لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
![]() |
الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
![]() |
اللهم ارحمهما واغفر لهما واجعل مثواهما الجنة |
![]() |
![]() ![]() |
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه |
![]() |
![]() |
||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مساحة إعلانيه |
لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2)لافكار التي تحويها السورة وما بينها من رابط فكري في سورة القيامة
ربطها بالواقع او ماذا لا يا غاليتي الرابط بين الآيات نفسها
غاليتي اثقلت عليكي جزاك الله خير على ما قدمتيه [hide]null[/hide] |
ماعندي خلفيه بس البنات يساعدوك جزاهم لله خير
|
هذه من كتاب التبيان في علوم القرآن ...
ل أبو البقاء العبكري .. سورة القيامة . بسم الله الرحمن الرحيم . قال تعالى : ( لا أقسم بيوم القيامة ( 1 ) ) . في ( لا ) وجهان : أحدهما : هي زائدة ، كما زيدت في قوله تعالى : ( لئلا يعلم ) [ سورة الحديد : 29 ] . والثاني : ليست زائدة ، وفي المعنى وجهان : [ ص: 477 ] أحدهما : هي نفي للقسم بها كما نفي القسم بالنفس . والثاني : أن " لا " رد لكلام مقدر ؛ لأنهم قالوا : أنت مفتر على الله في قولك : نبعث ؛ فقال لا ، ثم ابتدأ ؛ فقال : أقسم ، وهذا كثير في الشعر ، فإن واو العطف تأتي في مبادئ القصائد كثيرا ، يقدر هناك كلام يعطف عليه . وقرئ : " لأقسم " . وفي الكلام وجهان : أحدهما : هي لام التوكيد دخلت على الفعل المضارع ؛ كقوله تعالى : ( وإن ربك ليحكم بينهم ) [ سورة النحل : 124 ] ، وليست لام القسم . والثاني : هي لام القسم ، ولم تصحبها النون اعتمادا على المعنى ؛ ولأن خبر الله صدق ؛ فجاز أن يأتي من غير توكيد . وقيل : شبهت الجملة الفعلية بالجملة الاسمية ؛ كقوله تعالى : ( لعمرك إنهم لفي سكرتهم . . . ) [ سورة الحجر : 72 ] . قال تعالى : ( بلى قادرين على أن نسوي بنانه ( 4 ) بل يريد الإنسان ليفجر أمامه ( 5 ) يسأل أيان يوم القيامة ( 6 ) ) . قوله تعالى : ( قادرين ) أي بلى نجمعها ؛ فقادرين حال من الفاعل . و ( أمامه ) : ظرف ؛ أي ليكفر فيما يستقبل . و ( يسأل ) : تفسير ليفجر . قال تعالى : ( إلى ربك يومئذ المستقر ( 12 ) ) . قوله تعالى : ( إلى ربك ) : هو خبر " المستقر " . و " يومئذ " : منصوب بفعل دل عليه " المستقر " ولا يعمل فيه المستقر ؛ لأنه مصدر بمعنى الاستقرار ؛ والمعنى : إليه المرجع . قال تعالى : ( بل الإنسان على نفسه بصيرة ( 14 ) ) . قوله تعالى : ( بل الإنسان ) : هو مبتدأ ، و " بصيرة " : خبره ، و " على " يتعلق بالخبر . وفي التأنيث وجهان ؛ أحدهما : هي داخلة للمبالغة ؛ أي بصير على نفسه . والثاني : هو على المعنى ؛ أي هو حجة بصيرة على نفسه ؛ ونسب الإبصار إلى الحجة لما ذكر في بني إسرائيل . [ ص: 478 ] وقيل : بصيرة هنا مصدر ، والتقدير : ذو بصيرة ؛ ولا يصح ذلك إلا على التبيين . قال تعالى : ( وجوه يومئذ ناضرة ( 22 ) إلى ربها ناظرة ( 23 ) ) . قوله تعالى : ( وجوه ) : هو مبتدأ ، و " ناضرة " : خبره ، وجاز الابتداء بالنكرة لحصول الفائدة . و ( يومئذ ) : ظرف للخبر . ويجوز أن يكون الخبر محذوفا ؛ أي ثم وجوه . و " ناضرة " : صفة . وأما " إلى " فتتعلق بـ " ناظرة " الأخيرة . وقال بعض غلاة المعتزلة : إلى هاهنا : اسم بمعنى النعمة ؛ أي منتظرة نعمة ربها ، والمراد أصحاب الوجوه . قال تعالى : ( كلا إذا بلغت التراقي ( 16 ) وقيل من راق ( 17 ) ) . قوله تعالى : ( إذا بلغت ) : العامل في " إذا " معنى : ( إلى ربك يومئذ المساق ) [ سورة القيامة : 30 ] أي إذا بلغت الحلقوم رفعت إلى الله تعالى . و ( التراقي ) : جمع ترقوة ، وهي فعلوة ، وليست بتفعلة ؛ إذ ليس في الكلام ترق . و ( من ) : مبتدأ ، و " راق " : خبره ؛ أي من يرقيها ليبرئها . وقيل : من يرفعها إلى الله عز وجل ؛ أملائكة الرحمة ، أو ملائكة العذاب ؟ قال تعالى : ( فلا صدق ولا صلى ( 31 ) ولكن كذب وتولى ( 32 ) ثم ذهب إلى أهله يتمطى ( 33 ) ) . قوله تعالى : ( فلا صدق ) : " لا " بمعنى ما . و ( يتمطى ) : فيه وجهان : أحدهما : الألف مبدلة من طاء ، والأصل يتمطط ؛ أي يتمدد في مشيه كبرا . والثاني : هو بدل من واو ؛ والمعنى : يمد مطاه ؛ أي ظهره . قال تعالى : ( أولى لك فأولى ( 34 ) ) . قوله تعالى : ( أولى لك ) : وزن أولى فيه قولان : أحدهما : فعلى ، والألف للإلحاق ، لا للتأنيث . والثاني : هو أفعل ، وهو على القولين هنا علم ؛ فلذلك لم ينون ، ويدل عليه ما حكي عن أبي زيد في النوادر : هي أولاة بالتاء غير مصروف ، فعلى هذا يكون " أولى " مبتدأ ، و " لك " : الخبر . [ ص: 479 ] والقول الثاني : أنه اسم للفعل مبني ، ومعناه وليك شر بعد شر ؛ و " لك " تبيين . قال تعالى : ( أيحسب الإنسان أن يترك سدى ( 36 ) ألم يك نطفة من مني يمنى ( 37 ) ثم كان علقة فخلق فسوى ( 38 ) فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى ( 39 ) أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى ( 40 ) ) . و ( سدى ) : حال ، وألفه مبدلة من واو . و ( يمنى ) - بالياء - على أن الضمير للمني ؛ فيكون في موضع جر . ويجوز أن يكون للنطفة ؛ لأن التأنيث غير حقيقي . والنطفة بمعنى الماء ، فيكون في موضع نصب ، كالقراءة بالتاء . و ( الذكر والأنثى ) : بدل من الزوجين . و ( يحيي ) بالإظهار لا غير ؛ لأن الياء لو أدغمت للزم الجمع بين ساكنين لفظا وتقديرا . والله أعلم .
