لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
اللهم ارحمهما واغفر لهما واجعل مثواهما الجنة |
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه |
مساحة إعلانيه |
لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
إنــــه الحـــب ... فهل أنت محبوبة ؟(الحلقة العاشرة)
أيها الأحبة .. العدل الشامل تستقيم به الحياة , ويتآلف به الناس _ أياً كان منصبهم أو عملهم _ وتعمر به الأرض وتزدهر ويتعاون الآمر والمأمور على إشاعته وتحقيقه . المفتاح العاشر : ( العدل والمساواة ) العدل : بذل الحقوق الواجبة وتسوية المستحقين في حقوقهم . قال ابن حزم : هو أن تعطي من نفسك الواجب وتأخذه . أيها الأحبة .. العدل الشامل تستقيم به الحياة , ويتآلف به الناس _ أياً كان منصبهم أو عملهم _ وتعمر به الأرض وتزدهر ويتعاون الآمر والمأمور على إشاعته وتحقيقه . ويعرف الإنسان بعدله في كل شئ ومع الناس لايغير ذلك غضب أو كراهية أو زيادة حب أو محاباة مهما كانوا أولئك الناس ! والعدل أمر رباني واجب اتباعه : { إن الله يأمركم بالعدل والإحسان ... } الآية (النحل : 90 ) العدل طريق للمساواة بين الناس على جميع أجناسهم وطوائفهم مما يورث المحبة والألفة وعلى المؤمن أن يعدل وإن كان تعامله بالعدل مع ألد أعدائه ومبغضيه ! وهل ألد عداءاً من أهل الشرك ؟!! { ياأيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولايجرمنكم شنئآن قوم على أن لاتعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون } ( المائدة : 8 ) هل أعدل من هذا الدين ؟! وهل أعدل من هذا التشريع ؟! حال الناس مع العدل : 1 - عدل الإنسان مع من دونه : * اتباع الميسور * ترك التسلط بالقوة * حذف المعسور * ابتغاء الحق 2- عدله مع من فوقه : *إخلاص الطاعة * بذل النصرة * صدق الولاء 3- عدله مع أقرانه: * ترك الاستطالة والتكبر *مجانبة الإذلال * كف الأذى صور تكريم الله للإنسان بالأمر بالمساواة : 1- حرم الله الدماء والأموال والأعراض . 2- حرم الإيذاء للون أو *** أو مذهب أو عقيدة . 3- أوجب السماع لحجج المتخاصمين والقصاص منهم أياً كانت منزلتهم . 4- ساوى بين الرجل والمرأة في أداء الواجبات الشرعية والجزاء على أدائها . 5- ساوى بين الأبناء في الهبة والوصية والعطاء حتى الابتسامة . صور للمحبوبين لعدلهم : *أب ساوى بين أولاده وعدل في ( النظرة , الابتسامة , الهدية , الرعاية ). *مدير يعدل بين مرؤسيه ولايحمله الغضب أو الكراهية إلى ظلم أحدهم أو مجاملة واحد على حساب الآخر فالكل عنده سواء مالم يقصر أحدهم . *معلم عادل بين طلابه برعايته وشموله لهم بالاهتمام والنصح والإرشاد . ماأجلها وأبدعها وأروعها من صور !! استراحة .... قال الحبيب العادل _ صلى الله عليه وسلم _ : ( ولو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها )رواه البخاري الله أكبر .... إنها قمة العدل والمساواة اللهم إنا نسأله كلمة الحق في الرضا والغضب .... والقصد في الفقر والغنى .... ونسألك قلوباً خاشعة .... وألسنة صادقة .... ونظرة عادلة |
|
إنــــه الحـــب ... فهل أنت محبوبة ؟(الحلقة الحادي عشر)
0طيب الكلام وحسن اختيار الألفاظ والكلمات يعبر عن سريرة صافية وقلبٍ نقي وحسن خلق وكمال حياء ! وهذا ماحبب الخلق بعضهم , فتجد المألوف من الناس طيب الكلام المفتاح الحادي عشر : ( طيب الكلام ) طيب الكلام وحسن اختيار الألفاظ والكلمات يعبر عن سريرة صافية وقلبٍ نقي وحسن خلق وكمال حياء ! وهذا ماحبب الخلق بعضهم , فتجد المألوف من الناس طيب الكلام , طاهر اللسان , يعرف لكل مقام مقال وأنه ليس كل مايعرف يقال , وليس كل مايقال جاء وقته وليس كل ما جاء وقته حضر أهله !! عن عدي بن حاتم _ رضي الله عنه _ قال : قال رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ : { اتقوا النار ولو بشق تمرة , فمن لم يجد فبكلمة طيبة } متفق عليه انطق مصيباً لا تكن هذراً عيابةً نطاقاً بالفحش والريبِ وكن رزيناً طويل الصمت ذا فكرٍ فإن نطقت فلا تكثر الخطبِ ولا تجب سائلاً من غير ترويةٍ وبالذي عنه لم تُسأل فلا تجبِ وقد من الله على عباده الموحدين بأن هداهم إلى الطيب من القول : فقال تعالى { وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد } ( الحج : 24 ) وقال سبحانه : { إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ..... } ( فاطر : 10 ) وفي ذلك يقول الفراء : معناه : أن العمل الصالح يرفع الكلام الطيب , أي يُتقبل الكلام الطيب إذا كان معه عمل صالح . طيب الكلام..... لايغضب أحداً . لايقع في محظور . يسلم من الزلل . يأنس له الناس . يطهر اللسان . يزيل العداوة ويجلب المحبة . يزيد الحسنات . يرفع الدرجات . يطيب خاطر الناس بطيب الكلام دون نفاق أو رياء . يحب الناس أن يجالسوه ويستمعوا كلامه . ( نسأل الله من فضله ) استراحة .... قال صلى الله عليه وسلم : { الكلمة الطيبة صدقة } متفق عليه اللهم وفقنا لطيب الكلام ... وإفشاء السلام ... وإطعام الطعام ...... والصلاة بالليل والناس نيام ... وارزقنا طيب المقام في دار السلام في صحبة خير الأنام اللهم آآآآآآآآآمين |
|
إنــــه الحـــب ... فهل أنت محبوبة ؟(الحلقة الثاني عشر)
* محبوب من الله . * معتز بنفسه . * قوي الحجة عميق التأثير في القلوب . * محشور مع خير خلق الله . * ناجٍ من المهالك . * يحبه الخلق . * يُرفع عمله . المفتاح الثاني عشر : ( الصدق ) الصدق : استواء السر والعلانية والظاهر والباطن بألا تُكذب أقوال العبد أعماله ولا أعماله أحواله . الصدوق : أبلغ من الصادق . الصديق : دائم التصديق , يصدق قوله بالعمل , مبالغٌ في الصدق . وقد صنف الإمام ابن القيم _ رحمه الله تعالى _ الصدق إلى : 1_ صدق الأقوال : استواء اللسان على الأقوال كاستواء السنبلة على ساقها . 2_ صدق الأعمال : استواء الأفعال على الأمر والمتابعة كاستواء الرأس على الجسد . 3_ صدق الأحوال : استواء أعمال القلب والجوارح على الإخلاص واستفراغ الوسع وبذل الطاقة . أمر الله لنا بالصدق : { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين } ( التوبة : 119 ) ويصف سبحانه أنبياءه عليهم السلام بهذا الخلق الكريم فيقول سبحانه : { واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقاً نبياً } ( مريم : 41 ) { واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبياً } ( مريم : 54 ) { واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقاً نبياً } ( مريم : 56 ) والله _ سبحانه _ يعد الصادقين بالبشريات والجنات وحسن الجزاء فيقول _ عز من قائل سبحانه : { ليجزي الله الصادقين بصدقهم ... } ( الأحزاب : 24 ) { والذي جاء بالصدق وصدق به ألئك هم المتقون * لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين * ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون } ( الزمر : 33 _ 35 ) نبينا يدعونا إلى التخلق بهذا الخلق الكريم : عن عبد الله بن مسعود _ رضي الله عنه _ قال : قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم _ { عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة , ومايزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً } رواه البخاري ومسلم الصادق ينال ما يطلبه صدقاً وإن كان أغلى المطالب وأثمنها !! قال صلى الله عليه وسلم : { من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشداء وإن مات على فراشه } رواه مسلم أصدق حديثك إن في الصدق الخلاص من الدنسِ ودع الكذوب لشأنه خيرٌ من الكذب الخرسِ الصــادق ... * محبوب من الله . * معتز بنفسه . * قوي الحجة عميق التأثير في القلوب . * محشور مع خير خلق الله . * ناجٍ من المهالك . * يحبه الخلق . * يُرفع عمله . استـــراحة .... قال الجنيد : (( حقيقة الصدق أن تصدق في موطنٍ لاينجيك فيه إلا الكذب !! )) وقيل : (( ثلاث لا تخطئ الصادق : الحلاوة والملاحة والهيبة )) اللهم إنا نسألك الصدق في الأقوال والأعمال ونسألك الصدق في الإعلان والإسرار اللهم ارزقنا ألسنة صادقة .. وقلوباً منيبة خاشعة آآآآآآآآمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين |
|
إنــــه الحـــب ... فهل أنت محبوبة ؟(الحلقة الثالث عشر )
