لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
اللهم ارحمهما واغفر لهما واجعل مثواهما الجنة |
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه |
مساحة إعلانيه |
لطلب خدمة التعبير الهاتفي فضلا ابعث رسال لرقم الجوال:0568849911,أخي الزائر / أختي الزائرة مرحبا بكم في موقع بشارة خير ولتفسير أحلامكم نرجو اطلاعكم على المواضيع التالية:,منتدى التعبير المجاني بموقع د/ فهد بن سعود العصيمي,تفعيل خدمة الدعم الهاتفي (رسائل واتس أب) وإشتراك الدعم (الماسي), |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
هل للزوجة أن تمتنع عن زوجها في رمضان للعبادة ؟
السؤال: ما الحكم في امرأة تأبى زوجها في رمضان نتيجة انشغالها بالعبادة والقُرب من الله ؟. الجواب: الحمد لله أولاً : شهر رمضان مناسبة عظيمة للعابدين ليزيدوا في عباداتهم ، وللعاصين أن يتركوا ما هم عليه من معاصٍ ويصطلحوا مع ربهم عز وجل بتركها والإكثار من الطاعة فيه لبداية طيبة لحياة أخرى غير التي كانوا عليها . وقد جاءت الأحاديث الصحيحة بفضيلة الصيام والقيام والاعتكاف في هذا الشهر ، كما أن فيه ليلة – وهي ليلة القدر – جعلها الله تعالى خيراً من ألف شهر . وعليه : فلا يُنكر على من أراد استغلال أيام هذا الشهر لطاعة ربه ، فالنفوس فيه مهيأة لقراءة القرآن وطاعة الرحمن ، وسواء كان ذلك من الرجال أم من النساء . فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ) رواه البخاري ( 37 ) ومسلم ( 760 ) . ثانياً : يجب أن تعلم المرأة أن لزوجها عليها حقّاً عظيماً ، فلا يجوز لها أن تضرب بهذه الحقوق عرض الحائط ، ولا يجوز لها أن تعارض حق زوجها بما تؤديه من نافلة العبادات . فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لا تُؤَدِّي الْمَرْأَةُ حَقَّ رَبِّهَا حَتَّى تُؤَدِّيَ حَقَّ زَوْجِهَا , وَلَوْ سَأَلَهَا نَفْسَهَا وَهِيَ عَلَى قَتَبٍ لَمْ تَمْنَعْهُ ) . رواه ابن ماجه (1853) وصححه الألباني في "صحيح الترغيب" ( 1938 ) . " القَتَب للجمل كالإكاف لغيره ، ومعناه : الحث لهن على مطاوعة أزواجهن ، وأنه لا ينبغي لهن الامتناع في هذه الحالة ، فكيف في غيرها ؟ "حاشية السندي على ابن ماجه" . ولعظم حق الزوج أُمرت المرأة باستئذانه قبل قيامها ببعض التطوعات التي قد تتعارض مع حقه ، ومنها : 1. صوم النافلة : فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( لا تَصُومُ الْمَرْأَةُ وَبَعْلُهَا شَاهِدٌ إِلا بِإِذْنِهِ ) رواه البخاري ( 4896 ) ومسلم ( 1026 ) . قال النووي رحمه الله : " هذا محمول على صوم التطوع والمندوب الذي ليس له زمن معين , وهذا النهي للتحريم صرح به أصحابنا , وسببه أن الزوج له حق الاستمتاع بها في كل الأيام , وحقه فيه واجب على الفور فلا يفوته بتطوع ولا بواجب على التراخي " انتهى . " شرح مسلم " ( 7 / 115 ) . 2. الخروج للمسجد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( إِذَا اسْتَأْذَنَتْ امْرَأَةُ أَحَدِكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَلا يَمْنَعْهَا ) رواه البخاري ( 4940 ) ومسلم ( 442 ) . ثالثاً : ويجب على الزوج أن يتقي الله في امرأته ، وأن لا يكلفها فوق طاقتها ، إذ كثير من الرجال يشغلون نساءهم نهاراً بالطبخ ، وليلاً بالحلويات ، فتضيع الأيام والليالي على المرأة ، فلا تحسن استغلال نهار صومها بطاعة ، ولا ليله بعبادة ، ومن حق الزوجة على زوجها أن يكون لها نصيب من عبادات هذا الشهر وطاعاته ، فلا يمنعها من قراءة القرآن ، ولا من قيام الليل ، وأن يكون ذلك بتنسيق بينهما لئلا يحصل تعارض بين حقه وطاعة ربها وعبادته ، وهذا – طبعاً – في عبادات النوافل ، أما الفرائض فليس للزوج منعها منها . وقد كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم مع نسائه هو حثهن على الطاعة والعبادة ، وخاصة في العشر الأواخر من رمضان . فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : ( كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ , وَأَحْيَا لَيْلَهُ , وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ ) رواه البخاري ( 1920 ) ومسلم ( 1174 ) . وإذا عرف كل واحد من الزوجين ما له وما عليه استراحا من الشقاق والنزاع غالباً , وإذا علما أن مثل هذه المناسبة قد لا تتكرر في حياتهما إلا قليلاً زاد ذلك من حرصهما على استغلال أيام رمضان ولياليه أحسن استغلال . ونسأل الله تبارك وتعالى أن يؤلف بين قلوبكما ، وأن يعينكما على طاعته وحسن عبادته . والله أعلم . الإسلام سؤال وجواب ============= |
|
الترغيب في الصدقة الجارية
السؤال: أريد كلمة فيها بيان ما المراد بالصدقة الجارية والترغيب فيها . الجواب: الحمد لله فإن الله خلق الإنسان لعبادته ، قال تعالى : ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ ) الذريات/56 وشرع له من العبادات ما ينال به الثواب والأجر الجزيل في الدنيا والآخرة . ولم تقتصر هذه الأعمال والعبادات على الحياة الدنيا فقط ، بل شرع له من الأسباب ما تزداد به حسناته بعد مماته ، وهي الصدقات الجارية ، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلا مِنْ ثَلاثٍ : صَدَقَةٌ جَارِيَةٌ ، وَعِلْمٌ يُنْتَفَعُ بِهِ ، وَوَلَدٌ صَالِحٌ يَدْعُو لَهُ ) رواه مسلم (3084) . قال النووي رحمه الله في شرح مسلم : "قَالَ الْعُلَمَاء : مَعْنَى الْحَدِيث أَنَّ عَمَل الْمَيِّت يَنْقَطِع بِمَوْتِهِ , وَيَنْقَطِع تَجَدُّد الْثوَاب لَهُ, إِلا فِي هَذِهِ الأَشْيَاء