|
من كتاب أضواء البيان في إيضاح القرآن ..محمد محمد المختار الشنقيطي
سورة القيامة . قوله تعالى : لا أقسم بيوم القيامة ولا أقسم بالنفس اللوامة قال ابن جرير : اختلف القراء في قراءة قوله تعالى : لا أقسم بيوم القيامة ، فقرأت ذلك عامة قراء الأمصار : " لا أقسم " مفصولة من أقسم سوى الحسن والأعرج ، فإنه ذكر عنهما أنهما كانا يقرءان ذلك : " لأقسم بيوم القيامة " . بمعنى : أقسم بيوم القيامة . ثم دخلت عليها لام القسم ، والقراءة التي لا أستجيز غيرها في هذا الموضع " لا " مفصولة ، " أقسم " مبتدأة على ما عليه قراء الأمصار بإجماع الحجة من القراء عليه . وقد اختلف الذين قرءوا ذلك على الوجه الذي اخترنا قراءته في تأويله ، فقال بعضهم : لا صلة ، وإنما معنى الكلام : " أقسم بيوم القيامة " ، وعزاه إلى سعيد بن جبير . وقال آخرون : بل دخلت " لا " توكيدا للكلام . وذكر عن أبي بكر بن عياش في قوله : " لا أقسم " توكيد للقسم ، كقوله : لا والله . وقال بعض نحوي الكوفة : " لا " رد لكلام قد مضى من كلام المشركين الذين كانوا ينكرون الجنة والنار . ثم ابتدئ القسم ، فقيل : أقسم بيوم القيامة ، وكان يقول : كل يمين قبلها رد كلام ، فلا بد من تقديم " لا " قبلها ; ليفرق بذلك بين اليمين التي تكون جحدا واليمين التي تستأنف ، ويقول : ألا ترى أنك تقول مبتدئا : والله إن الرسول لحق ، وإذا قلت : لا والله ، إن الرسول لحق ، فكأنك أكذبت قوما أنكروه ، واختلفوا أيضا في ذلك هل هو قسم أم لا ؟ . وذكر الخلاف في ذلك ، والواقع أن هذه المسألة من المشكلات من حيث وجود اللام ، وهل هي نافية للقسم أم مثبتة ؟ وعلى أنها مثبتة فما موجبها ؟ هل هي رد لكلام سابق أم تأكيد للقسم ؟ وهل وقع إقسام أم لا ؟ كما ذكر كل ذلك ابن جرير . [ ص: 370 ] وقد تناولها الشيخ - رحمة الله تعالى علينا وعليه - في كتابه دفع إيهام الاضطراب في موضعين ، الأول : في هذه السورة . والثاني : في سورة " البلد " عند قوله تعالى : لا أقسم بهذا البلد [ 90 \ 1 ] ، فبين في الموضع الأول أنها - أي " لا " - : نافية لكلام قبلها ; فلا تتعارض مع الإقسام بيوم القيامة فعلا الواقع في قوله تعالى : واليوم الموعود [ 85 \ 2 ] . والثاني : أنها صلة ، وقال : سيأتي له زيادة إيضاح ، والموضع الثاني : لا أقسم بهذا البلد ، ساق فيه بحثا طويلا مهما جدا نسوق خلاصته . وسيطبع الكتاب - إن شاء الله - مع هذه التتمة فليرجع إليه . خلاصة ما ساقه - رحمة الله تعالى علينا وعليه - : قال : الجواب عليها من أوجه . الأول - وعليه الجمهور - : أن " لا " هنا صلة على عادة العرب ، فإنها ربما لفظت بلفظة " لا " من غير قصد معناها الأصلي ، بل لمجرد تقوية الكلام وتوكيده كقوله : ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألا تتبعني [ 20 \ 92 - 93 ] . يعني أن تتبعني . وقوله : لئلا يعلم أهل الكتاب [ 57 \ 29 ] . وقوله : فلا وربك لا يؤمنون [ 4 \ 65 ] . وقول امرئ القيس : فلا وأبيك ابنة العامري لا يدع القوم أني أفر يعني وأبيك ، وأنشد الفراء لزيادة لا في الكلام الذي فيه معنى الجحد ، قول الشاعر : ما كان يرضى رسول الله دينهم والأطيبان أبو بكر ولا عمر يعني وعمر ، وأنشد الجوهري لزيادتها قول العجاج : في بئر لا حور سرى وما شعر بإفكه حتى رأى الصبح شجر والحور : الهلكة : يعني في بئر هلكة ، وأنشد غيره : تذكرت ليلى فاعترتني صبابة وكاد صميم القلب لا يتقطع والوجه الثاني : أن " لا " نفي لكلام المشركين المكذبين للنبي - صلى الله عليه وسلم - . [ ص: 371 ] وقوله : أقسم : إثبات مستأنف . وقيل : إن هذا الوجه ، وإن قال به كثير من العلماء ، إلا أنه ليس بوجيه عندي ; لقوله تعالى في سورة القيامة : ولا أقسم بالنفس اللوامة ; لأن قوله : ولا أقسم بالنفس اللوامة يدل على أنه لم يرد الإثبات المستأنف بعد النفي بقوله " أقسم " والله تعالى أعلم . الوجه الثالث : أنها حرف نفي أيضا ، ووجهه أن إنشاء القسم يتضمن الإخبار عن تعظيم المقسم به . فهو نفي لذلك الخبر الضمني على سبيل الكناية . والمراد أنه لا يعظم بالقسم ، بل هو في نفسه عظيم أقسم به أو لا . وهذا القول ذكره صاحب الكشاف وصاحب روح المعاني ، ولا يخلو عندي من نظر . الوجه الرابع : أن اللام لام الابتداء ، أشبعت