المفتاح الثالث عشر : ( حفظ اللسان ) مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ {50/18} وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ {54/53} اللسان : تلكم الجارحة التي تمايز بها الناس قبائلاً وشعوباً وأوطاناً . يقول ربنا جل وعز : وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ {30/22} وهي أداة الكلام والنطق التي ميز الله بها الإنسان . وقد يطلق اللسان على لغة القوم ويطلق على أطراف الأشياء مثل : لسان النار. واللسان نعمة من نعم الله على عباده ابتلي البعض بالحرمان منها وجهل البعض بخطورتها وفي ذلك يقول الغزالي : فإن اللسان من نعم الله العظيمة، ولطائف صنعه الغريبة، فإنه صغير جُرمه، عظيم طاعته وجُرمه، إذ لا يستبين الكفر والإيمان إلا بشهادة اللسان، وهما غاية الطاعة والعصيان وكان النبي يستعيذ بالله من شر لسانه ويعلم أصحابه كذلك (( أعوذ بك من شر سمعي وشر بصري وشر لساني وشر قلبي وشر مني )) سنن النسائي حال الصديق _ رضي الله عنه _ مع لسانه : كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يضع حصاة في فيه , يمنع بها نفسه عن الكلام , وكان يشير إلى لسانه ويقول :( هذا الذي أوردني الموارد ) متى يكون المرء أسيراً ؟ والمرء منا في حل من أمره مالم ينطق ! فإذا نطق أصبح أسير كلامه ! لكي نصبح محبوبين بين الناس قريبين منهم ... وجب علينا أن نُسمعهم طيب الكلام وأن نكف ألسنتنا عنهم لنكون الأفضل . عن أبي موسى _ رضي الله عنه _ قال : سُئل رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ أي المسلمين أفضل ؟ قال : (( من سلم المسلمون من لسانه ويده )) رواه البخاري شروط وآداب الكلام للمواردي _ رحمه الله _ : شروط الكلام : *أن يكون لداعٍ يدعو إليه من جلب نفع أو دفع ضرٍ . * أن يأتي في موضعه ولكل مقام مقال ولكل زمان عمل . * أن يقتصر منه على قدر حاجته . * اختيار اللفظ الذي يتكلم به . آداب الكلام : *أن لايتجاوز في مدح أو يسرف في ذم . * إن قال فعل . * يرفع صوته على قدر حاجة السامع . * يبتعد عن مستقبح الكلام وبذيئه . * يتلطف في الترغيب ويشدد في الترهيب . * يتجنب سماع الفحش حتى لايظهر في كلامه عن غير قصد . ويؤكد كل ذلك قول نبينا _ صلى الله عليه وسلم _ : (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت )) متفق عليه الله أكبر ماأعظم خطر اللسان !!! عن أبي هريرة،عن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم قال:"إنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ تَعالى مايُلْقِي لَهَا بالاً يَرْفَعُ اللَّهُ تَعالى بها دَرَجاتٍ، وَإنَّ العَبْدَلَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِنْ سَخْطِ اللَّهِ تَعالى لا يُلْقِي لَها بالاًيَهْوِي بِها في جَهَنَّمَ" رواه البخاري فهلا وعينا ؟؟؟؟؟ واسمعوا مايقول ابن عباس : (( خمس لهن أحب إلي من الدهم ( الخيل ) الموقوفة : 1- لا تتكلم فيما لا يعنيك فإنه فضل ولا آمن عليك الوزر. - و تتكلم فيما يعنيك حتى تجد له موضعاً. - ولا تمار حليماً ولا سفيهاً. - واذكر أخاك إذا غاب عنك بما تحب أن يذكرك به. - واعمل عمل رجل يعلم أنه مجازى بالإحسان مأخوذ بالاحترام قال الشافعي : احفظ لسانك أيها الإنسان لا يلدغنك انه ثعبان كم في المقابر من قتيل لسانه كانت تهاب لقاءه الشجعان آفات اللسان : 1- الكلام فيما لايعني 2- الخوض في الباطل . 3- التقعر في الكلام . 4- الفحش والسب والبذاء . 5- المزاح الكثير المخرج عن الهيبة والوقار . 6- السخرية والاستهزاء . 7- الكذب . 8- الغيبة والنميمة . استراحة ....... المرء مخبوءٌ تحت لسانه فإذا تكلم ظهر !! قال ابن مسعود : ما من شئ أحوج إلى طول سجن من اللسان . اللهم احفظ ألسنتنا من سيئ الأقوال ... وطهر قلوبنا من الأحقاد والأغلال .... اللهم سخر ألسنتنا لذكرك وأطلقها في الدعوة لدينك ... واجعلنا بالحق ناطقين وللخيرات داعيين وبالصالحات عاملين ولوجهك مخلصين والصلاة والسلام على سيد المرسلين |
|