الثَّلاثَة ; لِكَوْنِهِ كَانَ سَبَبهَا; فَإِنَّ الْوَلَد مِنْ كَسْبه , وَكَذَلِكَ الْعِلْم الَّذِي خَلَّفَهُ مِنْ تَعْلِيم أَوْ تَصْنِيف , وَكَذَلِكَ الصَّدَقَة الْجَارِيَة , وَهِيَ الْوَقْف " انتهى. وروى ابن ماجه (224) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ الْمُؤْمِنَ مِنْ عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ : عِلْمًا عَلَّمَهُ وَنَشَرَهُ ، وَوَلَدًا صَالِحًا تَرَكَهُ ، وَمُصْحَفًا وَرَّثَهُ ، أَوْ مَسْجِدًا بَنَاهُ ، أَوْ بَيْتًا لابْنِ السَّبِيلِ بَنَاهُ ، أَوْ نَهْرًا أَجْرَاهُ ، أَوْ صَدَقَةً أَخْرَجَهَا مِنْ مَالِهِ فِي صِحَّتِهِ وَحَيَاتِهِ ، يَلْحَقُهُ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ ) حسنه الألباني في صحيح ابن ماجه . والصدقة الجارية هي التي يستمر ثوابها بعد وفاة الإنسان ، ولذلك خصها كثير من العلماء بـ (الوقف) كمن بنى مسجداً ، لأنه يجري عليه ثوابه ما دام الوقف باقياً . وأما ما لا يستمر ثوابه – كإطعام الفقراء والمساكين - فإنه لا يصح أن يسمى صدقة جارية ، وإن كان فيه ثواب عظيم ، إلا أنه لا يسمى صدقة جارية . قال ابن حزم في المحلى (8/151) : " الصَّدَقَةَ الْجَارِيَةَ , الْبَاقِي أَجْرُهَا بَعْدَ الْمَوْتِ " انتهى . وقال الشيخ ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين (4/13) : الصدقة الجارية : كل عمل صالح يستمر للإنسان بعد موته . والذي يتصدق به الإنسان من ماله ، هو ماله الحقيقي الباقي له ، الذي ينتفع به . فقد روى الترمذي (2470) أنهم ذبحوا شاة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وتصدقوا بها إلا كتفها، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا بَقِيَ مِنْهَا ؟ قَالَتْ عائشة : مَا بَقِيَ مِنْهَا إِلا كَتِفُهَا. قَالَ : بَقِيَ كُلُّهَا غَيْرَ كَتِفِهَا . صححه الألباني في صحيح الترمذي . والمعنى : أن ما يأكله الإنسان هو الذي سيفنى ولا يبقى له ، وأما ما تصدق به فهو الباقي له عند الله ، ينتفع به يوم القيامة ، وفي هذا الحديث إشارة إلى قوله تعالى : ( مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ ) النحل/96 . وأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن كُلّ امْرِئٍ فِي ظِلِّ صَدَقَتِهِ يوم القيامة ، يوم تُدْنَى الشمسُ من رؤوس العباد ، حَتَّى يحكم الله بين الناس . رواه أحمد (16882) وصححه الألباني في صحيح الجامع (4510) . فلتبادر يا أخي بالصدقة ، واحرص أن تكون صدقتك جارية ، حتى تنتفع بها بعد الممات . نسأل الله تعالى أن يوفقنا لما يحب ويرضى . الإسلام سؤال وجواب =========== |
|
أمثلة على فعل المعروف نقوم بها يوميّاً للإكثار من الحسنات
السؤال: أرجو إعطاء أمثلة على فعل المعروف نقوم بها يوميّاً للإكثار من الحسنات . الجواب: الحمد لله يستطيع المسلم إذا وفقه الله للعمل الصالح أن يكثر من الأجر والثواب . والأعمال الصالحة كثيرة ومتنوعة ، يستطيعها الغني والفقير ، الكبير والصغير ، الذكر والأنثى ، وهي تتفاوت بحسب حال فاعلها وهمته ونشاطه بعد توفيق الله له . قال الله تعالى : ( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) النحل/97 . وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً ، أو يمسي مؤمناً ويصبح كافراً ، يبيع دينه بعرض من الدنيا " . رواه مسلم ( 118 ) . ومن هذه الأعمال التي يستطيع أن يفعلها يوميّاً : 1. صلاة الجماعة في المسجد . عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من غدا إلى المسجد وراح أعد الله له نزله من الجنة كلما غدا أو راح " . رواه البخاري ( 631 ) ومسلم ( 669 ) . 2. اتباع الجنازة والصلاة عليها . عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من شهد الجنازة حتى يصلي فله قيراط ، ومن شهدها حتى تدفن كان له قيراطان ، قيل : وما القيراطان ؟ قال : مثل الجبلين العظيمين " . رواه البخاري ( 1261 ) ومسلم ( 945 ) . 3. قول " لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة " عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من قال " لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير " في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب ، وكتبت له مائة حسنة ، ومحيت عنه مائة سيئة ، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك . رواه البخاري ( 3119 ) ومسلم ( 2691 ) . 4. صلة الرحم . عن أنس رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من سره أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه " . رواه البخاري ( 5639 ) ومسلم ( 2557 ) . 5. صيام التطوع وعيادة المريض والصدقة . عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أصبح منكم اليوم صائماً ؟ قال أبو بكر رضي الله عنه : أنا ، قال : فمن تبع منكم اليوم جنازة ؟ قال أبو بكر رضي الله عنه : أنا ، قال : فمن أطعم منكم اليوم مسكيناً ؟ قال أبو بكر رضي الله عنه : أنا ، قال : فمن عاد منكم اليوم مريضاً ؟ قال أبو بكر رضي الله عنه : أنا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة " . رواه مسلم ( 1028 ) . 6. قول " سبحان الله وبحمده " مئة مرة . عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قال حين يصبح وحين يمسي " سبحان الله وبحمده " مائة مرة : حُطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر " . رواه البخاري ( 6042 ) ومسلم ( 2691 ) . 