فتحتها . والعرب ربما أشبعت الفتحة بألف ، والكسرة بياء ، والضمة بواو . ومثاله في الفتحة قول عبد يغوث بن الحارث : وتضحك مني شيخة عبشمية كأن لم ترى قبلي أسيرا يمانيا فالأصل : كأن لم تر ، ولكن الفتحة أشبعت . وقول الراجز : إذا العجوز غضبت فطلق ولا ترضاها ولا تملق وقول عنترة في معلقته : ينباع من ذفرى غضوب جسرة زيافة مثل العتيق المكدم فالأصل ينبع ، يعني العرق ، ينبع من الذفرى : من ناقته ، فأشبعت الفتحة فصارت ينباع ، وقال : ليس هذا الإشباع من ضرورة الشعر . ثم ساق الشواهد على الإشباع بالضمة والكسرة ، ثم قال : يشهد لهذا الوجه قراءة قنبل : " لأقسم بهذا البلد " بلام الابتداء ، وهو مروي عن البزي والحسن . والعلم عند الله تعالى اهـ . ملخصا . فأنت ترى أنه - رحمه الله - قدم فيها أربعة أوجه : صلة ، ونفي الكلام قبلها ، وتأكيد [ ص: 372 ] للقسم ، ولام ابتداء . واستدل له بقراءة قنبل ، أي : " لأقسم " متصلة ، أما كونها لام ابتداء لقراءة قنبل والحسن ، فقد تقدم أن ابن جرير لا يستجيز هذه القراءة ; لإجماع الحجة من القراء على قراءتها مفصولة : لا أقسم . ولعل أرجح هذه الأوجه كلها أنها لتوكيد القسم ، كما ذكر ابن جرير عن نحويي الكوفة . والله تعالى أعلم .
|
من كتاب تفسير الطبري لابي جرير الطبري
بسم الله الرحمن الرحيم القول في تأويل قوله تعالى : ( لا أقسم بيوم القيامة ( 1 ) ولا أقسم بالنفس اللوامة ( 2 ) أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه ( 3 ) بلى قادرين على أن نسوي بنانه ( 4 ) ) . اختلفت القراء في قراءة قوله : ( لا أقسم بيوم القيامة ) فقرأت ذلك عامة قراء الأمصار : ( لا أقسم ) [ لا ] مفصولة من أقسم ، سوى الحسن والأعرج ، فإنه ذكر عنهما أنهما كانا يقرآن ذلك ( لأقسم بيوم القيامة ) بمعنى : أقسم بيوم القيامة ، ثم أدخلت عليها لام القسم . والقراءة التي لا أستجيز غيرها في هذا الموضع " لا " مفصولة ، أقسم مبتدأة على ما عليه قراء الأمصار ، لإجماع الحجة من القراء عليه . وقد اختلف الذين قرءوا ذلك على الوجه الذي اخترنا قراءته في تأويله ، فقال بعضهم " لا " صلة ، وإنما معنى الكلام : أقسم بيوم القيامة . ذكر من قال ذلك : حدثنا أبو هشام الرفاعي ، قال : ثنا ابن يمان ، قال : ثنا سفيان ، عن ابن جريج ، عن الحسن بن مسلم بن يناق ، عن سعيد بن جبير ( لا أقسم بيوم القيامة ) قال : أقسم بيوم القيامة . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن ابن جريج ، عن الحسن بن مسلم ، عن سعيد بن جبير ( لا أقسم ) قال : أقسم . وقال آخرون منهم : بل دخلت " لا " توكيدا للكلام . [ ص: 48 ] ذكر من قال ذلك : سمعت أبا هشام الرفاعي يقول : سمعت أبا بكر بن عياش يقول : قوله : ( لا أقسم ) توكيد للقسم كقوله : لا والله . وقال بعض نحويي الكوفة : لا ؛ رد لكلام قد مضى من كلام المشركين الذين كانوا ينكرون الجنة والنار ، ثم ابتدئ القسم ، فقيل : أقسم بيوم القيامة ، وكان يقول : كل يمين قبلها رد لكلام ، فلا بد من تقديم " لا " قبلها ، ليفرق بذلك بين اليمين التي تكون جحدا ، واليمين التي تستأنف ، ويقول : ألا ترى أنك تقول مبتدئا : والله إن الرسول لحق; وإذا قلت : لا والله إن الرسول لحق ، فكأنك أكذبت قوما أنكروه . واختلفوا أيضا في ذلك ، هل هو قسم أم لا ؟ فقال بعضهم : هو قسم أقسم ربنا بيوم القيامة ، وبالنفس اللوامة . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا جرير ، عن مغيرة عن أبي الخير بن تميم ، عن سعيد بن جبير ، قال : قال لي ابن عباس : ممن أنت ؟ فقلت : من أهل العراق ، فقال : أيهم ؟ فقلت : من بني أسد ، فقال : من حريبهم ، أو ممن أنعم الله عليهم ؟ فقلت : لا بل ممن أنعم الله عليهم ، فقال لي : سل ، فقلت : لا أقسم بيوم القيامة ، فقال : يقسم ربك بما شاء من خلقه . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : ( لا أقسم بيوم القيامة ولا أقسم بالنفس اللوامة ) قال : أقسم بهما جميعا . وقال آخرون : بل أقسم بيوم القيامة ، ولم يقسم بالنفس اللوامة . وقال : معنى قوله : ( ولا أقسم بالنفس اللوامة ) ولست أقسم بالنفس اللوامة . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قال : قال الحسن : أقسم بيوم القيامة ، ولم يقسم بالنفس اللوامة . وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب قول من قال : إن الله أقسم بيوم القيامة وبالنفس اللوامة ، وجعل " لا " ردا لكلام قد كان تقدمه من قوم ، وجوابا لهم . [ ص: 49 ] وإنما قلنا ذلك أولى الأقوال بالصواب; لأن المعروف من كلام الناس في محاوراتهم إذا قال أحدهم : لا والله ، لا فعلت كذا ، أنه يقصد بلا رد الكلام ، وبقوله : والله ، ابتداء يمين ، وكذلك قولهم : لا أقسم بالله لا فعلت كذا; فإذا كان المعروف من معنى ذلك ما وصفنا ، فالواجب أن يكون سائر ما جاء من نظائره جاريا مجراه ، ما لم يخرج شيء من ذلك عن المعروف بما يجب التسليم له . وبعد : فإن الجميع من الحجة مجمعون على أن قوله : ( لا أقسم بيوم القيامة ) قسم فكذلك قوله : ( ولا أقسم بالنفس اللوامة ) إلا أن تأتي حجة تدل على أن أحدهما قسم والآخر خبر . وقد دللنا على أن قراءة من قرأ الحرف الأول لأقسم بوصل اللام بأقسم قراءة غير جائزة بخلافها ما عليه الحجة مجمعة ، فتأويل الكلام إذا : لا ما الأمر كما تقولون أيها الناس من أن الله لا يبعث عباده بعد مماتهم أحياء ، أقسم بيوم القيامة ، وكانت جماعة تقول : قيامة كل نفس موتها . ذكر من قال ذلك : حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ومسعر ، عن زياد بن علاقة ، عن المغيرة بن شعبة ، قال : يقولون : القيامة القيامة ، وإنما قيامة أحدهم : موته . قال ثنا وكيع ، عن مسعر وسفيان ، عن أبي قبيس ، قال : شهدت جنازة فيها علقمة ، فلما دفن قال : أما هذا فقد قامت قيامته . وقوله : ( ولا أقسم بالنفس اللوامة ) اختلف أهل التأويل في تأويل قوله : ( اللوامة ) فقال بعضهم : معناه : ولا أقسم بالنفس التي تلوم على الخير والشر . ذكر من قال ذلك : حدثنا محمد بن بشار ، قال : ثنا مؤمل ، قال : ثنا سفيان ، عن ابن جريج ، عن الحسن بن مسلم ، عن سعيد بن جبير ، في قوله : ( ولا أقسم بالنفس اللوامة ) قال : تلوم على الخير والشر . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن إسرائيل ، عن سماك ، عن عكرمة ( ولا أقسم بالنفس اللوامة ) قال : تلوم على الخير والشر . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا جرير ، عن مغيرة ، عن أبي الخير بن تميم ، عن سعيد بن جبير ، قال : قلت لابن عباس ( ولا أقسم بالنفس اللوامة ) قال : هي النفس اللئوم . وقال آخرون : بل معنى ذلك : أنها تلوم على ما فات وتندم . [ ص: 50 ] ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : ( بالنفس اللوامة ) قال : تندم على ما فات وتلوم عليه . وقال آخرون : بل اللوامة : الفاجرة . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( ولا أقسم بالنفس اللوامة ) أي : الفاجرة . وقال آخرون : بل هي المذمومة . ذكر من قال ذلك : حدثني علي ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، في قوله : ( ولا أقسم بالنفس اللوامة ) يقول : المذمومة . وهذه الأقوال التي ذكرناها عمن ذكرناها عنه وإن اختلفت بها ألفاظ قائليها ، فمتقاربات المعاني ، وأشبه القول في ذلك بظاهر التنزيل أنها تلوم صاحبها على الخير والشر وتندم على ما فات ، والقراء كلهم مجمعون على قراءة هذه بفصل " لا " من أقسم . وقوله : ( أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه ) يقول تعالى ذكره : أيظن ابن آدم أن لن نقدر على جمع عظامه بعد تفرقها ، بلى قادرين على أعظم من ذلك ، أن نسوي بنانه ، وهي أصابع يديه ورجليه ، فنجعلها شيئا واحدا كخف البعير ، أو حافر الحمار ، فكان لا يأخذ ما يأكل إلا بفيه كسائر البهائم ، ولكنه فرق أصابع يديه يأخذ بها ، ويتناول ويقبض إذا شاء ويبسط ، فحسن خلقه . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا جرير ، عن مغيرة ، عن أبي الخير بن تميم ، عن سعيد بن جبير ، قال : قال لي ابن عباس : سل ، فقلت : ( أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه بلى قادرين على أن نسوي بنانه ) قال : لو شاء لجعله خفا أو حافرا .
|
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، [ ص: 51 ] عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : ( بلى قادرين على أن نسوي بنانه ) قال : أنا قادر على أن أجعل كفه مجمرة مثل خف البعير .
