمّتي معافًى إلاّ المجاهرين، وإنّ من المجاهرة أن يعملَ الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله فيقول: يا فلان، عملتُ البارحةَ كذا وكذا، وقد بات يستره ربّه، ويصبِح يكشِف سترَ الله عليه)). ((كلّ أمتي معافَى)) مِن العافية وأنّ الله سبحانه وتعالى يغفر الذنبَ ويقبل التوبَة، ((كلّ أمّتي معافى إلا المجاهرين))، هؤلاء لا يعافَون، المجاهرون بالمعاصي لا يعافَون، الأمّة يعفو العفوُّ عن ذنوبها، لكن الفاسقَ المعلن لا يعافيه الله عز وجلّ، وقال بعض العلماء: إنّ المقصودَ بالحديث كلُّ أمّتي يترَكون في الغيبة إلاّ المجاهرين، والعفو بمعنى الترك، والمجاهر هو الذي أظهر معصيتَه، وكشف ما ستر الله عليه، فيحدِّث به، قال الإمام النووي رحمه الله: "من جاهر بفسقِه أو بدعته جاز ذكرُه بما جاهر به". هذه المجاهرة التي هي التحدُّث بالمعاصي، يجلس الرجلُ في المجلس كما أخبر النبي ويقول: عمِلتُ البارحة كذا وكذا، يتحدّث بما فعل، ويكشف ما سُتِر، وقد قال النبي : ((اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى الله عنها، فمن ألمّ بشيء منها فليستتر بستر الله)) رواه الحاكم، وهو حديث صحيح. لماذا أيّها الإخوة؟ كلُّ الأمة معافى إلا أهل الإجهار؟ أولاً لأن في الجهر بالمعصية استخفافًا بمن عُصي وهو الله عزّ وجل، استخفافًا بحقّه وبحقّ رسوله ، واستخفافًا بصالحي المؤمنين، وإظهار العناد لأهل الطاعة ولمبدأ الطاعة، معاندة الطاعة، والمعاصي تُذلّ أهلها، وهذا يذلّ نفسَه، ويفضحها في الدنيا قبل الآخرة. عباد الله، إن المجاهرة بالمعصية والتبجُّحَ بها بل والمفاخرة قد صارت سمةً من سمات بعض الناس في هذا الزمن، يفاخرون بالمعاصي، تباهون بها، وينبغي على الإنسان أن يتوبَ ويستتر، ولكن هؤلاء يجاهرون، قال النووي رحمه الله: "يكره لمن ابتُلي بمعصية أن يُخبر غيره بها"، يعني: ولو شخصًا واحدًا، بل يُقلع عنها ويندَم ويعزم أن لا يعود، فإن أخبر بها شيخَه الذي يعلّمه أو الذي يفتيه أو نحوَه من صديق عاقلٍ صاحب دين مثلاً، يرجو بإخباره أن يعلّمه مخرجًا منها، أو ما يَسْلَمُ به من الوقوع في مثلها، أو يعرّفه السببَ الذي أوقعه فيها، فهو حسن، وإنما يحرُم الإجهار حيثُ لا مصلحة؟ لأن المفسدةَ حينئذ ستكون واقعة، فالكشفُ المذموم هو الذي يقع على وجه المجاهرة والاستهزاء، لا على وجه السؤال والاستفتاء، بدليل خبر من واقَعَ امرأته في رمضان، فجاء فأخبر النبي لكي يعلّمه المخرج، ولم ينكر عليه النبي في إخباره. عباد الله، إن المجاهرةَ بالمعاصي، إن إشاعةَ المعاصي، إن التباهيَ بها يحمل الناسَ الآخرين على التقليد والوقوع فيها. إن الشريعةَ لما شدَّدت في المجاهرة بالمعصية وكلُّها حكمة، والشارع يعلم أن المجاهِر يدعو غيره، ويجذبه ويزيّن له ويغريه، ولذلك كانت المجاهرة بالمعصية أمرًا خطيرًا جدًا. وقد ذكر العلماء إجراءاتٍ متعددة في الفتاوى والأحكام بشأن المجاهر، فنصّوا على كراهية الصلاة خلفَ الفاسق عمومًا، ما دام فسقه لا يكفِّر فالصلاة صحيحة لكنه لا ينال ثوابَ من صلى خلف الإمام التقي، وقال بعضهم بإعادة الصلاة خلف من جاهر بالمعصية، وسئل ابن أبي زيد رحمه الله عمّن يعمل المعاصي: هل يكون إمامًا؟ فأجاب: "أما المصرُّ المجاهِر فلا"، لا يمكن أن يكون إمامًا، ولا يجعَل إمامًا، ولا يمكَّن من ذلك، ويطالب بتغيره ويرفع أمره؛ لأنه منصِب قياديّ يؤمّ فيه المسلمين، كيف يؤمّهم ويتقدّمهم، ثم يكون مجاهرًا بمعصية؟! وسئل عمّن يعرَف منه الكذب العظيم أو القتّات النمام الذي ينقل الأخبار للإفساد بين الناس، هل تجوز إمامته؟ فأجاب: "لا يصلّى خلف المشهور بالكذب والقتات والمعلن بالكبائر، مع صحة الصلاة"، أي: أنها لا تعاد، ولكن يكره الصلاة وراء هذا الرجل. أمّا من تكون منه الهفوة والزلّة فلا تتّبع عورات المسلمين، وقال مالك رحمه الله: "من هذا الذي ليس فيه شيء؟!" كل إنسان يعصي، وقال مالك مردِفًا: "وليس المصرّ والمجاهر كغيره"، المصيبة في المصرّ والمجاهر. هذا في مسألة إمامته، وماذا عن عيادته إذا مرض؟ وعيادةُ المريض المسلم أجرها عظيم، ومن حقّ المسلم على المسلم، لكنّ العلماء قالوا: لا يعاد المجاهر بالمعصية إذا مرض لأجل أن يرتدع ويتوب ويرتدعَ غيره ممن يمكن أن يقع في المعصية، وإذا عاده من يدعوه إلى الله وينصحه فهو حسن لأجل دعوته، أما إذا خلا عن هذه المصلحة، ليس هناك مصلحة شرعية، فلا يعاد زجرًا له ولأمثاله.
التعديل الأخير تم بواسطة سمر4 ; 2006-12-20 الساعة 3:19 AM.
|
|
وماذا عن الصلاة عليه؟ لقد ذكر أهل العلم رحمهم الله في هذه المسألة مسألة المجاهر بالمعصية إذا مات فإنه لا يصلّي عليه الإمام ولا أهل الفضل زجرًا له ولأمثاله، وردعًا لمن يقع في هذا، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "ينبغي لأهل الخير أن يهجروا المُظهر للمنكر ميتًا إذا كان فيه كفّ لأمثاله، فيتركون تشييع جنازته"، فمن جاهر بشيء فمات مصرًا مات مجاهرًا يَتْركُ أهل الفضل والخير الصلاة عليه، ويصلي عليه عامّة الناس، ما دَام مسلمًا لم يخرج من الإسلام.