7. التسبيح والتحميد والتكبير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وصلاة الضحى . عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " يُصبح على كل سُلاَمَى من أحدكم صدقة : فكل تسبيحة صدقة ، وكل تحميدة صدقة ، وكل تهليلة صدقة ، وكل تكبيرة صدقة ، وأمر بالمعروف صدقة ، ونهي عن المنكر ، صدقة ، ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى " . رواه مسلم ( 720 ) . 8. قراءة القرآن . عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مَن قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول { الم } حرف ، ولكن ألِف حرف ، ولام حرف ، وميم حرف . رواه الترمذي ( 2910 ) وقال : حسن صحيح . وصححه الألباني في صحيح الترمذي . وغير ذلك كثير ، وليستعن المسلم بربه تعالى ليوفقه للعمل الصالح ، وليبذل وسعه وطاقته لفعلها ، وليحافظ على المداومة على هذه الأعمال ولو كانت قليلة ، فهي خير من أن يُكثر منها ثم ينقطع . فعن عائشة – أيضاً - أنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا أيها الناس عليكم من الأعمال ما تطيقون ، فإن الله لا يمل حتى تملوا ، وإن أحب الأعمال إلى الله ما دوْوِمَ عليه وإن قَلَّ ، وكان آل محمد صلى الله عليه وسلم إذا عملوا عملا أثبتوه " . رواه البخاري ( 43 ) ومسلم – واللفظ له - ( 782 ) . والله أعلم . الإسلام سؤال وجواب |
|
الأعمال الصالحة
السؤال: ما هي الأعمال الصالحات ؟ أعرف بعضها ولكنني لا أظن بأنني أعرفها كلها. الجواب: الحمد لله الأعمال الصالحة هي ما كانت موافقة للشرع ، ويكون صاحبها مُخلصاً لربه تبارك وتعالى ، وقد عرف شيخ الإسلام العبادة بأنها : " اسم جامعٌ لكل ما يحبه ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرو والباطنة " ، وهي متنوعة وكثيرة ، ولا يمكننا حصرها فضلاً عن تعدادها ، لكننا نذكر منها : 1. الإيمان بالله ويشمل : الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقَدَر خيره وشرِّه . 2. والصلاة لوقتها وهي خمس صلوات فرضهن الله في اليوم والليلة ، وقد أجمع الصحابة رضي الله عنهم على كفر من تركها. ولا يحل تأخيرها عن أوقاتها ، ويجب أداء أركانها وواجباتها ، وأن يصلِّي المسلم كما صلَّى النبي صلى الله عليه وسلَّم . 3. وحج مبرور . والحج المبرور معناه : أ- أن يكون من مالٍ حلال . ب- أن يبتعد عن الفسق والإثم والجدال فيه . ج- أن يأتي بالمناسك وفق السنَّة النبويَّة . د- أن لا يرائي بحجه ، بل يخلص فيه لربه . هـ- أن لا يعقبه بمعصية أو إثم . 4. بر الوالدين وهو طاعتهما في طاعة الله تعالى ، ولا يجوز طاعتهما في معصية ، ومن البرِّ بهما عدم رفع الصوت عليهما ، ولا إيذاؤهما بكلام قبيح . ومن البرِّ بهما الإنفاق عليهما ، والقيام على خدمتهما . 5. الجهاد في سبيل الله وقد شرع الله تعالى الجهاد لإقامة التوحيد ، ونشر الإسلام في الأرض ، وقد أعدَّ الله تعالى للمجاهدين في سبيله أجراً عظيماً . 6. الحب في الله والبغض في الله وهو أن يحبَّ المسلمُ أخاه المسلم لله تعالى لا للونه ولا لجنسه ولا لماله ، بل لطاعته لربه ولقربه منه تعالى. كما أنه يبغض العاصي لأنه عصى الله تعالى . 7. قراءة القرآن سواء كان ذلك في حزبه اليومي أو في صلاته بالليل . 8. المداومة على الطاعات وإن قلَّت وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب الأعمال الدائمة ولو كانت قليلة ، وقليل دائم خير من كثيرٍ منقطع . 9. أداء الأمانة وهي من الواجبات ومن أفضل الأعمال ، وقد عُلم في الشرع أن المنافق هو الذي يخون الأمانة ولا يؤديها لأهلها . 10. العفو عن الناس وهو التنازل عن الحق الشخصي ، والعفو عن الظالم إن كان ذلك العفو يصلحه ، أو أنه تاب وندم على ظلمه ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " ما ازداد عبدٌ بعفوٍ إلا عزّاً " رواه مسلم ( 2588 ) 11. الصدق في الحديث وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صِدِّيقاً " ، والصدق منجاة لصاحبه ، وهو خلق عظيم تخلَّق به الأنبياء وأتباعهم بحقٍّ " رواه مسلم ( 2607 ) 12. النفقة في سبيل الله وتشمل النفقة في الجهاد ، وعلى الوالدين والفقراء والمساكين والمحتاجين ، وفي بناء المساجد ، وفي طباعة المصاحف والكتب الإسلاميَّة ، والنفقة على الأهل والأولاد . 13. أن يسلم المسلمون من لسانه ويده . وذلك بالكف عن الغيبة والنميمة والقذف والسب واللعن ، وكذا الكف عن البطش والضرب لمن لا يستحق . 14. إطعام الطعام ويشمل إطعام الإنسان والبهائم . 15. إفشاء السلام على من عرفت ومن لم تعرف إلا من ورد النص بالمنع من ابتدائه بالسلام وهم الكفار . 16. تعين ضائعاً أو تصنع لأخرق . والضائع هو ذو الحاجة من فقر أو عيال ، والأخرق هو الجاهل الذي لا صنعة له . 17. تدع الناس من الشر فإنها صدقة تصدق بها على نفسك . وغير ذلك كثير . . . وإليك هذا الحديث في تعداد بعض الأعمال الصالحة : روى البيهقي عن أبي ذر قال : قلت : يا رسول الله ماذا ينجي العبد من النار ؟ قال : الإيمان بالله . قلت : يا رسول الله إن مع الإيمان عملاً . قال : يرضخ مما رزقه الله [ومعنى الرضخ هو العطاء] . قلت : يا رسول الله أرأيت إن كان فقيراً لا يجد ما يرضخ به ؟ قال : يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر . قلت : يا رسول الله ، أرأيت إن كان لا يستطيع أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر؟ قال : يصنع لأخرق . [وهو الجاهل الذي لا صنعة له يكتسب منها] . قلت : أرأيت إن كان أخرق لا يستطيع أن يصنع شيئاً ؟ قال : يعين مظلوماً . قلت : أرأيت إن كان ضعيفاً لا يستطيع أن يعين مظلوماً ؟ قال : ما تريد أن تترك في صاحبك من خير؟*! ليمسك أذاه عن الناس . فقلت : يا رسول الله إذا فعل ذلك دخل الجنة ؟ قال : ما من مؤمن يطلب خصلة من هذه الخصال إلا أخذت بيده حتى تدخله الجنة . صححه الألباني في الترغيب (876) . والله الموفق . الإسلام سؤال وجواب |