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا ابن عطية ، عن إسرائيل ، عن مغيرة ، عمن حدثه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ( قادرين على أن نسوي بنانه ) قال : نجعله خفا أو حافرا . قال : ثنا وكيع ، عن النضر ، عن عكرمة ( على أن نسوي بنانه ) قال : على أن نجعله مثل خف البعير ، أو حافر الحمار . حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن علية ، عن أبي رجاء ، عن الحسن ، في قوله : ( بلى قادرين على أن نسوي بنانه ) قال : جعلها يدا ، وجعلها أصابع يقبضهن ويبسطهن ، ولو شاء لجمعهن ، فاتقيت الأرض بفيك ، ولكن سواك خلقا حسنا . قال أبو رجاء : وسئل عكرمة فقال : لو شاء لجعلها كخف البعير . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : ( على أن نسوي بنانه ) رجليه ، قال : كخف البعير فلا يعمل بهما شيئا . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : ( بلى قادرين على أن نسوي بنانه ) قادر والله على أن يجعل بنانه كحافر الدابة ، أو كخف البعير ، ولو شاء لجعله كذلك ، فإنما ينقي طعامه بفيه . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله : ( على أن نسوي بنانه ) قال : لو شاء جعل بنانه مثل خف البعير ، أو حافر الدابة . حدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : ( على أن نسوي بنانه ) قال : البنان : الأصابع ، يقول : نحن قادرون على أن نجعل بنانه مثل خف البعير . واختلف أهل العربية في وجه نصب ( قادرين ) فقال بعضهم : نصب لأنه واقع موقع نفعل ، فلما رد إلى فاعل نصب ، وقالوا : معنى الكلام : أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه بلى نقدر على أن نسوي بنانه ; ثم صرف نقدر إلى قادرين . وكان بعض نحويي الكوفة يقول : نصب على الخروج من نجمع ، كأنه قيل في الكلام : أيحسب أن لن نقوى عليه ؟ بل قادرين على أقوى منك . يريد : بلى نقوى مقتدرين على أكثر [ ص: 52 ] من ذا . وقال : قول الناس بلى نقدر ، فلما صرفت إلى قادرين نصبت خطأ ، لأن الفعل لا ينصب بتحويله من يفعل إلى فاعل . ألا ترى أنك تقول : أتقوم إلينا ، فإن حولتها إلى فاعل قلت : أقائم ، وكان خطأ أن تقول قائما; قال : وقد كانوا يحتجون بقول الفرزدق : علي قسم لا أشتم الدهر مسلما ولا خارجا من في زور كلام فقالوا : إنما أراد : لا أشتم ولا يخرج ، فلما صرفها إلى خارج نصبها ، وإنما نصب لأنه أراد : عاهدت ربي لا شاتما أحدا ، ولا خارجا من في زور كلام ; وقوله : لا أشتم ، في موضع نصب . وكان بعض نحويي البصرة يقول : نصب على نجمع ، أي بل نجمعها قادرين على أن نسوي بنانه ، وهذا القول الثاني أشبه بالصحة على مذهب أهل العربية . صح كذا تبين الاعراب إذا تريدين من كتب مختلفه يعني زياده تدويخ عاااادي ...جبت لك كل شي حتى مايكون تحريف بالنقل خوذي الي تبين ...ماعليش ابدوخك ..
|
من كتابتفسير القرآن
التفسير الكبير المسمى البحر المحيط أثير الدين أبو عبد الله محمد بن يوسف الأندلسي ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ( لا أقسم بيوم القيامة ولا أقسم بالنفس اللوامة أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه بلى قادرين على أن نسوي بنانه بل يريد الإنسان ليفجر أمامه يسأل أيان يوم القيامة فإذا برق البصر وخسف القمر وجمع الشمس والقمر يقول الإنسان يومئذ أين المفر كلا لا وزر إلى ربك يومئذ المستقر ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم إن علينا بيانه كلا بل تحبون العاجلة وتذرون الآخرة وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ووجوه يومئذ باسرة تظن أن يفعل بها فاقرة كلا إذا بلغت التراقي وقيل من راق وظن أنه الفراق والتفت الساق بالساق إلى ربك يومئذ المساق فلا صدق ولا صلى ولكن كذب وتولى ثم ذهب إلى أهله يتمطى أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى أيحسب الإنسان أن يترك سدى ألم يك نطفة من مني يمنى ثم كان علقة فخلق فسوى فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى ) . [ ص: 382 ] برق بكسر الراء : فزع ودهش ، وأصله من برق الرجل ، إذا نظر إلى البرق فدهش بصره ، ومنه قول ذي الرمة : ولو أن لقمان الحكيم تعرضت لعينيه مي سافرا كاد يبرق ( قال الأعشى ) : وكنت أرى في وجه مية لمحة فأبرق مغشيا علي مكانيا وبرق بفتح الراء : شق بصره ، وهو من البريق ، أي : لمع بصره من شدة شخوصه . الوزر : ما يلجأ إليه من حصن أو جبل أو غيرهما ، قال الشاعر : لعمرك ما للفتى من وزر من الموت يدركه والكبر النضرة : النعمة وجمال البشرة وطراوتها ، قال الشاعر : أبى لي قبر لا يزال مقابلي وضربة فأس فوق رأسي فاقره أي : مؤثرة . التراقي جمع ترقوة : وهي عظام الصدر ، ولكل إنسان ترقوتان ، وهو موضع الحشرجة ، قال دريد بن الصمة : ورب عظيمة دافعت عنهم وقد بلغت نفوسهم التراقي رقى يرقي من الرقية ، وهي ما يستشفى به للمريض من الكلام المعد لذلك . تمطى : تبختر في مشيته ، وأصله من المطا وهو الظهر ، أي : يلوي مطاه تبخترا . وقيل : أصله تمطط أي : تمدد في مشيته ، ومد منكبيه ، قلبت الطاء فيه حرف علة كراهة اجتماع الأمثال ، كما قالوا : تظنى من الظن ، وأصله تظنن . والمطيطا : التبختر ومد اليدين في المشي ، والمطيط : الماء الحاثر في أسفل الحوض ; لأنه يتمطط فيه ، أي : يمتد . وعلى هذا الاشتقاق لا يكون أصله من المط لاختلاف المادتين ، إذ مادة المطا ( م ط و ) ومادة تمطط ( م ط ط ) . سدى : مهمل ، يقال إبل سدى أي : مهملة ترعى حيث شاءت بلا راع ، وأسديت الشيء أي : أهملته ، وأسديت حاجتي : ضيعتها . قال الشاعر : فأقسم بالله جهد اليمين ما خلق الله شيئا سدى وقال أبو بكر بن دريد في المقصورة : لم أر كالمزن سواما بهلا تحسبها مرعية وهي سدى [ ص: 383 ] ( لا أقسم بيوم القيامة ولا أقسم بالنفس اللوامة أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه بلى قادرين على أن نسوي بنانه بل يريد الإنسان ليفجر أمامه يسأل أيان يوم القيامة فإذا برق البصر وخسف القمر وجمع الشمس والقمر يقول الإنسان يومئذ أين المفر كلا لا وزر إلى ربك يومئذ المستقر ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم إن علينا بيانه كلا بل تحبون العاجلة وتذرون الآخرة وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ووجوه يومئذ باسرة تظن أن يفعل بها فاقرة كلا إذا بلغت التراقي وقيل من راق وظن أنه الفراق والتفت الساق بالساق إلى ربك يومئذ المساق فلا صدق ولا صلى ولكن كذب وتولى ثم ذهب إلى أهله يتمطى أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى أيحسب الإنسان أن يترك سدى ألم يك نطفة من مني يمنى ثم كان علقة فخلق فسوى فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى ) .