إنــــه الحـــب ... فهل أنت محبوبة ؟(الحلقة الرابع عشر) المفتاح الرابع عشر : ( الاعتذار عن الخطأ ) قيل عن الاعتذار : تحري الإنسان مايمحو أثر الذنب . كما أنه تبرير لخطأ ارتكبه الإنسان في حق أخيه قولاً أو فعلاً . الاعتذار في القرآن : قال تعالى : (( يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُل لاَّ تَعْتَذِرُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ )) {التوبة : 94} وقال تعالى : ((هَذَا يَوْمُ لَا يَنطِقُونَ * وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ)) {المرسلات:36:35 } وجاءت السنة النبوية المطهرة لترشدنا إلى تجنب مايعتذر منه من الأقوال والأفعال ! عن أنس _ رضي الله عنه _ أنه قال : قال رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _: ( إياك وكل أمر يعتذر منه ) رواه الحاكم الاعتذار وقبوله من سمات الصالحين ... فكل ابن آدم خطاء لذلك ليس من معصوم إلا الحبيب _ صلى الله عليه وسلم _ ومن الكبر أن يخطئ الإنسان في حق أخيه ولايعتذر منه , وكثيرة هي المواقف التي تحتاج إلى اعتذار : ككلمة جرحت مشاعر الآخرين ! وعدم وفاء بعهد ! أو عدم ردّ عارية في وقتها ! أو خلف وعد ! إلى غير ذلك من المواقف التي لايخلو يوم في حياة الإنسان منها . والحرص المتبادل بين الناس على الاعتذار من المخطئ وقبول العذر من الطرف الآخر من سمات المسلمين الراغبين في دوام الوحدة والأخوة والترابط مما يجعلهم صفاً واحداً ضد الشيطان وجنده ! قال أحد الصالحين : إذا اعتذر الجاني محا ذنبه ! وكان الذي لايقبل العذر جانيا ! الاعتذار : يمحو الذنب يُصفي القلوب يكسب التواضع يقي من الهلاك ما أجمل الاعتذار بين الإخوان والأصحاب والأحباب ! وليس هو دليل الضعف أو الغباء والسذاجة كما يظن أكثرهم ! بل والله هو القوة ... والثقة ... والنقاء ... والصفاء .... والحب والود نصيحة : احتفظوا بأحبابكم وحافظوا عليهم بالاعتذار عن أخطائكم في حقهم فما أجمل التسامح ... وما أروع التصافح ... وما أبدع الاعتذار في غير ذلة ! استراحة ... روى الطبراني عن عائشة _ رضي الله عنها _ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( عفوا تعف نسائكم , وبروا آبائكم تبركم أبناؤكم , ومن اعتذر إلى أخيه المسلم فلم يقبل عذره لم يرد على الحوض )) اللهم ربنا املأ قلوبنا بمحبتك ... وجمل ألسنتنا بذكرك ... وارزقنا التواضع واللين مع سائر خلقك وصلى الله على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين |
|
إنــــه الحـــب ... فهل أنت محبوبة ؟(الحلقة الخامس عشر)
الهيئة الحسنة للإنسان تعبير عملي عن ذوق رفيع وإحساس بالجمال ! فالعين حين تقع على حَسَنِ الهيئة والهندام ترتاح لرؤياه وتنعم للقياه , لأن الشئ الحسن مُبهج , مرغوبٌ فيه ! المفتاح الخامس عشر : ( حسن السمت والهندام ) الهيئة الحسنة للإنسان تعبير عملي عن ذوق رفيع وإحساس بالجمال ! فالعين حين تقع على حَسَنِ الهيئة والهندام ترتاح لرؤياه وتنعم للقياه , لأن الشئ الحسن مُبهج , مرغوبٌ فيه ! حُسن السمت : حُسْن المظهر الخارجي للإنسان من طريقة الحديث والصمت والحركة والسكون والدخول والخروج والسيرة العملية في الناس بحيث يستطيع من يراه أو يسمعه أن ينسبه لأهل الخير والصلاح والديانة والفلاح . وإنسان هذا نعته لاشك أنه مقبول محبوب قريب من الناس ! عن عبد الله بن عباس _ رضي الله عنهما _ قال : قال رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ : إن الهَدْيَ الصالح والسمتَ الصالح والاقتصاد جُزءٌ من خمسةٍ وعشرين جزءاً من النبوة )) رواه أبو داود سمت النبي _صلى الله عليه _ وهندامه : عن البراء بن عازب _ رضي الله عنهما _ أنه قال : كان النبي _ صلى الله عليه وسلم _ مربوعاً , وقد رأيته في حُلةٍ حمراء مارأيت شيئاً أحسن منه )) رواه البخاري مايساعد على حسن السمت والهندام : النظافة – الاهتمام بالأناقة والمظهر دون إسراف أو خيلاء – الرائحة الطيبة – تصفيف الشعر وإكرامه قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – (( من كان له شعر فليكرمه )) رواه أبو داود حسن المظهر والاهتمام بالجمال والأناقة لاينافي التواضع : إن كثيراً من الناس يظن أن الاهتمام بالمظهر وتحسينه ينافي التواضع والاستقامة ! بل إنا نجد أن كثيراً من المستقيمين وبعض الدعاة يتعمدون التبذل في ملبسهم ومظهرهم محتجين بأن ذلك يقربهم من الناس ويجعلهم قدوة لذلك المظهر المبتذل !!!!! وعجباً وألف عجب من تلك الدعوى وخير قدوة لنا هو محمد – صلى الله عليه وسلم - قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم : (( إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسناً , فقال صلى الله عليه وسلم : إن الله جميل يحب الجمال )) رواه مسلم ظاهر الإنسان وباطنه : إن ظاهر الإنسان يجب أن يتوافق مع باطنه , فمع حسن المظهر , حسن خلق وسريرة ومعاملات وفق شرع الرحمن – سبحانه – فيصبح حسن المظهر والسمت قريب من ربه قريب من الناس ! قال البدر العيني صاحب عمدة القاري على صحيح البخاري – رحمه الله - : (( ينبغي للناس الاقتداء بأهل الفضل والصلاح في جميع أحوالهم في هيئتهم وتواضعهم للخلق ورحمتهم وإنصافهم من أنفسهم وفي مأكلهم ومشربهم واقتصادهم في أمورهم تبركاً بذلك )) استراحة ..... حافظوا على مظهركم واهتموا بسمتكم دون إسراف أو خيلاء أو تعدٍ لحدود الله فالمسلم ... حسن المظهر والملبس .. بهي الهيئة والطلعة .. نقي الضمير والسريرة .. مطيع لربه في جميع أحواله .. اللهم زينا بزينة الإيمان وألبسنا لباس التقوى واجعل بواطننا خيرا من ظواهرنا وسرائرنا خيرا من علانيتنا وبلغنا العافية في الدارين وصلى الله على خير المرسلين |
|
إنــــه الحـــب ... فهل أنت محبوبة ؟(الحلقة السادس عشر)
المفتاح السادس عشر : ( كظم الغيظ ) كظم الغيظ : قال القرطبي : هو رد الغيظ في الجوف والسكوت عليه وعدم إظهاره مع قدرة الكاظم على الإيقاع بعدوه . وكظم الغيظ من صفات أولي النهى من الرجال والنساء , فكثيراً هي المواقف التي نتعرض لها مما يثير حفيظتنا فنغضب لها ! والذي يجب أن يُعلم أن الغضب والغيظ ليس مذموماً على الإطلاق ! لكن متى يكون الغضب ليس مذموماً بل مطلوباً ؟ إذا انتهكت محارم الله أصبح فيها الغضب أمر لازم غيرة على محارمه سبحانه . أما إذا كان بين العباد من أمور الدنيا وإشباع الهوى فلا بد من الإمساك والصبر والحلم . فالمولى سبحانه وتعالى ينادينا بكظم الغيظ ويعدنا بالمغفرة والجنان فيقول – سبحانه وتعالى - : ((وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ )) {آل عمران : 133,134} ويقول جل في علاه : ((وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ * وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ )) {النحل : 126 , 127} وقد ورد في سنن ابن ماجه بإسناد صحيح عن ابن عمر – رضي الله عنهما – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – (( مامن جرعة أعظم عند الله من جرعة غيظ كظمها عبدٌ ابتغاء وجه الله )) . وقد تعرض النبي – صلى الله عليه وسلم – والصحابة – رضوان الله عليهم – لكثير من المواقف من استهزاء وسخرية وإيذاء وسب وشتم إلا أنهم صبروا ابتغاء مرضاة الله – عز وجل – وحريٌ بنا نحن أتباع الحبيب المصطفى وأحفاد أبي بكر وعمر أن نتأسى بهم ونتخلق بأخلاقهم ليمسى الواحد منا محبوباً من ربه , قريباً من الناس , يأمنونه ويحبونه , وهذا غاية كل عبد لبيب ! يقول عمر الفاروق – رضي الله عنه - : ( من اتقى الله لم يشف غيظه , ومن خاف الله لم يفعل مايريد , ولولا يوم القيامة لكان غير ماترون ) صورة من أجل الصور في كظم الغيظ : مر رجل يهودي معه كلب له على إبراهيم بن أدهم – رحمه الله تعالى – وهو واقف فقال له مستفزاً : ( ياإبراهيم أيهما أحسن ؟ لحيتك أم ذيل كلبي ؟) فرد عليه إبراهيم ردّ الرجل المسلم الحق : ( إن كنتُ من أهل النار فذيل كلبك خير من لحيتي , وإن كنتُ من أهل الجنة فلحيتي خير من ذيل كلبك )) فقال اليهودي حينئذ : ( والله إنها لأخلاق الأنبياء , أشهد أن لاإله إلا الله وأن محمداً رسول الله ) الله أكبر والله فعلا إنها لأخلاق الأنبياء فأين نحن من هؤلاء القوم ؟!!! كظم الغيظ : *يورث الجنان والحور الحسان . * دليل قوة النفس وشجاعتها . * قهر لشهوة الغضب . * يجلب محبة الله . * يديم محبة الخلق . * يملأ القلب سكينة وإيماناً . استراحة ... (( ثلاثٌ من كنّ فيه استكمل الإيمان بالله , إذا رضي لم يدخله رضاه في الباطل , وإذا غضب لم يخرجه غضبه عن الحق , وإذا قدر لم يتناول ما ليس له ) محمد بن كعب اللهم إنا نسألك كلمة الحق في الرضا والغضب ... والقصد في الفقر والغنى ... ونسألك تقوى لانشفي بها غيظنا ... ولانظلم بها من ظلمنا ... اللهم ثبت حجتنا واغفر زلتنا واسلل سخيمة صدورنا وارضنا واضى عنا اللهم آآآآآآآآمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين |
|
إنــــه الحـــب ... فهل أنت محبوبة ؟( الحلقة السابعة عشر) انتبااااااااااااااااااااااااه ! النصيحة على الملأ فضيحة ! فكوني متنبهة ! المفتاح السابع عشر : ( التواصي بالحق ) يقول ربنا – سبحانه وتعالى - : (( وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ * )) ( العصر ) فسبيل النجاة من الخسران التواصي بالحق والتواصي بالصبر ليصبح المجتمع كله حريصاً على أفراده , يتناصحون فيما بينهم , يأخذ بعضهم بأيدي بعض إلى الحق ولن يمارسوا ذلك إلا إذا كانوا متحابين في الله . يقول الحق – سبحانه وتعالى - :(( ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ)) (البلد 17 : 18) ويجب أن لايمنعنا من التواصي بالحق وتقديم النصح للمخطئ أن يكون إماماً أو وزيراً بشرط تقديم النصيحة بالشكل المقبول , فعن تميم الداري – رضي الله عنه – قال : (( الدين النصيحة )) . قلنا لمن ؟قال : (( لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم )) رواه مسلم الناصح الأمين ... يتلمس الكلمات والأسلوب المناسب للمنصوح مع مراعاة الحالة النفسية له وتحين الفرصة لتقديم النصيحة بشكل أدعى للقبول . ونقول للناصح : قدم النصيحة على أجمل شكل في سلة من الزهور وباقة من الورود تشعر المنصوح بمكانته عندك وحبك له وحرصك عليه ! ونقول للمنصوح : اقبل النصيحة على أي وجه وبقلب منشرح وصدر واسع واجعلها بداية تصحيح خطأك وتجديد حياتك ! قال الحسن البصري – رحمه الله - : (( مازال لله تعالى نصحاء ينصحون لله في عباده وينصحون لعباد الله في حق الله , ويعملون لله تعالى في الأرض بالنصيحة , أولئك خلفاء الله في الأرض )) وهاهم خير البشرية بعد محمد – صلى الله عليه وسلم – الذين زكاهم الله من فوق سبعِ سموات , يطلبون النصيحة من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فعن ابي هريرة – رضي الله عنه – أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم : أوصني , قال : لاتغضب فردد مراراً قال : لاتغضب )) رواه البخاري وكان التابعين من بعدهم كذلك يتلمسون النصيحة , ويطلبون الوصية ممن حولهم مع تنبيههم أن تكون في السر فهو أدعى للقبول : قال مسعر بن كدام – رحمه الله تعالى - : ( رحم الله من أهدى إليّ عيوبي في سرٍ بيني وبينه , فإن النصيحة في الملأ تقريع ) اصف ضميراً لمن تعاشره واسكن إلى ناصحٍ تشاوره وارض عن المرء في مودته مما يؤدي إليك ظاهره من يكشف الناس لايجد أحداً تنصحُ منهم له سرائره أوشك أن لايدوم وصلُ أخٍ في كل زلاته تُنافره ! فالمرء منا يحب من يُسرُّ له بالنصيحة ويتلطف له بالقول ولايقف له عند كل هفوة ليقرعه ! انتبااااااااااااااااااااااااه ! النصيحة على الملأ فضيحة ! فكوني متنبهة ! اللهم اجعلنا لك ذاكرين لك شاكرين ولعبادك ناصحين وبالنصيحة عاملين وفي الخير راغبين وعن الشر معرضين وللنصيحة باذلين واحشرنا تحت لواء سيد المرسلين وإمام المتقين وقدوة الناصحين برحمتك ياأرحم الراحمين اللهم آآآآآآآآآآآمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين |
|
إنــــه الحـــب ... فهل أنت محبوبة ؟(الحلقة لثامنة عشر)
المفتاح الثامن عشر : ( الوفاء بالعهد ) الوفاء لغة : الخلق الشريف العالي الرفيع , ومنه الوفاء بالعهد وسمي بذلك لما فيه من بلوغ تمام الكمال في تنفيذ كل ماعاهد عليه الله وعاهد عليه الناس . وقيل : الوفاء صدق اللسان والفعل معاً . ومنه أيضاً : الوفاء بالوعد : وهو أن يصبر الإنسان على أداء مايعد به الغير ويبذله من تلقاء نفسه ويرهنه به لسانه حتى وإن أضرَّ به ذلك , ولأن الإنسان لايستطيع أن يعيش وحده فلا بد له من مخالطة الناس وذلك يتطلب عهوداً ووعوداً بينه وبينهم لذا لزم التخلق بخلق الوفاء ليتعاون الناس على الخير ولتزيد الثقة فيما بينهم . أمرنا الله بالوفاء بعهده : (( يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ)) {البقرة :40} وأمرنا جلّ في علاه بالوفاء بعهود العباد فقال : ( وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً ) {الإسراء : 34} وامتدح الله أنبياءه – عليهم السلام – وأثنى على تخلقهم بهذا الخلق الرفيع : ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا) {مريم :54} ووعد – سبحانه – الموفون بعهدهم بالأجر العظيم : ( إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) {الفتح :10} الوفي حبيب الرحمن ومن ثمَّ حبيب , قريب من الناس فيسعد بصحبتهم ويهنأ بحبهم له ! والنبي يضمن لنا الجنة إذا وفينا بوعودنا : عن عبادة بن الصامت – رضي الله عنه – أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال : ( اضمنوا لي ستاً من أنفسكم أضمن لكم الجنة : اصدقوا إذا حدثتم , وأوفوا إذا وعدتم , وأدوا إذا ائتمنتم , واحفظوا فروجكم , وغضوا أبصاركم , وكفوا أيديكم )) رواه أحمد وابن حبان ونحن حينما نتحدث عن الوفاء نتحدث عن الصدق في القول والعمل فإذا وعدنا وفّينا , وإذا عاهدنا وفّينا , وإذا نذرنا وفّينا , فكل ماينطق به اللسان مسجل ومدون وإن لم يطابق الفعل القول دخلنا في دائرة المنافقين – نعوذ بالله من ذلك وقد حذرنا المصطفى صلى الله عليه وسلم من هؤلاء وأفعالهم , فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم- قال : ( آية المنافق ثلاث : إذا حّدث كذب , وإذا وعد أخلف , وإذا اؤتمن خان ) رواه البخاري وقد تساهل كثير من الناس في الوفاء بالموعد المتفق عليه ويوجد لنفسه المبررات والأعذار ناسياً أن مااتفق عليه قد سُجل في الكتاب وسيحاسب إن لم يلتزم به , وآخرون تساهلوا في وعودهم للآخرين ( سأحضر لك هدية ... سأبحث لك عن عمل ... سأفعل وسأفعل .... وكلها وعود كاذبة واهية !! عن عبد الله بن عامر – رضي الله عنه – أنه قال : ( دعتني أمي يوماً ورسول الله – صلى الله عليه وسلم – قاعد في بيتنا , فقالت : ها تعال أعطيك , فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : (( وماأردتِ أن تعطيه )) ؟ قالت : أعطيه تمراً , فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : (( أما إنك لو لم تعطيه شيئاً كُتبت عليك كذبة )) رواه أبو داود إذا قلت في شئ (نعم) فأتمّه فإن (نعم) دين على الحر واجب وإلا فقل (لا) تسترح وتُرح بها لئلا يقول الناس أنك كاذب أروع صور الوفاء : 1-روى عبد الله بن أبي الحمساء قال : ( بايعت النبي – صلى الله عليه وسلم – ببيع قبل أن يبعث , وبقيت له بقية فوعدته أن آتيه بها في مكانه فنسيت ثم ذكرت بعد ثلاث أيام , فجئت فإذا هو في مكانه , فقال صلى الله عليه وسلم : يافتى لقد شققت عليَّ أنا ههنا منذ ثلاث أنتظرك ) رواه أبو داود فداك أرواحنا ياخير قدوة لنا يارسولنا وحبيبنا 2- وهذا الصديق يضرب لنا مثلا آخرا رائعا في الوفاء , فعن جابر بن عبد الله – رضي الله عنهما – قال : كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال لي : لو قد جاءنا مال من البحرين قد أعطيتك هكذا وهكذا وهكذا فلما قُبض رسول الله وجاء مال من البحرين قال أبو بكر : من كانت له عند رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عدة فليأتني , فأتيته فقلت : إن رسول قد كان قال لي : لو قد جاءنا مال من البحرين قد أعطيتك هكذا وهكذا وهكذا , فقال لي : احثه فحثوته حثية فقال لي : عدَّها , فعددتها , فإذا هي خمسمائة , فأعطاني ألفاً وخمسمائة )) رواه البخاري وميعاد الكريم عليه دين فلا تزد الكريم على السلامِ يُذكّره سلامك ما عليه ويغنيك السلام عن الكلامِ الوفاء : *حنين للوطن *حفظ للأسرار *التزام بالعقود *إخلاص للصديق *انضباط في الموعد *وفاء لعهد الله بالطاعات *تنفيذ للوعد *برٌ للإخوان *أداء للدين *صيانة للعهد *صدق في القول جزاء الوفاء : *الفوز بحب الله *الفوز بحب العباد *شعور بالسعادة *تماسك المجتمع *توفيق للطاعات استراحة ... قيل : ( إذا أردت أن تعرف وفاء المرء ودوام عهده فانظر إلى : حنينه للوطن , وتشوقه لإخوانه , وكثرة بكائه على ما مضى من زمانه ) اللهم أعنا على الوفاء بالعهود والعقود , وارزقنا تنفيذ الوعود , واصرف عنا الخيانة والكذب والصدود , ياقدير ياعفو ياودود وأعذنا من النفاق والشقا وسوء الأخلاق . اللهم آآآآآآآآآآآمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين |
|
إنــــه الحـــب ... فهل أنت محبوبة ؟(الحلقة التاسعة عشر)