|
مزايا حافظ القرآن في الدنيا والآخرة
السؤال: ما هي المنافع التي يحصل عليه حافظ (القرآن) في هذه الحياة وفي الآخرة ؟ وما الذي سيحصل عليه أقرباؤه وذريته ؟ وماذا عن الأجيال قبله وبعده ؟. الجواب: الحمد لله أولاً : إن حفظ القرآن عبادة يبتغي به صاحبه وجه الله والثواب في الآخرة ، وبغير هذه النية لن يكون له أجر بل وسيعذَّب على صرفه هذه العبادة لغير الله عز وجل . يجب على حافظ القرآن أن لا يقصد بحفظه تحصيل منافع دنيوية لأن حفظه ليس سلعة يتاجر بها في الدنيا ، بل هي عبادة يقدمها بين يدي ربِّه تبارك وتعالى . وقد اختصَّ الله تعالى حافظ القرآن بخصائص في الدنيا وفي الآخرة ، ومنها : 1. أنه يُقدَّم على غيره في الصلاة إماماً . عن أبي مسعود الأنصاري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سلما ولا يؤمن الرجل الرجل في سلطانه ولا يقعد في بيته على تكرمته إلا بإذنه " . رواه مسلم ( 673 ) . وعن عبد الله بن عمر قال : لما قدم المهاجرون الأولون العصبة موضع بقباء قبل مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤمهم سالم مولى أبي حذيفة وكان أكثرهم قرآنا . رواه البخاري ( 660 ) . 2. أنه يقدَّم على غيره في القبر في جهة القبلة إذا اضطررنا لدفنه مع غيره . عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : كان النَّبي صلى الله عليه وسلم يجمع بين الرجلين من قتلى " أحد " في ثوب واحد ثم يقول : أيهم أكثر أخذاً للقرآن ؟ فإذا أشير له إلى أحدهما قدَّمه في اللحد وقال : أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة وأمر بدفنهم في دمائهم ولم يغسلوا ولم يصل عليهم . رواه البخاري ( 1278 ) . 3. يقدّم في الإمارة والرئاسة إذا أطاق حملها . عن عامر بن واثلة أن نافع بن عبد الحارث لقي عمر بعسفان وكان عمر يستعمله على مكة فقال : من استعملتَ على أهل الوادي ؟ فقال : ابن أبزى ! قال : ومن ابن أبزى ؟ قال : مولى من موالينا ! قال : فاستخلفتَ عليهم مولى ؟ قال : إنه قارئ لكتاب الله عز وجل ، وإنه عالم بالفرائض ، قال عمر : أما إن نبيكم صلى الله عليه وسلم قد قال : إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين . رواه مسلم ( 817 ) . وأما في الآخرة : 4. فإن منزلة الحافظ للقرآن عند آخر آية كان يحفظها . عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يقال لصاحب القرآن : اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها ". رواه الترمذي ( 2914 ) وقال : هذا حديث حسن صحيح ، وقال الألباني في " صحيح الترمذي " برقم ( 2329 ) : حسن صحيح ، وأبو داود ( 1464 ) . ومعنى القراءة هنا : الحفظ . 5. أنه يكون مع الملائكة رفيقاً لهم في منازلهم . عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة ومثل الذي يقرأ وهو يتعاهده وهو عليه شديد فله أجران " . رواه البخاري ( 4653 ) ومسلم ( 798 ) . 6. أنه يُلبس تاج الكرامة وحلة الكرامة . عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يجيء القرآن يوم القيامة فيقول : يا رب حلِّه ، فيلبس تاج الكرامة ثم يقول : يا رب زِدْه ، فيلبس حلة الكرامة ، ثم يقول : يا رب ارض عنه فيرضى عنه ، فيقال له : اقرأ وارق وتزاد بكل آية حسنة " . رواه الترمذي ( 2915 ) وقال : هذا حديث حسن صحيح ، وقال الألباني في " صحيح الترمذي " برقم ( 2328 ) : حسن . 7. أنه يَشفع فيه القرآن عند ربِّه . عن أبي أمامة الباهلي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه اقرءوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة قال معاوية بلغني أن البطلة السحرة . رواه مسلم ( 804 ) ، والبخاري معلَّقاً . ثانياً : وأما أقرباؤه وذريته فقد ورد الدليل في والديه أنهما يكسيان حلَّتين لا تقوم لهما الدنيا وما فيها ، وما ذلك إلا لرعايتهما وتعليمهما ولدهما ، وحتى لو كانا جاهليْن فإن الله يكرمهما بولدهما ، وأما من كان يصدُّ ولده عن القرآن ويمنعه منه فهذا من المحرومين . عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم : " يجيء القرآن يوم القيامة كالرجل الشاحب يقول لصاحبه : هل تعرفني ؟ أنا الذي كنتُ أُسهر ليلك وأظمئ هواجرك ، وإن كل تاجر من وراء تجارته وأنا لك اليوم من وراء كل تاجر فيعطى الملك بيمينه والخلد بشماله ويوضع على رأسه تاج الوقار ، ويُكسى والداه حلَّتين لا تقوم لهما الدنيا وما فيها ، فيقولان : يا رب أنى لنا هذا ؟ فيقال لهما : بتعليم ولدكما القرآن " . رواه الطبراني في " الأوسط " ( 6 / 51 ) . وعن بريدة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قرأ القرآن وتعلَّم وعمل به أُلبس والداه يوم القيامة تاجاً من نور ضوؤه مثل ضوء الشمس ، ويكسى والداه حلتين لا تقوم لهما الدنيا فيقولان : بم كسينا هذا ؟ فيقال : بأخذ ولدكما القرآن " . رواه الحاكم ( 1 / 756 ) . والحديثان يحسن أحدهما الآخر ، انظر " السلسلة الصحيحة " ( 2829 ) . والله أعلم. الشيخ محمد صالح المنجد =================== |
|
كيف يوفق المسلمون بين العمل للآخرة والعمل للدنيا ؟