وماذا بالنسبة للسَّتر عليه؟ وما حكم غيبته؟ يندب الستر على المسلم عمومًا لأن النبي قال: ((من ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة))، فإذا علمتَ عن مسلم ذنبا فاستره، وخصوصًا إذا كان ممّن ينسَب لأهل الدين، والطعن فيه طعن في الإسلام، والعيب عليه عيب في أهل الإسلام، لكن المجاهر بالمعصية له شأن آخر، قال العلماء: "وأما المجاهر والمتهتّك فيستحبّ أن لا يستَر عليه، بل يُظهَر حاله للناس حتى يجتنبوه، وينبغي رفع أمره للقاضي حتى يقيم عليه ما يستحقّه؛ لأن سترَ مثل هذا الرجل أو المرأة يُطمعه في مزيد من الأذى والمعصية، وإذا كانت غيبة المسلمين حرامًا فإن هذا الرجلَ قد أباح للناس أن يتكلّموا في شأنه بمجاهرته، فأجاز العلماء غيبةَ المجاهر بفسقه أو ببدعته، كالمجاهر بشرب الخمر وغيره، وكما قال الإمام أحمد رحمه الله: "إذا كان الرجل معلِنًا بفسقه فليس له غيبة"، لكن النووي رحمه الله أشار إلى أن غيبتَه فيما جاهر فيه فقط، ويُهتَك فيما جاهر فيه، ويُحذَّر من شأنه، يحذَّر الناس منه، وأما هجرُه فإذا كان يرتدِع به فيجب الهجر، والهجر بالمقاطعة وعدم الكلام وعدم الزيارة وعدم السلام عليه، قال الإمام أحمد رحمه الله: "ليس لمن يسكر ويقارب شيئًا من الفواحش حرمة ولا صِلة إذا كان معلِنًا مكاشفًا"، إن قضية الإجهار حساسة جدًا في الشريعة. أيها الإخوة، وماذا عن وليمته ودعوته إلى العرس والنكاح؟ إنَّ إجابة الوليمة واجبة بنص حديث النبي : ((ومن لم يجب الدعوة فقد عصى الله ورسوله))، هذا في العموم، أما المجاهر فلا تجاب دعوته للعرس والنكاح، ولا تلبَّى ولا تُؤتى وليمته ما دام مجاهرًا. أيها المسلمون، إن الله حيِيٌّ ستِّير، يحب الحياء والستر، إنه سبحانه وتعالى يحب الستر، فيجب على من ابتُلي بمعصية أن يستتر، ويجب عدم فضحه، فإذا جاهر لقد هتك الستر الذي ستره به الستِّير وهو الله عز وجل، وأحلّ للناس عِرضه. وقد أجمع العلماء على أن من اطلع على عيب أو ذنب لمؤمن ممّن لم يُعرف بالشر والأذى ولم يشتهر بالفساد ولم يكن داعيًا إليه وإنما يفعله متخوِّفًا متخفِّيًا أنه لا يجوز فضحُه، ولا كشفه للعامة ولا للخاصّة، ولا يُرفَع أمره إلى القاضي، لماذا؟ لأن النبي حثّ على ستر عورةِ المسلم، وحذّر من تتبُّع زلاته: ((من ستر عورة أخيه المسلم ستر الله عورته يوم القيامة، ومن كشف عورة أخيه المسلم كشف الله عورته حتى يفضحه بها في بيته)) رواه ابن ماجه وصححه في صحيح الجامع. ولأن كشف هذه العورات والعيوب والتحدّث بما وقع من هذا المؤمن أو المسلم قد يؤدّي إلى غيبة محرَّمة وإشاعة للفاحشة وترويج لها، المؤمن يستُر وينصَح، والفاجر يهتك ويعيِّر، كما قال الفضيل رحمه الله. أما من عرِف بالأذى والفساد والمجاهرة بالفسق وعدم المبالاة بما يرتكب ولا يكترث بما يقال عنه فيندَب كشف حاله للناس وإشاعة أمره بينهم، ليحذروا منه وليرفعوا أمره إلى القاضي ما لم يُخشَ مفسدة أكبر؛ لأن الستر على هذا يُطمعه في الإيذاء ومزيد من الفساد وانتهاك الحرمات والجسارة على المعصية. هذا في المعاصي التي وقعت في الماضي، أما من رأى إنسانًا يرتكب معصيةً فيجب عليه أن يُنكر عليه، ولا يقول: أستره؛ لأن النبي قال: ((من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان)). واستثنى العلماء في مسألة