المفتاح التاسع عشر : ( الصفح والعفو ) قال القرطبي – رحمه الله تعالى - : الصفح : إزالة أثر الذنب من النفس صفحت عن فلان – إذا أعرضت عن ذنبه . وقال الفيروز أبادي : صفحت عنه : أوليته صفحة جميلة معرضاً عن ذنبه . يقول – سبحانه وتعالى - : ( فاصفح عنهم وقل سلام فسوف يعلمون ) ( الزخرف : 89 ) أمر للنبي – صلى الله عليه وسلم – بالتجاوز عن جنايات المؤمنين . 1- وقوله – عز وجل - : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) {التغابن : 14} إشارة إلى الآباء والأزواج بالعفو عن أبناءهم وأزواجهم . الصفح : تجاوز عن الذنب بالكلية واعتباره كأن لم يكن . العفو : يقتضي إسقاط اللوم والذم فقط . إذاً فالصفح أبلغ من العفو وأشمل منه , وما ذُكر العفو والصفح في القرآن إلا تقدم ذكر العفو على الصفح ! لأن الصفح أعمُّ وأشمل وقد اقترنا في القرآن في أربع مواضع : 2- (وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) {النور :22} 3- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) {التغابن : 14} 4- (وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) {البقرة : 109} 5- (فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ){المائدة : 13} 6- والمتأمل في القرآن الكريم يجد الأمر المباشر من الله – عزّ وجل –لنبيه – صلى الله عليه وسلم –بالصفح الجميل عن المشركين يقول ربنا – سبحانه - : (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ ){الحجر : 85} وذلك في حق المشركين حتى يؤمنوا فما بالنا بالمؤمنين الموحدين كيف نتعامل معهم ؟!! عن أبي إسحاق قال : سمعت أبا عبد الله الجد لي يقول : سألت عائشة عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقالت : لم يكن فاحشاً ولامتفحشاً , ولاصخاباً في الأسواق , ولايجزي بالسيئة السيئة , ولكن يعفو ويصفح )) رواه الترمذي . الصفح عن العباد سبيل لمغفرة الله ورحمته ورضوانه : عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم – قال : (( كان الرجل يداين الناس فكان يقول لفتاه : إذا أتيت معسراً فتجاوز عنه , لعلّ الله أن يتجاوز عنّا , قال : فلقي الله فتجاوز عنه )) رواه البخاري . وقد نزل القرآن على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يحمل الدعوة إلى الصفح والعفو رغم ارتكاب ما يستحق في عرف البشر أقصى العقوبات , وماقصة – مسطح بن أثاثة – قريب الصديق أبو بكر – رضي الله عنه – عندما خاض فيمن حاض في حادثة الإفك , وقد كان الصديق يعطيه من الصدقات فلمّا فعل ذلك منع عنه ما كان يعطيه إياه فينزل قرآناً يُتلى إلى يوم القيامة آمراً الصديق أن يعفو ويصفح , يقول الحق سبحانه : (وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) {النور :22} حينها قال الصديق : بلى نحب يارب ! قال معاوية : (( عليكم بالحلم والاحتمال حتى تمكنكم الفرصة فإذا أمكنتكم فعليكم بالصفح والإفضال )) وصاحب هذا الخلق الفضيل محبوب من الله محبوب من الناس ! ومجتمع الصفح والعفو طريقه وتعامله لا شك ينعم بالأمان والمحبة والترابط , لأن الصفح يزيل ما في القلوب من ضغائن فيكون الحب خالصاً لوجه الله – تعالى – وتتوحد القلوب على محبة خالقها وتسعد النفوس وترقى إلى درجة الإحسان . قالوا : سكتَّ وقد خوصمت ؟ قلت لهم : إن الجواب لباب الشرِّ مفتاحُ فالعفو عن جاهل أو أحمق أدبٌ نعمْ وفيه لصون العِرض إصلاحُ استراحة ... ليس الحليم من ظُلم فَحلُم , حتى إذا قَدَرَ انتقم !! ولكن الحليم من ظُلم فَحَلُمَ حتى إذا قدر عفا ! اللهم وفقنا وأعنّا على الصفح والعفو عمن ظلمنا واجعل جزائنا على ذلك صفحك وعفوك عنّا ياربنا ومولانا . اللهم آآآآآآآآآآآمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
مسلسل راني ... للسلطات العالمية..الحلقة الأولى | Rani007 | منتدى فنون الأناقة والجمال والطبخ | 25 | 2012-07-24 11:58 PM |
انواع الحـــب | أبو عامر الشمري | المنتدى العام | 13 | 2010-02-27 6:59 PM |
مسلسل الكباب الآسيوي..... الحلقة الأولى | Rani007 | منتدى فنون الأناقة والجمال والطبخ | 8 | 2010-01-02 8:00 AM |
كيف تكون شخصية محبوبة | شمعة حزن | منتدى الإرشاد الأسري والنفسي | 17 | 2008-11-11 9:44 PM |
من الحـــب ما اهلك؟؟ | مافي مني | المنتدى الإسلامي | 6 | 2007-06-12 3:55 PM |