السؤال: في هذا العالم إذا كرس المسلمون جميع أوقاتهم وأفعالهم لما ينفع في اليوم الآخر ولم ينخرطوا في أي من الأعمال الدنيوية ، فكيف سيساهمون فيما فيه نفع الحضارة والإنسانية مثل التكنولوجيا والعلم والاختراع ؟. الجواب: الحمد لله دين الإسلام هو خاتم الأديان ، وإن مِن أهم خصائص هذا الدين أنه دين ينظم الحياة كلها , فالإسلام دين الدنيا والآخرة , قال الله سبحانه وتعالى : ( قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) الأنعام/162 ، وفي دعاء المسلمين في مواضع متفرقة يقولون : ( ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ) ، فهذا دين الله الكامل والشامل والجامع ، جمع بين حق الله وحق العبد ، وبين أمر الدنيا وأمر الآخرة . وإن ادِّعاء أن الإسلام جاء بالرهبانية ادعاء باطل ، بل الرهبانية في دين النصارى المحرَّف ، وأخذها عنهم بعض مبتدعة المسلمين كالصوفية ، أما أهل السنة والجماعة الذي أخذوا الدين من نبعه الصافي ، وفهموه على وجهه الصحيح فإنهم يعتقدون أن الدنيا معبر إلى الآخرة ، وأن الإنسان لا ينبغي له أن يتعلق بالدنيا على حساب الآخرة ، فهم جعلوا الآخرة هي محط أنظارهم لأنها الحياة الأبدية الخالدة ، فالعمل ينبغي أن يكون من أجلها لا من أجل حياة قصيرة فانية ، وليس معنى هذا أن لا يعملوا في الدنيا ولا يعمروا الأرض ، بل إن المسلمين بلغوا في مجالات العلم النظرية والعملية أعلى المنازل ، وكانت الحضارات تتبع المسلمين في تقدمهم وعلومهم ، ولا تزال بعض الجامعات الغربية العريقة تعترف بهذا وتدرِّس كتاباً للمسلمين في مناهجهم . قال الفيلسوف الفرنسي " جوستاف لوبون " في كتابه " حضارة العرب " : هل يتعين أن نذكر أن العرب - والعرب وحدهم - هم الذين هدونا إلى العالم اليوناني والعالم اللاتيني القديم ، وأن الجامعات الأوربية ومنها جامعة باريس عاشت مدة ستمئة عام على ترجمات كتبهم وجرت على أساليبهم في البحث ، وكانت الحضارة الإسلامية من أعجب ما عرف التاريخ " انتهى . والمسلمون ليسوا كغيرهم ، فإنهم لما كانوا متمسكين بدينهم كانوا سابقين – أيضاً – في الدنيا ، ولما تركوا دينهم وتخلوا عنه صاروا تبعاً لغيرهم وعالة عليهم ، والنصارى لما كانوا متمسكين بدينهم المحرَّف كانوا متخلفين في دنياهم ، ولما قاموا على كنائسهم حرقاً وعلى رهبانهم قتلاً وفصلوا الدين عن الدنيا تقدموا في دنياهم وعلومها ، فالمسلمون يدفعهم دينهم إلى التقدم ، ويتأخرون بتأخرهم عن دينهم ، والنصارى تخلفوا لما تمسكوا بدينهم المحرَّف ، لأنه لا يمكن لدين حرفه العباد أن يؤدي إلى التقدم ، وتقدموا لما تخلوا عنه ، فأي المنهجين يدعو لعمارة الدنيا ويسعى في تقدمه في العلوم وإسعاد الناس في الدنيا والآخرة ؟ والآيات والأحاديث التي تحث المسلم على عمارة الأرض بالزراعة والصناعة كثيرة ، وقد فهم المسلمون ذلك فسارعوا إلى العمل على هذه العمارة دون أن يؤثر ذلك على عبادتهم وطاعتهم ، ودون أن يروا أن بين الدين والدنيا تضادّاً وتنافراً ، والمحذور في هذه العمارة هو أن ينشغل المسلم بها عن واجبات دينه وطاعة ربه . عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة ) رواه البخاري (2195) ومسلم (1553) . قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : وفي الحديث : فضل الغرس والزرع والحض على عمارة الأرض , ويستنبط منه اتخاذ الضيعة والقيام عليها ، وفيه فساد قول من أنكر ذلك من المتزهدة ، وحُمل ما ورد من التنفير عن ذلك على ما إذا شغل عن أمر الدين , فمنه حديث ابن مسعود مرفوعا : ( لا تتخذوا الضيعة فترغبوا في الدنيا ) الحديث , قال القرطبي : يجمع بينه وبين حديث الباب بحمله على الاستكثار والاشتغال به عن أمر الدين , وحمل حديث الباب على اتخاذها للكفاف أو لنفع المسلمين بها وتحصيل ثوابها . "فتح الباري" (5/4) . والحديث الذي ذكره الحافظ ابن حجر : ( لا تتخذوا الضيعة فترغبوا في الدنيا ) رواه الترمذي (2328) وحسَّنه . قال المباركفوري رحمه الله : (الضيعة) هي : البستان والقرية والمزرعة . (فترغبوا في الدنيا) أي : فتميلوا إليها عن الأخرى , والمراد : النهي عن الاشتغال بها وبأمثالها مما يكون مانعاً عن القيام بعبادة المولى وعن التوجه كما ينبغي إلى أمور العقبى . وقال الطيبي : المعنى لا تتوغلوا في اتخاذ الضيعة فتلهوا بها عن ذكر الله قال تعالى : ( رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ) . "تحفة الأحوذي" (6/511) . وقد رأينا إنصاف المسلمين ودينهم من بعض الباحثين الغربيين ، فاعترفوا بسبق المسلمين في مجالات العلوم الدنيوية المختلفة ، وهاهي بعض أقوالهم ليعلم السائل – وغيره – موقع الإسلام من الحضارات الأخرى ، وليعلم منهج الإسلام في حثه أتباعه على النظر والتأمل والعمل والإبداع ، وسنحرص على تنويع بلدان القائلين واختلاف ثقافاتهم . 1. يقول المفكر الفرنسي " جوستاف لوبون " في كتابه المعروف " حضارة العرب " - ترجمة " عادل زعيتر " - : " لو أن العرب استولوا على فرنسا : إذن لصارت باريس مثل قرطبة في إسبانيا ، مركزاً للحضارة والعلم ؛ حيث كان رجل الشارع فيها يكتب ويقرأ ، بل ويقرض الشعر أحياناً ، في الوقت الذي كان فيه ملوك أوروبا لا يعرفون كتابة أسمائهم " ! . 2. وقالت المستشرقة الألمانية " زيغريد هونكة " - في كتابها المعروف " شمس الله تشرق على الغرب" - انتشار المكتبات في العالم العربي والإسلامي : " نمت دور الكتب في كل مكان نمو العشب في الأرض الطيبة ، ففي عام 891 م يحصي مسافر عدد دور الكتب العامة في بغداد بأكثر من مئة ، وبدأت كل مدينة تبني لها داراً للكتب يستطيع عمرو وزيد من الناس استعارة ما يشاء منها ، وأن يجلس في قاعات المطالعة ليقرأ ما يريد ، كما يجتمع فيها المترجمون والمؤلفون في قاعات خصصت لهم ، يتجادلون ويتناقشون كما يحدث اليوم في أرقى الأندية العلمية " . وكتاب " شمس الله تشرق على الغرب " في النص الألماني معناه : نور الإسلام يضيء الحضارة الغربية ، والكتاب مليء بأسماء مبدعين مسلمين عرب وغير عرب . 