الجرح الرواة لأجل سنة النبي ، والشهود يُجرح الشهود عند القاضي إذا كانوا من المجروحين لحفظ الحقوق، وكذلك من أراد أن يتولَّى صدقات أو أوقافًا أو أموال أيتام ونحو ذلك لا يحلّ الستر عليهم عندئذ، وإنما يخبر بأمرهم القاضي، لأن المسألة تتعلق بها حقوق لمسلمين أو لعامة المسلمين. وينبغي على الإنسان المسلم إذا وقعت هفوة أو زلة أن يستر على نفسه ويتوبَ بينه وبين الله عز وجل، ولا يستحَبُّ له رفع أمره إلى القاضي ولا يكشف شأنه لأحدٍ كائنًا ما كان إلا من مثل الأمثلة التي تقدمت في الاستفتاء والاستنصاح. الستر لأجل أن لا تشيع الفاحشة، ولأجل أن لا يعمَّ ذكرها في المجتمع، ولأجل أن تُكبت أخبارها؛ لأن نشر أخبارها يجذب إليها ولذلك فإن من الآثمين إثمًا عظيمًا الذين ينشرون أخبار الخنى والفجور والخلاعة والمجون والحفلات المختلطة والغناء ونحو ذلك على الملأ؛ لأنهم يريدون إشاعةَ الفاحشة في المجتمع المسلم، ((اجتنبوا هذه القاذورات، فمن ألمّ فليستتر بستر الله وليتب إلى الله، فإن من يُبدي لنا صفحته نُقم عليه كتاب الله)) حديث صحيح رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي وغيره. أيها المسلمون، إن النبي لما جاءه الرجل يقول: أصبتُ حدًا فأقمه عليّ، والمعصية حَصَلت خفية، إن النبي أعرض عنه. فيه إرشاد إلى عدم استحباب طلب إقامة الحد، وأنّ من وقع في شيء تكفيه التوبة فيما بينه وبين الله عز وجل. اللهم إنا نسألك أن تتوبَ علينا، وأن ترحمنا، وأن تغفر لنا، وأن تسترنا بسترك الجميل في الدنيا والآخرة، وأن تصفح عنا الصفح الجزيل. أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.
|
|
الخطبة الثانية الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، أشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين، وأشهد أن محمدًا رسول الله البشير النذير والسراج المنير والنبي الأمين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى أزواجه وذريته الطيبين الطاهرين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. عباد الله، إن مما ينبغي حفظه ما يحصل بين الزوجين وتفاصيل ما يقع حالَ الجماع وقبله من مقدّماته، إلى غير ذلك من الأسرار البيتية، قال النبي : ((إنّ من أشر الناس عند الله منزلةً يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه، ثم ينشر سرَّها))، وقال عليه الصلاة والسلام وقد أقبلَ على صفّ الرجال بعد الصلاة: ((هل منكم إذا أتى على أهله أرخى بابه وأرخى ستره ثم يخرج فيحدث فيقول: فعلت بأهلي كذا، وفعلت بأهلي كذا؟)) فسكتوا، فأقبل على النساء، فقال: ((هل منكن من تحدِّث؟)) فقالت فتاة منهن: والله إنهم ليحدِّثون، وإنهن ليحدِّثن، فقال: ((هل تدرون ما مثل من فعل ذلك؟! إن مثل من فعل ذلك مثل شيطان وشيطانة لقي أحدهما صاحبه بالسكة ـ أي: في وسط الطريق ـ فقضى حاجته منها والناس ينظرون)) الحديث الأول أخرجه مسلم، والثاني أخرجه أحمد وهو حديث حسن. عباد الله، إن الله يحبّ الستر ويكره الكلام بالكلام الفاحش، وإن مما يقع بين الرجل وامرأته مع أنه في الحلال، لكنه لأنه خنى فإنه لا يتحدَّث به، لا يتحدَّث بأيّ شيء يثير الشهوات، حتى مجرَّد ذكر الوقاع أنه قد حصل دون تفصيل، إذا لم يكن له حاجة كرهه العلماء، وعدُّوه من خوارم المروءة، حتى