|
[ ص: 384 ] هذه السورة مكية . ومناسبتها لما قبلها : أن في آخر ما قبلها قوله : ( كلا بل لا يخافون الآخرة كلا إنه تذكرة ) وفيها كثير من أحوال القيامة ، فذكر هنا يوم القيامة وجملا من أحوالها . وتقدم الكلام في ( لا أقسم ) . والخلاف في " لا " ، والخلاف في قراءاتها في أواخر الواقعة . أقسم تعالى بيوم القيامة لعظمه وهوله . و ( لا أقسم ) قيل : " لا " نافية ، نفى أن يقسم بالنفس اللوامة ، وأقسم بيوم القيامة ، نص على هذا الحسن . والجمهور : على أن الله أقسم بالأمرين . واللوامة ، قال الحسن : هي التي تلوم صاحبها في ترك الطاعة ونحوها ، فهي على هذا ممدوحة ، ولذلك أقسم الله بها . وروي نحوه عن ابن عباس وعن مجاهد ، تلوم على ما فات وتندم على الشر لم فعلته ؟ ، وعلى الخير لم لم تستكثر منه ؟ . وقيل : النفس المتقية التي تلوم النفوس في يوم القيامة على تقصيرهن في التقوى . وقال ابن عباس وقتادة : هي الفاجرة الخشعة اللوامة لصاحبها على ما فاته من سعي الدنيا وأعراضها ، فهي على هذا ذميمة ، ويحسن نفي القسم بها . والنفس اللوامة : اسم جنس بهذا الوصف . وقيل : هي نفس معينة ، وهي نفس آدم - عليه السلام - لم تزل لائمة له على فعله الذي أخرجه من الجنة . قال ابن عطية : وكل نفس متوسطة ليست بمطمئنة ولا أمارة بالسوء ، فإنها لوامة في الطرفين ، مرة تلوم على ترك الطاعة ، ومرة تلوم على فوت ما تشتهي ، فإذا اطمأنت خلصت وصفت . انتهى . والمناسبة بين القسمين من حيث أحوال النفس من سعادتها وشقاوتها وظهور ذلك في يوم القيامة ، وجواب القسم محذوف يدل عليه يوم القيامة المقسم به وما بعده من قوله : ( أيحسب ) الآية ، وتقديره لتبعثن . وقال الزمخشري : ( فإن قلت ) قوله تعالى : ( فلا وربك لا يؤمنون ) والأبيات التي أنشدتها المقسم عليه فيها منفي ، وكان قد أنشد قول امرئ القيس :
لا وأبيك ابنة العامري لا يدعي القوم إني أفر ( وقول غوية بن سلمى ) : ألا نادت أمامة باحتمالي لتحزنني فلا يك ما أبالي قال : فهلا زعمت أن لا التي للقسم زيدت موطئة للنفي بعده ومؤكدة له ، وقدرت المقسم عليه المحذوف هاهنا منفيا ، نحو قولك : ( لا أقسم بيوم القيامة ) لا تتركون سدى ؟ ( قلت ) : لو قصروا الأمر على النفي دون الإثبات لكان لهذا القول مساغ ، ولكنه لم يقسم . ألا ترى كيف لقى ( لا أقسم بهذا البلد ) بقوله : ( لقد خلقنا الإنسان في كبد ) وكذلك ( فلا أقسم بمواقع النجوم ) ( إنه لقرآن كريم ) ؟ ثم قال الزمخشري : وجواب القسم ما دل عليه قوله : ( أيحسب الإنسان أن لن نجمع عظامه ) وهو لتبعثن . انتهى ، وهو تقدير النحاس . وقول من قال : جواب القسم هو : ( أيحسب الإنسان ) . وما روي عن الحسن أن الجواب : ( بلى قادرين ) وما قيل أن " لا " في القسمين لنفيهما ، أي : لا أقسم على شيء ، وأن التقدير : أسألك أيحسب الإنسان ؟ أقوال لا تصلح أن يرد بها ، بل تطرح ولا يسود بها الورق ، ولولا أنهم سردوها في الكتب لم أنبه عليها . والإنسان هنا الكافر المكذب بالبعث . روي أن عدي بن ربيعة قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : يا محمد ! حدثني عن يوم القيامة متى يكون أمره ؟ فأخبره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : لو عاينت ذلك اليوم لم [ ص: 385 ] أصدقك ولم أؤمن به ، أو يجمع الله هذه العظام بعد بلاها ؟ فنزلت . وقيل : نزلت في أبي جهل ، كان يقول أيزعم محمد - صلى الله عليه وسلم - أن يجمع الله هذه العظام بعد بلاها وتفرقها ، فيعيدها خلقا جديدا ؟ وقرأ الجمهور : ( نجمع ) بنون ( عظامه ) نصبا . و قتادة : بالتاء مبنيا للمفعول ، ( عظامه ) رفعا ، والمعنى : بعد تفرقها واختلاطها بالتراب وتطيير الرياح إياها في أقاصي الأرض . وقوله : ( أيحسب ) استفهام تقرير وتوبيخ ، حيث ينكر قدرة الله تعالى على إعادة المعدوم . ( بلى ) : جواب للاستفهام المنسحب على النفي ، أي : بلى نجمعها . وذكر العظام ، وإن كان المعنى إعادة الإنسان وجمع أجزائه المتفرقة ; لأن العظام هي قالب الخلق . وقرأ الجمهور : ( قادرين ) بالنصب على الحال من الضمير الذي في الفعل المقدر وهو يجمعها . وابن أبي عبلة وابن السميقع : قادرون ، أي : نحن قادرون . ( على أن نسوي بنانه ) : وهي الأصابع ، أكثر العظام تفرقا وأدقها أجزاء ، وهي العظام التي في الأنامل ومفاصلها ، وهذا عند البعث . وقال ابن عباس والجمهور : المعنى نجعلها في حياته هذه بضعة ، أو عظما واحدا كخف البعير لا تفاريق فيه ، أي : في الدنيا فتقل منفعته بها ، وهذا القول فيه توعد ، والمعنى الأول هو الظاهر والمقصود من رصف الكلام . وذكر الزمخشري هذين القولين بألفاظ منمقة على عادته في حكاية أقوال المتقدمين . وقيل : ( قادرين ) منصوب على خبر كان ، أي : بلى كنا قادرين في الابتداء . ( بل يريد الإنسان ) : بل إضراب ، وهو انتقال من كلام إلى كلام من غير إبطال . والظاهر أن ( يريد ) إخبار عن ما يريده الإنسان . وقال الزمخشري : ( بل يريد ) عطف على ( أيحسب ) فيجوز أن يكون قبله استفهاما ، وأن يكون إيجابا على أن يضرب عن مستفهم عنه إلى آخر ، أو يضرب عن مستفهم عنه إلى موجب . انتهى . وهذه التقادير الثلاثة لا تظهر ، وهي متكلفة ، بل المعنى : الإخبار عن الإنسان من غير إبطال لمضمون الجملة السابقة ، وهي نجمعها قادرين ، لنبين ما هو عليه الإنسان من عدم الفكر في الآخرة وأنه معني بشهواته . ومفعول ( يريد ) محذوف يدل عليه التعليل في ( ليفجر ) . قال مجاهد والحسن وعكرمة وابن جبير والضحاك والسدي : معنى الآية : أن الإنسان إنما يريد شهواته ومعاصيه ; ليمضي فيها أبدا قدما راكبا رأسه مطيعا أمله ومسوفا بتوبته . قال السدي أيضا : ليظلم على قدر طاقته ، وعلى هذا فالضمير في ( أمامه ) عائد على الإنسان ، وهو الظاهر . وقال ابن عباس ما يقتضي أن الضمير عائد على يوم القيامة أن الإنسان في زمان وجوده أمام يوم القيامة ، وبين يديه يوم القيامة خلفه ، فهو يريد شهواته ; ليفجر في تكذيبه بالبعث وغير ذلك بين يدي يوم القيامة ، وهو لا يعرف القدر الذي هو فيه . والأمام ظرف مكان استعير هنا للزمان ، أي : ليفجر فيما بين يديه ويستقبله من زمان حياته .
|
( يسأل أيان يوم القيامة ) أي : متى يوم القيامة ؟ سؤال استهزاء وتكذيب وتعنت . وقرأ الجمهور : ( برق ) بكسر الراء . وزيد بن ثابت ونصر بن عاصم وعبد الله بن أبي إسحاق ، وأبو حيوة وابن أبي عبلة والزعفراني ، وابن مقسم ونافع وزيد بن علي وأبان عن عاصم وهارون ومحبوب ، كلاهما عن أبي عمرو ، والحسن والجحدري : بخلاف عنهما بفتحها . قال أبو عبيدة : برق بالفتح : شق . وقال ابن إسحاق : خفت عند الموت . قال مجاهد : هذا عند الموت . وقال الحسن : هو يوم القيامة . وقرأ أبو السمال : بلق باللام عوض الراء ، أي : انفتح وانفرج ، يقال : بلق الباب وأبلقته وبلقته : فتحته ، هذا قول أهل اللغة إلا الفراء فإنه يقول : بلقه وأبلقه إذا أغلقه . وقال ثعلب : أخطأ الفراء في ذلك ، إنما هو بلق الباب وأبلقه إذا فتحه . انتهى . ويمكن أن تكون اللام بدلا من الراء ، فهما يتعاقبان في بعض الكلام ، نحو قولهم : نثره ونثله ، ووجر ووجل . وقرأ الجمهور : ( وخسف ) مبنيا للفاعل . وأبو حيوة وابن أبي عبلة ويزيد بن [ ص: 386 ] قطيب وزيد بن علي : مبنيا للمفعول . يقال : خسف القمر وخسفه الله ، وكذلك الشمس . قال أبو عبيدة وجماعة من أهل اللغة : الخسوف والكسوف بمعنى واحد . وقال ابن أبي أويس : الكسوف ذهاب بعض الضوء ، والخسوف جميعه .