3. واقرأ هذا الكلام لحكيم روسي وهو يبين أن هذا الدين فيه ما خدم الإنسانية ، وقاد إلى الرقي والمدنية . وقال تولستوي الحكيم الروسي : " ومما لا ريب فيه أن النبي محمداً كان من عظام الرجال المصلحين الذين خدموا المجتمع الإنساني خدمة جليلة ، ويكفيه فخراً أنه هدى أمة برمتها إلى نور الحق ، وجعلها تجنح للسكينة والسلام وتؤثر عيشة الزهد ، ومنعها من سفك الدماء وتقديم الضحايا البشرية ، وفتح لها طريق الرقي والمدنية ، وهو عمل عظيم لا يقوم به إلا شخص أوتي قوة ، ورجل مثل هذا جدير بالاحترام والإكرام " . 4. وقال الدكتور النمساوي شبرك : " إنّ البشرية لتفتخر بانتساب رجل كمحمد إليها ، إذ إنّه رغم أُمّيته استطاع قبل بضعة عشر قرنًا أنْ يأتي بتشريع ، سنكونُ نحنُ الأوروبيين أسعد ما نكون إذا توصلنا إلى قمّته " . 5. وفي باب الطب والجراحة كان للمسلمين دورٌ لا يُنكر . يقول الكاتب البريطاني هـ.ج. ويلز في كتابه " معالم تاريخ الإنسانية " : " وتقدموا في الطب أشواطا بعيدة على الإغريق ، ودرسوا علم وظائف الأعضاء ، وعلم تدبير الصحة ، ... ولا يبرح كثير من طرق العلاج عندهم مستعملا بين ظهرانينا إلى اليوم ، وكان لجراحيهم دراية باستعمال التخدير ، وكانوا يجرون طائفة من أصعب الجراحات المعروفة ، وفي ذات الوقت التي كانت الكنيسة تحرم فيه ممارسة الطب انتظاراً منها لتمام الشفاء بموجب المناسك الدينية التي يتولاها القساوسة : كان لدى العرب علم طبي حق " انتهى . بل ويقول – أيضاً - : "كل دين لا يسير مع المدنية فاضرب به عرض الحائط ، ولم أجد ديناً يسير مع المدنية أنَّى سارت سوى دين الإسلام " انتهى . والشهادات أكثر من أن تحصى ، وأردنا بذكر بعضها التدليل على ما قلناه من كلام غير المسلمين ، وقد اخترنا أناساً لا يمكن تواطؤهم على الكذب ، فهم من دول مختلفة ، ومن ثقافات مختلفة ، بل ومن أديان وحضارات مختلفة ، وفي كل ما ذكرناه عنهم بيان لما كان عليه المسلمون – ويجب أن يبقوا عليه – من تقدم وازدهار في العلوم المدنية ومن السعي في الإنسانية للرقي بحياتها في مختلف المجالات ، وكان المسلمون مع بروزهم في هذه المجالات متقدمين – كذلك – في العلوم الدينية والعبادات والطاعات لربهم عز وجل ، وتاريخ هذا الدين يشهد بالحركة العظيمة في التأليف في المجال الشرعي المتعلق بالقرآن والسنة ، ويشهد بنماذج عالية لعبَّاد وزهَّاد لم تمنعهم عبادتهم ولم يمنعهم زهدهم من أن يكونوا علماء في الشرع أو علماء في علوم دنيوية . وثمة أسماء لامعة لعلماء مسلمين في مجالات متعددة لا يُنكِر علمَهم وتقدمَهم إلا جاهل أو مكابر ، ومنهم : ابن النفيس والزهراوي في الطب ، وابن الهيثم في الرؤية والضوء ، والخوارزمي في الرياضيات ، وغيرهم كثير كثير . وفي نهاية الجواب نتمنى أن تطلع على هذه المحاضرة والتي هي بعنوان " عمل الدنيا لا ينافي عمل الآخرة " وستجد فيها المزيد مما تستفيد منه وتفيد غيرك به ، وهي مفرغة تحت هذا الرابط : http://www.islamdoor.com/k/364.htm ونسأل الله أن يهدي المسلمين لدينهم ، وأن يوفقهم للعمل بما أمروا به ، وأن يهدي كل باحث عن الحقيقة ساعٍ في طلبها ، راغبٍ في الهداية . والله الموفق . الإسلام سؤال وجواب ================= |
|
الطاعة في الصغر وهل تتسلط عليه الشياطين إذا أكثر من الطاعة؟
السؤال: أنا صغير في سني وأحب أن أتعبد الله بعد الساعة 12 بعد منتصف الليل خاصة أثناء الصيام ، لكن هناك من يقول لي إنه عندما يكثر المسلم من الصلاة أو عبادة الله فإن الجن والشيطان يحاولون منعه ، فهل هذا صحيح ؟ وأسأل أيضاً : عندما يقوم الشاب بالتعبد لله وهو صغير فإن ذلك يشبه الذهب بالنسبة له ، سأكون في غاية الامتنان لك إذا أوضحت لي هذا الأمر بشيء من الاستطراد . الجواب: الحمد لله أولاً : إننا لنسرُّ كثيراً عندما نقف على مثل هذه النماذج الطيبة لشباب الإسلام ، فبينما الصغار يفكرون في اللهو واللعب ، ويقضون أوقاتهم فيما لا ينفع تأتينا هذه النماذج الطيبة لشباب يحبون التعبد لله ، ويطلبون العلم ، ويدعون إلى الله عز وجل ، ويحرصون على حفظ القرآن والسنَّة ، فهنيئاً لك هذه الهمة ، ونسأل الله أن يثبتك على دينه وأن يحفظك ، وأن يجعلك قرة عين لوالديك . واعلم أيها الابن الفاضل أن الشيطان إذا رأى إقبال العبد على ربه تعالى فإنه يحاول صدَّه ، وقد أخذ الشيطان العهد على نفسه لهذه المهمة الخبيثة ، لكن الله تعالى أعلمنا أن لا سبيل له على عباده المخلَصين . قال تعالى : ( قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ . إِلا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ . قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ . إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ ) الحجر/39 – 42 . واعلم أن الشيطان لا يملك إلا دعوة الناس للضلال ، وتزيينه لهم ، وليس له سلطان عليهم يجبرهم به على ما يريد ، فاللوم إنما يكون على من استجاب له . قال تعالى : ( وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) إبراهيم/22 . وطاعة الله عز وجل سدٌّ منيع أمام كيد الشيطان ووسوسته ، وذِكر الله تعالى حصن حصين يحفظ الله تعالى به الذاكر من مكر الشيطان وغوايته . عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ بَيْتِهِ ، فَقَالَ : بِسْمِ اللَّهِ ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ ، لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ . قَالَ : يُقَالُ حِينَئِذٍ : هُدِيتَ وَكُفِيتَ وَوُقِيتَ ، فَتَتَنَحَّى لَهُ الشَّيَاطِينُ ، فَيَقُولُ لَهُ شَيْطَانٌ آخَرُ : كَيْفَ لَكَ بِرَجُلٍ قَدْ هُدِيَ وَكُفِيَ وَوُقِيَ ؟!) رواه الترمذي ( 3423 ) وأبو داود ( 5095 ) . وصححه الألباني في صحيح أبي داود . ولا سبيل للشيطان على قلب عرف الله ، وعلى جوارح ذلَّت لله تعالى ، بفعل طاعته ، وترك معصيته ، وإن نور الطاعة ليحرق الشياطين كما تحرق الشهب إخوانهم . قال ابن القيم رحمه الله : " الطاعة تنوِّر القلب وتجلوه وتصقله وتقويه وتثبته حتى يصير كالمرآة المجلوة في جلائها وصفائها فيتلألأ نوراً ، فإذا دنا الشيطان منه أصابه من نوره ما يصيب مسترق السمع من الشهب الثواقب ، فالشيطان يفرق من هذا القلب أشد من فرق الذئب من الأسد " انتهى . " الجواب الكافي " ( ص 64 ) . ثانياً : وأما التعبد لله تعالى في الصغر فهو علامة خير لصاحبه ، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن فضل عظيم للشاب الذي ينشأ في طاعة الله عز وجل وهو أنه يكون في ظل الله يوم القيامة ، يوم تكون الشمس فوق رؤوس الخلائق . عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ تَعَالَى فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ . . . وذكر منهم : وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللَّهِ ) رواه البخاري (1423) ومسلم (1031) . ومن حفظ جوارحه في صغره عن المعصية حفظها الله له في كبَره ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس وهو غلام صغير : ( احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ ) رواه الترمذي ( 2516 ) وصححه الألباني في صحيح الترمذي . قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله : " ومَنْ حفظ الله في صباه وقوته : حفظه الله في حال كبَره وضعف قوته ، ومتَّعه بسمعه وبصره وحوله وقوته وعقله ، وكان بعض العلماء قد جاوز المائة سنة وهو ممتع بقوته وعقله ، فوثب يوماً وثبةً شديدةً فعوتب في ذلك ، فقال : هذه جوارح حفظناها عن المعاصي في الصغَر فحفظها الله علينا في الكبَر ، وعكس هذا : أن بعض السلف رأى شيخاً يسأل الناس فقال : إن هذا ضعيف ضيَّع الله في صغره فضيَّعه الله في كبَره " انتهى . " جامع العلوم والحكَم " ( 1 / 186 ) . فاستعن بالله على طاعته واسأله المزيد من فضله ، ولا تلتفت إلى المثبطات والمعوقات عن هذا الطريق ، واحذر شياطين الإنس والجن ، ونسأل الله أن يعينك على ذِكره وشكره وحسن عبادته . والله أعلم . الإسلام سؤال وجواب ============== |
|
هل حفظ القرآن أفضل أم قراءته في رمضان؟
السؤال: هل حفظ القرآن أفضل أم قراءته في رمضان ؟. الجواب: الحمد لله قراءة القرآن في رمضان من أجل الأعمال وأفضلها ، فرمضان هو شهر القرآن ، قال الله تعالى : ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ) البقرة/185. وكان جبريل يأتي النبي صلى الله عليه وسلم كل ليلة في رمضان فيدارسه القرآن . رواه البخاري (5) ومسلم (4268) . وروى البخاري (4614) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أن جبريل (كان يعْرضُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقُرْآنَ كُلَّ عَامٍ مَرَّةً ، فَعرضَ عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ فِي الْعَامِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ ) . فيؤخذ من هذا استحباب الإكثار من تلاوة القرآن الكريم ومدارسته في رمضان . انظر السؤال . ويؤخذ منه استحباب ختمه كذلك ، لأن جبريل عليه السلام كان يعرض القرآن كاملاً على النبي صلى الله عليه وسلم . انظر : "فتاوى الشيخ ابن باز" (11/331) . وكل من الحفظ والمراجعة هو قراءة وزيادة ، لأنه لن يحفظ أو يراجع إلا بعد تكرار قراءة الآية عدة مرات ، وله بكل حرف عشر حسنات . وعلى هذا يكون اهتمامه بالحفظ والمراجعة أولى . وقد دلّت السنة إذاً على : 1- مراجعة الحفظ . 2- المدارسة . 3- التلاوة . وهي حاصلة مما سبق . وينبغي في مثل هذه الحال أن يختم القرآن ، ولو مرّة واحدة في الشهر ، ثم يفعل الأنسب لحاله بعد ذلك : إما أن يكثر من التلاوة وختم القرآن أو يهتم بالمراجعة ، أو الحفظ الجديد ويراعي الأصلح لقلبه ، فقد يكون الأصلح له الحفظ أو القراءة أو المراجعة ، فإن المقصود من القرآن هو قراءته وتدبره والتأثر به والعمل بما فيه . فعلى المؤمن أن يتعاهد قلبه ، وينظر الأصلح له فيفعله . والله أعلم . الإسلام سؤال وجواب ============ |
|
هل نستطيع الاجتهاد في العبادة كاجتهاد السابقين الأولين ؟