مجرّد أن يخبر أنه قد حصل بينه وبين أهله شيء لغير مصلحة شرعية، إنه مكروه لأنه من خوارم المروءة. عباد الله، إن الطبيب وغيره ممن يطّلع على بعض أسرار الناس لا يحلّ له أن يفشي ذلك إلا إذا كانت هناك مضرّة على المسلمين، فإنه يبلّغ بها حتى لا تقع المضرة على المسلمين، وقال العلماء: إن الإنسانَ إذا اطلع على شيء فيه ضرر على أحد بلّغه بالحذر العام، ولا يتكلّم عن الشخص إذا كان ذلك كافيًا، فيقول له: انتبه واحذر وهناك من يريد إيقاع الشر بك ونحو ذلك، فإذا لم يكن كفّ الشر ممكنًا إلا بالإبلاغ عن هذا الشخص وجب الإبلاغ عنه، ويجب الإبلاغ عن كل من يحدث شيئًا فيه ضرر على المسلمين، فالذين يعملون أوكار الفجور والدعارة وتوزيع المخدرات ونحو ذلك يجب الإبلاغ عن هؤلاء وعدم الستر عليهم؛ لأن في ذلك مصلحة المجتمع المسلم. عباد الله، انظروا فيما حولكم من الناس، كيف صارت المجاهرة بالمعاصي شيئًا عاديًا، إن كلّ من يعلِّق صورةً مخرمة تعليقًا يظهر للناس، أو يلصق على سيارته عبارةً بذيئة وهو يعلم معناها، أو يشرب شيئًا من المحرّمات شفطًا وأخذًا لدخانه وسحبًا أو من السوائل التي يدخلها إلى جوفه أمام الناس فهو مجاهرٌ بالمعصية، فلا تستغربنّ إذا رأيتَ من أهل الخير من مرَّ بمدخِّن فلم يسلِّم عليه، ثم مرَّ به وهو لا يدخّن فسلم عليه؛ لأن ذلك من فِقه معاملة من يجاهر. كيف يجاهر بعض الناس برفع أصوات الغناء عند الإشارات وزجاج باب السيارة منخفض فينشر الفسق؟! كيف بمن يجلس على الشاطئ أو الرصيف وغيره فيعزف، وبعضهم يرقصون أمام الغادي والرائح؟! وهذه المرأة المتهتّكة التي تنزل إلى السوق والشارع متبرّجة متعطّرة كاشفة عن الأقدام والسيقان وعن الشعر وعن غيره تمشي أمام الناس مجاهرة بالفسق والمعصية، كيف صار حال بعض الناس في الإجهار بالفسق والمعاصي في الدعايات التي ينشرونها على الملأ، وفيها فجور أو دعوة لفجور أو حفلة غناء أو اختلاط أو قمار وميسر في معاملات تجارية؟! يجهَر بها على الملأ، لقد صارت مسألة الإجهار من المسائل العظيمة أيها الإخوة، ولذلك تجب النصيحة ويجب القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لماذا النهي عن المنكر واجب ومحاربة المنكر؟ لمكافحة الإجهار بالدرجة الأولى، الذي يجهر بالمعصية أمام الناس، كم وكم من الناس قد وقعوا في الإجهار، وحديث النبي خطير خطير: ((كل أمتي معافى إلا المجاهرين)) لا معافاة لهم، نفى المعافاة عنهم، ومن نُفيت عنه المعافاة فكيف سيكون حاله؟! نسأل الله السلامة والعافية.
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
طرق للخواطر المميزة.:ارجوا التثبيت:. | بـدون اسـم | منتدى النثر والخواطر | 2 | 2008-11-13 9:19 AM |
استدعاء الأحلام >> موضوع متميـِّـز | patriot | 🟠 منتدى الرؤى المتحققه وغرائب وعجائب الرؤى والأحلام | 17 | 2007-06-04 6:02 PM |
my favorites >> موضوع متميـِّـز | القلب الكبير | المنتدى العام | 39 | 2006-01-24 10:05 AM |
يا ما حلا ....... >> موضوع متميـِّـز | جوري الشرقية | منتدى للصور والديكور و تأثيث المنزل | 18 | 2006-01-16 2:30 PM |
رمــــــــــــــــوز ومعـــــان >> موضوع متميـِّـز | نوراي | 📝 منتدى الدروس والتوجيهات والاستفسارات حول تعبير الرؤى | 10 | 2005-08-25 11:37 AM |