( وجمع الشمس والقمر ) : لم تلحق علامة التأنيث ; لأن تأنيث الشمس مجاز ، أو لتغليب التذكير على التأنيث . وقال الكسائي : حمل على المعنى ، والتقدير : جمع النوران أو الضياءان ، ومعنى الجمع بينهما ، قال عطاء بن يسار : يجمعان فيلقيان في النار ، وعنه يجمعان يوم القيامة ثم يقذفان في البحر ، فيكونان نار الله الكبرى . وقيل : يجمع بينهما في الطلوع من المغرب ، فيطلعان أسودين مكورين . وقال علي وابن عباس : يجعلان في نور الحجب ، وقيل : يجتمعان ولا يتفرقان ، ويقربان من الناس فيلحقهم العرق لشدة الحر ، فكأن المعنى : يجمع حرهما . وقيل : يجمع بينهما في ذهاب الضوء ، فلا يكون ثم تعاقب ليل ولا نهار . وقرأ الجمهور : ( المفر ) بفتح الميم والفاء ، أي : أين الفرار ؟ وقرأ الحسن بن علي بن أبي طالب ، والحسن بن زيد ، وابن عباس والحسن وعكرمة وأيوب السختياني وكلثوم بن عياض ، و مجاهد وابن يعمر وحماد بن سلمة وأبو رجاء وعيسى ، وابن أبي إسحاق وأبو حيوة وابن أبي عبلة والزهري : بكسر الفاء ، وهو موضع الفرار . وقرأ الحسن : بكسر الميم وفتح الفاء ، ونسبها ابن عطية للزهري ، أي : الجيد الفرار ، وأكثر ما يستعمل هذا الوزن في الآلات وفي صفات الخيل ، نحو قوله : مكر مفر مقبل مدبر معا والظاهر أن قوله : ( كلا لا وزر إلى ربك يومئذ المستقر ) من تمام قول الإنسان . وقيل : هو من كلام الله تعالى ، لا حكاية عن الإنسان . ( كلا ) : ردع عن طلب المفر ( لا وزر ) : لا ملجأ ، وعبر المفسرون عنه بالجبل . قال مطرف بن الشخير : هو كان وزر فرار العرب في بلادهم ، فلذلك استعمل ، والحقيقة أنه الملجأ من جبل أو حصن أو سلاح أو رجل أو غيره . ( إلى ربك يومئذ ) أي : إلى حكمه يومئذ تقول أين المفر ( المستقر ) أي : الاستقرار ، أو موضع استقرار من جنة أو نار إلى مشيئته تعالى ، يدخل من شاء الجنة ، ويدخل من شاء النار . ( بما قدم وأخر ) قال عبد الله وابن عباس : بما قدم في حياته وأخر من سنة يعمل بها بعده . وقال ابن عباس أيضا : بما قدم من المعاصي وأخر من الطاعات . وقال زيد بن أسلم : بما قدم من ماله لنفسه ، وبما أخر منه للوارث . وقال النخعي ومجاهد : بأول عمله وآخره . وقال الضحاك : بما قدم من فرض وأخر من فرض . والظاهر حمله على العموم ، أي : يخبره بكل ما قدم وكل ما أخر ، مما ذكره المفسرون ومما لم يذكروه . ( بصيرة ) : خبر عن الإنسان ، أي : شاهد ، قاله قتادة ، والهاء للمبالغة . وقال الأخفش : هو كقولك فلان عبرة وحجة . وقيل : أنث لأنه أراد جوارحه ، أي : جوارحه على نفسه بصيرة . وقيل : ( بصيرة ) مبتدأ محذوف الموصوف ، أي : عين بصيرة ، و ( على نفسه ) الخبر . والجملة في موضع خبر عن الإنسان ، والتقدير : عين بصيرة ، وإليه ذهب الفراء ، وأنشد : كأن على ذي العقل عينا بصيرة بمقعده ، أو منظر هو ناظره يحاذر حتى يحسب الناس كلهم من الخوف لا تخفى عليهم سرائره وعلى هذا نختار أن تكون ( بصيرة ) فاعلا بالجار والمجرور ، وهو الخبر عن الإنسان . ألا ترى أنه قد اعتمد بوقوعه خبرا عن الإنسان ؟ وعلى هذا فالتاء للتأنيث . وتأول ابن عباس ( البصيرة ) بالجوارح ، أو الملائكة الحفظة . والمعاذير عند الجمهور الأعذار ، فالمعنى : لو جاء بكل معذرة يعتذر بها عن نفسه ، فإنه هو الشاهد عليها والحجة البينة عليها . وقيل : المعاذير جمع معذرة . وقال الزمخشري : قياس معذرة معاذر ، فالمعاذير ليس بجمع معذرة ، إنما هو اسم جمع لها ، ونحو المناكير في المنكر . انتهى . وليس هذا البناء من [ ص: 387 ] أبنية أسماء الجموع ، وإنما هو من أبنية جمع التكسير ، فهو كمذاكير وملاميح والمفرد منهما لمحة وذكر . ولم يذهب أحد إلى أنهما من أسماء الجموع ، بل قيل : هما جمع للمحة وذكر على غير قياس ، أو هما جمع لمفرد لم ينطق به ، وهو مذكار وملمحة . وقال السدي والضحاك : المعاذير : الستور بلغة اليمن ، واحدها معذار ، وهو يمنع رؤية المحتجب ، كما تمنع المعذرة عقوبة الذنب . وقاله الزجاج أيضا ، أي : وإن رمى مستورة يريد أن يخفي عمله ، فنفسه شاهدة عليه . وأنشدوا في أن المعاذير الستور قول الشاعر : ولكنها ضنت بمنزل ساعة علينا ، وأطت فوقها بالمعاذر وقيل : البصيرة : الكاتبان يكتبان ما يكون من خير أو شر ، أي : وإن تستر بالستور ، وإذا كانت من العذر ، فمعنى ( ولو ألقى ) أي : نطق بمعاذيره وقالها . وقيل : ولو رمى بأعذاره واستسلم . وقال السدي : ولو أدلى بحجة وعذر . وقيل : ولو أحال بعضهم على بعض ، كقوله تعالى : ( لولا أنتم لكنا مؤمنين ) . والعذرة والعذرى : المعذرة ، قال الشاعر : ها إن ذي عذرة أن لا تكن نفعت وقال فيها : ولا عذر لمجحود . الربط بين الايات موجوده في التفسير الاول الي كتبته لك في شرح ابو بكر الجزائري
|
[align=center]بارك الله فى عمرك أختى فى الله |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
آية من سورة القيامة | رحماك-ربي | 🔒⊰ منتدى الرؤى المفسرة لأصحاب الدعـم الذهـبي ⊱ | 2 | 2007-10-06 7:08 PM |
لمسات بيانية من سورة القيامة | يمامة الوادي | رياض القرآن | 16 | 2006-11-17 5:45 PM |
#### سورة القيامة للقارئ.... #### | إشراقة | رياض القرآن | 2 | 2006-08-08 12:26 AM |
تعرف على يوم القيامة ::: صورة عن قرب | موضي | المنتدى الإسلامي | 4 | 2005-12-18 5:11 PM |
سورة القيامة | منووول | ⚪️ منتدى الرؤى المفسرة لغيرالداعـمين،أو المفسرة في المنتدى ∞ | 2 | 2004-11-10 12:13 PM |