السؤال: لقد اشتهر الصالحون السابقون بحب العبادة ، والتفاني في أدائها ، مثل : قيام الليل ، وقراءة القرآن ، وحفظه ، فهل نستطيع نحن جيل هذا العصر القيام ولو بالقليل من هذا ، مع كل الفتن المحيطة من كل النواحي ؟ . الجواب: الحمد لله يستطيع الواحد منا أن يجتهد في العبادة ينافس أولئك الرجال بالقيام بما ندبت إليه الشريعة وحثَّ عليه الإسلام ، وينبغي أن تكون عند المسلم همة يهد بها الجبال ، وقد قيل : ( همة الرجال تقلع الجبال ) . والصحابة رضي الله عنهم كانوا للأمة خير قدوة في الطاعة والعبادة ، ومع هذا فلم يمنع ذلك مَنْ بعدهم أن يحثوا أنفسهم على منافستهم في العبادة حتى لا يستأثروا بالنبي صلى الله عليه وسلم ، واسمع لواحد منهم واعجب لهذه الهمة العظيمة ، قال أبو مسلم الخولاني رحمه الله : ( أيظن أصحاب محمد أن يستأثروا به دوننا ، كلا والله ! لنزاحمنهم عليه زحاماً حتى يعلموا أنهم قد خلَّفوا وراءهم رجالاً !! ) . وقد كان يقول كلمته هذه عندما كان يقوم الليل فإذا تعبت قدماه ضربها بيديه وقال ذلك ، فبمثل هذه الهمم يستطيع المسلم أن يقوم بالطاعات والعبادات ، وهو من التنافس المحمود المأمور به في قوله تعالى ( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ) . ولو لم يكن في مقدور المتأخرين القيام بالأعمال الجليلة في الطاعة والعبادة لما رأينا الله تعالى يحث عباده جميعاً عليها ، ويعدهم بالثواب الجزيل إن قاموا بها ، ولما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالوصية العظيمة وهي قوله ( اغتنم خمسا قبل خمس : حياتك قبل موتك ، وصحتك قبل سقمك ، وفراغك قبل شغلك ، وشبابك قبل هرمك ، وغناك قبل فقرك ) صححه الألباني رحمه الله في صحيح وضعيف الجامع الصغير ، فهي – إذن – دعوة لنا أن نغتنم حياتنا بالطاعة قبل أن يفاجئنا الموت ، وأن نغتنم صحتنا قبل العجز والمرض ، فالصحيح يستطيع ما لا يستطيعه المريض ، وأن نغتنم فراغنا قبل شغلنا بالزوجة والأولاد والأعمال ، وأن نغتنم شبابنا حيث النشاط والهمة قبل الكبَر والضعف ، وأن نغتنم غنانا بالصدقة والإنفاق قبل سلب ذلك وعجزنا عنه . وفي المعاصرين أمثلة مشرقة ، في حياتهم الطاعة والعبادة ، ولا يخلو عصر من عصور المسلمين – ولله الحمد – من أمثال هؤلاء ، يشحذون الهمم للقيام بكل ما يحب الله ويرضى من الأقوال والأعمال ، ففي هذه الأمة من المعاصرين من قضى عمره في ساحات الجهاد حتى قدَّم نفسه رخيصة لربه تعالى واشترى بها الجنة ، ومنهم من جدَّ واجتهد في العلم منذ أن عقل إلى أن مات ، ومنهم من حافظ على قيام الليل ولم يعرف عنه تركه لا في سفر ولا في حضر ، ومنهم من بذل أمواله كلها في سبيل الله تعالى ولم تجب عليه الزكاة في حياته قط ، ومنهم من بذل نفسه للمسلمين يشفع لهذا ويقضي حاجة ذاك ، ويجيب السائل ويفتي المستفتي ، ويعلم الجاهل ويحث الناس على الخير . فلن تعدم – أخي – صوراً مشرقة من حياة علمائنا وأئمتنا ومجاهدينا ، وسترى في حياتهم ما يحثك على فعل الطاعة ويجعلك تعلم أنه يوجد مجال للمنافسة مع المتقدمين ، ونظرة في حياة الأئمة الثلاثة : عبد العزيز بن باز والألباني وابن عثيمين تجد فيها العلم والتعليم والجد والاجتهاد والبذل والإنفاق والشفاعة والدعوة ، ولا يزال المسلمون يقدمون أروع الأمثلة في جهادهم الكفار في الأرض كلها . وفي حفظ القرآن نماذج صالحة كثيرة ، فقد حفظ كثيرون القرآن وهم لم يبلغوا الثامنة من عمرهم ، وقد وجد من حفظ القرآن كاملاً في شهرين ، بل في شهر . وينبغي على المسلم المحب للقيام بالطاعة والعبادة والراغب بالتنافس مع من قبله أو مع من عاصره من أهل الهمم أن يحذر من أشياء : أولها : الغفلة عن الآخرة وما فيها من ثواب جزيل وأجر عظيم ، قال ابن القيم - رحمه الله – في " بدائع الفوائد " ( ص 98 ) : خراب القلب من الأمن والغفلة ، وعمارته من الخشية والذكر . وثانيها : أن يترك التنافس على الدنيا مع أهلها وليدعها لهم ولتتطلع نفسه لعالي الأمور ، وأن يحذر أن يجعل الدنيا أكبر همه ومبلغ علمه ، وأن يجعل المال والمتاع في يده لا في قلبه . وثالثها : الابتعاد عن التأجيل والتسويف ، وعليه أن يبادر بالقيام بالأعمال استجابة لأمر الله تعالى : ( وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ) آل عمران/133 وقال ( سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ) الحديد/21 . والله الموفق . الإسلام سؤال وجواب ============== |
|
سكرات الموت هل تخفف من الذنوب ؟
السؤال: صعوبة سكرات الموت هل تخفف من الذنوب ، وكذلك المرض هل يخفف من الذنوب نرجو الإفادة ؟ الجواب: الحمد لله نعم كل ما يصيب الإنسان من مرض أو شدة أو همّ أو غمّ حتى الشوكة تصيبه فإنها كفارة لذنوبه ، ثم إن صبر واحتسب كان له مع التكفير أجر ذلك الصبر الذي قابل به هذه المصيبة التي لحقت به ، ولا فرق في ذلك بينما يكون عند الموت وما يكون قبله ، فالمصائب كفارات للذنوب بالنسبة للمؤمن ويدل على هذا قوله تعالى : ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ) الشورى/30 فإذا كان ذلك بما كسبت أيدينا دل هذا على أنها مكفرة لما عملناه منها وكسبناه وكذلك أخبر النبي عليه الصلاة والسلام بأنه لا يصيب المؤمن هم ولا غم ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها عنه . الشيخ ابن عثيمين في الفتاوى الجامعة للمرأة المسلمة ج/3 ص 1138 |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
فار ثم قط ثم نمر ثم مجموعه اسود | midomssh | 🔒⊰ منتدى الرؤى المفسرة لأصحاب الدعـم الذهـبي ⊱ | 1 | 2006-08-31 7:11 AM |
!i!i التصويت للموضوع المتميّزفي منتدى الاستشارات النفسية والاجتماعية* شهر 11 * i!i! | الغــــاليــــة | منتدى الإرشاد الأسري والنفسي | 4 | 2005-12-04 9:04 PM |
!i!i التصويت للموضوع المتميّزفي منتدى الاستشارات النفسية والاجتماعية* شهر 10 * i!i! | الغــــاليــــة | منتدى الإرشاد الأسري والنفسي | 2 | 2005-12-03 3:55 PM |
هنا يتم التصويت لأفضل موضوع في منتدى الاستشارات النفسية والاجتماعية | لولوة حماده | منتدى الإرشاد الأسري والنفسي | 2 | 2005-08-29 1:27 PM |
مجموعه سلاسل | نورالحياة | ⚪️ منتدى الرؤى المفسرة لغيرالداعـمين،أو المفسرة في المنتدى ∞ | 6 | 2005-02-10 8:02 PM |